ما هي الكنيسة؟




السؤال: ما هي الكنيسة؟

الجواب:
كثير من الناس اليوم يعتقدون أن الكنيسة هي مبني. ولكن ذلك ليس هو التعريف الكتابي للكنيسة. فكلمة كنيسة تأتي من الكلمة اليونانية "اكلاسيا" وهي تعني الجماعة أو المدعوون. فأصل معني الكنيسة لا يشير الي المبني ولكن الي الأناس. فمن الغريب أنه عند سؤال الناس عن الكنيسة التي هم جزء منها فهم يجيبون بالقول الكنيسة المعمدانية أو كنيسة الأصلاح أو أي طائفة أخري. وكثير من الأحيان فهم يشيرون الي الطائفة أو المبني الذي يجتمعون فيه. أقراء رومية 5:16 "...أيضا سلام الي الكنيسة التي في بيتهم.." فنري هنا أن بولس يشير الي جماعة المؤمنيين الذين هم مجتمعون في منزل وليس مبني الكنيسة.

الكنيسة هي جسد المسيح. أفسس 22:1-23 يقول "وأخضع كل شيء تحت قدميه، واياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة. التي هي جسده، ملء الذي يملاء الكل في الكل". جسد المسيح ممثل في جميع المؤمنيين بأسمة منذ يوم الخماسين وحتي يوم الأختطاف. ويتكون من جزئين:

1) الكنيسة الكونية الجامعة هي الكنيسة التي تتكون من كل الذين لهم علاقة شخصية مع يسوع المسيح. كورنثوس الأولي 13:12 يقول "لأننا جميعا بروح واحد أيضا أعتمدنا الي جسد واحد، يهودا كنا أم يونايين، عبيدا أم أحرار، وجميعنا سقينا روحا واحدا". ونري أن كل من يؤمن هو جزء من جسد المسيح. فكنيسة الله الحقيقية هي ليست طائفة أو بناية. كنيسة الله الكونية هي كل من حصل علي الخلاص من خلال أيمانهم بالرب يسوع المسيح في كل العالم.

2) الكنيسة المحلية كما يتم وصفها في غلاطية 1:1-2، "بولس، رسولا ....وجميع الأخوة الذين معي". وهنا نري أن مقاطعة غلاطية كان يوجد كنائس كثيرة – ما ندعوه الكنيسة المحلية. فالكنيسة المعمدانية أو الكاثوليكية أو غيرها لا تعتبر الكنيسة الكونية ولكنهم يعتبرون أمثلة للكنيسة المحلية. في حين أن الكنيسة الكونية الجامعة تتكون ممن كل من يؤمنوا بالمسيح للخلاص. وأعضاء الكنيسة الكونية يجب أن بقوموا بالشركة وبتنوير الكنيسة المحلية.

وللتلخيص، الكنيسة هي ليست بناية أو طائفة. تبعا للكتاب المقدس، الكنيسة هي جسد المسيح – وكل الذين يؤمنون ويثقون في يسوع المسيح للخلاص (يوحنا 16:3 و كورنثوس الأولي 13:12). وهناك أعضاء من الكنيسة الكونية الجامعة (جسد المسيح) ممثلون في الكنيسة المحلية.



ما هى أهمية المعمودية المسيحية؟




السؤال: ما هى أهمية المعمودية المسيحية؟

الجواب:
المعمودية المسيحية ، هى شهادة خارجية عما حدث داخليا فى حياة المؤمن. أن المعمودية المسيحية هى توضيح معرفة المؤمن بموت المسيح ، دفنه وقيامته. أن الكتاب المقدس يعلن " أم تجهلون أننا كل من أعتمد ليسوع المسيح أعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا فى جدة الحياة " (روميه 3:6-4). وفى المعمودية يمثل التغطيس تحت الماء، الدفن مع المسيح. والخروج من الماء يمثل قيامة المسيح.

ومعمودية الشخص تعتمد علي عاملين أساسيين: (1) أن يكون الشخص الذى سيعتمد قد آمن بالرب يسوع المسيح وقبله كمخلص شخصي (2) أن يفهم الشخص ما تمثله المعمودية. فأن كان الشخص قد قبل الرب يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياته وفهم أن المعمودية هى خطوة عملية فى طاعة الرب وأعلان أيمانه بالرب يسوع المسيح علانية وكان لديه الرغبة فى المعمودية - فأنه لا يوجد ما يمنعه من التعمد. وفقا للكتاب المقدس فأن المعمودية ببساطه هى خطوة فى طاعة الرب وأعلان الشخص بايمانه وحصوله علي الخلاص من خلال الرب يسوع المسيح وحده. وأن المعمودية لها أهمية كبيرة في حياة المؤمن لأنها لا تمثل فقط خطوة طاعة وأعلان علني بالأيمان، بل تسليم الحياة بأكملها للرب يسوع المسيح ومشاركته في موته، دفنه؛ وأيضا قيامته.



هل يمكن للنساء أن يكونوا وعاظا أو قساوسة؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن النساء فى الخدمة؟




السؤال: هل يمكن للنساء أن يكونوا وعاظا أو قساوسة؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن النساء فى الخدمة؟

الجواب:
ربما لا يوجد موضوع يتم مناقشته فى الكنيسة اليوم أكثر من موضوع خدمة النساء كقساوسة أو وعاظا فى الكنيسه. نتيجة لذلك فأنه لا يجب النظر لهذا الأمر كالنساء ضد الرجال. هناك بعض النساء يؤمنون أنه لا يجب على النساء على الخدمه كقساوسة وأن الكتاب المقدس يضع بعض المحظورات على خدمه النساء كقساوسة والبعض الأخر من النساء يؤمنون أن المراة يمكنها أن تخدم كقس أو واعظ وأنه لا يوجد ما يقول عكس ذلك فى الكتاب المقدس. أن هذه ليست قضية تفرقة ضد المرأة بل هى قضية تفسير كتابى.

( تيموثاوس الأولى 11:2-12) يعلن " لتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع . ولكن لست آذان للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت". أن الله يحدد أدوارا مختلفه للنساء والرجال فى الكنيسة. أن هذا نتيجه الطريقه التى خلق الله بها الأنسان (تيموثاوس الأولي 13:2) والطريقة التى دخلت بها الخطية الى العالم ( تيموثاوس الثانيه 14:2) أن الله من خلال كتابات الرسول بولس يحظر على النساء أن يخدموا كمعلمين روحيين للرجال. أن هذا يشمل خدمة النساء كقساوسة مما يشمل بدون شك الوعظ والتدريس والسلطة الروحية على الرجال.

هناك أعتراضات كثيرة على هذه النظرة للنساء فى الخدمه، النساء كقساوسة. أن من بين هذه الاعتراضات أن الرسول بولس يحظر على النساء التدريس لأنه في القرن الأول معظم النساء لم لم تكن متعلمات. ولكن فى تيموثاوس الأولي 11:2-14 لا يأتى ذكر الحالة التعليمية للنساء . أذا كان التعليم هو مقياسا للقبول فى الخدمه لكان أغلب تلاميذ المسيح ليسوا كفئا للخدمة. أن الأعتراض الثانى هو أن بولس كان يقصد نساء أفسس فقط اذ أن رسالة ثيموثاوس الأولى كتبت الى تيموثاوس الذى كان قسا فى كنيسة بأفسس. وأن مدينة أفسس كانت شهيرة بمعبد أرطيمس أحد آلهة الأغريق /الرومان وكان النساء لهم سلطة تقديم العبادة الي أرطميس. ولكن بولس ثيموثاوس الأولى لا يذكر أرطيمس على الأطلاق ولا الرسول بولس لم يذكر أرطيمس في رسالته أو كسبب لتعاليمه عن المرأة ( تيموثاوس الأولى 11:2-12).

الأعتراض الثالث هو أن الرسول بولس يتكلم عن الزوج والزوجه وليس عن النساء والرجال بصفة عامة. الكلمات اليونانيه فى ( تيموثاوس الأولي 11:2-14) يمكنها أن تدل على الأزواج والزوجات. ولكن المعنى الأساسي للكلمات هى رجل وأمراة . أن نفس الكلمات اليونانية مستخدمة فى الأعداد 8-10 . هل على الأزواج فقط أن يرفعوا أيادي مقدسه فى الصلاة بدون غضب أو جدال (عدد 8) ؟ هل على الزوجات فقط أن يزين ذواتهن بلباس الحشمه مع ورع وتعقل ويعبدوا الرب (أعداد 9-10)؟ بالطبع لا . أعداد 8-10 تشير الى النساء والرجال بصفه عامة وليس فقط للأزواج والزوجات. لا يوجد أى شىء فى مضمون الكلام يشير أنه قد تحول الكلام الى الأزواج والزوجات فى الأعداد (11-14).

هناك أيضا أعتراض مكرر الى هذا التفسير عن النساء القساوسة أو الوعاظ حيث أن بعض النساء كان لهم مناصب قيادية فى الكتاب المقدس مثل مريم ، ديبورا ، فيبي ، بريسكلا ، هيلدا ...الخ. أن هذا الأعتراض قد نسى بعض العوامل المهمة . بالنسبة الى ديبورا فأنها كانت القاضية الوحيدة بين 13 قاض رجل. وبالنسبة الى هيلدا فقد كانت النبيه الوحيدة ويوجد العديد من الأنبياء الرجال فى الكتاب المقدس. أن دور مريم القيادى الوحيد هو فى كونها أخت موسى وهارون. أن أهم مثلين لنساء قياديين فى ايام الملك : كانوا آثاليا وجيزابل - وهم بالكاد أمثله لنساء قاموا بدور قيادى دينيا.

فى سفر أعمال الرسل ، عدد 18 ، بريسكلا وأكيلا يتم الاشارة لهما كخدام أمناء للرب. لقد ورد أسم بريسكلا أولا أشارة الى أنها كانت نشطة فى الخدمة أكثر من زوجها. على أية حال فأنه لم يرد الاشارة الى بريسكلا على أنها تشارك فى الخدمه التى تناقض ما جاء فى (تيموثاوس الأولى 11:1-14). بريسكلا وأكيلا أخذوا أبولوس الى بيتهم وقام كلاهما بتلمذته، وتفسير كلمه الله له بشكل مفصل. (أعمال 26:18).

فى روميه 1:16 ، حتى لو تم أعتبار فيبى "شماسة" بدلا من "خادمه" - فأن هذا لا يدل على أن فيبى كانت خادمه فى الكنيسه. "أمكانية التعليم" قد أعطت كمؤهل للشيوخ وليس للشمامسه (تيموثاوس الأولى 1:3-13) و تيطس 6:1-9). الشيوخ/ أساقفه/ شمامسه موصوف "كزوج لزوجه واحده" ، " الرجل الذى يؤمن أولاده" ، "رجال جديرون بالأحترام" . بالاضافه الى ذلك فى (تيموثاوس الأولى 1:3-13) وتيطس 6:1-9) ، أن أفعال مذكرة تستخم للأشارة الى الشيوخ والأساقفه والشمامسه.

أن التكوين فى (تيموثاوس الأولى 11:2-14) يجعل "السبب" واضحا. عدد 13 يبدأ ب ولكن ويقدم "السبب" لما قاله بولس فى الأعداد 11-12. لماذا لا يجب على النساء أن يعلموا أو أن لا تكون لهم سلطة على الرجال؟ لأن الله خلق آدم أولا ثم حواء. وأن آدم لم يغوى بل كانت حواء هى التى أغويت. أن هذا هو السبب. لقد خلق الله آدم أولا ثم خلق حواء لتكون له "معينا". أن هذا الترتيب فى الخلق له تأثير فى الانسانيه فى العائله (أفسس 22:5-33) وفى الكنيسه. بسبب غواية حواء أن هذا سبب قوى بألا تكون النساء قساوسه أو أن يكون لهم سلطه روحيه على الرجال. أن هذا يدعو البعض الى الأعتقاد أنه لا يجب على المرأه أن تعلم لأنها أكثر عرضه للخداع. أن هذا المبدأ صعب تصديقه لأنه لو كانت المرأة سهلة الخداع لماذا تقوم بتعليم الأطفال "يسهل خداعهم" ونساء أخريات "بالتالى سهل خداعهم هم أيضا"؟ أن هذا ليس ما يقوله النص. ليس للنساء أن تعلم أو تكون لهم سلطه روحيه على الرجال لأنه سهل خداعهن. كنتيجة ، لقد أعطى الله الرجال مسؤولية التعليم الرئيسيه فى الكنائس.

أن النساء يتميزون فى هبة الأستضافة ، الرحمة ، التعليم والمساعدة. أن الكثير من خدمات الكنيسة تعتمد على النساء. أن النساء فى الكنائس ليس محظورعليهم الصلاة جهرا أو التنبوء (كورونثوس الأولي 5:11) فقط محظور عليهم سلطة التعليم الروحى على الرجال. لا يوجد فى أى مكان فى الكتاب المقدس ما يمنع المرأه من ممارسة ثمار الروح القدس (كورونثوس الأولى أصحاح 12). أن النساء كما الرجال مدعويين أن يبشروا للآخرين وأن يظهروا ثمار الروح (غلاطيه 22:5-23)، وتبشير الكتاب المقدس للضالين (متى 18:28-20 ، أعمال الرسل 8:1 ، بطرس الأولى 15:3).

أن الله قد رتب أن يكون الرجال فقط فى مناصب القيادة والتعليم الروحي فى الكنيسة. أن هذا ليس لأن الرجال لديهم قدرة على التدريس أفضل من النساء أو لأن النساء أقل ذكاء من الرجال. أن هذه هى ببساطه الطريقة التى أختارها الله للعمل فى للكنيسة. أن على الرجال أن يكونوا مثلا فى لقيادة الروحية، وفى حياتهم وكلماتهم. أن دور المرأة القيادى أقل من الرجل. هناك تشجيع للمرأة أن تدرس نساء أخريات (تيطس 3:2-5). أن الكتاب المقدس لا يحظر على المرأة تدريس الأطفال. أن النشاط الوحيد المحظور على المرأة هو تعليم أو السلطة الروحية على الرجال. من المنطقى أن يشمل ذلك عمل المرأة كقس أو واعظ. أن هذا لا يقلل من أهمية النساء بأى شكل من الاشكال بل يعطى لهم تركيزا فى الخدمة التى أهلهم الله لها.



لماذا يعتبر حضور الكنيسة مهم؟




السؤال: لماذا يعتبر حضور الكنيسة مهم؟

الجواب:
الكتاب المقدس يقول لنا أنه يجب علينا الذهاب الي الكنيسة كي نعبد الله مع مؤمنيين آخرين ولكي نتعلم كلمة الله كي ننمو روحياً (أعمال الرسل 42:2 وعبرانيين 25:10). والكنيسة هي المكان التي يظهر فيها المؤمنيين محبتهم لبعضهم البعض (عبرانيين 24:10)، ويقوموا بخدمة بعضهم البعض (غلاطية 13:5)، وينصحوا بعضهم البعض (رومية 14:15)، ويكرموا بعضهم البعض (رومية 10:12)، وأن يشفقوا ويحسنوا الي بعضهم البعض (أفسس 32:4).

فعندما يثق شخص ما بيسوع المسيح للخلاص، فهو أو هي ينضم الي جسد المسيح (كورنثوس الأولي 27:12). ولكي يقوم جسد المسيح الممثل في الكنيسة بجميع وظائفه، لابد أن تكون "جميع أعضاؤه" موجودة (كورنثوس الأولي 14:12-20). وبنفس الطريقة، فالمؤمن لن يصل الي قمة النضج الروحي بغير تشجيع وتعضيد المؤمنيين الآخرين (كورنثوس الأولي 21:12-26). ولهذه الأسباب، فحضور الكنيسة، والأشتراك في الخدمات، والشركة مع المؤمنيين لا بد أن تكون جزء من حياة المؤمن. والحضور الأسبوعي للكنيسة ليس اجباريا، ولكن يجب علي المؤمن أن يكون له الرغبة لعبادة الله، وتعلم كلمته، والشركة مع المؤمنيين الآخرين.



ماهي أهمية العشاء الرباني/ التناول؟




السؤال: ماهي أهمية العشاء الرباني/ التناول؟

الجواب:
دراسة هذا الموضوع هي فرصة منعشة للنفس بسبب عمق المعني الذي تقدمه لنا. وقد أسس يسوع المسيح في عيد الفصح وفي عشية صلبه وموته هذه الفرصه للشركة والتي تعتبر حتي اليوم أهم أجزاء العبادة المسيحية. فقد كانت "عظة تعبيرية"، لكي نتذكر موت ربنا وقيامته والنظر الي المستقبل وأنتظار مجيئه الثاني.

قد كان يعتبر عيد الفصح من أقدس وأهم ألاعياد اليهودية. وهو عيد لتذكر رحمة الله علي شعب اسرائيل عندما أخذت روح كل بكر صبي مصري في حين أن أطفال الأسرائيليون نجوا بسبب دم الحمل المطلخ علي أبواب بيوتهم. والعادة أن يشوي ويأكل الحمل مع عيش غير مخمر. وقد أمر الله شعبه أن يتذكروا هذا الحدث بالأحتفال كل عام كما هو مدون في سفر الخروج 12.

خلال الأحتفال، رنم المسيح وتلاميذه مزمور أو أثنين (مزامير 111-118). ثم أخذ يسوع الخبز وشكر الله. ثم كسره وأعطاه لتلاميذه قائلا: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي المكسور من أجلكم". وأيضا أخذ الكأس وشرب وأعطاهم ليشربوا منه. قائلاً: "هذا هو الكأس للعهد الجديد في دمي، أشربوا هذا لذكري." ثم قاموا بالترنيم ثانية ثم ذهبوا الي جبل الزيتون في المساء. وهناك خان يهوذا المسيح. واليوم التالي صلب المسيح.

والمدون عن العشاء الرباني يمكننا أن نجده في متي 26:26-29 و مرقس 17:14-25 ولوقا 7:22-22 ويوحنا 21:13 -30. وكتب بولس الرسول عن العشاء الرباني برؤية الهية في كورنثوس الأولي 23:11-29 (اذ أن بولس لم يكن معهم في العلية). ويضيف بولس جملة غير موجودة في الأناجيل الأخري :"اذاً أي من أكل هذا الخبز، أو شرب كأس الرب، بدون استحقاق، يكون مجرماً في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الأنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميز جسد الرب" (كورنثوس الأولي 27:11-29). ربما نتسأل عن المعني بأن نأكل الخبر ونشرب الكأس "بدون استحقاق". ذلك قد يعني أن نتناول الخبز والكأس من غير معرفة وتقدير الثمن الغالي الذي دفع عنا في الصليب لخلاصنا. وأن نحول التناول الي مجرد طقس، أو أن نتقدم للمائدة من غير أن نعترف بخطايانا. وحسب تعليمات بولس لنا، يجب علي كل واحد منا أن يمتحن نفسه قبل أن يأكل الخبز أو يشرب الكأس.

وجملة أخري كتبها بولس غير متضمنة في الأناجيل الأخري هي: "فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب الي أن يجيء" (كورنثوس الأولي 26:11). فهذا يعطينا حدود الوقت التي يجب أن نمارس فيه هذا الأحتفال – وهو الي أن يجيء الرب. ونتعلم هنا كيفية أستخدام المسيح أبسط الأشياء للتعبير عن جسده ودمه، وأراد أن نتذكره من خلال هذه الأشياء. فلم يستخدم لوحاً حجريا أو نحاسياً غال الثمن، ولكن خبز ونتاج الكرمة.

وأعلن أن الخبز يمثل جسده المكسور – فلم تكسر له عظمة ولكن كان جسده سحق حتي كان يصعب ادراكه (مزمور 12:22-17 وأشعياء 4:53-7). ونتاج الكرمة عبر عن دمه، مخبرا عن الموت البشع الذي سيلقاه. وهو ابن الله الكامل، أصبح مكملاً ومحققا لنبؤات العهد القديم عن المخلص الفادي (تكوين 15:3 و مزمور 22 و أشعياء 53، الخ). وعندما قال "اصنعوا هذا لذكري" فأنه أراد أن نقوم بهذه الفريضة في المستقبل. وأشار الي أن عيد الفصح الذي فيه كان لابد من موت الحمل وبالتالي النظر الي حمل الله الذي رفع خطيئة العالم. والعهد الجديد بدأ عندما حل المسيح محل حمل الفداء (كورنثوس الأولي 7:5)، وضحي به (عبرانيين 8:8-13). فنحن لا نحتاج الي نظام التضحية الآن (عبرانيين 25:9-28).



لماذا يجب علي أن اؤمن بنظام ديني معين؟




السؤال: لماذا يجب علي أن اؤمن بنظام ديني معين؟

الجواب:
المعجم اللغوي يقدم لنا التعريف التالي "للدين" - "هو الاعتقاد بالله أو آلهة تعبد، عادة ما تعبر عن هذا الأعتقاد بطقوس معينة، وأي معتقد يتضمن قانون أخلاقي". وفي ضوء ذلك التعريف، فالكتاب المقدس يتحدث عن الأنظمة الدينية وغرضها وتأثيرها وعدم رضا الله عنها. والتالي هي بعض الأمثلة التي توضح الأنظمة الدينية المذكورة.

تكوين 1:11-9: يعطينا نظرة علي ما قد يكون أو الأنظمة الدينية حيث قام نسل نوح ببناء برج أعتقادا منهم بأن قاموا ببناءه بعلو شاهق يمكنهم أن يخلصوا. وأعتقدوا أن اتحادهم مع بعضهم البعض أكثر أهمية من علاقتهم مع الله. فبلبل الله ألسنتهم ودمر هذا النظام الديني.

خروج 6 وما يليه : أعطي الله وعوداً لأبرام (أبراهيم) بما يتعلق بعلاقة نسله بالله. ونري هنا هذا "النظام" بدأ منذ سفر الخروج واستمر في تاريخ شعب اسرائيل. فالوصايا العشر،الهيكل، نظام التضحية، قد أعطي من الله وأتبعه شعب اسرائيل لأجيال عديدة. وبدراسة العهد الجديد بصورة أعمق نجد أن هناك من أتبع الناموس أكثر من المسيح (غلاطية 3 ورومية 7). ونجد أن الكثيرين أخطاؤا الفهم وقرروا عبادة القواعد الدينية والطقوس بدلا من التركيز علي عبادة الله نفسه.

سفر القضاة وما يتبعه: كثير من الخلافات التي مر بها شعب اسرائيل تضمنت الاختلاف علي النظام الديني. مثال لذلك: عبادة بعل (قضاة 6 و ملوك الأولي 18)، ديجون (صموئيل الأولي 5)، مولخ (ملوك الثانية 10:23). واستخدم الله هذه العبادات ليظهر قوته بقهرها.

وفي الأناجيل الأربعة: يحاول الفريسيين أن يطبقوا عباداتهم المنظمة واتباعهم الحرفي لتعاليم الناموس في وقت المسيح ولكن نجد المسيح يواجههم ويبكتهم علي عباداتهم الخاطئة وأسلوب حياتهم المرائي. ونري تحول الكثير مهم مثل بولس علي سبيل المثال.

والرسائل: كان هناك جماعات معينة حاولت خلط الأنجيل بقائمة أعمال مطلوبة. بل وحاولوا الضغط علي مؤمنين آخرين لاتباع هذه الأنظمة. ونجد أن هناك تحذيرات في غلاطية وكولوسي بهذا الصدد.

سفر الرؤيا: حتي في الأيام الأخيرة، العبادات المنظمة سيكون لها تأثير علي العالم اذ سينادي المسيح الدجال بتوحيد الأديان العالمية كلها.

في معظم الأحيان نجد أن نتائج العبادات المنظمة تحيد تفكيرنا عن قصد الله وعبادته. ولكن يتحدث الكتاب عن المؤمنين المنظمين الذين هم جزء من خطه الله. ويدعوهم الكنيسة. والتعليمات الموجدة في أعمال الرسل والرسائل أن الكنيسة يجب عليها أن تكون منظمة ومتعاونة. فالنظام يؤدي الي الحماية، الاثمار، والاكثار (أعمال الرسل 41:2-47).

في هذه الحالة فأنه من الأفضل أن تدعي "علاقة منظمة". ولا يوجد خطة للوصول الي الله "فالله أظهر نفسه للبشر". ولا يوجد كبرياء وتفاخر (فنحن حصلنا علي هذا بالنعمة). ولا يوجد تنازع علي السلطة والقيادة (المسيح هو الرأس – كولوسي 18:1). ولا يوجد تعصب (فكلنا واحد في المسيح – غلاطية 28:3). النظام هو ليس المشكلة. اتباع نظام ديني يبعدنا عن الله هو المشكلة.



ما هو الهدف من الكنيسة؟




السؤال: ما هو الهدف من الكنيسة؟

الجواب:
أعمال 42:2 يمكن أن يعتبر الملخص لهدف الكنيسة، "وكانوا يواظبون علي تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات." وتبعاً لهذا الجزء فهدف وأنشطة الكنيسة: (1) تعليم عقائد الكتاب المقدس، (2) توفير مكان للعبادة وشركة المؤمنيين، (3) تقديم مائدة الرب، (4) الصلاة.

علي الكنيسة أن تعلم عقائد الكتاب المقدس كي نثبت في الأيمان. وأفسس 14:4 يعلمنا "كي لا نكون فيما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكر الي مكيدة الضلال." والكنيسة مكان للشركة، حيث يمكن للمؤمنيين أن يقدموا بعضهم البعض في الكرامة (رومية 10:12)، وتعليم بعضهم البعض (رومية 14:15)، وأن يكونوا لطفاء بعضهم نحو البعض شفوقين، متسامحين (أفسس 32:4)، وأن يشجعوا بعضهم البعض (تسالونيكي الأولي 11:5)، والأهم من ذلك كله أن يحبوا بعضهم البعض (رسالة يوحنا الأولي 11:3).

والكنيسة مكان يشترك فيه المؤمنون في المائدة الربانية، متذكرين صلب المسيح وموته وسفكه الدماء من أجلنا (كورنثوس الأولي 23:11-26). ومبدأ كسر الخبز (أعمال الرسل 42:2) يحمل فكرة مشاركة وجبة معا. وأهمية الشركة بين المؤمنيين. والهدف الأخير للكنيسة تبعا لما هو في أعمال 42:2 هو الصلاة. فالكنيسة مكان للتشجيع علي الصلاة، تعليم الصلاة، وممارسة الصلاة. وفيليبي 6:4-7 يشجعنا، "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدي الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع."

ووصية أخري أعطت للكنيسة، ألا وهي أعلان رسالة الخلاص المقدمة من خلال يسوع المسيح (متي 18:28-20، وأعمال 8:1). والكنيسة مدعوة لنشر الأنجيل بالكلام والعمل. وعلي الكنيسة أن تكون المنارة للمجتمع – لقيادة الناس الي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. وعلي الكنيسة ليس فقط نشر الأنجيل بل وتجهيز الأعضاء لهذه المهمة (بطرس الأولي 15:3).

وأهداف أخري نجدها في يعقوب 27:1، "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامي والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم". يجب علي الكنيسة خدمة المحتاجين. وذلك ليس فقط بالوعظ ولكن بلمس الأحتياجات (مأكل وملبس وملجاء). والكنيسة تجهز المؤمنيين بالمسيح بالوسائل للتغلب علي الخطيئة والأبتعاد عن دنس العالم. وهذا يمكن أن يحدث من خلال التعليم الكنسي وشركة المؤمنيين.

فبعد كل هذا، ما هو هدف الكنيسة؟ أنا أحب التوضيح المثال الموجود في كورنثوس الأولي 12:12-27. الكنيسة جسد المسيح – نحن المؤمنون بأسمه نمثل يديه، فمه، وقدميه في العالم. وعلينا أن نقوم بفعل أشياء لكان المسيح ليفعلها ان كان في الأرض. فلا بد للكنيسة أن تكون "مسيحية" أي "مثيلة للمسيح" و"تابعة للمسيح".



هل يجب علي المسيحيون حفظ السبت؟




السؤال: هل يجب علي المسيحيون حفظ السبت؟

الجواب:
كثيرا ما يقال أن الله أسس السبت في جنة عدن بسبب العلاقة بين السبت والخليقة في خروج 11:20. وبرغم أن الله أستراح في اليوم السابع (تكوين 3:2) مما يعرفنا عن الشريعة وما تقول عن السبت فأنه لا يوجد أي شيء مدون في الكتاب عن حفظ اليهود للسبت قبيل خروجهم من مصر. فلا يوجد أي شيء في الكتاب يشير الي تقديس السبت من آدم الي موسي.

كلمة الله واضحة في أن حفظ السبت كان بين الله وشعب اسرائيل: "وأما موسي فصعد الي الله. فناداه الرب من الجبل قائلا: "هكذا تقول لبيت يعقوب، وتخبر بني اسرائيل: أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين، وأنا حملتكم علي أجنحة النسور وجئت بكم الي. فالآن ان سمعتم لصوتي، وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فان لي كل الأرض" (خروج 3:19-5).

"فيحفظ بنو اسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهداً أبدياً. هو بيني وبين بني اسرائيل علامة الي الأبد. لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع استراح وتنفس" (خروج 16:31-17).

وفي سفر التثنية الأصحاح الخامس، يردد موسي الوصايا العشر للأجيال القادمة من شعب اسرائيل. وهنا بعد وصية حفظ السبت في عدد 12-14، يعطي لنا موسي سبب هذه الوصية : "واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر، فأخرجك الرب الهك من هناك بيد شديدة وذراع ممدودة. لأجل ذلك أوصاك الرب الهك أن تحفظ يوم السبت" (تثنية 15:5).

لاحظ كلمة ولهذا، فغرض الله من السبت هو ليس أن يتذكر شعب اسرائيل الخليقة، ولكن أن يتذكروا العبودية في أرض مصر وتحرير الرب لهم. ولاحظ أن المتطلب لحفظ السبت: أن الشخص الذي تحت الشريعة، لا يمكنه مغادرة منزله (خروج 29:16)، لا يمكنه أن يصعد محرقات (خروج 3:53)، ولا أن يتسبب في أن يعمل أي أشخاص آخرين (تثنية 14:5). والذي يخالف الشريعة يقتل (خروج 15:31 و عدد 32:15-35).

وبدراسة العهد الجديد نري أربع نقاط هامة: 1) عندما يذكر المسيح المقام نجد أن اليوم المذكور هو أول أيام الأسبوع (متي 1:28 و 9 و 10 و لوقا 1:24 و 13 و 15 ويوحنا 19:20 و 26). 2) والمرة الوحيدة التي يذكر فيها السبت من أعمال الرسل وحتي سفر الرؤيا هو بغرض تبشير اليهود وفي الهيكل (أعمال الرسل أصحاح 13-18). وكتب بولس، "فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود" (كورنثوس الأولي 20:9). فبولس لم يذهب الي الهيكل ليتعبد بل ليبشر ويخلص المفقودين. 3) وحين يقول بولس "من الآن أذهب الي الأمم" (أعمال الرسل 6:18)، لا يذكر السبت بعد ذلك. 4) وبدلا من التشجيع علي حفظ وتقديس السبب فالكتاب لا يشجع علي ذلك (بأستثناء ما هو موجود في كولوسي 16:2).

وبالنظر بعمق الي النقطة رقم 4 فنجد أنه لا يوجد شيء معين يحث مؤمنيين العهد الجديد علي حفظ السبت. و أيضا أن فكرة يوم الأحد هي فكرة غير كتابية. وكما ذكرنا سابقا أنه لا يوجد ذكر ليوم السبت الا في كولوسي 16:2-17 "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح". فالسبت اليهودي قد أبطل علي الصليب حيث أن المسيح "محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضد لنا" (كولوسي 14:2).

والفكرة مكررة أكثر من مرة في العهد الجديد: "واحد يعتبر يوما دون يوم، وآخر يعتبر كل يوم. فليتيقن كل واحد في عقله: الذي يهتم باليوم ، فللرب يهتم. والذي لا يهتم باليوم، فللرب لا يهتم" (رومية 5:14-6). "وأما الآن اذ عرفتم الله، بل بالحري عرفتم من الله، فكيف ترجعون أيضاً الي الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تستعبدوا لها من جديد؟ أتحفظون أياماً وشهوراً وسنين؟" (غلاطية 9:4-10).

ويدعي البعض أن بيانا من مجمع قسطنين في عام 321 ميلاديا قد "بدل" تقديس السبت الي يوم الأحد. ففي أي يوم أجتمعت الكنيسة الأولي للعبادة؟ الكتاب لا يذكر أي اجتماعات للعبادة يوم السبت. ولكن توجد بعض الآيات التي تذكر اجتماعهم أول أيام الأسبوع للعبادة والشركة. وعلي سبيل المثال أعمال 7:20 يذكر أن "وفي أول أيام الأسبوع اذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً". وفي كورنثوس الأولي 2:16 يحث بولس المؤمنيين "في كل أول أسبوع، ليضع كل واحد منكم عنده، خازنا ما تيسر". وحيث أن بولس يصف تقدمته "بالخدمة" في كورنثوس الثانية 12:9 ، فهذه التقدمة مرتبطة بأجتماعت الأحاد لجماعة المؤمنين. فتقليديا يوم الأحد وليس السبت كان اليوم الذي يجتمع فية المؤمنين للعبادة منذ القرن الأول الميلادي.

السبت كان لشعب اسرائيل وليس للكنيسة. وهو يوم السبت في الناموس، والمسيحي غير خاضع للناموس (غلاطية 1:4-26 و رومية 14:6). ولا يجب علي المسيحي حفظ السبت – سواء كان ذلك يوم السبت أو الأحد. وأول أيام الأسبوع الأحد أو يوم الرب (رؤيا 10:1) نحتفل بالخليقة الجديدة بقيامة يسوع المسيح. فلا يجب علينا أن نحفظ السبت للراحة ولكن يمكننا أن نتبع المسيح المقام ونقوم ونخدم. وبولس ترك الأختيار للمسيحي "واحد يعتبر يوما دون يوم، وآخر يعتبر كل يوم. فليتيقن كل واحد في عقله" (رومية 5:14). فيجب علينا أن نعبد الله كل يوم وليس فقط يوم السبت أو الأحد.



ما هى العزلة الكتابية؟




السؤال: ما هى العزلة الكتابية؟

الجواب:
العزلة الكتابية هو ممارسة دعوة الله للمؤمنين بأن يكونوا ليسوا من العالم وأن يحتفظوا بنقائهم الشخصي وكجماعة في وسط عالم خاطيء. وتنقسم العزلة الكتابية الى جزئين: شخصية واكليريكية.

والعزلة الشخصية تتضمن إالتزام الشخص بمعيار إلهي من السلوك. ولقد مارس دانيال العزلة الشخصية عندما "جعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه" (دانيال 8:1). وقد كان ذلك عزلة كتابية لأنها مبنية علي إعلان الله في شريعة موسى.

ومثال حديث على العزلة الشخصية يمكن أن يكون الإعتذار عن حضور حفلة ما إن كانت المشروبات الكحولية ستقدم فيها. فقرار مثل هذا قد يحكم الرغبة للإشتراك في تناول المشروبات (رومية 14:13)، ولتفادي مظهر الشر (تسالونيكي الأولى 22:5)، أو الإلتزام بإقتناع شخصي (رومية 5:14).

ومن الواضح أن الكتاب المقدس يعلمنا أنه يجب على أبناء الله أن ينفصلوا عن العالم. "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنيين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأي شركة للنور مع الظلمة؟ وأي إتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع الغير مؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله "إني سأسكن فيهم وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم يكونون لي شعباً. لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب" (كورنثوس الثانية 14:6-17 وأيضاً أنظر بطرس الأولى 14:1-16).

والإعتزال الإكليريكي يتضمن قرار الكنيسة بشأن علاقاتها مع المنظمات والكنائس الأخرى بناء على ممارساتهم العقائدية. والعزلة هو شيء نفهمه من كلمة "كنيسة". ولقد حذر يسوع من التساهل مع معلمي العقائد الخاطئة (رؤيا 14:2-15). ولذا فكان على الكنيسة أن تنفصل، وأن تقطع علاقتها مع الأفكار المهرطقة وتابعيها. ومثل حديث للإنفصال الإكليريكي يمكن أن يكون وقفة طائفة معينة ضد البدع.

والعزلة الكتابية لا يدعوا المؤمنون لمقاطعة غير المؤمنيين. فمثل يسوع، ينبغي علينا أن نصادق الخطاة من غير أن نشترك معهم في إرتكاب الخطايا (لوقا 34:7). ويعبر بولس عن وجهة نظر متوازنة عن العزلة... "لذلك نحترص أيضاً – مستوطنين كنا أو متغربين- أن نكون مرضيين عنده. لأنه لابد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيراً كان أم شراً" (كورنثوس الأولى 9:5-10). وذلك يعني أننا في العالم ولكننا لسنا من العالم.

ويقدم لنا كتاب جون بونيان بعنوان تقدم الحاج مثل رائع عن العزلة الكتابية: إذ يكتب فيه عن شخصاً مسيحي ورحالة يسافرون خلال مدينة خاطئة يعقد فيها إحتفال، ونجد أن من خلال القصة أن سكان المدينة سرعان ما يلاحظوا أن المسيحي والرحالة مختلفون عنهم في طريقة ارتدائهم لملابسهم وأسلوب حديثهم وقيمهم (عبرانيين 13:11) فكونهم "أغراب" عزلهم وميزهم عن الخطاة المحيطون بهم.



ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن التأديب الكنسي/ الفصل من الكنيسة؟




السؤال: ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن التأديب الكنسي/ الفصل من الكنيسة؟

الجواب:
الطرد هو إزالة الفرد رسمياً من عضوية الكنيسة والإنفصال الغير الرسمي من الشركة مع الأعضاء الآخرون بالكنيسة. متى 15:18-20 يعطينا العملية التي يجب إتباعها ويمنح السلطة للكنيسة لفعل ذلك. ويعلمنا أن فرد واحد (المجني عليه) يجب وأن يذهب الى الجاني. إن لم يعترف الشخص بخطئه أو خطئها، إذاً يذهب اليه إثنان أو ثلاثة أفراد كشهود على ماحدث ورفض الإعتراف. فإن استمر الوضع على ما و عليه، يعرض الأمر أمام الكنيسة. وهذه عملية "غير محبذة"، كما أن الآباء لا يسروا بتأديب أبنائهم. ولكنه أمر ضروري. ومن المهم ألا يحدث استعراض للقداسة والصلاح أثناء تلك العملية. ولكن يجب أن تتم بمحبة تجاة المخطيء، وبطاعة وإكرام الله، وبخوف الله ولمنفعة الآخرين في الكنيسة.

ويعطيينا الكتاب المقدس مثالاً على أهمية الطرد الكنسي في الكنيسة المحلية، وهذا من خلال كنيسة كورنثوس (كورنثوس الأولى 1:5-13). وفي هذا المقطع، يعرفنا الرسول بولس بالهدف الكتابي وراء عملية الفصل الكنسي. فسبب من الأسباب (غير موجود بوضوح في المقطع) هو الشهادة ليسوع المسيح (وكنيسته) أمام الغير مؤمنيين. فعندما أخطأ داوود مع بثشبع، كانت أحد النتائج التي يذكرها الكتاب هو التجديف على إسم الله الواحد من قبل أعداء الله (صموئيل الثانية 14:12). والسبب الثاني هو أن الخطيئة تعمل مثل الأورام السرطانية، إن وجدت وتركت، فأنها تنمو وتنتشر وتتفشى كما يتفشى العطن على قطعة من الخبز حتى يتلفها كلها (كورنثوس الأولى 6:5-7). أيضاً، يوضح الرسول بولس أن يسوع قد فدانا حتى نتخصص له وننفصل عن الخطيئة، حتى لا نتآكل روحياً (كورنثوس الأولى 7:5-8). والمسيح يرغب أن تكون عروسه، أى الكنيسة بلا دنس أو عيب (أفسس 25:5-27). فالفصل الكنسي هو أيضاً لمنفعة الشخص المعاقب على المدى الطويل. ويقول بولس في كورنثوس الأولى 5:5، أن "يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" الله قادر على إستخدام فرصة مثل هذه للعمل في قلب الشخص المخطيء وأن يأتي به للتوبة الحقيقية.

وغالباً ما ينجح التأديب الكنسي في أن يختبر الإنسان حزن الهي وتوبة حقيقية. وعند حدوث ذلك، يمكن قبول الشخص مرة ثانية للشركة مع جماعة المؤمنيين. فنحن نجد أن الشخص المذكور في كورنثوس الأولى 5 قد تاب، وعليه فقد قام بولس بتشجيع المؤمنين بقبولة ثانية في الكنيسة (كورنثوس الثانية 5:2-8). وللأسف، فإن عند حدوث التأديب الكنسي وإن تم ذلك في المحبة وبأسلوب مناسب، غالباً ما لا يحدث إعادة الشركة ثانية ولكن ذلك لا يمنع من تحقيق الفوائد الأخرى المذكورة أعلاه.

وكل منا قد عاين سلوك طفل يفعل ما يرغب من غير أي تأديب من والديه. وهو شيء غير مسر للنظر. كما أنه أسلوب تربوي لا يعد الطفل لمواجهة المستقبل. فهذا سيعرقل أي علاقات متينة سيكونها ذلك الطفل ويعطل نجاحه في بأي شكل من الأشكال سواء إجتماعياً أو مهنياً. وبالمثل فإن التأديب الكنسي شيء غير مرغوب أو سهل ولكنه مهم جداً. فإنه أمر من الله



ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن إدارة شئون الكنيسة؟




السؤال: ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن إدارة شئون الكنيسة؟

الجواب:
الله واضح جداً في كتابه المقدس فيما يختص بما يرغبة في تنظيم كنيسته الأرضية وإدارتها. أولاً، فإن المسيح هو رأس الكنيسة وسلطتها العليا (أفسس 22:1 و15:4 وكولوسي 18:1). ثانياً، ينبغي وأن تكون الكنيسة المحلية مستقلة، ولا يتسلط عليها أو يحكمها سلطة خارجية، وأن لها الحق في إدارة نفسها والحرية من تدخل أي أشخاص أو منظمات (تيطس 5:1). ثالثاً، لابد وأن يدير الكنيسة قيادة روحية تتكون من جزئين – شيوخ وشمامسة.

وقد كان "الشيوخ" قادة لشعب اسرائيل منذ شريعة موسى. ونجد أنم يقومون بإتخاذ القرارت السياسية (صموئيل الثانية 3:5 وصموئيل الثانية 4:17 و15)، وقاموا بالعمل كمستشارين للملوك (ملوك الأولى 7:20)، وتمثيل الشعب في الأمور الروحية (خروج 17:7 و 5:7-6 و1:24 وسفر العدد 16:11 و24-25). والترجمات اليونانية الأولى للعهد القديم استخدمت نفس التعبير لكلمة "شيخ" الموجود في العهد الجديد.

ويشير العهد الجديد عدة مرات الى الشيوخ الذين قاموا بقيادة الكنيسة (أعمال الرسل 23:14 و2:15 و17:20 وتيطس 5:1 ويعقوب 14:5) ومن الواضح أنه كان بكل كنيسة أكثر من شيخ واحد لأن التعبير دائماً وما يستخدم بصورة الجمع. والوقت الوحيد الذي نجد فيه التعبير مستخدم بصيغة المفرد هو بسبب معين (تيموثاوس الأولى 1:5 وتيموثاوس الأولى 19:5). وفي كنيسة أورشليم، قاموا الشيوخ بقيادة الكنيسة بجانب التلاميذ (أعمال الرسل 2:15- و4:16).

ونجد أن زودهيات في معجمه دراسة اللغة الكاملة: العهد الجديد يعرف جماعة الشيوخ كالتالي: "الشيوخ في كنيسة مسيحية، تسلم اليهم إتجاه وإدارة كنيسة معينة، مساويين للأساقفة والمشرفين والكهنة (أعمال الرسل 30:11 وتيموثاوس الأولى 17:5). ونجد هنا أنه يساوي الشيخ بمشرف أو كاهن. ويرى أن التعبير مستخدم للإشارة الى كرامة المنصب وكذلك مهمة الإشراف والسلطة والواجبات (بطرس الأولى 25:2 و1:5 و2 و4). ويذكر أن في فيليبي 1:1 ونرى أن بولس يلقي التحية على الكهنة والشمامسة ولكن لايذكر الشيوخ (لأنه يرى الشيوخ ككهنة). وكذلك في تيموثاوس 2:3 و 8 يعطي مواصفات الكهنة والشمامسة، ولكن لا يعطي وصف للشيوخ لنفس السبب المذكور فيما قبل. ونجد أيضاً أن تيطس 5:1 و7:1 يربط هذين التعبيرين معاً.

وكلمة "راعي"، تشير الى قائد أرضي للكنيسة، ويوجد مرة واحدة في العهد الجديد في أفسس 11:4، "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين". وكثيراً ما يستخدم الناس تعبير معلم أو راعي للإشارة الى نفس الشخص. ونرى أن التعريف المعجمي "القائد الروحي لكنيسة معينة".

ويوجد مقطعين في العهد الجديد (أعمال ارسل 28:20 وبطرس الأولى 1:5-2) يربطان الثلاث تعبيرات معاً ويظهرون أن الثلاث تعبيرات تشير الى نفس الشخص. وكما أشرنا من قبل فإن الشمامسة هم جماعة منفصلة من الخدام في الكنيسة ولهم قائمة من المواصفات والتي تشابه مواصفات الكاهن (تيموثاوس الأولى 8:3-13). ويقومون بمساعدة الكنيسة حسب الحاجة في أعمال الرسل 6.

ويبدو من المقاطع فيما أعلاه، أنه كان هناك جماعة من الشيوخ، ولكن هذا لا يمنع منح الله لشيوخ معينون بهبة التعليم والبعض الآخر هبة الإدارة، الخ (رومية 3:12-8 وأفسس 11:4)، ولا تمنع دعوته لهم للخدمة حيث يتمكنوا من ممارسة مواهبهم (أعمال الرسل 1:13). ولكن ربما يصبح واحداً من الشيوخ معلما أو قسا، وربما يتخصص شيخ آخر في الزيارات للمرضي حيث يمارس موهبة العطف، وربما يقوم شيخاً بالأعمال الإدارية المختصة بالكنيسة،الخ. وكثيراً ما نجد الكنائس منظمة بوجود راعي وشماس ويقوموا بأعمال جماعة الشيوخ ويشاركوا أعباء الخدمة (مثل التدريس في مدارس الأحد). ويعملون معاً لإتخاذ القرارات. كما نجد في الكتاب المقدس إشارات عديدة على مشاركة الشعب في إتخاذ القرارات. ولذا فأي قائد "دكتاتوري" يقوم بإتخاذ القرار بمفرده وإن كان ذلك (شيخاً أو راع أو كاهناً) فهو يقوم بأمر غير كتابي (أعمال الرسل 23:1 و26 و3:6 و22:15 و30 و كورنثوس الثانية 19:8). فنفس الشيء ينطبق علي جمهور الكنيسة إن لم يأخذوا القرارت بناء على نصائح الشيوخ.

وللتلخيص، الكتاب المقدس يعلمنا القيادة الجماعية للشيوخ والذين يعملون جنباً الى جنب مع جماعة الشمامسة والذين يعملون كخدام للكنيسة. ولكن ذلك لا يناقض حقيقة أن أحد الشيوخ قد يعمل كمعلم أو راعي للكنيسة. فالله يدعو البعض للعمل كرعاة أو معلمون (وأن قادهم للخدمة التبشيرية) ويعمل بحياتهم كعطية للكنيسة (أفسس 11:4). لذلك فيمكن يمكن أن يكون هناك شيوخ في الكنيسة ولكن ليس كل الشيوخ مؤهلون للعمل كرعاة للكنيسة. ولكن كواحد من الشيوخ أو "كشيخ معلم" لا ينبغي وأن يقوم بإتخاذ أي قرارت منفردة.



ما سبب تعدد الطوائف المسيحية؟




السؤال: ما سبب تعدد الطوائف المسيحية؟

الجواب:
للإجابة عن هذا التساؤل يجب وأن نفرق مابين 1) الطوائف المتضمنة في جسد المسيح و 2) البدع الغير مسيحية والأديان الخاطئة. فمثلاً الإنجيليين واللوثريين طوائف مسيحية بينما المورمان وشهود يهوة هم بدع (أي جماعات من الناس تدعي أتباعها للمسيحية برغم عدم إيمانهم بمباديء المسيحية)، بينما نجد أن الإسلام والشنتو أديان مختلفة تماماً.

ويمكننا تتبع نشأة تعدد الطوائف المسيحية الي الإصلاح البروتستانتي وهى حركة "إصلاح" الكنيسة الكاثوليكية أثناء القرن السادس عشر، والتي من خلالها ظهرت أربعة أقسام من التقاليد البروتستانتية: اللوثرية، الإصلاح، المعمدانية، والإنجليكان. ومن هذه الأقسام الأربعة ظهرت طوائف أخرى عديدة. والطائفة اللوثرية تم تسميتها كذلك لإتباعها تعاليم مارتن لوثر. كما تبعت طائفة الوسلية تعاليم مؤسسها جون وسلي. والإنجيلين المشيخين سموا بذلك لإهتمامهم بالجزء الكتابي عن إدارة الكنيسة ودور الشيوخ فيها. والمعمدانيين سموا بذلك لإهتمامهم الشديد بالمعمودية. كل طائفة تركز على أشياء معينة في الكتاب مثل: طريقة المعمودية، توفير مائدة الرب للجميع أو للمؤمنين المعروفين من قادة الكنيسة، سلطة الله المطلقة وعلاقتها بالإرادة الحرة وعلاقة ذلك بالخلاص، ما قبل الإضطرابات وفترة مابعد الإضطراب والإختطاف، وجود "علامات" ومواهب في عصرنا الحديث، وكثير من تلك المواضيع. ولكن سبب الإنقسام هو ليس يسوع المسيح المخلص والرب، ولكن يختلف المؤمنين وإن كاموا غير كاملين في تكريم ومحاولة معرفة الله بصورة نقية ومرضية لضمائرهم وتبعاً لمفهومهم للحق الكتابي.

وتتعدد وتختلف الطوائف اليوم. والطوائف "الرئيسية" المذكورة بأعلاه يتفرع منها الكثير من الطوائف مثل الكنيسة الرسولية، كنيسة الإتحاد، وغيرها. وربما تركز بعض الكنائس علي الإختلافات العقائدية، ولكن في أغلب الأحيان هم يقدمون أساليب عبادة متنوعة لتناسب الأذواق المختلفة. ولكننا كمسيحيون يجب وأن نتفق على المباديء الأساسية للإيمان، ولا يهم كيفية عبادة المسيحي في الجماعة. والإختلاف المتفق عليه يعطي المسيحي الفرصة لإختبار طرق العبادة المختلفة. فنجد أن طريقة عبادة الكنيسة الإنجيلية في أوغندا تتختلف تماماً مع الكنيسة الإنجيلية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن إيمانهم العقائدي واحد. الإختلاف شيء جيد ولكن عدم التوحد شيء غير جيد. وإن إختلفت عقائد كنيستين فلا بد من التحاور والبحث في المصدر الكتابي "فالحديد يفل الحديد" (أمثال 17:27) وذلك نافع للجميع. فإن إختلفوا على طريقة وأسلوب العبادة، فلا مانع من وجود كل منهم على حدة. ولكن ذلك لا يرفع المسئولية من على عاتق المسيحيون أن يحبوا بعضهم بعضاً (يوحنا الأولى 11:4-12) وأن يكونوا متحدين في المسيح (يوحنا 21:17-22).

فعند البحث عن كنيسة للإنضمام بها، يجب وأن يفحص المؤمن – مباديءالإيمان الخاصة بالكنيسة. فمعتقدات الكنيسة وممارساتها يجب وأن تتفق مع معتقدات الإيمان الموضحة في الكتاب المقدس. وما يجب علينا أن نبحث عنه في جسد المسيح هو أن تكون كلمة المسيح الموعوظة هي ما تحكم إدارة الكنيسة، وتأكيد كمال كلمة الله، حيث يمكننا من خلالها أن ننمو في علاقتنا مع الله، وحيث يمكننا أن نكرز للأعضاء الآخرين في جسد المسيح بنمونا الروحي، وننشر الإنجيل ونمجد المسيح. الكنيسة مهمة جداً ومن المهم أن ينتمي الشخص لجسد المسيح. نحن في إحتياج لعلاقات يمكننا فقط أن نجدها في جسد المسيح. ونحتاج لتعضيد أخوتنا في الكنيسة، وينبغي أن نخدم الله كأفراد وكجماعة.



ماسبب تعدد التفسيرات الكتابية؟




السؤال: ماسبب تعدد التفسيرات الكتابية؟

الجواب:
يقول الكتاب أنه "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" (أفسس 5:4). ويوضح هذا المقطع أهمية وحدة جسد المسيح حيث يسكننا "روح واحد" (عدد 4). وفي عدد 3 يسأل بولس أن نتحلي بالتواضع، الصبر، والمحبة – وكلها مهمة للحفاظ على الوحدة. وطبقاُ لما هو موجود في كورنثوس الأولى 10:2-13، فان الروح القدس يعلم أفكار الله (عدد 11)، والذي يعلنه (عدد 10) ويعلمه (عدد 13) للذين يسكن فيهم. وهذا النشاط يدعى التنوير.

وفي عالم مثالي، نجد أن كل مؤمن يدرس الكتاب المقدس (تيموثاوس الثانية 15:2) معتمداً على الله ومصلياً لإنارة الروح القدس. ولكننا لا نعيش في عالم مثالي. فلا يستمع كل فرد ما للروح القدس الذي في داخله. فمن المؤمنيين من يحزن الله (أفسس 30:4). قم بسؤال أي معلم – في أحسن الفصول الدراسية، تجد أن هناك من يقاوم التعلم بالرغم من كل محاولات المعلم. فواحد من أسباب كثرة التفسيرات هو عدم سماعهم للمعلم. والتالي يوضح بعض الأسباب الأخرى المتعلقة بذلك:

1. عدم الإيمان. الحقيقة أن الكثير ممن يدعون أنهم مسيحيون لم يختبروا الولادة الثانية. فهم يلقبون "بمسيحيون" ولكن لم تتغير قلوبهم. وهناك من يعلمون الكتاب ولا يؤمنون بأنه حق. ويدعون التخاطب مع الله وهم لا يؤمنون به. ومعظم التفسيرات الخاطئة تأتي من تلك المصادر.

فأنه من المستحيل للشخص الغير مؤمن أن يقوم بتفسير الكتاب المقدس بطريقة صحيحة "لكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة" (كورنثوس الأولى 14:2). فالشخص الغير مخلص (الذي لا يسكن الروح القدس بداخله) لا يستطيع فهم الحق الموجود في الكتاب المقدس. ولا يحصل علي الإستنارة. وإن كان ذلك الشخص قساً أو له وظيفة كنسية.

ومثال للفوضى المتسببة من عدم الإيمان يمكننا أن نجده في يوحنا 28:12-29. حيث يصلي يسوع للآب، ويجيب الآب من السماء بصوت مسموع "أيها الآب مجد اسمك! فجاء صوت من السماء: "مجدت، وأمجد أيضاً!" فالجمع الذي كان واقفاً وسمع، قال: "قد حدث رعد!" وآخرون قالوا: "قد كلمه ملاك!". أنظر الفرق في التفسير: "رعد أو ملاك" . فالجميع سمعوا نفس الشيء – جملة مفهومة من السماء – ولكن مع هذا سمع كل فرد ما سمعه.

2. عدم التدريب. لقد حذر الرسول بطرس من الذين يسيئون ترجمة كلمة الله. وهو يرجع ذلك الى "عدم تدريبهم" و "جهلهم" (بطرس الثانية 16:3). ونجد أن تيموثاوس "اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكى، عاملاً لا يخزى، مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة " (تيموثاوس الثانية 15:2). فلا يوجد إختصار لتفسير الكتاب المقدس.

3. التفسير الضعيف. أرتكبت الكثير من الأخطاء لعدم تطبيق علم تفسير الكتاب. فمثلاً إقتباس جزء من المقطع يفسد المعني المقصود بالمقطع ككل. وتجاهل الإصحاح ككل أو عدم معرفة السياق التاريخي أو الثقافي للمقطع يقود الى مشاكل عديدة.

4. عدم المعرفة الشاملة لكلمة الله. لقد كان أبولوس واعظاً لبق وقدير، ولكنه كان يعلم فقط عن معمودية يوحنا. ولم يكن يعلم عن يسوع وتقديمه للخلاص، فكانت رسالته غير كاملة. أكيلا وبرسيلا "ثم أقبل الى أفسس يهودى اسمه أبلوس، إسكندري الجنس، رجل فصيح مقتدر في الكتب. كان هذا خبيراً في طريق الرب. وكان هو حار بالروح يتكلم ويعلم بتدقيق ما يختص بالرب. عارفاً معمودية يوحنا فقط. وابتدأ هذا يجاهر في المجمع. فلما سمعه أكيلا وبرسكيلا أخذاه اليهما، وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق. وإذ كان يريد أن يجتاز الى أخائية، كتب الإخوة الى التلاميذ يحضونهم أن يقبلوه. فلما جاء ساعد كثيراً بالنعمة الذين كانوا قد آمنوا، لأنه كان باشتداد يفحم اليهود جهراً، مبيناً بالكتب أن يسوع هو المسيح" (أعمال الرسل 24:18-28). وبعد ذلك قام أبولوس بالوعظ عن يسوع المسيح. فبعض الناس اليوم يحملون رسائل غير كاملة لأنهم يقوموا بالتركيز على مقاطع معينة متجاهلين المقاطع الكتابية الأخرى.

5. الأنانية والكبرياء. من المؤسف قوله أن الكثير من التفسيرات الكتابية مبنية على تجربة ومعرفة الإنسان الشخصية, بل ويراها البعض كفرصة للشهرة بتقديم وجهة نظر جديدة. أنظر وصف المعلمين الكذبة في رسالة يهوذا.

6. عدم النضج. عندما لا ينضج المؤمنين كما ينبغي، يتأثر بذلك تعاملهم مع كلمة الله "سقيتم لبناً لا طعاماً، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الآن أيضاً لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديون. فإنه إذ فيكم حسد زخصام وإنشقاق، ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟" (كورنثوس الأولى 2:3-3). فالمؤمن الغير ناضج هو غير مؤهل "لهضم" كلمة الله. لاحظ ما يسببه ذلك في كنيستهم (عدد 4).

7. التركيز علي التقاليد بلا مبرر. تدعي بعض الكنائس بأنها تؤمن بالكتاب المقدس. ولكنهم دائماً ما يقوموا ببناء تفسيراتهم بناء على ما يروه بمنظار التقاليد. وعندما تتعارض تعاليم الكتاب مع تقاليد الكنيسة تمنح الأفضلية لتقاليد الكنيسة. مما يؤثر على سلطة كلمة الله ويمنح الأولوية لقيادة الكنيسة.

والكتاب المقدس واضح فيما يتعلق بالمباديء الرئيسية. ولا يوجد أي تساؤل عن آلوهية المسيح، أو حقيقة السماء والجحيم، والخلاص بالنعمة من خلال الإيمان. ولكننا نجد أن الكتاب ليس بنفس الوضوح في بعض الأمور الأخرى والأقل أهمية، مما يؤدي الى تعدد التفاسير. فعلى سبيل المثال، لا يوجد تعليمات واضحة في الكتاب المقدسة عن الإشتراك في مائدة الرب أو نوعية الآلات الموسيقية المستخدمة في الكنيسة. ويمكن أن يختلف المؤمنون على تفسير تلك الأمور.

ومن المهم أن نلتزم بالحرفية عندما يكون الكتاب المقدس حرفي وألا نكون عندما لا يكون. ويجب أن نتمثل الكنيسة بالكنيسة الأولى: "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، زكسر الخبز والصلوات" (أعمال الرسل 42:2). فقد كان هناك وحدة في الكنيسة الأولى لأنهم تمسكوا بعقيدة الرسل. ويمكننا تحقيق الوحدة في الكنيسة اليوم إن تمسكنا بتعاليم الرسل وتجاهلنا المعتقدات الخاطئة والبدع والخرافات المتسربة الى الكنيسة اليوم.



لماذا يتعرض الكثير من الزعماء المسيحيين الإنجيليين للفضائح؟




السؤال: لماذا يتعرض الكثير من الزعماء المسيحيين الإنجيليين للفضائح؟

الجواب:
أولاً، من المهم أن نشير الى أن "الكثير" هو تعبير غير دقيق. وربما يبدو أن العديد من الزعماء قد تورطوا في الفضائح ولكن ذلك يرجع للإهتمام الشديد والتركيز الإعلامي على تلك الفضائح. وأيضاً من المهم أن نشير الى أن هناك الآلاف من الزعماء الممسيحيون والقساوسة و الأساتذة والمبشرين والكتاب الذين لم يشاركوا قط في أي شيء "مخزي". فالأغلبية العظمى من القادة والزعماء المسيحيون هم رجال ونساء يحبون الله، وهم أوفياء لأسرهم وأزواجهم، ويتعاملون مع أمور الحياة بأقصى قدر من الإستقامة والنزاهة. وفشل القلة القليلة منهم لا يجب وأن يأخذ كتعميم للكل.

ولكن بالرغم من قولنا هذا، فأنه من الهام أن نشير الى حقيقة وجود بعض المشاكل والفضائح بين الذين يدعون أنهم مسيحيون. ونرى أن بعض القادة المسيحيون البارزون قد تعرضوا لإرتكاب الزنا أو المشاركة في البغاء. أو أن البعض منهم قد أدينوا بالإحتيال أو التهرب من الضرائب و غيرها من المخالفات المالية. لماذا يحدث هذا؟ هناك على الأقل ثلاثة تفسيرات أولية: (1) بعض الذين يدعون المسيحية هم دجالون (2) بعض القادة المسيحيون يسمحون لمناصبهم أن تنتج فخراً (3) يتعرض ابليس وأجناده بالهجوم الشديد لإغراء القادة المسيحيون لمعرفتهم بالنتائج الوخيمة لوقع الفضيحة على مسامع كل من المسيحيون وغير المسيحيون.

1. بعض "المسيحيين الإنجيليين" الذين تورطوا في تلك الفضائح هم دجالون، وأنبياء كذبة. ولقد حذرنا المسيح، بأن نحترس من من الأنبياء الكذبة "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة! من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع ثماراً ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار. فإذاً من ثمارهم تعرفونهم" (متى 15:7-20). والأنبياء الكذبة يتظاهرون بالتدين، ولكن "ثمار" فضائحهم تظهر أنهم عكس ما يزعمون. وبهذا هم يمثلون ابليس "ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور! فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم" (كورنثوس الثانية 14:11-15).

2. يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أمثال 18:16). ويذكرنا يعقوب 6:4 "ولكنه يعطي نعمة أعظم. لذلك يقول: "يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة". فالكتاب المقدس يحذرنا مراراً من تلك الخطيئة. وكثيراً ما يبدأ القادة المسيحيون خدمتهم بروح التواضع والإعتماد على الله. ولكن حالما تذهر خدمتهم وتنمو فأنه من المغري أن ينسبوا المجد لأنفسهم. وفي نهاية المطاف يحاولوا إدارة وبناء خدمتهم معتمدين على قوتهم وحكمتهم. وهذا النوع من الفخر يؤدي الى السقوط. ولقد حذرنا الله من خلال النبي هوشع، "لما رعوا شبعوا. شبعوا وأرتفعت قلوبهم، لذلك نسوني" (هوشع 6:13).

3. ابليس يعلم أن أي فضيحة متعلقة بقائد مسيحي يمكن وأن يكون لها تأثير عظيم. فكما تسببت خطيئة داوود في ضرراً كبيراً لعائلة داوود وكل أمة اسرائيل – كذلك تسببت خطيئة القادة المسيحيون في الحاق الضرر بكنائسهم وخدماتهم. وكثيراً ما يضعف إيمان المسيحيون برؤية سقوط قادتهم. ويستخدم الغير مسيحيون ذلك كحجة لعدم إيمانهم. ويعلم ابليس ذلك، فيقوم بتكثيف هجماته على المسيحيون في الأدوار القيادية، ويحذرنا الكتاب المقدس "اصحوا واسهروا . لأن ابليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمساً من يبتلعه هو" (بطرس الأولى 8:5).

كيف يمكننا الإستجابة عند سماعنا عن تورط قائد مسيحي في فضيحة ما؟ (1) لا تستمع لإتهامات لا أساس لها (أمثال 8:18 و 17 وتيموثاوس الأولى 19:5). (2) إن ثبت الإتهام بالخطيئة لابد وأن تطبق الإزالة من قيادة الخدمة (تيموثاوس الأولى 1:3-13). (3) لا بد من ممارسة المغفرة لمرتكب الخطيئة (أفسس 32:4 وكولوسي 13:3) وعند تحقيق التوبة لابد وقبولهم في جماعة المؤمنيين مرة أخرى (غلاطية 1:6 وبطرس الأولى 8:4). (4) صل بلجاجة من أجل قادة الكنيسة، والإغراءات التي يواجهونها، والضغوط الملقاة على عاتقهم، فلابد وأن نصلي من أجلهم طالبين أن يقويهم الله و يعضدهم. (5) والأهم من ذلك كله هو أن نتعلم من سقوط القائد المسيحي وأن يذكرنا ذلك بأهمية وضع ثقتنا في الله وحده. فالله لا يسقط، ولا يخطيء ولا يكذب "قدوس، قدوس، قدوس رب الجنود، مجده ملء كل الأرض" (أشعياء 3:6).



ما هو تاريخ الكنيسة؟




السؤال: ما هو تاريخ الكنيسة؟

الجواب:
تاريخ الكنيسة أو المسيحية هو تاريخ الحضارة الغربية. فقد أثرت المسيحية بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسة وحياة الأسرة والموسيقى وحتى طريقة التفكير الغربية تلونت بتأثير المسيحية لمدة قرنين من الزمان. ولذا فقصة الكنيسة هي قصة مهمة جداً.

تاريخ المسيحية – بداية الكنيسة
بدأت الكنيسة بعد 40 يوماً من قيامة المسيح (سنة 35 ميلادياً). فقد وعد يسوع بأن يبني كنيسته (متى 18:16)، وبحلول الروح القدس يوم الخمسين (أعمال الرسل 1:2-4)، بدأت الكنيسة رسمياً. ولقد استجاب ثلاثة ألاف شخص لعظة بطرس في ذلك اليوم وأختاروا أن يتبعوا المسيح.

والأفراد الأولين كانوا يهود أو مرتدين من الديانة اليهودية، وكانت الكنيسة مركزة في أورشليم. ولذلك، فقد أعتقد البعض في البداية أن المسيحية جزء من اليهودية. ولكن ما وعظ به التلاميذ كان يختلف تماماُ عن من الجماعات اليهودية الأخرى. وقد كان المسيح المسيا اليهودي (الملك الممسوح) الذي أتى لإتمام الشريعة (متى 17:5) وليؤسس عهد جديد مبني على موته (مرقس 24:14). وهذه الرسالة، بما يتضمن الإتهام بأن اليهود قد قاموا بقتل المسيا المنتظر، أغضبت الكثير من القادة اليهود، والبعض مثل شاول الطرسوسي قرروا أن يدمروا "ذاك الطريق" (أعمال الرسل 1:9-2).

ومن المناسب أن نقول أن للمسيحية أصول في اليهودية. فقد وضعت اليهودية الأساس الذي بني عليه التعاليم الجديدة، فمن المستحيل فهم المسيحية من غير أن نكون على علم بالعهد القديم (أنظر متى والعبرانيين). فالعهد القديم يوضح أهمية المسيا، ويحتوي على تاريخ شعب المسيا ويتنبأ بقدوم المسيا. والعهد الجديد يتناول قدوم المسيا للأرض وعمله لخلاصنا من الخطيئة. ففي حياته، أتم المسيح أكثر من 300 نبؤة، مثبتاً أنه هو من تنبأ عنه العهد القديم.

تاريخ المسيحية – نمو الكنيسة الأولى
بعد فترة قليلة تلت يوم الخمسين، فتحت أبواب الكنيسة لغير اليهود. ولقد قام الرسول فيليب بالوعظ للسامريين (أعمال الرسل 5:8)، وآمن الكثير منهم بالمسيح. وقام الرسول بطرس بالوعظ للأمم مثل بيت كرنيليوس (أعمال الرسل 10)، وهم أيضاً قبلوا الروح القدس. والرسول بولس (المضطهد الأول للكنيسة) نشر الإنجيل في كل العالم الإغريقي والروماني، حتى الي أطراف روما نفسها (أعمال الرسل 16:28)، ومن المحتمل أنه حتى وصل الى أسبانيا.

وفي عام 70 ميلادياً، العام الذي دمرت فيه أرشليم، إكتملت كتابة العهد الجديد ووزعت على الكنائس المختلفة. ولمدة 240 عاماً، أضطهد الرومان المسيحيون عشوائياً في بعض الأحيان وكأمر من الدولة في أحيان أخرى.

وفي القرن الثاني والثالث، أصبحت قيادة الكنيسة طبقية وذلك بزيادة أعداد معتنقي المسيحية. ورفضت بعض البدع التي ظهرت في ذلك الوقت، وأتفق علي أسفار الكتاب المقدسة المعترف بها. وأشتدت وطأة الإضطهاد.

تاريخ المسيحية – نشأة الكنيسة الرومانية
وفي عام 312 ميلادياً، زعم الإمبراطور قسطنطين بأنه أعتنق المسيحية. وحوالي 70 عاماً بعد ذلك، وخلال حكم ثيودوس أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية. وفي عام 400 ميلادياً أصبحت كلمة روماني أومسيحي تحمل نفس المعنى.

وبعد قسطنطين، لم يتم إضطهاد المسيحيون. وبالوقت تم إضطهاد "غير المؤمنيين" إن لم يتحولوا للمسيحية. وهذا العنف والإكراه أرغم الكثير على إعتناق المسيحية بدون إيمان حقيقي بالمسيح. ودخل هؤلاء المسيحية بتقاليدهم العتيقة وممارساتهم الخاطئة وبهذا تغير شكل الكنيسة، فأصبح هناك طقوس كثيرة ومعمار باهظ الثمن، وأيقونات عبادية، وتقديس للبشر وكثير من الأشياء التي أضيفت الى بساطة عبادة الكنيسة الأولى. وفي نفس الوقت بدأ بعض المسيحيون بالإبتعاد عن روما وأختاروا الحياة كرهبان و بدأوا بتعميد الصغار لغسل الخطيئة الأصلية.

وفي السنوات التي لحقت ذلك، عقدت المجامع الكنسية لمحاولة تحديد العقيدة الرسمية، وذلك للحد من إنتهاكات القيادة الكنسية ولتعضيد السلام مابين الجهات المتصارعة. وبضعف الإمبراطورية الرومانية، إزدادت قوة الكنيسة، ونشأت صراعات متعددة مابين كنائس الشرق والغرب. فالكنائس الغربية (اللاتينية)، ومقرها الرئيسي في روما، زعمت سلطة على الكنائس الأخرى. ودعى أسقف روما نفسه "البابا". وهذا لم يسر كنائس الشرق (اليونانية)، والتي كان مقرها في القسطنطينية. وأندلعت إنشقاقات دينية و سياسية ولغوية الى أن حدث الإنشقاق العظيم في عام 1054 ميلادياً، حيث قطعت الكنائس الرومانية الكاثوليكية كل علاقاتها مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

تاريخ المسيحية – العصور الوسطى
في خلال العصور الوسطى في أوروبا إستمرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في تولي السلطة، وتولى الآباء إدارة كل أمور الحياة في الدولة وكأنهم ملوك. وصمت الجميع. ولكن في عام 1517 وقف راهب ألماني أسمه مارتن لوثر أمام الكنيسة الرومانية وسمعه الجميع. وتزعم مارتن لوثر حركة الإصلاح البروتستانتية.

وتعدد الإصلاحيون مثل لوثر وكلفن وزوينجلي وإختلفوا على نقاط لاهوتية معينة ولكنهم إتفقوا على سلطة الكتاب المقدس وعلى أن الخطاة يتلقون الفداء بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح وحده (أفسس 8:2-9).

ونجد أن حركة الإصلاح جردت الكنيسة الكاثوليكية من السلطة بالرغم من إستمرار كينونتها وإندلعت الكثير من الحروب بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية.

تاريخ المسيحية – عصر التبشير
شهدت المسيحية من عام 1790 الى 1900، إهتمام كبير بالعمل التبشيري. وبالنهضة الصناعية توفرت المصادر المالية التي من خلالها مول الأفراد المبشرين وظهر الإحتياج الشديد لنشر الإنجيل. وذهب المبشرين الى أقاصي الأرض وأسست الكنائس في كل مكان.

تاريخ المسيحية – الكنيسة الحديثة
أتخذت الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية خطوات عديدة لإصلاح علاقاتهم. والكنيسة الإنجيلية هى كنيسة مستقلة ومبنية على لاهوت الإصلاح المسيحى. وشهدت الكنيسة نشأة الحركة الخمسينية والأسقفية وكذلك شهدت نشاة الكثير من البدع.

تاريخ المسيحية – ماذا نتعلم من تاريخنا
إن لم نتعلم شيئاً من تاريخ الكنيسة، فلابد وأن نعترف بأهمية "سكنى المسيح فينا بغنى" (كولوسي 16:3). فكل منا مسئول عن معرفة ما يقوله الكتاب المقدس لنا وأن نتعلم منه وأن نحيا به. فعندما تنسي الكنيسة تعاليم المسيح وتتجاهل تعاليم الكتاب المقدس، تسود الفوضى.

هناك الكثير من الكنائس اليوم، ولكن هناك كتاب مقدس واحد. "أيها الأحباء، إذ كنت أصنع كل الجهد لأكتب اليكم عن الخلاص المشترك، اضطررت أن أكتب اليكم واعظاً أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين" (يهوذا 3). ياليتنا نحرص على حفظ هذا الإيمان وأن ننقله من غير تغيير. وياليت الرب يستمر في تحقيق وعده ببناء كنيسته.



ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن نمو الكنيسة؟




السؤال: ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن نمو الكنيسة؟

الجواب:
بالرغم من أن الكتاب المقدس لا يتناول على وجه التحديد نمو الكنيسة، ولكن مبدأ نمو الكنيسة مترتب على مفهوم قول المسيح "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"(متى 18:16). ويؤكد لنا بولس أن الكنيسة مؤسسة على المسيح (كورنثوس الأولى 11:3). فالمسيح هو رأس الكنيسة (أفسس 18:1-23) وحياة الكنيسة (يوحنا 10:10). وبالرغم من قولنا هذا، فلابد وأن نتذكر أن "النمو" هو تعبير نسبي. وهناك أنواع مختلفة للنمو، وبعض هذه الأنواع لايمت للأعداد بصلة.

فيمكن أن تكون الكنيسة حية ونامية، وإن لم يتغير عدد أعضائها. فإن كان أعضاء الكنيسة ينموا في النعمة ومعرفة يسوع المسيح، مسلمين أمور حياتهم لإرادته، سواء بصورة فردية أو كجماعة، فهذا يعكس نمو حقيقي للكنيسة. وفي نفس الوقت، يمكن أن تضيف الكنيسة برامج جديدة أسبوعياً، وينضم أعداد كبيرة من الناس وأن تكون ميتة روحياً.

وأي نوع من النمو يتبع نمطاً معتاد. فكنمو أي كائن، يوجد في الكنيسة المحلية الذين يقومون بزرع الحبوب (المبشرين)، والذين يقومون بإروائها (الراعي/أو المعلم)، وآخرين يستخدمون مواهبهم الروحية لمساعدة الكنيسة المحلية على النمو الروحي. ولكن لاحظ أن الله هو الذي يزيد (كورنثوس الأولى 7:3). والذين يزرعون والذين يروون سيجازون عن أعمالهم (كورنثوس الأولى 8:3).

ويجب أن يكون هناك توازن بين زرع وإرواء الكنيسة المحلية حتى تنمو، وهذا يعني أنه يجب على أعضاء الكنيسة الحية أن يعلموا مواهبهم فيكون عاملين بوفاق كجزء من جسد المسيح. فإن تمت الزراعة والإرواء بغير موازنة، لن تزدهر الكنيسة وتحقق قصد الله. ومن المهم أن يكون هناك إعتماد يومي وطاعة للروح القدس حتى يمكن لروحه القدوس أن يسكن في الذين يقوموا بالزراعة والإرواء حتي يكثر عمل الله.

وآخيراُ يمكننا أن نجد وصف الكنيسة الحية والنامية في سفر أعمال الرسل 42:2-47، حيث يخبرنا أن المؤمنيين "كانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات. وصار خوف في كل نفس. وكانت عجائب وآيات كثيرة تجرى على أيدي الرسل. وجميع الذين آمنوا كانوا معاً، وكان عندهم كل شيء مشتركاً. والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع، كما يكون لكل واحد إحتياج. وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب. مسبحين الله، ولهم نعمة لدى جميع الشعب. وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون". ثم يقول أن كل واحد كان يخدم الآخر، ويقوم المؤمنين بتعليم الذين يبغون معرفة الرب. فعندما تحدث تلك الأشياء، ستختبر الكنيسة النمو الروحي، وإن صاحب ذلك زيادة في الأعداد أم لا.



ما هو المعني بتعبير "بعل إمرأة واحدة" في تيموثاوس الأولى 2:3؟ هل يمكن لرجل مطلق أن يخدم كقس أو شيخ أو شماس؟




السؤال: ما هو المعني بتعبير "بعل إمرأة واحدة" في تيموثاوس الأولى 2:3؟ هل يمكن لرجل مطلق أن يخدم كقس أو شيخ أو شماس؟

الجواب:
هناك ثلاثة تفسيرات محتملة لتعبير "بعل إمرأة واحدة" الموجود في تيموثاوس الأولى 2:3. (1) ربما يشير ببساطة الى أن تعدد الأزواج يمنع أن يكون الشخص شيخ أو قس. وهذه هى الترجمة الحرفية للمقطع، بالرغم من أن تعدد الأزواج كان شيء نادر في وقت بولس. (2) وربما يشير الى أن القس أو الشيخ لابد وأن يكون مخلصاً لزوجته. فهو يركز على النقاء الأخلاقي وليس الحالة الإجتماعية. (3) ويمكن تفسير العبارة بأنه إن أراد شخصاً أن يصبح قساً أو شيخاً أو شماساً فلابد وأن يكون متزوجاً مرة واحدة فقط، فيما عدا في حالة كونه أرملاً.

ونجد أن التفسير الثاني والثالث هم الأكثر شيوعاً اليوم. وأني أميل الى التفسير الثاني حيث أن الكتاب لا يسمح بالطلاق إلا لظروف خاصة جداً (متى 19:9 وكورنثوس الأولى 12:7-16). ومن المهم التفرقة بين الشخص المطلق قبل الإيمان أو بعد الإيمان. فلا أعتقد أنه يجب استبعاد شخص ما من الخدمة في الكنيسة بناء على أفعال قام بها قبل الإيمان. وبالرغم من أني لا أعتقد أن تيموثاوس الأولى 2:3 يستبعد رجل مطلق أو متزوج للمرة الثانية من الخدمة كشيخ في الكنيسة ولكن هناك أمور أخرى يجب وأن تؤخذ في الإعتبار.

من أهم المؤهلات هو أن يكون القس/الشيخ/أو الشماس "فوق الشبهات" (تيموثاوس الأولى 2:3). إذ أنه يجب وأن يكون الشخص قدوة لمن حوله وأن يمثل المسيح في تصرفاته وقيادته. وإن كان الطلاق أو الزواج للمرة الثانية يعرقل خدمته، فربما يكون من الأفضل ألا يتخذ وظيفة كنسية. ولكن من المهم أن نتذكر أنه وإن كان الشخص غير مؤهل لأن يكون قساً أو شيخاً فهذا لا يعني أنه عضو غير هام في جسد المسيح. فكل مسيحي له مواهب روحية (كورنثوس الأولى 4:12-7) وهو مدعو لبناء المؤمنين الآخرين بهذه المواهب (كورنثوس الأولى 7:12). فالشخص الغير مؤهل أن يكون قساً أو شيخاً أو شماساً، يمكنه التعليم أو الوعظ أو الصلاة أو العبادة ومازال يلعب دوراً هاماً في الكنيسة.



ما هو الأسلوب الصحيح للتعميد؟




السؤال: ما هو الأسلوب الصحيح للتعميد؟

الجواب:
الإجابة البسيطة لهذا التساؤل يمكننا أن نجدها في معنى كلمة "تعميد" والتي تأتي من المعنى اليوناني "التغطيس في الماء". ولذا فإن الرش مناقض للكلمة. فالمعمودية هي تغطيس شخص ما تحت الماء.

والمعمودية تمثل توحد الشخص مع موت المسيح، ودفنه، وقيامته. "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة" (رومية 3:6-4). فصورة التغطيس تحت الماء يمثل الدفن مع المسيح. والخروج من الماء يمثل قيامة المسيح. وهي الطريقة الوحيدة التي تصور موتنا وقيامتنا مع المسيح. وأتت فكرة الرش بالماء من معمودية الأطفال وهى فكرة غير كتابية. للحصول على معلومات أكثر عن معمودية الأطفال، أنظر "ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن معمودية الأطفال؟"

بالرغم من أن المعمودية بالتغطيس هي الأسلوب الذي يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس، ولكنه ليس متطلب للخلاص (كما يعتقد البعض). بل هو يمثل الخضوع لأمر الكتاب "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" (أعمال الرسل 38:2). والذين يؤمنون بفكرة "تجديد المعمودية"، قد فشلوا في فهم أن "التوبة" هى الجزء الهام للخلاص، وليس الفعل الدال عن التوبة للعالم.



هل يأمر الله المسيحيين بحفظ السبت؟




السؤال: هل يأمر الله المسيحيين بحفظ السبت؟

الجواب:
في كولوسي 16:2-17، يعلن الرسول بولس "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هى ظل الامور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح" وبالمثل نجد في رومية 5:14 يقول "واحد يعتبر يوماً دون يوم، وآخر يعتبر كل يوم. فليتيقن كل واحد في عقله". والكتاب بذلك يوضح لنا، أن حفظ السبت هو حرية روحية، وليس أمر من الله. بل ويوصينا الله ألا نحكم على بعضنا البعض إن إخترنا ممارسة حفظ السبت أم لا. فلذلك هو أمر شخصي ينبع من إقتناع الشخص المسيحي.

ونجد في الأجزاء الأولى من سفر أعمال الرسل، أن المسيحيون الأوائل كانوا من اليهود. وعند بدء قبول الأمم هبة الخلاص من خلال إيمانهم بيسوع المسيح، تحير اليهود، أي أجزاء من شريعة موسى يجب تقديمها للأمم لإتباعها؟ فتجمع الرسل وناقشوا تلك الموضوعات في مجمع أورشليم (أعمال الرسل أصحاح 15). وكان القرار أن "لذلك أنا أرى أن لا يثقل على الراجعين الى الله من الأمم، بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام، والزنا والمخنوق والدم" (أعمال الرسل 19:15-20). فحفظ السبت لم يكن من الوصايا التي قرر الرسل أنها من المهم أن يتبعها المؤمنون الأممين. ومن غير المعقول أن يتجاهل الرسل وصية هامة إن كان أمر الله هو أن نتبعها.

وخطأ شائع يرتكب عند الحديث عن حفظ السبت هو أن السبت كان يوم العبادة. فبعض الطوائف (مثل الأدفنتست) تتطلب أن تعقد خدماتها يوم السبت. وليس هذا هو المقصود بوصية حفظ السبت. بل المقصود هو عدم القيام بالأعمال في ذلك اليوم (خروج 8:20-11). فلا يوجد أي مقطع كتابي يرشدنا الى إقامة العبادة في ذلك اليوم. نعم يعبد اليهود يوم السبت ولكن هذه ليست الوصية. ففي سفر أعمال الرسل كلما يشير الى إجتماع يوم السبت فأنه يشير الى تجمع يهودي وليس مسيحي.

متى كان يجتمع المسيحيون الأوائل؟ أعمال الرسل 46:2-47 يعطينا الإجابة، "وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بإبتهاج وبساطة قلب. مسبحين الله، ولهم نعمة لدى جميع الشعب. وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون". إن كان هناك يوم يجتمع فيه المسيحيون، فهو عادة أول أيام الأسبوع (الأحد بالنسبة لنا) وليس السبت (أعمال الرسل 7:20 وكورنثوس الأولى 2:16). وإحتفاءاً بقيامة المسيح يوم الأحد، قرر المسيحيون الأوائل حفظ يوم الأحد للعبادة وتمجيد للرب يسوع المسيح.

هل هناك أي خطأ في أن نعبد الرب يوم السبت؟ كلا بالطبع. فينبغي علينا أن نعبد الله كل يوم وليس فقط يوم السبت والأحد! ومعظم الكنائس اليوم تعقد خدماتها يومي السبت والأحد. هناك حرية في المسيح (رومية 21:8 وكورنثوس 17:3 وغلاطية 1:5). هل ينبغي أن يمارس المسيحيون اليوم حفظ السبت؟ وألا يقوموا بالعمل في ذلك اليوم. فإن كان المسيحي يريد أن يفعل ذلك فلم لا (رومية 5:14). ولكن إن حفظ الإنسان السبت فلا يجب أن يحاكم أخيه الذي لا يحفظ السبت (كولوسي 16:2). والذين لا يحفظوا السبت يجب وألا يكونوا عثرة لغيرهم (كورنثوس الأولى 9:8). غلاطية 13:5-15 يلخص هذا الموضوع: "لأن الذين يختتون هم لا يحفظون الناموس، بل يريدون أن تختتنوا أنتم لكى يفتخروا في جسدكم. وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم. لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة".



ما هو الفرق بين الكنيسة المحلية والعالمية؟




السؤال: ما هو الفرق بين الكنيسة المحلية والعالمية؟

الجواب:
لفهم الفرق ما بين الكنيسة المحلية والكنيسة العالمية، لابد وأن يفهم المرء تعريف كل منها. الكنيسة المحلية هى جماعة من المؤمنين بيسوع المسيح تتقابل في مكان معين بصورة دائمة. بينما تمثل الكنيسة العالمية كل المؤمنين بيسوع المسيح في جميع أنحاء العالم. وتأتي كلمة كنيسة من أصل كلمتين. الأولى تعبر عن التجمع (تسالونيكي الأولى 14:2 وتسالونيكي الثانية 1:1). والكلمة الثانية تعبر عن أن الله يطهر ويفدي المؤمنيين "المدعوين" وعندما نجد كلمة الكنيسة في الكتاب المقدس، فهى عادة ما تشير الى "أتباع المسيح". والكلمة اليونانية "كنيسة" موجودة مرتين فقط في العهد الجديد (كورنثوس الأولى 20:11 ورؤيا يوحنا 10:1).

فالكنيسة المحلية هى جماعة محلية من الذين يعترفون بإيمانهم وولائهم للمسيح. ونرى أن الكلمة اليونانية المستخدمة غالباً ما تشير للجماعة المحلية (تسالونيكي الأولى 1:1 وكورنثوس الأولى 17:4 وكورنثوس الثانية 8:11). وهذا لا يعني كنيسة بعينها بل الكنيسة المحلية الموجودة في الكثير من الأماكن والمدن.

والكنيسة العالمية هي أسم يطلق على الكنيسة في كل مكان. وفي هذه الحالة كلمة الكنيسة لا تشير الى الجماعة بل الجماعات الكثيرة التي تكون الكنيسة العالمية. فالكنيسة هي كنيسة وإن كانت لا تعقد إجتماعات رسمية. وفي سفر الأعمال الأصحاح 8 وعدد 3 ، نرى أن الكنيسة يمكن أن يتم عقدها حتى في المنازل. وعند إختبار المقطع الكتابى الموجود في أعمال الرسل 31:9 نجد أن الكنيسة العالمية مشار اليها بصورة المفرد. ويصف البعض الكنيسة العالمية بالكنيسة الغير مرئية ولكن يجب علينا توخي الحذر عند فعل ذلك. فالكنيسة في الكتاب المقدس لا تصف بأنها غير مرئية ويجب ألا تكون كذلك. وبعض المقاطع التي تتناول الكنيسة العالمية يمكننا أن نجدها في (كورنثوس الأولى 28:12 و9:15 و متى 18:16 وأفسس 22:1-23 وكولوسي 18:1).



هل يرد الله دور الرسل والأنبياء إلى الكنيسة اليوم؟




السؤال: هل يرد الله دور الرسل والأنبياء إلى الكنيسة اليوم؟

الجواب:
إن حركة رد دور الرسل والأنبياء إلى الكنيسة تؤسس إيمانها على أن الرسل والأنبياء هم جزء من الكنيسة بحسب أفسس 4: 11-12 "وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ".

خلال القرن الأول من تاريخ الكنيسة كان هناك وظيفة الرسول، وكانت هناك موهبة الرسولية. وكان الرسل هم التلاميذ الإثني عشر بالإضافة إلى متياس الذي أخذ مكان يهوذا، و أيضاً بولس. كان المسيح قد إختار الرسل بالتحديد (مرقس 3: 16-19). ونرى إختيار بديل يهوذا في أعمال الرسل 1: 20-26. لاحظ في هذه الفقرة أن مكان يهوذا يسمى "وظيفة". ويجب أيضاً ملاحظة أن بولس أيضاً إختاره المسيح (كورنثوس الأولى 15: 8-9؛ غلاطية 1: 1؛ 2: 6-9). هؤلاء الرجال أعطيت لهم مهمة وضع أساسات الكنيسة العامة (أفسس 2: 20). وقد تم وضع أساس الكنيسة العامة في القرن الأول. لهذا لم تعد وظيفة الرسول قائمة. ما إن تم وضع الأساس، لم نعد بحاجة إلى واضعي الأساس.

وكان هناك أيضاً الموهبة الرسولية ( ولا يجب الخلط بينها وبين وظيفة الرسول – فهما منفصلين). ومن بين من كانت لهم هذه الموهبة الروحية نجد يعقوب (كورنثوس الأولى 15: 7؛ غلاطية 1: 19)، وبرنابا (أعمال الرسل 14: 4، 14؛ كورنثوس الأولى 9: 6) وآندرونيكوس ويونياس (رومية 16: 7) وأيضاً سيلا وتيموثاوس (تسالونيكي الأولى 1: 1؛ 2: 7) وأبللوس (كورنثوس الأولى 4: 6، 9). هذه المجموعة الأخيرة كان لها موهبة الرسولية دون "وظيفة" الرسول التي أعطيت للإثني عشر وبولس. فهؤلاء الذين كانت لهم موهبة الرسولية هم أولئك الذين حملوا رسالة الإنجيل بسلطان الله. إم كلمة "رسول" تعني "شخص مرسل كمندوب له سلطان". وكان هذا صحيحاً في حالة من قاموا بوظيفة الرسول وأيضاً من لهم موهبة الرسولية (مثل أبللوس). رغم وجود أناس مثلهم اليوم أرسلهم الله لنشر الإنجيل، إلا أنه من الأفضل عدم الإشارة إليهم كرسل بسبب الإلتباس الذي يمكن أن يحدث. فالكثيرين لا يدركون الفرق بين الإستخدامين لكلمة "رسول".

كانت موهبة النبوة أيضاً موهبة مؤقتة وهبها المسيح لوضع اساسات الكنيسة العامة (أفسس 2: 20). قام الأنبياء بإعلان رسالة من الله للمؤمنين في القرن الأول. هؤلاء المؤمنين لم يكن لديهم الإمتياز الذي لنا اليوم بوجود الكتاب المقدس كله بين أيدينا. لم يكتمل السفر الأخير من العهد الجديد حتى أواخر القرن الأول. فدبر الله رجال موهوبين أسماهم أنبياء أعلنوا رسالة الله حتى إكتملت أسفار الكتاب المقدس.

يجب الإشارة إلى أن بعض من ينادون اليوم برد الأنبياء والرسل تبتعد تعاليمهم عما يقوله الكتاب المقدس عن الرجال الذين أعطوا موهبة النبوة ووظيفة الرسول. فبعض من يقولون بعودة وظيفة الرسل والأنبياء يقولون بأنه لا يجب أبداً إنتقادهم أو التشكك فيهم لأن ذلك يعادل التشكك في الله. ولكن، نجد الرسول بولس قد أشاد بشعب بيرية لإمتحانهم ما يقوله أمام كلمة الله للتأكد من أنه يقول الحق (أعمال الرسل 17: 10-11). قال الرسول بولس أيضاً للذين في غلاطية أنه لو جاء أحد، أو هو نفسه، يعلمهم إنجيل آخر فإنه يكون "ملعوناً" (غلاطية 1: 8-9). وفي كل شيء، كان بولس يوجه الناس إلى الكتاب المقدس كالكلمة الأخيرة في كل شيء. أما بعض الرجال الذين يزعمون بأنهم رسل وأنبياء اليوم فيعتبرون أنفسهم أصحاب الكلمة الأخيرة وهو ما لم يفعله بولس أو الإثني عشر أبداً.

يجب الإشارة أن الكتاب المقدس يشير إلى الرسل والأنبياء في زمن الفعل الماضي. تقول رسالة بطرس الثانية 3: 2؛ ويهوذا 3-4 أن الناس لا يجب أن يبتعدوا عن الرسالة التي أعطاها الرسل (فعل ماض). عبرانيين 2: 3-4 أيضاً يتحدث عن الذين جاءوا "بآيات وعجائب ومعجزات متنوعة" من خلال مواهب الروح القدس.



هل يشترط معمودية الشخص قبل أن يسمح له بالتناول؟




السؤال: هل يشترط معمودية الشخص قبل أن يسمح له بالتناول؟

الجواب:
لا تقول كلمة الله أنه يجب أن يتعمد الإنسان قبل أن يتمكن من التناول من مائدة الرب. ولكن، الشرط الذي ينطبق على كل من المعمودية والتناول هو الخلاص بالإيمان في موت ودفن وقيامة يسوع المسيح.

أسس يسوع العشاء الرباني عندما كان يأكل وليمة الفصح مع تلاميذه في الليلة السابقة على صلبه (متى 26: 20-28). في متى 28: 19 بعد موت الرب يسوع وقيامته أعطى تلاميذه الإرسالية العظمى بالذهاب إلى العالم أجمع والكرازة بالإنجيل. وقد أتبع ذلك بالوصية أن يعمدوا حديثي الإيمان. لقد مارست الكنيسة معمودية الماء بإسم الثالوث الأقدس منذ نشأتها. والشرط الوحيد كما ذكرنا أعلاه هو أن يكون الشخص قد وضع ثقته في المسيح كمخلص. المعمودية هي صورة للخلاص وهي عمل طاعة لوصية الرب. ويعتبرها كثير من اللاهوتيين أول خطوة في التلمذة المسيحية.

إن العشاء الرباني هو وسيلة يتشارك بها المؤمنين مع الرب ويذكرون موته. والمعمودية مهمة كعلامة تميز المؤمنين بالمسيح. قد يكون الإنسان الذي لم يتعمد مؤمناً ولكنه لم يعلن بعد عن ذلك، أو لم يأخذ بعد أول خطوة في طاعة المسيح. ربما يكون هذا هو السبب الذي يجعل بعض الكنائس تشترط المعمودية قبل الإشتراك في مائدة الرب. ولكن مرة أخرى نقول أن الكتاب المقدس لا يحتوي على هذه الوصية.



ماذا تعني العبادة المسيحية؟




السؤال: ماذا تعني العبادة المسيحية؟

الجواب:
إن معنى كلمة proskuneoاليونانية المستخدمة في العهد الجديد والتي تترجم غالباً "عبادة" تعني "الوقوع أرضاً أمام" أو السجود أمام". العبادة هي إتجاه روحي. وبما أنها فعل داخلي فردي، فإن المسيحيين يعبدون الرب طوال الوقت، سبعة أيام في الأسبوع. وعندما يجتمع المسيحيون معاً للعبادة الجماعية يجب أن يكون التركيز أيضاً على عبادة الرب كأفراد. وحتى في وسط الجماعة يجب أن يكون الشخص مدركاً لأنه يعبد الرب على مستوى فردي.

إن طبيعة العبادة المسيحية هي أنها تنبع من الداخل إلى الخارج ولها سمتين على نفس القدر من الأهمية. يجب أن نعبد الرب "بالروح والحق" (يوحنا 4: 23-24) إن العبادة بالروح لا دخل لها بوضعنا الجسدي. بل تتصل بكياننا الداخلي وتتطلب عدة أمور. أولاً يجب أن نكون قد ولدنا ثانية. دون سكنى الروح القدس فينا، لا يمكننا التجاوب مع الله في العبادة لأننا لا نعرفه. "... هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ" (كورنثوس الأولى 2: 11). إن الروح القدس داخلنا هو من ينشطنا للعبادة لأنه بهذا يمجد نفسه، فكل العبادة الحقيقية تمجد الله.

ثانياً، تتطلب العبادة بالروح ذهن يركز على الله ومتجدد بالحق. يحثنا بولس أن "... تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ..." (رومية 12: 1، 2). فقط عندما تتغير أذهاننا من التركيز على أمور العالم إلى التركيز على الله يمكننا أن نعبده بالروح. يمكن أن تغمر أذهاننا أمور كثيرة تسبب التشتيت إذ نحاول أن نسبح الله ونمجده، فتعوق عبادتنا الحقيقية.

ثالثاً، يمكن فقط أن نعبد بالروح إذا كانت قلوبنا نقية، ومنفتحة، وتائبة. عندما إمتلأ قلب الملك داود بالشعور بالذنب نتيجة خطيته مع بثشبع (صموئيل الثاني 11) وجد إستحالة في عبادة الرب. شعر أن الله بعيد عنه، وكان "يئن اليوم كله"، وهو يشعر ثقل يد الرب عليه (مزمور 32: 3، 4). ولكن عندما إعترف بخطيته، إسترد الشركة مع الله وفاضت منه العبادة والتسبيح. لقد أدرك أن "ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ ..." (مزمور 51: 17). إن عبادة وتسبيح الله لا تأتي من قلوب مملوءة بخطايا لم تعترف بها.

السمة الثانية للعبادة الحقيقية هي انها تقدم "بالحق". كل العبادة هي إستجابة للحق، وما الذي يمكن أن يكون مقياس للحق أفضل كلمة الله؟ يقول يسوع مخاطباً الآب "كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ" (يوحنا 17: 17). ويقول مزمور 119 "َشَرِيعَتُكَ حَقٌّ" (الآية 142)، وأيضاً "كَلاَمِكَ حَقٌّ" (الآية 160). لكي نعبد الله حقاً يجب أن نفهم من هو وماذا فعل والمكان الوحيد الذي أعلن الله فيه عن نفسه بالكامل هو الكتاب المقدس. العبادة يمكن أن تكون تعبير عن التسبيح من أعماق قلوبنا نحو إله نفهمه من كلمته. إذا لم يكن لنا حق الكتاب المقدس، فإننا لا نعرف الله ولا نستطيع أن نعبده بحق.

بما أن الأفعال الخارجية هي ثانوية بالنسبة للعبادة المسيحية، فلا توجد قاعدة تقول ما إذا كان يجب الوقوف أو الجلوس أو السجود أو الهدوء أو الترنيم بصوت عال أثناء العبادة الجماعية. هذه الأمور يجب أن تحددها طبيعة الجماعة المصلية. أهم شيء هو أن نعبد الله بالروح (في قلوبنا) وبالحق (في أذهاننا).



كيف يجب التعامل مع النزاعات في الكنيسة؟




السؤال: كيف يجب التعامل مع النزاعات في الكنيسة؟

الجواب:
توجد مجالات عديدة يمكن أن تنشأ فيها النزاعات في الكنيسة. ولكن، أغلبها يقع تحت واحد من ثلاث أنواع من النزاع: النزاع بسبب خطية صريحة بين المؤمنين، والنزاع مع القادة، والنزاع بين المؤمنين. وبالطبع يمكن أن تتشابك بعض المسائل بين إثنين او أكثر من هذه التصنيفات.

إن المؤمنين الذين يرتكبون خطايا فاضحة يخلقون نزاعاً في الكنيسة، كما نرى في كورنثوس الأولى الإصحاح الخامس. الكنيسة التي لا تتعامل مع الخطية بين أعضاءها تفتح الباب للمزيد من المشاكل. الكنيسة ليست مدعوة لإدانة غير المؤمنين، ولكن يتوقع من الكنيسة أن تواجه وترد المؤمنين الذين لا يتوبون عن خطايا مثل تلك المذكورة في كورنثوس الأولى 5: 11. "... إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً..." أمثال هؤلاء يجب أن لا يقبلوا في الكنيسة حتى يتوبوا. متى 18: 15-17 يقدم خطوات محددة لمواجهة وإسترداد المؤمن. يجب أن تتم المواجهة بحذر ووداعة وبهدف الإسترداد (غلاطية 6: 1). إن الكنائس التي تؤدب الشخص المخطيء بمحبة توقف الكثير من النزاعات في الكنيسة.

أحياناً، قد لا يكون المؤمنين راضين أو قانعين بأقعال أو سياسات قادة الكنيسة. وتوجد حادثة معينة في التاريخ المبكر للكنيسة توضح هذا (أعمال الرسل 6: 1-7). إشتكى مجموعة من المؤمنين في كنيسة أورشليم للرسل بأن بعض الناس لا يتم الرعاية بهم كما يجب. وتم معالجة الموقف ونمت الكنيسة (أعمال الرسل 6: 7). إستغلت الكنيسة الأولى النزاع كفرصة لتحسين الخدمة. ولكن، عندما لا يكون لدى الكنائس خطوات واضحة للتعامل مع هذه المشاكل فإن الناس يتجهون لإيجاد وسائلهم الخاصة. فقد يأخذ الأفراد في إستقطاب آخرين في الكنيسة وتبدأ النميمة أو حتى تكوين جبهة من "المهتمين". يمكن للقيادة تجنب هذه المشاكل بأن يكونوا رعاة محبين غير أنانيين. يجب ئان يكون القادة خداماً وقدوة وليس أسياد للشعب (بطرس الأولى 5: 1-3). يجب أن يحترم أعضاء الكنيسة المحبطين قادتهم (عبرانيين 13: 7، 17) وأن يبطئوا في إتهامهم (تيموثاوس الأولى 5: 19) وأن يتكلموا معهم بالحق في محبة، وليس عنهم إلى الآخرين (أفسس 4: 15). في هذه الأوقات عندما يبدو أن القائد لا يتجاوب مع المشكلة، يجب ان يتبع الشخص النموذج الموجود في متى 18: 15-17 للتأكد من عدم حدوث إلتباس حول موقفه.

يحذر الكتاب المقدس من أن الناس في الكنيسة قد تحدث بينهم نزاعات. بعض النزاعات تأتي من الكبرياء والأنانية (يعقوب 4: 1-10). وبعض النزاعات تأتي من إساءات لم تغفر (متى 18: 15-35). أوصانا الله أن نسعى للسلام (رومية 12: 18؛ كولوسي 3: 12-15). إنها مسئولية كل مؤمن أن يسعى لحل النزاعات. بعض الخطوات الأساسية لحل النزاعات تتضمن الآتي:

1. تنمية إتجاه قلب سليم – كن وديعاً (غلاطية 6: 1)؛ متواضعاً (يعقوب 4: 10)؛ غافراً (أفسس 4: 31، 32)؛ وصبوراً (يعقوب 1: 19، 20).

2. تقييم دورك في النزاع – متى 7: 1-5 (نزع الخشبة من عينك أولاً ضروري قبل مساعدة الآخرين).

3. التوجه إلى الشخص (وليس للآخرين) للتعبير عما يشغلك – متى 18: 15. وهذا يجب أن يتم في محبة (أفسس 4: 15) وليس لمجرد التنفيس عن الغضب أو التعبير عن المشاعر. إن توجيه إتهام لشخص يجعله يتجه لإتخاذ موقف دفاعي. لذلك، تعامل مع المشكلة دون أن تهاجم الشخص. هذا يمنح الشخص فرصة أفضل لتوضيح الموقف أو طلب الغفران عن الإساءة.

4. إذا لم تأت المحاولة الأولى لحل النزاع بالنتائج المرجوة، أطلب من شخص آخر أن يتدخل ممن يستطيعون المساعدة (متى 18: 16). تذكر أن هدفك ليس هو ربح الخلاف، بل ربح أخيك المؤمن للمصالحة. لذلك إختر شخص يستطيع مساعدتك في حل النزاع.

إن أفضل وقت للتعامل مع النزاعات يكون عندما يركز الأفراد بروح الصلاة والتواضع على محبة الآخرين ويهدفون إلى إصلاح وإسترداد العلاقات. إن أغلب النزاعات في داخل الكنيسة يمكن معالجتها إذا تمت مراعاة المباديء الكتابية السابقة.



ما هو زرع الكنائس؟




السؤال: ما هو زرع الكنائس؟

الجواب:
إن زرع الكنائس هو تأسيس جماعة منظمة من المؤمنين في موقع جديد. تتضمن عملية زرع الكنائس الكرازة وتلمذة مؤمنين جدد وتدريب قادة الكنيسة وتنظيم الكنيسة وفقاً لنموذج العهد الجديد. عادة ما تتضمن هذه العملية كتابة لائحة أو قانون إيمان الكنيسة وتحديد مكان للإجتماع أو شراء أرض وإقامة مبنى جديد.

إن زرع الكنائس يتم التركيز عليه في إطار العمل "المرسلي" الأوسع. فزارعي الكنائس هم مرسليم يركزون مجهوداتهم على الوعظ وتعليم كلمة الله. أما المرسلين الآخرين الذين يتخصصون في مهارات أخرى قد لا يعتبرون رسمياً "زارعي كنائس" ولكنهم يقدمون خدمة ثمينة لمن هم كذلك. من هؤلاء المرسلين المساعدين نجد مذيعي الراديو والطيارين وأصحاب المطابع ومترجمي الكتاب المقدس وأعضاء المهن الطبية.

إن الهدف الأسمى لأغلب زارعي الكنائس هو تمجيد الله في المجتمع عن طريق تأسيس جسد من المؤمنين مستقل وقادر على الإهتمام بنفسه. ما أن يتم الوصول لهذا الهد وتستطيع الكتيسة أن تقف على أقدامها، عادة ما يتحرك زارع الكنائس إلى مجتمع مختلف ويبدأ العملية من جديد.

إن التركيز على زرع الكنائس أمر كتابي. كان بولس الرسول وهو يسافر في منطقة يحاول دائماً قضاء وقت كاف في كل مدينة لتأسيس جسد من المؤمنين ويدرب قادتهم (أعمال الرسل 14: 21-23). وفيما بعد يحاول أن يقوم بزيارة هذه الكنائس مرة أخرى ليثبتها ويشجعها في الإيمان (أعمال الرسل 15: 41؛ تسالونيكي الأولى 3: 2). ثم تقوم هذه الكنائس بدورها بإرسال مرسلين وهكذا يستمر عمل زرع الكنائس(تسالونيكي الأولى 1: 8).



هل يجب أن تقدم الكنيسة عشور التقدمات التي تقبلها؟




السؤال: هل يجب أن تقدم الكنيسة عشور التقدمات التي تقبلها؟

الجواب:
كان الناس تحت ناموس العهد القديم مطلوب منهم تقديم عشور (بالمعنى الحرفي للعشر) من كل دخلهم. كان مفهوم العشور أنها مقابل مناسب لبركات الله. اليوم يتساءل العديد من الناس ما إذا كانت العشور لازالت تنطبق على المؤمنين بما أننا لسنا "تحت الناموس". بالرغم من عدم تحديد نسبة معينة للكنائس في العهد الجديد، إلا أنه يعلم مبدأ العطاء المتناسب (كورنثوس الأولى 16: 2؛ كورنثوس الثانية 8) ويعتبره الكثير من المؤمنين إمتياز أن يستخدموا العشور كنموذج للعطاء. يسجل العهد الجديد أيضاً أن المؤمنين في الكنيسة كانوا يجمعون تقدمات ليقدموها لخدمات أخرى.

رغم أنه لا يوجد آية معينة تحدد أن الكنيسة يجب أن تقدم عشور دخلها لخدمات أخرى، إلا أنه يبدو أن الكنائس يجب أن تكون كريمة في تدعيم خدمات أخرى إذ يباركها الرب ويغنيها. بعض الكنائس تحدد مبلغاً معيناً في ميزانيتها "للخدمات الخارجية" كطريقة لمساعدتها على التركيز على الإحتياجات الأكبر في العالم من حولهم. ليس من المستغرب أن تقدم كنيسة عشورها (10%) أو أي نسبة أخرى للعمل المرسلي مثلاً. لا يجب ان يكون هذا مطلب إجباري، بل يجب أن يكون إحتفال بهيج بتدبير الرب.



ما مدى أهمية أو أولوية العبادة في الكنيسة؟




السؤال: ما مدى أهمية أو أولوية العبادة في الكنيسة؟

الجواب:
لو أن شخصاً أنقذ حياتنا، سيكون رد فعلنا هو الشعور بالإمتنان. وعندما تقدم لنا هدية تفوق طاقتنا المادية، فإننا نعبر عن تقديرنا لمن قدمها. العبادة هي التعبير عن إمتناننا وتقديرنا لله. يسوع خلصنا. ومحبة الله غير مشروطة. وعبادتنا تعترف بسلطانه كخالق عالمنا وفادي نفوسنا. لذلك فإن العبادة هي واحدة من أهم أولويات المؤمن كفرد وكذلك الكنيسة كجماعة.

إن المسيحية ديانة فريدة بين الأديان في أنها قائمة على علاقة شخصية مع الله. يقول سفر الخروج 34: 14 "فَانَّكَ لا تَسْجُدُ لالَهٍ آخَرَ لانَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. الَهٌ غَيُورٌ هُوَ". إن جوهر إيماننا هو علاقتنا الشخصية مع خالقنا.

العبادة هي الإحتفال بتلك العلاقة الشخصية. من خلال العبادة فإننا نتواصل مع الله. وفي العبادة نعترف بألوهيته وسيادته. سواء عبرنا عن هذا بالموسيقى أو الهتاف، أو الصلاة أو بأية وسيلة، فإن العبادة في جوهرها هي التعبير عن العلاقة الحميمة مع الله. يجب أن نعيش في طاعة لوصايا الله، ولكنها ليست طاعة باردة، عمياء تلك التي يطلبها منا. يقول سفر التثنية 6: 5 "فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ".

الكنيسة هي تجمع كل من يدعون بإسم الله، ومن يستفيدون من النعمة المقدمة لنا من خلال موت يسوع على الصليب. وقد قيل لنا أن نتلمذ آخرين وأن نعيش في طاعة لوصايا الله. تقول رسالة يوحنا الأولى 3: 24 " مَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ". إن كل عضو من أعضاء الكنيسة مدعو لعبادة الله. كل منا يجب أن يقضي وقتاً في الصلاة والحديث من القلب مع الله. علينا أن نقرأ كلمته في الكتاب المقدس ونتأمل بها في قلوبنا. إن أوقات العبادة الفردية الخاصة ضرورية لنضوجنا الروحي. وكجسد المؤمنين علينا أن نشترك دائماً في العبادة بالترنيم والصلاة ودراسة الكلمة ومن خلال ممارسة مواهبنا الروحية لفائدة الكنيسة. العبادة من أهم أولويات الكنيسة.



ماذا يقول الكتاب المقدس عن التثبيت المسيحي؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن التثبيت المسيحي؟

الجواب:
إن التثبيت هو سر أو طقس مقدس يمارس في بعض الطوائف كعلامة للنضوج الروحي. في بعض التقاليد، الكاثوليكية والأنجليكانية بصورة عامة، فإن سر التثبيت هو الطقس الذي به يصير الشاب أو الفتاة عضواً رسمياً بالكنيسة. هذا يتضمن أحياناً منح "إسم التثبيت"، عادة ما يكون إسم أحد القديسين. إن من يمارسون التثبيت يؤمنون أنه علامة دخول الشخص المعمد إلى العضوية الكاملة للكنيسة وقبول شخصي ناضج للإيمان المسيحي. يعترف الكاثوليك والأنجليكانيين بالتثبيت كأحد أسرار الكنيسة السبعة.

ولكن الكتاب المقدس صامت بشأن مثل هذا الطقس. بل في الواقع، إن فكرة أن يقوم شخص "بالتأكيد" لشخص آخر بأنه ثابت في الإيمان ينفيها الكتاب المقدس. كل شخص يجب أن يقرر حالته الشخصية بناء على عدد من المحكات. أولاً، خلاصنا يؤكده الروح القدس الذي يسكن في قلوبنا. "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ" (رومية 8: 16). عندما نقبل المسيح رباً ومخلصاً يسكن الروح القدس في قلوبنا ويعطينا التأكيد بحضوره وأننا صرنا ملك له وكذلك يعلمنا ويشرح لنا الأمور الروحية (كورنثوس الأولى 2: 13-14)، وبهذا يؤكد أننا خليقة جديدة في المسيح (كورنثوس الثانية 5: 17).

نحن نتثبت في الإيمان أيضاً بشهادة خلاصنا. تقول رسالة يوحنا الأولى 1: 5-10 أن شهادة خلاصنا تظهر في حياتنا: نسير في النور، لانكذب، نعترف بخطايانا. ويوضح يعقوب 2 أن دليل الإيمان هو الأعمال التي نعملها. نحن لا نخلص بالأعمال، بل أعمالنا تدل على إيمان خلاصنا. قال يسوع: "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7: 20). إن ثمر الروح الذي ينتجه فينا الروح القدس (غلاطية 5: 22) هو التأكيد على أنه يعيش فينا.

قيل لنا "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟" (كورنثوس الثانية 13: 5). بالإضافة إلى هذا يقول بطرس أن "تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ ... لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ" (بطرس الثانية 1: 10-11).

إن "التثبيت" النهائي لخلاصنا هو بالطبع في المستقبل. فالمؤمنين الحقيقيين سوف يثبتون إلى النهاية "مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيح الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (كورنثوس الأولى 1: 7-8). نحن قد ختمنا بموعد الروح القدس "الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ" (أفسس 1: 13-14). هذا إذاً هو المعنى الحقيقي للتثبيت – الخلاص تم إقتناؤه بدم المسيح الذي نؤمن به، والدليل عليه مسيرتنا معه، ويؤكد لنا بالروح القدس الساكن فينا.



ما هي مسئوليات الشمامسة في الكنيسة؟




السؤال: ما هي مسئوليات الشمامسة في الكنيسة؟

الجواب:
في العهد الجديد، إن الكلمة المترجمة عادة "يخدم" هي الكلمة اليونانية diakoneo والتي تعني حرفياً "من خلال الطين". وتستخدم للأشارة إلى خادم، شخص يقف على خدمة شخص آخر. ومن هذه الكلمة تشتق الكلمة الإنجليزية deacon بمعنى شماس. ونجد هذه الكلمة أولاً مستخدمة في الإشارة إلى المساعدين في الكنيسة في سفر الأعمال. فَدَعَا الاِثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ" (أعمال الرسل 6: 2). إن الرجال الذين كانوا يطعمون القطيع عن طريق الوعظ والتعليم أدركوا أنه ليس من الصواب بالنسبة لهم أن يتركوا هذا العمل لكي يخدموا الموائد، فإختاروا آخرين مستعدين أن يخدموا وجعلوهم خداماً لإحتياجات الكنيسة الجسدية في حين قاموا هم بخدمة إحتياجاتها الروحية. كان هذا أفضل إستخدام للمصادر المتاحة وأفضل إستخدام للمواهب المتنوعة. وأعطى الفرصة لعدد أكبر من الناس ليشاركوا في خدمة ومساعدة الآخرين.

اليوم، بالنسبة للكنيسة الكتابية، فإن هذه الأدوار هي هي بشكل أساسي. الأساقفة والرعاة عليهم أن "يكرزوا بالكلمة... وأن يوبخوا وينتهروا ويعظوا بكل صبر وتعليم" (تيموثاوس الثانية 4: 2) والشمامسة عليهم الإهتمام بكل شيء آخر. قد تشمل مسئولية الشماس القيام بمهام إدارية أو تنظيمية، أو صيانة المباني، أو التطوع كأمين صندوق للكنيسة. هذا يتوقف على إحتياجات الكنيسة ومواهب الناس المتاحين للخدمة.

لا تحدد كلمة الله مسئوليات الشمامسة بوضوح؛ فيفترض أنهم يقومون بكل المهام غير المشمولة في مهام الأساقفة أو الشيوخ. ولكن مؤهلات الشماس موضحة في الكتاب المقدس. يجب أن يكون بلا لوم، بعل إمرأة واحدة، يدبر بيته حسناً، محترم، أمين، غير مدمن للخمر، وغير طماع (تيموثاوس الأولى 3: 8-12). ووفقاً لكلمة الله فإن وظيفة الشماس هي شرف وبركة. "لأَنَّ الَّذِينَ تَشَمَّسُوا حَسَناً يَقْتَنُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَرَجَةً حَسَنَةً وَثِقَةً كَثِيرَةً فِي الإِيمَانِ الَّذِي بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ" (تيموثاوس الأولى 3: 13).



ما هي واجبات شيوخ الكنيسة؟




السؤال: ما هي واجبات شيوخ الكنيسة؟

الجواب:
يحدد الكتاب المقدس على الأقل خمسة واجبات بالنسبة للشيوخ:

1) الشيوخ يساعدون في حل المنازعات في الكنيسة. "وَانْحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ أَنَّهُ إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا. فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ" (أعمال الرسل 15: 1-2). تمت إثارة المسألة ومناقشتها بحدة، ثم أخذت إلى الرسل والشيوخ للبت فيها. هذا المقطع يعلمنا أن الشيوخ هم صانعي قرار.

2) إنهم يصلوم من أجل المرضى. "أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ" (يعقوب 5: 14). إن الشيوخ الذين تنطبق عليهم الشروط الكتابية يعيشون حياة التقوى، و" طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا" (يعقوب 5: 16). من ضرورات الصلاة أن نصلي لإتمام مشيئة الله، ويتوقع من الشيوخ أن يفعلوا هذا,

3) يجب أن يسهروا على الكنيسة بإتضاع. "أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاِخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ، وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى" (بطرس الأولى 5: 1-4). لا يجب أن يقودوا الكنيسة طلباً للربح المادي، ولكن بدافع خدمة ورعاية القطيع.

4) يجب أن يحرسوا الحياة الروحية للقطيع. "أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ" (عبرانيين 13: 17). هذه الآية لا تذكر كلمة "شيوخ" ولكن سياقها يتحدث عن قادة الكنيسة. فهم مسئولون عن الحياة الروحية للكنيسة.

5) يجب أن يقضواً وقتهم في الصلاة وتعليم كلمة الله. "فَدَعَا الاِثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ مَشْهُوداً لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَاجَةِ. وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ" (أعمال الرسل 6: 2-4). هذا عن الرسل، ولكن يمكن أن نرى من ما جاء في رسالة بطرس الأولى 5: 1 أن بطرس كان رسولاً وشيخاً في نفس الوقت. وهذه الآية ترينا الفرق بين واجبات الشيوخ والشمامسة.

ببساطة، يجب أن يكون الشيوخ صانعي سلام ومحاربين بالصلاة ومعلمين ويقودون بكونهم قدوة وصانعي قرار. فهم القادة المعلمين والوعاظ في الكنيسة. إنه دور نسعى إليه ولكن لا يجب أن يؤخذ بإستخفاف – إقرأ هذا التحذير: "لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ" (يعقوب 3: 1).



هل يجب أن تغطي المرأة المسيحية رأسها؟




السؤال: هل يجب أن تغطي المرأة المسيحية رأسها؟

الجواب:
تتحدث رسالة كورنثوس الأولى 11: 3-16 عن مسألة غطاء الرأس للنساء. إن سياق النص هو الخضوع للنظام الإلهي للسلطة. ويستخدم "غطاء" رأس المرأة كمثال للنظام، ولرياسة وسلطان الله. الآية المفتاحية في هذا المقطع هي كورنثوس الأولى 11: 3 "وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ". ويتكلم باقي المقطع عن تطبيق هذا الحق. إن ترتيب السلطة هو الله الآب ثم الله الإبن ثم الرجل أو الزوج، ثم المرأة أو الزوجة. وكان الغطاء على رأس الزوجة الكورنثية التقية يبين أنها خاضعة لسلطان زوجها وبالتالي خاضعة لله.

الآية 10 مثيرة للإهتمام: "لِهَذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ". ما أهمية إرتداء المرأة لغطاء الرأس بالنسبة للملائكة؟ نحن نعلم أن علاقة الله مع البشر أمر يلاحظه الملائكة ويتعلمون منه (بطرس الأولى 1: 12). لذلك فإن خضوع المرأة للسلطة الممنوحة من الله هي مثال للملائكة. الملائكة القديسين، الذين يخضعون تماماً لله، يتوقعون أننا نحن أتباع المسيح نفعل نفس الشيء.

إن الغطاء المذكور في الآية 13 يمكن أن يكون من القماش، ولكن أيضاً يمكن أن يشير إلى طول شعر المرأة في ضوء الآيتين التاليتين: "أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ" (كورنثوس الأولى 11: 14-15). في سياق هذا المقطع، إن المرأة التي تطيل شعرها تميز نفسها بأنها إمرأة وليست رجل. يقول بولس الرسول هنا أنه في ثقافة كورنثوس، عندما يكون شعر المرأة أطول من شعر زوجها، هذا علامة على خضوعها لسلطته. إن الله قد رسم أدوار الرجال والنساء ليقدم درساً روحياً عميقاً عن الخضوع لإرادة ونظام الله.

ولكن لماذا كان موضوع الشعر مهماً في كورنثوس؟ تأتي الإجابة من ثقافة تلك الأيام. كان في كورنثوس معبداً للإلهة أفروديت، إلهة الحب، وكان ذلك المكان معروفاً بممارسة طقوس البغاء. وكانت النساء اللواتي يخدمن في ذلك الهيكل حليقات الرأس. فإذاً، في الثقافة الكورنثية، كانت الرأس الحليقة علامة لكون المرأن من عاهرات الهيكل. يقول بولس للكنيسة أن المرأة حليقة الرأس يجب أن تتغطى (كورنثوس الأولى 11: 6) لأن المرأة حليقة الرأس قد فقدت "مجدها" ولم تكن تحت حماية زوج لها. كانت الرأس الحليقة دون غطاء تعني: "أنا أرفض الخضوع لنظام الله". لذلك فإن بولس يعلم الكورنثيين أن إطالة الشعر أو إرتداء "غطاء للرأس" بالنسبة للنساء هو علامة خارجية على الخضوع لله والسلطان الذي رتبه. كانت هذه طريقة لكي تنفصل الكنيسة الكورنثية عن الثقافة الوثنية الفاسدة من حولها (كورنثوس الثانية 6: 17).

هذا المقطع لا يعلم أن المرأة أقل شأناً من الرجل أو أنها يجب أن تخضع لكل الرجال. بل ببساطة يعلم نظام الله والقيادة الروحية في علاقة الزواج. في الثقافة الكورنثية، فإن المرأة التي تغطي رأسها أثناء العبادة أو في الأماكن العامة كانت تبين خضوعها للسلطة.

في ثقافة اليوم، لم نعد ننظر لإرتداء المرأة غطاء للرأس كعلامة خضوع. في أغلب المجتمعات الحديثة، تعتبر أغطية الرأس والقبعات إكسسوارات مكملة للزينة، وليس أكثر. المرأة اليوم لا زال لديها الخيار في إرتداء غطاء للرأس إذا رأت أنه علامة على خضوعها لسلطان زوجها. ولكن، هذا إختيار شخصي وليس علامة على الروحانية. المسألة الأساسية هي إتجاه القلب المطيع والخاضع للسلطان "كما للرب" (أفسس 5: 22). الله يهتم أكثر جداً بإتجاه في القلب عن إهتمامه بغطاء على الرأس.



هل من المفترض إستخدام آلات موسيقية في الكنيسة؟




السؤال: هل من المفترض إستخدام آلات موسيقية في الكنيسة؟

الجواب:
بالتأكيد تم إستخدام الآلات الموسيقية في العبادة في العهد القديم (أخبار الأيام الأول 15: 16؛ 16: 42؛ 23: 5؛ أخبار الأيام الثاني 7: 6؛ 23: 13؛ 29: 26-27؛ 30: 21؛ 34: 12؛ نحميا 12: 36؛ مزمور 4: 1؛ 6: 1؛ 54: 1؛ 55: 1؛ 61: 1؛ 67: 1؛ 76: 1؛ إشعياء 38: 20؛ عاموس 6: 5؛ حبقوق 3: 19). إن حقيقة كون العهد الجديد لا يدين إستخدام الآلات الموسيقية إطلاقاً يشير إلى أن هذه الممارسة التي كانت معروفة في العهد القديم إستمرت في كنيسة العهد الجديد. كانت الكنيسة الأولى تتكون كلها تقريباً من اليهود. ومن المحتمل جداً أنهم إستمروا في إستخدام الآلات الموسيقية في الكنيسة كما فعلوا في عبادتهم السابقة.

لذلك فإنه حتى في عدم وجود إشارة صريحة في العهد الجديد، فمن الواضح أن الكنيسة يمكن أن تستخدم الآلات الموسيقية في عبادتها. ولكن، يوجد بالفعل إشارة محتملة في العهد الجديد للآلات الموسيقية. تقول رسالة افسس 5: 19 "مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ". إن عبارة "مرتلين" هي ترجمة للكلمة اليونانية psallontes التي هي تعني أصلاً "أن يلمس أو يحك" أو "أن يشد أوينقر الوتر". وكانت تستخدم في اليونانية عامة للإشارة إلى العزف على آلة وترية. وأياً كان الحال، فإن الكتاب المقدس لا يمنع ولا يوصي بإستخدام الآلات الموسيقية في الكنيسة. لذلك الكنيسة لها حرية في إستخدامها من عدمه بحسب ما يقودها الله.



هل يمكن لرجل متزوج من إمرأة مطلقة أن يكون قائد في الكنيسة؟




السؤال: هل يمكن لرجل متزوج من إمرأة مطلقة أن يكون قائد في الكنيسة؟

الجواب:
كخلفية لهذا الموضوع، الرجاء قراءة مقالنا عن عبارة "زوج إمرأة واحدة" الواردة في تيموثاوس الأولى 3: 2، 12 وتيطس 1: 6. في حين أن شرط "زوج إمرأة واحدة" يمكن في بعض الحالات أن يحول دون قيام رجل قد طلق إمرأته وتزوج مرة ثانية من الخدمة في قيادة الكنيسة، فإن سؤال أصعب منه يأتي في حالة الرجل الذي لم يسبق له الزواج وتزوج من إمرأة مطلقة. لا توجد آية كتابية تتحدث عن هذا الوضع بالتحديد، ولكن توجد مباديء كتابية يمكن تطبيقها.

إن تيموثاوس الأولى 3: 11 هي آية مثيرة في هذا الموضوع. ليس من الواضح ما إذا كانت الآية تشير إلى زوجات الشمامسة أو إلى الشماسات. ويبدو التفسير بأنها تشير إلى "زوجات الشمامسة" هو الأقرب، حيث يبدو من المربك أن يقدم بولس مؤهلات خدمة الشمامسة في الآيات 8-10 و 12-13 ويضع مؤهلات الشماسات في وسطها. وفي ضوء هذا، من المهم ملاحظة أنه لا يوجد شرط "زوجة رجل واحد" من بين مؤهلات زوجات الشمامسة. ولا يوجد شرط أن تكون "بلا لوم". بل الشروط هي " ذَوَاتِ وَقَارٍ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، صَاحِيَاتٍ، أَمِينَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (تيموثاوس الأولى 3: 11).

توجد عدة مسائل مرتبطة بهذا الموضوع. هل كانت الزوجة هي الشريك البريء لزوج زانٍ أو مسيء؟ هل كانت الزوجة مؤمنة عند وقوع الطلاق؟ هل ما زال الزوج السابق يسبب المشاكل أو الصراعات؟ يجب وضع هذه الأسئلة في الإعتبار. ولكن في النهاية يتوقف الموضوع على شرط أن يكون الشيوخ أو الشمامسة "بلا لوم". هل حقيقة كون الزوجة مطلقة يقدم شهادة سيئة للمجتمع؟ هل يمكن النظر إلى القائد كرجل تقي جدير بالإحترام ويمكن إتخاذه كمثل يتبعه الآخرين؟

لا يبدو أن هذا السؤال يمكن إجابته بطريقة عامة. فتوجد عوامل كثيرة متضمنة هنا. فالكنيسة التي تواجه مثل هذه المسألة يجب أن تفحص الموضوع مصلية وتحاول أن تميز، بقدر الإمكان، إذا كان الشخص المرشح للقيادة يمكن أن يعتبر "بلا لوم". إذا تم التمييز أنه ليس هناك خطر يتهدد شهادة الكنيسة فيمكن لرجل متزوج من إمرأة مطلقة أن يشارك في قيادة الكنيسة.



ما الفرق بين الفرائض والأسرار المقدسة؟




السؤال: ما الفرق بين الفرائض والأسرار المقدسة؟

الجواب:
إن الروم الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين وقليل من الطوائف البروتستانتية تستخدم تعبير "الأسرار المقدسة" للإشارة إلى "علامة/طقس ينتج عنه توصيل نعمة الله إلى الفرد". تقليدياً توجد سبعة أسرار مقدسة لدى هذه الطوائف. وهي المعمودية، والتثبيت (سر الميرون)، والتناول، والإعتراف، والزواج، والأوامر المقدسة، ودهن المرضى. وفقاً للكنيسة الكاثوليكية "توجد سبعة أسرار مقدسة. وقد أنشأها المسيح وسلمها للكنيسة لممارستها. وهي ضرورية للخلاص. هذه الأسرار المقدسة هي وسائط لتوصيل النعمة". ولكن الكتاب المقدس بالمقابل يقول أن النعمة لا تعطى من خلال رموز خارجية وليس هناك طقس "ضروري للخلاص". النعمة هي مجانية. "وَلَكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ - لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ -خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (تيطس 3: 4-7).

إن الفرض هو ببساطة "ممارسة أو طقس مفروض". يرى البروتستانت والإنجيليين أن الفرائض تجسيد رمزي لرسالة الإنجيل بأن المسيح عاش ومات وقام من الأموات وصعد إلى السموات وسيعود في يوم من الأيام. إن الفرائض وسائل مرئية تساعدنا أن نفهم ونقدر بصورة أفضل ما أتمه المسيح لأجلنا من خلال عمله الفدائي، وليست متطلبات للخلاص. تحدد الفرائض بناء على ثلاثة عوامل: أن يكون المسيح قد أنشأها، أن يكون الرسل قد علموها، أن تكون الكنيسة الأولى قد مارستها. بما أن المعمودية والتناول هما الطقسين الوحيدين اللذان تنطبق عليهما هذه الشروط، فلا يوجد غيرهما كفريضتين. وليس أي منهما من شروط الخلاص، ولا كذلك "وسيط للنعمة".

الفرائض بصفة عامة هي ما أوصانا المسيح أن نمارسه مع مؤمنين آخرين. بالنسبة للمعمودية يقول إنجيل متى 28: 18-20 "فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ". وبالنسبة للتناول، والذي يسمى أيضاً العشاء الرباني يقول إنجيل لوقا 22: 19 "وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي". إن أغلب الكنائس تمارس هاتين الفريضتين رغم أنها قد لا تدعوهما بالضرورة فرائض.



هل يجب علينا طاعة رعاتنا؟




السؤال: هل يجب علينا طاعة رعاتنا؟

الجواب:
إن الآية التي تتحدث عن هذا الموضوع بشكل مباشر موجودة في عبرانيين 13: 17 "أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ".

يتألم الرعاة عندما يجدون الناس يتجاهلون مشورة الله التي يشاركونهم بها. عندما يتجاهل الناس كلمة الله، فإنهم لا يؤذون أنفسهم فقط بل من حولهم أيضاً. يميل الشباب إلى إهمال مشورة الشيوخ، ويرتكبون خطأ الثقة في حكمة أنفسهم ومشورة قلوبهم. إن الراعي التقي يقدم مباديء كلمة الله لأنه يرغب في خدمة الله وإطعام القطيع طعاماً روحياً يجعلهم يختبرون الحياة الأفضل التي وعد بها المسيح (يوحنا 10: 10).

وعلى نقيض الراعي التقي نجد "الراعي المزيف" الذي لا يجعل مصلحة القطيع في قلبه بل يهتم بالتحكم أو التسلط علي الآخرين، ويفشل في دراسة كلمة الله ولذلك يعلم وصايا الناس وليس وصايا الله. إن الفريسيين في زمن المسيح أذنبوا بكونهم "قادة عميان" (متى 15: 14). وتوجد تحذيرات متكررة بشأن المعلمين الكذبة في سفر الأعمال وفي الرسائل وسفر الرؤيا. وبسبب وجود هؤلاء القادة الذين الساعين وراء أنفسهم قد يكون هناك أوقات يجب أن نعصي فيها الناس لكي نرضي الله (أعمال الرسل 4: 18-20). ولكن الإتهامات ضد قائد كنيسة لا يجب أن تلقى بإستخفاف ويجب أن تستند على أكثر من شاهد واحد (تيموثاوس الأولى 5: 19).

إن الرعاة الأتقياء يساوون مقدار ثقلهم من الذهب. وهم غالباً محملين بأعباء فائقة ولا يحصلون على أجر مناسب. إنهم يحملون مسئولية كبيرة كما تقول رسالة العبرانيين 13: 17 – إنهم يجب أن يقدموا حساباً لله عن خدماتهم. تشير رسالة بطرس الأولى 5: 1-4 إلى أنهم لا يجب أن يكونوا متسلطين، بل يقودون بكونهم قدوة ويقدمون التعليم الصحيح (تيموثاوس الأولى 4: 16) بإتضاع قلب. ومثل بولس، يجب أن يكونوا كأمهات مرضعات يحبون أولادهن. إن الرعاة الأتقياء مستعدين لتقديم أنفسهم بدلاً عن القطيع ويحكمون باللطف (تسالونيكي الأولى 2: 7-12؛ يوحنا 10: 11). إنهم يتميزون بتكريسهم وإخلاصهم لكلمة الله والصلاة (أعمال الرسل 6: 4) حتى يمكنهم أن يحكموا بقوة الله وحكمته ويقدموا للكنيسة الغذاء الروحي لإنتاج مؤمنين أصحاء مملوئين بالحياة. إذا كان هذا ينطبق على راعيك، أو يقترب منه (فليس أحد على الأرض كامل)، فإنه يستحق "كرامة مضاعفة" وطاعة إذ يعلن تعاليم الله النقية (تيموثاوس الأولى 5: 17).

فالإجابة إذاً، هي نعم، يجب أن نطيع رعاتنا. ويجب أن نصلي من أجلهم دائماً، طالبين من الله أن يمنحهم الحكمة، والتواضع، ومحبة للقطيع وحماية بينما يقومون هم بحماية من إستودعهم لعنايتهم.



هل يوجد أنبياء في الكنيسة اليوم؟




السؤال: هل يوجد أنبياء في الكنيسة اليوم؟

الجواب:
يبدو أن موهبة النبوة كانت موهبة مؤقتة أعطاها المسيح لتأسيس الكنيسة. كان دور الأنبياء ضرورياً لتأسيس الكنيسة (أفسس 2: 20). كان النبي يعلن رسالة من الرب للمؤمنين الأوائل. وأحياناً كانت رسالة النبي معلنة (أي تقدم إعلان وحق جديد من الله)، وأحيان كانت رسالة النبي توقعية (أنظر أعمال الرسل 11: 28 و 21: 10). لم يكن لدى الكنيسة الأولى كل الكتاب المقدس، والبعض منهم لم يصل إلية أي من أسفار العهد الجديد. لهذا فقد ملأ أنبياء العهد الجديد الثغرة بإعلان رسالة الله لأناس لم تكن لتصل غليهم بغير ذلك. لم يكتمل السفر الأخير في العهد الجديد حتى وقت متأخر من القرن الأول. لهذا أرسل الله الأنبياء لإعلان كلمة الله لشعبه.

هل يوجد أنبياء اليوم؟ إذا كان هدف النبي إعلان حق من الله، فلماذا نحتاج الأنبياء اليوم، بما أنه لدينا الإعلان الكامل من الله في الكتاب المقدس؟ إذا كان الأنبياء "أساس" الكنيسة الأولى، فهل نحن لا زلنا نضع "الأساس" اليوم؟ هل يمكن أن يعطي الله شخص ما رسالة لتوصيلها إلى شخص آخر؟ بكل تأكيد! هل يعلن الله حق لشخص ما بطريقة فائقة للطبيعة ويمكن ذلك الشخص من توصيله للآخرين؟ بكل تأكيد! ولكن هل هذه هي موهبة النبوة الواردة في الكتاب المقدس؟ كلا.

كلما يدعي إنسان أنه يتكلم بإسم الله (وهذا هو جوهر النبوة) فالمفتاح هو مقارنة ما يقوله مع كلمة الله. إذا كان الله يتكلم من خلال بشر اليوم، فإن الرسالة تكون متفقة تماماً مع ما قاله الله في الكتاب المقدس. الله لا يناقض نفسه. توجهنا رسالة يوحنا الأولى 4: 1 "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ". وتقول رسالة تسالونيكي الأولى 5: 20-21 "لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ". فسواء كانت "كلمة من الرب" أو "نبوة" يجب أن يكون رد فعلنا واحداً. نقارن ما يقال مع ما تقوله كلمة الله. إذا كان متعارضاً مع كلمة الله فيجب أن نلقيه جانباً. إذا كان متوافقاً مع كلمة الله نصلي من أجل حكمة وتمييز لكيفية تطبيق هذه الرسالة (تيموثاوس الثانية 3: 16-17؛ يعقوب 1: 5).



كيف يكون يسوع هو راحة سبتنا؟




السؤال: كيف يكون يسوع هو راحة سبتنا؟

الجواب:
إن مفتاح فهمنا لكيف يكون يسوع هو راحة سبتنا هو الكلمة العبرية sabat والتي تعني "الراحة أو ترك أو إيقاف العمل". إن أصل السبت يرجع إلى وقت الخليقة. فبعد أن خلق الله السماء والأرض في ستة ايام "اسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ" (تكوين 2: 2). هذا لا يعني أن االك كان مجهداً وبحاجة إلى الراحة. نحن نعلم أن الله كلي القدرة، أي حرفياً "كلي القوة". إنه لا يتعب، ومهما كان المجهود الذي يعمله فإنه لا يؤثر على مدى قوته على الإطلاق. فماذا يعني أن الله إستراح في اليوم السابع؟ ببساطة يعني أنه توقف عما كان يعمله. أوقف عمله. هذا مهم في فهم أساس يوم السبت ودور المسيح كراحة سبتنا.

إستخدم الله مثال راحته في اليوم السابع من الخليقة ليؤسس مبدأ راحة يوم السبت لشعبه. في خروج 20: 8-11، وتثنية 5: 12-15، أعطى الله شعب إسرائيل رابع وصاياه العشرة. وكانت أن "يذكروا" يوم السبت و"يقدسوه". في يوم واحد من كل سبعة أيام، كان على شعب إسرائيل أن يرتاحوا من أعمالهم ويعطوا عبيدهم وحيواناتهم راحة نفس اليوم. كان هذا توقف كامل عن العمل. أياً كان العمل الذي يقومون به فيجب ان يتوقف ليوم كامل من كل أسبوع. (الرجاء قراءة مقالاتنا الأخرى عن يوم السبت لمزيد من دراسة هذا الموضوع). تم تخصيص يوم السبت حتى يرتاح الناس من أعمالهم ويبدأوا العمل مجدداً بعد يوم راحة.

إن العناصر المختلفة ليوم السبت ترمز إلى مجيء المسيا، الذي يوفر راحة دائمة لشعبه. تحت ناموس العهد القديم، كان اليهود دائماً "يعملون" لكي يجعلوا أنفسهم مرضيين لله. حاولوا الإلتزام بسيل الأوامر والنواهي في ناموس الطقوس، وقوانين الهيكل، والقانون المدني...الخ. بالطبع، لم يتمكنوا من الإلتزام بكل هذه النواميس، فدبر الله عدد من ذبائح وتقدمات الخطية حتى يأتوا إليه طلباً للغفران ويستردوا العلاقة معه، ولكن بشكل مؤقت. فكما يستأنفون أعمالهم بعد يوم من الراحة، كذلك ايضاً كان عليهم أن يستمروا في تقديم الذبائح. تقول رسالة العبرانيين 10: 1 أن الناموس "لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ". ولكن، هذه الذبائح ترمز إلى المستقبل. وقد قدمت توقعاً وإنتظاراً للذبيحة الكاملة للمسيح على الصليب الذي "بَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (عبرانيين 10: 12). بعد أن قدم يسوع الذبيحة الكاملة، جلس و "إرتاح" – أي توقف عن العمل الفدائي لأنه لم يبق شيء ليعمله على الإطلاق. كان عمل الفداء قد أكمل (يوحنا 19: 30). وبسبب ما عمله المسيح، ليس علينا أن "نعمل" لنحفظ الناموس ونتبرر في نظر الله. جاء يسوع لكي نرتاح في الله وفي الخلاص الذي دبره لنا.

من العناصر الهامة الأخرى بشأن راحة يوم السبت هي أن الله باركها، وقدسها، وجعلها مقدسة. هنا أيضاً نرى رمز المسيح كراحة سبتنا – إبن الله المقدس الكامل الذي يبرر ويقدس كل من يؤمنون به. كما قدس الله يوم السبت، فقد قدس المسيح وأرسله إلى العالم (يوحنا 10: 36). فيه نجد راحة كاملة من أعمال جهودنا الذاتية، لأنه هو وحده القدوس البار. "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" (كورنثوس الثانية 5: 21). نحن لنا راحة روحية الآن فيه، ليس يوماً واحداً في الأسبوع، بل دائماً.

يسوع أيضاً راحة سبتنا لأنه هو "رب السبت" (متى 12: 8). لكونه الله المتجسد، فهو الذي يحدد المعنى الحقيقي للسبت لأنه هو الذي خلقه، وهو راحة سبتنا في الجسد. عندما إنتقد الفريسيين يسوع لأنه شفى الناس في السبت، ذكرهم بأنهم ما كانوا يترددون في إخراج خروف سقط في حفرة يوم السبت. ولأنه جاء ليطلب ويخلص "خرافه" فهو يكسر قواعد يوم السبت. الناس أهم من الخراف، والخلاص الذي يقدمه المسيح أهم من القواعد. بقوله أن "السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ" (مرقس 2: 27)، أكد يسوع مبدأ أن راحة يوم السبت قد أنشيء ليريح الإنسان من أعماله. وقد غيَّر الفريسيين السبت ليصبح يوماً مثقلاً بالقوانين. جاء يسوع ليحررنا من الناموس بنعمته (يوحنا 1: 17؛ رومية 6: 14). إنه هو رب السبت الذي يريحنا من محاولات تحقيق خلاصنا بأنفسنا. ففيه نرتاح من أعمالنا ونثق في عمله نيابة عنا.

إن عبرانيين 4 هو المقطع المفصلي في مسألة كون يسوع راحة سبتنا. يقول لنا أن :ندخل" إلى سبت الراحة التي يقدمها المسيح. والبديل هو أن نقسي قلوبنا ضده، كما فعل شعب إسرائيل في البرية. بسبب عدم إيمانهم، رفض الله السماح لذلك الجيل من شعب إسرائيل الدخول إلى أرض الموعد قائلاً: "لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي" (عبرانيين 3: 11). يرجونا كاتب العبرانيين أن لا نرتكب نفس الخطأ برفض سبت الراحة في يسوع المسيح. " إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا" (عبرانيين 4: 9-11).

لا يوجد سبت راحة سوى المسيح. هو وحده يستوفي متطلبات الناموس، وهو وحده يقدم الذبيحة الكفارية عن الخطية. هو تدبير الله من أجلنا، الذي يسمح لنا بالتوقف عن أعمالنا الخاصة. لا نجروء أن نرفض هذا الطريق الأوحد الوحيد للخلاص (يوحنا 14: 6). إن إستجابة الله لمن يختارون أن يرفضوا خطته نراها في سفر العدد 15. حيث وجد إنسان يجمع عيدان في يوم السبت، بالرغم من أمر الله الواضح بالتوقف عن العمل. كان هذا التعدي، خطية إرادية، تمت بجرأة في وضح النهار، في تحدٍ مكشوف للسلطة الإلهية. "فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ" (الآية 35). وهكذا بالنسبة لكل من يرفضون تدبير الله لراحة السبت في المسيح. "فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ؟" (عبرانيين 2: 3).



لقد تعمدت بطريقة غير كتابية. هل أنا بحاجة إلى معمودية ثانية؟




السؤال: لقد تعمدت بطريقة غير كتابية. هل أنا بحاجة إلى معمودية ثانية؟

الجواب:
إن الكتاب المقدس واضح جداً بشأن معمودية الماء. وهناك نقطتين يجب أن نعيهما جميعاً. (1) يجب أن تتم المعمودية بعد أن يقبل الفرد المسيح كمخلص شخصي، ويثق فيه وحده للخلاص. (2) المعمودية يجب أن تكون بالتغطيس. إن كلمة "يعمد" تعني حرفياً "أن يغمر، أو يغطس في الماء". المعمودية بالتغطيس هي الطريقة الوحيدة للمعمودية التي توضح ما ترمز إليه المعمودية – موت المؤمنين ودفنهم مع المسيح وقيامتهم إلى جدة الحياة (رومية 6: 3-4).

مع هاتين النقطتين الهامتين في أذهاننا، ماذا عن أولئك الذين تعمدوا بطريقة غير كتابية؟ من أجل توضيح ما نقوله دعونا نقوم بتقسيمهم إلى قسمين. أولاً، الذين تعمدوا قبل أن يصبحوا مؤمنين. من الأمثلة الشائعة لهذا هم الذين تعمدوا كأطفال والذين تعمدوا في وقت لاحق من حياتهم ولم يكونوا يعرفون المسيح كمحلص شخصي حقيقة عندما تعمدوا. في هذه الحالات، نعم، بالتأكيد يحتاج هذا الشخص أن يتعمد ثانية. مرة أخرى، يعلن الكتاب المقدس أن المعمودية تالية للخلاص. فتفقد المعمودية ما ترمز إليه إذا لم يختبر الشخص الخلاص بالإيمان في يسوع المسيح.

ثانياً، الذين تعمدوا بعد الإيمان بالمسيح، ولكن بطريقة تختلف عن التغطيس. هذا الموضوع أكثر صعوبة. فيمكن القول بأن هذا الشخص لم يتعمد حقاً. فإذا كانت الطريقة المستخدمة هي الرش أو سكب الماء، فإنها لا تتماشى مع التعريف الأساسي للمعمودية وهو "التغطيس". ولكن، لا يذكر الكتاب المقدس أية حالات تمت فيها معمودية أي شخص دون تغطيس. فالموضوع إذاً يجب أن يقرر على أساس فردي. فيجب ان يطلب المؤمن الذي تعمد بطريقة غير كتابية حكمة من الرب (يعقوب 1: 5). إذا كان ضميره غير مستريحاً فالأفضل أن يتعمد بطريقة كتابية حتى يريح الضمير (رومية 14: 23).



ما هي الصخرة المذكورة في متى 16: 18؟




السؤال: ما هي الصخرة المذكورة في متى 16: 18؟

الجواب:
يدور جدال حول ما إذا كان "الصخرة" التي يبني المسيح عليها كنيسته هي بطرس، أم هي إعتراف بطرس بأن يسوع هو "المسيح إبن الله الحي" (متى 16: 16). وبكل صدق ليس بيدنا أن نعرف بكل يقين أية نظرة منهما هي الصحيحة. فتركيب الجملة يسمح بكلا التفسيرين.

النظرة الأولى هي أن إعلان يسوع لبطرس هو "الصخرة" التي يبني عليها كنيسته، يبدو أن يسوع كان يستخدم هنا تلاعباً بالألفاظ. "أنت بطرس (petros) وعلى هذه الصخرة (petra) أبني كنيستي". بما أن معنى إسم بطرس هو "الصخرة" ويسوع سيبني كنيسته على صخرة – يبدو أن المسيح كان يربط الإثنين ببعضهما. إستخدم الله بطرس بطريقة عظيمة في تأسيس الكنيسة. فكان بطرس هو أول من أعلن الإنجيل في بوم الخمسين (أعمال الرسل 2: 14-17). وكان بطرس موجوداً أيضاً عندما قبل السامريين الروح القدس لأول مرة (أعمال الرسل 8: 14-17)، وكان أول من أخذ الإنجيل إلى الأمم (أعمال الرسل 10: 1-48). فبطريقة ما كان بطرس صخر "أساس" الكنيسة.

التفسير الثاني الشائع هو أن الصخرة التي كان يسوع يشير إليها ليست بطرس، بل إعتراف بطرس بالإيمان في الآية 16: "أنت هو المسيح إبن الله الحي". لم يكن يسوع قد أخبر بطرس والتلاميذ الآخرين صراحة عن هويته الكاملة، وأدرك أن الله بطريقة إلهية قد فتح عيون بطرس وأعلن له من هو يسوع في الحقيقة. إن إعترافه بيسوع كإبن الله فاض منه، كإعلان قلبي عن إيمان بطرس الشخصي بيسوع. إن هذا الإيمان الشخصي هو العلامة التي تميز المؤمن الحقيقي. إن كل من وضعوا ثقتهم في المسيح، كما فعل بطرس، هم الكنيسة. يعبر بطرس عن هذا الحق في بطرس الأولى 2: 4 "الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَراً حَيّاً مَرْفُوضاً مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً، كَهَنُوتاً مُقَدَّساً، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ".

بعد إعتراف بطرس، يعلن يسوع أن الله قد أعلن الحق لبطرس. إن الكلمة اليونانية لإسم بطرس وهي Petros تعني "حجر صغير" (يوحنا 1: 42). ثم إستخدم يسوع كلمة مشتقة منها وهي petra التي تعني "صخر بناء". وهي نفس الكلمة التي إستخدمت في متى 7: 24، 25 عندما يتكلم يسوع عن الصخر الذي بنى عليه الرجل الحكيم بيته. بطرس نفسه يستخدم نفس التشبيه في رسالته الأولى: الكنيسة تتكون من العديد من "الأحجار الحية" الصغيرة (بطرس الأولى 2: 5) التي تشترك مع بطرس في الإعتراف بأن يسوع هو المسيح، إبن الله الحي. هذا الإعتراف بالإيمان هو ما تقوم عليه أساسات الكنيسة.

بالإضافة لهذا، فإن العهد الجديد يوضح تماماً أن المسيح هو أساس الكنيسة (أعمال الرسل 4: 11، 12؛ كورنثوس الأولى 3: 11). ومن الخطأ التفكير بأن يسوع قد منح بطرس هذا الإمتياز. فكل الرسل قد لعبوا دوراً في تأسيس الكنيسة (أفسس 2: 20)، ولكن الدور الأهم هو دور المسيح وحده. المسيح هو "حجر الزاوية" (بطرس الأولى 2: 6، 7؛ أفسس 2: 20؛ لوقا 20: 17؛ أعمال الرسل 4: 11). إذا كان المسيح هو حجر الزاوية، كيف يمكن لبطرس أن يكون الصخرة التي تبنى عليها الكنيسة؟

لذلك، فإن كلمات يسوع في متى 16: 18 يمكن تفسيرها بأنها ببساطة تلاعب بالكلمات. ويمكن إعادة صياغتها: "بطرس أنت تسمى "صخرة صغيرة" ولكن قد خرج من فمك حق في حجم صخر البناء وسيكون أساس للكنيسة".

تقول كنيسة الروم الكاثوليك بأن بطرس هو الصخرة التي يشير إليها المسيح وتستخدم ذلك التفسير كدليل على كونها الكنيسة الوحيدة الحقيقية. ولكن، كما رأينا، إن كون بطرس هو الصخرة ليس التفسير الوحيد الصحيح. وحتى لو كان بطرس هو الصخرة في متى 16: 18، فهذا لا يعطي كنيسة الروم الكاثوليك أي سلطان. لا يسجل الكتاب المقدس في أي موضع ذعاب بطرس إلى روما. ولا يصف بطرس بكونه له سلطان على باقي الرسل أو بكونه القائد الرئيسي للكنيسة الأولى. ولم يكن بطرس هو البابا الأول. إن أصل الكنيسة الكاثوليكية ليس قائماً على تعاليم بطرس أو أي من الرسل الآخرين.



هل يجب إستخدام الخمر أم عصير العنب للمناولة؟




السؤال: هل يجب إستخدام الخمر أم عصير العنب للمناولة؟

الجواب:
إن الجدال حول ما إذا كان من المقبول تقديم (و/أو قبول) الخمر في المناولة هو جدال قائم بين المسيحيين. وإذ ندرس هذا الموضوع ليته لا يغيب عن أنظارنا المسألة الأهم وهي ما يرمز إليه السائل المقدم في الكأس – دم ربنا يسوع المسيح المسفوك لـتأسيس العهد الجديد.

أولاً، نظرة عامة حول موضوع الخمر في كلمة الله. من الواضح أنه كان مباحاً شرب الخمر في العهد القديم. نرى إستخدامها (أو بالحري إساءة إستخدامها) عندما سكر نوح وإستلقى عرياناً في خيمته (تكوين 9: 21). ثم نرى الملك ملكي صادق يقدم الخمر لإبراهيم (تكوين 14: 17-18). وفي خروج 29: 40 يأمر الله بإستخدام الخمر كجزء من نظام الكفارة. وعندما صار داود ملكاً، إحتفل رجاله ثلاثة ايام بالطعام والخمر (أخبار الأيام الأول 38 – 40). وفي الواقع يخبرنا مزمور 104: 15 أن الله جعل الخمر "مسرة قلب الإنسان". وأيضاً لدينا الوعد بأن الله سيعد وليمة لشعبه في يوم من الأيام من أطعمة دسمة تتضمن "مائدة خمر معتقة" (إشعياء 25: 6).

في العهد الجديد كانت أول معجزة أجراها المسيح هي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 1-11). ولم يشرب الرب خمراً فقط (لوقا 7: 34) بل قال أيضاً أنه سيشربه مجدداً معنا في السماء (متى 26: 29). بالإضافة لهذا فإن الرسول بولس نصح تيموثاوس بإستخدام الخمي بدلاً من "الماء فقط" لعلاج معدته (تيموثاوس الأولى 5: 23).

وبالرغم من الإشارات العديدة للخمر في الكتاب المقدس إلا انه من الواضح أن السكر ليس مقبولاً بالمرة. تقول رسالة أفسس 5: 18 هذا بكل وضوح "لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ".

وهكذا فإن مؤيدي إستخدام الخمر في مائدة الرب لديهم آيات كتابية لمساندة موقفهم، والأمثلة السابقة (بإستثناء نوح) تبين كيف أن الخمر عندما تستخدم بإعتدال يمكن أن تكون شيئاً جيداً.

وكذلك الذين يشعرون بأنه لا يجب إستخدام الخمر لديهم أيضاً حجج مقنعة، ومقاطع كتابية يستندون إليها. أنظر مثلاً التحذيرات ضد الخمر في أمثال 4: 17؛ 20: 1 و23: 29-32. وفي لاويين 10: 9 يقول الرب لهارون أنه هو وأولاده لا يجب أن يشربوا الخمر عندما يدخلون خيمة الإجتماع وإلا يموتون.

فهل نستخدم الخمر أم عصير العنب في مائدة الرب؟ ليس هناك قاعدة كتابية راسخة تقول بتفضيل أو قبول أيهما على الآخر. في الواقع أن المقاطع التي تتكلم عن العشاء الأخير لا تذكر "الخمر" ولا "عصير العنب" بل تقول ببساطة "الكأس". ولكن توجد بعض الأمور العملية التي تؤخذ في الإعتبار. إذا كان وجود الكحوليات سبباً في التشتيت بأي شكل من الأشكال، فهذه مشكلة حقيقية. بالتأكيد لا توجد كنيسة تريد أن يترك الناس مائدة الرب ببساطة لأجل قناعاتهم ضد شرب الخمر. كانت توصيات المسيح أن تفعل الكنيسة هذا "كلما شربتم لذكري" (كورنثوس الأولى 11: 25). فسيكون من المؤسف أن يخسر شخص تركيزه بسبب وجود خمر وبالتالي يترك وصية الرب.

لا يوجد في أي مكان بكلمة الله شرط خاص بدرجة تخمر محتويات الكأس. ولكن إن كان أحد لديه توجهات قوية حول ما يكرم السيد أياً كان هذا التوجه فيجدر به التمسك بذلك التوجه. ولكن يجب ألا ننسى ما يرمز إليه الكأس ولا نحكم على أخ أو أخت في المسيح في أمور تتعلق بآراءهم الخاصة.



هل يمكن أن تخدم النساء كشماسات في الكنيسة؟




السؤال: هل يمكن أن تخدم النساء كشماسات في الكنيسة؟

الجواب:
إن الكتاب المقدس ليس واضح تماماً حول إمكانية أن تكون المرأة شماسة في الكنيسة. إن عبارة أن الشمامسة يجب أن يكونوا "رجال ذوي وقار" (تيموثاوس الأولى 3: 12) والشرط بأن "يكون بعل إمرأة واحدة" قد يبدو أنها تستبعد النساء من الخمة كشماسات. ولكن يفس البعض تيموثاوس الأولى 3: 11 كإشارة إلى النساء كشماسات لأن الكلمة اليونانية المترجمة "زوجات" في الإنجليزية تعني أيضاً "نساء". من المرجح أن بولس هنا يشير ليس إلى زوجات الشمامسة ولكن إلى النساء اللواتي يخدمن كشماسات. إن إستخدام كلمة "كذلك" في أول الآية 8 تشير إلى وجود مجموعة ثالثة من القادة في الكنيسة بجانب الشيوخ والشمامسة. أيضاً لم يضع بولس شروط لزوجات الشيوخ عندما حدد شروط خدمة الشيوخ. لماذا إذاً يذكر زوجات الشمامسة؟ إذا كان من المهم أن تسلك زوجات القادة بشكل معين، فمن المنطقي أن نفترض أنه كان ليكون أكثر إهتماماً بزوجات الشيوخ – أو على الأقل بنفس القدر – حيث أن الشيوخ لهم مكانة أكبر في الكنيسة. ولكنه لا يضع أي شروط لزوجات الشيوخ.

تشير رسالة رومية 16: 1 إلى فيبي بنفس الكلمة التي يستخدمها بولس في 1 تيموثاوس 3: 12. ولكن من غير الواضح ما إذا كان بولس يقول أن فيبي شماسة أم مجرد خادمة بالكنيسة. في الكنيسة الأولى كانت النساء الخادمات يخدمن المرضى والفقراء والغرباء والمساجين. كن يعلمن النساء والأطفال (تيطس 2: 3-5). ربما لم تكن فيبي معينة رسمياً "كشماسة" ولكن بولس إعترف بقدرها حتى أنه سلمها رسالة لتوصيلها إلى الكنيسة في روما (رومية 16: 1-2). من الواضح أنه لم ينظر إليها على أنها أقل مكانة أو مقدرة، ولكن رآها كعضو جدير بالثقة وله قيمة في جسد المسيح.

لا يقدم الكتاب المقدس الكثير لمساندة فكرة خدمة النساء كشماسات، ولكنه أيضاً لا يستبعدهن. لقد أنشأت بعض الكنائس منصب الشماسات، ولكن أغلبهم يميزون بينه وبين منصب الشمامسة الرجال. إذا إعتمدت كنيسة منصب الشماسات فيجب ان يتأكد قادة الكنيسة من أنهن خاضعات للقيود التي وضعها بولس على خدمة النساء في مقاطع أخرى ( مثل تيموثاوس الأولى 2: 11-12) تماماً كما تخضع القيادة كلها لسلطان الكنيسة وبالتالي للمسيح الذي له كل السلطان.



هل يمكن أن تقوم النساء بدور الأساقفة/الشيوخ في الكنيسة؟




السؤال: هل يمكن أن تقوم النساء بدور الأساقفة/الشيوخ في الكنيسة؟

الجواب:
توجد وجهتي نظر رئيسيتين في مسألة ما إذا كان يمكن للنساء القيام بدور الأساقفة/الشيوخ في الكنيسة. تقول وجهة النظر المساواتية أن النساء يمكن أن يقمن بالخدمة كأساقفة/كشيوخ إذا إنطبقت عليهن الشروط الموجودة في تيموثاوس الأولى 3: 1-7 وتيطس 1: 5-9. وتؤكد النظرة التكاملية العكس وتقول أن النساء غير مسموح لهن بالخدمة كأساقفة/شيوخ في الكنيسة.

دعونا ننظر إلى تيموثاوس الأولى 3: 1-7: "صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ فَيَشْتَهِي عَمَلاً صَالِحاً. فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ. وَيَجِبُ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِي تَعْيِيرٍ وَفَخِّ إِبْلِيسَ".

إن أول ما يلاحظ هنا هو صيغة التذكير في هذا المقطع. وبمجرد القراءة العابرة يفهم الشخص العادي من هذا المقطع أن دور الأسقف/الشيخ يقوم به رجل. وكذلك عبارة "بعل إمرأة واحدة" تشير أيضاً إلى أن وظيفة الأسقف/الشيخ يفترض/يفهم أن يقوم بها رجل. ونفس الشيء ينطبق على المقطع الموازي له في تيطس 1: 5-9.

إن المقاطع الكتابية التي تصف مؤهلات وواجبات الأساقفة/الشيوخ لا تفتح الباب للنساء أن يقمن بدور الشيوخ. في الواقع إن صيغة المذكر المتكررة تقول بوضوح أن وظيفة الأساقفة/الشيوخ مقصورة على الرجال فقط. وكما هو الحال بالنسبة للأمور الأخرى المتعلقة بهذا الجدال، فإن منع النساء من القيام بدور الأساقفة/الشيوخ ليس موضوع تحيز ذكوري. وليس كذلك سببه تفوق الرجال على النساء بأي شكل من ألشكال. بل الله يحد وظيفة الأساقفة/الشيوخ للرجال فقط لأن هذه هي الطريقة التي رسم بها عمل الكنيسة. فالرجال الأتقياء يقومون بدور القيادة والنساء تقمن بالأدوار المهمة والحيوية لمساندتهم.



هل يجب أن تصمت النساء في الكنيسة؟




السؤال: هل يجب أن تصمت النساء في الكنيسة؟

الجواب:
يقول الكتاب المقدس في رسالة كورنثوس الأولى 14: 33-35: " لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ". لأول وهلة، تبدو هذه وصية شاملة بعدم السماح للنساء بالكلام في الكنيسة. لكن كورنثوس الأولى يذكر نساء يصلين ويتنبأن في الكنيسة دون أن يدينهن. لهذا، فإن كورنثوس الأولى 14: 33-35 ليس وصية مطلقة بصمت النساء دائماً في الكنيسة.

إن سياق هذا المقطع الكتابي، وأغلب رسالة كورنثوس الأولى هو نظام وهيكل الكنيسة. كانت الكنيسة في كورنثوس معروفة بالفوضى وعدم النظام السائد في تلك الجماعة (الآية 33). ومن المثير للإهتمام أنه لا يذكر أي شيوخ أو رعاة، ولا حتى الأنبياء كانوا يمارسون أي سلطة (أنظر الآيات 29 و 32 و 37). كان الجميع يشاركون بأي شكل يريدون "وقتما" يريدون. هذا كان يشمل الألسنة، والنبوات بواسطة النساء اللواتي كن يقمن بقيادة الإجتماعات بدلاً من الخضوع كما توصي كلمة الله (تيموثاوس الأول 2: 11-15). من الواضح أن نساء معينة في كنيسة كورنثوس تسببن في الفوضي عن طريق طرح الأسئلة أثناء الخدمات دون ترتيب. وليس من المصادفة أن الكثير من الكنائس الحديثة التي تمارس التكلم بألسنة ومواهب الشفاء والمعجزات أيضاً تسمح للنساء بقيادة العبادة، والوعظ والتعليم. قد تكون النساء معلمات "موهوبات" ولكن غير مسموح لهن من الله "بالكلام" بهذا الشكل في الكنائس. في الواقع، إن معلن هذا فهو "مخزي" لهن (الآية 35).

إن سياق كورنثوس الأولى 14: 33-35 يتكلم عن تفسير وفهم مواهب التكلم بألسنة والنبوة (كورنثوس الأولى 14: 26-32). لذلك فإن كورنثوس الأولى 14: 34 لا يأمر النساء بالصمت التام في الكنيسة طوال الوقت. لكنه فقط يقول أن النساء لا يجب أن يشاركن في تفسير وفحص الألسنة والنبوات (تسالونيكي الأولى 5: 19-22؛ يوحنا الأولى 4: 1). وهذا يتفق مع تيموثاوس الأولى 2: 11-12 الذي يقول أن النساء لا يجب أن يقمن بتعليم الرجال أو أن يكون لهن سلطان عليهم. إذا إشتركت النساء في تحديد ما إذا كانت نبوة ما من الرب أم لا فإنهن يكن في معصية لما يقوله الكتاب المقدس في تيموثاوس الأولى 2: 11-12. لذلك يقول بولس للنساء أن تصمتن عندما يتم تفسير الألسنة والنبوات حتى لا يعصين كلمة الله.



ما هي مكونات خدمة العبادة الحقيقية الكتابية؟




السؤال: ما هي مكونات خدمة العبادة الحقيقية الكتابية؟

الجواب:
إن البشر يعبدون بالفطرة. عبر كاتب المزامير عن هذا بأفضل شكل عندما كتب يقول: "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ" (مزمور 42: 1). ومنذ أيام سيسرو في القرن الأول قبل الميلاد تمت ملاحظة أن الدين، أياً كان شكله، هو سمة عالمية للبشر. فإذا كان الإنسان لابد وسيعبد شيئاً أو شخصاً ما فيجب أن نطرح السؤال ما هي العبادة، ومن وكيف نعبد؟ ما الذي يشكل خدمة العبادة الكتابية، والأهم من هذا، هل نحن سنكون "عابدين بالحق" (يوحنا 4: 23) أم عابدين مزيفين؟ إن العبادة تتضمن إحساس عميق بالإنبهار الديني الذي يعبر عن نفسه بالتكريس والخدمة. إن كلمة عبادة باللغة الإنجليزية تحمل معنى "الإستحقاق" أي أن يكون كائن أو شخص "مستحق" أن نكرس أنفسنا له.

أوصى المسيم من يعبدونه أن يعبدوه بالروح والحق (يوحنا 4: 24). وشرح الرسول بولس أننا نعبد الله بروح الله (فيلبي 3: 3)، بمعنى أن العبادة الحفقيقية تأتي فقط من أولئك الذين خلصوا بالإيمان في الرب يسوع المسيح والروح القدس ساكن في قلوبهم. إن العبادة بالروح تتطلب أيضاً إتجاه قلبي صحيح، وليس مجرد الإلتزام بطقوس وممارسات. إن العبادة بالحق تعني أن نعبد وفقاً لما أعلنه الله عن ذاته في الكلمة المقدسة. ولكي تكون عبادتنا فعلاً كتابية، يجب أن لا تتعدى المكتوب في الكتاب المقدس (لاويين 10: 1؛ كورنثوس الأولى 4: 6)؛ وأن تلتزم بتعاليم المسيح (يوحنا الثانية 9، وأيضاً تثنية 4: 12؛ 12: 32؛ رؤيا 22: 18-19). إن الكتب التي كتبها بشر – مثل كتاب الإعترافات، أو قواعد النظام ...الخ ليست ضرورية لكي يقدم الإنسان عبادة حقيقية لله.

إن نموذج الكنيسة الأولى يمكن أن يساعدنا في تحديد ما تتكون منه العبادة الحقيقية الكتابية. كانوا يكسرون الخبز (أعمال الرسل 20: 7) ويقدمون الصلوات (كورنثوس الأولى 14: 15-16) ويترنمون بمجد الله (أفسس 5: 19) ويجمعون التقدمات (كورنثوس الأولى 16: 2) ويقرأون الكلمة المقدسة (كولوسي 4: 16) ويعظون بكلمة الله (أعمال الرسل 20: 7).

إن العشاء الرباني هو وقت رائع لعبادة الرب حيث نذكر موت المسيح حتى يعود ثانية (كورنثوس الأولى 11: 25-26). وكما في العشاء الرباني يجب أن تكون الصلاة أيصاً وفق النموذج الإلهي الذي تعلمنا إياه الكلمة المقدسة. يجب أن تكون صلواتنا موجهة إلى الله وحده (نحميا 4: 9؛ متى 6: 9)، وليس لأي شخص مات كما هي العادة في الكاثوليكية. ليس مصرح لنا بإستخدام أدوات مثل سبحة الصلاة أو "عجلات الصلاة" في البوذية التي من المفترض أنها ترسل طلبات مكتوبة إلى أقاصي الكون. والأهم من هذا يجب أن تكون صلواتنا في إنسجام مع إرادة الله.

بناء على نموذج الكنيسة الأولى، فإن الترنيم جزء حيوي من العبادة. يأمرنا الرسول بولس " مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ" (أفسس 5: 19-20). إن الترنيم معاً يوصل حق في قالب موسيقي كوسيلة للتعليم (كولوسي 3: 16) حيث يتشارك الروح والذهن معاً في عملية التعلم (كورنثوس الأولى 14: 15-16).

جانب آخر من جوانب العبادة الحقيقية الكتابية هو تقديم عشورنا وتقدماتنا في أول الأسبوع، كما أوصى بولس كنيسة كورنثوس: " وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ لأَجْلِ الْقِدِّيسِينَ فَكَمَا أَوْصَيْتُ كَنَائِسَ غَلاَطِيَّةَ هَكَذَا افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً، فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ خَازِناً مَا تَيَسَّرَ حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ" (كورنثوس الأولى 16: 1-2) إن تقدماتنا المنتظمة لتدعيم عمل الرب هي مسئولية جسيمة وهي جزء من العبادة الكتابية الحقيقية. يجب أن نرى العطاء كبركة وليس حمل ثقيل نتذمر منه (كورنثوس الثانية 9: 7). بالإضافة لهذا، فإن التقدمات هي الأسلوب الكتابي الوحيد لتمويل عمل كنيسة المسيح. لم يصرح لنا بإدارة أعمال أو إقامة حفلات لجمع التبرعات...الخ. إن كنيسة المسيح لا يقصد لها أن تكون مشروع تجاري (متى 21: 12-13).

أخيراَ، إن التعليم والوعظ مكونات هامة في العبادة الحقيقية. يجب أن نعلم كلمة الله وحدها، بما أن الكلمة المقدسة هي الوسيلة الوحيدة لتأهيل المؤمنين للحياة وللقداسة (تيموثاوس الثانية 3: 16-17). إن المعلم أو الواعظ المقدس يعلم فقط من كلمة الله ويتكل على الروح القدس ليتمم عمله في أذهان وقلوب مستمعيه. وكما ذكَّر بولس تيموثاوس " اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ" (تيموثاوس الثانية 4: 2). إن كنيسة تجتمع ولا تكون كلمة الله مكون أساسي من عبادتها لا تقدم خدمة عبادة كتابية حقيقية.

دون شك، إن الله في حكمته الإلهية قدم التموذج الكامل للعبادة الكتابية حتى نستطيع أن نعبده بطريقة مرضية بالنسبة له. ونحن نعبد الله، دعونا نفعل هذا بكل حماس. لا يجب أن ننقل للعالم الإنطباع بأن عبادة الله طقس ميت ممل. لقد فدينا من خطايانا. لذلك دعونا نسبح خالقنا كأبناء ممتنين شاكرين لكل بركاته الفياضة. "لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى (عبرانيين 12: 28).