ما هى خطه الخلاص؟




السؤال: ما هى خطه الخلاص؟

الجواب:
هل أنت جائع؟ ليس جائع فى الجسد ولكن جائع لشىء ذو معنى فى حياتك؟ هل هناك شىء بداخلك لا يمكن أرضاؤه؟ أذا كان الامر كذلك يسوع هو الطريق. قال يسوع : " أنا هو خبز الحياه من يقبل الى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش أبدا" (يوحنا 35:6).

هل أنت متحير ؟ هل يبدو لك أن حياتك بدون هدف أو معنى؟ هل يبدو كما لو أن أحدا قد أطفأ الكهرباء وأنت غير قادر على أيجاد مفتاح الاضاءة؟ أذا كان الأمر كذلك، قال يسوع:" أنا هو نور العالم من يتبعنى لا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يوحنا 12:8).

هل تعتقد أن جميع الأبواب مغلقة أمامك؟ هل جربت طرق أبواب كثيرة ووجدت أن ما خلفها بدون معنى؟ هل تبحث عن مدخل لحياه عامرة؟ أذا كان الامر كذلك، يسوع هو الطريق. أعلن يسوع " أنا هو الباب. أن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يوحنا 9:10).

هل يخيب الأخرون ظنك؟ هل كانت علاقاتك فارغة وبدون معنى؟ هل يبدو كما لو أن الناس يستغلونك؟ أذا كان الأمر كذلك، يسوع هو الطريق. قال يسوع: "أنا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف. أما أنا فأنى الراعى الصالح وأعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى" (يوحنا 11:10- 14).

هل تتعجب ماذا سيحدث لك بعد هذه الحياة؟ هل تعبت من ممارسة حياة يمكنها أن تخرب أو تصدأ ؟ هل تسأل نفسك أحيانا أذا كانت الحياة لها أى معنى؟ هل تريد أن تحيا حياة أبدية بعد موتك؟ أذا كان الأمر كذلك، يسوع هو الطريق. أعلن يسوع "أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد" (يوحنا 25:11- 26).

ما هو الطريق؟ ما هى الحقيقة؟ ما هى الحياة؟ أجاب يسوع: " أنا هو الطريق والحق والحياة لا يقدر أحد أن يأتى الى الأب ألا بى" (يوحنا 6:14).

الجوع الذى تشعر به هو جوع روحى ولن تشبع ألا من خلال يسوع. يسوع هو الوحيد الذى يستطيع أن يقشع الظلام. يسوع هو البوابة لحياة مشبعة. يسوع هو الصديق والراعى الذى تبحث عنه. يسوع هو الحياة فى هذا العالم والعالم الآتى. يسوع هو طريق الخلاص .

السبب فى شعورك بالجوع. السبب فى شعورك بالضياع فى الظلمة. السبب فى أنك لا تجد معنى لحياتك هو أنك منفصل عن الله. الكتاب المقدس يقول لنا أننا جميعا قد أخطأنا ولذلك قد أنفصلنا عن الله (جامعه 20:7) (روميه 23:3).

الفراغ الذى تشعر به فى قلبك هو بسبب غياب الله عن حياتك. لقد خلقنا الله ليكون لنا علاقه معه ولكن بسبب خطايانا لقد أنفصلنا عن هذه العلاقه بل أكثر من ذلك أن خطيتنا ستكون سبب أنفصالنا عن الله فى الابديه أي فى هذه الحياة وما بعدها. (روميه 23:6 - يوحنا 36:3)

كيف يمكننا حل هذه القضية؟ يسوع هو الطريق وهو قد تحمل خطيتنا (كورونثوس الثانيه 21:5) و مات بدلا عنا (روميه 8:5) آخذا على نفسه العقاب الذى نستحقه نحن. وفى اليوم الثالث قام يسوع من الاموات معلنا نصرته على الخطية والموت (روميه 4:6-5). لماذا فعل يسوع ذلك؟ أجاب يسوع عن هذا السؤال بقوله "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحباؤه" (يوحنا 13:15).

مات يسوع لكى نحيا نحن. أذا وضعنا ثقتنا فى يسوع واثقين أن موته قد دفع ثمن خطيتنا فأن جميع خطايانا ستغفر وسنشبع روحيا وستضاء الأنوار ونحيا حياة مرضية وسنتعرف عن قرب على صديقنا الحقيقى وراعينا الصالح. سنعرف أن لنا حياة بعد الموت. حياه فى السماء وأبدية مع يسوع "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياه أبديه" (يوحنا 16:3).

هل اتخذت قراراً بأن تتبع يسوع بسبب ما قرأته هنا؟ إن كان كذلك، من فضلك اضغط على الجملة الموجودة في نهاية الصفحة "قبلت المسيح اليوم".

هل يتم الحصول علي الخلاص بالايمان فقط أم بالايمان والأعمال؟




السؤال: هل يتم الحصول علي الخلاص بالايمان فقط أم بالايمان والأعمال؟

الجواب:
ربما يمثل هذا السؤال أهم الأسئلة في الايمان المسيحي. وهو المسألة التي تسببت في حركة الاصلاح – والانفصال بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية. وأيضا يمثل اختلاف رئيسي بين المسيحية المبنية علي أساس كتابي (الكتاب المقدس) وجميع البدع الأخري. هل الحصول علي الخلاص يتم بالايمان فقط أم بالايمان والأعمال؟ هل أنا مخلص لأني آمنت بالمسيح أم أنه هناك أشياء أخري يجب علي أن أفعلها؟

يصعب الاجابة عن السؤال بسبب ماتم ذكره في الأسفار المختلفة في الكتاب المقدس. فان قمنا بمقارنة ما هو مكتوب في رومية 28:3 و 1:5 وغلاطية 24:3 بما هو مكتوب في يعقوب 24:2، فيمكن للمرء لأول وهلة أن يعتقد أن بولس ويعقوب غير متفقين اذ يقول بولس (الخلاص بالايمان فقط) ويعقوب (ان الخلاص بالايمان والأعمال). ولكن في الحقيقة، أن بولس ويعقوب متفقين تماما. ولكن نقطة الجدال التي يدعي البعض وجودها هي حول العلاقة بين الايمان والأعمال. ويؤكد بولس أن التبرير بالايمان فقط (أفسس 8:2 – 9) بينما يقول بعقوب أن التبرير بالايمان والأعمال. حل هذه المعضلة متوافر ان درسنا بعمق ما يقوله يعقوب. اذ أن يعقوب يفسر لنا اتجاهه بأنه ليس من الممكن أن يكون للشخص ايمان ان لم يظهر ذلك من خلال أعماله (يعقوب 17:2 – 18). ويركز يعقوب علي أن الايمان بالمسيح يغير حياة المؤمن ويأتي بثمرا واضحا للعيان (يعقوب 20:2 -26). فهو لا يقول ان التبرير يأتي بالايمان والأعمال، بل أن كنتيجة للايمان تتغير أعمال الانسان لتعكس ايمانه. والعكس صحيح، اي انه ان كان الشخص مؤمنا ولا ينعكس ذلك علي أعماله ففي الغالب هذا يبين لنا عدم حقيقة ايمانه بالمسيح (يعقوب 14:2 و 17 و 20 و 26).

ويقول بولس نفس الشيء من خلال ما كتبه عن ثمر الايمان في غلاطية 22:5 – 23. وبعد أن يقول لنا بولس أننا مخلصون بالايمان وليس الأعمال (أفسس 8:2-9) يخبرنا أننا خلقنا لنقوم بأعمال حسنة (أفسس 10:2). فبولس يتوقع التغير في الحياة الناتج عن الايمان بنفس المقدار الذي يتوقعه يعقوب فيقول في كورنثوس الثانية 17:5 "اذا ان كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا". فبولس ويعقوب لا يختلفا في تعليمهم عن الخلاص والتبرير. ولكنهم يوضحون جوانب مختلفة لنفس الموضوع. أي أن بولس يوضح أهمية الايمان للحصول علي الخلاص في حين أن يعقوب يوضح أن الأعمال الحسنة تأتي كنتيجة طبيعية للايمان بالمسيح.



هل الأبدية المضمونه توافق تعاليم الكتاب المقدس؟




السؤال: هل الأبدية المضمونه توافق تعاليم الكتاب المقدس؟

الجواب:
عندما يتخذ الناس المسيح كمخلص شخصي ، فأنهم يكونون فى علاقه مع الله تضمن لهم أبديتهم. يهوذا 24 يوضح " القادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب فى الأبتهاج". أن قوة الله قادرة على حفظ المؤمنين من الوقوع فى الخطية. أن الأمر يرجع اليه وحده فى أن يدعنا نمثل أمام مجده العجيب. أن ضمان أبديتنا يرجع الى حفظ الله لنا وليس لأننا نحن نحافظ على أيماننا.

لقد أعلن يسوع المسيح " وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى. أبى الذى أعطانى أياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى" (يوحنا 28:10-29). كل من يسوع والآب يحتضنونا فى قبضتهم. من ذا الذى يستطيع أن يختطفنا من بين يدى الأب والأبن ؟

أفسس 30:4 يقول لنا أن المؤمنين " به ختمتم ليوم الفداء" . أذا لم يكن لدى المؤمنين أبدية مضمونة فأن الختم لن يكون حقا حتى يوم الفداء كما يقول الكتاب بل سيكون حتى يرتكبوا الخطية أويتركوا الايمان. (يوحنا 15:3-16) يقول لنا أن من يؤمن بالرب يسوع المسيح سيكون له " حياة أبدية" أذا تم وعد الأنسان بالحياة الأبدية وبد ذلك تم أخذها منه أذا فأنها لم تكن "أبدية". فان كانت الأبدية غير مضمونة فأن وعد الكتاب بحياة أبدية يعتبر خاطيء.

دليل قوي يثبت لنا وعد الكتاب المقدس بالأبدية المضمونه نجده فى (روميه 38:8-39)، " فأنى متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع ربنا". أن ضمان أبديتنا مؤسس على محبة المسيح للذين فداهم. أن أبديتنا المضمونه قد تم شراؤها بواسطة المسيح، وعدنا بها الآب، وختمت بواسطه الروح القدس.



هل أذا خلصت مرة خلصت للأبد؟




السؤال: هل أذا خلصت مرة خلصت للأبد؟

الجواب:
هل أذا خلص الانسان مرة خلص للأبد ؟ عندما يقبل الناس المسيح كمخلص لهم ، فأنهم فى علاقه مع الله وهذه العلاقه تضمن خلاصهم للأبد . هناك العديد من الاصحاحات فى الكتاب المقدس تؤكد تلك الحقيقه (1) روميه 30:8 تؤكد " والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضا . والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضا . والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضا " . أن هذه الاعداد تقول لنا أنه منذ لحظه أختيار الله لنا فأننا قد تمجدنا فى حضرته فى السماء. لأنه لا يوجد ما يمنع المؤمن من أن يتمجد فى يوم ما حيث أن الله قد ضمن له ذلك فى السماء . عندما يخلص أنسان حقا فأن خلاصه مضمون . أنه آمن كما لو أنه حاليا ممجد فى السماء .

(2) أن بولس يسأل سؤالين حيويين جدا فى ( روميه 33:8-34) " من سيشتكي على مختارى الله. الله هو الذى يبرر . من هو الذى يدين . المسيح هو الذى مات بل بالحرى قام أيضا هو الذى هو أيضا عن يمين الله الذى أيضا يشفع فينا". أن القاضى والمحامى هو مخلصنا .

(3) المؤمنون يولدون ثانية عندما يؤمنون ( يوحنا 3:3 ، تيطس 5:3) . أذا فقد المسيحى خلاصه فأنه سيكون غير مولود ثانيه. أن الكتاب المقدس لا يقدم لنا أيه أدله على أنه يمكن للمؤمن أن يفقد خلاصه . (4) أن الروح القدس يسكن فى جميع المؤمنين ( يوحنا 17:14 ، روميه 9:8) ويعمد جميع المؤمنين فى جسد المسيح ( كورونثوس الأولي 13:12) . أذا أصبح المؤمن غير مخلص يجب ألا يكون روح الله ساكنا فيه وأن ينفصل عن جسد المسيح .

(5) (يوجنا 15:3) يقول لنا أن الذى يؤمن بالرب يسوع المسيح سيكون له حياة أبدية. أذا كنت مؤمنا بالرب يسوع المسيح اليوم ولديك الحياة الأبدية وفقدتها غدا فأنها لم تكن أبدية على الأطلاق. أذا فقدت خلاصك فأن وعد الكتاب المقدس بحياة أبديه خاطىء. (6) أن الرد على هذا الجدل الكبير موجود فى الكتاب المقدس " فأنى متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة . ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع ربنا" (روميه 38:8-39). تذكر أن نفس الأله الذى خلصك هو قادر أن يحفظك. أذا خلصنا مرة فأننا مخلصون للأبد. أن خلاصنا بدون أى شك مضمون للأبد.



كيف أتحقق من أنني قد خلصت؟




السؤال: كيف أتحقق من أنني قد خلصت؟

الجواب:
كيف تعرف أنك قد خلصت؟ تأمل يوحنا الأولي 11:5-13 "وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه هي الحياة في أبنه. من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة. كتبت هذا اليكم، أنتم المؤمنيين بأسم أبن الله، لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية." فمن الذي له الأبن؟ الذين قبلوه وآمنوا به (يوحنا 12:1). ان كان لك يسوع، فلك حياة. حياة أبدية. ليس بشكل مؤقت ولكن بشكل أبدي.

الله يريدنا أن نتأكد من خلاصنا. فلا يمكننا أن نعيش حياتنا في حلة من القلق وعدم التأكد من ان كنا قد خلصنا أم لا. لذلك يجعل الله خطة الخلاص واضحة تماما في الكتاب المقدس. آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص (يوحنا 16:3 وأعمال الرسل 31:16). هل تؤمن بأن الرب يسوع المسيح هو الفادي المخلص؟ هل تؤمن بأنه قد مات ليدفع ثمن خطيئتك (رومية 8:5 و كورنثوس 21:5)؟ هل تثق به وحده لخلاصك؟ ان اجبت بنعم، فأنك قد نلت الخلاص! والتأكد يعني التخلص من أي شك. فبالأيمان بوعود الله يمكننا التخلص من أي شك متعلق بحقيقة وواقع خلاصنا الأبدي.

والرب يسوع بنفسه يقول ذلك عمن يؤمن به: "وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك الي الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني أياها هو أعظم من الكل، ولايقدر أحد أن يخطف من يد أبي"(يوحنا 28:10-29). وهنا نري للمرة الثانية أن لا أحد يقدر أن يأخذ هبة الله منا أي الحياة الأبدية.

تذكر هذه الآيات: خبأت كلامك في قلبي كي لا أخطيء اليك (مزمور 11:119) وهذا يتضمن الشك. أفرح بما تقوله لك كلمة الله : أنه بدلا من الشك يمكننا أن نعيش بثقة. يمكننا التأكد من كلمات المسيح نفسه أن خلاصنا أبدي وليس موضوع للشك أو التساؤل. ونتأكد من ذلك بسبب محبة الله لنا في المسيح يسوع. يهوذا 24-25، "والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الأبتهاج، الأله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن والي كل الدهور. آمين."



ما هي الكفارة البديلة؟




السؤال: ما هي الكفارة البديلة؟

الجواب:
"الكفارة البديلة" تشير الي حقيقة أن يسوع المسيح مات بدلاً عن خطايانا. فالكتاب المقدس يعلمنا أننا كلنا خطاة (أقراء رومية 9:3-18 ورومية 23:3). وأجرة خطيئتنا هي الموت. فنقرأ في رومية 23:6 "لأن أجرة الخطيه هي الموت، واما هبة الله فهي حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا".

وهذه الآية تعلمنا أشياء عديدة. أنه كان محتم علينا جميعا الموت وقضاء الأبدية في الجحيم كنتيجة لخطايانا. والموت هنا يشير الي "الأنفصال" عن الله. وبالطبع كل شخص منا سيموت، والبعض منا سيذهب للسماء ليكون مع الرب الي الأبد، في حين أن البعض الآخر سيذهب للجحيم لقضاء الأبدية. والموت المذكور هنا يشير الي الحياة في الجحيم. ولكن أيضا الآية تعلمنا أن الحياة الأبدية ممكنة من خلال الرب يسوع. هذا هو التكفير البديل.

يسوع المسيح مات بدلا عنا عندما صلب علي الصليب. و نحن نستحق أن نصلب ونموت بسبب خطايانا وأثامنا. ولكن يسوع المسيح تحمل العقاب عنا "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه" (كورنثوس الثانية 21:5). لقد أخذ مكاننا وتحمل عنا ما نستحق.

"الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده علي الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم" (بطرس الأولي 24:2). ونري هنا ثانية أن المسيح تحمل عنا خطايانا ودفع الثمن. والآيات التالية تقول "فأن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا الي الله، مماتا في الجسد ولكن محيي في الروح" (بطرس الأولي 18:3). ونجد ان الآيات لا تعلمنا فقط أن المسيح كان "بديل" عنا ولكنه أيضا كان "الكفارة" المتطلبة لدفع ثمن خطايا الأنسان.

وهناك جزء أخر في الكتاب المقدس يتحدث عن "الكفارة البديلة" في أشعياء 5:53. وهنا يتحدث عن المسيح الآتي ليموت عن خطايانا علي الصليب، هذا الجزء يتحدث بالتفصيل عن الصلب ونري أن النبؤة قد تحققت بالكامل. "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا" وهنا نري مرة آخري موت المسيح الكفاري بدلا عنا لدفع ثمن خطايانا وآثامنا.

فنحن غير قادرون علي دفع ثمن خطايانا. وكان يجب علينا تحمل العقاب وقضاء الأبدية في الجحيم. ولكن الله تحنن علينا وأرسل ابنه يسوع المسيح، لدفع ثمن خطايانا. ولأنه فعل ذلك من أجلنا، فلدينا الفرصة الأن ليس فقط لمغفرة خطايانا، ولكن لقضاء الأبدية مع الله. ولكي نحصل علي هذه العطية لابد لنا أن نؤمن بما فعله المسيح من أجلنا علي الصليب. لا نستطيع أن نفدي أنفسنا، نحن نحتاج الي بديل عنا.



كيف كان الناس يخلصون قبل أن يموت المسيح عن خطايانا؟




السؤال: كيف كان الناس يخلصون قبل أن يموت المسيح عن خطايانا؟

الجواب:
منذ سقوط الأنسان،كانت خطة الله لخلاص الأنسان مبنية علي أساس موت المسيح. ولا يوجد أي شخص قبل الصليب أو بعده، قادر أن يحصل علي الخلاص من غير هذه اللحظة الهامة في تاريخ البشرية. فموت المسيح علي الصليب دفع ثمن الخطايا القديمة التي أقترفها قديسوا العهد القديم والخطايا المستقبلية التي يقترفها قديسوا العهد الجديد اليوم.

والأيمان مطلوب للحصول علي الخلاص. ومحور الأيمان هو الله. ففي المزامير "طوبي لجميع المتكلين عليه" (مزمور 12:2). وتكوين 6:15 يقول لنا أن أبراهيم آمن بالله وان الله قد رأي صلاحه (أيضا روميه 3:4-8). ونظام التضحية كما هو في العهد القديم لم يكن يكفي لمحوا الخطيئة، كما هو في 1:9-10 :4. ولكنه أشار الي اليوم سيأتي فيه أبن الله ويسفك دمه من أجل خطيئة العالم.

فما الذي تغير خلال العصور من حيث ايمان الأنسان بالله؟. الذي تغير هو ما منحه الله للأنسان في وقت ما. فآدم آمن بوعود الله كما هو مذكور في سفر التكوين 15:3 بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. وآيمان آدم يظهر في أعطاءه حواء أسمها. وأعلن الله قبوله لهم بأعطائهم غطاء من الجلد. وفي هذا الوقت كان هذا كل ما يعرفه آدم ، ولكنه آمن.

وآمن أبراهيم بالله تبعا لما هو أعلن له في سفر التكوين 12 و 15. وقبيل موسي كان لا يوجد شيئء مكتوب ولكن كان البشر مسؤلين عن ما أعلنه الله لهم. ونري من خلال العهد القديم أن كثيرا آمنوا بأن الله سيمحوا ذنوبهم يوما ما. واليوم ننظر الي الخلف بأيمان أنه حمل ذنوبنا في الجلجثة (يوحنا 16:3 و عبرانيين 28:9).

فماذا عن المؤمنيين أيام المسيح، قبل الصليب والقيامة ماذ كانوا يؤمنون؟ هل ادركوا أن المسيح سيموت علي الصليب من أجل خطاياهم؟ قبل نهاية أيامه علي ألأرض، بدأ يسوع في الأعلان لتلاميذه بأنه يجب أن يذهب الي أورشليم، وأنه سيعذب من قبيل الكثيرين، وأنه سيقتل، وسيقام في اليوم الثالث "من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب الي أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وفي اليوم الثالث يقوم" (متي 21:16). فماذا كان رد فعل تلاميذه لهذا الأعلان؟ "فأخذه بطرس اليه وابتدأ ينتهره قائلا: حاشاك يارب! لا يكون لك هذا" (متي 22:16). فبطرس والتلاميذ الآخرين لم يعرفوا الحقيقة كاملة، ولكنهم خلصوا اذ آمنوا أن الله قادر أن يغفر ذنوبهم. لم يكونوا متأكدين كيف سينفذ المسيح ذلك وما الفرق بينه وبين آدم أو أبراهيم أو موسي أو داوود ولكنهم آمنوا بالله وقدرته.

اليوم، لدينا رؤية أفضل من الذين عاشوا قبل قيامة المسيح. "الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه" (عبرانيين 1:1-2). فخلاصنا مبني علي موت المسيح، وايماننا مطلوب للخلاص، ومحور ايماننا هو الله. و اليوم أيضا ملخص ايماننا أن المسيح مات من أجل خطايانا، وأنه دفن، و قام في اليوم الثالث (كورنثوس الأولي 3:15-4).



هل الضمان الأبدي ترخيص لممارسة الخطيئة؟




السؤال: هل الضمان الأبدي ترخيص لممارسة الخطيئة؟

الجواب:
الأعتراض الدارج لهذا الأعتقاد هو أنه يروج فكرة تمكن المسيحيون من أن يعيشوا بأي طريقة تروق لهم – من غير أن يفقدوا خلاصهم. وبالرغم من أن هذا الأعتقاد صحيحا علي مستوي معين ولكنه ليس جوهر الضمان الأبدي. فالشخص الذي قبل يسوع المسيح حقا كمخلصه الشخصي، يمكنه أن يخطيء ولكنه لن يفعل ذلك. ولا بد لنا أن نميز بين ما يجب أن يعيش عليه الشخص المسيحي وماذا يجب علية أن يفعل لكي يحصل علي الخلاص الأبدي.

والكتاب المقدس واضح جدا أن الخلاص يتم الحصول عليه بالنعمة فقط، بالأيمان فقط، بيسوع المسيح وحده (يوحنا 16:3 و أفسس 8:2-9 ويوحنا 6:14). فالأنسان يخلص بالأيمان – الأيمان وحده. فالأيمان لا يحصل عليه بالأيمان ثم يعضد بالأعمال. وبولس الرسول يتحدث عن هذ الموضوع في غلاطية 3:3 "أهكذا أنتم أغبياء! أبعدما ابتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد؟ ". ان كنا قد خلصنا بالأيمان، فخلاصنا مضمون بالأيمان. وحيث أننا لا نستطيع الحصول علي الخلاص بالأعمال فلن نستطع أن نعضد خلاصنا بأعمالنا. ولكن الله هو القادر أن يحفظنا (يهوذا 24). ويد الله هي التي تحمينا في لدنه (يوحنا 28:10-29). ولا يستطيع شيء أن يفصلنا عن محبة الله (رومية 38:8-39).

وكوننا أن نرفص تصديق مبداء خلاصنا الأبدي، هو في الحقيقة، اعلان أننا نستطيع أن نعضد خلاصنا بأعمالنا الحسنة. ولكننا مخلصون بفضل المسيح، وليس بعمل منا (رومية 3:4-8). وان قلنا أننا يجب أن نطيع الله وأن نعيش حياة كاملة كي نحتفظ بخلاصنا هو في نفس الوقت يعني أننا لا نؤمن أن موت المسيح من أجلنا قد كان كافيا لدفع ثمن خطايانا. أن موت المسيح من أجلنا كافيا لدفع ثمن خطايانا أمساً واليوم والي الآبد قبل خلاصنا وبعد خلاصنا (رومية 8:5 وكورنثوس الأولي 3:15 وكورنثوس الثانية 21:5).

فبعد أن قمنا بتوضيح هذه النقطة، هل يمكن القول بأن المسيحي بأمكانه المعيشة بأي طريقة يرغب فيها وفي نفس الوقت يظل محتفظا بخلاصه؟ ولكن هذا السؤال هو مجرد سؤال جدلي حيث أن الكتاب المقدس يعلمنا أن المسيحي الحقيقي لن يعيش بأي طريقة يرغبها. فالمسيحي هو خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 17:5). والمسيحي يظهر ثمار الروح القدس في حياته (غلاطية 22:5-23) وليس بأعمال الجسد (غلاطية 19:5-21). ويوحنا الأولي 6:3-9 يعلن أن المسيحي الحقيقي لن يعيش في الخطيئة. وللرد علي الأتهام بأن النعمة تشجع علي ممارسة الخطيئة، فبولس الرسول يتحدث عن ذلك في (رومية 1:6 -2) "فماذا نقول؟ أنبقي في الخطية لكي تكثر النعمة؟ حاشا! نحن الذين متنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟".

الضمان الأبدي هو ليس "رخصة" لممارسة الخطيئة. ولكنه الضمان الوجود في معرفة أن محبة الله مضمونة للذين يثقون في المسيح. ومعرفة وفهم هبة الله الممنوحة في الخلاص ،وكنتيجة طبيعية فهذا يمنعنا من ممارسة الخطيئة. فكيف لمن أختبر وعرف تضحية المسيح العظيمة بسبب الخطيئة أن يظل بعد في الخطيئة (رومية 15:6-23)؟. وكيف يتسني لأي شخص ما قد اختبر محبة الله الغير المشروطة والمضمونة لكل من يؤمن، أن يأخذ ذلك الحب وأن يلقي به في وجه الله؟ أن فعل شخص ما ذلك فهو لا يعبر عن أن الخلاص يوفر له ذريعة لممارسة الخطيئة ولكن بالحري أنه لم ينل الخلاص الحقيقي قط. "كل من يثبت فيه لا يخطيء. كل من يخطيء لم يبصره ولا عرفه" (يوحنا الأولي 6:3).



ماذا سيحدث للناس الذين لم يسمعوا عن يسوع المسيح قط؟ هل سيدين الله شخص ما لم يسمع عنه أبدا؟




السؤال: ماذا سيحدث للناس الذين لم يسمعوا عن يسوع المسيح قط؟ هل سيدين الله شخص ما لم يسمع عنه أبدا؟

الجواب:
أن كان الناس سمعوا عن الله أو لم يسمعوا، فجميعنا مسئولين أمام الله. فالكتاب المقدس يقول لنا أن الله أعلن عن نفسه بوضوح من خلال الطبيعة (رومية 20:1) وفي قلوب الناس (جامعة 11:3). والمشكلة أن الجنس البشري خاطيء، فكلنا نرفض هذه المعرفة بالله و نتمرد عليه (رومية 21:1-23). وبغير نعمة الله، لكان الله سمح لرغباتنا الخاطئة أن تتحكم فينا، وبذلك يسمح لنا أن نري كآبة و عدم جدوي الحياة بعيداً عن الله. وهو يفعل ذلك للذين يرفضونه (رومية 24:1-32).

في الحقيقة، القضية هي ليست أن الناس لم يسمعوا عن الله، بل بالحري أنهم يرفضون مايسمعوا عنه وما يروا في الطبيعة. تثنية 29:4 يقول "ثم ان طلبت من هناك الرب الهك تجده اذ التمسته بكل قلبك وبكل نفسك". وهذه الآية تعلمنا مبدأ مهم وهو: أن كل من يطلب الله سيجده. وان أراد شخص ما أن يعرف الله، فالله سيعرفه بشخصه.

المشكلة أن ، "ليس من يفهم، ليس من يطلب الله" (رومية 11:3). فالناس يرفضون معرفة الله الواضحة في الطبيعة وفي قلوبهم، ويقرروا عبادة اله ما من صنع خيالهم. وأنه ليس من الحكمة أن نناقش عداله الله في ضوء حكمه علي شخص ما بالهلاك لعدم معرفة المسيح. لأن الناس مسئولين أمام الله عما قد أعلنه لهم. الكتاب المقدس يقول أن الناس رفضوا معرفة الله ولذا فأن فمصيرهم الهلاك.

وبدلا من أن نتجادل حول هذه القضية، فمن الواجب علينا كمسيحيين أن نتأكد من أن كل شخص قد سمع عن الله، فالكتاب المقدس يأمرنا بأن نذهب للخليقة كلها وأن نبشرهم بالأنجيل (متي 19:28-20 وأعمال الرسل 8:1). ومجرد معرفتنا بأن هناك أشخاص يرفضون معرفة الله المعلنة في الطبيعة فأنه يتحتم علينا أن نقدم لهم رسالة الخلاص ومعرفة يسوع المسيح. وذلك من خلال تعميق معرفتنا بالمسيح والتعلم عن نعمته الممنوحة لنا وفدائه لنا من خطايانا وانقاذنا من موت محتم وحياة أبدية في الجحيم بعيدا عن الله.

وان اعتقدنا أن الذين لم يسمعوا عن الله وأنجيله سيمنحوا نعمة خاصة، فنحن نواجة معضلة عويصة. فأن كان الناس ينالوا الخلاص بعدم المعرفة - فأنه من الأفضل لنا أن نتأكد من ألا يعلم أحد شيئاً عن الله. حيث أن أسوأ شيء يمكن أن نفعله هو أن ننشر كلمة الله للناس وأن نراهم يرفضونها. فأن حدث ذلك فأنهم سيكونوا تحت الدينونة. الناس الذين لم يسمعوا عن الكتاب المقدس لا بد أن يدانوا، والا فليس هناك ضرورة للتبشير. فلماذا نحاول المغامرة وتقديم كلمة الله للناس والتعرض لاحتمال رفضهم لله وكلمته وتعريضهم للدينونة الأبدية – في حين أنهم كانوا سينالوا الخلاص ان لم يسمعوا شيء قط.



كيف يتسني لقدرة الله المطلقة أن تتفاعل مع حرية الأرادة البشرية في الخلاص؟




السؤال: كيف يتسني لقدرة الله المطلقة أن تتفاعل مع حرية الأرادة البشرية في الخلاص؟

الجواب:
أنه من غير الممكن لنا أن نفهم بصورة كلية العلاقة بين قدرة الله المطلقة وحرية أرادة الأنسان. فالله وحده الذي يعلم ذلك.

والكتاب المقدس واضح في أن الله يعلم من الذي سيخلص (رومية 29:8 و بطرس 2:1). أفسس 4:1 يقول لنا أن الله قد أختارنا "قبل تأسيس العالم". ويصف الكتاب المقدس المؤمنيين بال"مختارون" (رومية 33:8 و 5:11 و أفسس 11:1 وكولوسي 12:3 و تسالونيكي الأولي 4:1 وبطرس الأولي 2:1 و 9:2) والمعينون (متي 22:24 و 31 ومرقس 20:13 و27 ورومية 7:11 وتيموثاوس الأولي 21:5 وتيموثاوس الثانية 10:2 وتيطس 1:1 وبطرس 1:1). وحقيقة أن المؤمنون "سبق الله فعينهم" (رومية 29:8-30 وأفسس 5:1 و11) وأنهم مختارين (رومية 11:9 و28:11 و بطرس الثانية 10:1) فطريق الخلاص واضح تماما.

و أيضا يقول لنا الكتاب المقدس أن لنا أختيار حرية الأرادة – وأن كل مايتعين علينا أن نفعله هو أن نؤمن بالرب يسوع المسيح فنخلص (يوحنا 16:3 و رومية 9:10-10). الله يعلم من سيخلص والله يختار من سيخلص وعلينا أن نختار المسيح لنخلص. كيف تعمل هذه العوامل الثلاث معا هو في علم الله ومن الصعب لعقولنا المحدودة أن تدركه (رومية 33:11-36). ومسئوليتنا هي أن نحمل رسالة الخلاص للعالم كله (متي 18:28 -20 وأعمال الرسل 8:1). فيجب علينا أن نترك قضية العلم المسبق والأختيار والتعيين الي الله وأن نقوم بأطاعة وصاياه ونشر أنجيله للعالم كله.



سن المسائلة – ما هو مصير الطفل ان مات؟ هل يعلمنا الكتاب المقدس أن هناك سن للمسائلة؟




السؤال: سن المسائلة – ما هو مصير الطفل ان مات؟ هل يعلمنا الكتاب المقدس أن هناك سن للمسائلة؟

الجواب:
يعلمنا الكتاب المقدس انه حتي وان لم يرتكب طفل رضيع أي خطيئة شخصياً، فأننا كلنا خطاة أمام الله لأننا قد ورنا ونسبت الينا الخطيئة. فنحن نرث الخطيئة من والدينا. ففي مزمور 5:51 يكتب داوود، "هأنذا بالأثم صورت، وبالخطية حبلت بي أمي". فداوود يدرك أنه منذ أن حملت به أمه، كان به خطية. وحقيقة موت الأطفال هي حقيقة محزنة تؤكد لنا أن حتي الأطفال قد تأثروا بخطيئة آدم، حيث أن الموت الجسدي والروحي كانا نتيجة لعصيان آدم.

وكل شخص منا، طفل كان أم بالغ، يقف كخاطيء أمام الله، بل وكل شخص قد أخطاء في حق الله القدوس. والحالة الوحيدة التي من خلالها يمكن لله العادل أن يعلن بر الأنسان هو أن يتبرر ذلك الأنسان بأيمانه بيسوع المسيح. فالمسيح هو الطريق الواحد. يوحنا 6:14 يدون ما قاله يسوع عن نفسه، فقد قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي الي الآب الا بي". وكذلك يقول بطرس في أعمال الرسل 12:4 "وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص". فالخلاص هو قرار شخصي.

فماذا عن الأطفال والرضع حيث انهم غير قادرين علي اتخاذ ذلك القرار؟ "سن المسائلة" هو مبدأ مبني علي الأعتقاد بأن الذين يموتوا قبل أن يصلوا الي "سن المسائلة"، هم مخلصون بنعمة ورحمة الله. فأن "سن المسائلة" خاص بالذين هم غير آهلين لأتخاذ قرارات ضد أو مع المسيح. وعادة ما يكون هذا العمر هو ثلاثة عشر عاماً بناء علي التقليد اليهودي ببلوغ الشخص في هذا العمر. ولكن لا يوجد أي شيء في الكتاب المقدس يشير الي الي أن ثلاثة عشر عاماً هو سن المسائلة. فهذا يختلف من طفل الي أخر. فعندما يتمكن الطفل من اتخاذ قرار مع او ضد الله فهو في سن المسائلة.

وبالأخذ ما قيل سابقاً في الأعتبار، فيجب أن نتذكر أن موت المسيح كان كافياً لكل البشرية. فيقول يوحنا الأولي 2:2 عن يسوع "وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً". فهذه الآية توضح ان موت المسيح كان كافياً لتغطية كل الخطايا، وليس فقط خطايا الذين يؤمنون به. فربما يعني ذلك أن الثمن الذي دفعه المسيح علي الصليب يغطي الذين لم يتمكنوا من أن يأتوا له بالأيمان.

ونجد أن الجزء الأكثر تعلقاً بهذا الموضوع في الكتاب المقدس يوجد في صموئيل الثاني 21:12-23. حيث أننا نجد أن الملك داوود ارتكب خطيئة الزني مع بثشبع مما تسبب في حملها. ونجد أن ناثان الرسول أخبر داوود أن الطفل سيموت بسبب الخطيئة التي ارتكبها داوود. وتألم وحزن داوود جداً ولكن عندما مات الطفل كف داوود عن الحزن. وتعجب خدام داوود عند سماعهم لذلك. وقالوا "ما هذا الذي فعلت بينما كان الطفل حياً فأنك صمت وبكيت بينما أنك قمت وأكلت عندما مات"؟ فأجاب "عندما كان الطفل حياً نوحت وصمت، لأني اعتقدت ان ربما يرحمني الرب ويحيا الولد، ولكن عندما مات، لم أصوم؟ هل أقدر أن ارده بعد؟ أنا ذاهب اليه، وأما هو فلا يرجع لي". ورد داوود يمكن أن يفسر أن الله يحمي الذين لا يستطيعون أن يؤمنوا به. فقوله أنه ذاهب اليه هو سبب تعزية داوود . اذ أنه يقول أنه سيري ابنه ثانية في السماء.

وبالرغم من أن الكتاب المقدس يترك الباب مفتوحاً للإحتمالات، فالمشكلة الوحيدة للإعتقاد بأن عمل الله الكفاري علي الصليب يغطي كل الذين لا يستطيعون ان يأتوا اليه، هو أن الكتاب لا يذكر ذلك. فلا يمكننا تأكيد هذا الأعتقاد. ولكننا متأكدين من أن الله دائماً ما يفعل الصواب.

فبمعرفتنا لمحبة الله ونعمتة، فأننا نجد أن تغطيتة للذين لا يستطيعون أن يأتوا اليه يتوافق مع صفات الله. ونحن نعتقد أن الله يفدي الأطفال والمعاقين عقلياً لأنهم غير قادرين أن يأتوا لله لطلب الخلاص. ونحن واثقون أن الله محب وقدوس ورحيم وعادل. وكل مايفعله هو صائب وصالح.



لم أمر الله الشعب في العهد القديم بتقديم قرابين من الذبائح الحيوانية؟




السؤال: لم أمر الله الشعب في العهد القديم بتقديم قرابين من الذبائح الحيوانية؟

الجواب:
أمر الله الشعب بتقديم قرابين من الذبائح الحيوانية لكي يغفر الله لهم خطاياهم (لاويين 35:4 و 10:5). وكبداية، فأن استخدام الحيوانات للتضحية هو موضوع متكرر في مقاطع مختلفة من الكتاب المقدس. فعندما أخطأ آدم وحواء، اضطر الله لقتل الحيوانات لأستخدام الجلود لتغطية أجسامهم (تكوين 21:3). ونجد أن قايين وهابيل قدما قرابينهم الي الله. ولم تقبل تقدمة قايين لأنه استخدم الفواكه، بينما قبلت تقدمة هابيل اذ "وقدم هابيل من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب الي هابيل وقربانه، ولكن الي قايين وقربانه لم ينظر" (تكوين 4:4-5). وبعد أن أنتهي الطوفان نجد أن نوح قام بتقديم ذبائح لله من الحيوانات التي كانت علي الفلك. وسر الله من تضحية نوح (تكوين 20:8-21). ولقد أمر الله ابراهيم بالتضحية بأبنه اسحق. ولقد أطاع ابراهيم الله ولكن قبلما يذبح ابراهيم ابنه، تدخل الله ووفر حملاً ليموت عوضاً عن اسحق (تكوين 10:22-13).

ويبلغ نظام التضحية ذروته مع شعب اسرائيل. فقد أمر الله الشعب بتقديم التضحية مرات عديدة. وتبعاً لما هو موجود في لاويين 1:1-4، فقد كان هناك نظام معين لتقديم الذبائح لله. أولاً، لابد وأن تكون الذبيحة بلا عيب. وثانياً لابد وأن يحدد الشخص الذبيحة. وأن يقوم بذبحها بنفسه، فان قام بعمل ذلك بايمان، يقبل الله الذبيحة عوضاً عن خطايا الأنسان. وهناك ذبيحة أخري تسمي "يوم الكفارة" ونجد وصفه في لاويين 16، ويصف الغفران ونزع الخطيئة. ففيها يأخذ رئيس الكهنة تيسين لتقديمهما عن الخطايا. واحداً من التيوس يحمل خطايا اسرائيل (لاويين 15:16)، بينما يطلق سراح الأخر في البرية (لاويين 20:16-22). واحد من التيوس يمثل غفران الخطيئة والأخر يمثل انفصالها عن الأنسان تماماً.

فلماذا لا نقوم بهذه الفريضة اليوم؟ لقد انتهت فريضة تقديم الضحايا بذبح الحيوانات لأن يسوع المسيح كان القربان الأعظم. ولقد ادرك يوحنا المعمدان ذلك عند رؤيته للمسيح للمرة الأولي حيث قال "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!" (يوحنا 29:1). فربما تسأل نفسك، لم نذبح الحيوانات؟ وما هو ذنبهم؟ والأجابة تكمن في أنهم لم يرتكبوا أي شيء خاطيء، فكانوا بديلاً مناسب عن الشخص مرتكب الخطيئة. فأن يسوع المسيح الذي كان بلا خطيئة قدم نفسه عوضاً عن خطايا البشرية (تيموثاوس الأولي 6:2). والكثير من الناس ما يطلقون علي هذه الفكرة اسم "البديل". فيسوع المسيح حمل خطايانا بدلاً عنا. وكورنثوس الثانية 21:5 يقول "لأنه جعل الذي لم يعرف خطيه، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه" فبالأيمان بعمل المسيح علي الصليب، يمكن للفرد أن ينال غفران الخطايا.

وللتلخيص، فأن الله أمر بتقديم الذبائح الحيوانية لكي يحصل الفرد علي غفران الخطايا. فقد كانت الحيوانات تقبل بدلاً عن خطيئة الأنسان. ولقد توقفت ممارسة هذه الفريضة بمجيء المسيح. فقد ضحي المسيح بحياته وقدم نفسه قرباناً عن خطيئتنا وهو الأن الوسيط الوحيد بين الله والناس (تيموثاوس الأولي 5:2). فقد كانت التضحية بتقديم الذبائح الحيوانية تسبق مجيء المسيح. وأخذه مكاننا كخطاة لغفران خطايانا. وبهذا أعد الله البشرية لفبول لتقديم المسيح نفسه بدلاً عنا



هل خلاصنا مضمون أبدياً، ولم يحذرنا الكتاب المقدس من الردة؟




السؤال: هل خلاصنا مضمون أبدياً، ولم يحذرنا الكتاب المقدس من الردة؟

الجواب:
السبب وراء تحذير الكتاب المقدس ضد الردة انه من ثمارنا نعرف. فعندما قام يوحنا المعمدان بتعميد الجموع في نهر الأردن نري انه حذر الذين ظنوا أنهم تبرروا "يا أولاد الأفاعي، من آراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟ فاصنعوا أثمار تليق بالتوبة" (متي 7:3). وحذر المسيح الجمع الموجود عند القاؤه الموعظة علي الجبل بأن كل شجرة تعرف من ثمارها (متي 16:7)، وكل شجرة لا تحمل ثمراً تقطع وتلقي في النار (متي 19:7).

والغرض وراء هذه التحذيرات هو موازنة ما يدعوه البعض "بالأيمان السهل". وهذا يعني أن اتباع المسيح يعني أكثر من مجرد القول بأننا مسيحيون. ويمكن أن يدعي البعض أنهم مخلصون، ولكننا نعلم أن الذين حقاً تلقوا الخلاص هم الذين يحملون ثماراً ملحوظة. ويمكن أن يتسأل الشخص "ما هو المعني بالثمار"؟ والمثال الواضح في الكتاب الواضح يمكننا أن نجده في غلاطية 22:5-23. عندما يصف بولس ثمار الروح القدس: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، ايمان، وداعة، وتعفف. وهناك أنواع أخري من الثمار المسيحية مثل (الحمد، وكسب نفوس للمسيح)، ولكن القائمة السابقة تلخص لنا السلوك المسيحي. والمؤمن الحقيقي سيظهر هذا السلوك وهذه الصفات في حياته وتزداد بتقدمه في مسيرته مع الله (بطرس الثانية 5:1-8).

والذين يتبعون الله ويحملون ثمار الروح في حياتهم ويجاهدوا في مسيرتهم مع الله لهم ضمان الحياة الأبدية. وهناك الكثير من الآيات الكتابية التي توضح ذلك. رومية 29:8-30 يوضح " السلسلة الذهبية" للخلاص تصف أن الذين عرفهم الله، فسبق وعينهم، ودعاهم، وبررهم، ومجدهم – فلا يوجد خسارة في الطريق. وفيليبي 6:1 يخبرنا أن العمل الذي قد بدأه الله فينا، هو أيضاً سيكمله. وأيضاً أفسس 13:1-14 يعلمنا أن الله ختمنا بختم الروح القدس لضمان ارثنا منه الي ان نراه. ويوحنا 29:10 يؤكد لنا أنه لاشئ يقدر علي انتزاع خراف الله من يده. وهناك آيات كثيرة تكرر ذلك المبدأ – فالأبدية مضمونة للمؤمن من خلال خلاصه.

والمقاطع الكتابية التي تحذرنا من الردة، موجودة لغرضين. أولاً، حث المؤمن الحقيقي علي معرفة "اختياره ودعوته". ويقول لنا الرسول بولس في كورنثوس الثانية 5:13 أن نختبر أنفسنا لنعلم أن كنا في الأيمان. ان كان المؤمنون الحقيقيون يحملون ثمار الروح فاذاً سيمكننا أن نري آثار الخلاص. ويحمل المسيحيون ثماراً مختلفة تبعاً لطاعتهم وهباتهم الروحية، ولكن في النهاية نحن نعلم أن كل المؤمنون يحملون ثماراً، وأننا يجب أن نري ذلك بأمتحان قلوبنا.

وبالطبع سيكون هناك فترات في حياة المسيحي حيث لا يمكنه رؤية الثمار. بل وسيكون هناك فترات من العصيان والخطيئة. في هذه الفترات يفقد المؤمن ضمان خلاصه. وهو لا يفقد خلاصه بل الضمان المصاحب للخلاص. ولذا فقد قال داوود في مزمور 51 "رد لي بهجة خلاصي" (مزمور 12:51). فنحن نفقد بهجة خلاصنا عندما نعيش في الخطيئة. فلذا يجب علينا أن نمتحن قلوبنا. فعندما يمتحن المؤمن نفسه ويري أنه لا يحمل ثمراً فيجب عليه أن يرجع الي الله ويتوب.

والسبب الثاني للمقاطع الموجودة عن الردة هو أن الأنسان المرتد هو من يترك الأيمان بدينه. ومن الواضح في الكتاب المقدس أن المرتدون عن الأيمان هم الذين آمنوا بشفاهم فقط ولكن لم يقبلوا المسيح كمخلص شخصي في قلوبهم. ومتي 1:13-9 يوضح لنا ذلك بصورة رائعة. ففي ذلك المثل، يزرع الزارع علي أربعة أنواع من الترب: الطريق و الأماكن المحجرة والشوك والأرض الجيدة. وهذه الترب تمثل استجابة الناس لرسالة الأنجيل. فالأول يمثل الرفض التام، بينما يمثل الثلاثة الاخرون مستويات مختلفة من القبول. فالأماكن المحجرة والتربة المليئة بالشوك والحسك تمثل الذين يقبلون المسيح ثم تأتي الصعاب أو الأضطهاد أو هموم ومشاغل الحياة فتقضي علي قبولهم وتسبب في ابتعادهم عن الله. والرب يسوع يوضح أنه برغم قبول هذين النوعين الا أنهم لم يحملوا ثماراً قط. وكذلك يقول الرب يسوع في الموعظة علي الجبل أنه ليس كل من يقول "يارب، يارب. يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات" (متي 21:7).

وربما يبدو أنه من الغريب أن يحذر الكتاب المقدس من الردة بينما يقول في مقاطع أخري أن لا يمكن للمؤمن أن يترك ايمانه. ولكن هذا ما يقوله الكتاب. يوحنا الأولي 19:2 يوضح أن المتردون لم يعرفوا الله قط. فاذاً التحذير ينطبق علي الذين هم "في الأيمان" ولكن ليسوا هم مؤمنون حقيقيون. ونجد أن عبرانيين 4:6-6 وعبرانيين 26:10-29 يحتوي علي تحذيرات للذين "يدعوا" الأيمان، لأن يمتحنوا قلوبهم وأن قرروا الرجوع عن الأيمان فأننا سندرك أنهم غير مخلصون. متي 22:7-23 يشير الي أن "المؤمنون الغير حقيقيون" الذين يرفضهم الله بأنهم لا يرفضون من الله لأنهم فقدوا ايمانهم، بل لأنهم لم يعرفوا الله قط.

وكثير ما يريد الناس أن يصبحوا مسيحيون. فمن لا يريد الحياة الأبدية والبركة؟ ولكن المسيح يحثنا علي حسب حساب النفقة (لوقا 23:9-26 و25:14-33). فالمؤمن الحقيقي قد حسب حساب النفقة، بعكس المرتدون. والذين يتركون الأيمان هم أشخاص غير مخلصون (يوحنا الأولي 19:2). الأرتداد لا يعبر عن أن الأنسان خسر خلاصه، بل يوضح أن الأنسان لم يكن مخلص من الأصل.



هل يجب أن يطلب المؤمن من الله أن يغفر خطاياه؟




السؤال: هل يجب أن يطلب المؤمن من الله أن يغفر خطاياه؟

الجواب:
نتلقي في هذا الموقع سؤالين متكررين، الأول هو: "ماذا يحدث عندما أخطيء، وماذا سيحدث أن توفيت قبل أن أعترف لله بخطاياي؟"، والسؤال الآخر هو: "ماذا يحدث أن ارتكبت خطيئة، ثم نسيت اني فعلتها، ولم اعترف بها لله؟" والحقيقة أن السؤالين خاطئين في اسلوبهما. فالخلاص هو ليس اعتراف المؤمن بخطاياه قبل وفاته. والخلاص لايعتمد علي اعتراف المؤمن وتوبته عن كل خطيئة يفعلها. نعم يجب علينا أن نعترف بخطايانا لله. فعندما نؤمن بيسوع المسيح لخلاصنا، تغفر لنا كل خطايانا.وهذا يتضمن الخطايا المرتكبة في الماضي، الحاضر، والمستقبل، كبيرة أم صغيرة. ولكن لا يجب علي المؤمن أن يستمر في التوبة وطلب الغفران لكي يحصل علي الغفران. فالمسيح مات لدفع الثمن المستحق عن خطيئتنا، ولذا فعندما تغفر خطايانا، تغفر كلها (كولوسي 14:1، أعمال الرسل 43:10).

فما علينا فعله هو الأعتراف بخطايانا: "ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم"(يوحنا الأولي 9:1). لاحظ أن الكتاب لا يذكر طلب المغفرة. ولا يوجد ذلك في الكتاب المقدس كله. فما نتعلمه في يوحنا الأولي 9:1 هو أن "نعترف" بخطايانا لله. ومعني كلمة "نعترف" هو أن "نتفق مع". فعند اعترافنا بخطايانا نحن نتفق مع الله بأننا أخطأنا. والله يغفر لنا من خلال الأعتراف، وذلك يحدث بصورة متكررة لأنه اله "أمين وعادل". فما هو معني أن الله "أمين وعادل؟" هو أمين لأنه يغفر خطايانا، لأنه وعد ذلك لكل الذين يقبلون يسوع المسيح كمخلص لهم. وهو عادل لأنه يقبل الثمن الذي دفعه المسيح علي الصليب عن خطايانا وتكفيره عن ذنوبنا.

ولكننا أيضاً نجد أن يوحنا الأولي 9:1، يشير الي مسئوليتنا في الأعتراف بخطايانا لله لنوال الغفران. فكيف يحدث ذلك ان كانت كل خطايانا تغفر ساعة قبولنا الخلاص؟ يبدو أن يوحنا الرسول يشير هنا الي المغفرة المعتمدة علي "العلاقة" مع الله. فكل خطاينا تغفر عند قبولنا المسيح كمخلص. وهذا الغفران يضمن لنا خلاصنا ووعد الله بالحياة الأبدية في السماء. فعندما نمثل أمام الله بعد الموت، لن يرفضنا الله بسبب خطايانا. وهذا هو الغفران. ومبدأ الغفران المبني علي "العلاقة" مع الله مبني علي حقيقة أننا عندما نخطيء، فأننا نغضب الله ونحزن الروح القدس "أفسس 30:4). وبالرغم من أن الله قد غفر خطايانا بشكل عام، فأن خطايانا تعرقل علاقتنا مع الله. فالأبن الذي يعصي والده لن يتخلي الأب عن بنوته. وبالتالي فان أبينا السماوي يصفح لأولاده بلا شروط. ولكن العلاقة المتينة بين الأب وأبنه تعتمد علي اعتراف الأبن باخطاؤه في حق والده واعتذاره له. ولذا فنحن نعترف بخطايانا لله، لا لنحتفظ بخلاصنا، ولكن لنحافظ علي علاقتنا الوطيدة وشركتنا مع الله الذي يحبنا، ويغفر خطايانا.



هل المعمودية ضرورية للخلاص؟ ما هو التجديد بالمعمودية؟




السؤال: هل المعمودية ضرورية للخلاص؟ ما هو التجديد بالمعمودية؟

الجواب:
التجديد بالمعمودية هو الأعتقاد بأنه لابد للشخص وأن يعتمد كي يحصل علي الخلاص. ونحن نتفق مع أهمية المعمودية كمظهر لطاعة وخضوع المسيحي ولكننا نعترض تماماً علي فكرة عدم اكتمال الخلاص بغير المعمودية. ونؤمن أن كل مسيحي لابد وأن يعمد بالتغطيس في الماء. فالمعمودية تمثل توحد المسيحي مع موت المسيح، ودفنه، وقيامته. رومية 3:6-4 يعلن " أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتي كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة". فالتغطيس تحت الماء يوضح أننا ندفن مع المسيح. والخروج من الماء يصور لنا قيامة المسيح.

فأي شيء يضاف لأيماننا بالمسيح يسوع يعتبر خلاص مبني علي الأعمال. وبأضافة أي شيء فهذا يعني أن موت المسيح لم يكن كافياً لخلاصنا. فأن أضفنا المعمودية فهذا يعني أننا يجب أن نضيف أعمالنا الصالحة وان كان ذلك طاعتنا، لكي نجعل موت المسيح كافياً لخلاصنا. فموت المسيح وحده دفع ثمن خطيئتنا (رومية 8:5 و كورنثوس 21:5). والثمن المدفوع بدم المسيح كاف لتغطيئة آثامنا (يوحنا 16:3 وأعمال الرسل 31:16 وأفسس 8:2-9). ولذا فأن المعمودية هي خطوة طاعة هامة ولكنها غير ضرورية للخلاص.

نعم هناك بعض الآيات التي تشير الي أهمية المعمودية للخلاص. ولكن حيث أن الكتاب المقدس يخبرنا بوضوح أن الخلاص نتيجة لأيماننا بالمسيح فقط (يوحنا 16:3 وأفسس 8:2-9 وتيطس 5:3)، فلابد وأنه هناك تفسير مقنع لوجود هذه الآيات. فالكتاب لا يناقض نفسه. في بداية المسيحية، كان الشخص الذي يأتي الي الأيمان يعتمد ليوضح تحوله الي الدين المسيحي. فقد كانت المعمودية فريضة يعلن الفرد أيمانه من خلالها. فالذين رفضوا الأعتماد أعلنوا أنهم لم يؤمنوا. فلذا قد كان من الغريب جداً أن يكون هناك شخص يؤمن وألا يعتمد. فأن لم يريد الشخص أن يعلن أيمانه بالمعمودية فلابد وأن ذلك الشخص لم يكن له أيمان حقيقي.

وان كانت المعمودية ضرورية للخلاص، فلم اذاً قال الرسول بولس "أشكر الله أني لم أعمد أحداً منكم الا كريسبس وغايس"(كورنثوس الأولي 14:1)؟ ولم قال "لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح"(كورنثوس الأولي 17:1)؟ وطبعاً نعلم أن في ذلك الجزء يحارب بولس انقسام كنيسة كورنثوس. ولكن لم قال "اني شاكراً لأني لم أعمد".."المسيح لم يرسلني لأعمد"...أن كانت المعمودية ضرورية للخلاص؟ فأنه بذلك يقول، "أني شاكراً لأنكم لم تخلصوا"... أو "المسيح لم يرسلني لأخلص"...فهذا لا يعقل وأن ينطق به بولس. وكذلك عندما يعرف بولس انجيل المسيح (كورنثوس الأولي 1:15-18)، لمَ لم يذكر المعمودية؟ فأن كانت المعمودية من متطلبات الخلاص، فكيف يمكنه ألا يتضمنها؟

اذاً التجديد بالمعمودية هو مبدأ غير كتابي. فالمعمودية لا تخلص من الخطيئة. وبطرس علمنا أن المعمودية هي ليست تمثيل جسدي للصلب ولكنها عهد يمثل الوقوف بضمير صالح أمام الله. فالمعمودية تمثل ماحدث بالفعل في قلب وحياة الذين أعلنوا ايمانهم بالمسيح وقبلوه كمخلصهم الشخصي (رومية 3:6-5 وغلاطية 27:3 وكولوسي 12:2). ولكي نجعل مصدر الخلاص واضحاً تماماً أضاف بطرس "بصليب يسوع المسيح" (بطرس الأولي 3:1). فالمعمودية اذاً هي خطوة طاعة يجب لكل مسيحي أن يتخذها. ولكن المعمودية هي ليست متطلب للخلاص. والأعتقاد بذلك يقلل من كفاية موت المسيح وقيامته لخلاصنا.



ما هو الخلاص؟ ما هو المعتقد المسيحي للخلاص؟




السؤال: ما هو الخلاص؟ ما هو المعتقد المسيحي للخلاص؟

الجواب:
الخلاص هو التحرر من الخطر أو المعاناة. لتخلص شخص ما هو أن تحرره أو تحميه. والكلمة تحمل معاني الأنتصار، الصحة، والحفظ. وفي بعض الأحيان يستخدم الكتاب المقدس كلمة مخلص أو خلاص ليشير الي الحرية الجسدية مثل تحرر بولس من السجن (فيليبي 19:1).

وأحياناً كثيرة أخري، تعني كلمة خلاص تحرير روحي وأبدي. فعندما قال بولس للسجان في فيليبي ماذا يجب أن يفعله ليخلص، فأنه كان يعني حياته الأبدية (أعمال الرسل 30:16-31). ولقد ساوي المسيح الخلاص بدخول ملكوت السموات (متي 24:19-25).

من ماذا نخلص؟ في المعتقد المسيحي للخلاص، نحن نخلص من "الغضب" أي عقاب الله المستحق عن خطيئتنا (رومية 9:5 وتسالونيكي الأولي 9:5). فخطيئتنا تفصلنا عن الله وأجرة الخطيئة موت (رومية 23:6). فالخلاص الكتابي يشير الي خلاصنا من عواقب الخطيئة ويتضمن خلاصنا من الخطيئة نفسها.

من يخلصنا؟ الله وحد القادر أن ينزع الخطيئة ويخلصنا من عقابها (تيموثاوس الثانية 9:1 وتيطس 5:3).

كيف يخلص الله؟ في معتقد الخلاص المسيحي، الله أنقذنا من خلال المسيح (يوحنا 17:3). فأن موت المسيح علي الصليب وقيامته هي التي حققت الخلاص (رومية 10:5 وأفسس 7:1). والكتاب المقدس واضح أن الخلاص هو الهبة الغير مستحقة المنعم علينا بها من الله (أفسس 5:2 و8) وذلك من خلال ايماننا بالرب يسوع المسيح (أعمال الرسل 12:4).

كيف نقبل الخلاص؟ نحن مخلصون بالأيمان، أولاً، لابد وأن ندرس الأنجيل – الأخبار السارة عن موت المسيح وقيامته (أفسس 13:1) – ثم لابد وأن نؤمن ونثق تماماً بالرب يسوع (رومية 16:1). وهذا يتضمن التوبة، وتغيير الفكر من الخطيئة وتحويله للمسيح (أعمال الرسل 19:3) والدعوة بأسم الرب (رومية 9:10-10 ، 13).

فتعريف المعتقد المسيحي للخلاص : "هو التحرير الروحي والأبدي الذي يمنحه الله للذين يقبلون شروط التوبة ويعلنوا ايمانهم بالرب يسوع المسيح". فالخلاص متوفر من خلال المسيح وحده (يوحنا 6:14 وأعمال الرسل 12:4)، والحصول عليه وضمانه وأمانه يعتمد علي المسيح.



ما هو التبرير؟




السؤال: ما هو التبرير؟

الجواب:
ببساطة، التبرير هو أعلان صلاحنا، ومصالحتنا مع الله. فالتبرير هو اعلان الله صلاح الذين قبلوا المسيح، بناء علي أن صلاح المسيح ينسب الي الذين قبلوه. وبالرغم من أن التبرير مبدأ موجود خلال الكتاب المقدس كله، الا أن المقطع الذي يشير الي ذلك بصورة خاصة يمكننا وأن نجده في رومية 21:3-26 "وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس، مشهوداً له من الناموس والأنبياء. بر الله بالايمان بيسوع المسيح، الي كل وعلي كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق. اذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه، لاظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله. لاظهار بره في الزمان الحاضر، ليكون باراً ويبرر من هو من الايمان بيسوع".

فأننا قد تبررنا وأعلن صلاحنا، لحظة خلاصنا. والتبرير لا يجعلنا صالحون بل يبرز صلاحنا. ونحصل علي صلاحنا من عمل المسيح الكامل. فتضحيته تغطي خطايانا، وتجعل الله يرانا كاملين وبلا عيب. فالله يري صلاح المسيح فينا. وصلاح المسيح يتفق مع معيار الله للكمال، ولذا فهو يعلن صلاحنا وبرنا.

و الرسالة الي رومية 18:5-19 تلخص ذلك جيداً اذ تقول : "فاذاً كما بخطية واحدة صار الحكم الي جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة الي جميع الناس، لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الأنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً". فلماذا يعتبر اعلان البر شيء هام جداً؟ "فاذ قد تبررنا بالأيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5). لأنه بسبب التبرير يمكن لسلام الله أن يملاء ويسود علي حياتنا. وبسبب حقيقة أننا مبررون يمكننا أن نضمن خلاصنا. وكما أن التبرير يعطي الفرصة لله لتقديسنا وتخصيصنا– بحيث أن يكون ذلك حقيقة عملية واقعة



هل يمكن أن يخسر المسيحي خلاصه؟




السؤال: هل يمكن أن يخسر المسيحي خلاصه؟

الجواب:
قبل الأجابة عن هذا السؤال، يجب أن نعرف معني كلمة "مسيحي". فالفرد "المسيحي" هو ليس شخصاً قام بتلاوة صلاة ما، أو نشأ في عائلة مسيحية. وبالرغم من أن هذه الأشياء جزء هام من حياته المسيحية، فهي لا "تجعله" مسيحياً. فالمسيحي هو الشخص الذي قبل ووضع ايمانه في يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياته (يوحنا 16:3 وأعمال الرسل 31:16 وأفسس 8:2-9).

فبفهمنا لذلك التعريف، هل يمكن للمسيحي أن يخسر خلاصه؟ وللأجابة عن هذا السؤال الهام والخطير، لابد وأن نري ما يخبرنا الكتاب المقدس عن الخلاص ودراسة بناء علي ذلك معني أن يخسر المسيحي خلاصه. وهناك بعض الأمثلة لذلك:

المسيحي خليقة جديدة. "اذاً ان كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" (كورنثوس الثانية 17:5). فالكتاب يخبرنا أن الأنسان يصبح خليقة جديدة تماماً نتيجة لكونه "في المسيح". فلكي يخسر الشخص خلاصه لابد أن وتلغي كينونة الخليقة الجديدة أو أن يستردها الله.

المسيحي مفدي. "عالمين انكم افتديتم لا بأشياء تفني، بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح" (بطرس الأولي 18:1-19). وكلمة "مفدي" تشير الي الثمن المدفوع لتحرير ذلك الشخص. فلكي يخسر المسيحي خلاصه لابد وأن يسترد الله الثمن الغالي المدفوع بدم المسيح لفداء ذلك الأنسان.

المسيحي مبرر. "فاذ قد قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5). فالكلمة تعني "أعلان بر" المسيحي. فكل الذين قبلوا يسوع قد أعلن الله برهم. فلكي يخسرالشخص خلاصه لابد وأن يغير الله كلمته وأعلانه لبر ذلك الشخص.

المسيحي له وعد الحياة الأبدية. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). فالحياة الأبدية هي وعد سكني المؤمن في السماء للأبد مع الله. فوعد الله هو "آمنوا وستنالوا الحياة الأبدية". فأن خسر المسيحي خلاصه، فلابد وأن يخسر الحياة الأبدية الموعودة. فان كان الله قد قام بوعد الأنسان، فكيف يمكن ألا يفي الله بوعده بمنح الأنسان الحياة الأبدية؟

المسيحي ممجد. "والذين سبق فعينهم، فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضاً. والذين بررهم، فهؤلاء مجدهم أيضاً" (رومية 30:8). فكما تعلمنا في رومية 1:5، فالتبرير يعلن وقت ايمان المسيح. وتبعاً لرومية 30:8 فان المجد مضمون لكل من يبررهم المسيح. فالتمجيد يشير الي قبول المسيح لجسد كامل ممجد مقام في السماء. فان كان يمكن للمسيحي أن يخسر خلاصه، اذاً فهناك خطأ في رومية 30:8، لأن الله يعد بالمجد للذين سبق وعينهم ودعاهم وبررهم.

وهناك أمثلة عديدة لما يحدث وقت الخلاص. ولكن القلة التي شاركنا بها فيما أعلاه توضح عدم أمكانية الشخصي المسيحي أن يفقد خلاصه. ونجد أن كل ما يعده الله للمؤمن وقت خلاصه يصبح عديم القديمة ان كان الخلاص شيء يمكن للفرد أن يخسره. فلا يمكن للمسيحي أن لا يكون خليقة جديدة فيما بعد. ولا يمكن استرداد الفداء. ولا يمكن خسارة الحياة الأبدية. فان خسر الأنسان خلاصه، لابد وأن لا يوفي الله بوعوده الموجودة في كتابه المقدس وهذا شيء ضد طبيعة الله القدوس.

والأعتراض علي أن المسيحي لايمكن وأن يخسر خلاصه يكمن في التالي: (1) ماذا عن هؤلاء المسيحيون الذين يعيشون حياتهم بأسلوب لا أخلاقي بصورة مستمرة؟ - أيضاً – (2) ماذا عن هؤلاء الذين يعلنون ايمانهم ثم ينكروا المسيح وايمانهم به؟ والمشكلة في هاتين الحالتين أننا نعتقد أنهم "مسيحيون" (1) فالكتاب المقدس يعلن المسيحي الحقيقي لن يعيش بطريقة لا أخلاقية (يوحنا الأولي 6:3). (2) الكتاب المقدس يعلن أن أي شخص يترد عن الأيمان، لم يكن مسيحياً منذ البدء (يوحنا الأولي 19:2).

كلا، لا يمكن للمسيحي أن يخسر خلاصه. فلا يمكن لأي شيء أن يفصلنا عن محبة المسيح (رومية 38:8-39). ولا يمكن لأي شيء أن ينزع المؤمن من يدي الله (يوحنا 28:10-29). فالله قادر ويريد أن يضمن خلاصنا الذي منحه برحمته لنا. يهوذا 24-25 "والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوفقكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الاله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن والي كل الدهور. آمين".



ماهي المصالحة في المسيحية؟ لماذا يجب أن نتصالح مع الله؟




السؤال: ماهي المصالحة في المسيحية؟ لماذا يجب أن نتصالح مع الله؟

الجواب:
تخيل حالة صديقان أختلفا أو تعاركا. فمن الطبيعي أن نجد أن العلاقة الوطيدة بينهما قد توترت ومن المحتمل أن تنقطع العلاقة تماماً. فقد لا يتحدث أحدهم مع الأخر ثانية. ويصبح الصديقان تدريجياً غرباء. وهذه المقاطعة بينهما لا يمكن اصلاحها الا من خلال المصالحة. فالمصالحة تعني استرداد التناغم بين الأصدقاء واستعادة العلاقة بينهما. كورنثوس الثانية 18:5-19 يعلن، "ولكن الكل من الله، الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المصالحة".

والكتاب المقدس يخبرنا أن المسيح قد صالحنا مع الله (رومية 10:5 وكورنثوس 18:5 وكولوسي 20:1-21). وحقيقة احتياجنا للمصالحة مع الله توضح انقطاع علاقتنا مع الله. وحيث أن الله قدوس، فأن اللوم يقع علينا. فخطيئتنا فصلتنا عن الله. رومية 10:5 يخبرنا أننا كنا في عداوة مع الله: "لأنه إن كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه. فبالأولي كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته!".

فعندما مات المسيح من أجلنا علي الصليب، حمل عنا حكم الله وأعطانا سلام مع الله. "فمصالحتنا مع الله"، اذاً، تتضمن قبولنا نعمة الله ومغفرة خطايانا. وكننتيجة لتضحية المسيح، فأن العداء تحول الي علاقة صداقة ومحبة "لا أعود أسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يوحنا 15:15). والمصالحة هي حقيقة مجيدة! فقد كنا أعداء الله والأن نحن أصدقاؤه. ولقد كان محكوم علينا بالموت بسبب خطايانا ولكن الآن قد غفرت لنا خطايانا. ولقد كنا في حرب مع الله، ولكن لنا الآن السلام الذي يفوق كل عقل (فيليبي 7:4). " فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5).



ما معني الفداء في المسيحية؟




السؤال: ما معني الفداء في المسيحية؟

الجواب:
جميع البشر يحتاجون الي الفداء. اذ يصف الكتاب المقدس طبيعتنا الخاطئة بقوله: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رومية 23:3-24).

ومزايا الفداء تتضمن الحياة الأبدية (رؤيا 9:5-10)، ومغفرة الخطايا (أفسس 7:1)، والصلاح (رومية 17:5) والتحرر من لعنة الشريعة (غلاطية 13:3) وأن نصبح أبناء الله بالتبني (غلاطية 5:4) والتحرر من أغلال وعبودية الخطيئة (تيطس 14:2 وبطرس الأولي 14:1-18) والحصول علي السلام مع الله (كولوسي 18:1-20) وسكني الروح القدس فينا (كورنثوس الأولي 19:6-20). فكوننا مفديين، اذاً يعني أن خطايانا قد غفرت، وأننا قد تقدسنا، وتبررنا، وبوركنا، وتحررنا، وأصبحنا أبناء، وتصالحنا مع الله. أنظر أيضاً مزمور 7:130-8 ولوقا 38:2 وأعمال الرسل 28:20.

وكلمة يفدي تعني "يعتق أو يدفع ثمن". ولقد كان يستخدم هذا المصطلح للأشارة الي تحرير العبيد. وكون أن هذا المصطلح قد استخدم للأشارة الي موت المسيح علي الصليب فهذا يحمل معان كثيرة. فأن كنا قد تم "فدائنا" فلابد وأن حالتنا الأولي كانت حالة عبودية. لقد دفع الله ثمن تحريرنا، فلسنا بعد تحت وطأة الخطيئة أو الشريعة. ويمكننا أن نجد التعليم المدون عن هذا المصطلح في غلاطية 13:3 و 5:4.

ويتعلق بهذا المبدأ المسيحي الذي يتناول فكرة الفداء كلمة فدية. فالمسيح دفع ثمن تحريرنا من الخطيئة (متي 28:20 وتيموثاوس الأولي 6:2). فموته كان بدلاً عن حياتنا. والحقيقة أن الكتاب المقدس واضح جداً أنه يمكن لنا الحصول علي الفداء "من خلال دم المسيح" فقط (أي بموته بدلاً عنا)، كولوسي 14:1.

فالشوارع السماوية ستكون مليئة بالمعتوقين، الذين حصلوا علي الغفران والتحرير، وذلك ليس بسبب شيء ما قد فعلوه. اذ أننا سنجد أن عبيد الخطيئة أصبحوا قديسين. فلا عجب أن نجدهم يترنموا للفادي الذي ذبح من أجلهم ترنيمة جديدة (رؤيا يوحنا 9:5). فقد كنا عبيد للخطيئة، محكوم علينا بالأنفصال الأبدي عن الله. ولكن المسيح دفع ثمن فدائنا، وحررنا من الخطيئة ونجانا من عواقب الخطيئة الأبدية.



ما هي التوبة وما هي أهميتها للحصول علي الخلاص؟




السؤال: ما هي التوبة وما هي أهميتها للحصول علي الخلاص؟

الجواب:
كثيراً ما يعتقد الناس أن مصطلح "التوبة" يعني "الأبتعاد عن الخطيئة". ولكن ذلك ليس هو التفسير الكتابي للكلمة. ففي الكتاب المقدس، كلمة "يتوب" تعني "يغير فكره". والكتاب المقدس يخبرنا أن التوبة الحقيقية ستتسبب في تغيير في التصرفات (لوقا 8:3-14، أعمال الرسل 19:3). وأعمال الرسل 20:26 يعلن، "بل أخبرت أولاً الذين في دمشق، وفي أورشليم حتي جميع كورة اليهودية، ثم الأمم، أن يتوبوا ويرجعوا الي الله عاملين أعمالاً تليق بالتوبة". فالمعني الكتابي للتوبة هو التغيير الفكري الناتج عنه تغير الأفعال.

اذاً، ماهي العلاقة بين التوبة والخلاص؟ يبدو وأن سفر أعمال الرسل يركز بصورة خاصة علي التوبة من ناحية الخلاص (أعمال الرسل 38:2، 19:3، 18:11، 30:17، 21:20، 20:26). فأن تتوب من الناحية الخلاصية هو أن تغير فكرك نحو المسيح. وفي عظة بطرس يوم الخمسين (أعمال الرسل الأصحاح الثاني)، يختم بدعوة الناس للتوبة (أعمال الرسل 38:2). التوبة عن ماذا؟ بطرس يدعوا الذين رفضوا المسيح (أعمال الرسل 36:2)، ليغيروا فكرهم من ناحيته، وأن يعترفوا بأنه حقاً "المسيح الرب" (أعمال 36:2). فبطرس يدعو الناس لتغيير فكرهم من رفض المسيح، وبأن يقبلوا أنه المسيا المخلص.

ويمكن هنا أن نري أن التوبة والأيمان وجهان لعملة واحدة. فلا يمكن أن تؤمن بالمسيح المخلص، ان لم تغير فكرك عن كينونته وماقام به من أجل البشرية. فأن كانت توبة من رفض متعمد أم من جهل وعدم ادراك ففي كل الأحوال هي تغيير فكري. وهو مبدأ كتابي، يتعلق بالخلاص، وهو تغيير اتجاه رفض المسيح الي قبوله والأيمان به.

وأنه من الهام جداً أن ندرك أن التوبة هي ليست شيئاً نقوم به لنحصل علي الخلاص. فلايمكن لأي شخص أن يتوب ويأتي لله أن لم يجذبه الله (يوحنا 44:6). ونجد أن أعمال الرسل 31:5 و18:11 يشير الي أن التوبة كشيء يمنحه الله للأنسان بنعمته. فلا يمكن أن يتوب شخص ما أن لم يمنحه الله التوبة. فكل جوانب الخلاص بما فيها التوبة والأيمان، هي نتيجة اجتذاب الله لنا، وفتحه لعيوننا، وتغييره لقلوبنا. فطول أناة الله تقودنا للتوبة (بطرس الثانية 9:3)، وكذلك عطفة (رومية 4:2).

في حين أن التوبه ليس عملاً يؤهلنا للحصول علي الخلاص، ولكن توبتنا وخلاصنا تؤهلنا لعمل أعمال صالحة. فلا يمكن أن يكون قد حدث تغير في اتجاه فكرك وقلبك من غير حدوث تغيير في أفعالك. فنجد في الكتاب المقدس أن التوبة تؤدي الي تغير السلوك. ولذا دعي يوحنا المعمدان الجمع "فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (متي 8:3). والشخص الذي تاب عن رفضه للمسيح بقبوله للمسيح في قلبه سيؤثر ذلك علي أفعاله وسيظهر تغير حياته (كورنثوس الثانية 17:5 وغلاطية 19:5-23 ويعقوب 14:2-26). فالتوبة تبعاً لتعريفها الصحيح جزء هام من الخلاص. فالتوبة تبعاً لما يقوله الكتاب المقدس هو تغير الفكر والتحول الي الله بالأيمان للخلاص (أعمال الرسل 19:3). فالأبتعاد عن الخطيئة لا يفسر المقصود بالتوبة، ولكنه نتيجة لأيمان صادق بالرب يسوع المسيح.



ما هي أهمية قيامة المسيح؟




السؤال: ما هي أهمية قيامة المسيح؟

الجواب:
تعتبر قيامة المسيح مهمة للأسباب التالية. أولاً، لأنها تشهد لقوة الله العظيمة. فالأيمان بالقيامة يعني الأيمان بالله. فان كان الله موجود، وقد قام بخلق الكون وله القدرة علي الكون، فأنه قادر علي اقامة الأموات. وان لم تكن له هذ المقدرة، فأنه ليس الله، ولا يستحق ايماننا أو عبادتنا. فهو الذي خلق الحياة ويمكنه اقامتنا بعد الموت، فأنه الوحيد القادر علي غلبة الموت، وقهر القبر. فبأقامة يسوع المسيح من الموت، ذكرنا الله بسلطانه علي الحياة والموت.

ثانياً، قيامة المسيح شهادة علي قيامة البشر، وهو عامود هام من أعمدة الأيمان المسيحي. فالمسيحية تنفرد بأن مؤسسها قهر الموت وتعد كل أتباعها بأنهم غالبون مثل سيدهم. في حين أننا نجد أن الأديان الأخري تنتهي بأنتهاء حياة مؤسسها. فكمسيحيون نتمسك بحقيقة أن الهنا صار أنسان، ومات عن خطايانا، ومات و قام في اليوم الثالث. ولم يستطع القبر أن يوقفه. فأنه حي ويجلس الأن علي يمين العظمة مع الله في السماء. فالكنيسة الحية رئيسها حي.

في كورنثوس الأولي وأصحاح 15 يخبرنا الرسول بولس بأهمية قيامة المسيح. فالبعض في كنيسة كورنثوس لم يؤمنوا يؤمنوا بقيامة الأموات. وهذا الجزء من الأصحاح يعطينا النتائج المهيبة ان لم يكن هناك قيامة للأموات. 1) باطلة كرازتنا (عدد 14)، 2) باطل إيماننا (عدد 14)، 3) كل شهود القيامة شهود زور (عدد 15)، 4) لن يفدي أحد من الخطيئة (عدد 17)، 5) هلاك كل الذين رقدوا في المسيح (عدد 18)، 6) يصبح لا رجاء لنا (عدد 19). ولكن المسيح حقاً قام من بين الأموات "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (عدد 20)، ووعد كل من يؤمن به بالقيامة والحياة الأبدية.

وكلمة الله الموحاة تضمن قيامة المؤمن من بين الأموات عند مجيء المسيح لأختطاف جسده (أي الكنيسة). وهذا الرجاء والضمان هو ترنيمة انتصار كما دون بولس في كورنثوس الأولي 55:15 "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟". فما وجه الترابط بين هؤلاء الآيات وأهمية القيامة؟ يجيب بولس "إذاً يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب" (عدد 58) فهو يذكرنا لأنه يعلم أنه سيقام لحياة جديدة، أننا يمكننا تحمل خطر الأضطهاد لأجل المسيح (عدد 29-31)، كم تحمل هو وآلاف من الشهداء المذكورون في التاريخ وقاموا بتبديل حياتهم الأرضية بالحياة الأبدية من خلال القيامة.

القيامة هي الأنتصار الممجد الذي منحه يسوع المسيح لكل مؤمن بموته وقبره وقيامته في اليوم الثالث كما هو مدون في الكتب. ونحن نعلم أنه آت ثانية! وأن الموتي في المسيح سيحيون، والذي سيحيون وقت مجيئه سيتغيرون ويمنحنون أجساد ممجدة (تسالونيكي 13:4-18). فما أهمية قيامة المسيح؟ أنها توضح قبول الله لتضحية المسيح من أجلنا. وتثبت قدرة الله علي اقامة الأموات. وتؤكد لنا أن الذين يؤمنون بالمسيح لن يظلوا موتي، بل سيقاموا للتمتع بحياة أبدية. وهذا هو رجاؤنا المبارك!



هل يظل المؤمن المرتد متمتعاً بالخلاص؟




السؤال: هل يظل المؤمن المرتد متمتعاً بالخلاص؟

الجواب:
إن الجدل حول هذا السؤال مستمر بلا توقف عبر السنين. إن كلمة "مرتد" أو ارتداد" غير موجودة في العهد الجديد وتستخدم في العهد القديم أساساً للإشارة إلى شعب إسرائيل. إن اليهود، رغم أنهم كانوا شعب الله المختار، إلا أنهم دأبوا على إدارة ظهرهم له والتمرد على كلمته (ارميا 8: 9). لهذا أجبروا على تقديم ذبائح الخطية مراراً وتكراراً لكي يستعيدوا علاقتهم مع الله الذي أحزنوه. أما بالنسبة للشخص المسيحي المؤمن فلديه إمتياز ذبيحة المسيح الواحدة الكاملة وليس بحاجة إلى تقديم المزيد من الذبائح عن خطاياه. الله نفسه قد دبر لنا خلاصنا (كورنثوس الثانية 5: 21) ولأنه هو خلاصنا فلا يمكن أن يبتعد المؤمن الحقيقي عنه بمقدار لا يمكنه من العودة ثانية.

إن المؤمنين يقعون في الخطية (يوحنا الأولى 1: 8) ولكن الحياة المسيحية لا يمكن أن تكون حياة تتسم بالخطية. إن المؤمنين هم خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17). الروح القدس ساكن فينا وهو يعطي ثماراً جيدة (غلاطية 5: 22-23). يجب أن تكون الحياة المسيحية حياة مختلفة. إن المؤمنين يجدون غفراناً لخطاياهم مهما تعددت، ولكن في نفس الوقت يجب على المؤمنين أن يعيشوا حياة القداسة المتزايدة مع إزدياد إقترابهم من الله وتشبههم بالمسيح. فيجب أن نحذر ممن يدَّعي الإيمان ولكن حياته لا تعبر عن ذلك الإيمان. نعم، إن المرمن الحقيقي الذي يقع في الخطية ما زال يتمتع بالخلاص، ولكن في نفس الوقت فإن الشخص الذي يحيا حياة تسيطر عليها الخطية ليس مؤمن حقيقي.

ماذا عن الشخص الذي ينكر المسيح؟ يقول لنا الكتاب المقدس أنه إذا أنكر شخص المسيح، فإنه في الأصل يكون لم يعرفه قط. "مِنَّا خَرَجُوا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لَكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا" (يوحنا الأولى 2: 9). إن الشخص الذي يرفض المسيح ويترك الإيمان يظهر أنه لم يكن يوماً للمسيح. فالذين ينتمون للمسيح يظلون معه. أما الذين ينكرون إيمانهم فلم يكن لهم إيمان أصلاً. "صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضاً سَيُنْكِرُنَا. إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ" (تيموثاوس الثانية 2: 11-13).



هل تقول رسالة بطرس الأولى 3: 21 أن المعمودية شرط للخلاص؟




السؤال: هل تقول رسالة بطرس الأولى 3: 21 أن المعمودية شرط للخلاص؟

الجواب:
كما في حالة أية آية أو مقطع كتابي فإننا نميز ما يعلمنا إياه أولاً بأن نفحصه في ضوء ما نعرفه من باقي الكتاب المقدس حول ذات الموضوع. في حالة المعمودية والخلاص، فإن الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح، وليس بأعمال من أي نوع بما في ذلك المعمودية (أفسس 2: 8-9). لذلك فإن أي تفسير يقول بأن المعمودية أو أي فعل آخر ضروري للخلاص هو تفسير مغلوط.

إن الذين يؤمنون أن المعمودية شرط للخلاص يسارعون إلى إستخدام ما جاء في رسالة بطرس الأولى 3: 21 "كدليل" لأنه يقول "المعمودية الآن تخلصكم". هل كان بطرس يقصد فعلاً أن المعمودية هي ما يخلصنا؟ لو قال هذا فإنه يناقض مقاطع كتابية كثيرة تبين بوضوح خلاص أناس (بدليل قبولهم الروح القدس) قبل أن يتعمدوا بالماء أو دون معمودية على الإطلاق (مثل اللص على الصليب في لوقا 23: 39-43). مثال جيد لمن نال الخلاص قبل أن يتعمد هو كرنيليوس وأهل بيته في أعمال الرسل 10. نحن نعلم أنهم نالوا الخلاص قبل المعمودية لأنهم قبلوا الروح القدس كدليل على خلاصهم (رومية 8: 9؛ أفسس 1: 13؛ يوحنا الأولى 3: 24). إن دليل خلاصهم هو سبب سماح بطرس لهم بأن يتعمدوا. تقول مقاطع كتابية عديدة بوضوح أن الخلاص يتم عندما يؤمن الشخص بالإنجيل، وهو الوقت الذي يختم فيه "في المسيح بروح الموعد القدوس" (أفسس 1: 13).

ولكن نشكر الله أنه ليس علينا أن نخمن ما قصده بطرس في هذه الآية لأنه يوضحه بهذه العبارة "لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ". ففي حين يربط بطرس المعمودية بالخلاص، إلا أنه لا يشير هنا إلى فعل المعمودية ذاته (لا إزالة وسخ الجسد). إن التغطيس في الماء لا يفعل شيء أكثر من إزالة وسخ الجسد. ولكن ما يشير إليه بطرس هنا هو معنى المعمودية أي الشير الذي يخلصنا (سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ). بكلمات أخرى، ببساطة يقوم بطرس بربط المعمودية بالإيمان. ليس الماء الذي يبلل الجسم هو ما يخلص الإنسان، بل "سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ" والذي ترمز إليه المعمودية هو ما يخلصنا. دائما ما يكون سؤال الله أولاً. فأولاً يكون الإيمان والتوبة ثم المعمودية العلنية للتشبه بالمسيح.

يقدم د. كينيث ووست مؤلف "دراسة الكلمات في العهد الجديد باللغة اليونانية" تفسيراً رائعاً لهذا المقطع. يقول: "بالتأكيد يتحدث الرسول هنا عن معمودية الماء وليس معمودية الروح القدس، لأنه يتحدث عن مياه الطوفان التي خلصت من كانوا داخل الفلك، وفي هذه الآية يتحدث عن خلاص المؤمنين بالمعمودية. ولكنه يقول انها تخلصهم فقط كنظير. أي أن معمودية الماء هي نظير الواقع الذي هو الخلاص. فهي رمز وليس واقع. كانت الذبائح في العهد القديم رمز للحقيقة الذي هو الرب يسوع. لم تقدم الذبائح الخلاص إلا في رمزيتها. ولا جدال هنا أن هذه الذبائح كانت تشابه معمودية الماء بالنسبة للمؤمن. والكاتب هنا يستخدمها لتوضيح كلمة ’مثال‘.

فمعمودية الماء تخلص المؤمن أصلاً. كان اليهودي في العهد القديم يخلص قبل أن يقدم الذبيحة. كانت التقدمة شهادته الخارجية عن أنه وضع إيمانه في حمل الله التي ترمز إليه تلك الذبائح... معمودية الماء هي العلامة الخارجية لإيمان المؤمن. فالشخص ينال الخلاص في اللحظة التي يؤمن فيها بالرب يسوع. معمودية الماء هي الشهادة المرئية عن إيمانه وعن الخلاص الذي قد ناله نتيجة ذلك الإيمان. يحرص بطرس أن يخبر قراؤه أنه لا يعلم عن التجديد بالمعمودية أي أن الشخص الذي يتعمد ينال التجديد، لأنه يقول: " لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ". يشرح بطرس ان المعمودية لا تغسل أوساخ الجسد، لا بالمعنى الحرفي كإغتسال الجسد ولا بالمعنى الرمزي كتطهير النفس. فلا تؤثر أية طقوس في ضمير الإنسان فعلاً. ولكنه يحدد ما يعنيه بالخلاص في كلماته "بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ" ويشرح كيف يتم هذا "بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" أي أن الخاطيء الذي يأتي إلى الإيمان بالمسيح يتحد معه في قيامته.

إن جزء مما يسبب إختلاط الأمر بشأن هذا المقطع الكتابي يرجع بقدر كبير إلى أن المعمودية كإعلان علني عن إيمان الشخص بالمسيح قد إستبدلت "بإتخاذ قرار علني بقبول المسيح" أو أن "يصلي الشخص صلاة التائب". وصارت المعمودية أمراً يتم لاحقاً. ولكن بالنسبة لبطرس أو لأي من مؤمني القرن الأول كانت فكرة إعتراف شخص بالمسيح مخلصاً دون أن يتعمد بأسرع ما يمكن هي أمر غير مقبول. لذلك، ليس مستغرباً أن يرى بطرس أن المعمودية وثيقة الصلة بالخلاص. ولكن بطرس يوضح في هذه الآية أن الطقس في حد ذاته لا يخلص الإنسان، ولكن حقيقة إتحادنا بالإيمان بالمسيح في قيامته. " بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (بطرس الأولى 3: 21).

لهذا، فإن المعمودية التي يقول بطرس أنها تخلصنا هي التي يسبقها الإيمان بكفاية ذبيحة المسيح التي تبرر الشخص الخاطيء (رومية 3: 25-26؛ 4: 5). المعمودية هي العلامة الخارجية على عمل الله الذي "خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُس" (تيطس 3: 5).



هل يقول الكتاب المقدس في أعمال الرسل 2: 38 بضرورة معمودية الماء للخلاص؟




السؤال: هل يقول الكتاب المقدس في أعمال الرسل 2: 38 بضرورة معمودية الماء للخلاص؟

الجواب:
أعمال الرسل 2: 38 "فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ". كما في حالة أية آية أو مقطع كتابي فإننا نميز ما يعلمنا إياه أولاً بأن نفحصه في ضوء ما نعرفه من باقي الكتاب المقدس حول ذات الموضوع. في حالة المعمودية والخلاص، فإن الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح، وليس بأعمال من أي نوع بما في ذلك المعمودية (أفسس 2: 8-9). لذلك فإن أي تفسير يقول بأن المعمودية أو أي فعل آخر ضروري للخلاص هو تفسير مغلوط.

لماذا إذاً يصل البعض إلى نتيجة أنه يجب أن نتعمد بالماء لكي نخلص. أحياناً تركز المناقشة حول ما إذا كانت هذه الآية تقول بضرورة المعمودية للخلاص على الكلمة اليونانية eis التي تترجم "لـ" أو "لأجل" في هذه الآية. فمن يقولون بأن المعمودية ضرورية للخلاص يسارعون إلى الإشارة إلى هذه الآية ولكونها تقول: "وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا"، مفترضين أن حرف اللام هنا يعني "لكي تحصلوا على". ولكنه في اليونانية والعربية يحتمل عدة معانٍ.

فمثلاً عندما نقول: "خذ قرصي أسبرين للصداع"، من الواضح أننا لا نقصد: "خذ قرصي أسبرين لتحصل على الصداع"، بل: "خذ قرصي أسبرين لأنك تعاني من الصداع". توجد ثلاث إحتمالات لإستخدام حرف اللام يمكن أن تناسب ما جاء في أعمال الرسل 2: 38. 1) "لكي تكون أو تصبح أو تحصل على أو تحافظ على...الخ"؛ 2) "بسبب، نتيجة...الخ"؛ 3) "متعلق بـ أو يخص...الخ". بما أن أي من هذه المعاني الثلاث يمكن أن تناسب نص هذه الآية فيستلزم الأمر المزيد من الدراسة لتحديد أيها هو الصحيح.

يجب أن نبدأ بالرجوع إلى اللغة الأصلية ومعنى الكلمة اليونانية eis. هذه كلمة يونانية شائعة (إستخدمت 1774 مرة في العهد الجديد) وتترجم بطرق مختلفة. مثل كلمة "لأجل" في العربية فهي تحتمل عدة معانٍ. لذلك نرى على الأقل معنيين أو ثلاثة في هذه الأية، أحدها يدعم فكرة أن المعمودية شرط للخلاص، والمعاني الأخرى لا تقول نفس الشيء. ولكن قال علماء اللغة اليونانية أن هذه الكلمة في أعمال الرسل 2: 38 يجب أن تترجم "بسبب"، أو "في ضوء" وليس "لكي" أو لأجل".

ونرى مثال لهذا الإستخدام للكلمة في مقاطع كتابية أخرى مثل متى 12: 41 حيث تستخدم لتعني "نتيجة" فعل معين. في هذه الحالة يقال أن شعب نينوى "تابوا بمناداة يونان" (الكلمة المستخدمة في اللغة اليونانية هي نفس الكلمة eis). من الواضح أن المعنى هنا هو أنهم تابوا "بسبب" أو "نتيجة لـ" مناداة يونان. وبنفس الكيفية من الممكن أن أعمال الرسل 2: 38 يعبر عن حقيقة كونهم يجب أن يتعمدوا "نتيجة" أو "بسبب" أنهم قد آمنوا وبهذا قد نالوا فعلاً غفراناً لخطاياهم (يوحنا 1: 12؛ 3: 14-18؛ 5: 24؛ 11: 25-26؛ أعمال الرسل 10: 43؛ 13: 39؛ 16: 31؛ 26: 18؛ رومية 10: 9؛ أفسس 1: 12-14). هذا التفسير لهذا المقطع يتسق مع الرسالة المسجلة في عظتي بطرس التاليتين لغير المؤمنين حيث يربط بين مغفرة الخطايا والتوبة والإيمان بالمسيح دون أن يذكر شيء عن معمودية الماء (أعمال الرسل 3: 17-26؛ 4: 8-12).

بالإضافة إلى أعمال الرسل 2: 38 توجد ثلاث آيات أخرى حيث تستخدم الكلمة اليونانية eis مع كلمة "يعمد" أو "معمودية". أولها في متى 3: 11 "أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ". بالتأكيد لا تعني الكلمة اليونانية eis هنا "لكي تحصلوا على". فلم يعمدوا "لكي يحصلوا على التوبة" بل قد تعمدوا "لأنهم كانوا قد تابوا". الآية الثانية هي رومية 6: 3 حيث يقول: "اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ". وهذا أيضاً يتفق مع المعنى "بسبب". الآية الثالثة والأخيرة هي كورنثوس الأولى 10: 2 "جَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ". هنا أيضاً لا تعني هذه الكلمة "لكي يحصلوا على" لأن شعب إسرائيل لم يتعمدوا لكي يصبح موسى قائد لهم، لكن لأنه كان فعلاً قائدهم وقد قادهم للخروج من مصر. إذا التزمنا بهذا المعنى في إستخدام كلمة eis مع لكمة معمودية فإننا لا بد ان نصل إلى نتيجة أعمال الرسل 2: 38 يشير بالتأكيد إلى معموديتهم "بسبب أنهم" قد قبلوا غفراناً لخطاياهم. بعض الآيات الأخرى التي لا تعني فيها كلمة eis "لكي يحصل على" هي متى 28: 19؛ بطرس الأولى 3: 21؛ أعمال الرسل 19: 3؛ كورنثوس الأولى 1: 15 وأيضاً 12: 13.

أما بشأن هذه الآية و إستخدام كلمة eis فإن الدليل اللغوي واضح أنه في حين يحتمل كلا المعنيين فإن الدليل الغالب يؤيد تعريف هذه الكلمة بأنها "بسبب" وليس "لكي تحصل على". لذلك عندما يتم تفسير أعمال الرسل 2: 38 لا يعلمنا أن المعمودية شرط للخلاص.

بالإضافة إلى المعنى الدقيق لهذه الكلمة في هذه الآية يوجد منظور لغوي آخر يجب دراسته بعناية – إستبدال صيغة المخاطب وصيغة الغائب في الأفعال والضمائر في الآية. مثلاً، في أمر بطرس للمعمودية فإن الفعل اليوناني المترجم "توبوا" هو في صيغة المخاطب الجمع، بينما "ليعتمد" هو في صيغة الغائب المفرد. عندما نضيف هذا إلى الضمير المخاطب الجمع في "غفران خطاياكم" فإننا نلاحظ تمييزاً واضحاً هنا. إن نتيجة هذا التغيير من صيغة المخاطب الجمع إلى صيغة المفرد الغائب، ثم العودة إلى الصيغة الأولى يربط عبارة "غفران الخطايا" بـ "التوبة". لهذا، عندما نضع في الإعتبار هذا التغيير في الصيغة فإن معنى الآية يكون: "توبوا أنتم (جمع) من أجل مغفرة خطاياكم (جمع) وثم يعتمد (مفرد) كل واحد منكم (مفرد). أو بصيغة أكثر وضوحاً: "توبوا كلكم لتنالوا غفراناً لخطاياكم، وليعتمد كل واحد منكم".

خطأ آخر يقع فيه من يؤمنون أن أعمال الرسل 2: 28 يعلم أن المعمودية ضرورة للخلاص هو ما نسميه أحياناً مغالطة الإستدلال السلبي. ببساطة هذه الفكرة هي أنه لكون عبارة ما صحيحة هذا لا يعني أننا نستطيع أن نفترض أن كل ما يناقض تلك العبارة صحيح تلقائياً. بكلمات أخرى، لمجرد أن أعمال الرسل 2: 38 يقول "توبوا وليعتمد...لغفران الخطايا...وعطية الروح القدس" هذا لا يعني أنه لو تاب شخص دون أن يعتمد فلن ينال غفراناً للخطايا ولا عطية الروح القدس.

يوجد إختلاف مهم بين حالة الخلاص وبين شروط أو متطلبات الخلاص. إن الكتاب المقدس واضح في أن الإيمان حالة وشرط في نفس الوقت، ولكن ليس كذلك المعمودية. الكتاب المقدس لا يقول أنه إن لم يعتمد الإنسان فإنه لا ينال الخلاص. لو كان هذا صحيحاً، لم يكن بمقدور يسوع أن يؤكد للص على الصليب أنه سيكون معه في الفردوس في نفس ذلك اليوم (لوقا 23: 39-43). يمكننا أن نضيف أي عدد من الشروط إلى الإيمان (الذي هو ضروري للخلاص) دون أن نؤثر على ما هو مطلوب فعلاً للخلاص. مثلاً، لاحظ عبارة: "لو آمن الإنسان، وتعمد، وذهب إلى الكنيسة، وأعطى الفقراء، سيخلص". يوجد خطأ في إعتبار أن كل هذه الشروط – "المعمودية والذهاب الى الكنيسة والعطاء للفقراء" – هي شروط للخلاص. بينما تكون هذه الأفعال دليل على الخلاص، إلا أنها ليست من متطلباته.

إن حقيقة كون المعمودية ليست من شروط الحصول على الغفران وعلى عطية الروح القدس تتضح عندما نستمر في قراءة ما جاء أيضاً في سفر أعمال الرسل. في أعمال الرسل 10: 43 يقول بطرس لكرنيليوس أنه "بإسم الرب فإن كل من يؤمن به ينال غفراناً للخطايا" (لاحظ أنه حتى هذه اللحظة لم يقل شيئاً عن المعمودية، ولكن بطرس يربط بين الإيمان بالمسيح مع غفران الخطايا). ثم بعد قبول رسالة بطرس عن المسيح "حل الروح القدس على جميع السامعين" (أعمال الرسل 10: 44). فبعد أن آمنوا، ونالوا غفراناً لخطاياهم وقبلوا الروح القدس تمت معمودية كرنيليوس وأهل بيته (أعمال الرسل 10: 47-48). إن المعنى والنص واضحين: قبل كرنيليوس وأهل بيته غفران الخطايا وعطية الروح القدس قبل أن يتعمدوا بالماء. في الواقع، إن سبب سماح بطرس لهم بأن يتعمدوا كان أنهم أظهروا دليل قبول الروح القدس "كما فعل بطرس والمؤمنين اليهود".

في الختام، إن أعمال الرسل 2: 38 لا يعلمنا أن معمودية الماء شرط للخلاص. بينما المعمودية مهمة كعلامة عن تبرير الشخص بالإيمان وهي الإعلان العالني لإيمان الإنسان بالمسيح وعضويته في جسد المؤمنين، إلا أنها ليست الوسيلة لغفران الخطايا. إن الكتاب المقدس واضج في أننا ننال الخلاص بالنعمة فقط من خلال الإيمان بيسوع فقط (يوحنا 1: 12؛ 3: 16؛ أعمال الرسل 16: 31؛ رومية 3: 21-30؛ 4: 5؛ 10: 9-10؛ أفسس 2: 8-10؛ فيلبي 3: 9؛ غلاطية 2: 16).



هل يعلمنا إنجيل يوحنا 3: 5 أن معمودية الماء ضرورية للخلاص؟




السؤال: هل يعلمنا إنجيل يوحنا 3: 5 أن معمودية الماء ضرورية للخلاص؟

الجواب:
كما في حالة أية آية أو مقطع كتابي فإننا نميز ما يعلمنا إياه أولاً بأن نفحصه في ضوء ما نعرفه من باقي الكتاب المقدس حول ذات الموضوع. في حالة المعمودية والخلاص، فإن الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح، وليس بأعمال من أي نوع بما في ذلك المعمودية (أفسس 2: 8-9). لذلك فإن أي تفسير يقول بأن المعمودية أو أي فعل آخر ضروري للخلاص هو تفسير مغلوط.

يوحنا 3: 3-7 " فَقَالَ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ".

عندما ندرس هذا المقطع الكتابي، من المهم أن نلاحظ أولاً أنه لا يذكر كلمة معمودية على الإطلاق. في حين أنه يتحدث عن المعمودية في نفس الإصحاح بعد ذلك (يوحنا 3: 22-30)، وذلك في موقف مختلف تماماً (اليهودية بدلاً من أورشليم) وفي وقت يختلف عن وقت حديثه مع نيقوديموس. وهذا لا يعني أن نيقوديموس لم يكن يعرف أي شيء عن المعمودية، لا من حيث كون اليهود يعمدون المتحولين إلى اليهودية من الأمم، أو من خلال خدمة يوحنا المعمدان. ولكن، إن قراءة هذا النص ببساطة في الإطار الصحيح يجعلنا نعرف أن يسوع كان يتكلم عن المعمودية، وذلك ما لم نقوم بقراءته باحثين عن أفكار أو عقيدة معينة. فإن فهم علاقة هذا النص بالمعمودية لمجرد أنه يذكر كلمة "ماء" هو أمر لا سند له.

إن من يؤمنون بأن المعمودية ضرورية للخلاص يشيرون إلى عبارة "يولد من الماء" كدليل يستندون إليه. وكما يقول أحدهم: "إن يسوع يصف الأمر ويقول له بوضوح كيف – بأن يولد من الماء والروح. وهذا وصف ممتاز للمعمودية! لم يكن يسوع ليقدم شرحاً أكثر وضوحاً ودقة للمعمودية عن هذا". ولكن لو أن الرب يسوع أراد أن يقول بضرورة المعمودية لنوال الخلاص لكان قد قال ببساطة ووضوح "الحق الحق أقول لكم، ما لم يتعمد الشخص ويولد من الروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله". وأكثر من هذا، لو أن يسوع كان قد قال عبارة مثل هذه لكان الأمر مناقضاً للعديد من النصوص الكتابية الأخرى التي توضح أن الخلاص هو بالإيمان (يوحنا 3: 16؛ 3: 36؛ أفسس 2: 8-9؛ تيطس 3: 5).

يجب ايضاً الا يغيب عن ناظرينا حقيقة أنه عندما كان يسوع يتكلم مع نيقوديموس، لم يكن قد تم وضع فريضة المعمودية المسيحية بعد. نرى هذا التناقض في تفسير النص الكتابي عندما نسأل من يؤمنون أن المعمودية من شروط الخلاص لماذا لم يلزم أن يتعمد اللص على الصليب لكي ينال الخلاص. من الإجابات المعتادة لهذا السؤال: "إن اللص على الصليب كان لا يزال تحت العهد القديم ولذلك لم تطبق عليه هذه المعمودية. لقد نال الخلاص مثل كل الذين كانوا تحت العهد القديم". لهذا، فإن نفس الناس الذين يقولون بأن اللص لم يحتاج المعمودية لكونه "تحت العهد القديم" يستخدمون النص الوارد في يوحنا 3: 5 كـ "دليل" على ضرورة المعمودية للخلاص. إنهم يصرون على أن يسوع كان يقصد بقوله لنيقوديموس أنه من الضروري أن يتعمد لينال الخلاص، رغم أنه هو أيضاً كان لا يزال تحت العهد القديم. إذا كان اللص على الصليب قد نال الخلاص دون أن يتعمد (لأنه كان تحت العهد القديم) فلماذا يقول يسوع لنيقوديموس (الذي كان تحت العهد القديم) أنه يجب أن يتعمد لينال الخلاص؟

إذا كان "الولادة من الماء والروح" لا يشير إلى المعمودية، فما المقصود بها؟ يوجد تفسيرين شائعين لهذه العبارة. الأول هو أن يسوع إستخدم "الولادة من الماء" للإشارة إلى الولادة الجسدية (والماء يشير إلى السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين في الرحم) وأن الولادة من الروح تشير إلى الميلاد الروحي. وفي حين أن هذا تفسير معقول لعبارة "مولود من الماء" ويبدو متماشياً مع سؤال نيقوديموس عن كيف يولد الإنسان "وهو كبير في السن" إلا أنه ليس أفضل تفسير في إطار بيئة النص. فلم يكن يسوع يتحدث عن الفرق بين الولادة الجسدية والولادة الروحية. بل كان يشرح لنيقوديموس أنه بحاجة أن "يولد من فوق" أو "يولد ثانية".

إن التفسير الشائع لهذا النص والذي يتوافق بصورة عامة، ليس فقط مع بيئته بل مع الكتاب المقدس بصفة عامة هو الذي يقول بأن عبارة "مولود من الماء والروح" تصف جوانب مختلفة لنفس الولادة الروحية أي "الولادة الثانية" أو "الولادة من فوق". فعندما قال يسوع لنيقوديموس أنه يجب أن يولد من "الماء والروح" لم يكن يقصد الماء بالمعنى الحرفي (أي المعمودية أو حتى السائل الأمينوسي في الرحم)، ولكنه كان يشير إلى الحاجة إلى التطهير أو التجديد الروحي. عبر العهد القديم (مثل مزمور 51: 2، 7؛ حزقيال 36: 25) والعهد الجديد (يوحنا 13: 10؛ 15: 3؛ كورنثوس الثانية 6: 11؛ عبرانيين 10: 22) يستخدم الماء مجازياً للدلالة على التطهير الروحي أو التجديد الذي يعمله الروح القدس من خلال كلمة الله في لحظة الخلاص (أفسس 5: 26؛ تيطس 3: 5).

تصف دراسة باركلي للكتاب المقدس هذا المبدأ كالتالي: "توجد فكرتان هنا. الماء هو رمز التطهير. عندما يمتلك الرب يسوع حياتنا، وعندما نحبه بكل قلوبنا، فإن خطايا الماضي تغفر وتنسى. الروح هو رمز القوة. وعندما يمتلك المسيح حياتنا فهو لا يغفر وينسى الماضي فقط، فلو كان هذا هو كل الموضوع، فإننا بالتأكيد سوف نخرب حياتنا مرة أخرى؛ ولكن تدخل الحياة قوة جديدة تمكننا من أن نكون ما لا نستطيعه بأنفسنا وأن نفعل ما لا نستطيع فعله بقوتنا. الماء والروح يرمزان إلى التطهير وإلى قوة المسيح التي تمحو الماضي وتعطي النصرة في المستقبل".

لهذا فإن "الماء" المذكور في هذا المقطع ليس الماء بالمعنى الحرفي الملموس، بل هو "الماء الحي" الذي وعد به المسيح المرأة عند البئر في يوحنا 4: 10 وأيضاَ الجمهور في أورشليم في يوحنا 7: 37-39). إنه التطهير الداخلي والتجديد الذي ينتجه الروح القدس الذي يعطي حياة روحية للإنسان الميت بالخطايا (حزقيال 36: 25-27؛ تيطس 3: 5). يؤكد يسوع على هذه الحقيقة في يوحنا 3: 7 عندما يقول أن الإنسان يجب أن يولد ثانية وأن جدة الحياة هذه يعطيها الروح القدس وحده (يوحنا 3: 8).

توجد عدة أسباب تساند صحة هذا التفسير لعبارة "يولد من الماء والروح". أولاً، يجب أن نلاحظ أن الكلمة اليونانية التي تترجم "ثانية" تحتمل معنيين. أولها هو "مرة أخرى" والثاني "من فوق". من الواضح أن نيقوديموس قد رجح المعنى الأول "مرة أخرى" ولهذا وجدها فكرة غير مفهومة. ولهذا لم يفهم كيف يمكن لرجل بالغ أن يدخل رحم أمه مرة أخرى ويولد ثانية بالجسد. لهذا يعيد يسوع ما قاله لنيقوديموس بطريقة مختلفة حتى يوضح له أنه يقصد أن "يولد من فوق". بكلمات أخرى، فإن كل من "يولد من فوق" و "يولد من الماء والروح" يعبران عن نفس الشيء.

ثانياً، من المهم أن نلاحظ أن التركيب اللغوي اليوناني لهذه العبارة يشير إلى أن "يولد من الماء" ويولد من الروح" هما شيء واحد وليسا شيئين منفصلين. لهذا، فإنه لا يتكلم عن ولادتين مختلفتين كما فهم نيقوديموس خطأ، بل هي ولادة واحدة وهي "الولادة من فوق" أو الولادة الروحية اللازمة لأي شخص لكي "يرى ملكوت الله". هذه الحاجة إلى "الولادة الثانية" أو الولادة الروحية مهمة جداً حتى أن يسوع يخبر نيقوديموس عن أهميتها ثلاث مرات في هذا المقطع الكتابي (يوحنا 3: 3، 5، 7).

ثالثاً، يستخدم الماء مجازياً أحياناً في الكتاب المقدس للإشارة إلى عمل الروح القدس في تقديس المؤمن، حيث يطهر الله وينقي قلب المؤمن ونفسه. وفي مواضع كثيرة في العهد القديم والعهد الجديد يشبه عمل الروح القدس بالماء (إشعياء 44: 3؛ يوحنا 7: 38-39).

ينتهر يسوع نيقوديموس في يوحنا 3: 10 قائلاً: " أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا!" هذا يشير إلى أن ما قاله له يسوع للتو كان أمراً يفترض أن نيقوديموس يعرفه ويفهمه من العهد القديم. فما الذي كان يجب أن يعرفه نيقوديموس كمعلم من معلمي العهد القديم؟ كان يجب أن يعرف أن الله قد وعد في العهد القديم بوقت آت يقول الله أنه فيه: "أَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِراً فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً, وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا" (حزقيال 36: 25-27). لقد إنتهر يسوع نيقوديموس لأنه فشل في أن يتذكر ويفهم إحدى مقاطع العهد القديم المهمة التي تتكلم عن العهد الجديد (إرميا 31: 33). فكان يجب أن يتوقع نيقوديموس هذا. فلماذا إذاً ينتهر يسوع نيقوديموس لعدم فهمه المعمودية، مع الأخذ في الإعتبار أن المعمودية غير مذكورة في العهد القديم على الإطلاق؟

في حين لا يعلمنا هذا المقطع أن المعمودية ضرورية للخلاص، إلا لأننا يجب أن ننتبه ألا نغفل أهمية المعمودية. المعمودية هي علامة أو رمز لما يحدث عندما يولد الإنسان ثانية. ولا يجب التقليل من أهمية المعمودية. ولكن المعمودية في حد ذاتها لا تخلصنا. ما يخلصنا هو عمل الروح القدس المطهر عندما نولد ثانية ونتجدد بواسطته (تيطس 3: 5).



هل يعلمنا مرقس 16: 16 بأن المعمودية ضرورية للخلاص؟




السؤال: هل يعلمنا مرقس 16: 16 بأن المعمودية ضرورية للخلاص؟

الجواب:
كما في حالة أية آية أو مقطع كتابي فإننا نميز ما يعلمنا إياه أولاً بأن نفحصه في ضوء ما نعرفه من باقي الكتاب المقدس حول ذات الموضوع. في حالة المعمودية والخلاص، فإن الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح، وليس بأعمال من أي نوع بما في ذلك المعمودية (أفسس 2: 8-9). لذلك فإن أي تفسير يقول بأن المعمودية أو أي فعل آخر ضروري للخلاص هو تفسير مغلوط.

وفيما يخص مرقس 16: 16 من المهم أن نتذكر أنه توجد بعض التساؤلات حول نص ما جاء في مرقس 16 الآيات 9-20. حيث يتساءل البعض ما إذا كانت هذه الآيات جزء من إنجيل مرقس في الأصل أم لا. نتيجة لهذا، من الأفضل ألا تؤسس أية عقائد أساسية على ما جاء في مرقس 16: 9-20 مثل التعامل مع الحيات، ما لم يوجد له سند في مقاطع كتابية أخرى.

مع القول بأن الآية 16 هي جزء من النص الأصلي لإنجيل مرقس، فهل تعلمنا أن المعمودية ضرورية للخلاص؟ الإجابة ببساطة هي كلا، لا تعلمنا هذا. في الواقع عندما ندرس هذه الآية بعناية يتضح أنه لكي نفهم منها انها تعلم بضرورة المعمودية للخلاص فإننا يجب أن نمضي إلى أبعد مما يقوله النص فعلاً. ما يعلمنا إياه هذا النص هو أن الإيمان ضروري للخلاص، وهذا يتفق مع كل النصوص الكتابية التي تتكلم عن الخلاص، خاصة الآيات العديدة التي يذكر فيها أن الإيمان وحده ضروري للخلاص (مثال: يوحنا 3: 18؛ 5: 24؛ 12: 44؛ 20: 31؛ يوحنا الأولى 5: 13).

"مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مرقس 16: 16). لو فحصنا هذه الآية عن كثب لوجدنا أنها تنقسم إلى جملتين أساسيتين. 1) من آمن وإعتمد خلص، و 2) من لم يؤمن يدن.

من الواضح أن العامل الذي يحدد ما إذا كان المرء يخلص أو يدان هو إيمانه من عدمه. في التفسير الصحيح لهذه الآية، من المهم أن ندرك أنه بينما تتكلم عن المؤمنين الذين تمت معموديتهم (إنهم يخلصون)، إلا أنها لا تقول شيئاً عن المؤمنين الذين لم يتعمدوا. لكي تكون هذه الآية تعلمنا بأن المعمودية ضرورية للخلاص، كان يجب إضافة عبارة ثالثة إليها مثل "من يؤمن ولم يعتمد يدان" أو "من لم يعتمد يدان". ولكن بالطبع لا توجد أي من هذه العبارات في الآية.

إن الذين يحاولون إستخدام مرقس 16: 16 لكي يعلموا بأن المعمودية ضرورية للخلاص يرتكبون خطأ شائعاً مع كونه خطأ خطير حتى أنه يسمى أحياناً خطأ إستدلالي سلبي. هذا الخطأ يمكن وصفه كالتالي: "إذا كانت عبارة ما صحيحة، فيمكننا إفتراض أن كل ما هو عكسها صحيح أيضاً". بكلمات أخرى، لمجرد أن مرقس 16: 16 يقول "من آمن واعتمد خلص" لا يعني أنه إذا آمن الشخص ولم يعتمد فلن يخلص. ولكن هذا هو ما يعتقده من يستخدمون هذه الآية لمساندة الرأي القائل بضرورة المعمودية للخلاص.

أحيانا عندما ندرس الأخطاء الفكرية يكون من المفيد أن ندرس أمثلة أخرى على نفس النمط. وهذا يساعدنا أن نرى الخطأ بوضوح أكثر. في هذه الحالة دعونا ندرس عبارتين مختلفتين ولكن لهما نفس البناء. أولها عن الإعصار المدمر الذي دمر جزء كبير من نيوألأورليانز في خريف عام 2005. نتيجة ذلك الإعصار، فقد الكثيرين حياتهم، ودمرت مناطق كاملة من نيوأورليانز. مع هذه الخلفية، دعونا نفكر في أول عبارة تتشابه في بناؤهامع ما نجده في مرقس 16: 16 "الذين تركوا بيوتهم وهربوا من نيوأورليانز خلصوا، والذين بقوا في بيوتهم هلكوا".

لو طبقنا على هذه العبارة نفس المنطق الذي يطبقه من يؤمنون أن مرقس 16: 16 يعلم بأن المعمودية ضرورية للخلاص فيكون لزاماً علينا أن نقول بأنه لو لم ينطبق الشرطين الأولين (ترك المنازل، والهروب من نيوأورليانز) لهلك كل ما عداهم. ولكن في الواقع نعلم أن هذا ليس حقيقي. إن بعض الناس قد بقوا في منازلهم في المناطق المنخفضة ولم يهلكوا. في هذا الموقف يسهل رؤية أنه في حين أن العبارة الأولى صحيحة، إلا أنه ليس صحيحاً أن الذين لم يتركوا نيوأورليانز كلهم هلكوا. ولكن إذا إستخدمنا نفس المنطق الذي يستخدمه من يقولون بأن مرقس 16: 16 يعلم أن المعمودية ضرورية للخلاص تكون تلك هي النتيجة التي يجب الوصول اليها. ومن الواضح أن هذه نتيجة خاطئة.

يمكن أن تكون العبارة التالية مثال أيضاً: "كل الذين يؤمنون ويعيشون في كانساس يخلصون، ومن لا يؤمنون يدانون". مرة أخرى لاحظ تركيب الجملة المشبه لمرقس 16: 16. فإن القول بأنه فقط المؤمنين الذين يعيشون في كانساس يخلصون هو إفتراض خاطيء وغير منطقي. بينما مرقس 16: 16 يقول بأن المؤمنين الذين تعمدوا يخلصون إلا أنه لا يقول أي شيء عن المؤمنين الذين لم يتعمدوا.

"من يؤمن ويعيش في كانساس يخلص". "من آمن وإعتمد خلص" (مرقس 16: 16). بينما نجد كلتا هاتين العبارتين صحيحتين، إلا أننا يجب أن نلاحظ أن العبارة الأولى لا تقول أي شيء عمن يؤمنون ولا يعيشون في كانساس. وبنفس الطريقة، لا يخبرنا مرقس 16: 16 أي شيء عمن يؤمنون ولم يتعمدوا. إنه إستدلال منطقي وإفتراض خاطيء أن نجعل العبارة الأولى تقول بأنك يجب أن تعيش في كانساس لكي تخلص أو العبارة الثانية أنك يجب أن تتعمد لكي تخلص.

لكون مرقس 16: 16 يشمل أمرين مرتبطين بالخلاص (الإيمان والمعمودية)، هذا لا يعني أن كليهما شرط لحدوث الخلاص. هذا يكون صحيحاً أيضاً لو أن ظرفاً ثالثاً قد أضيف. سواء كانت العبارة التي تتحدث عن الخلاص تحوي ظرفين أو ثلاثة هذا لا يعني أن الثلاثة يجب أن تتوافر لإتمام الخلاص. في الواقع يمكننا أن نضيف أي عدد من الأمور الثانوية إلى الإيمان مثل إن أمنت وإعتمدت خلصت، أو إن آمنت واعتمدت وذهبت الى الكنيسة ودفعت عشورك خلصت. ولكن أن نقول بأن كل هذه الأمور شروط للخلاص هو أمر غير صحيح.

هذا مهم لأنه لكي نعرف ما إذا كان أمر معين ضروري للخلاص يجب أن تتوافر عبارة أخرى نافية له كما نجد في النصف الثاني من مرقس 16: 16 "كل من لا يؤمن يدن". الخلاصة هي أن ما فعله يسوع في هذه الآية هو أنه أعطانا الأمر الإيجابي للإيمان (من آمن خلص) والأمر السلبي الذي هو عدم الإيمان (من لا يؤمن يدن). لذلك، يمكننا أن نقول بكل تأكيد أن الإيمان هو شرط للخلاص. والأهم من هذا، فإننا نرى كلا هذين الجانبين الإيجابي والسلبي يتكرران في الكتاب المقدس (يوحنا 3: 16، 18، 36؛ 5: 24؛ 6: 53-54؛ أعمال الرسل 16: 31).

في حين أن يسوع يقدم الشرط الإيجابي للمعمودية (كل من إعتمد) في مرقس 16: 16 وآيات أخرى، إلا أننا لا نجد في أي موضع في الكتاب المقدس الأمر النافي المتعلق بالمعمودية (مثل: من لا يعتمد يدن). لهذا لا نستطيع أن نقول أن المعمودية ضرورية للخلاص بناء على مرقس 16: 16 (أو أية آيات مشابهة). والذين يفعلون هذا يؤسسون حجتهم على منطق مغلوط.

هل يعلمنا مرقس 16: 16 أن المعمودية ضرورية أم غير ضرورية للخلاص؟ كلا لا يعلمنا أي منهما. إنه يؤسس بوضوح مبدأ أن الإيمان ضروري للخلاص، ولكنه لا يثبت أن المعمودية شرط للخلاص من عدمه. فكيف يمكننا أن نعرف إذاً إن كان يجب أن نعتمد لكي نخلص أم لا؟ يجب أن ننظر الى ملء كلمة الله لكي نعرف هذا. وهذا ملخص الأدلة ضد كون المعمودية شرط للخلاص:

1. الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص بالإيمان فقط. إبراهيم خلص بالإيمان، ونحن نخلص بالإيمان (رومية 4: 1-25؛ غلاطية 3: 6-22).

2. في كل الكتاب المقدس، في كل تدبير إلهي، خلص الناس دون معمودية. كل مؤمن في العهد القديم (مثل: إبراهيم، ويعقوب، وداود، وسليمان) خلص ولكن دون معمودية. اللص على الصليب خلص دون معمودية. كرنيليوس خلص قبل أن يتعمد (أعمال الرسل 10: 44-46).

3. المعمودية هي شهادة وإعلان علني عن إيماننا بالمسيح. تقول الكلمة المقدسة بوضوح أننا ننال الحياة الأبدية في اللحظة التي نؤمن فيها (يوحنا 5: 24)، والإيمان يأتي دائماً قبل المعمودية. المعمودية لا تخلصنا مثلما لا يخلصنا تقدمنا للأمام في الكنيسة أو تلاوة صلاة معينة. نخن ننال الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان (أفسس 2: 8-9).

4. لا يقول الكتاب المقدس أنه لو لم يتعمد الشخص فإنه لا يخلص.

5. لو كانت المعمودية شرط للخلاص، فهذا يعني أنه لا يستطيع شخص ان يخلص دون وجود طرف ثالث. بكلمات أخرى، لو كانت المعمودية ضرورية للخلاص فيجب أن يعمدنا شخص آخر قبل أن ننال الخلاص. هذا يحد جداً من يمكن أن يخلص ومتى يمكن أن يخلص. إنه يعني أن الشخص الذي يؤمن بموت ودفن وقيامة المسيح ولكن ليست لديه الفرصة للمعمودية لا يمكن أن يخلص. إن عواقب هذا التعليم عندما نصل إلى نتيجته المنطقية هي عواقب مدمرة. فالجندي الذي يؤمن ولكنه بلقى الموت في المعركة قبل أن يتعمد سوف يهلك...الخ.

6. في كل الكتاب المقدس نرى أنه في اللحظة التي يؤمن فيها الشخص فإنه يمتلك كل وعود وبركات الخلاص (يوحنا 1: 12؛ 3: 16؛ 5: 24؛ 6: 47؛ 20: 31؛ أعمال الرسل 10: 43؛ 13: 39؛ 16: 31). عندما يؤمن الشخص فإنه ينال الحياة الأبدية ولا تأتي عليه دينونة ويكون قد انتقل من الموت الى الحياة (يوحنا 5: 24) وهذا كله قبل أن يتعمد.

إن الذين يؤمنون بالمعمودية للتجديد يجدر بهم أن يراجعوا أنفسهم مصليين فيمن يضعون ايمانهم وثقتهم. هل يضعون الإيمان في فعل بشري (المعمودية) أم في عمل المسيح التام على الصليب؟ في من أو ماذا يؤمنون للخلاص؟ هل يمكن أنهم يؤمنون بالظل (المعمودية) بدلاً من الجوهر (يسوع المسيح)؟ يجب ألا ننسى أبداً أن ايماننا يجب أن يكون ثابتاً في المسيح وحده لأنه "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ (أفسس 1: 7).



ماذا يقول الكتاب المقدس عن التجديد على فراش الموت؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن التجديد على فراش الموت؟

الجواب:
إن أشهر مثال على التجديد وقبول المسيح في آخر لحظة /أو قبل الموت في الكتاب المقدس هو حالة اللص الذي صلب مع المسيح (لوقا 24: 39-43). قبل موته بلحظات، كان هذا اللص نفسه يسخر من المسيح (متى 27: 44). ولكن، في آخر لحظة، تاب هذا المجرم وإعترف بالمسيح كالملك السماوي. وأعطاه الرب الوعد المبارك: "اليوم تكون معي في الفردوس".

رغم أن قصة اللص على الصليب تبين أنه يمكن أن ينال الإنسان الخلاص في آخر لحظة، إلا أن الكتاب المقدس يحذرنا لكي نتوب الآن، دون الإنتظار ولو لحظة أخرى. حذرنا يوحنا المعمدان قائلاً: "توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات" (متى 3: 2). وقد جاء يسوع بنفس الرسالة فيما يخص الحاجة إلى التوبة الفورية (متى 4: 17).

يحذرنا الكتاب المقدس من قصر الحياة. "لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ" (يعقوب 4: 14). إنه لا يوصينا بأن نفكر في الخلاص في يوم من الأيام، بل أن نؤمن به اليوم! "الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" (عبرانيين 4: 7). لا أحد منا يعرف كم بقي له من الوقت في هذه الحياة، أو في أية ظروف يكون موته. قد نموت بطريقة فجائية غير متوقعة لا تتيح لنا فرصة التجديد على فراش الموت. إن الخيار الوحيد المنطقي هو أن نتوب ونؤمن بالرب يسوع المسيح اليوم. "فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ" (كورنثوس الثانية 6: 2).



هل يمكن أن يمحى إسم إنسان ما من سفر الحياة؟




السؤال: هل يمكن أن يمحى إسم إنسان ما من سفر الحياة؟

الجواب:
يقول الكتاب المقدس في رؤيا 22: 19 "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هَذِهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هَذَا الْكِتَابِ". عادة ما تستخدم هذه الآية في الجدال حول الضمان الأبدي. هل يعني ما جاء في رؤيا 22: 19 أنه بعد أن يكتب إسم شخص ما في سفر حياة الحمل أنه يمكن أن يأتي وقت ويمسح منه؟ بمعنى آخر هل يمكن أن يفقد المؤمن خلاصه؟

أولاً، إن كلمة الله واضحة بشأن أن المؤمن الحقيقي مضمون بقوة الله، ومختوم ليوم الفداء (أفسس 4: 30)، وأن كل الذين أعطاهم الآب للإبن لن يفقد واحد منهم (يوحنا 6: 39). قال الرب يسوع: "أَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي" (يوحنا 10: 28-29). الخلاص هو عمل الله، وليس عملنا نحن (تيطس 3: 5)، وقوته هي التي تحفظنا.

إن كانت كلمة "أحد" المشار إليها في رؤيا 22: 19 لا يقصد بها المؤمنين، فمن المقصود بها؟ بكلمات أخرى، من الذي قد يريد أن يضيف أو يحذف من كلمات الكتاب المقدس؟ غالباً ما يكون التلاعب بكلمة الله ليس من قبل المؤمنين الحقيقيين بل الذين يدعون الإيمان ويظنون أن أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة. بصورة عامة فإن الجماعتين اللتين تلاعبتا بكلمة الله هم أصحاب البدع التي تدعي الإيمان المسيحي، واولئك الذين يتبنون معتقدات لاهوتية شديدة الليبرالية. إن الكثير من اللاهوتيين الليبراليين وأصحاب البدع يدعون أنهم ينتمون لإسم المسيح ولكنهم ليسوا مولودين ثانية – بحسب التعريف الكتابي للمؤمن.

يقدم الكتاب المقدس عدة أمثلة لأولئك الذين إعتقدوا أنهم مؤمنين ولكن شهادتهم كانت كاذبة. في يوحنا 15 يشير يسوع اليهم كأغصان لم تثبت فيه، هو الكرمة الحقيقية، ولذلك لم يحملوا اية ثمار. نحن نعرف أنهم غير حقيقيين لأنه "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (متى 7: 16، 20)؛ إن التلاميذ الحقيقيين يظهرون ثمر الروح القدس الذي يسكن فيهم (غلاطية 5: 22). في رسالة بطرس الثانية 2: 22 يقول عن المؤمنين المزيفين أنهم كلاب تعود إلى قيئها، وخنزيرة "مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ". إن الغصن الذي بلا ثمر والكلب والخنزيرة كلها رموز لمن يدعون الخلاص ولكن ليس لديهم أكثر من برهم الذاتي يتكلون عليه، وليس بر المسسيح الذي يخلص حقاً.

من غير المعقول أن الذين تابوا عن خطاياهم وولدوا الولادة الثانية يعبثون بإرادتهم بكلمة الله على هذا النحو – بالإضافة أو بالحذف. بالطبع ندرك أن أناساً صالحين قد كانت لهم خلافاتهم من جهة تفسير النصوص. ولكن يمكن التدليل على كيفية قيام أصحاب البدع والليبراليين بكل من "الإضافة" والحذف" من كلمة الله. لهذا يمكننا أن نفهم تحذير الرب في رؤيا 22: 19 هكذا: إن أي شخص يتلاعب بهذه الرسالة الهامة سيجد أن الله لم يكتب إسمه في سفر الحياة، ولن يسمح له بالدخول إلى المدينة المقدسة، ولن ينال أي من الأمور الصالحة التي يعد الله بها قديسيه في هذا الكتاب.

ومن جهة منطقية بحتة، لماذا يقوم الله كلي السلطان وكلي المعرفة – الذي يعرف النهاية من البداية (إشعياء 46: 10) – بكتابة إسم في سفر الحياة بينما هو يعرف أنه سوف يمحوه عندما يرتد ذلك الشخص وينكر إيمانه؟ بالإضافة لهذا، إن قراءة هذا التحذير في إطار المقطع الذي ورد به (رؤيا 22: 6-19) يبين بوضوح أن الله يظل ثابتاً: فقط الذين إنتبهوا لتحذيراته، وتابوا، وولدوا ثانية، هم الذين يمكنهم أن يتوقعوا أي شيء صالح في الأبدية. كل الآخرين، للأسف، ينتظرهم مستقبل رهيب ومخيف.

إن رؤيا 3: 5 يقدم آية أخرى ترتبط بنفس الموضوع. "مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ ... لَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ". إن "الغالب" المذكور في هذه الرسالة إلى ساردس هو الشخص المؤمن. قارن هذا مع يوحنا الأولى 5: 4 "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ". وأيضاً الآية 5 "مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟" (أنظر أيضاً يوحنا الأولى 2: 13). كل المؤمنين هم "غالبين" لأنهم قد منحوا الغلبة على الخطية وعدم الإيمان الذي في العالم.

يرى البعض في رؤيا 3: 5 صورة لقلم الله المستعد لمحو إسم أي مؤمن يقع في الخطية. ويفسرونه على النحو التالي: "إذا أخطأتم ولم تنتصروا، فإنكم ستخسرون خلاصكم! بل إنني في الواقع سأمحو أسماؤكم من سفر الحياة!" ولكن ليس هذا ما تقوله هذه الآية. إن يسوع هنا يقدم وعداً وليس تحذيراً.

لا تقول كلمة الله أبداً أن الله يمحو إسم شخص مؤمن من سفر الحياة؛ ولا يوجد حتى تحذير يقول أنه يفكر في هذا! إن الوعد الرائع الوارد في رؤيا 3: 5 هو أن يسوع لن يمحو إسم أي شخص. وفي حديثه إلى "الغالبين" – كل المفديين بدم الحمل – يعد يسوع أنه لن يمحو أسماؤهم. ويؤكد أنه ما أن يكتب إسم في سفر الحياة فإنه يظل فيه إلى الأبد. وهذا بناء على أمانة الله.

إن الوعد في رؤيا 3: 5 هو وعد للمؤمنين، الواثقين في خلاصهم. وبالمقابل فإن التحذير في رؤيا 22: 19 هو لغير المؤمنين الذين يحاولون تغيير كلمة الله لتناسبهم بدلاً من أن يحولوا قلوبهم إلى الله.



ماذا لو اني لا أشعر بأنني مخلَّص؟




السؤال: ماذا لو اني لا أشعر بأنني مخلَّص؟

الجواب:
إن هذا سؤال شائع بين المؤمنين. فإن الكثيرين يشكون في خلاصهم بناء على مشاعرهم أو نقصانها. إن الكتاب المقدس يقول الكثير عن الخلاص، ولكنه لا يقول أي شيء عن "الإحساس بأني مخلَّص". الخلاص هو عملية ينجو بها الخاطيء من "الغضب"، أي من دينونة الله على الخطية (رومية 5: 9؛ تسالونيكي الأولى 5: 9). وبالتحديد فإن موت المسيح على الصليب وقيامته بعد ذلك هو ما تمم لنا الخلاص (رومية 5: 10؛ أفسس 1: 7).

دورنا في عملية الخلاص هو اننا ننال الخلاص بالإيمان. أولاً يجب أن نسمع رسالة الإنجيل، الأخبار السارة عن موت المسيح وقيامته (أفسس 1: 13). ثم يجب أن نؤمن – نثق بالكامل في الرب يسوع (رومية 1: 16) وفي تضحيته من أجلنا. ليس لدينا أية ثقة في أعمال الجسد لنوال الخلاص. هذا الإيمان، الذي هو هبة من الله، وليس شيئاً نصنعه بأنفسنا (أفسس 2: 8-9) يتضمن التوبة وتغيير الذهن من جهة الخطية ومن جهة المسيح (أعمال الرسل 3: 19) كما يتضمن أن ندعو بإسم الرب (رومية 10: 9-10، 13). الخلاص ينتج عنه تغيير الحياة حيث نصبح خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17).

نحن نعيش في مجتمع يعتمد بصورة كبيرة على المشاعر والأحاسيس، وللأسف وصل هذا إلى الكنيسة ايضاً. إن المشاعر لا يمكن الإعتماد عليها. ولا يمكن الوثوق بالعواطف. فإنها تزيد وتنقص مثل حركة المد والجزر بالبحر التي تجلب معها الأعشاب البحرية والمخلفات وتتركها على الشاطيء، وتنحر الأرض التي نقف عليها. وهكذا هي حالة من تتحكم مشاعرهم بحياتهم. إن أبسط الظروف التي يتعرضون لها مثل الصداع أو يوم تزيد فيه الغيوم أو كلمة يلقيها صديق دون تفكير يمكن أن تمحو ثقتنا وتلقي بنا "في بحر" اليأس. إن الشك والإحباط خاصة في ما يخص الحياة المسيحية هما النتيجة الحتمية لمحاولة ترجمة مشاعرنا وكأنها هي الحقيقة. وهي ليست كذلك.

ولكن المؤمن الذي تم تحذيره والذي يعرف سلاحه الروحي جيداً لا تتحكم فيه المشاعر بل الحق الذي يعرفه. إنه لا يتكل على مشاعره لإثبات أي شيء. إن الإتكال على المشاعر هو الخطأ الذي يرتكبه معظم الناس في الحياة. إنهم يتمحورون على دواخلهم حتى انهم ينشغلون بأنفسهم وينهمكون في تحليل مشاعرهم. وهؤلاء هم الذين يشكون في علاقتهم بالله بصورة دائمة. فيتساءلون: "هل أحب الله فعلاً؟" و "هل يحبني الله؟" و "هل أنا صالح بشكل كاف؟". ما نحتاجه فعلاً هو أن نتوقف عن التفكير في أو التركيز على مشاعرنا ونعيد توجيه تركيزنا على الله والحق الذي نعرفه عنه من خلال كلمته.

عندما تتحكم فينا مشاعرنا الشخصية التي تتمحور حول ذواتنا بدلا من الحق الموضوعي الذي يتمحور حول الله فإننا نعيش في حالة من الهزيمة الدائمة. إن الحق الموضوعي يركز على عقائد الإيمان العظيمة وعلاقتها بالحياة: سيادة الله، المسيح شفيعنا ورئيس كهنتنا الأعظم، موعد الروح القدس، ورجاء المجد الأبدي. إن فهم هذه الحقائق العظيمة وتركيز أفكارنا عليها سوف يمكننا من التفكير بعقلانية في كل تجارب الحياة وبهذا يتقوى إيماننا. أما التفكير من منظلق ما نشعر به حيال أنفسنا بدلا من ما نعرفه عن الله هو الطريق المضمون للهزيمة الروحية. إن الحياة المسيحية هي حياة الموت عن الذات والنهوض "للسير في جدة الحياة" (رومية 6: 4)، وتلك الحياة الجديدة تتميز بالتفكير في من خلصنا وليس الأفكار عن الجسد المائت الذي قد صلب مع المسيح. عندما نفكر في ذواتنا وفي مشاعرنا باستمرار فإننا في الواقع نكون مهووسين بجثة مائتة متعفنة.

لقد وعد الله أن يخلصنا إذا جئنا إليه بإيمان. لم يعدنا بأن يجعلنا نشعر أننا مخلَّصين.



هل يظل الله يغفر إرتكاب نفس الخطية مراراً وتكراراً؟




السؤال: هل يظل الله يغفر إرتكاب نفس الخطية مراراً وتكراراً؟

الجواب:
لكي نقدم أفضل إجابة لهذا السؤال، سوف نرجع إلى مقطعين كتابيين. الأول نجده في سفر المزامير: " كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا" (مزمور 103: 12). إن إحدى الخدع الفعالة التي يستخدمها إبليس لخداع المؤمنين هي إقناعنا بأن خطايانا لم تغفر بالتمام، بالرغم من الوعد الذي تقدمه كلمة الله. لو كنا فعلاً قد قبلنا المسيح مخلصاً شخصياً بالإيمان وما زلنا نشك في حقيقة الغفران، ربما نكون نواجه هجوماً من الشيطان. إن الشيطان يكره أن يخلص الناس من يديه، فيحاول أن يزرع بذار الشك في أذهاننا عن حقيقة خلاصنا. ومن بين حيله الكثيرة، فإن إحدى أكبر أدوات الشيطان هي أن يذكرنا باستمرار بمعاصينا السابقة، وهو يستخدم هذا "كدليل" على أن الله لا يمكن أن يغفر لنا خطايانا. إن هجمات الشيطان تجعل راحتنا وثقتنا في وعود الله ومحبته تحدياً حقيقياً.

ولكن هذا المزمور يخبرنا أن الله يغفر خطايان بل ويزيلها تماماً من محضره. وهذا أمر إلهي عجيب! دون شك، هذا مفهوم يصعب علينا إدراكه، لهذا يسهل علينا أن نقلق بشأن مغفرة خطايانا بدلاً من أن نقبل الأمر ببساطة.

مقطع آخر هو رسالة يوحنا الأولى 1: 9 "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ". يا له من وعد رائع! الله يغفر لأبنائه عندما يخطئون لو أنهم فقط يأتون إليه تائبين وطالبين المغفرة. إن نعمة الله عظيمة بمقدار أنها تستطيع أن تطهر الخاطيء من خطيته حتى يصبح إبناً لله ويتبع ذلك أنها من العظمة حتى أنه حينما نتعثر نجد بعد غفراناً.

نقرأ في متى 18: 21-22 "حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ". كان بطرس في الغالب يعتقد أنه يظهر كرماً في هذه الحالة. لأنه بدلاً من أن يرد على من أخطأ في حقه بالمثل، فقد إقترح بطرس أن يظهر تسامحاً حتى سبع مرات. ولكن في المرة الثامنة تكون النعمة والغفران قد نفذا. ولكن المسيح قدم تحدياً لقوانين بطرس في حسابات النعمة بقوله أن الغفران لانهائي لمن يطلبونه حقاً. وهذا ممكن فقط بفضل نعمة الله المتاحة من خلال دم المسيح المسفوك على الصليب. فيمكننا أن نتطهر دائماً من الخطية بفضل قوة المسيح الغافرة وذلك إذا طلبنا الغفران بقلب متضع.

وفي نفس الوقت، يجب أن نلاحظ أنه ليس أمر كتابي أن يستمر الشخص الذي نال الخلاص في إرتكاب الخطية (يوحنا الأولى 3: 8-9). لهذا يدعونا الرسول بولس قائلاً: "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ" (كورنثوس الثانية 13: 5). كمؤمنين فإننا نتعثر أحياناً، ولكننا لا نعيش حياة الخطية المستمرة بلا توبة. كلنا لدينا ضعفاتنا ويمكن أن نقع في الخطية حتى دون إرادتنا. حتى الرسول بولس قد قام بأمور لم يكن يريدها بسبب الخطية العاملة في الجسد (رومية 7: 15). ومثل بولس يجب أن يكون رد فعل المؤمن هو أن يكره الخطية ويتوب ويطلبنعمة إلهية للتغلب عليها (رومية 7: 24-25). رغم أنه لا يجب أن نسقط بفضل نعمة الله الكافية، إلا أننا أحيانا نقع لأننا نتكل على قوتنا غير الكافية. عندما يصبح إيماننا ضعيفاً وننكر إلهنا بالكلام أو بالفعل، كما فعل بطرس، لا زالت هناك فرصة للتوبة ونوال غفراناً لخطايانا.

من حيل إبليس الأخرى هي أنه يجعلنا نعتقد أنه لا يوجد رجاء، أو لا توجد إمكانية لنوالنا الغفران أو لشفاءنا أو استردادنا. إنه يحاول أن يجعلنا نشعر بأننا مقيدين بالذنب حتى لا نعود نشعر أننا نستحق غفران الله. ولكن متى كنا مستحقين غفران الله؟ الله أحبنا، وغفر لنا وإختارنا لنكون في المسيح قبل تأسيس العالم (أفسس 1: 4-6) وذلك ليس بفضل أي شيء فعلناه ولكن "لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ" (أفسس 1: 12). لا يوجد مكان نذهب إليه لا تصله نعمة الله، ولا يوجد عمق نهبط اليه لا يستطيع الله أن يخرجنا منه. إن نعمته أعظم من جميع خطايانا. سواء كنا في بداية الإنحراف عن الطريق، أو كنا فعلاً غارقين في خطايانا، فإن نعمته متاحة لنا.

النعمة هي عطية من الله (أفسس 2: 8). عندما نخطيء، سوف يبكتنا روح الله على الخطية مما يجعلنا نشعر بحزن إلهي (كورنثوس الثانية 7: 10-11). إنه لن يدين أرواحنا كما لو لم يكن هناك رجاء، لأنه لا دينونة على الذين هم في المسيح يسوع (رومية 8: 1). إن تبكيت الروح في داخلنا هو تحرك محبة ونعمة. النعمة ليست حجة للخطية (رومية 6: 1-2) ولا نجروء على إستغلالها، يمعنى أن الخطية يجب أن تسمى بإسمها ولا يمكن أن نتعامل معها كأمر غير مؤذٍ ولا يغضب الله. يجب مواجهة المؤمنين غير التائبين بمحبة وإرشادهم إلى الحرية، ويجب أن نقول لغير المؤمنين أنهم بحاجة للتوبة. ولكن دعونا أيضاً نركز على الحل لأنه قد أعطيت لنا نعمة فوق نعمة (يوحنا 1: 16). فالنعمة حياتنا وخلاصنا وتقديسنا وهي تحفظنا وتمجدنا. دعونا نقبل النعمة عندما نخطيء وذلك عن طريق التوبة والإعتراف بخطايانا لله. لماذا نعيش حياة ملوثة بينما يعرض علينا المسيح أن يطهرنا ويجعلنا كاملين وبلا عيب في نظر الله؟



هل يمكن أن "يرد" المؤمن خلاصه؟




السؤال: هل يمكن أن "يرد" المؤمن خلاصه؟

الجواب:
إن الإجابة المختصرة لهذا السؤال هي "كلا"، إن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن "يرد" الخلاص. ولكن من الغريب أن بعض الذين يؤمنون أن المؤمن لا يمكن أن "يفقد" خلاصه، مازالوا يؤمنون أن الخلاص يمكن أن "يرد" إلى الله. إن بعض الذين يؤيدون وجهة النظر هذه يقرأون رومية 8: 38-39 ويقولون أنه في حين لا توجد قوة خارجية تستطيع أن تفصلنا عن الله، غلآ أننا نحن يمكننا أن نختار بإرادتنا الحرة أن نفصل أنفسنا عن الله. إن هذا ليس فقط أمر غير كتابي، بل هو أمر غير منطقي أيضاً.

لكي نفهم لماذا يستحيل علينا أن أن "نرد" خلاصنا، علينا أن نفهم ثلاثة أمور: طبيعة الله، وطبيعة الإنسان، وطبيعة الخلاص نفسه. تمت الإشارة إلى الله ثلاثة عشر مرة في سفر المزامير وحده على أنه مخلص البشر. الله وحده هو مخلصنا؛ لا يمكن أن يخلصنا أي شخص آخر، ولا يمكن أن نخلص أنفسنا. "أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ" (إشعياء 43: 11). لا يوجد موضع في الكتاب المقدس يصور فيه الله كمخلص يعتمد على من يخلصهم لتحقيق الخلاص. يوضح إنجيل يوحنا 1: 13 أن الذين هم ملك للرب لا يولدون ثانية بإرادتهم بل بمشيئة الله. الله يخلصنا بإرادته وبقدرته. لا يمكن تغيير إرادته وقدرته بلا حدود (دانيال 4: 35).

إن خطة الله للخلاص قد أتمها المسيح يسوع وهو الله المتجسد الذي جاء إلى الأرض "لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10). لقد أوضح يسوع أننا لسنا نحن الذين إخترناه، بل هو قد إختارنا ودعانا لكي "نَذْهَبُ وَنأْتُي بِثَمَرٍ" (يوحنا 15: 16). الخلاص هو هبة من الله بالإيمان في المسيح، وتقدم لمن سبق فعينهم قبل تأسيس العالم لكي يقبلوها والذين ختموا بالروح القدس للخلاص (أفسس 1: 11-14). وهذا يستبعد فكرة أن الإنسان بإرادته الخاصة يمكن أن يفسد خطة الله لخلاصه. الله لن يسبق ويعين شخص لقبول هبة الخلاص ثم يترك ذلك الشخص ليفسد خطته بأن يرد له هبته. إن معرفة الله الكلية والمسبقة تجعل مثل هذا السيناريو مستحيلاً.

الإنسان بطبيعته كائن فاسد لا يطلب الله بأي شكل. وإلى أن يغير روح الله قلبه فلن يطلب الله بل لا يستطيع أن يطلبه. إن كلمة الله غير مفهومة بالنسبة له. إن الإنسان غير المتجدد هو إنسان غير بار، لا قيمة له ومخادع. إن فمه مملوء بالمرارة واللعنات، وقلبه يتجه إلى أراقة الدماء، ليس لديه سلام، ولا "مخافة الله أمام ناظريه" (رومية 3: 10-18). إن مثل هذا الإنسان لا يقدر أن يخلص نفسه أو حتى أن يدرك حاجته إلى الخلاص. إن قلبه وذهنه يتغيران من جهة الله فقط بعد أن يصير خليقة جديدة في المسيح. فيرى الحق ويفهم الأمور الروحية (كورنثوس الأولى 2: 14؛ كورنثوس الثانية 5: 17).

إن الشخص المؤمن هو الذي تم فداؤه من الخطية وأصبح في طريقه إلى السماء. إنه خليقة جديدة، وأصبح قلبه متوجها تنحو الله. لقد زالت طبيعته القديمة وإنتهت. وطبيعته الجديدة لا ترغب في إعادة أو رد الخلاص والعودة إلى الذات القديمة مثلما لا يرغب من تمت زراعة قلب جديد له أن يعيد قلبه الجديد ويسترد القديم المريض. إن فكرة إعادة أو رد الشخص المؤمن لخلاصه هي فكرة غير كتابية وغير واردة على الإطلاق.



هل يغفر الله الخطايا الكبيرة؟ هل يغفر الله للقاتل؟




السؤال: هل يغفر الله الخطايا الكبيرة؟ هل يغفر الله للقاتل؟

الجواب:
يخطيء الكثيرين بالإعتقاد أن الله يغفر الخطايا "الصغيرة" مثل الكذب والغضب والأفكار غير الطاهرة، ولكنه لا يغفر الخطايا "الكبيرة" مثل القتل والزنى. وهذا غير صحيح. لا توجد خطية من الكبر يحيث لا يستطيع الله أن يغفرها. عندما مات المسيح على الصليب، مات لكي يدفع جزاء كل خطايا العالم بأسره (يوحنا الأولى 2: 2). عندما يضع المرء إيمانه في يسوع المسيح لنوال الخلاص، تغفر له جميع خطاياه. هذا يشمل خطايا الماضي والحاضر والمستقبل سواء كانت كبيرة أو صغيرة. لقد مات يسوع ليدفع ثمن كل خطايانا، وما أن يغفرها لنا فإنه يغفرها كلها (كولوسي 1: 14؛ أعمال الرسل 10: 43).

كلنا مذنبون بالخطايا (رومية 3: 23) ونستحق العقاب الأبدي (رومية 6: 23). مات يسوع من أجلنا، ليدفع عنا عقوبتنا (رومية 5: 8). كل من يؤمن بيسوع المسيح للخلاص ينال الغفران مهما كانت الخطايا التي إرتكبها (يوحنا 3: 16). قد يواجه الزاني أو القاتل عواقب خطيرة (قانونية أو في علاقاته...الخ) نتيجة أفعاله الشريرة أكثر من الكذاب مثلاً. ولكن خطايا القاتل أو الزاني تغفر بالتمام والى الأبد في اللحظة التي يؤمن فيها ويضع ثقته في الرب يسوع.

ليس حجم الخطية هو ما يحدد مقدار الغفران هنا، بل هو مقدار ذبيحة المسيح الكفارية. إذا كان دم حمل الله الذي بلا خطية المسفوك كافياً ليغطي كل خطايا الملايين من الناس الذين يؤمنون به، إذا لا يمكن أن تكون هناك حدود لحجم أو نوع الخطايا التي يغطيها. عندما قال: "قد أكمل" وضع نهاية للخطية، فقد قدم الكفارة الكاملة عنها، وتم الحصول على الغفران الكامل، تم صنع السلام، وتحقيق الفداء من جميع الخطايا. إن الخلاص يقيني وكامل وأكيد؛ ليست هناك حاجة، بل ولا يمكن أن يضاف اليه شيء. وفوق هذا فإن عمل المسيح المخلص تم دون تدخل البشر، ولا يمكن أن يتم إلغاؤه.



ما هي أساسيات رسالة الإنجيل؟




السؤال: ما هي أساسيات رسالة الإنجيل؟

الجواب:
إن كلمة "إنجيل" تعني "الأخبار السارة"، وأفضل تعريف لها هو أنها رسالة غفران الخطايا من خلال عمل المسيح الكفاري. إنها في الأساس خطة الله لإنقاذ الذين يثقون في إبنه لكي يتصالحوا مع الله القدوس العادل. إن المحتوى الأساسي لرسالة الخلاص هذه يشرح بوضوح في الكتاب المقدس.

يشرح الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس محتوى رسالة الإنجيل: "وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ وَبِهِ أَيْضاً تَخْلُصُونَ إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ" (كورنثوس الأولى 15: 1-4).

في هذا المقطع نرى ثلاث عناصر أساسية لرسالة الإنجيل. أولاً، إن عبارة "مات من أجل خطايانا" هي عبارة هامة جداً. كما تخبرنا رسالة رومية 3: 23 "الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ". يجب أن يعترف الجميع بحقيقة الخطية عند الإقتراب إلى عرش الله طلباً للخلاص. يجب أن يعترف الخاطيء بذنبه أمام الله لكي ينال الغفران ويجب أن يدرك أن "أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رومية 6: 23). بدون هذه الحقيقة الأساسية لا يكتمل تقديم رسالة الإنجيل.

ثانياً، إن شخص وعمل المسيح مكونان لا غنى عنهما في الإنجيل. إن الرب يسوع هو الله (كولوسي 2: 9) وهو إنسان في نفس الوقت (يوحنا 1: 14). عاش يسوع حياة بلا خطية لا نستطيع نحن أبداً أن نحياها (بطرس الأولى 2: 22) وهو الوحيد الذي أمكن أن يموت بديلاً عن الخطاة. إن الخطية ضد الإله غير المحدود تتطلب ذبيحة غير محدودة. لهذا، كان من الواجب أن يدفع الإنسان الذي هو كائن محدود عقوبة لفترة غير محدودة في جهنم، أو أن المسيح غير المحدود يدفعها عنه مرة واحدة. ذهب المسيح الى الصليب ليدفع بدلاً عنا ديوننا لله عن خطايانا، والذين تغطيهم الذبيحة التي قدمها سيرثون ملكوت الله كأبناء الملك (يوحنا 1: 12).

ثالثاً، إن قيامة المسيح هي عنصر رئيسي من عناصر الإنجيل. القيامة هي دليل قدرة الله. فالذي خلق الحياة هو وحده الذي يمكنه أن يقيم من الأموات، هو وحده يمكن أن يقلب البشاعة التي هي الموت نفسه، وهو وحده يمكنه أن يزيل شوكة الموت وغلبة الهاوية (كورنثوس الأولى 15: 54-55). وأكثر من هذا، فإن المسيحية لها مؤسس غلب الموت، ويعد كل أتباعه نفس الشيء على خلاف كل الديانات الأخرى. فكل الديانات الأخرى قد أسسها أناس وأنبياء كان القبر هو نهايتهم.

أخيراً، يقدم المسيح الخلاص كهبة مجانية (رومية 5: 15؛ 6: 23) يمكن قبولها بالإيمان فقط بعيداً عن الأعمال أو الإستحقاق من جانبنا (أفسس 2: 8-9). كما يخبرنا الرسول بولس، الإنجيل هو "... قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ" (رومية 1: 16). كما يقول لنا بنفس الوحي: "لأنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ" (رومية 10: 9).

هذه هي العناصر الأساسية للإنجيل: خطية جميع البشر، موت المسيح على الصليب ليدفع ثمن هذه الخطايا، قيامة المسيح ليعطي الحياة الأبدية لكل من يتبعه، وأن عطية الخلاص مقدمة للجميع.



ما معنى أن يسوع مات عن خطايانا؟




السؤال: ما معنى أن يسوع مات عن خطايانا؟

الجواب:
الأمر ببساطة هو أنه بدون موت المسيح على الصليب من أجل خطايانا لم يكن أحد لينعم بالحياة الأبدية. قال الرب يسوع نفسه: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6). في هذه العبارة يعلن يسوع سبب ولادته وموته وقيامته والذي هو توفير الطريق إلى السماء من أجل البشرية الخاطئة التي لا تستطيع أن تخلص نفسها.

عندما خلق الله آدم وحواء، كانا كاملين من كل الوجوه وعاشا في جنة عدن (تكوين 2: 15). خلق الله الإنسان على صورته، بمعنى أنه كانت لهما حرية إتخاذ القرارات والإختيارات وفق إرادتهما الحرة. يصف الإصحاح الثالث من سفر التكوين كيف سقط آدم وحواء أمام إغراءات وأكاذيب الشيطان. وبهذا فإنهما عصيا إرادة الله بأن أكلا من ثمر شجرة المعرفة التي كان قد نهاهما عن الأكل منها: "وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ" (تكوين 2: 16، 17). كانت هذه أول خطية إرتكبها الإنسان، ونتيجة لذلك، تعرضت كل البشرية للموت الجسدي والأبدي بسبب طبيعتنا الخاطئة التي ورثناها عن آدم.

أعلن الله أن كل من يخطيء يموت، جسدياً وروحياً. هذا هو مصير كل البشر. ولكن الله، في نعمته ورحمته، دبر طريقاً للخروج من هذه المأساة بسفك دم إبنه الذي بلا لوم على الصليب. أعلن الله أنه: "َبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عبرانيين 9: 22)، ولكن من خلال سفك الدم يتم الفداء. لقد قدم ناموس موسى (خروج 20: 2-17) طريقة لإعتبار الشعب "بلا خطية" أو "طاهرين" في نظر الله، وذلك عن طريق تقديم ذبائح حيوانية عن الخطية. ولكن كانت هذه الذبائح أمراً وقتياً وكانت ظلاً لذبيحة المسيح الكاملة على الصليب مرة وإلى الأبد (عبرانيين 10: 10).

لهذا جاء المسيح ولهذا مات، لكي يصبح الذبيحة النهائية الكاملة عن خطايانا (كولوسي 1: 22؛ بطرس الأولى 1: 19). لقد تحقق وعد الحياة الأبدية مع الله بالإيمان للذين يؤمنون به "لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (غلاطية 3: 22). إن هاتين الكلمتين "إيمان" و "يؤمنون" مهمتان للخلاص. لأنه من خلال إيماننا بدم المسيح المسفوك من أجل خطايانا ننال الحياة الأبدية. "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (أفسس 2: 8-9).



هل يوجد فرق بين سفر الحياة وسفر حياة الحمل؟




السؤال: هل يوجد فرق بين سفر الحياة وسفر حياة الحمل؟

الجواب:
يذكر "سفر الحياة" ثماني مرات في العهد الجديد، وتشير إثنتين منها بوجه خاص لسفر الحياة الخاص بالحمل، يسوع المسيح. ترد سبع من هذه المرات في سفر الرؤيا. والذين أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة هم الذين ينتمون إلى الله الذين نالوا الحياة الأبدية.

يشير الرسول بولس إلى الذين عملوا معه بأن أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة (فيلبي 4: 3)، وبهذا يعرف مرة أخرى سفر الحياة بأنه سجل بأسماء الذين نالوا الخلاص الأبدي. وبنفس الكيفية يشير سفر الرؤيا 3: 5 إلى كتاب الحياة الذي توجد فيه أسماء المؤمنين بالرب. هؤلاء هم الذين تغلبوا على تجارب الحياة الأرضية وأثبتوا أن خلاصهم حقيقي. هذه الآية توضح أيضاً أن يسوع يعد بأنه ما إن يكتب إسم في سفر الحياة لا يمكن أن يتم محوه وبهذا يثبت مرة أخرى عقيدة الضمان الأبدي. إن الرب يسوع الذي يخاطب الكنائس في هذا الجزء من سفر الرؤيا يعد بأن يعترف بخاصته أمام الآب. وبالمقابل أيضاً يعلن رؤيا 20: 15 أن مصير الذين لم تكتب أسماؤهم في سفر الحياة هو الأبدية في بحيرة النار.

نجد في رؤيا 13: 8 وأيضاً 21: 27 إشارة إلى "سفر حياة الحمل" الذي سجلت فيه أيضاً أسماء الذين إغتسلوا بدم الحمل يسوع المسيح. الحمل "المذبوح منذ تأسيس العالم" لديه سفر مكتوب فيه كل الذين فداهم بدمه. هم الذين سيدخلون المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة (رؤيا 21: 10) والذين سيعيشون مه الله في السماء إلى الأبد. بما أن سفر الحياة هو الذي سجلت فيه أسماء كل الذين نالوا الحياة الأبدية من خلال الحمل، فمن الواضح أن سفر الحياة وسفر حياة الحمل هما إشارة إلى نفس السفر ذاته.



ما هو الفرق بين الرحمة والنعمة؟




السؤال: ما هو الفرق بين الرحمة والنعمة؟

الجواب:
كثيراً ما يتم الخلط بين الرحمة والنعمة. ففي حين تحمل الكلمتين معان متشابهة، إلا أن الرحمة والنعمة ليستا نفس الشيء. الإختلاف بإختصار ما يلي: الرحمة هي ألا يعاقبنا الله بحسب إستحقاق خطايانا، والنعمة هي أن يباركنا الله بغض النظر عن حقيقة كوننا غير مستحقين. الرحمة هي الخلاص من الدينونة. والنعمة هي تقديم الخير لمن لا يستحقه.

بحسب ما جاء في الكتاب المقدس، لقد أخطأنا جميعنا (جامعة 7: 20؛ رومية 3: 23، يوحنا الأولى 1: 8). نتيجة تلك الخطية، كلنا مستحقين الموت (رومية 6: 23) والدينونة الأبدية في بحيرة النار (رؤيا 20: 12-15). في ضوء هذا الحق فإن كل يوم يمر علينا في هذه الحياة هو تعبير عن رحمة الله لنا. لو أعطانا الله كل ما نستحقه، لكنا جميعاً الآن تحت الدينونة للآبد. يصرخ داود في مزمور 51: 1-2 "إرحمنى يا الله،اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي". إن التضرع إلى الله طلباً للرحمة يعني أن نطلب منه إيقاف الدينونة التي نستحقها ومنحنا بدلاً منها الغفران الذي لا نستحقه بأي شكل من الأشكال.

نحن لا نستحق أي شيء من الله. الله غير مديون لنا بأي شيء. إن أي صلاح نختبره هو نتيجة نعمة الله (أفسس 2: 5). النعمة هي ببساطة رضى غير مبرر. الله يمنحنا أشياء صالحة لا نستحقها ولا يمكن أن نحصل عليها بمجهوداتنا. بعد أن نخلص من الدينونة برحمة الله، فإن النعمة هي أي شيء وكل شيء نناله بعد ذلك (رومية 3: 24). إن النعمة العامة هي النعمة الإلهية التي يغدقها الله على كل البشر بغض النظر عن حالتهم الروحية في نظره، بينما النعمة المخلصة هي ذلك الجانب الخاص من النعمة الذي به يسكب الله معونة الهية غير مبررة على مختاريه لتجديدهم وتقديسهم.

يمكن توضيح النعمة والرحمة بأفضل صورة في الخلاص المتاح من خلال يسوع المسيح. نحن نستحق الدينونة، ولكن إذا قبلنا المسيح مخلصاً فإننا ننال رحمة من الله ونخلص من الدينونة. وبدلا من الدينونة ننال بالنعمة الخلاص وغفران الخطايا والحياة الأفضل (يوحنا 10: 10) وكذلك الأبدية في السماء التي هي أروع وأعجب مكان يمكن تخيله (رؤيا 21-22). يجب أن يكون رد فعلنا تجاه نعمة ورحمة الله هو السجود وتقديم العبادة والشكر لله. تقول رسالة العبرانيين 4: 16 "فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ".



كيف ولمن دفع يسوع فدية لنا؟




السؤال: كيف ولمن دفع يسوع فدية لنا؟

الجواب:
إن الفدية هي ما يدفع لتحرير شخص تم أسره. دفع يسوع فديتنا ليحررنا من الخطية والموت والجحيم. نجد في كل من سفر الخروج واللاويين والعدد والتثنية متطلبات وشروط الله للذبيحة المقدمة. في زمن العهد القديم، أمر الله شعب إسرائيل أن يقدموا ذبائح حيوانية ككفارة بديلة؛ أي أن تقدم حياة الحيوان بدلا من حياة الشخص، حيث الموت هو جزاء الخطية (رومية 6: 23). يقول سفر الخروج 29: 36 " وَتُقَدِّمُ ثَوْرَ خَطِيَّةٍ كُلَّ يَوْمٍ لاجْلِ الْكَفَّارَةِ".

الله يتطلب منا القداسة (بطرس الأولى 1: 15-16). ويتطلب ناموس الله القداسة. لا يمكننا أن نقدم لله قداسة كاملة بسبب خطايانا (رومية 3: 23)؛ لذلك يتطلب الله إستيفاء متطلبات ناموسه. وقد أوفت الذبائح المقدمة له هذه المتطلبات. وهنا يأتي دور المسيح. يقول في عبرانيين 9: 12-15 "وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ - إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ - يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ".

كما تقول رسالة رومية 8: 3-4 "لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ".

من الواضح أن المسيح دفع لله فدية عن حياتنا. هذه الفدية كانت حياته ذاتها وسفك دماه ذبيحة عنا. نتيجة موته الكفاري فإن كل شخص على الأرض لديه فرصة قبول عطية الفداء وينال الغفران من الله. لأنه بدون موته سيكون ما زال واجباً علينا إستيفاء متطلبات ناموس الله بموتنا نحن.



إذا كنت تشك في خلاصك، هل يعني هذا أنك لم تخلص حقاً؟




السؤال: إذا كنت تشك في خلاصك، هل يعني هذا أنك لم تخلص حقاً؟

الجواب:
كلنا تنتابنا الشكوك من وقت لآخر. ولا يحدد هذا كوننا مؤمنين من عدمه. لأنه حتى عندما يكون المؤمن غير أمين، يبقى الله أميناً (تيموثاوس الثانية 2: 13). الله يريدنا أن نتأكد ونتيقن من خلاصنا (رومية 8: 38-39؛ يوحنا الأولى 5: 13). يعدنا الله أنه كا من يؤمن بيسوع المسيح سيخلص (يوحنا 3: 16؛ رومية 10: 9-10). لقد أخطأنا جميعاً وأعوزنا مجد الله (رومية 3: 23). نتيجة لهذا نستحق الموت والأبدية بعيداً عن الله (رومية 6: 23). ولكن الله أحبنا حتى أنه مات من أجلنا، حاملاً عنا عقابنا الذي نستحقه (رومية 5: 8). ولهذا كا من يؤمن به يخلص إلى الأبد.

أحيانا يكون الشك أمراً جيداً. يقول بولس في رسالة كورنثوس الثانية 13: 5 "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟" علينا أن نمتحن أنفسنا لنتيقن من أن يسوع هو فعلاً مخلصنا وأن الروح القدس ساكن فينا بحق. في هذه الحالة لا يمكن أن نفقد خلاصنا الذي أعطانا المسيح إياه (رومية 8: 38-39). إذا لم يكن هذا صحيحاً ربما يكون الروح القدس يبكتنا على خطية ويدفعنا للتوبة والتصالح مع الله من خلال المسيح. إن يقين الخلاص يأتي من معرفتنا أنه لكوننا في المسيح فإننا مضمونين إلى الأبد فيه. ولكن الإيمان الحقيقي للخلاص يظهر من خلال الأعمال (يعقوب 2: 14-26) وثمر الروح القدس في داخلنا (غلاطية 5: 22). إن غياب هذا الدليل يمكن أن يكون أحيانا هو سبب شكوكنا.

هل وضعت ثقتك بالرب يسوع؟ إذا كانت الإجابة نعم، إذاً إلقي عنك الشك وثق بالله. إذا عرفت المسيح مخلصاً شخصياً لك، فقد خلصت دون شك! إذا كانت إجابتك كلا، فآمن بالرب يسوع المسيح فتخلص! وإذا كانت لديك أية أسئلة بخصوص خلاصك أرسلها لنا وسنجيبك عليها.



ما هو التقديس؟ ما هو تعريف التقديس المسيحي؟




السؤال: ما هو التقديس؟ ما هو تعريف التقديس المسيحي؟

الجواب:
قال المسيح الكثير عن التقديس في إنجيل يوحنا الإصحاح 17. في الآية 16 يقول الرب: لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ" وهذا قبل أن يطلب: " قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ". إن التقديس هو التخصيص لله؛ وكل المؤمنين يدخلون إلى هذه الحالة عندما يولدون من الله: " وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً" (كورنثوس الأولى 1: 30). هذا التخصيص لله هو مرة وإلى الأبد. إنه جزء جزء أساسي من خلاصنا وصلتنا مع المسيح (عبرانيين 10: 10).

التقديس أيضاً هو الإختبار العملي لهذا التخصيص لله، وهو نتيجة طاعة كلمة الله الذي يجب أن يجاهد المؤمن من أجلها (بطرس الأولى 1: 15؛ عبرانيين 12: 14). وكما صلى الرب يسوع في يوحنا 17، فإن التقديس يحمل معنى تخصيص المؤمنين للهدف الذي أرسلوا من أجله إلى العالم: "كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ" (الآيات 18-19). إن تخصيصه لذاته للهدف الذي أرسل من أجله هو اساس وشرط تخصيصنا لما أرسلنا لأجله (يوحنا 10: 36). إن تقديسه هو نموذج وقوة تقديسنا. إن الإرسال والتقديس لا ينفصلان. وهنا يسمى المؤمنين قديسين. حيث كان سلوكهم في السابق يشهد على مكانتهم في العالم وإنفصالهم عن الله، أما الآن فسلوكهم الجديد يجب أن يكون شاهداً على مكانتهم أمام الله منفصلين عن العالم.

يوجد معنى آخر تحمله كلمة "تقديس" في الكتاب المقدس. يقول الرسلول بولس في رسالة تسالونيكي الأولى 5: 23 "إِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". يكتب بولس ايضاً في رسالة كولوسي عن "الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ" (كولوسي 1: 5). ثم بعد ذلك يتحدث عن المسيح الذي هو: "رَجَاءُ الْمَجْدِ" (كولوسي 1: 27) ثم يذكر حقيقة هذا الرجاء عندما يقول: "مَتَى اظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ انْتُمْ ايْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ" (كولوسي 3: 4). هذه الحالة الممجدة هي إنفصالنا النهائي عن الخطية، أي التقديس الكامل في كل جانب. "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (يوحنا الأولى 3: 2).

خلاصة القول، إن التقديس مرادف للقداسة، والكلمة اليونانية التي تشير لكليهما تعني "إنفصال"، أولاً إنفصال لحظي والتصاق بالمسيح عند الخلاص، وثانيا عملية مستمرة من التقديس في حياة المؤمن وهو ينتظر عودة المسيح وأخيراً إنفصال للأبد عن الخطية عندما نصل إلى السماء.



هل يمكن أن ينال الإنسان الخلاص من خلال إعلان عام؟




السؤال: هل يمكن أن ينال الإنسان الخلاص من خلال إعلان عام؟

الجواب:
يمكن تعريف الإعلان العام بأنه "إعلان عن الله لكل الناس، في كل الأزمنة، وفي كل مكان، يبين أن الله موجود وأنه كائن عاقل وقادر ومتعال". إن مقاطع كتابية مثل مزمور 19: 1-4 ورومية 1: 20 تقول بوضوح أنه يمكن أن ندرك أمور عن الله من خلال الطبيعة من حولنا. وفيما يخص السؤال: "هل يمكن أن ينال الإنسان الخلاص من خلال المعرفة العامة؟" نقول إن هذا السؤال غالباً ما يتم طرحه مرتبطاً بسؤال آخر: "ما مصير من لم يسمعوا رسالة الإنجيل أبداً؟"

للأسف مازالت توجد مناطق من العالم لم يصل إليها الكتاب المقدس أو إنجيل يسوع المسيح أو أية وسيلة لتعلم الإيمان المسيحي. فيأتي السؤال، ماذا يحدث لهؤلاء عندما يموتون؟ هل من العدل أن يدين الله شخصاً لم يسمع رسالة الإنجيل أو لم يسمع عن المسيح أو حتى بوجود إله؟ إن البعض يقدمون حلاً لهذه المعضلة بفكرة أن الله يدين أولئك الذين لم يسمعوا بناء على كيفية تجاوبهم مع الإعلان العام. تقول الفرضية أنه إذا كان الشخص يؤمن حقاً بما يمكن معرفته عن الله من خلال الإعلان العام، فإن الله سوف يدينه بجسب إيمانه ويسمح للشخص بدخول السماء. هل يمكن أن يكون مفهوم كهذا مفهوماً صحيحاً؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن نناقش فرضية أساسية وهي: إن الذين لم يسمعوا الإنجيل يبحثون عن الله، ويسعون طلباً للحق، بل ويترجون أن يأتي إليهم من يوصل لهم رسالة الخلاص. إن المشكلة في هذه الفرضية هي أن الكتاب المقدس يعلن العكس تماماً. تقول رسالة رومية 3: 10-12 "أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ". وفقاً للكلمة المقدسة فإن الناس يأخذون معرفة الله المتاحة من خلال الإعلان العام ويحولونها بحسب هواهم. تقول رسالة رومية 1: 21-23 " لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ". وفقاً لما يقوله الكتاب المقدس فإن "حالة" أولئك الذين هم بدون الله ليست كمن يبحث عن الخلاص، بل هي حالة تمرد وظلمة وعبادة أوثان.

عودة الى السؤال الذي نناقشه: هل يمكن أن يخلص الإنسان من خلال الإعلان العام؟ لا يقدم الكتاب المقدس في أي موضع أمل في إمكانية إيمان أولئك الذين لم يسمعوا الإنجيل من خلال الحق المتاح في الإعلان العام عن الله. مرة أخرى، إن الكتاب المقدس يصف الهالكين بأنهم في حالة تمرد على ما يعرفونه عن الله، ولا يبحثون عن مزيد من الحق عن الله. ولكن يبقى دائماً السؤال: "ماذا لو؟" لو أن الشخص الذي لم يسمع أبداً عن الإنجيل يؤمن بحق ما أمكنه معرفته عن الله من خلال الإعلان العام، فهل يخلص ذلك الشخص؟ لو وجد مثل هذا الشخص فعلاً، فيبدو الأمر متسقاً مع محبة ورحمة ونعمة الله أن يخلص مثل ذلك الشخص. مرة أخرى نقول، إن هذا مجرد وجهة نظر لا سند كتابي لها.

يسجل سفر أعمال الرسل الأصحاح العاشر قصة كرنيليوس. يوصف كرنيليوس بأنه "تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ" (أعمال الرسل 10: 2). هل خلّص الله كرنيليوس على أساس تقواه ومخافته لله بناء على المعرفة المحدودة التي إمتلكها عن الله؟ كلا. أرسل الله ملاكاً إلى كرنيليوس حاملاً إليه تعليمات للوصول إلى الرسول بطرس ودعوته إلى بيت كرنيليوس. أطاع كرنيليوس وجاء بطرس وقدم إليه مع عائلته رسالة الإنجيل. آمن كرنيليوس وعائلته ولهذا خلصوا (أعمال الرسل 10: 44-48). إن أعمال الرسل الإصحاح العاشر هو مثال واضح لعدم نوالنا الخلاص بناء على ايماننا بحقائق معينة عن الله أو طاعتنا لله بطرق معينة. إن الطريق الوحيد للخلاص هو إنجيل يسوع المسيح (يوحنا 14: 6؛ أعمال الرسل 4: 12).

إن حقيقة رفض الهالكين للإعلان العام هي السبب وراء أهمية إعلاننا للإنجيل للعالم كله (متى 28: 19-20؛ أعمال الرسل 1: 8). تقول رسالة رومية 10: 14 "فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟" يوصينا الله أن نكرز بالإنجيل لأنه: "لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ" (رومية 3: 10-11). فبدلاً من أن نأمل في خلاص البعض بالإيمان بما يمكن معرفته عن الله من خلال الإعلان العام، فإن الله يدعونا أن نذهب إلى كل العالم ونكرز بالإنجيل. إن الإيمان بإنجيل الخلاص بيسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص الذي يحدده الكتاب المقدس (يوحنا 3: 16).



هل توجد فرصة ثانية للخلاص بعد الموت؟




السؤال: هل توجد فرصة ثانية للخلاص بعد الموت؟

الجواب:
في حين نجد أن فكرة وجود فرصة ثانية للخلاص هي فكرة جذابة إلا أن الكتاب المقدس واضح بشأن أن الموت هو نهاية كل الفرص. تقول رسالة العبرانيين 9: 27 أننا نموت ثم بعد ذلك الدينونة. لهذا فإنه طالما الإنسان على قيد الحياة لديه فرصة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة...الخ. لقبول المسيح مخلصاً (يوحنا 3: 16؛ رومية 10: 9-10؛ أعمال الرسل 16: 31). ما إن يفارق الإنسان الحياة لا تعود لديه فرص أخرى. إن فكرة وجود المطهر، أي المكان الذي يذهب إليه الناس بعد الموت ليدفعوا ثمن خطاياهم ليس لها أي أساس كتابي ولكنها مجرد أحد معتقدات كنيسة الروم الكاثوليك.

لكي نفهم ما يحدث عندما يموت غير المؤمنين فيجب أن نقرأ ما جاء في سفر الرؤيا 20: 11-15 الذي يصف عرش الدينونة الأبيض العظيم. حيث فتحت الأسفار و "دِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِم". تحتوي الأسفار على كل أفكار وأعمال الذين تتم محاسبتهم، ونعرف من رسالة رومية 3: 20 " لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ". لذلك كل من يدانون بحسب أعمالهم وأفكارهم يحكم عليهم بجهنم. أما المؤمنين بالمسيح، من جهة أخرى، لا يدانون بسجل الأعمال، ولكن أسماؤهم موجودة في سفر آخر، هو "سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ"(رؤيا 21: 27). هؤلاء هم الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح، وهم وحدهم الذين سيدخلون السماء.

كل من كتب إسمه في سفر حياة الحمل قد "اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ"، بنعمة الله المخلصة ليكونوا عروس ابنه، أي كنيسة يسوع المسيح. هؤلاء لا يحتاجون إلى "فرصة ثانية" للخلاص، لأن خلاصهم مضمون في المسيح. لقد إختارهم، وخلصهم، وخلاصهم مضمون فيه. ى يمكن أن يفصلهم شيء عن المسيح (رومية 8: 39). فالذين مات المسيح من أجلهم هو سيضمن خلاصهم. لقد قال: " كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ" (يوحنا 6: 37) وأيضا: "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي" (يوحنا 10: 28). فبالنسبة للمؤمنين ليست هناك حاجة لفرصة ثانية لأن الفرصة الأولى كافية.

ولكن ماذا عن غير المؤمنين؟ ألن يتوبوا ويؤمنوا لو أعطيت لهم فرصة ثانية؟ الإجابة هي كلا، لن يحدث هذا لأن قلوبهم لن تتغير ببساطة بسبب موتهم. إن قلوبهم وأذهانهم في "عداوة" مع الله ولن يقبلوه حتى لو رأوه وجهاً لوجه. هذا واضح من قصة الرجل الغني ولعازر في لوقا 16: 19-31. لو كان هناك شخص وجب عليه أن يتوب عندما أعطيت له فرصة ثانية لرؤية الحق بوضوح لكان هو ذاك الرجل الغني. ولكن رغم أنه كان في وسط عذاب الجحيم، طلب فقط أن يرسل ابراهيم ولعازر إلى الأرض لتحذير إخوته حتى لا يقاسوا نفس مصيره. لم تكن هناك توبة في قلبه، فقط ندم لأوصوله إلى حيث وجد نفسه. إن إجابة إبراهيم عليه كافية: "إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ" (لوقا 16: 31). هنا نرى أن شهادة الكلمة كافية للخلاص لمن يؤمنون بها، وليس إعلان آخر يمكن أن يخلص الذين لا يؤمنون. لن تكفي فرصة ثانية أو ثالثة أو رابعة لتحويل قلب حجري إلى قلب لحمي.

تقول رسالة فيلبي 2: 10-11 "تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ". في أحد الأيام سيجثو الجميع أمام المسيح ويعترفون أنه رب ومخلص. ولكن في ذلك الوقت سيكون الوقت قد فات لقبول الخلاص. بعد الموت، كل ما يبقى لغير المؤمن هو الدينونة (رؤيا 20: 14-15). لهذا يجب أن نؤمن به ونضع ثقتنا فيه في هذه الحياة.



ما هي بعض علامات الإيمان الحقيقي المخلِّص؟




السؤال: ما هي بعض علامات الإيمان الحقيقي المخلِّص؟

الجواب:
هذا واحد من أهم الأسئلة في الحياة المسيحية. يشك كثير من المؤمنين في خلاصهم لأنهم لا يرون علامات الإيمان الحقيقي في حياتهم. يوجد من يقولون أننا لا يجب أن نشك أبداً في قرارنا بإتباع المسيح، ولكن الكتاب المقدس يشجعنا أن نمتحن أنفسنا لنرى إن كنا حقاً "في الإيمان" (كورنثوس الثانية 13: 5). وشكراً لله، فقد أعطانا تعليمات واضحة لكيفية التأكد من نوالنا الحياة الأبدية. إن رسالة يوحنا الأولى قد كتبت لهذا الهدف، كما يقول في يوحنا الأولى 5: 13 "كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً".

توجد سلسلة من الإختبارات في رسالة يوحنا الأولى يجب أن نستخدمها لنفحص أنفسنا ونمتحن إيماننا. وإذ ندرسها علينا أن نتذكر أنه ما من شخص يستوفيها كاملة طوال الوقت، ولكنها يجب أن تبين الإتجاه الذي يميز حياتنا إذ ننمو في النعمة.

1. هل تتمتع بالشركة مع المسيح وشعبه من المفديين؟(يوحنا الأولى 1: 3)
2. هل يقول الناس عنك أنك تسلك في النور أم في الظلام؟ (يوحنا الأولى 1: 6-7)
3. هل تقر بخطاياك وتعترف بها؟ (يوحنا الأولى 1: 8)
4. هل تطيع كلمة الله (يوحنا الأولى 2: 3-5)
5. هل تدل حياتك أنك تحب الله وليس العالم؟ (يوحنا الأولى 2: 15)
6. هل تتميز حياتك "بفعل الصواب"؟ (يوحنا الأولى 2: 29)
7. هل تسعى لكي تظل حياتك طاهرة؟ (يوحنا الأولى 3: 3)
8. هل تلمس تضاؤل الخطية في حياتك؟ (يوحنا الأولى 3: 5-6)
9. هل تقدم محبة للآخرين؟ (يوحنا الأولى 3: 14)
10. هل "تعيش ما تقوله"؟ (يوحنا الأولى 3: 18-19)
11. هل تحافظ على نقاء ضميرك؟ (يوحنا الأولى 3: 21)
12. هل تختبر النصرة في حياتك المسيحية؟ (يوحنا الأولى 5: 4)

إذا إستطعت بصدق أن تجيب بـ"نعم" على هذه الأسئلة (أو على أغلبها في حين تسعى لإتمامها كلها)، فإن حياتك تحمل ثمار الخلاص الحقيقي. قال يسوع أن ثمارنا تمكننا من أن نعرف اننا تلاميذه (متى 7: 20). إن الأغصان غير المثمرة – المؤمنين الذين لا يحملون ثمر الروح (غلاطية 5: 22-23) تقطع وتلقى في النار (يوحنا 15: 2). إن الإيمان الحقيقي ليس هو مجرد الإيمان بالله (الشياطين أيضاً تؤمن به – يعقوب 2: 19) ولكنه الإيمان الذي يقود إلى الإعتراف بالخطية وطاعة وصايا المسيح. تذكر أننا ننال الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان وليس بالأعمال (أفسس 2: 8-9) ولكن أعمالنا يجب أن تبين حقيقة خلاصنا (يعقوب 2: 17- 18). إن الإيمان الحقيقي المخلص ينتج دائماً أعمالاً؛ الإيمان الذي بلا أعمال ليس إيمان بالمرة ولا يخلص أحداً.

بالإضافة إلى هذه التأكيدات، علينا أن نتذكر وعود الله وحقيقة الحرب التي نحاربها. إن الشيطان حقيقة كما أن المسيح حقيقة، وهو عدو نفوسنا اللدود. عندما نأتي إلى المسيح فإن الشيطان سيبحث عن كل فرصة ممكنة ليخدعنا ويتغلب علينا. سوف يحاول أن يقنعنا أننا غير مستحقين وفاشلين أو أن الله قد يئس منا. عندما نكون في المسيح لدينا اليقين أنه هو الذي يحفظنا. إن يسوع نفسه قد صلى من أجلنا في يوحنا 17: 11 طالباً من الآب "احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ". وأيضاً في الآية 15 صلى طالباً: "أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّير". وفي يوحنا 10: 27-29 قال يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي". إذا سمعت صوت يسوع وأطعته فأنت واحد من خرافه ولن يتركك من يده أبداً. قدم يسوع صورة رائعة هنا للمؤمن المضمون في يديه المحبتين بينما يدي الآب القديرتين تحيطان يديه مقدمة لنا ضماناً مضاعفاً وأماناً أبدياً.



هل توجد خطية لا يغفرها الله؟




السؤال: هل توجد خطية لا يغفرها الله؟

الجواب:
بالنسبة لأولاد الله المولودين ثانية لا يوجد ما يسمى خطية لا تغتفر. كل الخطايا قد غفرت في الصليب لمن هم ملك المسيح. عندما قال يسوع "قد أكمل" (يوحنا 19: 30)، كان يقصد أن ثمن كل الخطايا قد دفع بالتمام. إن الكلمة المترجمة "قد أكمل" هي باليونانية tetelestai . وهذه الكلمة لها عدة إستخدامات. كانت تستخدم لختم الفواتير "تم الدفع"، واستخدمت لختم سجل المجرمين ما إن يستوفوا مدة العقاب. وكانت أيضاً تعلق على باب بيت المجرم كدليل على أنه بالفعل دفع ثمن جرائمه.

يمكن أن نرى تطبيق ما تم على الصليب بين الرب يسوع و الله الآب. يسوع المسيح أتم المبادلة القانونية وأوفى متطلبات الله البار ثمناً للخطايا. أصبح الرب يسوع المسيح ذبيحة خطيتنا "حمل الله الذي يرفع خطايا العالم" (يوحنا 1: 29). عندما إنفصل المسيح عن الله الآب لمدة هذه الساعات الثلاث من الظلمة الفائقة للطبيعة (متى 27: 45) تمت المبادلة. وكما نقرأ في إنجيل لوقا، إتحد المسيح بالله مرة أخرى. "وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ (لوقا 23: 46) لهذا، قد دفع ثمن كل الخطايا مرة وإلى الأبد.

ولكن يوجد شرط لغفران الخطايا. يجب أن يأتي الإنسان إلى الله من خلال الرب يسوع وحده. "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6). إن غفران الله متاح لكل من يأتي إليه (يوحنا 3: 16) ولكن الذين لا يؤمنون بالرب يسوع المسيح لا يوجد لهم غفران (أعمال الرسل 10: 43). لهذا، فإن الخطايا الوحيدة التي لا يغفرها الله في عصر النعمة هذا هي خطايا أولئك الذين يموتوت دون أن يؤمنوا بالمسيح يسوع. إذا عاش الإنسان حياته هنا على الأرض ولم يستفد من تدبير الله الذي صنعه من خلال يسوع المسيح فإنه يمضي إلى الأبدية منفصلاً عن الله وبالتالي دون مغفرة لخطاياه.

إن المؤمنين يخطئون أيضاً، وعندما نفعل هذا، فإننا نضع أنفسنا خارج الشركة مع الرب. ولكن الله صنع تدبيراً لهذا. الروح القدس الذي يسكن في قلب كل مؤمن يبكتنا على خطايانا، وعندما يحدث هذا لدينا إختيار أن نتجاوب معه بطريقة صحيحة ونجدد شركتنا. ما إن يولد شخص الولادة الثانية ويقبل المسيح مخلصاً شخصياً لا يمكن أن يفقد حياته الأبدية بناء على تصرفاته. يمكن أن نخسر شركتنا مع الله وبهجة خلاصنا ولكن هذا يمكن تصحيحه من خلال إعترافنا بخطايانا.

إن رسالة يوحنا الأولى هي رسالة كتبت للمؤمنين المولودين ولادة ثانية، وتحتوي معلومات عملية جداً لكيفية السير في هذه الشركة. "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (يوحنا الأولى 1: 9). هذه الآية، عندما تفهم بطريقة صحيحة، هي الطريق لإسترداد شركتنا مع الله عندما نقع في الخطية. "إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا" (يوحنا الأولى 1: 8). تذكر أن هذه رسالة موجهة إلى المؤمنين الذين ولدوا ثانية. الله يعرف حقيقتنا وإستعدادنا للوقوع في الخطية، ونحن أيضاً يجب أن نعرف نفوسنا.

إن كلمة "إن" الواردة في بداية كل من يوحنا الأولى 1: 8 و 9 تعني "ربما" أو "إذا". فيوجد شرط هنا، إذا "إعترفنا". وهذه الكلمة في اليونانية تعني أن "نقول نفس الشيء". والمقصود بها أننا نتفق مع الله في أننا أخطأنا. ولكن كل الخطايا قد غفرت على الصليب، وكمؤمنين مولودين ثانية، قد نلنا غفراناً لجميع خطايانا. ولهذا نحتاج أن نسلك في النور وفي شركة لأن هذه هي مكانتنا في يسوع المسيح. "وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (يوحنا الأولى 1: 7). ولكن هذا لا يفتح الباب أمامنا لنخطيء كما نشاء؛ بل إن المؤمنين الذين ولدوا ثانية والذين يسلكون في النور وفي شركة مع الله سوف يسارعون إلى الإعتراف بخطاياهم حتى يظلوا في شركة مستمرة ونقية مع الرب.



ما هو الإنجيل الحقيقي؟




السؤال: ما هو الإنجيل الحقيقي؟

الجواب:
إن الإنجيل الحقيقي هو الأخبار السارة بأن الله يخلص الخطاة. الإنسان بطبيعته خاطيء ومنفصل عن الله بلا رجاء لتصحيح ذلك الموقف. ولكن الله دبر الوسيلة لفداء الإنسان من خلال موت ودفن وقيامة المخلص يسوع المسيح.

إن كلمة "إنجيل" تعني حرفياً "الأخبار السارة". ولكن لكي نفهم فعلاً كم هي سارة هذه الأخبار يجب أن نفهم أولاً ما هي الأخبار السيئة. لقد أفسدت الخطية الإنسان كله، ذهنه وإرادته ومشاعره وجسده، نتيجة سقوط الإنسان في جنة عدن (تكوين 3: 6). ويسبب طبيعة الإنسان الخاطئة فإنه لا يبحث عن الله ولا يستطيع أن يبحث عنه. ليست لديه رغبة أن يأتي إلى الله بل في الواقع فإن ذهنه معادٍ لله (رومية 8: 7). لقد أعلن الله أن خطية الإنسان حكمت عليه بقضاء الأبدية في جهنم، منفصلاً عن الله. وفي الجحيم يدفع الإنسان أجرة الخطية ضد الإله القدوس البار. هذه الأخبار سيئة لو لم يوجد علاج.

ولكن في الإنجيل، دبر الله في رحمته الفداء، بديل عوضاً عنا، يسوع المسيح، الذي جاء ليدفع ثمن خطايانا بتضحيته على الصليب. هذا هو جوهر الإنجيل الذي كرز به بولس لأهل كورنثوس. يشرح بولس في كورنثوس 15: 2-4 الثلاث عناصر المكونة للإنجيل: موت ودفن وقيامة المسيح عوضاً عنا. لقد ماتت طبيعتنا القديمة مع المسيح على الصليب وقد دفنت معه. ثم أقامنا معه إلى حياة جديدة (رومية 6: 4-8). يقول لنا بولس أن "نتمسك" بهذا الإنجيل الحق، لأنه الوحيد الذي يخلصنا. إن الإيمان بأي إنجيل آخر هو إيمان باطل. في رومية 1: 16-17 يعلن بولس أيضاً أن الإنجيل الحق هو "قوة الله للخلاص لكل من يؤمن" وبهذا يعني أن الخلاص لا يتحقق بمجهودات البشر، ولكن بنعمة الله بواسطة عطية الإيمان (أفسس 2: 8-9).

بفضل الإنجيل، ومن خلال قوة الله، فإن المؤمنين بالمسيح (رومية 10: 9) لا يخلصون فقط من الجحيم. فإننا في الواقع نعطى طبيعة جديدة تماماً (كورنثوس الثانية 5: 17) بقلب جديد ورغبات وإرادة وإتجاهات جديدة تظهر من خلال الأعمال الحسنة. وهذا هو ثمر الروح القدس الذي ينتجه فينا بقوته. إن الأعمال ليست أبداً وسيلة الخلاص، ولكنها الدليل عليه (أفسس 2: 10). فالذين يخلصون بقوة الله سوف يظهرون دائماً دليل الخلاص بحياتهم التي تغيرت.



في أي عمر يمكنك أن تقبل المسيح مخلصاً؟




السؤال: في أي عمر يمكنك أن تقبل المسيح مخلصاً؟

الجواب:
بالتأكيد لا يشترط سن معين لطلب الخلاص. قال يسوع نفسه: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (متى 19: 14). ما أن يبلغ الأطفال سناً يمكنهم فيها فهم معنى أنهم أخطأوا (رومية 3: 23)، وأن يسوع قد مات ليدفع جزاء خطاياهم (رومية 5: 8؛ 6: 23) وأنهم يجب أن يضعوا ثقتهم في يسوع لنوال الخلاص (يوحنا 3: 16)، فإنهم بهذا يكونون قد وصلوا لسن تسمح لهم أن يخلصوا.

ليس مطلوباً من الطفل أن يفهم كل الموضوعات المعقدة التي تشكل عقيدة الخلاص. من المهم ان يتأكد الوالدين أن أبناءهم يفهمون الموضوعات الأساسية (كما شرحناها أعلاه)، ولكن ينطبق الوعد الموجود في أعمال الرسل 16: 31 على الطفل والبالغ على حد سواء: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ".

إن الأطفال سواء المولودين لآباء مؤمنين أو غير مؤمنين قد يكونون مختارين من الله، مفديين بدم المسيح، ويعمل الروح القدس في قلوبهم وبهذا يدخلون السماء. ويختلف الوقت الذي يدرك فيه الطفل هذه الأمور من طفل لآخر. بعض الأطفال الصغار يتمتعون بقلوب حساسة وبمجرد سماعهم أن يسوع مات من أجلهم، فإنهم يدركون طبيعتهم الخاطئة ويندفعون للتجاوب مع هذا. وآخرين ذوي طبيعة أكثر إنطلاقاً قد لا يصلون إلى هذا الإدراك حتى يبلغوا سناً أكبر بكثير. الله وحده يعرف أفكار القلب وعلينا أن نثق فيه أنه "يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10) بحسب مشيئته الكاملة وتوقيته.