ما هو تعريف العلوم اللاهوتية؟




السؤال: ما هو تعريف العلوم اللاهوتية؟

الجواب:
مصطلح "لاهوت" يأتي من الكلمة اليونانية "دراسة الله". والعلوم اللاهوتية هي ببساطة محاولة للتعرف وفهم الله كما هو معلن في الكتاب المقدس. وفي حين أن أي علم سيعجز عن تفسير ومعرفة الله بطريقة شاملة لأن الله أعظم وأعلى مما يمكننا استيعابه ووصفه (رومية 33:11-36)، فإن الله يرغب أن نحاول أن نتعرف عليه بقدر استطاعتنا، وعلوم اللاهوت هي فن وعلم يتناول معرفة ما يمكننا أن نفعله لمعرفة الله بصورة أعمق وبطريقة منظمة ومفهومة. وكثيراً ما يبتعد الناس عن دراسة اللاهوت اعتقادا منهم بأنه يسبب انقسام في الكنيسة ولكن الحقيقة أن اللاهوت المفهوم والمدروس بطريقة صحيحة يوحد ولا يقسم. فاللاهوت هو تنظيم تعاليم كلمة الله بطريقة مفهومة. واللاهوت السليم هو شيء جيد، فهو دراسة تعاليم كلمة الله (تيموثاوس الثانية 16:3-17).

ودراسة علم اللاهوت هو التعمق في كلمة الله لاكتشاف ما أعلنه الله لنا عن نفسه. وعندما نقوم بذلك، نتعرف على الله خالق كل شيء، ومعضد كل شيء، وحاكم كل شيء. فهو الألف والياء، البداية والنهاية. "لأن منه وبه وله كل الأشياء"(رومية 36:11). فعندما سأل موسى الله عن من ذا الذي يقوم بإرساله لفرعون، أجاب الله "أنا هو" (الخروج 14:3). وهذا التعبير يعرفنا بشخص الله. فالله له أسم ولقد أعطى أناس وأشياء أسماء. فمصطلح أنا هو يعبر عن شخصية حرة مهدفة مكتملة. الله ليس قوة كونية أو طاقة أثيرية. هو الله تعالى، الموجود منذ الأزل وله عقل وإرادة – وهو الله الذي أعلن نفسه للبشر من خلال كلمته، ومن خلال ابنه يسوع المسيح.

وبدراسة علم اللاهوت نتعرف على الله، حتى يمكننا أن نمجده بمحبتنا وطاعتنا. فلاحظ التطور: إذ لابد وأن نتعرف على الله قبل أن نتمكن من محبته، ولابد أن نحبه قبل أن نرغب في أن نطيعه. وكنتيجة لذلك، تغتني حياتنا بالتعزية والأمل الذي يمنحه الله للذين يعرفونه ويحبونه ويطيعونه. والدراسة السطحية أو الغير صحيحة لعلم اللاهوت سيعقد حياتنا بدلاً من ملئها بالرجاء. ولخص د. بيكر هذه النقطة كالتالي:" إنه من المهم جداً أن نتعلم عن الله لنتمكن من أن نعيش حياتنا. نحن نقسو على أنفسنا إن حاولنا أن نعيش من غير معرفة الإله الذي صنع هذا العالم ويديره. إذ يصبح العالم مكان غريب، مختل ومؤلم وتصبح الحياة فيه مؤسفة وحزينة، للذين لا يعرفون الله. اهمل التعلم عن الله فتعرض نفسك للتخبط والتحير في سبل الحياة، وكأن على عينيك عصابة، لا تعرف طريقك أو اتجاهك أو ما يحيط بك. وبهذه الطريقة، تخسر حياتك وتفقد روحك."

فيجب وأن يهتم كل المسيحيون بدراسة اللاهوت – حيث أنها دراسة الله بصورة عميقة – حتى نتمكن من معرفة ومحبة وطاعة ذاك الذي سنقضي معه أبديتنا.



ما هو المنظوم اللاهوتي؟




السؤال: ما هو المنظوم اللاهوتي؟

الجواب:
كلمة "لاهوت" أتت من كلمتين يونانيتين يعنيا "الله" و "الكلمة". وبمزجهما تأتي كلمة "لاهوت" وهي تعني "دراسة علم الله". والمنظوم يشير الي شيء ما يتبع نظام معين. وبهذا، فأن المنظوم اللاهوتي هو تقسيم اللاهوت الي نظم مختلفة توضح النواح اللاهوتية المختلفة. ومثال لذلك، فهناك كثير من الأصحاحات الكتابية التي تتناول الملائكة. فلا يوجد سفر واحد يتحدث بصورة شاملة عن الملائكة. والمنظوم اللاهوتي يأخذ كل المعلومات المتعلقة بالأناجيل من أسفار الكتاب المقدس المختلفة ويقوم بترتيبها بشكل ما يكون نظام معين – مثلاً علم الملائكة. هذا هو المعني بالأنظمة اللاهوتية – أي تنظيم تعاليم الكتاب المقدس الي أنظمة مصنفة.

فاللاهوت الأبوي هو دراسة الله الآب. و اللاهوت المسيحي هو دراسة الله الأبن، الرب يسوع المسيح. و اللاهوت الروحي هو دراسة الله الروح القدس. واللاهوت الكتابي هو دراسة الكتاب المقدس. واللاهوت الخلاصي هو دراسة الخلاص. و اللاهوت الكنسي هو دراسة الكنيسة. ولاهوت الأخرويات هو دراسة نهاية الأيام. واللاهوت الملائكي هو دراسة الملائكة. ولاهوت الشياطين والعفاريت يتناول علم دراسة الشياطين من منطلق مسيحي. والأنثروبولوجيا المسيحية هي دراسة البشرية. و أخيراً لاهوت السقوط هو علم دراسة الخطيئة.

ودراسة الكتاب المقدس هي دراسة سفر ما أو أسفار من الكتاب المقدس وتوضيح الأجزاء المختلفة من اللاهوت التي تتناولها. فعلي سبيل المثال، أنجيل يوحنا يركز علي دراسة المسيح وطبيعته (يوحنا 1:1 و 14 و 58:8 و 30:10 و 28:20). واللاهوت التاريخي هو دراسة العقائد المختلفة وتطورهم خلال عصور الكنيسة المسيحية. واللاهوت العقدي هو دراسة عقائد جماعات معينة من المسيحين الذين يتبعون نظام عقائدي معين، فعلي سبيل المثال اللاهوت الكالفيني ولاهوت التدبير الألهي لشئون العالم .ويتناول اللاهوت المعاصر دراسة العقائد التي أصبحت محور التركيز في الوقت المعاصر. وبذلك نري أن المنظوم اللاهوتي هو وسيلة هامة تساعدنا علي فهم وتدريس الكتاب المقدس بطريقة منظمة.



ماهي النظرة المسيحية للعالم؟




السؤال: ماهي النظرة المسيحية للعالم؟

الجواب:
النظرة للعالم تشير الي تكوين فكرة شاملة عن العالم من وجهة نظر معينة. فوجهة النظر المسيحية للعالم اذا هي تشير الي تكوين فكرة شاملة عن العالم من وجهة نظر مسيحية. ووجهة نظر شخص ما عن العالم هي "الصورة" التي يكونها وتتناغم فيها كل معتقداته عن العالم. وهي طريقته لمحاولة فهم الحقيقة. ووجهة النظر للعالم هي أساس القرارات اليومية التي يتخذها الانسان ولذا فهي في غاية الأهمية.

فعندما توجد تفاحة علي مائدة ما فهي موضع رؤية من أناس عديدون. فالزارع يراها ويحدد نوعها. والفنان يري الحياة الهادئة فيها ويقوم برسمها. والبقال يراها ويحدد قيمتها و مدة خزنها. والطفل يراها كوجبة الغذاء ويقوم بأكلها. وطريقة نظرتنا للأشياء والمواقف تتأثر بنظرتنا العامة للعالم ككل. وكل نظرة للعالم مسيحية كانت أم لا تتعامل مع الأسئلة الثلاث التالية:

1) من أين أتينا؟ (ولماذا نحن هنا؟)

2) ما هي مشاكل العالم؟

3) كيف نتعامل مع هذه المشاكل ونصلحها؟

ونظرة شهيرة اليوم هي المذهب الطبيعي، ومن خلاله تكون اجابة الأسئلة كالتالي: 1) أننا نتيجة عمل طبيعي عشوائي وبلا هدف محدد. 2) أننا لا نحترم الطبيعة كما يجب 3) يمكننا أن ننقذ العالم من خلال الحفاظ علي الطبيعة والبيئة. والمذهب الطبيعي أيضاً يقدم مذاهب فلسفية مختلفة مثل الأخلاق النسبية، الوجودية، المعتقدات اليوتوبية، والفلسفة الذرائعية.

ولكن النظرة المسيحية للعالم، تجيب عن الأسئلة الثلاث من خلال الكتاب المقدس: 1) نحن خليقة الله، مخلوقين لنحافظ علي العالم وأن يكون لنا علاقة مع الله (تكوين 27:1 -28 و 15:2). 2) لقد أرتكبنا الخطيئة ضد الله ووضعنا العالم كلة تحت لعنه (تكوين 3). 3) قد فدي الله العالم بتضحيته بأبنه يسوع المسيح (تكوين 15:3 و لوقا 10:19) وسيعيد الخليقة لما كانت عليه يوم ما (أشعياء 17:65-25). والمذهب المسيحي يدعونا للأيمان بالنظام الأخلاقي، المعجزات، احترام البشر والبشرية، والفداء.

من المهم أن نتذكر أن المذاهب المقدمة هي وجهات نظر شاملة. وهي تؤثر علي النواح المختلفة من الحياة، من المال الي الأخلاق، من السياسة الي الفن. والمسيحية الحقيقية هي أكثر من مجرد أفكار تستخدم في الكنيسة. ولكن المسيحية كما نتعلم من الكتاب المقدس هي وجهة نظر شاملة. والكتاب المقدس لا يفرق بين "الدين" و "الطريقة العلمانية" في الحياة، فالحياة المسيحية هي طريقة الحياة الوحيدة. والمسيح يقول أنه "الطريق، والحق، والحياة" (يوحنا 6:14) وهذا يشكل نظرتنا للعالم والحياة.



المذهب الكالفني والمذهب الأرميني – أيهما الأصلح؟




السؤال: المذهب الكالفني والمذهب الأرميني – أيهما الأصلح؟

الجواب:
المذهبين الكالفني والأرميني هما نظامين لاهوتيين يحاولان توضيح العلاقة بين قدرة الله و مسؤلية البشرية حيال الخلاص. ويسمي المذهب الكالفني بذلك نسبة لللاهوتي الفرنسي جون كالفن الذي عاش في الفترة ما بين 1509 – 1564. ويسمي المذهب الأرميني بذلك نسبة لللاهوتي الهولندي جاكوب أرمينيوس، الذي عاش في الفترة ما بين 1560 – 1609.

ويمكن تلخيص المذهبين الي خمسة نقاط. المذهب الكالفني يؤمن بالفساد الكامل بينما يؤمن المذهب الأرميني بالفساد الجزئي. الفساد الكامل يقول أن كل أجزاء البشرية ملوث بالخطيئة، ولذا فلا يمكن للبشر أن يأتوا امام الله بمفردهم. الفساد الجزئي يقول أن كل أجزاء البشرية ملوث بالخطيئة ولكن ليس لدرجة أن البشر لا يستطيعون أن يأتوا للأيمان بالله بمفردهم.

المذهب الكالفني يؤمن بالأختيار الغير مشروط بينما يؤمن المذهب الأرميني بالأختيار المشروط. ويقول مذهب الأختيار الغير مشروط أن الله سبق وعين أشخاص معينون بناء علي أرادته، وليس بناء علي أي شيء يميز ذلك الشخص. والأختيار المشروط يؤمن بأن أن الله يختار الأشخاص للخلاص بناء علي علمه المسبق بمن سيؤمن بالمسيح للخلاص.

المذهب الكالفني يؤمن بالموت الكفاري المحدود بينما يؤمن المذهب الأرميني بالموت الكفاري اللا محدود. وهذه النقطة هي أكثر النقاط عرضة للجدال من جميع النقاط الأخري. الموت الكفاري المحدود يؤمن بأن المسيح قد مات لفداء المختارين. بينما يؤمن الموت الكفاري الغير محدود أن المسيح قد مات لفداء الجميع، ولكن موته الكفاري لا يسري الي أن يؤمن الشخص بموته وكفارته.

المذهب الكالفني يؤمن بالنعمة الغير ممكن مقاومتها بينما يؤمن المذهب الأرميني بالنعمة التي يمكن مقاومتها. النعمة التي لا يمكن مقاومتها تقول أنه عندما يدعوا الله شخص ما للخلاص، فلابد وأن ذلك الشخص سيقبل الخلاص. بينما النعمة التي يمكن مقاومتها تقول أن الله يدعوا الجميع للخلاص، ولكن كثيرين ما يقاموا هذه الدعوة بل ويرفضونها.

المذهب الكالفني يؤمن بمثابرة القديسين بينما يؤمن المذهب الأرميني بالخلاص المشروط. مثابرة القديسين تشير الي مبدأ أن الانسان المختار من الله سيثابر في الأيمان ولن ينكر المسيح أبداً أو يبتعد عنه. بينما يؤمن الخلاص المشروط بأن المؤمن بالمسيح يمكنه أو يمكنها بأرادته الحرة أن يبتعد عن المسيح وبذلك يفقد خلاصه.

ولذا فأن في مناقشة المذهب الكالفني والمذهب الأرميني، ومحاولة تحديد من هو الأصلح؟ فأنه من الشيق الأشارة الي التنوع في جسد المسيح، وهناك الكثير من الانواع الكلفنية والأرمينية. وهنالك بعض الأشخاص الذي يعضدون الخمسة نقاط الكلفنية أو الأرمينية بينما يوجد أشخاص آخرون يعضدون ثلاث نقاط كالفنية ونقطتين أرمينياتان. ومعظم المؤمنيين يعضدون خليط من المذهبين . ورأينا أن المذهبين يفشلون في محاولة تفسير ما لا يمكن تفسيره. فالبشر لا يمكنهم فهم مباديء مثل هذه بصورة شاملة. نعم الله كلي القدرة وواسع المعرفة. ونعم أن البشر مدعوون أن يتخذوا قراراً بأن يضعوا أيمانهم في المسيح للخلاص. وهاتين الحقيقتين ربما يبدوا متناقضين، ولكن في نظر الله هما في قمة التناغم.



ما هو التدبير الألهي لشئون العالم؟ وهل هو مبدأ كتابي؟




السؤال: ما هو التدبير الألهي لشئون العالم؟ وهل هو مبدأ كتابي؟

الجواب:
التدبير الألهي لشئون العالم هو نظام لاهوتي مميز من خلال نقطتين هامتين: (1) التفسير الحرفي لكل ما هو مكتوب في الكتاب المقدس، وخاصة النبؤات الكتابية. (2) الفصل بين اسرائيل والكنيسة بالنسبة لتدبير وخطة الله.

(1) المؤمنون بنظام التدبير الألهي يدعون أن مبدأهم التفسيري يمكن في الترجمة الحرفية. "الترجمة الحرفية" تعني أعطاء كل كلمة معناها المتداول. الرموز، التعبيرات جميعها تفسر بنفس الطريقة وهذا لا يتعارض بأي شكل مع التفسير الحرفي. فحتي التعبيرات أو الأمثلة والرموز تحمل معان ورائها.

وهناك علي الأقل ثلاثة أسباب تدل علي أن هذه الطريقة هي الأفضل لدراسة ما هو مكتوب في الكتاب المقدس. أولاً، فلسفياً فالغرض من اللغة نفسها هو أن تفسر حرفياً. فاللغة قد أعطت من الله للأنسان ليتمكن الله من الشركة مع الأنسان. والسبب الثاني هو كتابي، فكل نبؤة عن يسوع المسيح في العهد القديم قد تحققت حرفياً. فميلاد المسيح، وخدمته، وموته وقيامته قد حدثت تماما كما تنبأ العهد القديم. ونري في العهد الجديد الاتمام الحرفي لهذه النبؤات. وهذا يعضد بشدة طريقة التفسير الحرفي. فأن لم نستخدم النظام الحرفي لترجمة الكتاب المقدس فلا يوجد نظام محدد يمكننا أتباعه لدراسة الكتاب بصورة صحيحة. فكل شخص سيفسر تعاليم الكتاب بما يناسبه. والتفسير الكتابي سيتدهور الي "ما يقوله الكتاب لي ..." بدلا من أن هذا "ما يقوله الكتاب..." وللأسف هذه الطريقة تمارس اليوم في كثير من التفسيرات الكتابية.

(2) نظام التدبير الألهي يؤمن بان هناك شعبان لله: اسرائيل والكنيسة. والمؤمنون بهذا النظام اللاهوتي يؤمنون بأن الخلاص يتم دائماً بالأيمان (بالله في العهد القديم، وبالله الأبن في العهد الجديد). ولا يعتقدون أن الكنيسة حلت محل شعب اسرائيل بحسب خطة الله وأن العهد القديم يعد شعب اسرائيل بأنهم لن يستبدلوا بالكنيسة. وأيضاً يؤمنوا بأن الوعود المعطاة من قبل الله لشعب اسرائيل (الأرض، النسل العظيم، والبركة) والمذكورة في العهد القديم ستحقق في الملك الألفي المذكور في رؤيا يوحنا والأصحاح 20. ويؤمنون بأن كما يركز الله اليوم أهتمامه بالكنيسة فأنه سيعود ويركز أهتمامه بشعب اسرائيل ثانية (رومية 9-11).

وبأستخدام هذا النظام، فأن المؤمنون به يؤمنون أن الكتاب المقدس مقسم الي سبعة شئون: الطهارة والبرأة (تكوين 1:1 – 7:3)، الضمير (تكوين 8:3 – 22:8)، التسلط علي الأرض (تكوين 1:9 – 32:11)، الوعد (تكوين 1:12 – خروج 25:19)، الشريعة (خروج 1:20 – وأعمال الرسل 4:2)، النعمة (أعمال الرسل 4:2 – رؤيا يوحنا 3:20)، والملك الألفي (رؤيا 4:20 – 6:20). وهذه الشئون لا تكون وصفة أوطريق للخلاص، ولكن تمثل كيفيه أتصال وشركة الله مع الأنسان. وهذا النظام اللاهوتي يتسبب في الترجمة الحرفية لملك المسيح علي الأرض لمدة ألف عام عند مجيئه الثاني، وعادة فترة الضيقة العظيمة والأختطاف.



ما هو التعيين المسبق؟ هل التعيين المسبق حقيقة كتابية؟




السؤال: ما هو التعيين المسبق؟ هل التعيين المسبق حقيقة كتابية؟

الجواب:
رومية 29:8-30 يقول لنا "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين. والذين سبق فعينهم، فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضاً. والذين بررهم، فهؤلاء مجدهم أيضاً"، وأفسس 5:1 و11 يعلن، "اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرة مشيئته.... الذي فيه أيضا نلنا نصيبنا، معينيين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته". وهناك الكثيرين من المعارضين لمذهب التعيين المسبق. ولكنه مبدأ كتابي. والمفتاح هو فهم مايقصده الكتاب المقدس بالتعيين المسبق.

كلمة "التعيين المسبق" في الكتاب المقدس تأتي من الكلمة اليونانية "بوريزو" وتعني "الأختيار السابق". فالتعيين المسبق يعني أن الله يختار لأشياء معينة أن تحدث قبل وقوعها. فماذا عين الله مسبقاً؟ تبعاً لرومية 29:8-30، أن أشخاص معينيين قد أختيروا ليكونوا مشابهين صورة أبنه، ليكونوا مدعويين، مبررين، وممجدين. والكتاب المقدس يقول أن الله قد قام بأختيار أشخاص ما وعينهم للخلاص. وكثير من الأيات تشير الي أن المؤمنين بالمسيح هم المختارين (متي 22:24، 31 و مرقس 20:13 و 27 و رومية 33:8 و 11:9 و 5:11-7 و 28 و أفسس 11:1 و كولوسي 12:3 و تسالونيكي الأولي 4:1 و تيموثاوس الأولي 21:5 و تيموثاوس الثانية 10:2 و تيطس 1:1 و بطرس الأولي 1:1-2 و 9:2 وكولوسي وبطرس الثانية 10:1). فالتعيين المسبق مبدأ كتابي يعلمنا أن الله يختار أشخاص معينين للخلاص.

والأعتراض الرئيسي لهذا المبدأ هو أن التعيين المسبق مبدأ غيرعادل. فلماذا يختار الله بعض الناس ويحرم الآخرين من هذا الأختيار؟. ولكن من المهم تذكره هو أن لا أحد منا يستحق الخلاص. فكلنا قد أخطأنا (رومية 23:3). وكلنا نستحق العقاب الأبدي (رومية 23:6). وكنتيجة لذلك، فأن الله عادل في حكمه علينا بأن نمضي أبديتنا في الجحيم. ولكن، الله أختار أن يفدي البعض منا. وذلك لا يعتبر ظلم للذين سيهلكون أذ أنهم سيتلقون ما كان مستحق علينا كلنا. فعطف الله علي البعض لايعني ظلمه للبعض الآخر. فلا أحد يستحق أي شيء من الله – لذلك لا يستطيع أحد الأعتراض ان لم يتلق شيئاً ما من الله. وللأيضاح تخيل أنني أعطيت نقوداً لخمسة أفراد من مجموعة تتكون من عشرين فرداً. هل سيغضب الخمسة عشر الآخرون؟ غالباً. هل لديهم الحق أن يغضبوا؟ لا ليس لديهم الحق. لماذا؟ لأني لم أكن مديونناً لأي منهم بالنقود. ولكني قررت أن أكون كريماً مع بعض منهم.

وأن قام الله بأختيار من يخلص، فهل يقلل ذلك من ارادتنا الحرة وأختيارنا بأن نؤمن بالمسيح؟ الكتاب المقدس يقول أن لدينا ارادة حرة للأختيار – كل مايجب علينا أن نفعله أن هو أن نؤمن بالرب يسوع المسيح فنخلص (يوحنا 16:3 ورومية 9:10-10). والكتاب لا يصف الله رافضاً لكل من يؤمن به أو الذين يبحثون عنه (تثنية 29:4). ولكن الله يعمل بطريقة معجزية، اذ نري أن التعيين المسبق يتوافق تماماً مع الذين يبحثون عن الله ويحبونه (يوحنا 44:6) ويؤمنون به للخلاص (رومية 16:1). الله يعين مسبقاً من الذي سيخلص، ولا بد لنا أن نختارأن نؤمن بيسوع المسيح أن أردنا أن ننال الخلاص. و رومية 33:11 يعلن، " يا لعمق غني الله وحكته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!".



ما هي القبألفية؟




السؤال: ما هي القبألفية؟

الجواب:
القبألفية هي الايمان بأن المجيء الثاني للمسيح سوف يسبق العصرالألفي، وأن الملك الألفي سيتكون من 1000 عاماً من حكم المسيح. ولكي نتمكن من فهم تفسير الجزء الكتابي الذي يتناول الأيام الأخيرة من الكتاب المقدس، هناك نقطتان من المهم توضحيهما وهما، (1) طريقة جيدة لتفسير النص الكتابي، و (2) الفصل بين شعب اسرائيل (اليهود) و الكنيسة (أي جماعة المؤمنيين بالرب يسوع المسيح).

أولاً، الطريقة الجيدة لتفسير النص الكتابي تتطلب أن يفسر الكتاب بطريقة تتفق مع سياق الكلام وهذا يعني أن النص يجب أن يفسر بطريقة تتفق مع المستمعين الذي كتب النص لأجلهم، وهؤلاء الذين كتب النص عنهم، الشخص الذي كتب النص، وهكذا. وأنه من المهم جداً معرفة الكاتب، ومعرفة المحيط التاريخي الذي كتب فيه النص. أيضا التاريخ الثقافي يظهر لنا المعني الحقيقي المقصود بالنص. وأيضاً من المهم معرفة أن بعض النصوص الكتابية تساعد علي تفسير النصوص الكتابية الأخري. فنري أن هناك بعض الموضوعات التي يغطيها الكتاب في أكثر من جزء. ومن المهم الأخذ في الأعتبار المواضيع المتصلة ببعضها عند تفسير النصوص الكتابية.

وأخيراً، ومن المهم جداً، أخذ النصوص الكتابية بمعناها الطبيعي المبسط الحرفي الا لو أشار الكتاب أن الجزء يجب أن يؤخذ بالمعني المضمون أو التوضيحي. والتفسير الحرفي لا يمنع وجود أحتمال وجود كنايات أو تعبيرات معينة. بل أنها تساعد المترجم ألا يفسر النص علي أنه توضيحي أن لم يتضح ذلك من النص الكتابي. ومن المهم الا نحاول أن نجد "معني روحي أعمق" أكثر مما هو مطروح. فهذا خطراً، حيث أنه بدلاً من التعلم من النص الكتابي فما يتعلق بذهن الشخص هو التوضيح المقدم. وبذلك لا يتواجد نظام معين متوازن للتفسير ويصبح تفسير الكتاب أختبار فردي غير موضوعي ولا يوجد تفسير موحد متبع. بطرس الثانية 20:1-21 يذكرنا بأن "أن كل نبؤة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأت نبؤة قط بمشيئة انسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس".

وبتطبيق مباديء التفسير الكتابي، لا بد من النظر الي شعب اسرائيل (أبناء أبراهيم) والكنيسة (كل المؤمنيين) كجماعتين مختلفتين. وأهمية ذلك تكمن في حقيقة أن أخطأنا في فهم هذه الحقيقة فأننا سنقوم بتفسير الكتاب بطريقة خاطئة. والنصوص الكتابية التي تتناول الوعود المعطاة لشعب اسرائيل (التي تحققت والتي لم تتحق بعد) قد تعرضنا لأسأة فهم بعض التفسيرات أن حاولنا تطبيق هذه الوعود علي الكنيسة والعكس صحيح. وتذكر، محتوي النص سيحدد لمن وجه النص حتي نحقق تفسير صحيح.

وبأخذ هذه المباديء في الأعتبار، يمكننا أن نلقي نظرة علي النصوص الكتابية المختلفة التي تتعلق بالملك الألفي. ودعونا نبدأ بسفر التكوين، أصحاح 12 و أعداد 1-3. "وقال الرب لأبرام: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الي الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض".

الله يعد ابراهيم ثلاثة أشياء: أن سيكون له نسلاً عظيماً، أن هذا الشعب سيملك ويسكن في هذه الأرض، وأن بركة ستحل علي جميع البشر من خلال نسل ابراهيم (اليهود). وفي تكوين 9:15-17 يؤكد الله العهد مع ابراهيم. وبهذه الطريقة يضع الله مسئولية هذا العهد علي عاتقه. فلا يوجد أي شيء يستطيع ابراهيم فعله أو عدم فعلة ليؤثر علي أو يبطل هذا العهد. وفي هذا الجزء يوضح حدود سكني اليهود. ولقائمة موضحة، أنظر تثنية 34 وأيضاً: تثنية 3:30-5 وحزقيال 42:20-44.

صموئيل الثاني وأصحاح 7 يتناول ملك المسيح الألفي. وصموئيل الثاني 7 وأعداد 11-17 يدون وعد من الله للملك داوود. وهنا يعد الله داوود بنسل عظيم وأن واحداً من نسله سيؤسس الملكوت الأبدي. وهذا يشير الي حكم المسيح خلال الملك الألفي، والي الأبد. ومن المهم الأخذ في الأعتبار أن هذا الوعد سيتحقق حرفياً، وأنه لم يحدث بعد. والبعض يؤمن بأن حكم الملك سليمان هو المقصود بهذه النبؤة، ولكن المشكلة مع هذا الأعتقاد هي أن: منطقة حكم الملك سليمان هي ليست اسرائيل اليوم، وأن سليمان لا يملك علي اسرائيل اليوم. تذكر أن الله وعد داوود بأن نسله سيملك علي هذه الأرض الي الأبد، وهذا لم يحدث بعد. وأيضاً صموئيل الثاني 7 يقول أن الله سينصب ملكاً سيحكم الي الأبد. ولذلك فهو من غير الممكن أن يكون سليمان هو المقصود بهذا الوعد الألهي. وبهذا نري أن هذا الوعد لم يتم بعد!

والأن دعونا نلقي نظرة علي ما هو مكتوب في رؤيا يوحنا 1:20-7، "ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية، وسلسلة عظيمة علي يده. فقبض علي التنين، الحية القديمة، الذي هو ابليس والشيطان، وقيده ألف سنة، وطرحه في الهاوية وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يضل الأمم فيما بعد، حتي تتم الألف السنة. وبعد ذلك لا بد أن يحل زماناً يسيراً. ورأيت عروشاً فجلسوا عليها، وأعطوا حكماً. ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة علي جباههم وعلي أيديهم، فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة. وأما بقية الأموات فلم تعش حتي تتم الألف سنة. هذه هي القيامة الأولي. مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولي. هؤلاء ليس للموت سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة. ثم متي تمت الألف السنة يحل الشيطان من سجنه".

والألف سنة المذكورة تكراراً في رؤيا يوحنا 1:20-7 تتفق مع ملك المسيح الحقيقي علي الأرض لمدة ألف عام. وتذكر الوعد المعطي لداوود لا بد وأن سيتحقق وأنه لم يكن ق تحقق بعد. والاعتقاد بالقبألفية يري هذا الجزء الذي يصف المستقبل بأن ملك المسيح هو تحقيقاً للوعد المعطي. وأن الله قطع عهداً غير مشروط مع أبراهيم وداوود. وأن هذه الوعود لم تتحقق بعد. وملك المسيح الحرفي والفعلي علي الأرض هو ما سيتم ويحقق الوعود والعهود المعطاة من الله.

والتفسير الحرفي لهذه المقاطع الكتابية يجمع كل الأجزاء معاً. كل نبؤات العهد القديم المذكورة عن مجيء المسيح الأول للأرض التي قد تحققت فعلياً. ولذلك فعلينا أن نتوقع أن مجيئه الثاني سيتحقق فعلياً أيضاً. والأعتقاد بالملك الألفي هو نظام يتفق مع التفسير الحرفي لعهد الله ووعود الأيام الأخيرة.



ما هو معتقد اللاألفية؟




السؤال: ما هو معتقد اللاألفية؟

الجواب:
معتقد اللاألفية ينادي بأن الملك الألفي للمسيح لن يتم حرفياً. ويطلق علي معتنقي ذلك الاعتقاد باللاألفيين. ويختلف ذلك عن المعتقد الشائع عن الملك الألفي (حيث يتم رجوع المسيح الثاني قبل الملك الألفي، وأن الملك الألفي نفسه ألف عام حرفية)، وعن معتقد ما بعد الألفية وهو أقل شيوعاً (وينادي بأن رجوع المسيح ثانية للأرض سيتم بعد أن يملك المسيحيون وليس المسيح نفسه على الأرض). وهناك العديد من المشاكل المتعلقة بمعتقد ما بعد الألفية ومن أهمها أنه معتقد لا يمكن تعضيده كتابياً، بطرق التفسير العادية.

و الحقيقة هي أن اللاألفيين يؤمنون بالملك الألفي ولكنهم لا يؤمنون بملك المسيح لمدة ألف عاماً حرفية على الأرض. و يؤمنون بأن المسيح يجلس الآن على عرش داوود وأن الكنيسة المعاصرة تمثل ملكوت الله على الأرض ويملك عليها الله. ومما لاشك فيه أن الله يجلس الآن على العرش، ولكن هذا لا يعني أن الكتاب المقدس يشير إلى عرش داوود. ومما لاشك فيه أيضاً أن المسيح يحكم الآن لأنه الله. ولكن هذا لا يعني أنه حكم الملك الألفي.

ولكي يحفظ الله وعده لشعب إسرائيل وعهده مع داوود (صموئيل الثانية 8:7-16 و5:23 ومزامير 3:89-4)، لابد وأن يكون هناك ملك فعلي حرفي على هذه الأرض. وبالشك في ذلك فأننا نشكك في مقدرة الله لحفظ وعوده، ويجعلها فرصة سانحة لطرح أسئلة لاهوتية معقدة ومتعددة. فعلى سبيل المثال، إن لم يحفظ الله وعده لشعب إسرائيل بأنهم "شعب أبدي"، كيف نتأكد من أي وعود كتابية أخرى؟ وهذا يتضمن الوعد بالخلاص لكل من يؤمن بيسوع المسيح؟ فالحل الوحيد إذاً هو أن نثق في وعود الله وحرفية تحقيقها.

والعلامات المؤكدة بأن الملك الألفي سيكون ملك حرفياً لمدة ألف عام:
لمس قدمي المسيح لجبل الزيتون قبيل تأسيس مملكته (زكريا 4:14-9).
أثناء ملكه، سيحكم المسيح بالعدل والحق على الأرض (أرميا 5:23-8).
وصف الملكوت بأنه تحت السماء (دانيال 13:7-14 و27).
تنبؤ الأنبياء بتغير الأرض خلال ملكوت الله (أعمال الرسل 21:3 وأشعياء 1:35-2 و 6:11-9 و29 و18 و20:65-22 وحزقيال 1:47-12 وعاموس 11:9-15)، و
وتتابع الأحداث في سفر الرؤيا يشير إلى ملك أرضي قبل نهاية العالم (رؤيا 20).

وينبع المعتقد اللاألفي من طريقة تفسير النبؤات التي تحققت والتي لم يتم تحقيقها بعد. فيتم تفسير النبؤات التي تحققت حرفياً والنبؤات لم يتم تحقيقها بمعان روحية أو غير حرفية. ويعتقد معتنقي هذا المعتقد أن هذه طريقة طبيعية لتفسير ما هو موجود في الكتاب المقدس. ولكن هذا إزدواج تفسيري. وهذا الإزدواج في تفسير الكتاب المقدس يدعو اللاألفيين للاعتقاد بأن كل الوعود التي لم يتم تحقيقها بعد هي مجرد لغة روحية وتعبيرية. مما يتسبب في ترجمة وتفسير المقاطع الكتابية بطرق مختلفة.

والمشكلة هنا تكمن في أن ذلك يسمح بتفسيرات متعددة لنفس المقطع الكتابي. فإن لم نقم بتفسير المقطع بشكل طبيعي لن يكون هناك معنى واحد للكلمة. ولكن الله مؤلف الكتاب المقدس كان يعني شيء واحد معين عندما أوحي لمدوني الكتاب المختلفين. وربما يمكننا تطبيق تعاليم الكتاب على الكثير من مواقف الحياة ولكن المعني الموجود في الكتاب المقدس هو واحد. ومما يؤكد لنا ذلك هو أن النبؤات التي تم تحقيقها ، فقد تحققت حرفياً. بما في ذلك مجيء المسيح للأرض. وهذا يعني أن النبؤات المتعلقة بمجيئه الثاني ستحقق حرفياً أيضاً. ولهذه الأسباب التي سبق ذكرها، فإننا يجب أن نتعلق بترجمة الكتاب المقدس ووعوده بصورة طبيعية وحرفية.



ما هو معتقد ما بعد الألفية؟




السؤال: ما هو معتقد ما بعد الألفية؟

الجواب:
هو تفسير للإصحاح العشرين من سفر الرؤيا في الكتاب المقدس، وفيه سيأتي المسيح ثانية للأرض بعد "الملك الألفي"، وهي فترة زمنية ذهبية للملك والسلطة المسيحية. والمصطلح يمثل عدة وجهات نظر متشابهة، ولكن يناقض معتقد ما قبل الألفية (أن رجوع المسيح الثاني سيحدث قبل الملك الألفي)، وأيضاً يتعارض مع وجهة النظر اللاألفية (أي أن الألف عام لن تتم بصورة حرفية).

وهذا المصطلح يشير للاعتقاد بأن رجوع المسيح سيتم بعد فترة، ولكن ليس ألف عاما بالتمام والكمال. والمؤمنون بهذا الاعتقاد لا يفسرون النبؤات الكتابية بصورة حرفية. بل ويؤمنون أن ما هو موجود في سفر الرؤيا 4:20-6 يجب أن لا يؤخذ بطريقة حرفية. ويؤمنون أن الملك الألفي يعني فترة زمنية طويلة جداً. وكلمة "بعد" تعني أن المسيح سيرجع ثانية بعد تأسيس المسيحيون "وليس المسيح نفسه" الملكوت على الأرض.

والذين يؤمنون بمعتقد ما بعد الألفية يؤمنون أن العالم سيستمر في التحسن- برغم أن كل الأدلة المعاصرة تشير إلى عكس ذلك – حيث أن كل البشر سيقومون باعتناق "الدين المسيحي". وبعد هذا، سيرجع المسيح للأرض ثانية. ولكن هذه ليست الصورة التي يقدمها الكتاب المقدس عن نهاية الأيام. فمن ما هو موجود في سفر الرؤيا، يسهل معرفة أن العالم سيكون مكاناً تصعب فيه المعيشة في المستقبل. وتيموثاوس الثانية 1:3-7 يصف بولس الرسول الأيام الأخيرة بأنها ستكون "أيام عصيبة".

والذين يؤمنون بفيمابعد الملك الألفي يسفرون النبؤات المكتوبة والتي لم تتحقق بعد بطريقة غير حرفية . والمشكلة هنا تكمن في أن معان الكلمات تفسر بطريقة غير مقصودة، ويصبح أي شخص قادر على تفسير أي كلمة، أو جملة، أو مقطع بأي شكل يرغبه. وبهذا نفقد المعني الموضوعي للكلمة. وبفقد معاني الكلمات يتم عرقلة الاتصال. ولكن هذه ليست إرادة الله. فالله يتواصل معنا من خلال كلمته المكتوبة بالمعان الموضوعية للكلمة حتى نتمكن من فهم ما هو مقصود بالأفكار الموجودة في الكتاب المقدس.

والتفسير الموضوعي لكلمة الله والذي يتمسك بالتفسير الحرفي لكل مقاطع الكتاب المقدس، بما فيها النبؤات التي لم تتحقق بعد، يتعارض مع معتقد ما بعد الملك الألفي. فعلى سبيل المثال، النبؤات الموجودة في العهد القديم والتي تتعلق بمجيء المسيح، تم تحقيقها بصورة حرفية، بما فيها ميلاد المسيح من عذراء (أشعياء 14:7 ومتى 23:1) وموت المسيح عن خطايانا (أشعياء 4:59-9 وبطرس الأولى 24:2). وهذا سبب كاف لنعلم أن الله سيستمر في تتميم وعوده بصورة حرفية.



ما هي النظريات المختلفة حول عمل المسيح الكفاري على الصليب؟




السؤال: ما هي النظريات المختلفة حول عمل المسيح الكفاري على الصليب؟

الجواب:
تعددت النظريات ووجهات النظر طوال تاريخ الكنيسة عن عمل المسيح الكفاري ، البعض منها صحيح والبعض الآخر خاطئ. وقد تم طرح تلك النظريات في أوقات متعددة ومن قبل أفراد و طوائف مختلفين. ومن أحد الأسباب المؤدية إلى ذلك، هو أن كل من العهد القديم والعهد الجديد قد كشفا الكثير من الحقائق عن عمل المسيح الكفاري على الصليب، ولذلك فإنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل ، العثور على "نظرية" واحده تلخص بشكل كامل أو تفسر أهمية هذا المعتقد. وبناء على ذلك فإننا سنحاول دراسة ما يقوله الكتاب المقدس، ونرجو من ذلك أن نكتشف غنى وتعدد جوانب عمل المسيح الكفاري، حيث أن الكتاب المقدس يوضح لنا العديد من الحقائق المتعلقة بفداء المسيح و عمله الكفاري. وهناك عامل آخر سيساهم في استيعابنا لعمل المسيح الكفاري ألا وهو أن نحاول دراسة معتقد الفداء في ضوء تجارب شعب الله في العهد القديم في ظل نظام الذبيحة. وحيث أنه من المهم جداً فهم عمل المسيح الكفاري والفداء بصورة صحيحة كمفتاح لفهم الكثير من أجزاء الكتاب المقدس، فإن تعدد و اختلاف النظريات عن عمل المسيح الكفاري يمكن في النهاية أن يكون شيئاً مفيداً.

وعمل المسيح الكفاري على الصليب، والغرض منه وما حققه هو شيء واسع الثراء حتى أنه تم كتابة مجلدات عديدة عن هذا الموضوع، وستقوم هذه المقالة بتقديم صورة موجزة عن الكثير من النظريات التي تم طرحها من وقت لآخر. وبالنظر إلى وجهات النظر المختلفة التي تتناول عمل المسيح الكفاري، ويجب ألا يغيب عن بالنا حقيقة أن أي وجهة نظر لا تعترف بطبيعة الإنسان الخاطئة وبأهمية الفداء هي وجهة نظر خاطئة بل وأنها هرطقة.

فدية لإبليس : هذا الرأي يقوم على أن عمل المسيح الكفاري على الصليب، قد تم كفدية دفعت لإبليس لشراء حرية الإنسان من عبودية الشيطان. وهو مبني على أن حالة الإنسان الروحية هي حالة عبودية للشيطان ، وأن موت المسيح هو لتأكيد الانتصار على الشيطان. وهذه النظرية لا تملك إلا القليل، إن وجد، من الدعم الروحي ولم يعتنقه الكثيرين طوال تاريخ الكنيسة. فأن هذه النظرية تركز على إبليس وليس الله ، وكأن إبليس هو الذي يجب أن يتم الدفع له للتكفير عن الخطيئة، وبالتالي نجد أن النظرية تتجاهل تماما مطالب عدل الله كما يتضح في جميع أجزاء الكتاب المقدس. كما أن لديها نظرة لإبليس وكأنه له سلطان أكبر كثيراَ مما لديه في الواقع . ولا يوجد أي تعضيد كتابي لفكرة أن الخطاة مدينون بأي شيء لإبليس، ولكننا نرى من خلال ما هو في الكتاب المقدس أن الله هو الذي يتطلب دفع ثمن الخطيئة.

نظرية التلخيص: تقوم هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري قد غير مسار البشرية من العصيان إلى الطاعة. وتبنى على أساس أن حياة السيد المسيح قد قامت بتلخيص جميع مراحل حياة الإنسان ومن خلالها تغير مجرى العصيان التي بدأه آدم. ولكن لا يمكن إثبات صحة هذه النظرية كتابيا.

النظرية الدراماتيكية : هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري على الصليب يؤكد الانتصار الإلهي في الصراع بين الخير والشر وتحرير الإنسان من عبودية الشيطان. وأن معنى موت المسيح هو تأكيد انتصار الله على إبليس، وتوفير وسيلة من خلالها يتحرر الإنسان من عبوديته للشيطان.

نظرية الغموض: وتقوم هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري هو انتصار المسيح نفسه على طبيعته الآثمة من خلال قوة الروح القدس. والذين يؤمنون بهذه النظرية، يعتقدون أن معرفة هذا سيؤثر على الإنسان بصورة غامضة وسيقوم بإيقاظ ضميره. وهم يعتقدون أيضا أن حالة الإنسان الروحية هي ليست نتيجة لخطيئة بل لعدم وجود ضمير حي. ومن الواضح أن هذه الرأي هو أقرب النظريات للبدع ،حيث أن هذا الاعتقاد ينص على أن السيد المسيح كان له طبيعة خاطئة، في حين أن الكتاب المقدس واضح جداً أن الرب يسوع كان كاملاً وبلا عيب وبلا خطيئة في كل جوانب طبيعته (العبرانيين 4 : 15).

النظرية التمثيلية : تقوم هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري هو مجرد مثال للإنسان على الإيمان والطاعة لإلهام الإنسان بطاعة الله. والذين يؤمنون بهذا الرأي يعتقدون أن الإنسان حي روحيا وأن حياة السيد المسيح وفداءه كان مجرد مثالاً للإيمان الحقيقي والطاعة ، ومصدر إلهام للإنسان كي يعيش حياة الإيمان والطاعة مثل المسيح. و تتشابه هذه النظرية في المعنى مع نظرية التأثير المعنوي حيث أن كل من النظريات تنكر أن عدل الله هو الذي يتطلب دفع ثمن الخطيئة وأن موت المسيح على الصليب كان هو الثمن.

والفرق الرئيسي بين نظرية التأثير الأخلاقي و النظرية التمثيلية هو أن الأولى تنص على أن موت المسيح يعلمنا كم يحبنا الله، بينما تنص الثانية على أن موت المسيح يعلمنا كيف نعيش. وبالتأكيد أن المسيح هو مثل أعلى لنا ، حتى في موته ، ولكن نرى أن النظرية التمثيلية تفشل في إدراك طبيعة الإنسان الخاطئة – وموته الروحي بالخطايا والذنوب (أفسس 1:2) وأيضاً أن عدل الله يتطلب دفع ثمن الخطيئة وأن الإنسان غير قادر على ذلك بالطبع.

نظرية التأثير الأخلاقي: وتبنى هذه النظرية على الاعتقاد بأن عمل المسيح الكفاري قد تم لإظهار محبة الله لنا وعليها يتغير قلب الإنسان ويتجه للتوبة. وهنا نرى أن الإنسان مريض روحياً ويحتاج إلى مساعدة وأنه يقبل الغفران لما يراه من محبة الله للإنسان. وأن هدف ومعني موت المسيح هو إظهار محبة الله للبشر. وبالرغم التجارية:فداء المسيح هو المثال الأعلى لمحبة الله، فهذا المعتقد يعتبر أيضاً هرطقة إذ أنه بهمل طبيعة الإنسان الروحية وأجرة الخطيئة التي يتطلبها الله. ويترك البشر بلا ثمن يدفع عن خطاياهم.

النظرية التجارية : وترى هذه النظرية أن موت المسيح قد تم لتمجيد الله. وعليها فقد قرر الله منح المسيح هبة لا يحتاجها، وأعطي المسيح بدوره هذه الهبة للإنسان. وهذا الاعتقاد يرجح أن حالة الإنسان الروحية كانت حالة مخزية، فمن خلال موت المسيح الذي مجد الله يمكن أن يخلص الخطاة. ونرى أن الحكومية:ة مثل غيرها، تنكر طبيعة الإنسان المتدهورة وحاجته لطبيعة جديدة والتي يمكنه فقط الحصول عليها من خلال المسيح (كورنثوس الثانية 17:5).

النظرية الحكومية : ويرى هذا الرأي أن فداء المسيح هو دلالة على تقدير الله الكبير لقوانينه وموقفه من الخطيئة. وأنه من خلال موت المسيح يرى الله أن هناك سببا لغفران ذنوب الذين تابوا وقبلوا موت المسيح. و يؤمن معضدي هذه النظرية أن حالة الإنسان الروحية هي كمن خالف قانون الله الأخلاقي وأن معنى موت المسيح هو أن يكون بديلا عن عقوبة الخطيئة. ولأن المسيح قد دفع ثمن الخطيئة فأنه من الممكن قانونيا أن يغفر الله لمن يقبل المسيح. وهذه النظرة غير مكتملة حيث أنها لا تعلم أن المسيح قد دفع بالفعل عقوبة خطايا جميع بني البشر ، ولكنها تعلم أن معاناته قد أظهرت للبشرية أنه قد تم خرق قوانين الله وأنه قد تم دفع ثمن ما.

نظريه الاستعاضة عن العقوبات: وترى هذه النظرية أن عمل المسيح الكفاري على الصليب كان عمل تعويضي عن التضحيات التي تطلبتها عدالة الله عن الخطيئة. وقد دفع المسيح عقوبة خطيئة الإنسان مما نتج عن المغفرة والمصالحة مع الله . والذين يؤمنون بهذا الرأي، يؤمنون بأن كل جزء من الإنسان، بما في ذلك عقله ، ومشاعره قد أفسدتها الخطيئة ، وأن الإنسان خاطئ وميت روحيا. وهذا الرأي ينص على أن موت المسيح قد دفع ثمن عقوبة الخطيئة للذين اختارهم الله للخلاص وأنه من خلال التوبة يمكن للإنسان قبول موت يسوع المسيح وعمله ككفارة عن الخطيئة. وهذه النظرية تؤيد بشكل دقيق للغاية وجهة نظر الكتاب المقدس عن الخطيئة، وطبيعة الإنسان، ونتائج موت المسيح على الصليب.



ما هي الأخلاقيات المسيحية؟




السؤال: ما هي الأخلاقيات المسيحية؟

الجواب:
فبما أنكم قد قمتم مع المسيح فاسعوا إلى الأمور التي في العلى . حيث المسيح جالس عن يمين الله. أحصروا اهتمامكم بالأمور التي في العلى لا بالأمور الأرضية. فأنكم قد متم وحياتكم مستورة مع المسيح في الله. فعندما يظهر المسيح وهو حياتنا عندئذ تظهرون أنتم أيضا معه في المجد. فأميتوا إذن أعضائكم الأرضية ، الزنى , النجاسة ، جموح العاطفة ، الشهوة الرديئة, و الاشتهاء النهم الذي هو عباده أصنام. فبسبب هذه الخطايا ينزل غضب الله." (كولوسي 1:3-6).

والموضوع هنا ليس مجرد قائمة الممنوعات بل أنه إثبالحياة.ام الكتاب المقدس واحتواءه على إرشادات لحياة المسيحي. وحيث أن الكتاب المقدس لا يشتمل على كل المواقف التي سنواجهها في تلك الحياة . فكيف إذاً سيكون تعليمه كافياً لنا؟ فهنا يأتي دور الأخلاقيات المسيحية.

التفسير العلمي لكلمة أخلاقيات هو: "مجموعه مباديء أخلاقيه أو علم الأخلاق". ولذلك فإن الأخلاقيات المسيحية هى مبادئ متخذه من الإيمان المسيحي الذي نتبعه. وبالرغم من أن كلمة الله لا تشتمل على كل المواقف التي سنواجهها في الحياة. فإن المبادئ الموجودة في الكتاب المقدس تعطينا المعيار الذي نقيس عليه أنفسنا في المواقف التي لا توجد لها تعليمات محدده. فعلى سبيل المثال، الكتاب المقدس لا يتناول تحديدا تعاطي المخدرات، ولكن تبعاً المعايير المذكورة في الكتاب المقدس نحن نعلم أن هذا خطأ.

وهذا بناء على تعاليم الكتاب المقدس حيث أن جسدنا هو هيكل للروح القدس وأننا نمجد الله من خلال أجسادنا. (كورونثوس الأولى 19:6-20). فبمعرفتنا بما تفعله هذه المخدرات في أجسادنا والأضرار التي تسببها لأعضائنا المختلفة، ندرك أن باستخدامنا للمخدرات، نقوم بتدمير هيكل الروح القدس الساكن فينا. وبهذا بالطبع، لا نمجد الله. كما يعلمنا الكتاب المقدس أيضا أن نخضع للسلطات الأرضية (روميه 1:13) وحيث أن المخدرات غير قانونية، فأننا باستخدامها لا نتبع القوانين ولا نحترمها. هل هذا يعنى أنه إن كانت المخدرات شيء قانوني فلا شيء يمنعنا من تعاطيها؟ كلا، فأن مبادئنا تنبع من تعاليم الكتاب المقدس وليس القانون.

فباستخدام المسيحيين للمبادئ الكتابية، يمكنهم تحديد وجهتهم في أي موقف يواجهونه. وفى بعض الحالات سيكون ذلك سهلا، مثل ما هو مذكور في كولوسي أصحاح 3. وفى حالات أخرى يجب التمعن والتفكر قليلا. فأفضل وسيلة هي الصلاة. فأن الروح القدس يبكت كل مؤمن وأن دورا من أدوار الروح القدس هو تعليمنا كيف نحيا " وأما الروح القدس المعين الذي سيرسله الآب بإسمي , فأنه يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم." (يوحنا 26:14) .

" وأما أنتم فقد نلتم من الله مسحه تبقى فيكم دائما. ولذلك لستم بحاجه لمن يعلمكم الحق, فتلك المسحة عينها هي التي تعلمكم كل شيء. وهى حق وليست كذبا، فكما علمتكم أثبتوا في المسيح."

لذلك فعندما نصلى فأن روح الله سيقودنا ويرشدنا للمبادئ التي ينبغي إتباعها في أي موقف كان. وفى حين أن كلمة الله لا تشتمل على كل المواقف التي نواجهها في حياتنا اليومية، ولكنها كافيه لنحيا بموجبها حياة مسيحية. ويمكننا أن نتبع ما تقوله كلمة في معظم الأمور. أما في الأمور الغير مذكورة في الكتاب المقدس، فيجب علينا أن نمعن النظر في المبادئ المتعلقة بها. وفى الأمور الغير واضحة، يجب أن نعتمد على الله. ويجب أن نصلى كلمه الله ونفتح قلوبنا لروحه القدس حيث أن الروح سيعلمنا ويرشدنا من خلال الكتاب المقدس وسيعيننا كي نجد المباديء والأخلاقيات التي ينبغي أن نتبعها لنحيا حياة مسيحية.



ما هو علم الدفاع عن المسيحية؟




السؤال: ما هو علم الدفاع عن المسيحية؟

الجواب:
علم الدفاع عن المسيحية هو ما يجهز الفرد للتعامل مع الذين يشككون في وجود الله أو الذين يقومون بمهاجمة الإيمان المسيحي والكتاب المقدس. ونجد أنه هناك الكثير من النقاد الذين يهاجمون صحة و إلهام الكتاب المقدس. وأيضاً، هناك العديد من المعلمين الكذبة الذين يعملون على تعزيز المذاهب الكاذبة وإنكار الحقائق الأساسية للدين المسيحي. وهدف علم الدفاع عن المسيحية هنا هو مكافحة تلك الحركات وتعزيز إله المسيحية والمعتقد المسيحي.

ونجد الآية الرئيسية لعلم الدفاع عن المسيحية في بطرس الأولى 15:3، "بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" حيث لا يوجد أي عذر للمسيحي الغير قادر على الدفاع عن إيمانه المسيحي. فينبغي وأن يتمكن كل مسيحي من تقديم وشرح عقيدته المسيحية للآخرين. ونحن لا نعتقد أنه ينبغي أن يكون كل مسيحي خبيراً في علم الدفاع عن المسيحية، بل وأن يعرف المسيحي ما يؤمن به ولماذا يؤمن وكيفية مشاركة إيمانه مع الآخرين وكيفية الدفاع عن إيمانه عنه ضد الكذب والإفتراآت.

والجانب الآخر من علم الدفاع عن المسيحية والذي يندر عادة التحدث عنه، موجود في بطرس الأولى 15:3، "......بوداعة وخوف" فالدفاع عن المسيحية يجب وأن يتم في جو من الاحترام وعدم الغضب. فحين ندافع عن المسيحية يجب وأن نكون أقوياء في دفاعنا ولكن متمثلين بالمسيح في سلوكنا. فماذا نربح إن تفوقنا في مناقشة ما ودفعنا الشخص الآخر بعيداً عن الله بسبب سلوكنا.

وهناك جانبان أساسيان أو طريقتان للمدافعة عن المسيحية. الطريقة الأولى هي طريقة الدفاع الكلاسيكية وتتضمن تقديم الأدلة والبراهين لإثبات صحة المسيحية. بينما ينطوي الأسلوب الثاني على مواجهة الافتراضات و الأفكار المسبقة والآراء المناهضة للمسيحية. وغالباً ما يتم الجدال على الطريقة الفضلى، في حين أنه ينبغي استخدام الطريقة المناسبة تبعاً لاحتياج الشخص والموقف.

ويقدم علم الدفاع عن المسيحية دفاع مناسب عن العقيدة المسيحية والإيمان المسيحي للذين يشككون في صحته. ويعتبر جزء هام من حياتنا المسيحية. فالكتاب المقدس يأمرنا بأن نكون مستعدين لإعلان إنجيل المسيح وأن ندافع عن إيماننا (متى 18:28-20 وبطرس الأولى 15:3). فهذا إذاً هو جوهر علم الدفاع عن المسيحية.



ما هو لاهوت العهد؟ وهل هو معتقد كتابي؟




السؤال: ما هو لاهوت العهد؟ وهل هو معتقد كتابي؟

الجواب:
لاهوت العهد يقوم على الاعتقاد بأن الله له عهد واحد فقط مع بني الإنسان وهو (عهد النعمة) ، وشعب واحد فقط ، ممثل في قديسي العهد القديم والعهد الجديد , شعب واحد وكنيسة واحده وخطة واحدة للجميع. وتتطلب هذه المعتقدات أن يقوم أتباع لاهوت العهد بتفسير النبوءات الكتابية بطريقه غير حرفيه. من جهة أخرى، هو نظام لاهوتي مميز بخاصتين 1)هناك،ير الحرفي الدائم للكتاب المقدس وبصفه خاصة النبوءات، و (2) التمييز بين إسرائيل والكنيسة في برنامج الله.

و يعتقد معتنقي اعتقاد الذين لاهوت العهد أن هناك ، ومنذ الأزل كان هناك شعب واحد لله. كما يعتقدون أن إسرائيل كانت كنيسة العهد القديم، وأن الكنيسة اليوم هي إسرائيل في العهد الجديد. فوعود الأرذلك،النسل العظيم، والبركات الممنوحة لشعب إسرائيل في العهد القديم أصبحت تمثل وعود "روحية" للكنيسة في العهد الجديد, وذلك بسبب عدم إيمان إسرائيل ورفضها للمسيح. و الذين يؤمنون بلاهوت العهد لا يفسرون النبوءات بالمعنى العادي. ومثال على ذلك ، الملك الألفي المذكور في رؤيا 20. فلاهوت العهد يفسر المقطع بأن عدد 1000 هو عدد رمزي ولا يعني حرفيا 1000 سنه. ويقولون أننا نعاصر الملك الألفي الآن، وأن عهد المسيح مع القديسين يجري في السماء في الوقت الراهن، و أن فترة السنوات الألف هو تعبير مجازي لوقت طويل، ابتداء منذ مجيء المسيح وسينتهي عندما يأتي للأرض ثانية.

ونحن نعتقد أنه تبعاً لتعاليم الكتاب المقدس ،البلاغة،وت العهد في تفسير النبؤات المتعلقة بشعب إسرائيل. حيث أن الطريقة الصحيحة لتفسير تعاليم الكتاب المقدس هو قراءتها بشكل طبيعي. إلا إذا كان النص يدل على انه يستخدم نوعا من البلاغة ، فإنه ينبغي أن تؤخذ حرفيا فعندما يتحدث الكتاب المقدس عن إسرائيل ، فهذا ليس هذا كناية عن الكنيسة ، وعندما يتحدث عن الكنيسة ، فهذا ليس كناية عن إسرائيل. وكذلك،دية خطة لإسرائيل ولديه خطة أخرى للكنيسة. وكذلك ، بالإشارة إلى النبوءات القديمة ، فإن جميع النبوءات التي تحققت، تم تحقيقها حرفيا، وليس مجازيا. فمجيء المسيح منذ ألفي عام حقق حرفيا نبوءات العهد القديم عن المسيا المنتظر. ولا يوجد أي سبب يدعونا للاعتقاد بأن النبوءات التي لم تتحقق بعد يجب وأن تؤخذ بمعناها المجازى فقط. وكما هو الحال في الماضي ، فالنبؤات المستقبلية سوف تتحقق حرفيا في المستقبل.

في روميه 1:11 يطرح بولس مسألة مستقبل إسرائيل ويجيب عن التساؤلات : "وهنا أقول : هل رفض الله شعبه..!!"حاشا ! " أن بقيه الآية توضح أن إسرائيل قد عصت وأخذت جانبا حتى يتم دخول الأمم كليا (روميه25:11). إسرائيل لم تصبح الكنيسة، بل تم إدماج الكنيسة فيها (عدد17) وتكوين عائلة الله، وإنشاء جسد واحد من اثنين، وفي حين أنها لا تزال مستقلة في الأصل، فأنها موحده في الإيمان. فإن حلت الكنيسة محل إسرائيل ، ستكون الصورة على هيئه شجرة (إسرائيل) تم الاستعاضة عنها بأخرى (الكنيسة). لكن صورة فرع يتم إضافته لشجرة واضح تماما. وهذا هو "السر" الذي تحدث عنه بولس في عدد 25. والسر في العهد الجديد يشير إلى شيء ما لم يتم الكشفيعقوب".قا ففكرة أن مجموعة أخرى من الناس تصبح جزءاً من شعب الله المختار هو شيء لم يسمع به اليهود من قبل.

هل سيتخلى الله عن شعبه إسرائيل؟ لا ، الله لن يتخلى عن شعبه. بل على العكس، فأن عدد 25 والأعداد اللاحقة تقول : أن الله سينقذ شعبه في وقت ما في المستقبل " وهكذا سيخلص جميع إسرائيل. كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب" ." فها أمين، الله لشعبه المختار لاستعادة مستقبلهم. أنها خطة مجيدة! ولا عجب أنه بسبب ذلك قد تعجب بولس كثيرا، فما عمق ثروات حكمة ومعرفة الله! كم عظيمه هي أحكام الله وطرقه غير معروفه لدينا ! "الله أمين ، وهو رحيم وخططه كاملة ، وفى يوم ما سيعبد الرب يسوع كل من اليهود وغير اليهود كجسد واحد.



ما هي العناية الإلهية؟




السؤال: ما هي العناية الإلهية؟

الجواب:
العناية الإلهية هي الوسيلة التي يحكم من خلالها الله كل شيء في الكون. وعقيدة العناية الإلهية تؤكد أن الله في لديه السيطرة التامة على كل شيء. وهذا يشمل هذا الكون ككل (مزمور103) ، والعالم المادي (متى 45:5) ، وشؤون الأمم (مزمور 7:66) ، وميلاد البشر ومصائرهم (غلاطيه 15:1)، و نجاح البشر وفشلهم (لوقا 52:1)، وحماية شعبه (مزمور 8:4) . و يتعارض هذا المذهب تماما مع فكرة أن الصدفة أو القدر يحكم الكون.

والغرض أو الهدف من العناية الإلهية هو تحقيق إرادة الله. ولضمان أن يتم الوفاء بأهداف الله ، يحكم الله شؤون الإنسان ، ويعمل من خلال النظام الطبيعي للأمور. وقوانين الطبيعة هي ليست أكثر من صورة لعمل الله في هذا الكون. وليس للطبيعة قوة، وهى لا تعمل بصورة مستقلة ، بل هناك قواعد ومبادئ وضعها الله ليحكم كيفية عمل الأشياء.

ونفس الشيء ينطبق على حق الإنسان للاختيار. ففي الحقيقة أننا لا حرية لنا في الاختيار أو التصرف بعيدا عن مشيئة الله. فكل ما نقوم به، وكل ما نختاره هو وفقا لإرادة الله ، حتى وإن قمنا باختيارات خاطئة (سفر التكوين20:50 ). فخلاصة القول هي أن الله يتحكم في اختياراتنا وتصرفاتنا (سفر التكوين5:45) (التثنية 18:8) (الأمثال 1:21) ، وبالرغم من ذلك فأن الله يفعل ذلك بطريقه لا تنتهك مسؤوليتنا الأخلاقية كوكلاء أحرار، ولا ينفي حقيقة اتخاذنا للقرار.

وقانون الإيمان الصادر عن وست منستر يوضح العناية الإلهية بشكل بليغ ، يشمل جميع عناصر هذا المذهب : "الله الأزلي مصدر الحكمة والقداسة بإرادته الحرة، سبق وعين ما سيحدث، ولكن الله ليس مؤلف الخطيئة ولم يجعل العنف متاح لإرادة المخلوقات، ولكن لم يأخذ بل أسس حرية و الاختيار الحر للخليقة" (wcf ، 3.1). والوسيلة الرئيسية التي يحقق الله أرادته هي من خلال الاختيار الحر (مثل قوانين الطبيعة، وإرادة الإنسان الحرة). مما يعني أن الله يعمل مباشرة من خلال هذه الاختيار الحر لتحقيق إرادته. ومرة أخري wcf " بالرغم من معرفة الله المسبقة وقانونه، وهو مسبب كل شيء ولا يشوبه خطأ، فهو أيضاً وهو يصدر لهم أوامر بالسقوط، وفقا لأسباب الطبيعة الأخرى ، إما بالضرورة ، أو بحرية ، أو بشكل عرضي "(wcf ، 5.2).

الله يعمل بشكل مباشر في بعض الأحيان لتحقيق إرادته. وهذه ما ندعوه بالمعجزات (أي الأشياء الخارقة للطبيعة). فالمعجزات هي تحايل الله لفترة قصيرة من الزمن على النظام الطبيعي للأمور لتحقيق إرادته ومقاصده. ويوجد مثالين في سفر أعمال الرسل يتم فيهما تسليط الضوء على الله بصورة مباشرة وغير مباشرة لإتمام إرادته. ففي أعمال الرسل 9 نرى قصة تحويل شاول الطرسوسى/ بولس في ومضة من الضوء وبصوت سمعه غير الله حياته إلى الأبد. فقد كانت إرادة الله أن يستخدم بولس لإنجاز المزيد من إرادته . وقد أستخدم وسائل مباشرة لتحويل بولس. تحدث مع أي شخص تعرفه ممن اعتنقوا المسيحية، وفى الغالب أنك لن تستمع أبدا لمثل هذه القصة. فمعظمنا يأتي إلى المسيح من خلال الاستماع إلى عظه أو قراءة كتاب ما أو من خلال إيمان صديق أو أحد أفراد أسرتك. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما تمهد ظروف الحياة الطريق، فبعض الأحيان من خلال فقدان الوظيفة، أو فقدان أحد أفراد الأسرة، أو فشل الزواج، أو الإدمان. ولكن رجوع بولس كان مباشرا وخارقا للطبيعة.

وفي أعمال الرسل 6:16-10 نرى أن الله يحقق إرادته بشكل غير مباشر. وقد حدث هذا خلال رحله بولس التبشيرية الثانية. فقد أراد الله أن يذهب بولس إلى طرسوس، ولكن عندما غادر بولس إنطاكية من بسديا، كان يريد الذهاب شرقا إلى آسيا. ويقول الكتاب المقدس أن الروح القدس منعهم عن التبشير في آسيا. ثم أرادوا التوجه إلى غرباً إلى بثنيا، ولكن روح الله منعهم ، حتى انتهى بهما المطاف في طرسوس. وبالطبع تم كتابة ذلك في الماضي ، ولكن ربما كان هناك بعض التفسيرات المنطقية لماذا لا يمكنهم الذهاب إلى هاتين المنطقتين. ولكن بعد وقوع هذه الأحداث أدركوا أن الله هو الذي كان يوجههم حيثما أرادهم أن يذهبوا. و آيتي المفضلة التي تتحدث عن ذلك موجودة في سفر الأمثال 9:16 - "عقل الإنسان يسعى في تخطيط طريقه والرب يوجه خطواته."

وعلى الجانب الآخر، هناك أولئك الذين يقولون أن مفهوم الله بصورة مباشرة أو غير مباشرة يقوم بالتحكم في كل شيء يدمر أي إمكانية للإرادة الحرة. فإن كان الله في سيطرة تامة ، فكيف يمكننا حقا أن نكون أحرار في القرارات التي نتخذها؟ وبعبارة أخرى ، حتى تكون حرية الإرادة ذات معنى، يجب أن يكون هناك بعض الأشياء التي هي خارج سيادة الله، فعلى سبيل المثال، حق البشر في الاختيار. “ فإن كان جدلاً هذا صحيح. فماذا يحدث بعد ذلك؟ إذا كان الله ليس في كامل السيطرة على جميع الأمور فكيف يمكنه ضمان خلاصنا؟ ويقول بولس في فيلبى 6:1 " أن الذي بدأ فيكم عملا صالحا سوف يتممه إلى يوم المسيح يسوع." فإن كان الله ليس لديه السيطرة الكاملة على كل شيء ، فإن هذا الوعد (وغيره من الوعود الكتابية) غير صالحة. لا يمكننا أن يكون لنا الضمان الكامل أن عمل الخلاص الجيد سيكتمل.

وعلاوة على ذلك ، فإن كان الله ليس مسيطرا على كل شيء ، فأنه ليس مطلق السلطة، وإن لم يكن مطلق السلطة، فأنه ليس الله. لذا فإن ثمن الحفاظ على أمور خارج سيطرة الله، يؤدى إلى أن الله ليس اله على الإطلاق. فإن كانت أرادتنا "الحرة" تلغى إرادة الله ، فإذا من هو الله؟ وهذا،هذا، بطبيعة الحال شيء غير المقبول لأي شخص مسيحي. فالعناية الإلهية لا تدمر حريتنا. ولكن، تمكننا من استخدام هذه الحرية بشكل صحيح.



ما هو الوحي العام والوحي الخاص؟




السؤال: ما هو الوحي العام والوحي الخاص؟

الجواب:
الوحي العام والخاص هما الطريقتان اللتان اختارهما الله لإعلان نفسه من خلالهما للبشرية. والوحي العام يشير إلى الحقائق العامة التي يمكننا أن نعرفها عن الله من خلال الطبيعة. بينما يشير الوحي الخاص إلى حقائق معينة عن الله يمكننا معرفتها فقط من خلال وسائل خارقة للطبيعة.

يعلن الكتاب المقدس فيما يتعلق بالوحي العام في مزمور 1:19-4، "السموات تحدث بمجد الله. والفلك يخبر بعمل يديه. يوم إلى يوم يذيع كلاماً وليل إلى ليل يبدي علماً. لا قول ولا كلام. لا يسمع صوتهم. في كل الأرض خرج منطقهم وإلي أقصى المسكونة كلماتهم. جعل للشمس مسكناً فيها". فتبعاً لما هو مكتوب في الكتاب المقدس، يمكننا من خلال ملاحظة الطبيعة، أن نري بوضوح وجود الله وقدرته. فالنظام والتفاصيل الموجودة في الخليقة تخبرنا عن الخالق القدير الممجد.

ونجد التعليم عن الوحي العام في رومية 20:1 "لأن الأمور غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر". ومثل مزمور 19 تعلمنا الرسالة إلى رومية 20:1 عن قدرة الله الأبدية وطبيعته الإلهية التي يمكن أن "ترى بوضوح" وأن "تفهم" من خلال ما صنعه، وأنه لا يمكننا أن ننكر ذلك. وبأخذ هذه المبادئ في الاعتبار، فيمكننا تعريف الوحي العام بالتالي: "وحي الله لكل البشر، في كل الأزمنة، وكل الأماكن، الذي يعلن أن الله موجود وأنه قادر وحكيم".

الوحي الخاص، هو إعلان الله عن شخصه بطرق معجزيه. وهذا يتضمن ظهور الله، والأحلام، والرؤى، وكلمة الله المكتوبة، وأهمها كلها يسوع المسيح. ويذكر الكتاب المقدس ظهور الله في الجسد مرات متعددة كما هو موجود في (تكوين 8:3 و1:18 وخروج 1:3-4 و5:34-7 على سبيل المثال). ثانياً، يذكر الكتاب استخدام الله للأحلام (تكوين 12:28 و5:37 وملوك الأول 5:3 وسفر دانيا الإصحاح الثاني) واستخدامه للرؤى (تكوين 1:15 وحزقيال 3:8-4 ودانيال الإصحاح 7 وكورنثوس 1:12-7).

وكلمة الله (أي الكتاب المقدس) تمثل أهمية قصوى في إعلان الله عن ذاته. إذ انه يعتبر وحي خاص. فقد قام الله بقيادة مدوني الوحي بطريقة معجزيه حتى يتمكنوا من كتابة كلمته للبشر، وفي نفس الوقت قام باستخدام أساليب كتابتهم المتعددة وشخصياتهم المختلفة أثناء التدوين. وكلمة الله حية وفعالة (عبرانيين 12:4). وكلمة الله موحى بها وهى نافعة وكافية (تيموثاوس الثانية 16:3-17). وأراد الله أن يتم تدوين الحق الكتابي حيث أن التاريخ الشفوي متغير ولا يعتمد عليه. ويعلم الله أن الأحلام والرؤى يمكن ترجمتها بصورة خاطئة أو يمكن نسيانها. وبناء على ذلك، قرر الله، من خلال الكتاب المقدس، إعلان كل ما يحتاج البشر لمعرفته وتعلم ما يتوقعه منهم وما فعله المسيح من أجلهم. ولقد وعد بحفظ وتعضيد كتابه حتى المنتهى.

والصورة الكاملة للوحي الخاص تظهر في شخص يسوع المسيح. حيث أن الله أخذ صورة إنسان (يوحنا 1:1و14). و يلخص سفر العبرانيين 1:1-3 ذلك في "الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي". صار الله جسداً في شخص يسوع المسيح، ليتحد معنا، وليصبح مثالاً لنا، وليعلمنا، وليظهر شخصه لنا، وكذلك ليمنحنا الخلاص بموته على الصليب بدلاً عنا، (فيليبي 6:2-8) فيسوع المسيح هو الصورة العظمى "لوحي الله الخاص" لنا.



ما هو اللاهوت الإصلاحي؟




السؤال: ما هو اللاهوت الإصلاحي؟

الجواب:
بصورة عامة، اللاهوت الإصلاحي يتضمن أي معتقد مسيحي ترجع أصوله إلى الإصلاح البروتستانتي والذي تم في القرن السادس عشر. وبطبيعة الحال فإن الإصلاحيين يرجعون أصول معتقداتهم للكتاب المقدس، كما هو في قانون "بالكتاب المقدس وحده"، ولذا فالحركة الإصلاحية ليس بمعتقد لاهوتي جديد ولكنه يسعى لمواصلة المذهب الرسولي (نسبة للرسل أي تلاميذ المسيح).

وبوجه عام، يخضع اللاهوت الإصلاحي لسلطة الكتاب المقدس، وسيادة الله، والخلاص بالنعمة من خلال المسيح، وضرورة التبشير. ويسمى اللاهوت الإصلاحي أحياناً بلاهوت العهد حيث يركز على عهد الله مع آدم والعهد الجديد الذي تم من خلال يسوع المسيح (لوقا 20:22).

سلطة الكتاب المقدس. يعلم اللاهوت الإصلاحي أن الكتاب المقدس موحى به وأنه كلمة الله وأن كلمة الله كافية في كل أمور الإيمان والممارسة.

سيادة الله. يعلم اللاهوت الإصلاحي أن الله يحكم بسلطة تامة على كل الخليقة. ولقد سبق فعين كل الأمور ولذا فلا تزعجه الأحوال والظروف. وهذا لا يحد من إرادة الخليقة ولا يجعل الله مصدر الخطيئة.

الخلاص بالنعمة. يعلم اللاهوت الإصلاحي أن الله بنعمته ورحمته الواسعة قرر فداء أناس لنفسه، وتخليصهم من الخطيئة والموت. والمعتقد الإصلاحي للخلاص يمثل عادة بخمس النقاط الكالفينية:

الفساد التام. الإنسان عاجز تماماً في حالته الخاطئة وواقع تحت غضب الله ولا يمكنه إرضاؤه. والفساد التام أيضاً يعني أنه ليس من الطبيعي أن يسعى الإنسان لمعرفة الله، إلى أن يتكرم الله بنعمته ويدفعه لعمل ذلك (تكوين 5:6 وأرميا 9:17 ورومية 10:3-18).

الاختيار الغير مشروط. منذ الأزل، اختار الله أن يخلص جمعاً كبيراً من الخطاة، ولا يقدر الإنسان على إحصائهم (رومية 29:8-30 و11:9 وأفسس 4:1-6 و11-12).

الفداء المقصور. أيضاً يدعى "الفداء الخاص". فالمسيح أخذ عليه الحكم المستحق عن خطيئة المختارين ودفع بموته ثمن حياتهم. وهذا يعني أنه لم يجعل الفداء "ممكناً" ولكنه يمنحه للذن سبق فاختارهم (متى 21:1 ويوحنا 11:10 و9:17 وأعمال الرسل 28:20 ورومية 32:8 وأفسس 25:5).

نعمة لا تقاوم. الإنسان بحالته الساقطة، يقاوم محبة الله، ولكن نعمة الله التي تعمل في قلبه تجعله يرغب ما قد سبق وقاومه. وهذا يرجع إلى أن نعمة الله لن تعجز عن تحقيق العمل الخلاصي في حياة المختارين (يوحنا 37:6 و44 و16:10).

مثابرة القديسين. يحفظ الله قديسيه من السقوط، ولذا فخلاصهم أبدي (يوحنا 27:10-29 ورومية 29:8-30 وأفسس 3:1-14).

أهمية التبشير. اللاهوت الإصلاحي يعلم أن المسيحيون يوجدون في العالم للتأثير على الآخرين روحياً من خلال التبشير واجتماعياً من خلال المعيشة المقدسة والأعمال الإنسانية.

وبنود أخرى من اللاهوت الإصلاحي تتضمن احترام اثنين من المقدسات (المعمودية والتناول). ووجهة نظر انقطاع الهبات الروحية (أي أن الهبات الروحية لم تمتد للكنيسة اليوم)، ونظرة غير متغيرة لكتاب الله المقدس. ويضع اللاهوت الإصلاحي كتابات جون كالفن و جون نوكس وأولريش زوينجلي ومارتن لوثر محل التبجيل. كما يرتبط اعتراف وستمنستر ارتباطاً وثيقاً بمعتقدات اللاهوت الإصلاحي. ومن بعض الكنائس التي تتبع اللاهوت الإصلاحي، هي الكنيسة الإنجيلية، وبعض الكنائس المعمدانية.



ما هو اللاهوت الاستبدالي؟




السؤال: ما هو اللاهوت الاستبدالي؟

الجواب:
اللاهوت الاستبدالي يعلمنا أن الكنيسة قد حلت محل إسرائيل في خطة الله. ولا يؤمن معتنقي هذا الاعتقاد بأن اليهود هم مازالوا شعب الله المختار، ويؤمنوا بأن الله ليس لديه خطط محددة متعلقة بمستقبل شعب إسرائيل. وتنقسم جميع وجهات النظر المختلفة عن علاقة الكنيسة بإسرائيل إلى قسمين: إما أن الكنيسة هي استمرار لإسرائيل (اللاهوت الاستبدالي / أو لاهوت العهد)، أو أن الكنيسة مختلفة ومميزة تماماً عن إسرائيل ( معتقد ما قبل الملك الألفي).

ويعلم اللاهوت الاستبدالي أن الكنيسة قد حلت محل شعب إسرائيل في خطة الله وأن الوعود العديدة التي أعطيت لشعب إسرائيل في الكتاب المقدس تتحقق اليوم في الكنيسة المسيحية ، وليس في إسرائيل. ولذلك، فالنبؤات في المذكورة في الكتاب المقدس عن البركة واسترجاع إسرائيل لأرض الموعد هي وعود "روحانية" أو "رمزية" لوعود الله بمباركة كنيسته. والمشكلة هنا تكمن في استمرار وجود شعب إسرائيل خلال العصور وقيام دولة إسرائيل الحديثة. فإن كان الله قد ندد بأفعال شعب إسرائيل، وأن كان لا يوجد مستقبل لشعب إسرائيل، فكيف يمكننا تفسير استمرار كينونة شعب إسرائيل لمدة ألفين عام بالرغم من المحاولات المتعددة لإبادتهم؟ وكيف يمكننا تفسير قيام دولة إسرائيل بالرغم من عدم وجودها لمدة 1900 عاماًً؟

وفكرة أن الكنيسة وشعب إسرائيل هما شيئين مختلفين تماماً هي فكرة موجودة في العهد الجديد. فنجد أن الكنيسة مختلفة عن شعب إسرائيل ولا يتم الخلط بين الاثنان أو يتم الإشارة عن واحدة عوضاً عن الأخرى. فالكتاب المقدس يعلمنا أن الكنيسة خليقة جديدة تماماً، وأنها تأسست يوم الخمسين وسيستمر وجودها حتى انتقالها للسماء يوم الاختطاف (أفسس 9:1-11 وتسالونيكي الأولى 13:4-17). والكنيسة لا علاقة لها ببركات ولعنات شعب إسرائيل. والعهود والوعود والتحذيرات المعطاة تنطبق فقط على شعب إسرائيل. ولقد نحى الله إسرائيل جانباً بصورة مؤقتة من خطته لمدة ال2000 عاماً الماضية.

وبعد الاختطاف (تسالونيكي الأولى 13:4-18)، سيسترد الله شعب إسرائيل ويجعلهم محور خطته. وأول أحداث تلك الفترة سيكون يوم الضيقة العظيمة (سفر الرؤيا إصحاح 6-19). إذ سيتم محاكمة العالم لرفض المسيح، بينما يتم تجهيز شعب إسرائيل من خلال اضطرابات الضيقة العظيمة ورجوع المسيح الثاني . وعندما يرجع المسيح للأرض، في نهاية الضيقة، ستكون إسرائيل مستعدة للقاؤه. وستخلص الباقية المتبقية من شعب إسرائيل بعد وقت الضيقة، وسيؤسس الله مملكته على الأرض وستكون أورشليم عاصمتها. وسيملك المسيح كملك وستقود إسرائيل بقية الدول، وسيأتي ملوك وحكام الدول الأخرى لأورشليم لكي يعبدوا ويمجدوا ملكها – يسوع المسيح. وسترجع الكنيسة مع المسيح وتملك معه لمدة ألف عاماً حرفية (رؤيا يوحنا 1:20-5).

ويعضد كل من العهدين القديم والجديد مفهوم ما قبل الألفية لخطة الله لشعب إسرائيل. كما وأن أهم الأدلة المعضدة لهذا الاعتقاد يمكننا أن نجدها في التعليم الواضح في سفر الرؤيا 1:20-7، حيث يكرر ستة مرات أن ملك المسيح سيدوم ألف عام. وبعد الضيقة العظيمة سيرجع المسيح للأرض ويؤسس مملكته مع شعب إسرائيل، وسيملك على الأرض وتقود إسرائيل الأمم. وستملك الكنيسة معه ألف عاماً حرفية. فنحن نعتقد أن الكنيسة لم تحل محل إسرائيل في خطة الله. وبينما يحول الله تركيزه للكنيسة فهو لم ينس عن شعب إسرائيل، وسيرجع يوماً ما شعب إسرائيل إلى الدور المعد لهم ما بين الأمم تبعاً لخطته (رسالة رومية الإصحاح 11).



ما هي الثالوثية؟ هل الثالوث الأقدس معتقد كتابي؟




السؤال: ما هي الثالوثية؟ هل الثالوث الأقدس معتقد كتابي؟

الجواب:
الثالوثية هي معتقد كتابي بأن الله ثالوث، ولقد أظهر الله نفسه في ثلاثة أشخاص متساوون وأبديون. وللمزيد من التفاصيل عن ثالوثية الله، من فضلك أنظر السؤال الموجود في هذا الموقع عن ثالوثية الله. فهدف الإجابة عن هذا التساؤل هو شرح الثالوثية في ضوء الخلاص والحياة المسيحية.

وكثيراً ما يطرح السؤال، "هل يجب أن أؤمن بثالوثية الله حتى أخلص؟ والإجابة هنا هي، نعم ولا. هل يجب وأن يكون الإنسان متفقاً مع كل جوانب الثالوثية و على علم تام بكل خصائصها لكي يحصل على الخلاص؟ كلا. هل هناك بعض جوانب الثالوثية والتي تلعب دوراً في الخلاص؟ نعم. فعلى سبيل المثال، آلوهية المسيح مهمة جدالملائكة كائنات. فإن لم يكن يسوع هو الله، فإن موته لن يكون كافياً لدفع ثمن عقاب الخطيئة الغير محدود. فالله وحده أبدي أزلي لا بداية له ولا نهاية. في حين أن كل المخلوقات الأخرى بما فيها الملائكة كائنات محدودة - فقد تم خلقهم في وقت ما. ففقط موت كائن غير محدود، يمكنه أن يكفر عن خطيئة العالم كله بصورة أبدية. فإن لم يكن يسوع المسيح هو الله، فلا يمكنه أن يكون المخلص، أو المسيا المنتظر، أوحمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يوحنا 29:1). فالنظرة الغير كتابية لطبيعة المسيح، تتسبب في نظرة خاطئة للخلاص. فكل بدعة تدعي بأنها مسيحية وتنكر آلوهية المسيح، تعلم أيضاً أن الإنسان يجب وأن يضيف أعماله الصالحة لموت المسيح كي يخلص. فآلوهية المسيح التامة والحقيقية هي جزء من معتقد الثالوثية.

ولكن في نفس الوقت، نحن ندرك أن بعض من المسيحيون المؤمنون لا يؤمنون بالثالوثية التامة للمسيح. وبالرغم من رفضنا لفكرة الوساطة فنحن لا ننكر أن الإنسان يمكن أن يخلص من خلال إيمانه بأن الله الثالوث، قد أعلن عن نفسه من خلال ثلاث وسائط. و الثالوثية لغز، وبينما لا يمكن لأي مخلوق محدود أن يتمكن من تمام فهمها أو معرفتها. فالله يتطلب منا أن نؤمن بيسوع المسيح، الله في الجسد، كمخلصنا. والخلاص يمنح، فلقبول الخلاص، لا يتطلب الله الخضوع لكل مبدأ من مبادئ لاهوت الكتاب المقدس الصحيحة. فالاستيعاب الكامل والاتفاق مع كل خصائص الثالوثية غير متطلب للحصول على الخلاص.

ونحن نعتقد أن الثالوثية معتقد كتابي صميم. ونعلن أن استيعاب الثالوثية والإيمان بها كما هي موجودة في الكتاب المقدس، شيء في غاية الأهمية لمعرفة الله، والخلاص الممنوح لنا، وعمل الله المستمر في حياة المؤمن. ولكن في نفس الوقت، يجب الأخذ في الاعتبار أنه هناك بعض المؤمنون الحقيقيون الذين لا يتفقون مع بعض خصائص الثالوثية. ويجب تذكر أننا لا نخلص بإيماننا الكامل بمعتقد صحيح. ولكننا نخلص بإيماننا بمخلصنا الكامل (يوحنا 16:3). هل ينبغي أن نؤمن ببعض خصائص الثالوثية لكي نخلص؟ ؟ الإجابة هي لنعم! ولكن هل يجب أن نتفق مع كل خصائص الثالوثية لكي نخلص؟ الإجابة هي لا.