ماذا سيحدث في آخر الأيام تبعاً للنبؤات المكتوبة؟



السؤال: ماذا سيحدث في آخر الأيام تبعاً للنبؤات المكتوبة؟

الجواب:
هناك الكثير من الأشياء المكتوبة عن الأيام الأخيرة في الكتاب المقدس. وتقريبا هناك ذكر للأيام الأخيرة في كل سفر من أسفار الكتاب المقدس. وتنظيم كل هذه النبؤات قد يكون صعباً. والتالي هو ملخص لما يعلنه الكتاب عما سيحدث في آخر الأيام:

أن المسيح سينتشل كل المؤمنيين بأسمه أي كنيسته (قديسين العهد الجديد) من الأرض من خلال حدث يعرف بالأختطاف (تسالونيكي الأولي 13:4-18 و كورنثوس الأولي 51:15). هؤلاء المؤنون سيجازوا عن أعمالهم الحسنة وخدمتهم خلال حياتهم علي الأرض أو سيجازوا عن تقصيرهم في عمل الرب وعدم طاعته ولكن لن يخسروا حياتهم الأبدية (كورنثوس الأولي 11:3-15 وكورنثوس الثانية 10:5).

والمسيح الدجال (أي الوحش) سيأتي الي الحكم وسيعقد اتفاقية سلام مع دولة اسرائيل مدتها سبع سنوات (دانيال 27:9). السبع سنوات هذه تعرف بالضيقة. وخلال هذه الفترة ستحدث حروب رهيبة، مجاعات، أمراض معضلة، وكوارث طبيعية. وسيلقي الله غضبه علي الخطيئة و الشر. وقت الضيقة سيتضمن فرسان الرؤيا الأربعة، والختم السابع، البوق، والدينونة.

وحول منتصف السبع سنوات، سيخرق الوحش اتفاقية السلام مع دولة اسرائيل ويقوم بأعلان الحرب. وسيقوم بأبطال الذبيحة والتقدمة وسيضع صورته في المعبد كي يقوم بعبادته الناس كأله (دانيال 27:9 و تسالونيكي الثانية 3:2-10). والجزء الثاني من الاضطراب يسمي بالضيقة العظيمة أو ضيقة يعقوب.

وفي نهاية سبع سنين الضيقة، سيقوم المسيح الدجال بشن الحرب علي أورشليم مبتديء بذلك معركة أرمجادون. وسيأتي يسوع المسيح ثانية، وسيدمر المسيح الدجال وأتباعه و أجناده وسيطرحهم في بحيرة النار والكبريت (رؤيا يوحنا 11:19-21). وسيقيد المسيح الشيطان في الهاوية لمدة 1000 عاماً وسيحكم الأرض لمدة 1000 عام (رؤيا يوحنا 1:20-6).

وفي نهاية الألف عام، سيطلق سراح ابليس، وسيغلب ثانية وسيطرح في بحيرة النار (رؤيا يوحنا 7:20-10). ثم سيدين المسيح غير المؤمنيين (رؤيا يوحنا 10:20-15) في العرش الأبيض العظيم، وسيلقيهم في بحيرة النار. ثم سيدعوا المؤمنيين الي أرض جديدة وسماء جديدة – مكان راحتهم الأبدية. لن يكون هناك خطيئة بعد، ولا حزن، أو موت. وستنزل المدينة المقدسة أورشليم الجديدة من السماء (سفر الرؤيا أصحاح 21-22).

ماهي علامات نهاية الأيام؟



السؤال: ماهي علامات نهاية الأيام؟

الجواب:
متي 5:24-8 يعطينا فكرة لمعرفة نهاية الأيام "فأن كثيرين سيأتون بأسمي قائلين: أنا هو المسيح! ويضلون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. أنظروا، لا ترتاعوا، لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهي بعد. لأنه تقوم أمة علي أمة ومملكة علي مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع." فالزيادة في عدد الأنبياء الكذبة والمجاعات والأمراض المستعصية والكوارث الطبيعية – مجرد علامات لأقتراب نهاية الأيام. وفي هذا الجزء نجد تحذير بألا نخدع (متي 4:24)، لأن كل هذه العلامات هي مجرد بداية الأوجاع (متي 8:24). فالنهاية لم تأتي بعد (متي 6:24).

وكثيراً ما يشير المفسرين الي كل زلزال، كل قضية سياسية وكل هجمة علي اسرائيل علي أنها بداية نهاية الأيام. وهي ليست بالضرورة علامات تشير أن هذه هي نهاية الأيام. والرسول بولس حذر من زيادة في التعاليم الخاطئة في نهاية الأيام. "أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الأيمان، تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين" (تيموثاوس الأولي 1:4). والأيام الأخيرة تصف بال "الأيام العصيبة" بسبب ازدياد شر الأنسان وأن الأنسان سينشط في "رفض الحقيقة" (تيموثاوس الثانية 1:3-9 و أيضاً أنظر تسالونيكي الثانية 3:2).

وهناك علامات أخري تتضمن اعادة بناء المعبد في أورشليم، زيادة الحروب نحو اسرائيل، واتجاهات نحو توحيد حكومات العالم. ومن أبرز العلامات لنهاية الأيام هي قيام دولة اسرائيل، واعلانها دولة مستقلة في عام 1948 لأول مرة في التاريخ منذ سنة 70 ميلادياً. وقد وعد الله أبراهيم أن أرض كنعان ستظل ممتلك أبدي (تكوين 8:17). وقد تنبأ حزقيال بالنهوض الروحي والمادي لأسرائيل (حزقيال 37). فنري أهمية النبؤات المتعلقة بشعب اسرائيل وعلاقتها بالأيام الأخيرة (دانيال 14:10 و 41:11 ورؤيا 8:11).

وبأخذ هذه العلامات في الأعتبار، يمكننا أن نكون حكماء عندما نتأمل في مايجب علينا توقعه في الأيام الأخيرة. ولكن يجب علينا الا نفسر أي حدث منفرد بأنه العلامة الأكيدة ببدء نهاية الأيام. فالله أعطانا علامات كثيرة والغرض من هذه العلامات أن نكون مستعدين ولكن غير متكبرين.

ما هو أختطاف الكنيسة؟



السؤال: ما هو أختطاف الكنيسة؟

الجواب:
كلمة أختطاف غير مذكورة في الكتاب المقدس. ولكن مبدأ الأختطاف موجود بصورة واضحة في أماكن متعددة من الكتاب. والأختطاف هو الحدث الذي فيه يأخذ الله جميع المؤمنيين بأسمه من الأرض لكي يمهد الطريق للغضب الآتي علي الأرض خلال فترة الضيقة الأخيرة. والأختطاف موصوف في تسالونيكي الأولي 13:4-18 وكورنثوس 50:15-54. تسالونيكي الأولي 13:4 يصف الأختطاف بأن الله سيقيم كل المؤمنين بأسمه الذين قد ماتوا، وأنه سيعيطيهم أجساد ممجدة، ثم سيترك العالم مع المؤمنيين الذين كانوا أحياء ومع هؤلاء الذين أعطوا أجساد ممجدة. "لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في السماء سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (تسالونيكي الأولي 16:4-17).

كورنثوس الأولي 50:15-54 يركز علي طبيعة الأختطاف المتتابعة والأجساد الممجدة التي نتلقاها. "هوذا سر أقول لكم: لا نرقد كلنا، ولكن كلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فأنه سيبوق، فيقام الأموات عديمي الفساد، ونحن نتغير" (كورنثوس الأولي 51:15-52). فالأختطاف حدث مجيد يجب علينا أن نتوق اليه. سنصبح أخيراً أحراراً من الخطيئة. وسنصبح في حضرة الله للأبد. هناك مناقشات عديدة تدور حول الأختطاف، والله يريدنا أن "نعزز بعضنا البعض بهذا الكلام".

ماهي الضيقة؟ كيف نعلم أن الضيقة ستدوم سبع سنوات؟



السؤال: ماهي الضيقة؟ كيف نعلم أن الضيقة ستدوم سبع سنوات؟

الجواب:
الضيقة ستأتي في المستقبل وستدوم لمدة سبع سنوات عندما ينتهي الله من تأديب شعب اسرائيل وادانة الغير مؤمنيين. والكنيسة، أي المؤمنيين بشخص وعمل المسيح يسوع لن تكون موجودة خلال هذه الفترة. اذ أن الكنيسة ستنتشل خلال حدث يعرف بالأختطاف (تسالونيكي الأولي 13:4-18 و كورنثوس الأولي 51:15-53). والكنيسة ستفدي من الغضب الآتي (تسالونيكي الأولي 9:5). ونري أن الكتاب المقدس يشير الي الضيقة بأسماء مختلفة:

1) يوم الرب (أشعياء 12:2 و 6:13 و 9 ويوئيل 15:1 و 1:2 و 11 و 31 و14:3 و تسالونيكي 2:5).

2) المصاعب أو الضيقة (تثنية 30:4 وصفنيا 1:1).

3) الضيقة العظيمة وهو مايشير الي الجزء الثاني من السبع سنوات (متي 21:24).

4) وقت أو يوم الضيق (دانيال 1:12 و صفنيا 15:1).

5) وقت ضيقة يعقوب (أرميا 7:30).

وأنه لمن المهم دراسة دانيال 24:9-27 لكي نقوم بفهم الغرض ووقت الضيقة. وهذا الجزء من دانيال يتناول ال70 أسبوعاً الذين أعلنوا ضد "شعبك". وشعب دانيال هم اليهود، شعب اسرائيل، وما يتحدث عنه دانيال في 24:9 هو الفترة الزمنية التي منحها الله :"لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الأثم، وليؤتي بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبؤة، ولمسح قدوس القدوسين". والله هنا يعلن أن هذه الأشياء ستتم في "70 أسبوعاً". ومن المهم معرفة أنه عندما يشير الي ال"70 أسبوعا" فهم ليست الأسابيع التي نعرفها (7 أيام). فالترجمة العبرية توضح لنا أن المقصود ب "70" هو (70 مرة 7 مرات). فالفترة الزمنية التي يعنيها الله هي 70 سنة في 7 سنوات أي 490 عاماً. وهذا معضد بجزء آخر في دانيال. ففي أعداد 25 و26 يقال لدانيال أن المسيا سيخصص "7 أسابيع و 62 أسابيع" (69 أسبوعاً أجمالي) ويبدأ بأمر اعادة بناء أورشليم، وبمعني آخر 69 سنة مسبعة (483 سنوات) بعد أمر أعادة بناء أورشليم سيقطع المسيح. ويؤكد المؤرخون أن 483 عاما قد مضوا ما بين أمر أعادة بناء أورشليم وبين صلب يسوع. ومعظم الباحثون بغض النظر عن رؤيتهم للمستقبل، يتفقون في تحليل هذا الجزء من سفر دانيال.

وبعد مرور 483 عاماً من أمر أعادة بناء أورشليم لوقت قطع المسيح، فهذا يترك سبعة واحدة (سبع سنوات) لتتم كما هو في دانيال 24:9. "لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الأثم، وليؤتي بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبؤة، ولمسح قدوس القديسين" والسبع سنوات الأخيرة تعرف بوقت الضيقة – وهو وقت يتم فيه الله ادانة شعب اسرائيل عن خطاياهم.

ويعطي دانيال 27:9 بعض الوضوح لفترة سبع سنوات الضيقة. فدانيال 27:9 يقول "ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة، وعلي جناح الأرجاس مخرب حتي يتم ويصب المقضي علي المخرب". فالشخصية التي يتحدث عنها المسيح في هذا المقطع هو المخرب (متي 15:24) ويدعي الوحش في رؤيا 13. ودانيال 27:9 يقول أن الوحش سيقطع عهداً لمدة أسبوع (سبع سنوات)، ولكن في منتصف الأسبوع أي بعد (ثلاث سنوات ونصف من الضيقة)، سينقض العهد، ويبطل الذبيحة والتقدمة. ورؤيا 13 يوضح أن الوحش سيضع صورته في المعبد ويطلب من العالم أن يعبده. ورؤيا 5:13 يقول أن ذلك سيستمر 42 شهراً، أي ثلاث سنوات ونصف. وحيث أن دانيال يقول أن ذلك سيحدث في منتصف الأسبوع، ورؤيا يقول أن منتصف الفترة 42 شهراً، لذلك فأن الفترة الكاملة هي 84 شهراً أ سبع سنوات. أيضاً أنظر دانيال 25:7 حيث أن "الزمان يساوي زمان ونصف زمان" (زمان = سنة واحدة، أزمنة = سنتان، ونصف زمان = نصف عام، الأجمالي ثلاث سنين ونصف) وأيضاً يشير الي الضيقة العظيمة ، الجزء الاخير من سبع سنوات الضيقة عندما يسبب الرجس خرابا (الوحش) سيكون في الحكم.

ولرؤية مصادر أخري عن الضيقة، أنظر سفر الرؤيا 2:11-3 الذي يتحدث عن 1260 يوماً و 42 شهراً، ودانيال 11:12-12 الذي يتحدث عن 1290 يوماً و 1335 يوماً، وكلها تشير الي منتصف الضيقة. والأيام الأضافية في دانيال 12 يمكن أن تتضمن الزمن الأخير لدينونة العالم (متي 31:25-46) ووقت الأعداد لحكم المسيح الألفي (رؤيا 4:20-6).

متي سيحدث الأختطاف بالنسبة لالأختطاف والضيقة؟



السؤال: متي سيحدث الأختطاف بالنسبة لالأختطاف والضيقة؟

الجواب:
توقيت الأختطاف بالنسبة الي الضيقة هو من أكثر المواضيع الكتابية المثيرة للجدل في الكنيسة اليوم. ووجهات النظر الرئيسية هي أن الأختطاف سيحدث قبل الضيقة، أو أن الأختطاف سيحدث في منتصف الضيقة، أو أن الأختطاف سيحدث بعد الضيقة. والرأي الرابع هو في وقت الغضب الآتي، وهو مجرد تعديل لفكرة الأختطاف في منتصف فترة الضيقة.

أولاً أنه من المهم أن ندرك الغرض من وقت الضيقة. وتبعاً لما هو في دانيال 27:9 فأن هناك الأسبوع السبعين (أي سبعة سنوات) الذي لم يأتي بعد. ونبؤة دانيال عن السبعون أسبوعاً (دانيال 20:9-27) يشير الي شعب اسرائيل. وهو وقت خلاله سيركز الله نظره علي شعب اسرائيل. والأسبوع السبعين، هو أيضاً وقتاً سيتعامل فيه الله شعب اسرائيل بصورة خاصة. ورغم أن هذا لا يعني بالتحديد أن الكنيسة لن تكون موجودة فأنه يطرح السؤال لماذا يجب أن تكون الكنيسة موجودة علي الأرض خلال هذا الوقت.

والمقطع الأساسي الذي يذكر الأختطاف في الكتاب المقدس موجود في تسالونيكي الأولي 13:4-18. ويتحدث علي أن كل المؤمنيين الأحياء، والمؤمنيين الذين قد رقدوا، سيتقابلوا مع الرب يسوع علي الهواء وسيكونوا معه للأبد. فالأختطاف هو انتشال الله للمؤمنيين من الأرض. وهناك بعض الآيات التالية فيها يقول بولس في 9:5 : "لأن الله لم يجعلنا للغضب، بل لأقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح ". وسفر الرؤيا ، الذي يتعامل بصورة شاملة مع وقت الضيقة، هو الرسالة النبوية المعطاة لنا كي نعرف كيف سيلقي الله غضبه الآتي علي الأرض خلال وقت الضيقة. وحقيقة أن أن الله يعد بأن يخلص المؤمنيين من الغضب الآتي بعد أن يعد بأن ينتشل شعبه من الأرض يدل علي العلاقة الوطيدة بين الحدثين.

وهناك مقطع آخر هام عن الأختطاف موجود في سفر الرؤيا 10:3. وهناك يعد المسيح بفداء المؤمنيين من "ساعة الضيق" التي ستأتي علي العالم. وقد يعني هذا شيئين: (1) أن الله سيحمي المؤمنيين في وسط وقت الضيق، أو (2) أن المسيح سيفدي المؤمنيين من الوجود في هذا الوقت. والرأيين ترجمة جيدة لكلمة "من" الموجودة باللغة اليونانية. وهي ليست فقط الضيقة، بل "ساعة" الضيق. والمسيح يعد أن يحفظ المؤمنين من الفترة الزمنية التي تتضمن وقت المعاناة وخاصة الضيقة. والغرض من وقت الضيقة، والغرض من الأختطاف، ومعني ما هو موجود في تسالونيكي الأولي 9:5، وترجمة ما هو موجود في رؤيا 10:3 يعطي تعضيداً واضحاً لوجهة النظر المرجحة لحدوث الأختطاف قبيل الضيقة. وان قمنا بتفسير أسفار الكتاب المقدس حرفياً وبنفس الشكل مرة تلو الأخري لوجدنا أن وجهة النظر المعضدة للأختطاف قبيل الضيقة هو أكثر الآراء ترجيحاً واتفاقاً مع ما يقوله الكتاب المقدس.

ما هو المجيء الثاني ليسوع المسيح؟



السؤال: ما هو المجيء الثاني ليسوع المسيح؟

الجواب:
المجيء الثاني ليسوع المسيح هو رجاء المؤمنيين بأن الله له السلطة المطلقة علي جميع الأشياء، وأنه أمين وسيحقق وعوده والنبؤات المذكورة في كتابة المقدس. ففي مجيئه الأول، جاء يسوع المسيح الي الأرض كطفل صغير في مزود في بيت لحم، كما في النبؤات. وأتم يسوع كثير من النبوات عن المسيا سواء في ميلاده، حياته، خدمته، موته، وأيضا قيامته. ولكن يوجد بعض النبؤات التي لم يتمها المسيح بعد. ومجيء المسيح الثاني سيتم كل هذه النبؤات. وفي مجيء المسيح الأول عاش بتواضع وعاني وقاسي. ولكن في مجيئه الثاني سيأتي كملك منتصر. قد أتي في مجيئه الأول في أوضع الظروف ولكنه سيأتي ثانية وجيوش السماء علي جانبيه.

ونبؤات العهد القديم لا تفرق بين المجيئين. ويمكننا أن نري ذلك في أسفار أشعياء 14:7 و 6:9-7 و زكريا 4:14. وكنتيجة لما هو مكتوب فقد تخيل العلماء اليهود أنه لا بد وأنه هناك مسيحين المسيح المصلوب والمسيح المنتصر. ولم يعرفوا أن المسيح سيتم جميع النبؤات. فقد أتم المسيح ما كتب عنه في العهد القديم (أشعياء 53) في مجيئه الأول. وسيتم دوره كمخلص اسرائيل وملك الملوك بمجيئه الثاني. زكريا 10:12 ورؤيا 7:1 يصفون المجيء الثاني، ويذكرون أن أسرائيل والعالم كله سيذكر يداه المثقوبتان وسيحزنوا لعدم قبوله عند مجيئه الأول.

وبعد أن صعد المسيح للسماء، أعلن الملائكة لتلاميذه "أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الي السماء؟ أن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الي السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً الي السماء" (أعمال الرسل 11:1). وزكريا 4:14 يذكر أن المجيء الثاني سيحدث في جبل الزيتون. ومتي 30:24 يعلن "وحينئذ تظهر علامة ابن الأنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الأنسان آتياً علي سحاب السماء بقوة ومجد كثير". وتيطس 13:2 يصف المجيء الثاني ب"الظهور المجيد".

والمجيء الثاني مذكور بتفصيل شديد في سفر الرؤيا 11:19-16، "ثم رأيت السماء المفتوحة، واذ فرس أبيض والجالس عليه يدعي أميناً وصادقاً، وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه لهيب نار، وعلي رأسه تيجان كثيرة، وله أسم مكتوب ليس أحد يعرفه الا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعي أسمه "كلمة الله". والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه علي خيل بيض، لابسين بزاً أبيض ونقياً. ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم. وهو سيرعاهم بعصا من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر علي كل شيء. وله علي ثوبه وعلي فخذه اسم مكتوب "ملك الملوك ورب الأرباب".

ما هو الملك الألفي، وهل يجب أن نفهمه حرفياً؟



السؤال: ما هو الملك الألفي، وهل يجب أن نفهمه حرفياً؟

الجواب:
الملك الألفي هو عنوان ال1000 عاماً من حكم يسوع المسيح علي الأرض. والبعض يبغي تفسير الألف عام بطريقة رمزية. والبعض الأخر يفهم الألف عام بأنه تعبير مجازي يعبر عن "فترة زمنية طويلة". ونتيجة ذلك أن البعض لا يؤمن بالحكم الواقعي الحقيقي الجسدي للمسيح علي الأرض. ولكن في سفر الرؤيا 2:20-7، نجد أنه مذكور ستة مرات أن الحكم الألفي سيستمر لمدة الف عاماً. وأن أراد الله أن يعلمنا أنها ستكون "فترة زمنية طويلة" ، لكان من السهل عليه الهام مدوني الكتاب المقدس هذه الكلمات من غير أن يذكر فترة زمنية محددة جداً.

والكتاب المقدس يذكر أن عند رجوع المسيح للأرض فأنه سيملك علي أورشليم، وسيجلس علي عرش داوود (لوقا 32:1-33). والعهود الغير مشروطة تتطلب رجوع المسيح حرفياً وجسدياً لتأسيس مملكته. فالعهد الأبراهيمي يعد اسرائيل بالأرض، وحاكم، وبركة روحية (تكوين 1:12-3). والعهد الفلسطيني يعد اسرائيل بأعادة بناء الأرض وأحتلال الأرض (تثنية 1:30-10). والعهد الداوودي يعد بالمغفرة لشعب اسرائيل حتي يمكن للدولة أن تبارك (أرميا 31:31-34).

ووقت المجيء الثاني، ستتم هذه العهود بين الشعوب (متي 31:24)، ونري أن الأرض تتبدل (زكريا 10:12-14)، وستجدد تحت حكم المسيا، يسوع المسيح. ويتحدث الكتاب المقدس عن الأحوال الهائلة والكاملة جسديا وروحياً خلال الحكم الألفي. وسيكون وقت سلام (ميخا 2:4-4 و أشعياء 17:32-18)، وفرح (أشعياء 7:61 و 10)، وراحة (أشعياء 1:40-2)، وعدم الأحتياج (عاموس 13:9-15) أو المرض (يوئيل 28:2-29). ويخبرنا الكتاب أن المؤمنيين سيكونوا تحت الحكم الألفي. ولهذا فسيكون وقت صلاح (متي 37:25 ومزمور 3:24-4)، وطاعة (أرميا 33:31)، وقداسة (أشعياء 8:35)، وحق (أشعياء 16:65)، وامتلاء بالروح القدس (يوئيل 28:2-29). وسيحكم المسيح كملك (أشعياء 3:9-7 و 1:11-10)، وسيكون داوود الوصي علي العرش (أرميا 15:33 و 17 و 21 و عاموس 11:9). والنبلاء والحكام سيتولون الحكم (أشعياء 1:32 و متي 28:19). وستصبح أورشليم العاصمة "السياسية" لكل العالم (زكريا 3:8).

وسفر الرؤيا 2:20-7 ببساطة يعطي الفترة الزمنية للحكم الألفي. وحتي من غير هذه الأيات المذكورة، فهناك آيات أخري عديدة تشير الي حرفية وواقعية الحكم الألفي للمسيح علي الأرض. وتحقيق العهود ووعود الله تعتمد علي التنفيذ الحرفي، الجسدي، للملك الآتي. ولا توجد أدلة تنكر وجوب فهم الحكم الألفي بصورة حرفية وفترتة الزمنية ألا وهي 1000 عام.

من هم المائة أربعة وأربعون ألفاً؟



السؤال: من هم المائة أربعة وأربعون ألفاً؟

الجواب:
يمثل سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي تحد كبير لكل من يحاول تفسيره. إذ يحتوي السفر على الكثير من الرموز والإشارات، وقد قام العديد من الناس بمحاولة تفسيره تبعاً لمفهومهم للسفر ككل. ونجد أن هناك أربعة أساليب متبعة لتفسير سفر الرؤيا: 1) الأسلوب الأول: هو أسلوب مبني على الإعتقاد بأن كل أحداث سفر الرؤيا قد تم حدوثها بالفعل في نهاية العصر الأول. 2) الأسلوب الثاني هو أسلوب تاريخي: حيث يعتبر أن كل ما هو مدون في سفر الرؤيا هو سرد تاريخي للأحداث منذ بداية العالم وحتى الوقت الحاضر. 3) الأسلوب الثالث هو النهج المثالي: حيث يقوم بتفسير السفر كوصف للصراع بين الخير والشر. 4) أما الأسلوب الرابع فهو أسلوب مستقبلي: حيث يقوم بتفسير سفر الرؤيا كنبؤة تتناول ما سيحدث في المستقبل. ونحن نرى أن الأسلوب الرابع (المستقبلي) هو الأسلوب الوحيد الذي يقوم بتفسير السفر على نفس منوال وطريقة تفسير بقية ما هو موجود في الكتاب المقدس. كما يتفق هذا الأسلوب مع محتوى السفر نفسه الذي يعلن بوضوح أنه نبؤة (رؤيا 3:1 و7:22 و10 و18 و19).

وللإجابة عن التساؤل الخاص بمن هم المائة أربعة وأربعون ألفاً؟ نجد أن الإجابة ستعتمد على الأسلوب التفسيري المتبع. فأننا نجد أنه فيما عدا الأسلوب المستقبلي، أن جميع الأساليب التفسيرية الأخرى تترجم هذا العدد بطريقة رمزية – معتبرين أنه يمثل اكتمال عدد الكنيسة (أي جماعة المؤمنين). "وسمعت عدد المختومين مئة وأربعة وأربعين ألفاً، مختومين من كل سبط من بني اسرائيل" (رؤيا 4:7)، وبالنظر للآية لا يوجد أي سبب يدعونا لأن لا نفسرها بأن الرقم مائة أربعة وأربعون ألف يمثل اليهود من "أبناء اسرائيل" وأنهم سيكونون أثنا عشر ألفاً من كل سبط. فالعهد الجديد لا يحتوي على نص واضح يبدل شعب اسرائيل بالكنيسة.

هؤلاء اليهود "مختومين" مما يعني ان لهم حماية خاصة من الله وضد المسيح الدجال حتى يتمكنوا من تأدية مهامهم أثناء وقت الإضطرابة العظيمة (أنظر سفر الرؤيا 17:6 إذ نرى أن الآية تصف تعجب الناس عن من سيستطيع الوقوف يوم الغضب الآتي). وسيكون وقت الإضطراب مدة سبعة سنوات فيها سينفذ الله حكمه على الذين رفضوه وسيكمل خطة خلاصه لشعب اسرائيل. وهذا نستخلصه من ما كشفه الله للنبي دانيال (دانيال 24:9-27). فالمائة أربعة وأربعون ألفاً هم "بداية الحصاد" (رؤيا 4:14) من اسرائيل المخلصة كما تم التنبوء بذلك في (زكريا 10:12 ورومية 25:11-27)، ومهتهم هي أن يقوموا بتبشير البشر الباقين بعد الإختطاف وإعلان الإنجيل وقت الإضطراب. وبسبب ذلك سيخلص الملايين ("بعد هذا نظرت وإذ جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل" (رؤيا 9:7).

ويكمن الإختلاط الشهير في تفسير تعبير المائة أربعة وأربعون ألفاً، في ما ينادي به جماعة شهود يهوه. إذ أنهم يؤمنون بأن هذا هو عدد الناس الذين سيملكوا مع المسيح أبدياً في السماء. وهم الذين لهم الرجاء السماوي. بينما الذين لم يختبروا الميلاد الثاني – سيتمتعوا بالرجاء الأرضي – فردوس على الأرض يحكمه المسيح والمائة أربعة وأربعون ألفاً. ومن الواضح أن تعليم شهود يهوه يشير الى نظام طبقي في الحياة الآخرة. ولكن الكتاب المقدس يعلمنا بأنه لا طبقية في الإيمان. وبالرغم من أنه من الصحيح أن البعض سيشاركون المسيح في الملك الألفي (رؤيا 4:20). وهؤلاء هم الكنيسة (أتباع المسيح)، وقديسين العهد القديم (من ماتوا قبل مجيء المسيح للأرض)، وقديسين وقت الإضطراب (الذين قبلوا المسيح وقت الإضطراب). ولكن الكتاب المقدس لا يذكر عدداً معيناً من الناس. كما أن الملك الألفي سيختلف عن الحياة الأبدية، حيث أن الحياة الأبدية ستبدأ بإنتهاء الملك الألفي. وفي هذا الوقت، سيكون الله معنا في أورشليم الجديدة، وسيكون لنا رب ونكون له شعباً (رؤيا 3:21). فميراثنا الذي وعدنا به المسيح وختمه الروح القدس (أفسس 13:1-14) سيمنح لنا أخيراً، إذ سنرث مع المسيح (رومية 17:8).

ما هى معركة هرمجدون؟



السؤال: ما هى معركة هرمجدون؟

الجواب:
كلمة هرمجدون تأتي من الكلمة العبرية "جبل مجيدو" وهى تشير للمعركة المتوقعة والتي سينتصر فيها الله على جنود المسيح الدجال كما هو مدون في النبؤة الكتابية (رؤيا 16:16 و 1:20-3 و 7-10). وستشمل المعركة الملايين من الناس حيث ستتحد الأمم لمحاربة الله.

وموقع المعركة غير واضح حيث أنه لا يوجد جبل يدعي مجيدو، ولكن الكلمة قد تعني هضبة وهناك هضبة حوالى 60 ميلاً شمال أورشليم. وحتى الآن تم حدوث حوالي 200 معركة في هذه الموقعة. والسهل المحيط بالهضبة سيكون قلب الموقعة والتي ستنتشر في جميع أنحاء اسرائيل (أشعياء 1:63). ولقد أشتهر سهل هرمجدون بسبب موقعتين شهيرتين في العهد القديم (1) إنتصار باراك على الكنعانيين (قضاة 15:4)، و (2) انتصار جدعون على أهل مديان (قضاة الأصحاح 7). كما كان أيضاً موقع حزن عظيم حيث كان موقع : (1) موت شاول وولديه (صموئيل الأولى 8:31)، و (2) موت الملك هوشع (ملوك الثاني 29:23-30 وأخبار الأيام 22:35).

وبسبب كل هذه الأحداث التاريخية، أصبحت معركة هرمجدون رمزاً للمعركة الأخيرة بين الله وأجناد الشر. وكلمة "هرمجدون" نراها فقط في سفر الرؤيا 16:16، "فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية "هرمجدون". وهنا يتحدث عن الملوك الأولياء للمسيح الدجال والذين سيتحدون في المعركة الأخيرة ضد اسرائيل. وفي هرمجدون "صارت المينة العظيمة ثلاثة أقسام، ومدن الأمم سقطت، وبابل العظيمة ذكرت أمام الله ليعطيها كأس خمر سخط غضبه" (رؤيا 19:16)، حيث سيهزم المسيح الدجال وأتباعه. ويستخدم اليوم تعبير هرمجدون للإشارة الى نهاية العالم، وليس فقط للمعركة نفسها.

ما هى رجسة الخراب؟



السؤال: ما هى رجسة الخراب؟

الجواب:
يشير تعبير "رجسة الخراب" الى ما هو موجود في متى 15:24: "فمتى نظرتم "رجسة الخراب" التي قال عنها النبي دانيال قائمة في المكان المقدس – ليفهم القاريء"، وهنا يشير الكتاب الى دانيال 27:9، "ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة، وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على الخراب". وفي عام 167 قبل الميلاد أقام الحاكم اليوناني مكاناً لعبادة الإله زوس في وسط الهيكل في أورشليم. كما قام أيضاً بتقديم خنزير كذبيحة في الهيكل. وهذا هو ما يعرف "برجسة الخراب".

وفي متى 15:24 يتحدث المسيح حوالى 200 عاماً بعد ذلك عن ما حدث في الهيكل. فلذا نعتقد أن المسيح كان يتنبأ بما سيحدث في الهيكل في أورشليم. و يعتقد العلماء أن المسيح كان يشير الي أن المسيح الدجال، سيفعل شيئاً مماثلاً لما قام به الحاكم الروماني في القديم. ومما يؤكد ذلك أن بعض الأحداث التي تنبأ بها النبي دانيال لم تحدث في عام 167 قبل الميلاد. إذ أن الحاكم لم يعقد عهداً مع اسرائيل لمدة سبع سنوات. فالمسيح الدجال هو الذي سيعقد العهد مع اسرائيل لمدة سبعة أعوام ثم سيخرق العهد بفعل شيء مماثل لما حدث في الهيكل من قبل.

ومها كان مستقبل رجسة الخراب، فأن ما سيحدث سيزيل أي شك في قلب أي انسان بأن هذا هو فعلاً المسيح الدجال. وسفر الرؤيا 14:13 يخبرنا بأنه سيصنع صورة أو تمثالاً معيناً وسيرغم الجميع على عبادته. هذا وأن تحويل الهيكل الى مكان لعبادته بدلاً من عبادة الله الحي شيء بغيض ورجس في عيني الرب بنفس مقدار تدنيس الهيكل. والذين سيكونون موجودين على الأرض وقت الإضطراب العظيم يجب وأن يترقبوا هذا الحدث كبداية لأسوأ ثلاثة سنوات ونصف على الأرض وأن يعلموا يقيناً أن رجوع المسيح الثاني للأرض وشيك. "اسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين، لكي تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدام ابن الإنسان" (لوقا 36:21).

ما هى الرؤيا التنبؤية؟



السؤال: ما هى الرؤيا التنبؤية؟

الجواب:
نجد أن مصدر الكلمة في اللغة اليونانية "أبوكالوبسس" والتي تعني "إظهار، أو كشف، أو نزع الغطاء عن شيء ما" ولذا فإنه يشار للسفر برؤيا يوحنا اللاهوتي وهذا لأن فيه يكشف الله عن أحداث الأيام الأخيرة لرسوله يوحنا. ويستخدم تعبير أدب الرؤيا التنبؤية لوصف إستخدام الرموز، والصور والأعداد للتكهن بأحداث مستقبلية. وخارج سفر الرؤيا، يمكننا أن نرى رؤى تنبؤية في سفر دانيال الأصحاح 7-12 وأشعياء أصحاح 24-27 وحزقيال أصحاح 37-41 وزكريا أصحاح 9-12.

فلم تم كتابة الرؤى التنبؤية بهذه الصيغة الأدبية المليئة بالرموز والصور؟ لا بد وأن نأخذ في الإعتبار أنه في وقت كتابة هذه الرؤي كان من الحكمة إخفاء الرسالة بالصور والرموز التي تحتويها. وأيضاً نجد أن الرموز قد أضافت عنصراً من الغموض عن تفاصيل الوقت والمكان. ولكن الغرض المقصود من إستخدام الرموز لم يقصد وأن يستخدم لكي يحدث إرتباك ولكن لتشجيع وتعليم أتباع المسيح في الأوقات العصيبة.

وبالإضافة الى المعنى المقصود بالرؤيا التنبؤية (أي سفرالرؤيا)، يستخدم التعبير اليوم للإشارة الى نهاية الأيام بصورة عامة، أو للأحداث الأخيرة والتي تتضمن مجيء المسيح الثاني أو معركة هرمجدون. حيث سنعاين الظهور النهائي لله، وغضبه وعدله وأخيراً حبه. فبرؤية يسوع المسيح سنرى الله (يوحنا 9:14 وعبرانيين 2:1).

ما هو يوم الرب؟



السؤال: ما هو يوم الرب؟

الجواب:
غالباً ما يشير تعبير "يوم الرب" الى الأحداث المتوقعة في نهاية الأيام (أشعياء 18:7-25) وغالباً ما ترتبط أحداثه "باليوم الأخير". ومن المهم إدراك أن هذه التعبيرات تشير الى فترة زمنية يتدخل خلالها الله شخصياً، بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الأحداث التاريخية ، لتحقيق أجزاء معينة من خطته للبشرية.

و نجد أن البعض من الناس يربط تعبير "يوم الرب" بحدث أو يوم معين سيحدث في نهاية العالم عندما تتم خطة الله للعالم والبشرية. في حين أن البعض الآخر يعتقد أن "يوم الرب" ستكون فترة زمنية طويلة وليس مجرد يوم واحد. في هذه الفترة سيملك المسيح على الأرض وسيقوم بتطهير السماء والجحيم ويعد المكان الأبدي للبشرية. وهذا يختلف عن الإعتقاد بأن يوم الرب حدث وحيد سيحدث عند رجوع المسيح للأرض لفداء شعبه وإرسال الخطاة للعقاب الأبدي.

وبالبحث في الكتاب المقدس، نجد أن تعبير "يوم الرب" قد تم استخدامه تسعة عشر مرة في العهد القديم (أشعياء 12:2 و6:13 و9 وحزقيال 5:13 و3:30 ويوئيل 15:1 و 1:2 و11 و31 و14:3 وعاموس 18:5 و 20 وعوبديا 15 وصفنيا 7:1 و14 وزكريا 1:14 وملاخي 5:4). وأربعة مرات في العهد الجديد (أعمال الرسل 20:2 وتسالونيكي الثانية 2:2 وبطرس الثانية 10:3). وأيضاً مشار له في (رؤيا 17:6 و 14:16).

وآيات العهد القديم التي تتناول يوم الرب توحي لنا بأن يوم الرب وشيك : "ولولوا لأن يوم الرب قريب، قادم كخراب من القادر على كل شيء" (أشعياء 6:13)، "لأن اليوم قريب، ويوم للرب قريب، يوم غيم. يكون وقتاً للأمم" (حزقيال 3:30)، "آه على اليوم، لأن يوم الرب قريب. يأتي كخراب من القادر على كل شيء"(يوئيل 15:1)، "اضربوا بالبوق في صهيون. صوتوا في جبل قدسي! ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم، لأنه قريب" (يوئيل 1:2)، "جماهير جماهير في وادي القضاء" (يوئيل 14:3)، "فإنه قريب يوم الرب على كل الأمم. كما فعلت يفعل بك. عملك يرتد على رأسك" (عوبديا 15)، "أسكت قدام السيد الرب، لأن يوم الرب قريب. لأن الرب قد أعد ذبيحة. قدس مدعويه" (صفنيا 7:1)، "قريب يوم الرب العظيم. قريب وسريع جداً. صوت يوم الرب. يصرخ حينئذ الجبار مراً "(صفنيا 14:1). وهذا لأن آيات العهد القديم تشير الى تحقيق النبؤات المحقق والبعيد المدي مثل الكثير من النبؤات الموجودة في العهد القديم. فنجد أن في بعض المرات يصف العهد القديم يوم الرب بحدث تاريخي تم حدوثه بالفعل (أشعياء 6:13-22 وحزقيال 2:30-19 ويوئيل 15:1 و 14:3 وعاموس 18:5-20 وصفنيا 14:1-18). بينما نجد أنه في الأحيان الأخرى يشير الى أحداث ستحدث في نهاية العالم (يوئيل 30:2-32 وزكريا 1:14 وملاخي 1:4، 5).

والعهد الجديد يصف "يوم الرب" بيوم "الغضب"، أو "الزيارة" (رؤيا 4:16)، ويشير الي أنه آت في المستقبل وأنه سيصب جامات غضبه على غير المؤمنون من شعب اسرائيل (أشعياء 22 وأرميا 1:30-17، يوئيل 1-2 وعاموس 5 وصفنيا 1) وعلى غير المؤمنين من العالم (حزقيال 38-39 وزكريا 14). والكتاب يشير الى أن اليوم آت سريعاً، مثل اللص في الليل. (صفنيا 14:1-15 وتسالونيكي 2:2)، ولذا فعلينا كمؤمنين أن نكون مستعدين لرجوع المسيح المفاجيء.

وبالإضافة لكونه وقت القضاء، فأنه سيكون وقت للخلاص الذي سيقدمه الله لبقية شعب اسرائيل لتتميم وعده بخلاص كل أهل اسرائيل (روميه 26:11)، وسيغفر غن خطاياهم ويسترد مختاريه (اشعياء 27:10 وأرميا 19:30-31 و40 وميخا 4 وزكريا 13). وفي النهاية "يخفض تشامخ الإنسان، وتوضع رفعة الناس، ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم" (أشعياء 17:2). وستتم النبؤات الخاصة بيوم الرب في نهاية العالم حيث تجازي قدرة الله العجيبة الشر والخطيئة

ما هو الفرق بين الإختطاف ومجيء المسيح الثاني؟



السؤال: ما هو الفرق بين الإختطاف ومجيء المسيح الثاني؟

الجواب:
كثيراً ما يقوم الناس بالخلط ما بين الإختطاف ومجيء المسيح الثاني. وفي بعض الأحيان، يصعب تمييز إن كان الكتاب المقدس يشير الى الإختطاف أم رجوع المسيح. ولكن عند التعمق في دراسة ما يقوله الكتاب المقدس عن نهاية الأيام، فأنه من المهم أن نتأكد مما يشير الكتاب اليه.

وسيحدث الإختطاف عند رجوع المسيح لينزع الكنيسة (جماعة المؤمنين) من الأرض. ونجد وصف هذا الحدث في تسالونيكي الأولى 13:4-18 وكورنثوس الأولى 50:15-54. فالمؤمنين الذين ماتوا ستقام أجسادهم، وسيجتمعون مع المؤمنين الأحياء لمقابلة الرب على السحاب. وسيحدث ذلك في لحظة وغضمة عين. في حين أن مجيء المسيح الثاني سيحدث حتي ينتصر على المسيح الدجال ويدمر الشر، وأيضاً ليؤسس ملكه الألفي. ونجد وصف المجيء الثاني في سفر الرؤيا 11:19-16.

الإختلافات الهامة بين الإختطاف والمجيء الثاني هي كالآتي:

(1) ساعة الإختطاف، سيقابل المؤمنون الرب على السحاب (تسالونيكي الأولى 17:4). ولكن في المجيء الثاني، سيرجع المؤمنون للأرض مع الرب (رؤيا 14:19).

(2) المجيء الثاني سيحدث بعد الضيقة العظيمة (رؤيا الأصحاح 6-19). بينما سيحدث الإختطاف قبل الضيقة (تسالونيكي الأولى 9:5 ورؤيا 10:3).

(3) الإختطاف هو نزع المؤمنين من الأرض لفدائهم (تسالونيكي الأولى 13:4-17 و9:5). بينما يتم نزع الغير مؤمنيين عند المجيء الثاني لعقابهم (متى 40:24-41).

(4) الإختطاف سيحدث سريعاً وبطريقة "سرية" (كورنثوس الأولى 50:15-54). بينما سيكون مجيء المسيح الثاني علانية للجميع (رؤيا 7:1 ومتى 29:24-30).

(5) سيحدث مجيء المسيح الثاني بعد تحقيق أحداث أخري (تسالونيكي الثانية 4:2 ومتى 15:24-30 ورؤيا أصحاح 6-18). بينما قد يحدث الإختطاف في أي وقت ومكان (تيطس 13:2 وتسالونيكي الأولى 13:4-18 وكورنثوس الأولى 50:15-54).

لم يجب التمييز بين الإختطاف ومجيء المسيح الثاني

(1) إن كان الإختطاف ومجيء المسيح الثاني يمثلا نفس الحدث، فهذا يعني أن المؤمنين سيتعرضون لوقت الضيقة العظيمة (تسالونيكي الأولى 9:5 ورؤيا 10:3).

(2) إن كان الحدثان يمثلان نفس الشيء فإن مجيء المسيح ليس وشيكاً، إذ أنه ولابد أن تتحق أحداث أخرى قبل مجيئه (متى 4:24-30).

(3) عند وصف وقت الضيقة، لا يذكر الكتاب الكنيسة (أصحاح 16-19). فأثناء الضيقة – "وقت ضيقة يعقوب" (أرميا 7:30)- سيحول الله نظره لإسرائيل (رومية 17:11-31).

فنجد أن الحدثان متشابهان ولكنهما مختلفان. حيث أن الأثنان يتضمنان مجيء المسيح. وأنهما سيحدثا في نهاية الأيام. ولكن من الهام جداً أن نتعرف على الإختلافات الأساسية. وللتلخيص، فإن الإختطاف هو مجيء المسيح الثاني على السحاب ليأخذ كل المؤمنيين بإسمه قبيل الضيقة العظيمة. بينما المجيء الثاني هو رجوع المسيح الى الأرض لينهي الضيقة ولينتصر على المسيح الدجال ومملكته الأرضية

من هم أربعة فرسان الرؤيا؟



السؤال: من هم أربعة فرسان الرؤيا؟

الجواب:
فرسان الرؤيا الأربعة يتم وصفهم في سفر الرؤيا الأصحاح السادس والأعداد 1-8. الأربعة فرسان هم وصف رمزي للأحداث المختلفة التي ستحدث في نهاية العالم. الفرس الأول يذكر في سفر الرؤيا 2:6، "فنظرت، واذ فرس أبيض والجالس عليه معه قوس، وقد أعطى إكليلاً، وخرج غالباً لكي يغلب". وهذا الفارس الأول يشير الى المسيح الدجال، والذي سيعطى السلطة وسينتصر على كل من يعارضه. والمسيح الدجال سيحاول تقليد كل ما سيفعله المسيح عند رجوعه، فسيأتي راكباً فرس أبيض (رؤيا يوحنا 11:19-16).

و نجد أن الفارس الثاني مشار له في سفر الرؤيا 3:6-4 "ولما فتح الختم الثاني، سمعت الحيوان الثاني قائلاً: "هلم وأنظر!". فخرج فرس آخر أحمر، وللجالس عليه أعطي أن ينزع السلام من الأرض، وأن يقتل بعضهم بعضاً، وأعطي سيفاً عظيماً". وهو يشير الي الحرب العظيمة التي ستندلع في نهاية الأيام. ونجد وصف الفارس الثالث في سفر الرؤيا 5:6-6، "...فنظرت وإذ فرس أسود، والجالس عليه معه ميزان في يده. وسمعت صوتاً في وسط الأربعة الحيوانات قائلاً: "ثمنية قمح بدينار، وثلاث ثماني شعير بدينار. وأما الزيت والخمر فلا تضرهما". ونجد أن ذلك يشير الى المجاعة العظيمة التي ستحدث كنتيجة للحروب (من الفارس الثاني). وسيندر الطعام بينما تتوافر الكماليات الأخرى مثل الخمر والزيت.

والفارس الرابع مذكور في سفر الرؤيا 8:6 وهو يرمز للموت والدمار، "فنظرت واذ فرس أخضر، والجالس عليه اسمه الموت، والهاوية تتبعه، وأعطيا سلطاناً على ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض". ويبدو وكأنه خليط من الفرسان الثلاث السابقين. إذ بحضوره تستمر وتقسو وطأة الحروب والمجاعات والأمراض و الأوبئة. ولكن من المدهش بل من المرعب أن الفرسان الأربعة هم مجرد مؤشر يسبق وقت الإضطراب العظيم (سفر الرؤيا، أصحاح 8-9 و16).

كيف يمكننا أن نمارس حياتنا في ضوء مجيء المسيح الثاني؟



السؤال: كيف يمكننا أن نمارس حياتنا في ضوء مجيء المسيح الثاني؟

الجواب:
نحن نؤمن أن رجوع المسيح للأرض هو أمر وشيك. وهذا لأن رجوعه يمكن أن يحدث في أي وقت. فنحن مع الرسول بولس "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (تيطس 13:2). وكوننا نعلم أن رجوع الرب قريب فربما يأتي اليوم، يجرب البعض بترك كل شيء ومجرد إنتظاره.

ولكن هناك فرق كبير بين معرفة أن المسيح ربما يأتي اليوم أو أنه آت اليوم بالفعل. ويعلمنا المسيح "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده" (متى 36:24). فتوقيت رجوع المسيح هو أمر لم يعلنه الله لأي شخص كان، وعلي ذلك فأنه يجب علينا أن نستمر في الإنتظار. ونرى في المثل الذي أعطاه لنا المسيح عن العشر وزنات، بأن الملك يأمر عبيده بأن يستمروا في العمل الي أن يجيء (لوقا 13:19).

فلابد أن يكون مجيء المسيح الثاني دافع للعمل، وليس العكس. وفي كورنثوس الأولى 15، يختم بولس تعليمه عن الإختطاف بقوله، "إذ يا أخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب". في تسالونيكي الأولى 5 يختم أيضاً بولس تعليمه عن مجيء المسيح بقوله "فلا ننم إذاً كالباقين، بل لنسهر ونصح" (عدد 6). فمشيئة المسيح لنا ليست أن نتراجع وننتظر. بل أن نستمر في العمل والسهر. "ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل" (يوحنا 4:9).

وبهذا نري أن التلاميذ عاشوا وكرزوا عالمين أن المسيح قد يأتي أثناء حياتهم، فماذا لو كانوا توقفوا عن العمل و"أنتظروا"؟ لكانوا قد خالفوا وصايا الإرسالية العظمى، ولكان الإنجيل لم ينشر حتى الآن. لقد أدرك التلاميذ أن رجوع المسيح الوشيك هو دافع لهم لإتمام عمل الله. لقد عاشوا حياة غنية، كما لو كان كل يوم في حياتهم هو آخر يوم لهم على الأرض. ونحن مثلهم، ينبغي وأن ننظر لكل يوم كهبة ممنوحة من الله وأن نستخدم تلك الهبة لتمجيده.

يوحنا الأولى 3:2-4 يقول "وبهذا نعرف أننا قد عرفناه: إن حفظنا وصاياه. من قال: "قد عرفته" وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه".

ما هى سمة الوحش؟



السؤال: ما هى سمة الوحش؟

الجواب:
نجد أن الجزء الأساسي الذي يتناول "سمة الوحش" في الكتاب المقدس موجود في سفر الرؤيا 15:13-18. كما يمكننا أن نجد إشارات أخرى في رؤيا 9:14 و11 وكذلك 2:15 و2:16 و20:19 و4:20. وتعمل هذه العلامة "كختم" مميز لأتباع المسيح الدجال والنبي الكذاب (المتحدث الرسمي بإسم المسيح الدجال). والنبي الكذاب (الوحش الثاني) هو من سيتسبب في أن يختم الناس بهذا الختم. وسيختم البعض على الجبهة أو اليد ولكن العلامة لن تحمل في صورة كارت يحمله الفرد معه.

والتقدم الطبي الحديث في تكنولوجيا زرع الرقائق رفع مستوى الإهتمام "بسمة الوحش" والذي يتحدث عنها الكتاب في سفر الرؤيا والأصحاح الثالث عشر. وربما تكون التكنولوجيا المستخدمة اليوم تمثل مرحلة بدائية لما سيستخدم لزرع "السمة" في المستقبل. ولكن من المهم أن ندرك أن الرقائق الطبية المذكورة سابقاُ هى ليست السمة. فالسمة ستمنح فقط للذين سيعبدون المسيح الدجال. فالرقائق الطبية أو المالية المزروعة لا تمثل سمة الوحش. فإن "سمة الوحش" ستكون "علامة" من علامات نهاية الأيام تمنح للذين يعبدون ويسجدون للمسيح الدجال ولا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع إلا من له السمة أو اسم الوحش أو عدد اسمه.

ويختلف الكثير من مفسري الكتاب المقدس المتميزين على صورة علامة الوحش. فالبعض يعتقد أن العلامة ستكون في صورة "بطاقة شخصية"، والبعض الآخر يعتقد أنها ستكون رقائق مزروعة، أو وشم بشفرة معرفة على جلد الإنسان. وهذا الوشم يوضح أن الشخص ينتمي لمملكة المسيح الدجال. وربما يكون هذا التفسير أكثر واقعية بحيث أنه لا يضيف أي تفاصيل غير موجودة في الكتاب المقدس. ولكن كل هذه تكهنات فينبغي علينا ألا نضيع وقتنا في التفكر في مثل هذه الأشياء والتي لا يذكرها الكتاب المقدس، فأننا سنعلم وسنتعرف عليها عندما تحدث.

والمعنى المقصود بالرقم 666 هو أيضاً لغز. ونجد أن الكثير من الناس ما توقعوا بأن يكون له علاقة بيوم 6 من شهر يونيو 2006. ولكن، إن دققنا النظر في سفر الرؤيا فأننا سنكتشف أن الرقم يشير الى شخص وليس تاريخ. فسفر الرؤيا 18:13 يقول لنا "هنا الحكمة! من له فهم فليحسب عدد الوحش. فإنه عدد إنسان، وعدده: ستمئة وستة وستون". فبصورة ما سيساعدنا رقم 666 على التعرف على المسيح الدجال. ولعصور طويلة حاول مفسري الكتاب تفسير الرقم بربطة بشخص ما ولكن الأمر يحتاج حكمة. فعندما يتم إعلان المسيح الدجال (تسالونيكي الثانية 3:2-4)، سيكون الأمر واضحاً ووقتها سندرك سبب تعريفة برقم 666.

ماذا تمثل السبعة ختوم والسبعة أبواق؟



السؤال: ماذا تمثل السبعة ختوم والسبعة أبواق؟

الجواب:
نجد وصف السبعة ختوم في (رؤيا 1:6-17 و 1:8-5)، والسبعة أبواق (رؤيا 6:8-21 و 15:11-19)، وسبعة جامات غضب الله في (رؤيا 1:16-21) وهم ثلاثة سلاسل متعاقبة من غضب الله. ويزداد حكم الله وطأة تدريجياً مع تقدم الوقت. والسبعة ختوم والأبواق والجامات مرتبطة ببعضها – حيث يقدم الختم السابع، الأبواق السبعة (رؤيا 1:8-5)، وتقدم الأبواق السبعة، الجامات السبعة (رؤيا 15:11-19 و 1:15-8).

والختوم الأربعة الأولى تعرف بأربعة فرسان الرؤيا. والختم الأول يقدم المسيح الدجال (رؤيا 1:6-2). والختم الثاني يسبب حرباً عظيمة (رؤيا 3:6-4). والختم الثالث يسبب مجاعة (رؤيا 5:6-6). والختم الرابع يسبب أوبئة، ومجاعات أخرى، وحروب (رؤيا 7:6-8).

والختم الخامس يخبرنا عن الذين سيستشهدوا بسبب إيمانهم في نهاية الأيام (رؤيا 9:6-11). وسيسمع الله بكائهم وسينصفهم ويخلصون في الوقت المعين من خلال – الختم السادس، ومعها الأبواق وجامات غضبه. وعند حدوث الختم السادس والسابع، سيحدث زلزال عظيم يتسبب في حدوث كوارث رهيبة كما ستقع أحداث فلكية مهيبة (رؤيا 12:6-14). والذين سينجون منها سيصرخون "اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس علي العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم. ومن يستطيع الوقوف؟" (رؤيا 16:6-17).

ويتم وصف الأبواق السبعة في سفر الرؤيا 6:8-21. والأبواق السبعة هى محتوى الختوم السبعة (رؤيا 1:8-5). فالبوق الأول سيسبب نار وبرد ستدمر كل عشب أخضر على الأرض (رؤيا 7:8). والبوق الثاني سيكون مثل جبلاً متقداً بالنار يدمر كل خلائق البحر الحية (رؤيا 8:8-9). والبوق الثالث مثل البوق الثاني، سيدمر الأنهار والينابيع (رؤيا 10:8-11).

والبوق الرابع سيتسبب في ظلام الشمس والقمر (رؤيا 12:8). والبوق الخامس سيتسبب في أوبئة و "جراد" يعذب الناس (رؤيا 1:9-11). والبوق السادس سيطلق أجناد الشر التي ستقتل ثلث من الناس (رؤيا 12:9-21). والبوق السابع سينادي السبع ملائكة الذين يحملون جامات غضب الله السبع (رؤيا 15:11-19 و 1:15-8).

وسبعة جامات الغضب نجد وصفها في رؤيا 1:16-21. وهى نتيجة مباشرة للأبواق السبعة. فالجامة الأولى تسبب دمامل خبيثة وردية على الناس (رؤيا 2:16). والجامة الثانية ستسبب في موت كل مخلوق بحري (رؤيا 3:16). والجامة الثالثة ستسبب في تحول النهر الى دم (رؤيا 4:16-7). والجامة الرابعة ستتسبب في احتراق الناس بنار الشمس (8:16-9). والجامة الخامسة ستتسبب في ظلمة وأوجاع عظيمة من القروح والدمامل (رؤيا 10:16-11). والجامة السادسة ستتسبب في جفاف نهر الفرات العظيم وتجمع قوات المسيح الدجال للقتال في معركة هرمجدون (رؤيا 12:16-14). والجامة السابعة ستتسبب في زلزلة عظيمة وبرد عظيم يسقط على الناس (رؤيا 15:16-21).

وسفر الرؤيا 5:16-7 يعلن، "عادل أنت أيها الكائن والذي كان والذي يكون، لأنك حكمت هكذا. لأنهم سفكوا دم قديسين وأنبياء، فأعطيتهم دماً ليشربوا. لأنهم مستحقون!". "نعم أيها الرب الإله القادر على كل شيء! حق وعادلة هى أحكامك".

كيف يمكنني دراسة سفر الرؤيا؟



السؤال: كيف يمكنني دراسة سفر الرؤيا؟

الجواب:
إن مفتاح دراسة أي سفر من أسفار الكتاب المقدس وهذا يتضمن سفر الرؤيا هو إتباع منهج تفسيري موحد. والمنهج التفسيري هو دراسة مباديء الترجمة. وهذا يعني توحيد الإسلوب المتبع للتفسير. فإن لم يشير الكاتب بوضوح أنه يتحدث بصورة رمزية فلابد وأن يفسر المقطع حرفياً. ويجب ألا نبحث عن معان أخرى وإن لم نستطع فهم الجملة كما هى. وألا نحاول روحنة بعض ما هو مكتوب وتمعينه. فإن الكاتب قد دون ذلك بإرشاد من الروح القدس، فالمعنى إذاً موجود فيما هو مكتوب.

ونأخذ على سبيل المثال، ما هو موجود في سفر الرؤيا والأصحاح العشرون. فالكثيرين من المترجمين يفسرون الألف عام بطرق مختلفة. ولكن لا يوجد أي إشارة الى أن الكاتب قد قام بذكر هذا العدد بصورة رمزية فإن ما هو مكتوب يشير الي ألف عاماً بصورة حرفية.

و يمكننا أن نجد توضيح بسيط للسفر في سفر الرؤيا 19:1. ففي الأصحاح الأول، المسيح المقام الممجد يتحدث الى يوحنا. ويقول هنا المسيح ليوحنا "فأكتب ما رأيت، وما هو كائن، وما هو عتيد أن يكون بعد هذا". فالأشياء التي عاينها يوحنا مدونة في الأصحاح الأول. بينما نجد الأشياء الكائنة في الأصحاح 2-3 (الرسائل للكنائس). والأشياء التي ستكون (المستقبلية) مدونة في الأصحاحات 4-22.

وبصورة عامة، تتناول الإصحاحات 4-18 من سفر الرؤيا قضاء الله على أهل العالم. وهذا القضاء لا ينطبق على الكنيسة (تسالونيكي الأولى 2:5 و9). فسيأخذ الله الكنيسة من الأرض خلال حدث يسمى بالإختطاف. ونجد وصف الإختطاف في تسالونيكي الأولى 13:4-18 وكورنثوس الأولى 51:15-52. فهذا هو وقت إضطراب يعقوب – إسرائيل (أرميا 7:30 ودانيال 12:9 و1:12). وهذا هو الوقت الذي فيه سيحاكم الله العالم بسبب عصيانهم.

وأصحاح 19 يصف رجوع المسيح مع الكنيسة، عروس المسيح. وانتصاره على الوحش والنبي الكذاب ويطرحههم في بحيرة النار. وفى أصحاح 20، نجد أن الله يقيد ابليس ويطرحه في الهاوية. ثم يقيم الله مملكته على الأرض والتي ستدوم لمدة ألف عام. وفي نهاية الألف عام، سيطلق ابليس حيث سيقود عصياناً ضد الله. ولكنه حالما ما يخمد ويطرح أيضاً في بحيرة النار. وفي القضاء الأخير، والذي سينطبق على كل من لا يؤمنون، سيتم طرحهم أيضاً في بحيرة النار.

و الأصحاحين 21 و22 يقوما بوصف الحالة الأبدية. وفيهما يخبرنا الله عن حياتنا الأبدية معه. فكتاب سفر الرؤيا يمكن دراسته وفهمه! فالله لم يكن ليمنحه لنا إن كان مجرد لغزاً مليء بالغموض. ومفتاح فهمه هو ترجمة ما هو مدون به بصورة حرفية. فالسفر يحتوي كل المعاني التي نرجوها.

من هو المسيح الدجال؟



السؤال: من هو المسيح الدجال؟

الجواب:
هناك الكثير من التكهن على شخصية المسيح الدجال. وتتضمن القائمة الشهيرة، الزعيم الروسي فالديمير بوتن والإيراني أحمد الدين نجاد والبابا في روما. وفي الولايات المتحدة تتضمن القائمة، الرئيس السابق بيل كلنتون، والرئيس الحالي جورج بوش والرئيس المتوقع باراك أوباما. ولكن من هو المسيح الدجال وكيف يمكننا التعرف عليه؟

لا يذكر الكتاب المقدس بالتحديد الموقع الذي سيأتي منه المسيح الدجال. في حين أن الكثير من دارسي الكتاب يتوقعون قدومه من إتحاد عشرة دول أو ما يسمى بالإمبراطورية الرومانية الحديثة (دانيال 24:7-25 ورؤيا 17:7). ونجد أن البعض الأخر يعتقد أنه سيكون يهودياً ليتمكن من الإدعاء بأنه المسيح. ولكن كل هذه هي تكهنات حيث أن الكتاب المقدس لا يخبرنا من أين سيأتي أو أصله العرقي. وتسالونيكي الثانية 3:2-4 يخبرنا عن كيفية التعرف على المسيح الدجال: " لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي إن لم يأت الإرتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك. المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً، حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله، مظهراً نفسه أنه إله".

وأنه من المتوقع أن يندهش كل الذين سيعاينونه عند التعرف عليه. فقد يكون أو لا يكون على قيد الحياة اليوم. فقد كان مارتن لوثر على سبيل المثال مقتنعاً أن بابا روما المعاصر(في وقت حياته) هو المسيح الدجال. وكذلك كان الكثيرون من الذين عاشوا في العصور الحديثة متأكدون من أشخاص آخرين. وكما نرى، فأنهم جمعيهم مخطئين. ولذا ينبغي وأن نبتعد عن التكهنات وأن نركز على ما يقوله الكتاب المقدس بالفعل. فسفر الرؤيا 5:13-8 يعلن، "وأعطى فماً يتكلم بعظائم وتجاديف، وأعطى سلطاناً أن يفعل اثنين وأربعين شهراً. ففتح فمه بالتجديف على الله، ليجدف على اسمه، وعلى مسكنه، وعلى الساكنين في السماء. وأعطي أن يصنع حرباً مع القديسين ويغلبهم، وأعطي سلطاناً على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح".

من هم الأربعة وعشرون شيخاً في سفر الرؤيا؟



السؤال: من هم الأربعة وعشرون شيخاً في سفر الرؤيا؟

الجواب:
يعلن رؤيا 4: 4 "وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشاً. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخاً جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ". لا يحدد سفر الرؤيا من هم الأربعة وعشرون شيخاً. ولكن في الغالب هم يمثلون الكنيسة. من غير المحتمل أن يكونوا كائنات ملائكية، كما يقترح البعض. وتشير حقيقة كونهم جالسين على عروش بأنهم يملكون مع المسيح. ولا نجد في أي موضع كتابي أن الملائكة يحكمون أو يجلسون على عروش. ولكن بالنسبة للكنيسة، تكرر القول بأنها تحكم وتملك مع المسيح (رؤيا 2: 26-27؛ 5: 10؛ 20: 4؛ متى 19: 28؛ لوقا 22: 30).

بالإضافة لهذا، فإن الكلمة اليونانية المترجمة هنا "شيوخ" لا تستخدم أبداً للإشارة إلى الملائكة، بل فقط إلى البشر، خاصة الرجال في عمر معين حيث يتسمون بالنضج والمقدرة على إدارة الكنيسة. إن الكلمة "شيخ" غير مناسبة للإشارة إلى الملائكة الذين لا عمر لهم. كذلك تشير ثيابهم إلى كونهم رجال. في حين يظهر الملائكة بثياب بيض، إلا أن الملابس البيضاء هي رداء المؤمنين كرمز لبر المسيح الذي يمنحنا إياه عند الخلاص (رؤيا 3: 5،18؛ 19: 8).

إن التيجان الذهبية التي يرتديها الشيوخ تشير أيضاً إلى كونهم بشر وليسوا ملائكة. لا يوعد الملائكة بالحصول على تيجان ولا نراهم أبداً يرتدونها. إن الكلمة المترجمة "تيجان هنا تشير إلى تيجان الظفر التي يرتديها من تنافسوا وإنتصروا كما وعد المسيح (رؤيا 2: 10؛ تيموثاوس الثانية 4: 8؛ يعقوب 1: 12).

يؤمن البعض أن هؤلاء الشيوخ الأربعة والعشرين يمثلون شعب إسرائيل، ولكن في وقت هذه الرؤيا، لم يكن قد تم فداء شعب إسرائيل كأمة. ولنفس السبب لا يمكن أن يمثل هؤلاء الشيوخ قديسي الضيقة – فلم يكن جميعهم قد خلصوا في وقت رؤيا يوحنا. أما الخيار المحتمل هو أن الشيوخ يمثلون الكنيسة المختطفة التي تتغنى بترانيم الفداء (رؤيا 5: 8-10). وهم يرتدون تيجان النصرة وقد ذهبوا إلى المكان الذي أعده لهم فاديهم (يوحنا 14: 1-4).

ما هي نبوة المايا عام 2012؟



السؤال: ما هي نبوة المايا عام 2012؟

الجواب:
إن قدماء المايا، بناء على تخطيط النجوم، قد تنبأوا أن 21 ديسمبر 2012 سيكون نهاية العالم (أو على الأقل تاريخ كارثة عالمية). بدأ تخطيط النجوم في أمريكا الوسطى حوالي عام 680 ق م في حضارة الأولمك، التي قامت بتسجيل الأنماط الفلكية وبعد ذلك إنتقلت هذه المعرفة إلى شعب المايا. كان للمايا تاريخ طويل في متابعة الإنقلاب الشتوي (غالباً لزراعة المحاصيل) وخلق التقويم (نعرف منها 17 على الأقل). وفي مرحلة ما، قاموا بتطوير المعتقد أن الشمس إله وأن الطريق اللبنية (درب التبانة)، الذي كانوا يسمونه "الشجرة المقدسة" هو مدخل حياة الآخرة. بعد أن تعلموا من الأولمك، إحتفظ المايا بسجلات لأنماط حركة النجوم لفترة 200 – 300 عاماً التالية.

قام المايا بتطوير التقويم الخاص بهم (العد الطويل) عام 355 ق م. وتمكنوا من إستخدام ملاحظاتهم ومهاراتهم الحسابية في حساب الحركات المستقبلية للنجوم في السماء. كانت النتيجة أن المايا إكتشفوا تأثير تأرجح الأرض في دورانها على محورها. هذا الدوران المتأرجح يجعل حركة النجوم تنحرف بالتدريج في السماء (فيما يسمى بـ "الحركة البدارية") في دورة مدتها 5125 سنة. إكتشف المايا كذلك أنه مرة واحدة في كل دورة يتقاطع الحزام المظلم في وسط درب التبانة (المعروف بـ "خط الإستواء المجري") مع المدار الإهليجي (مدار حركة الشمس عبر السماء).

في سنة التقاطع، تصل الشمس إلى إنقلابها (لحظة قصيرة حيث يكون موضع الشمس في نقطة الميل الأعلى) في ديسمبر 21 بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الشمالي، ويونيو 21 للنصف الجنوبي. في ذلك الوقت يحدث الإنقلاب في نفس لحظة تقابل خط الإستواء المجري مع درب التبانة. السنة التي يحدث فيها هذا (بالنسبة لتقويمنا الجريجوري) هي 2012 م، وآخر مرة حدث فيها ذلك كان 11 أغسطس 3114 ق. م. تقول أساطير المايا أن الشمس إله ودرب التبانة هو مدخل الحياة والموت، وقد خلص المايا أن هذا التقاطع في الماضي لا بد وأنه كان لحظة الخليقة. ويبدو أن الرسوم الهيروغليفية للمايا تشير أنهم كانوا يؤمنون أن التقاطع التالي (في 2012) سيكون بشكل ما نهاية لدورة وبداية دورة جديدة.

إن ما يعرف بـ "نبؤات المايا لعام 2012" ليست أكثر من مضاربة إستقرائية عشوائية، قائمة على التفسيرات غير المؤكدة لدارسي هيروغليفيا المايا. الحقيقة هي أنه، بعيداً عن التلاقي الفلكي، يوجد القليل من الإشارة إلى تنبوء المايا بأي شيء محدد فيما يخص احداث المستقبل البعيد. لم يكن المايا أنبياء؛ فلم يستطيعوا أن يتنبأوا بإضمحلال ثقافتهم. كانوا علماء حساب عظماء، ومراقبين فلكيين متمرسين، ولكنهم كانوا أيضاً شعب قبلي شديد العنف ولهم إدراك بدائي للظواهر الطبيعية، ويؤمنون بمعتقدات بالية وممارسات بربرية من إراقة الدماء وتقديم ذبائح بشرية. (كانوا يؤمنون مثلاً، أن دم الذبيحة البشرية يمنح الشمس قوة وحياة).

لا يوجد أي شيء على الإطلاق في الكتاب المقدس يشير إلى أن 21 ديسمبر 2012 هو نهاية العالم. وفي حين أن ذلك التاريخ ليس أقل مصداقية من غيره لنهاية العالم، إلا أن الكتاب المقدس لا يقدم في أي جزء منه الظواهر الفلكية التي أشار إليها المايا على أنها علامات لنهاية الزمان. فإنه من غير المتسق بالنسبة لله أن يسمح للمايا بإكتشاف حق مدهش كهذا بينما يبقى أنبياء العهد القديم على جهل بتوقيت الأحداث. وبإختصار، لا يوجد بالقطع أي دليل كتابي على أن نبوءة المايا لنهاية العالم في 2012 هي صحيحة أو محتملة.

إن قبول نبوءة المايا 2012 يتطلب قبول النظريات التالية: إن الشمس إله؛ الشمس تستمد قوتها من دم الذبائح البشرية؛ لحظة الخليقة كانت عام 3114 ق م (بالرغم من كل الأدلة على حدوثها قبل ذلك بكثير)؛ وأن الإصطفاف المرئي للنجوم له دلالة لحياة البشر اليومية. ومثل كل الديانات الكاذبة الأخرى، فإن المايا سعت إلى رفع شأن الخليقة بدلاً من الخالق نفسه. يخبرنا الكتاب المقدس عن مثل هؤلاء المتعبدين الكاذبين: "الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ..." (رومية 1: 25)، و "لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ" (رومية 1: 20). إن قبول نبوءة المايا لعام 2012 هو إنكار للتعليم الكتابي الواضح حول نهاية العالم. قال يسوع: "وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ" (مرقس 13: 32).

ماذا يقول الكتاب المقدس عن نهاية العالم؟



السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن نهاية العالم؟

الجواب:
إن الحدث الذي يوصف عادة بـ "نهاية العالم" مذكور في رسالة بطرس الثانية 3: 10 "تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا". هذه خاتمة سلسلة من الأحداث تسمى "يوم الرب"، أي الوقت الذي يتدخل فيه الله في التاريخ البشري بهدف الدينونة. في ذلك الوقت، فإن الله سوف يدمر كل ما خلقه "السماوات والأرض" (تكوين 1: 1).

إن ميعاد هذا الحدث، وفقاً لأغلب مفسري الكتاب المقدس، هو في نهاية فترة ألف عام تسمى الألفية. خلال هذه الألف سنة، سوف يملك المسيح على الأرض كملك في أورشليم، ويجلس على كرسي داود (لوقا 1: 32-33) ويحكم في سلام ولكن "بقضيب من حديد" (رؤيا 19: 15). في نهاية الألف عام، سوف يفك الشيطان من قيوده، ويهزم مرة ثانية ويلقى في بحيرة النار (رؤيا 20: 7-10). ثم بعد يوم الدينونة، تحدث نهاية العالم الموصوفة في بطرس الثانية 3: 10. يخبرنا الكتاب المقدس عدة أمور عن هذا الحدث.

فهو أولاً سيكون كارثي في مداه. فتشير "السماوات" إلى الكون المادي – النجوم والكواكب والمجرات – التي ستنحل في إنفجار عظيم، ربما يكون تفاعل نووي أو ذري يحرق كل المواد التي نعرفها ويقضي عليها. كل العناصر التي يتكون منها الكون سوف تذوب في "نار متقدة" (بطرس الثانية 3: 12). وسيكون هذا حدثاً صاخباً مدوياً، يوصف في ترجمات مختلفة بأنه "زئير"، أو "صوت عظيم"، أو "إصطدام رعدي". لن يكون هناك شك حول ما يحدث. سوف يراه الجميع ويسمعونه لأن الكتاب يقول أيضاً أن "الأرض وما عليها سوف تحترق".

ثم بعد ذلك، سيخلق الله "سماء جديدة وأرض جديدة" (رؤيا 21: 1)، يكون فيها "أورشليم الجديدة" (الآية 2)، عاصمة السماء، مكان القداسة الكاملة، التي ستنزل من السماء إلى الأرض الجديدة. هذه هي المدينة حيث سيعيش القديسين – الذين كتبت أسماؤهم في "سفر حياة الحمل" (رؤيا 13: 8) – إلى الأبد. يشير بطرس إلى هذه الخليقة الجديدة بأنها "مسكن الأبرار" (بطرس الثانية 3: 13).

ربما يكون أهم جزء من وصف بطرس لذلك اليوم هو سؤاله في الآيات 11-12 "فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبّ". يعرف المؤمنون ما الذي سيحدث، ويجب أن نعيش بطريقة تعكس هذا الفهم. هذه الحياة ستمضي، ويجب أن يكون تركيزنا على السماء الجديدة والأرض الجديدة التي ستأتي. يجب أن تكون حياتنا "المقدسة والمرضية لله" شهادة لمن لا يعرفون المخلص، ويجب أن نخبر الآخرين عنه حتى يهربوا من المصير الرهيب الذي ينتظر من يرفضونه. نحن ننتظر بتوقع وترقب "ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي" (تسالونيكي الثانية 1: 10).

ما هو دور إسرائيل في الأيام الأخيرة؟



السؤال: ما هو دور إسرائيل في الأيام الأخيرة؟

الجواب:
في كل مرة يوجد صراع في إسرائيل أو حولها، يرى البعض ذلك كعلامة على سرعة إقتراب الأيام الأخيرة. المشكلة في هذا هو أننا يمكن أن نمل في النهاية من الصراع في إسرائيل، حتى أننا لن نستطيع تمييز وقوع الأحداث النبوية المهمة. إن الصراع في إسرائيل ليس بالضرورة علامة من علامات الأيام الأخيرة.

إن الصراع في إسرائيل كان واقعاً على مدى تاريخ إسرائيل كأمة. فسواء مع المصريين، أو العماليق، أو المديانيين، أو المؤآبيين، أو العموريين، أو الفلسطينيين أو الآشوريين، أو البابليين، أو الفرس، أو الرومان، فإن شعب إسرائيل كان دائماً مضطهداً من جيرانه. لماذا؟ وفقاً للكتاب المقدس، السبب هو أن الله لديه خطة لشعب إسرائيل، والشيطان يريد أن يدمر هذه الخطة. إن كراهية إسرائيل، والتي مصدرها الشيطان، وبصورة خاصة لإله إسرائيل، هي السبب الذي جعل جيران إسرائيل دائماً يرغبون في دمار إسرائيل. سواء كان سنحاريب ملك آشور، أو هامان المسئول في فارس، أو هتلر القائد الألماني النازي، أو أحمدي نجاد رئيس إيران، فإم محاولات القضاء على إسرائيل تماماً سوف تفشل دائماً. سيأتي مضطهون لإسرائيل ويذهبون، ولكن سيظل الإضطهاد حتى مجيء المسيح الثاني. نتيجة لذلك نقول أن الصراع في إسرائيل ليس مؤشراً أكيداً على سرعة إقتراب الأيام الأخيرة.

ولكن، يقول الكتاب المقدس أنه سيكون هناك صصراع رهيب في إسرائيل في الأيام الأخيرة. لهذا فإن هذه الفترة الزمنية معروفة بالضيقة، أو الضيقة العظيمة، و "زمن ضيقة يعقوب" (إرميا 30: 7). هذا ما يقوله الكتاب المقدس عن إسرائيل في الأيام الأخيرة:

ستعود جموع اليهود إلى أرض إسرائيل (تثنية 30: 3؛ إشعياء 43: 6؛ حزقيال 34: 11-13؛ 36: 24؛ 37: 1-14).

سيعقد المسيح الدجال معاهدة "سلام" لمدة سبع سنين مع إسرائيل (إشعياء 28: 18؛ دانيال 9: 27).

سوف يتم إعادة بناء الهيكل في أورشليم (دانيال 9: 27؛ متى 24: 15؛ تسالونيكي الثانية 2: 3-4؛ رؤيا 11: 1).

سوف ينقض المسيح الدجال عهده مع إسرائيل، وينتج عن ذلم إضطهاد لإسرائيل في كل العالم (دانيال 9: 27؛ 12: 1، 11؛ زكريا 11: 16؛ متى 24: 15، 21؛ رؤيا 12: 13). سيتم غزو إسرائيل (حزقيال الإصحاحات 38-39).

في النهاية تعترف إسرائيل بالمسيح كالمسيا (زكريا 12: 10). سوف يتم إعادة إحياة إسرائيل وإستردادها ولم شملها (إرميا 33: 8؛ حزقيال 11: 17؛ رومية 11: 26).

توجد إضطرابات كثيرة في إسرائيل اليوم. فإسرائيل مضطهدة، ومحاطة بأعداء – سوريا، لبنان، الأردن، السعودية، إيران، حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله،...الخ. ولكن هذه الكراهية والإضطهاد لإسرائيل مجرد لمحة لما سيحدث في الأيام الأخيرة (متى 24: 15-21). إن آخر جولة من الإضطهاد بدأ عندما أعيد تشكيل إسرائيل كدولة في 1948. كان العديد من دارسي نبوات الكتاب المقدس يعتقدون أن حرب الأيام الستة بين إسرائيل والعرب عام 1967 كانت "بداية النهاية". هل يمكن أن يدل ما يحدث في إسرائيل اليوم على إقتراب النهاية؟ نعم. هل يعني بالضرورة أن النهاية إقتربت؟ كلا. يسوع نفسه عبر عن هذا جيداً " فَأَجَابَ يَسُوعُ: «انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ ... سَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا لاَ تَرْتَاعُوا. لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا. وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ" (متى 24: 4-6).

من هو النبي الكذاب في الأيام الأخيرة؟



السؤال: من هو النبي الكذاب في الأيام الأخيرة؟

الجواب:
إن النبي الكذاب في الأيام الأخيرة موصوف في رؤيا 13: 11-15. ويشار إليه أيضاً بـ "الوحش الثاني" (رؤيا 16: 13، 19: 20، 20:10). وهو الطرف الثالث في هذا الثالوث غير المقدس مع المسيح الدجال والشيطان الذي يمنح كليهما القوة.

يصف الرسول يوحنا هذا الإنسان ويقدم لنا دلائل لنتعرف عليه عندما يظهر. أولاً، هو يخرج من الأرض. قد يعني هذا أنه يأتي من حفره الجحيم مع كل القوى الشيطانية تحت إمرته. وقد يعني أيضاً أنه سيكون من بيئة متواضعة، خفية، غير معروفة حتى يبزغ على مسسرح أحداث العالم على يمين المسيح الدجال. يوصف بأنه له قرنين مثل الحمل، في حين يتحدث مثل التنين. القرون على رأس الحمل هي ما إلا ندبات صغيرة حتى يكبر الحمل ويصير كبشاً. وبدلاً من أن يكون له عدة رؤوس وقرون مثل المسيح الدجال، مما يدل على قوته وقدرته وعنفه، فإن النبي الكذاب يأتي كحمل، جذاب، وبكلام معسول يحصل على تعاطف الآخرين. ربما يكون واعظاً متميزاً، أو خطيب تخدع كلماته الشيطانية جماهير سامعيه. ولكنه يتحدث كتنين، مما يعني أن رسالته رسالة تنين. رؤيا 12: 9 يعرف التنين بأنه الشيطان.

تقدم الآية 12 مهمة النبي الكذاب على الأرض، التي هي إجبار البشر على عبادة المسيح الدجال. إنه يملك كل سلطان المسيح الدجال لأنه مثله يستمد قوته من الشيطان. ليس من الواضح ما إذا كان الناس سيرغمون على عبادة المسيح الدجال أو إذا كان الناس سيؤخذون بهذه المخلوقات القوية حتى أنهم سيخدعون ويعبدونه طواعية. إن حقيقة كون الوحش الثاني يستخدم آيات وعجائب بما فيها النار من السماء ليثبت بها مصداقيتهما يبدو أنها تشير لكون الناس سيسقطون أمامهم في عبادة لقوتهما ورسالتهما. تمضي الآية 14 لتقول أن الخداع سيكون عظيماً حتى أن الناس سيقيمون صنماً للمسيح الدجال ويعبدونه. هذا يذكر بالتمثال الذهبي الضخم لنبوخذنصر (دانيال 3) الذي أجبر الجميع على الإنحناء والسجود أمامه. ولكن رؤيا 14: 9-11 يصف المصير المرعب الذي ينتظر من يعبدون صورة المسيح الدجال.

إن من يجتازون أهوال الضيقة العظيمة حتى هذه المرحلة سوف يواجهون بإختيارين صعبين. من يرفضون عبادة صورة الوحش سوف يتعرضون للموت (الآية 15)، ولكن من يعبدونه سيحل عليهم غضب الله. سيكون التمثال غير عادي في أنه سيكون قادراً على "الكلام". هذا لا يعني أنه ستدب فيه الحياة – الكلمة اليونانية هنا هي pneuma أي "نسمة" أو "تيار" هواء، وليست bios أي "حياة" – ولكنها تعني أنه ستكون له مقدرة بشكل ما على النطق برسالة المسيح الدجال والنبي الكذاب. بالإضافة لكونه متحدثاً عنهما، فإن التمثال سيحكم بالموت على من يرفضون عبادة الزوجين غير المقدسين. في عالمنا التكنولوجي، ليس من الصعب أن نتخيل مثل هذا السيناريو.

أياً ما يكون النبي الكذاب، فإن الخداع النهائي للعالم والإرتداد النهائي سيكون عظيماً، وسيكون لكل العالم دور فيه. إن المضللين والمعلمين الكذبة الذين نراهم اليوم هم من يعدون الطريق للمسيح الدجال والنبي الكذاب ويجب ألا ننخدع بهم. هؤلاء المعلمين الكذبة كثيرين، وهم يدفعوننا نحو مملكة شيطانية نهائية. يجب أن نعلن بأمانة إنجيل الخلاص بيسوع المسيح وننقذ النفوس من الكارثة القادمة.

ماذا سيحدث عند الدينونة الأخيرة؟



السؤال: ماذا سيحدث عند الدينونة الأخيرة؟

الجواب:
أول شيء يجب أن ندركه بشأن الدينونة الأخيرة هو أنه لا يمكن تجنبها. فمهما شئنا أن نفسر النبوات بشأن الأيام الأخيرة إلا أنه "وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَة" (عبرانيين 9: 27). كلنا على موعد إلهي مع خالقنا. وقد سجل الرسول يوحنا بعض تفاصيل الدينونة الأخيرة:

"ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشاً عَظِيماً أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَاراً وَكِبَاراً وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ. وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي. وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ" (رؤيا 20: 11-15).

هذا المقطع الرائع يعرفنا بالدينونة الأخيرة – نهاية التاريخ البشري وبداية الأبدية. يمكننا أن نتأكد من هذا: لن تكون هناك أخطاء في محاسبتنا لأنه سيحكم علينا إله كامل (متى 5: 48؛ يوحنا الأولى 1: 5). وهذا سيتضح بدلائل كثيرة لا تدحض. أولاً، الله كلي العدل (أعمال الرسل 10: 34؛ غلاطية 3: 28). ثانياً، الله لا يمكن خداعه (غلاطية 6: 7). ثالثاً، الله لا يؤثر عليه التحيز أو الأعذار أو الأكاذيب (لوقا 14: 16-24).

يسوع المسيح، الله الإبن، سيكون الديان (يوحنا 5: 22). سيدين المسيح كل غير المؤمنين عند "العرش الأبيض العظيم"، وسيعاقبون وفقاً لأعمالهم. الكتاب المقدس واضح جداً في أن غير المؤمنين يخزنون لأنفسهم غضباً (رومية 2: 5). (سوف يدان المؤمنين أيضاً، في دينونة مختلفة تسمى "كرسي دينونة المسيح" (رومية 14: 10)، ولكن بما أن بر المسيح صار لنا وكتبت أسماؤنا في سفر الحياة، فسوف نكافأ ولا نعاقب، وفقاً لأعمالنا). في الدينونة الأخيرة سوف يكون مصير غير المؤمنين في يد الإله القدير الذي سيدين كل إنسان وفقاً لحالته.

أما الآن، فمصيرنا هو بين أيدينا. ستكون نهاية رحلة نفوسنا إما في السماء الأبدية أو في الجحيم الأبدي (متى 25: 46). علينا أن نختار أين سنكون إما بقبولنا أو رفضنا لذبيحة المسيح لأجلنا، ويجب أن نقرر ونختار قبل أن تنتهي حياتنا بالجسد على هذه الأرض. بعد الموت، لا يعود هناك إختيار، ويكون مصيرنا هو الوقوف أمام عرش الله، حيث يكون كل شيء عريان ومكشوف أمامه (عبرانيين 4: 13). تعلن رسالة رومية 2: 6 أن الله "سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ".

هل تحقق أي جانب من نبوات الأيام الأخيرة؟



السؤال: هل تحقق أي جانب من نبوات الأيام الأخيرة؟

الجواب:
يقدم رؤيا 4: 1 جزء من الكلمة يقول "الأمور العتيدة أن تحدث". ويتبعها نبوات عن "آخر الأيام". لم نصل بعد إلى الضيقة، وإعلان المسيح الدجال، أو أي من أحداث "الأيام الأخيرة" الأخرى. ولكن ما نراه هو "تمهيد" لهذه الأحداث.

قال يسوع أن الأيام الأخيرة سوف يسبقها عدة أمور: سيأتي مسحاء كذبة كثيرين، ليضلوا كثيرين؛ سوف "نسمع عن حروب وأخبار حروب"؛ وسوف تكون هناك زيادة في "المجاعات والأوبئة والزلازل في أماكن مختلفة. كل هذه بداية الأوجاع" (متى 24: 5-8). إن الأخبار اليوم تمتليء بالديانات الكاذبة، والحروب، والكوارث الطبيعية. نحن نعلم أن أحداث الضيقة ستتضمن كل ما تنبأ عنه المسيح (رؤيا 6: 1-8)؛ ويبدو أن الأحداث المعاصرة تمهد لمتاعب أعظم في المستقبل.

حذرنا الرسول بولس من أن الأيام الأخيرة ستأتي بزيادة ملحوظة في التعاليم المضلة. "إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ" (تيموثاوس الأولى 4: 1). توصف الأيام الأخيرة بأنها "أزمنة صعبة بسبب تزايد شر طبيعة الإنسان وبسبب الذين "يقاومون الحق" (تيموثاوس الثانية 3: 1-9؛ أنظر أيضاً تسالونيكي الثانية 2: 3). إن قائمة ما سيكون عليه الناس في الأيام الأخيرة – مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضىً، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلَّهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا – (تيموثاوس الثانية3: 2-5)، يبدو وأنها تتفق تماماً مع عصرنا هذا.

هل يمكن أن نشك في أن النبوات الخاصة بالإرتداد تتحقق اليوم؟ إن عالم القرن الواحد والعشرين قد تبنى النسبية الأخلاقية، وهي فلسفة تلوث حتى الكنيسة. فمثلاً، يجد عدد من الطوائف صعوبة في تعريف الزواج بأنه بين رجل واحد وإمرأة واحدة، ويساند الكثير من القادة الدينيين اليوم المثلية الجنسية بصورة علنية. لقد أخد الكتاب المقدس مرتبة ثانية أمام سعي الكنيسة لتقديم "حق" أكثر جاذبية. هذه فعلاً "أوقات صعبة" روحياً.

إن تشكيل الإتحاد الأوروبي – وحقيقة وجود ألمانيا المتحدة مرة أخرى – مثير للأهتمام في ضور النبوات الكتابية. إن "أصابع القدم العشرة" في دانيال 2: 42 والوحوش العشرة ذوي القرون في دانيال 7: 20 ورؤيا 13: 1 هي إشارة إلى إمبراطورية رومانية تم إستردادها وسوف تكون لها قوة قبل مجيء المسيح الثاني. رغم أن النظام السياسي الدقيق ما زال لم يتشكل، إلا أنه يمكن ملاحظة القطع وهي تقترب من بعضها.

في عام 1948 تم إعلان إسرائيل كدولة ذات سيادة، وهذا أيضاً له دلالات لمن يدرس الكتاب المقدس. لقد وعد الله إبراهيم أن نسله سيكون له كنعان "ملك أبدي" (تكوين 17: 8)، وتنبأ حزقيال بإنعاش روحي ومادي لإسرائيل (حزقيال 37). إن كون إسرائيل دولة في أرضها مهم في ضوء نبوات الأيام الخيرة بسبب أهمية إسرائيل في الأيام الأخيرة (دانيال 10: 14؛ 11: 14؛ رؤيا 11: 8).

في حين لا يوجد دليل كتابي على أن الأمور المذكورة سابقاً هي تحقيق لنبوات محددة في الأيام الأخيرة، إلا أنه يمكننا أن نرى كيف تتشابه هذه الأحداث مع ما يتحدث عنه الكتاب المقدس. في أي حال، علينا أن ننتبه لهذه العلامات لأن يسوع قال لنا أن يوم الرب – عودته من أجل خاصته – سيأتي مثل لص في الليل (بطرس الثانية 3: 10)، غير متوقع وبدون إنذار. "اِسْهَرُوا إِذاً وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هَذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ" (لوقا 21: 36).

ما هي الضيقة العظيمة؟



السؤال: ما هي الضيقة العظيمة؟

الجواب:
إن الضيقة العظيمة هي وقت في المستقبل يتمم فيه الرب جانبين على الأقل من خطته: 1)سوف يتمم تأديب شعب إسرائيل (دانيال 9: 24)، و 2) سوف يدين سكان الأرض الأشرار وغير المؤمنين (رؤيا 6-18). إن مدة الضيقة هي سبع سنوات. وهذا يحدده تفسير السبعين أسبوعاً في دانيال 9: 24-27). إن الضيقة العظيمة هي النصف الأخير من فترة الضيقة، ومدتها ثلاث سنوات ونصف. وهي تتميز عن فترة الضيقة لأن الوحش، أو المسيح الدجال سوف يظهر وسيزداد غضب الله بصورة كبيرة في هذه الفترة. لهذا من المهم عند هذا الحد أن نؤكد أن الضيقة والضيقة العظيمة ليسا مترادفين. في علم دراسة النبوات، تشير الضيقة إلى فترة السبع سنوات كاملة، بينما الضيقة العظيمة تشير إلى النصف الثاني من الضيقة.

إن المسيح نفسه هو الذي إستخدم عبارة "ضيقة عظيمة" في الإشارة إلى النصف الثاني من الضيقة. في متى 24: 21 يقول يسوع "لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ". في هذه الآية يشير يسوع إلى الحدث المذكور في متى 24: 15 الذي يصف ظهور رجسة الخراب، المعروف أيضاً بـ "المسيح الدجال". يقول يسوع أيضاً في متى 24: 29-30 "وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ ... وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ". في هذا المقطع يحدد يسوع الضيقة العظيمة (الآية 21) على أنها تبدأ بظهور رجسة الخراب (الآية 15) وتنتهي يمجيء المسيح الثاني (الآية 30).

المقاطع الأخرى التي تشير إلى الضيقة العظيمة هي دانيال 12: 1 الذي يقول: "... وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيقٍ لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ...". ويبدو أن يسوع كان يقتبس هذه الآية عندما قال الكلمات التي سجلت في متى 24: 21. كما أن إرميا 30: 7 أيضاً يشير إلى الضيقة العظيمة: "آهِ! لأَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ. وَهُوَ وَقْتُ ضِيقٍ عَلَى يَعْقُوبَ وَلَكِنَّهُ سَيُخَلَّصُ مِنْهُ". إن عبارة "ضيقة يعقوب" تشير إلى شعب إسرائيل الذي سيختبر إضطهاد وكوارث طبيعية غير مسبوقة.

في ضوء المعلومات التي قدمها لنا المسيح في متى 24: 15-30 من السهل أن نخلص إلى أن الضيقة العظيمة ذات صلة كبيرة برجسة الخراب، من فعل المسيح الدجال. في دانيال 9: 26-27 نجد أن هذا الشخص سيعقد "عهداً" (إتفاقية سلام) مع العالم لمدة سبع سنوات ("أسبوع" واحد). وفي منتصف مدة السبع سنوات – "في منتصف الأسبوع" – يخبرنا أن هذا الرجل سوف ينقض العهد الذي قطعه، ويوقف الذبائح والتقدمات، مما يشير بالتحديد إلى ما يفعله في الهيكل الذي يعاد بناؤه في المستقبل. يقدم رؤيا 13: 1-10 المزيد من التفاصيل عن أفعال الوحش، والأهم من ذلك يؤكد المدة الزمنية التي سيكون متسلطاً فيها. يقول رؤيا 13: 5 أنه سيكون متسلطاً لمدة 42 شهراً، أي ثلاث سنوات ونصف، التي هي مدة الضيقة العظيمة.

يقدم لنا سفر الرؤيا أكبر قدر من المعلومات عن الضيقة العظيمة. في رؤيا 13 عند ظهور الوحش وحتى مجيء المسيح الثاني في رؤيا 19 يقدم لنا صورة لغضب الله على الأرض بسبب عدم الإيمان والتمرد (رؤيا 16-18). وهي أيضاً صورة لكيفية تأديب الله وحمايته لشعب إسرائيل في نفس الوقت (رؤيا 14: 1-5) حتى يتمم وعده لإسرائيل بتأسيس ملك أرضي (رؤيا 20: 4-6).

مسيح دجال مسلم؟ هل سيكون المسيح الدجال مسلماً؟



السؤال: مسيح دجال مسلم؟ هل سيكون المسيح الدجال مسلماً؟

الجواب:
مع التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وخاصة تصصريحات المتطرفين الشيعة بشأن الإمام الثاني عشر بدأ الكثيرين يتساءلون عن علاقة ذلك بنبوات الكتاب المقدس. ولكي نجيب على هذه التساؤلات علينا أولاً أن نعرف من هو الإمام الثاني عشر وماذا يتوقع أن ينجز لصالح الإسلام. ثانياً علينا أن نفحص تصريحات المسلمين الشيعة المتصلة بهذه الآمال، وثالثاً علينا أن نتطلع إلى الكتاب المقدس لإلقاء الضوء على الموضوع برمته.

يؤمن الشيعة من المسلمين أنه يوجد إثني عشر إماماً أو قائداً دينياً معينين من الله. أول هؤلاء كان الإمام علي، إبن عم محمد والذي إدعى الخلافة النبوية بعد موت محمد. في حوالي عام 868 م، تمت ولادة الإمام الثاني عشر، أبو القاسم محمد، (أو محمد المهدي) إبن الإمام الحادي عشر. وبسبب تعرض والده للإضطهاد الشديد، أرسله إلى مكان مجهول للإختباء بهدف حمايته. في حوالي السادسة من العمر خرج من مخبئه لفترة وجيزة عندما قتل والده، ثم عاد للإختباء ثانية. ويقال أنه مازال مختبئاً في الكهوف منذ ذلك الوقت وسوف يعود بقدرة خارقة للطبيعة قبل يوم القيامة ليمحو كل طغيان وإستبداد ويأتي بالإنسجام والسلام إلى الأرض. ففي العقيدة الشيعية هو مخلص العالم. وفقاً لأحد الكتاب فإن المهدي سيجمع بين مهابة موسى، ونعمة المسيح، وصبر أيوب في شخص واحد متكامل.

إن النبوات عن الإمام الثاني عشر تحمل شبهاً كبيراً لنبوات الكتاب المقدس عن الأيام الأخيرة. وفقاً للنبوات الإسلامية، فإن عودة المهدي ستكون مسبوقة بعدة أحداث تقع في ثلاث سنوات من الفوضى العالمية المرعبة، وسوف يسود على العرب والعالم لسبع سنوات. سوف يكون ظهوره مصحوباً بقيامتين، قيامة الأشرار وقيامة الأبرار. وفقاً لتعاليم الشيعة فإن قيادة المهدي سوف تكون مقبولة من قبل المسيح وسوف يتم توحيد فرعي عائلة إبراهيم للأبد.

ما هي صلة تصريحات المسلمين الشيعة، مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بهذه النبوات؟ إن أحمدي نجاد شيعي شديد الإلتزام ويدعي أنه يجب عليه شخصياً إعداد العالم لظهور المهدي المنتظر. لكي يخلص العالم، فيجب أن يكون في حالة من الفوضى والقهر، ويشعر أحمدي نجاد أنه تلقى تكليف من الله لتمهيد الطريق لذلك. لقد أصدر أحمدي نجاد تصريحات متكررة عن إبادة أعداء الإسلام. ويفترض أن الرئيس الإيراني وحكومته قد وقعوا إتفاقاً مع المهدي حيث يتعهدون بالعمل من أجله. عندما وجهت آن كوري مراسلة بي بي سي سؤالاً مباشراً في سبتمبر 2009 إلى أحمدي نجاد حول تصريحاته المروعة، قال: "إن الإمام ... سيأتي بالمنطق، والثقافة، والعلم. سوف يأتي حتى لا تكون هناك حرب فيما بعد. ولا عداوة، أو كراهية. ولا تعود هناك صراعات. سوف يدعو الجميع إلى المحبة الأخوية. بالطبع، سوف يعود مع يسوع المسيح. سيعود الإثنين معاً. ويعملان معاً فيملآن هذا العالم بالمحبة."

ما صلة كل ذلك بالمسيح الدجال؟ وفقاً لما جاء في تسالونيكي الثانية 2: 3-4 سيكون هناك "إنسان الخطية" الذي يستعلن في الأيام الأخيرة والذي سيقاوم ويرفع ذاته فوق كل ما يسمى إله. في دانيال 7 نقرأ عن رؤية دانيال عن الأربعة وحوش التي تمثل ممالك تلعب أدواراً رئيسية في خطة الله النبوية. يوصف الوحش الرابع في الآيات 7-8 ككائن مخيف فظيع فائق القوة ويختلف عمن جاءوا قبله. كذلك يوصف بأن له "قرن صغير" يقتلع القرون الأخرى. هذا القرن الصغير يعرف أحيانا بأنه المسيح الدجال. في الآية 25 يوصف بأنه "تَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ" (ثلاث سنوات ونصف). في دانيال 8 تشير رؤيا الكبش وتيس المعز إلى ملك يقوم في الأيام الأخيرة (الآيات 23 و 25)، ويقضي على كثيرين، ويقف ضد المسيح، ولكن هذا الملك سينكسر. في دانيال 9: 27 يتنبأ أن "رئيس سيأتي" ويقيم معاهدة سبع سنوات مع شعوب كثيرة وثم يأتي بدمار كبير. فمن هو هذا المسيح الدجال؟ لا أحد يعلم يقيناُ، ولكن توجد نظريات كثيرة، بما فيها إحتمال أن يكون من بين العرب.

بغض النظر عن النظريات المختلفة، فيوجد تشابهات بين الكتاب المقدس والنظرية الشيعية والتي يجب أن ننتبه إليها. أولاً، يقول الكتاب المقدس أن مملكة المسيح الدجال سوف تحكم العالم لسبع سنوات، ويدعي الإسلام أن الإمام الثاني عشر سيحكم العالم سبع سنوات. ثانياً، يتوقع المسلمين ثلاث سنوات من الفوضى قبل ظهور الإمام الثاني عشر، ويتحدث الكتاب المقدس عن ثلاث سنوات ونصف من الضيقة قبل ظهور المسيح الدجال وإعلانه عن نفسه بتدنيسه لهيكل اليهود. ثالثا، يوصف المسيح الدجال بأنه مخادع يدعي أنه يأتي بالسلام، بينما في الواقع يأتي بحروب واسعة الإنتشار؛ إنه من المتوقع أن الإمام الثاني عشر سيأتي بالسلام من خلال حرب هائلة مع باقي العالم.

هل سيكون المسيح الدجال مسلماً؟ الله وحده يعلم. هل توجد صلة بين تعليم الإسلام عن الأيام الأخيرة وتعليم المسيحية؟ من الواضح أنه يوجد ترابط بينها، ولكنها تبدو مثل قراءة وصف لحرب عظيمة أولاً من وجهة نظر الخاسر الذي يحاول أن يحمي ماء وجهه، ثم قراءتها من وجهة نظر المنتصر. حتى نرى إتمام هذه الأمور، علينا أن نصغي لكلمات رسالة يوحنا الأولى 4: 1-4 "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ".

ما هو وقت ضيقة يعقوب؟



السؤال: ما هو وقت ضيقة يعقوب؟

الجواب:
إن عبارة "ضيقة يعقوب" مقتبسة من إرميا 30: 7 الذي يقول: "آهِ! لأَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ. وَهُوَ وَقْتُ ضِيقٍ عَلَى يَعْقُوبَ وَلَكِنَّهُ سَيُخَلَّصُ مِنْهُ".

في الآيات السابقة لهذه الآية من ارميا 30 نجد أن الرب يتكلم إلى ارميا النبي عن يهوذا وإسرائيل (30: 3-4). في الآية 3، يعد الرب أنه في يوم في المستقبل، سوف يعيد كل من يهوذا وإسرائيل مرة ثانية إلى الأرض التي وعد بها آباؤهم. تصف الآية 5 فترة من الخوف والإرتعاد. والآية 6 تصف هذا الوقت بطريقة تصور الرجال يجتازون آلاماً كالمخاض، في إشارة إلى وقت معاناة مؤلمة. ولكن يوجد رجاء ليهوذا وإسرائيل، لأنه رغم تسمية هذا الوقت بأنه "وقت ضيق ليعقوب" إلا أن الرب يعد أنه سيخلص يعقوب (إشارة إلى يهوذا وإسرائيل) من وقت الضيق العظيم هذا (الآية 7).

في إرميا 30: 10-11 يقول الرب: "... لأَنِّي هَئَنَذَا أُخَلِّصُكَ مِنْ بَعِيدٍ وَنَسْلَكَ مِنْ أَرْضِ سَبْيِهِ فَيَرْجِعُ يَعْقُوبُ وَيَطْمَئِنُّ وَيَسْتَرِيحُ وَلاَ مُزْعِجَ. لأَنِّي أَنَا مَعَكَ يَقُولُ الرَّبُّ لأُخَلِّصَكَ..."

وأيضاً يقول الرب أنه سيدمر الأمم التي قامت بأسر يهوذا وإسرائيل، ولن يسمح أبداً ليعقوب أن يدمر تماماً. ولكن، يجب ملاحظة أن الرب يصف هذا بأنه وقت تأديب لشعبه. يقول عن يعقوب "وَإِنْ أَفْنَيْتُ جَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ بَدَّدْتُكَ إِلَيْهِمْ فَأَنْتَ لاَ أُفْنِيكَ بَلْ أُؤَدِّبُكَ بِالْحَقِّ وَلاَ أُبَرِّئُكَ تَبْرِئَةً".

يقول إرميا 30: 7 "لأَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ". إن الوقت الوحيد الذي ينطبق عليه هذا الوصف هو وقت الضيقة العظيمة. هذا الوقت لا مثيل له في التاريخ.

وصف يسوع الضيقة العظيمة بنفس الأوصاف التي إستخدمها إرميا. في متى 24: 6-8 قال أن ظهور المسحاء الكذبة، والحروب وأخبار الحروب، والمجاعات، والزلازل هي "مبتدأ الأوجاع".

بولس أيضاً قام بتشبيه الضيقة العظيمة بآلام المخاض. تقول رسالة تسالونيكي الأولى 5: 3 "لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ» حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ". هذا الحدث يأتي بعد إختطاف الكنيسة في 4: 13-18 . ويعيد بولس التأكيد في 5: 9 على غيلب الكنيسة من هذه الفترة الزمنية بقوله "لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". إن الغضب الذي يتحدث عنه هنا هو دينونة الله على العالم الشرير وتأديبه لإسرائيل خلال الضيقة العظيمة.

في رؤيا 6-12 يتم وصف "آلام المخاض" هذه بالتفصيل. إن جزء من هدف الضيقة هو إعادة إسرائيل إلى الرب.

بالنسبة للذين قبلوا المسيح كمخلص لهم من خطاياهم، إن وقت ضيقة يعقوب هي أمر يجب أن نسبح الرب من أجله، لأنه يبين أن الله يفي بوعوده. لقد وعدنا بالحياة الأبدية من خلال ربنا يسوع المسيح، وقد وعد إبراهيم ونسله بالأرض والنسل والبركة. ولكن قبل أن يتمم وعوده هذه، سوف يؤدب شعب إسرائيل بحزم وحب حتى يعودوا إليه.

هل يمكن أن نعرف متى سيأتي يسوع ثانية؟



السؤال: هل يمكن أن نعرف متى سيأتي يسوع ثانية؟

الجواب:
يعلن إنجيل متى 24: 36-44 "وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ ... اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ ... لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ". لأول وهلة، يبدو أـن هذه الآيات تقدم إجابة واضحة ومحددة لذلك السؤال. كلا، لا يمكن أن يعرف أحد متى سيأتي يسوع ثانية. ولكن هذه الآيات لا تقول أنه لن يعرف أحد أبداً متى سيأتي المسيح ثانية. يقول معظم باحثي الكتاب المقدس أن يسوع، الذي هو ممجد الآن في السماء، يعرف متى سيعود، في إشارة إلى أن عبارة "ولا حتى الإبن" لا تعني أن يسوع لن يعرف أبداً متى سيعود. وبالمثل، من الممكن أنه في حين يشير متى 24: 36-44 إلى أنه لا أحد في ذلك الوقت يستطيع أن يعرف متى يعود المسيح، إلا أن الله يمكن أن يعلن موعد عودة المسيح لشخص ما في المستقبل.

بالإضافة لهذا، لدينا أعمال 1: 7 الذي يقول: "لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِه". قال يسوع هذا لتلاميذه بعد أن سألوه إن كان في ذلك الوقت سيرد الملك لإسرائيل. وهذا يؤكد رسالة متى 24. ليس لنا أن نعرف متى سيعود المسيح ثانية. ولكن يبقى السؤال عن أي عودة تشير إليها هذه المقاطع. هل تتحدث عن الإختطاف أم المجيء الثاني؟ أي عودة هي غير المعروفة – الإختطاف، أم المجيء الثاني، أم كليهما؟ في حين يقدم الإختطاف على أنه قريب، وغامض، إلا أن توقيت المجيء الثاني يمكن أن يعرف بناء على نبوات آخر الأيام.

وعلى هذا، نوضح ثانية: نحن لا نؤمن أن الله قد أعلن لأي شخص متى سيأتي المسيح ثانية، ولا نجد أي شيء في الكتاب المقدس يشير إلى أن الله سوف يعلن لأي شخص متى سيأتي المسيح ثانية. إن متى 24: 36-44 الذي خاطب بصورة مباشرة الناس في زمن المسيح، يحمل أيضاً مبدأ عاماً. ليس لنا أن نعرف موعد مجيء المسيح الثاني ونهاية الزمان. ولا يشجعنا الكتاب المقدس على محاولة تحديد ذلك التاريخ. بل قال لنا "اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ" (الآية 42). وأيضاً "كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ" (الآية 44). لهذا فإن قوة كلمات يسوع تقلل إحتمال أنه في وقت ما في المستقبل سيتمكن شخص من تحديد متى سيعود المسيح. فإذا تم إكتشاف التاريخ، لن نعود بحاجة إلى أن "نسهر" أو "نستعد". لذلك، في ضوء المبدأ الموجود في متى 24: 36-44، ليس من الممكن لأي شخص أن يعرف تاريخ عودة المسيح.

بالرغم من هذا المبدأ الكتابي الواضح، حاول كثيرين على مدى التاريخ المسيحي أن يتنبأوا بتاريخ عودة المسيح. وقد تم إقتراح عدد من هذه التواريخ، وكلها ثبت أنها خاطئة. كان هناك تاريخين قريبين ومعروفين هما: 21 مايو 2011، و21 ديسمبر 2012. إن تاريخ 21 ديسمبر 2012 مرتبط بالتقويم الماياني، دون الإستناد إلى أية معلومات أو أدلة كتابية. أما تاريخ 21 مايو 2011 الذي كان محدداً لـ "يوم الدينونة" فقد إقترحه راديو هارولد كامبينج للعائلات. ومن الجدير ملاحظة أن هارولد كامبينج تنبأ سابقاً بمجيء المسيح الثاني عام 1994. من الواضح أن كامبينج كان مخطئاً. إدعى كامبينج أن لديه دليل على تاريخ 21 مايو 2011 من الكتاب المقدس. فقد إستخدم تاريخ تقريبي لحدوث الفيضان عام 4990 ق. م. وقام بتطبيق ما جاء في بطرس الثانية 3: 8 "أَنَّ يَوْماً وَاحِداً عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ"، على سبعة أيام تكوين 7: 4 ثم قام بالعد التنازلي 7000 عام بداية من عام 4990 ق.م. فتوصل إلى العام 2011. ثم بناء على "اليوم السابع عشر من الشهر الثاني" في تكوين 7: 11، وبإستخدام التقويم العبري، تم تحديد يوم 21 مايو. فهل كانت هناك أية مصداقية لطريقة كامبينج؟

أولاً، تجاهل كامبينج النصف الثاني من بطرس الثانية 3: 8 الذي يقول "وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ". وفوق هذا فإن بطرس الثانية 3: 8 لا يتحدث عن طريقة لتحديد تاريخ نهاية الزمان. بل، بطرس الثانية 3: 8 تقول ببساطة أن الله فوق الزمن وأبعد منه. الله خارج الزمن، غير محدود، وأبدي. ثانياً، ليس هناك شيء في سياق تكوين 7: 4-11 يشير إلى أن "سبعة أيام" و "اليوم السابع عشر من الشهر الثاني" يجب تفسيرها على أنها تنطبق على أي شيء سوى ما كان يقوله الله لنوح بالتحديد. ثالثاً، إن تحديد تاريخ الطوفان بعام 4990 هو في أفضل الأحوال مجرد تخمين، دون دليل كتابي واضح. إن حسابات كامبينج لتاريخ 21 مايو 2011 إنهارت تحت أبسط فحص كتابي. ولكن، هل كان من الممكن أن يأتي المسيح ثانية في 21 مايو 2011؟ نعم، ولكنه نفس إحتمال عودته في أي يوم آخر. هل كانت هناك أية مصداقية كتابية لطريقة هارولد كامبينج في تحديد التواريخ؟ كلا، لم يكن لها مصداقية. للأسف، فإن كامبينج وغيره بالتأكيد سوف يحددون تواريخ جديدة في المستقبل وسيحاولون تفسير خطأهم بـ "أخطاء في المعادلات" أو ما شابه.

المهم هو: (1) لا يدعو الكتاب المقدس في أي موضع لمحاولة إكتشاف توقيت مجيء المسيح الثاني، و(2) لا يقدم الكتاب المقدس أية معلومات محددة يمكن عن طريقها تحديد موعد المجيء الثاني. فعوضاً عن تطوير حسابات قائمة على التخمين لتحديد متى سيأتي المسيح ثانية، فإن الكتاب المقدس يشجعنا أن "نسهر" و"نستعد" (متى 24: 42-44). ان حقيقة كون موعد مجيء المسيح الثاني غير معروف يجب أن يدفعنا لنعيش كل يوم في ضوء إقتراب مجيئه.

كيف يمكن أن أكون مستعداً عند حدوث الإختطاف؟



السؤال: كيف يمكن أن أكون مستعداً عند حدوث الإختطاف؟

الجواب:
الأمر أكثر بساطة مما تظن. الإجابة المختصرة هي أنك يجب أن تقبل يسوع المسيح مخلصاً لك. وإليك الإجابة المطولة: عندما تطرح هذا السؤال، فإننا نفترض أنك قد سمعت أنه ليس كل المسيحيين سوف يؤخذون عندما يحدث الإختطاف. ربما قيل لك أنه فقط "المؤمنين المتميزين" الذين يعيشون حياة مقدسة هم الذين سيختطفون، أما باقي المسيحيين فعليهم أن يقاسوا الضيقة العظيمة. هذا ليس صحيحاً، وسنشرح لك عدم صحة هذا بناء على الكتاب المقدس.

أول أمر يجب أن تفهمه هو الغرض من الضيقة العظيمة. الضيقة العظيمة هي وقت دينونة على الأرض وعقاب إسرائيل. الرجاء هنا ملاحظة أن الكنيسة وإسرائيل شعبين مختلفين. الكنيسة كيان روحي. ويرتبط الناس في الكنيسة أحدهم بالآخر بسبب ولادتهم الروحية (يوحنا 3: 3). أما شعب إسرائيل (اليهود) فتربطهم صلة دم. هذا جنس من الناس أعطاهم الرب وعود خاصة في العهد القديم. وأعلن الله عن وقت دينونة على إسرائيل بسبب عدم أمانتهم. من الواضح إن وقت الدينونة هذا قد أعلن فقط على شعب إسرائيل (دانيال 9: 24-27).

جاء الملاك جبرائيل برسالة من الله إلى دانيال (9: 20-21). ونقرأ في دانيال 9: 24 "سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ". في هذه الرسالة يحدد جبرائيل لدانيال أن الوقت هو "لشعبك". وشعب دانيال هم يهود، شعب إسرائيل. أعلن الله 70 أسبوعاً على شعب إسرائيل. وهذه الـ "70 أسبوعاً" تعني حرفياً في اليهودية "سبعين سبعة" أي بكلمات أخرى، سبعون مرة سبع سنوات، أو 490 سنة. من هذه، تحققت 483 (69 سبعة) منذ وقت نهاية سبي إسرائيل إلى بابل حتى قطع المسيا (صلب المسيح). فيبقى سبع سنوات من الدينونة لم تتحقق بعد. هذه السنوات السبع هي سنوات الضيقة العظيمة. المهم هنا هو أن هذه النبوة تخص شعب إسرائيل بالدرجة الأولى، وهدف الدينونة هو "لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ".

يمكننا أيضاً التأكيد من كلمة الله على أن كل المؤمنين لن يجتازوا الضيقة العظيمة. يبين هذا دراسة تسالونيكي الأولى 4: 13 حتى 5: 9. في هذا المقطع يكتب بولس عن الإختطاف وعن يوم الرب. وتقدم رسالة تسالونيكي الأولى 5: 9 هذا الوعد للمؤمنين: "لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". إنتبه بصورة خاصة لهذه الآية. يقول بولس أن الله لم يجعل مصيرنا هو مواجهة الغضب، خاصة غضب يوم الرب (5: 2).

نجد دليل آخر على أن المؤمنين لن يجتازوا الضيقة في كورنثوس الأولى. في تلك الرسالة ينتهر بولس بحدة المؤمنين لكونهم مؤمنين جسديين. ولكن في الإصحاح 15 يكتب بولس عن الإختطاف ولا يشير أبداً لكون أي من مؤمني كورنثوس، رغم كونهم جسديين، سيتركون عن الإختطاف. إن المؤمنين الحقيقييم بالرب يسوع المسيح لن يكون عليهم إجنياز الضيقة العظيمة.

إن الأمر الوحيد الذي بسببه ستترك عند الإختطاف هو عدم قبولك المسيح مخلصاً لك.

ماهو عشاء عرس الحمل؟



السؤال: ماهو عشاء عرس الحمل؟

الجواب:
في رؤيته المدونة في رؤيا 19: 7-10 رأي يوحنا وسمع الجماهير تسبح الله لأن إحتفال وليمة عرس الحمل – حرفيا "عشاء العرس" – كانت على وشك أن تبدأ. إن مفهوم عشاء العرس يمكن أن يفهم بصورة أفضل في ضوء عادات الزواج في أيام المسيح.

كانت عادات الزفاف تتكون من ثلاث أجزاء رئيسية. أولاً، كان والدي العريس والعروس يوقعان على وثيقة الزواج، ويدفع والدي العروس مهراً للعريس أو والديه. وبهذا تبدأ فترة تسمى فترة الخطبة. وهذه هي الفترة التي كانت مريم ويوسف بها عندما وجدت حبلى (متى 1: 18؛ لوقا 2: 5).

الخطوة الثانية كانت تتم عادة بعد ذلك بعام، عندما يتوجه العريس مع رفقائه الذكور بالتوجه إلى بيت العروس عند منتصف الليل في مسيرة بالمشاعل. وتكون العروس على علم مسبق بهذا الموعد، فتكون مستعدة مع رفيقاتها وينضمون جميعاً إلى مسيرة العريس حتى بيته. كانت هذه العادة هي أساس مثل العذارى الحكيمات الوارد في متى 25: 1-13. والمرحلة الثالثة كانت عشاء العرس نفسه، والذي قد يستمر لعدة أيام كما نرى في عرس قانا الجليل في يوحنا 2: 1-2.

إن ما تصوره رؤيا يوحنا في سفر الرؤيا هو وليمة عرس الحمل (الرب يسوع المسيح) وعروسه (الكنيسة) في المرحلة الثالثة. وهذا يشير إلى أن المرحلة الأولى والثانية قد تحققت. فقد تمت المرحلة الأولى على الأرض حين أعلن كل مؤمن ومؤمنة إيمانه بالمسيح كمخلص. وتم دفع المهر لوالد اعلريس (الله الآب) والذي هو دم المسيح الذي سفك عن العروس. لهذا فإن الكنيسة اليوم، على الأرض، هي "مخطوبة" للمسيح ومثل العذارى الحكيمات في المثل الكتابي، يجب أن يكون كل المؤمنين ساهرين ومنتظرين ظهور العريس (المجيء الثاني). ترمز المرحلة الثانية إلى إختطاف الكنيسة، عندما يأتي المسيح ليأخذ عروسه إلى بيت الآب. ثم بعد ذلك يكون عشاء العرس كالمرحلة الثالثة والأخيرة.

لن تكون الكنيسة فقط موجودة في عشاء العرس بصفتها عروس المسيح، ولكن آخرين أيضاً سيكونون موجودين. هؤلاء "الآخرين" يشملون قديسي العهد القديم الذين سيقامون من الموت عند المجيء الثاني، وكذلك شهداء الضيقة العظيمة. كما قال الملاك ليوحنا أن يكتب "طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ" (رؤيا 19: 9). إن عشاء عرس الحمل هو إحتفال مجيد يضم كل من هم في المسيح!

ما هي نقاط قوة وضعف نظرية الإختطاف في منتصف فترة الضيقة؟



السؤال: ما هي نقاط قوة وضعف نظرية الإختطاف في منتصف فترة الضيقة؟

الجواب:
فيما يختص بالأيام الأخيرة من المهم أن نتذكر أن كل المسيحيين تقريباً يتفقون على هذه الأمور الثلاثة: 1) سيأتي وقت ضيق عظيم لم يشهده العالم من قبل، 2) مجيء المسيح الثاني، و 3) تحول من الفناء إلى الخلود بالنسبة للمؤمنين والمعروف بالإختطاف (يوحنا 14: 1-3؛ كورنثوس الأولى 15: 51-52؛ تسالونيكي الأولى 4: 16-17). والسؤال هو متى سيحدث الإختطاف بالنسبة للضيقة ومجيء المسيح الثاني؟ إن الثلاث نظريات الرئيسية الخاصة بتوقيت الإختطاف هي ما قبل الضيقة (الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث قبل بداية الضيقة)، وسط الضيقة (الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث في منتصف فترة الضيقة)، بعد الضيقة (الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث في نهاية فترة الضيقة). وفي هذا المقال ندرس بصورة خاصة نظرة حدوث الإختطاف في منتصف فترة الضيقة.

تقول هذه النظرية بأن الإختطاف سيحدث في منتصف فترة الضيقة. في ذلك الوقت، سيدوي صوت البوق السابع (رؤيا 11: 15)، وستلاقي الكنيسة المسيح في الهواء، ثم تسكب الدينونة على الأرض (رؤيا 15-16) في فترة تعرف بالضيقة العظيمة. بكلمات أخرى، إن الإختطاف ومجيء المسيح الثاني (ليؤسس ملكه) تفصلهما فترة ثلاث سنوات ونصف. ووفقاً لهذه الرؤية، فإن الكنيسة تجتاز النصف الأول من الضيقة ولكن تتجنب أسوأ فترات الضيقة التي ستحدث في الثلاث سنوات ونصف الأخيرة. إن هذه النظرية يلتصق بها الإعتقاد بالإختطاف "قبل الغضب" أي الإيمان بأن الكنيسة ستخطف إلى السماء قبل حلول "يوم الغضب العظيم" (رؤيا 6: 17).

لتأييد هذه النظرة فإن المؤمنين بها يشيرون إلى التسلسل الموجود في تسالونيكي الثانية 2: 1-3. ترتيب الأحداث كالتالي: 1) إرتداد، 2)ظهور المسيح الدجال، 3)يوم المسيح. تعلم هذه النظرية أن المسيح الدجال لن يعلن بصورة واضحة حتى ظهور "رجسة الخراب" (متى 24: 15)، والذي سيحدث في منتصف فترة الضيقة (دانيال 9: 27). كما يفسر المؤمنين بهذه النظرية "يوم المسيح" على أنه الإختطاف؛ لذلك، لن تؤخذ الكنيسة إلى السماء حتى بعد إعلان المسيح الدجال.

أساس تعليمي آخر لهذه النظرية هو أن البوق في كورنثوس الأولى 15: 52 هو نفس البوق المذكور في رؤيا 11: 15. البوق في رؤيا 11 هو الأخير في سلسلة من الأبواق؛ لذلك من المنطقي أنه سيكون "البوق الأخير" المذكور في كورنثوس الأولى 15. ولكن هذا المنطق لا سند له، في ضوء أهداف الأبواق. إن البوق الذي يبوق عند الإختطاف هو "بوق الله" (تسالونيكي الأولى 4: 16)، ولكن البوق في رؤيا 11 يعلن الدينونة. واحد هو دعوة نعمة الله للمختارين؛ والآخر هو إعلان دينونة الأشرار. وأكثر من ذلك، إن البوق السابع في سفر الرؤيا ليس هو البوق "الأخير" حسب التسلسل الزمني – متى 24: 31 يتحدث عن بوق تال يبوق عند إبتداء ملك المسيح.

تقول تسالونيكي الأولى 5: 9 أن الكنيسة لم تجعل "للغضب بل لإقتناء الخلاص". وهذا يبدو أنه يشير أن المؤمنين لن يجتازوا الضيقة. ولكن يفسر المؤمنين بهذه النظرية "الغضب" على أنه يشير إلى النصف الثاني فقط من الضيقة – خاصة جامات الغضب. ولكن تحديد الكلمة بهذه الصورة يبدو غير منطقي. بالتأكيد إن الضربات التي تحتويها الختوم والأبواق – بما فيها المجاعات، والأنهار المسممة، والقمر المظلم، وإراقة الدماء، والزلازل، والتعذيب – يمكن أن تعتبر أيضاً غضب الله.

تضع هذه النظرية الإختطاف في نطاق رؤيا 11 قبل بداية "الضيقة العظيمة". وتوجد معضلتين لهذا الترتيب بالنسبة لسفر الرؤيا. أولاً، إن المرة الوحيدة لذكر مصطلح "الضيقة العظيمة" في كل سفر الرؤيا هو في رؤيا 7: 14. ثانياً، إن الإشارة الوحيدة "ليوم الغضب العظيم" هي في رؤيا 6: 17. وكليهما إشارات مبكرة جداً عن أن يكون الإختطاف في منتصف وقت الضيقة.

ونقطة ضعف أخيرة لهذه النظرية تشترك فيها مع النظريتين الأخريين: لا يقدم الكتاب المقدس توقيت زمني محدد فيما يخص الأحداث المستقبلية. ولا تعلم كلمة الله نظرة دون الأخرى، ولهذا لدينا إختلاف في الرؤى بشأن الأيام الأخيرة وبعض التنوع في الرأي حول كيفية تناغم النبوات المتعلقة بها.

من هم رعايا المملكة الألفية؟



السؤال: من هم رعايا المملكة الألفية؟

الجواب:
سيوجد فئتين مختلفتين على الأرض في الملك الألفي – الذين لهم أجساد ممجدة، وأولئك الذين إجتازوا الضيقة إلى الملك الألفي. الذين أجسادهم ممجدة هم الكنيسة، إذ صارت لهم أجساد ممجدة عند الإختطاف (تسالونيكي الأولى 4: 13-18؛ كورنثوس الأولى 15: 21-23، 51-53)، والذين أقيموا من الأموات بعد عودة المسيح إلى الأرض (رؤيا 20: 4-6). والذين لهم أجساد أرضية يمكن تقسيمهم إلى فئتين: المؤمنين من الأمم، والمؤمنين من اليهود (إسرائيل).

نجد في رؤيا 19: 11-16 عودة المسيح إلى الأرض، ما يعرف بالمجيء الثاني. إن الإختطاف (تسالونيكي الأولى 4: 13-18؛ كورنثوس الأولى 15: 51-53) هو ظهور المسيح على السحاب، وليس مجيئه الثاني. أقول هذا للتمييز بين الإختطاف ومجيء المسيح الثاني. ليس هناك ذكر في رؤيا 19-20 عن أي حدث إختطافي. فالمقصود هو أن القديسين الذين يكونون على الأرض عندما يأتي المسيح ثانية سوف يدخلون المملكة الألفية بأجسادهم الطبيعية. إذا كان الإختطاف، أو أي حدث يصير فيه للمؤمنين الأحياء أجساد ممجدة متضمناً في المجيء الثاني للمسيح إلى الأرض، يمكن أن نتوقع وجود إشارة لحدث رئيسي كهذا في رؤيا 19. ولكن لا توجد إشارة كهذه. إن الحدث الوحيد الذي ينتج عنه أن يصير للمؤمنين أجساد ممجدة موجود في رؤيا 20: 4-6 حيث يقوم من الموت الذين إجتازوا الضيقة العظيمة وقتلوا بسبب إيمانهم. من المعتقد أيضاً أنه في هذا الوقت أيضاً يقام قديسي العهد القديم ويأخذون أيضاً أجساد ممجدة (أنظر دانيال 12: 2).

متى 25: 31-46 مقطع آخر تجدر دراسته. هذا المقطع يسمى بصورة عامة الفصل أو الدينونة بين الخراف والجداء. يشير الخراف والجداء إلى الأمم الأبرار والأشرار. سوف يدين المسيح الأمم الأشرار (الجداء)، وسوف يلقون إلى بحيرة النار للعقاب الأبدي (متى 25: 46). لذلك لن يعيش أي أممي غير مؤمن حتى الملك الألفي. أما الأمم الأبرار، أو الخراف، فسوف يعيشون في المملكة الألفية. سوف يلدون أطفالاً ويعمرون الأرض. ولكن ليس هؤلاء هم فقط من يلدون أطفالاً في الملك الألفي.

إن الصورة التي نفهمها هي أنه عند عودة المسيح، سوف يؤمن به جميع شعب إسرائيل (زكريا 12: 10). وهم أيضاً لن تكون لهم أجساد ممجدة (مثل الذين إختطفوا قبل الضيقة، والذين أقيموا بعدها). سوف يلدون أطفالاً خلال الملك الألفي.

لهذا فإن الأمم المؤمنين، وشعب إسرائيل، والمؤمنين المقامين من الموت والمختطفين (كلهم لهم أجساد ممجدة) سوف يسكنون الأرض. ولكن يجب ملاحظة أن المؤمنين الذين لهم أجساد ممجدة لن يتناسلوا. لا يوجد زواج بعد هذه الحياة (متى 22: 30).

إن الأطفال المولودين خلال الملك الألفي ستكون لهم مسئولية الإيمان بالمسيح كما الأجيال السابقة لهم (الإيمان بالمسيح منذ مجيئه، والإيمان بالله قبل ذلك – تكوين 15: 2-6؛ حبقوق 2: 4؛ رومية 3: 20). ولكن للأسف ليس كل الطفال المولودين خلال الملك الألفي سوف يؤمنون بالمسيح. الذين لا يؤمنون يقتادهم الشيطان إلى التمرد على الله في نهاية الملك الألفي حين يطلق الشيطان لفترة قصيرة (رؤيا 20: 7-10).

للمزيد حول هذا الموضوع أنظر أيضاً: إشعياء 2: 2-4؛ زكريا 14: 8-21؛ حزقيال 34: 17-24؛ دانيال 7: 13-14؛ ميخا 4: 1-5.

هل البابا الحالي أو البابا القادم هو ضد المسيح؟



السؤال: هل البابا الحالي أو البابا القادم هو ضد المسيح؟

الجواب:
توجد تكهنات عديدة حول هوية ضد المسيح. ومن أكثر "ضحايا" هذه التكهنات هو بابا الكنيسة الكاثوليكية. في وقت الإصلاح البروتستانتي، كان مارتن لوثر وآخرين من المصلحين مقتنعين بأن البابا في ذلك الزمن هو ضد المسيح. وقد شاع تعريف البابا يوحنا بولس الثاني بأنه ضد المسيح حتى وفاته. ويمثل البابا الحالي، بنديكت السادس عشر، هدفاً بالمثل. لماذا؟ هل يوجد أي شيء في الكتاب المقدس يشير إلى كون أحد البابوات هو ضد المسيح؟

إن التكهن حول إحتمال كون البابا هو ضد المسيح يدور أساساً حول ما جاء في رؤيا 17: 9. يعلن هذا النص في وصفه نظام الشر في الأيام الأخيرة والذي ترمز إليه إمرأة راكبة على وحش: "هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ! السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ هِيَ سَبْعَةُ جِبَالٍ عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً". في الزمن القديم، كانت مدينة روما معروفة بأنها "مدينة على سبعة جبال" لأنه توجد سبعة جبال رئيسية تحيط بالمدينة. لهذا يعتقد أن الأمر مرتبط بصورة ما بروما. لهذا فإذا كان نظام الشر في الأيام الأخيرة مرتبطاً بروما بشكل ما، يكون من اليسير رؤية صلة محتملة بينه وبين الكنيسة الكاثوليكية التي مركزها روما. تصف مقاطع عديدة في الكتاب المقدس "ضد المسيح" الذي سيقود حركة ضد المسيح في الأيام الأخيرة (دانيال 9: 27؛ تسالونيكي الثانية 2: 3-4؛ رؤيا 13: 5-8). لهذا إن كان نظام الشر العالمي في الأيام الأخيرة مركزه روما ويقوده شخص ما – فيكون بالتالي البابا هو المرشح المحتمل.

ولكن كثير من مفسري الكتاب المقدس يقولون بأن المرأة لا يمكن أن تكون الكنيسة الكاثوليكية والجبال السبعة لا ترمز إلى روما. ويستندون على حقيقة أن رؤيا 17-18 تعرف بوضوح المرأة الراكبة على الوحش بأنها مدينة بابل. (المعروفة لنا اليوم بإسم مختلف هو مدينة بغداد). بالإضافة إلى أن الآية 10 تقول بوضوح أن السبعة جبال ترمز إلى سبعة ممالك يحكمها سبعة ملوك. في وقت كتابة سفر الرؤيا كانت خمسة ممالك قد جاءت وذهبت – مصر، آشور، بابل، مادي وفارس، اليونان – وكانت واحدة قائمة (روما)، وواحدة لم تأت بعد (إمبراطورية ضد المسيح).

أيا ما يكون ضد المسيح، فإن المهم هو الوعي بقدومه والتعرف عليه وعلى كل من لهم روحه. تخبرنا رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3 كيف نميز روح ضد المسيح: "بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ." إن البابا الحالي بنديكت السادس عشر يعترف بأن المسيح هو من الله وأنه جاء بالجسد (أنظر يوحنا الأولى 4: 2). وفي حين قد نختلف مع البابا بنديكت السادس عشر في جوانب عديدة من العقيدة الكاثوليكيو، إلا أن نظرته لشخص الرب يسوع المسيح هي نظرة كتابية. لهذا، من الصعب التصديق بأن البابا بنديكت السادس عشر هو ضد المسيح. وفي حين نقول بأنه من الممكن أن يكون أحد البابوات هو ضد المسيح، إلا أن الكتاب المقدس لا يقدم معلومات محددة كافية للتمسك بهذا القول. قد يكون أحد البابوات القادمين هو ضد المسيح، أو ربما يكون النبي الكذاب (رؤيا 13: 11-17). وفي هذه الحالة تكون العلامة التي تميزه هي إنكاره لمجيء المسيح بالجسد.

ما هي نقاط قوة وضعف نظرية الإختطاف بعد فترة الضيقة؟



السؤال: ما هي نقاط قوة وضعف نظرية الإختطاف بعد فترة الضيقة؟

الجواب:
فيما يختص بالأيام الأخيرة من المهم أن نتذكر أن كل المسيحيين تقريباً يتفقون على هذه الأمور الثلاثة:

1) سيأتي وقت ضيق عظيم لم يشهده العالم من قبل،
2) بعد الضيقة ، سيأتي المسيح ثانية ليؤسس ملكه على الأرض
3) سيحدث الإختطاف - تحول من الفناء إلى الخلود - بالنسبة للمؤمنين كما هو موصوف في يوحنا 14: 1-3؛ كورنثوس الأولى 15: 51-52؛ تسالونيكي الأولى 4: 16-17. والسؤال هو متى سيحدث الإختطاف بالنسبة للضيقة ومجيء المسيح الثاني؟

توجد ثلاث نظريات رئيسية خاصة بتوقيت الإختطاف: الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث قبل بداية الضيقة (أي نظرية ما قبل الضيقة)، الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث في منتصف فترة الضيقة (وسط الضيقة)، الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث في نهاية فترة الضيقة (بعد الضيقة). وفي هذا المقال ندرس بصورة خاصة نظرة حدوث الإختطاف بعد فترة الضيقة.

تقول هذه النظرية بأن الإختاف سيكون في نهايو، أو قرب نهاية، الضيقة. في ذلك الوقت، ستلاقي الكنيسة المسيح على السحاب، ثم تعود إلى الأرض لبداية ملك المسيح على الأرض. بكلمات أخرى، إن الإختطاف ومجيء المسيح الثاني (ليؤسس ملكه) يحدثات تقريباً في نفس الوقت. ووفقاً لهذه الرؤية، تمر الكنيسة بكل فترة السبع سنوات من الضيقة. إن الكنائس الروم الكاثوليك، والأرثوذكس اليونانيين، وكثير من طوائف البروتستانت تتبنى هذه الرؤية للإختطاف بعد الضيقة.

من نقاط القوة لهذه النظرة هي أن يسوع، في حديثه المطول عن الأيام الأخيرة، يقول أنه سيعود بعد "ضيق عظيم" (متى 24: 21، 29). وأيضاً، سفر الرؤيا، بكل النبوات المختلفة التي يحتويها، يذكر مجيء واحد للرب مرة أخرى – وهذا يحدث بعد الضيقة (رؤيا 19 – 20). إن مقاطع مثل رؤيا 13: 7 و أيضاً 20: 9 تؤيد هذه النظرية في أنه من الواضح وجود قديسين أثناء الضيقة. أيضاً، قيامة الأموات في رؤيا 20: 5 تسمى "القيامة الأولى". يؤكد المؤمنين بهذه النظرية أنه بما أن هذه القيامة "الأولى" تحدث بعد الضيقة، فإن القيامة المرتبطة بالإختطاف في تسالونيكي الأولى 4: 16 لا يمكن أن تحدث إلا بعدها.

يشير المؤمنين بهذه النظرية أنه تاريخياً، إختبر شعب الرب أوقات من الإضطهاد والتجارب الشديدة. لهذا، يقولون، لا يجب أن نندهش من أن الكنيسة أيضاً تختبر الضيقة العظيمة في نهاية الزمان. وفي هذا الصدد تميز هذه النظرة بين "غضب الشيطان" (أو "غضب الإنسان") و "غضب الله" في سفر الرؤيا. إن غضب الشيطان موجه ضد القديسين، والله يسمح به كوسيلة لتطهير الأمناء. ومن ناحية أخرى، ينسكب غضب الله على المسيح الدجال ومملكته الشريرة، وسوف يحمي الله شعبه من تلك العقوبة.

من نقاط الضعف لهذه النظرية هو التعليم الكتابي الواضح بأن الذين هم في المسيح ليسو تحت الدينونة ولم يختبروا غضب الله (رومية 8: 1). وفي حين أن بعض الضربات خلال الضيقة تستهدف بصورة خاصة غير المؤمنين، إلا أن ضربات أخرى كثيرة، مثل الزلازل والنجوم الساقطة والمجاعات سوف تؤثر على المخلصين وغير المخلصين على السواء. لهذا، إذا إجتاز المؤمنين الضيقة، سوف يختبرون غضب الله بما يتعارض مع رومية 8: 1.

نقطة ضعف أخرى في هذه النظرية هي أنه، إلى حد ما، يجب أن تعبر بالمجاز عن الضيقة. يعلم الكثير ممن يؤمنون بها أننا نعيش وقت الضيقة الآن؛ بل في الواقع، يقول البعض أن الضيقة بدأت بعد يوم الخمسين مباشرة في أعمال 2. مثل هذا التعليم يتجاهل الطبيعة المميزة للضيقة كما تقدمها كلمة الله (متى 24: 21)، في أنها ستكون وقت ضيق غير مسبوق في تاريخ العالم. أيضاً، يواجه مؤيدي هذه النظرية صعوبة في تفسير غياب كلمة "كنيسة" من المقاطع الكتابية المتعلقة بالضيقة. حتى في رؤيا 4-21، أطول جزء يصف الضيقة في الكتاب المقدس، فإن كلمة "كنيسة" لا تظهر أبداً. لا بد وأن المؤمنين بهذه النظرية يفترضون أن كلمة "قديسين" في رؤيا 4-21 تعني الكنيسة، بالرغم من إستخدام كلمة مختلفة في الأصل اليوناني.

ونقطة ضعف أخيرة لهذه النظرية تشترك فيها مع النظريتين الأخريين: لا يقدم الكتاب المقدس توقيت زمني محدد فيما يخص الأحداث المستقبلية. ولا تعلم كلمة الله نظرة دون الأخرى، ولهذا لدينا إختلاف في الرؤى بشأن الأيام الأخيرة وبعض التنوع في الرأي حول كيفية تناغم النبوات المتعلقة بها.

ما هي نقاط قوة وضعف نظرية الإختطاف قبل الضيقة؟



السؤال: ما هي نقاط قوة وضعف نظرية الإختطاف قبل الضيقة؟

الجواب:
فيما يختص بالأيام الأخيرة من المهم أن نتذكر أن كل المسيحيين تقريباً يتفقون على هذه الأمور الثلاثة: 1) سيأتي وقت ضيق عظيم لم يشهده العالم من قبل، 2) بعد الضيقة سيأتي المسيح لتأسيس ملكه على الأرض، و 3) سيحدث إختطاف – تحول من الفناء إلى الخلود – بالنسبة للمؤمنين (يوحنا 14: 1-3؛ كورنثوس الأولى 15: 51-52؛ تسالونيكي الأولى 4: 16-17). والسؤال هو متى سيحدث الإختطاف بالنسبة للضيقة ومجيء المسيح الثاني؟

على مدى السنين برزت ثلاث نظريات خاصة بتوقيت الإختطاف:

ما قبل الضيقة (الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث قبل بداية الضيقة)، وسط الضيقة (الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث في منتصف فترة الضيقة)، بعد الضيقة (الإعتقاد بأن الإختطاف سيحدث في نهاية فترة الضيقة). وفي هذا المقال ندرس بصورة خاصة نظرة حدوث الإختطاف ما قبل الضيقة.

تقول هذه النظرة بأن الإختطاف يحدث قبل بداية الضيقة. في ذلك الوقت، سوف تلاقي الكنيسة المسيح على السحاب، ثم بعد ذلك يظهر المسيح الدجال وتبدأ الضيقة. بكلمات أخرى، فإن الإختطاف ومجيء المسيح الثاني (لتأسيس ملكه) يفصل بينهما سبع سنوات على الأقل. وفقاُ لهذه النظرية، فإن الكنيسة لا تجتاز الضيقة بالمرة.

هذه النظرة لها ما يساندها كتابياً. مثلا، الكنيسة ليست معينة للغضب (تسالونيكي الأولى 1: 9-10؛ 5: 9)، والمؤمنين لن يتفاجئوا بيوم الرب (تسالونيكس الأولى 5: 1-9). وقد وعدت كنيسة فيلادلفيا أن تحفظ من "سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ" (رؤيا 3: 10). لاحظ أن الوعد ليس أن تحفظ خلال التجربة، بل الإنقاذ من الساعة، أي مدة زمن التجربة.

إن نظرية حدوث الإختطاف قبل الضيقة تجد مساندة أيضاً مما هو ليس في الكتاب المقدس. إن كلمة "كنيسة" تتكرر تسعة عشر مرة في الإصحاحات الثلاث الأولى من سفر الرؤيا، ولكن جدير بالملاحظة أن هذه الكلمة لا تستخدم ثانية حتى الإصحاح 22. بكلمات أخرى، في كل الوصف المطول للضيقة في سفر الرؤيا تغيب كلمة "كنيسة" بصورة ملحوظة. في الواقع، لا يستخدم الكتاب المقدس كلمة "كنيسة" في أي مقطع يتحدث عن الضيقة.

إن نظرية الإختطاف قبل الضيقة هي النظرية الوحيدة التي تحافظ على التمييز بين إسرائيل والكنيسة وخطة الله المختلفة لكليهما. إن السبعين "أسبوعاً" في دانيال 9: 24 مقررة على شعب دانيال (اليهود) ومدينة دانيال المقدسة (أورشليم). هذه النبوة توضح أن الأسبوع السبعين (الضيقة) هو وقت تطهير وإسترداد لإسرائيل وأورشليم وليس الكنيسة.

كما أن نظرية الإختطاف قبل الضيقة لها مساندة تاريخية. يتضح من يوحنا 21: 22-23 أن الكنيسة الأولى رأت أن مجيء المسيح الثاني قريب، وأنه سيعود في أي لحظة. وإلا لم تكن الشائعة تستمر بأن يسوع سيعود أثناء فترة حياة يوحنا. إن إقتراب حدوث الإختطاف الذي لا يتسق مع النظريتين الأخريين عن الإختطاف، هو مكون أساسي لنظرية الإختطاف قبل الضيقة.

كما يبدو أن نظرية الإختطاف قبل الضيقة يبدو وأنها أكثر إتساقاً مع شخصية الله ورغبته في إنقاذ الأبرار من دينونة العالم. إن الأمثلة الكتابية لخلاص الله تشمل نوح الذي أنقذ من الطوفان الذي أغرق العالم؛ ولوط الذي أنقذ من سدوم؛ وراحاب التي أنقذت من أريحا (بطرس الثانية 2: 6-9).

من نقاط الضعف التي تشوب نظرية الإختطاف قبل الضيقة هو نشأتها القريبة نسبياً كعقيدة كنسية، حيث لم تكن قد تشكلت تفاصيلها حتى أوائل القرن التاسع عشر. أمر آخر هو أن هذه النظرية تقسم مجيء المسيح الثاني إلى "مرحلتين" – الإختطاف والمجيء الثاني – في حين أن الكتاب المقدس لا يحدد هذه المراحل.

من المشاكل الأخرى التي تواجه هذه النظرية هو حقيقة أنه من الواضح وجود قديسين أثناء الضيقة (رؤيا 13: 7؛ 20: 9). يجيب المؤمنين بهذه النظرية بالتمييز بين قديسي العهد القديم وقديسي الضيقة من كنيسة العهد الجديد. إن المؤمنين الأحياء وقت الإختطاف سيؤخذون إلى السماء قبل الضيقة، ولكن سيكون هناك من يأتون إلى المسيح أثناء الضيقة.

ونقطة ضعف أخرى لهذه النظرية تتشارك فيها مع النظريتين الأخريين: لا يقدم الكتاب المقدس توقيت زمني محدد فيما يخص الأحداث المستقبلية. ولا تعلم كلمة الله نظرة دون الأخرى، ولهذا لدينا إختلاف في الرؤى بشأن الأيام الأخيرة وبعض التنوع في الرأي حول كيفية تناغم النبوات المتعلقة بها.

ما تفسير رؤيا 12؟



السؤال: ما تفسير رؤيا 12؟

الجواب:
في سفر الرؤيا الإصحاح 12 يرى يوحنا "امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَباً (رؤيا 12: 1). لاحظ التشابه بين هذا الوصف والوصف الذي قدمه يوسف لوالده يعقوب (إسرائيل) ووالدته وأولادهم (تكوين 37: 9-11). تشير النجوم الإثني عشر إلى أسباط إسرائيل الإثني عشر. فالمرأة الموصوفة في رؤيا 12 هي إسرائيل.

دليل إضافي لهذا التفسير هو أن رؤيا 12: 2-5 يتحدث عن كون المرأة تحمل طفلاً ثم تلد هذا الطفل. وفي حين أن مريم هي من ولدت يسوع، إلا أنه أيضاً صحيح أن يسوع، ابن داود من سبط يهوذا، هو من شعب إسرائيل. أي أن إسرائيل ولد - أو أخرج - يسوع المسيح. تقول الآية 5 أن مولود المرأة كان – "ابْناً ذَكَراً عَتِيداً أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ". من الواضح أن هذا وصف للمسيح. يسوع هو الذي صعد إلى السماء (أعمال الرسل 1: 9-11) وسوف يؤسس مملكته على الأرض (رؤيا 20: 4-6)، وسوف يحكمها بالعدل (قضيب الحديد – أنظر مزمور 2: 7-9).

إن هروب المرأة إلى البرية لمدة 1260 يوماً يشير إلى وقت في المستقبل يسمى الضيقة العظيمة. إن 1260 يوما تساوي 42 شهراً (الشهر 30 يوم) أي ثلاث سنوات ونصف. في منتصف فترة الضيقة العظيمة سيضع الوحش (المسيح الدجال) صورة له في الهيكل الذي سيبنى في أورشليم. هذه هي الرجاسة التي يتكلم عنها يسوع في متى 24: 15 ومرقس 13: 14. عندما يفعل الوحش هذا، فإنه ينقض معاهدة السلام التي أبرمها مع إسرائيل وتضطر الأمة إلى الفرار طلباً للأمان – ربما إلى بترا (أنظر أيضاً متى 24؛ دانيال 9: 27). هذا الهروب لشعب إسرائيل يصوره فرار المرأة إلى البرية.

يتحدث رؤيا 12: 12-17 عن قيام الشيطان بمحاربة إسرائيل ومحاولته تدميرها (الشيطان يعرف أن وقته قصير – نسبياً – أنظر رؤيا 20: 2-3، 10). وهو يبين أيضاً أن الله سوف يحمي إسرائيل في البرية. تقول رؤيا 12: 14 أن إسرائيل ستتم حمايتها من الشيطان "لزمن، وأزمنة، ونصف زمان ("زمن" = سنة واحدة؛ "أزمنة" = سنتان؛ "نصف زمان" = نصف سنة؛ أي ثلاث سنوات ونصف).

هل ستكون هناك فرصة ثانية للخلاص بعد الإختطاف؟



السؤال: هل ستكون هناك فرصة ثانية للخلاص بعد الإختطاف؟

الجواب:
يؤمن يعض مفسري الكتاب المقدس أنه لن تكون هناك فرصة بالمرة للخلاص بعد الإختطاف. ولكن لا يوجد أي موضع كتابي يقول هذا أو حتى يشير إليه. سيكون هناك الكثيرين الذين سيقبلون إلى المسيح خلال الضيقة العظيمة. إن المائة وأربعة وأربعون ألف شاهد من اليهود (رؤيا 7: 4) هم مؤمنين يهود. إذا لم يكن ممكناً أن يأتي أحد إلى المسيح أثنائ الضيقة العظيمة، فلماذا يتم قطع رؤؤس الناس من أجل إيمانهم (رؤيا 20: 4)؟ لا يوجد مقطع كتابي ينفي وجود فرصة للخلاص بعد الإختطاف. في حين تشير عدة مقاطع إلى عكس ذلك.

تقول نظرة أخرى أن أولئك الذين يسمعون رسالة الإنجيل ويرفضونها قبل الإختطاف لا يمكن أن يخلصوا. فيكون الذين يخلصون أثناء الضيقة العظيمة هم الذين لم يسبق أن يسمعوا رسالة الإنجيل قبل الإختطاف. إن النص الذي يستدل به على هذا التفسير هو تسالونيكي الثانية 2: 9-11 الذي يقول أن ضد المسيح سوف يعمل آيات وعجائب ليخدع بها "الهالكين" وأن الله نفسه سوف "يرسل إليهم عمل الضلال" حتى يصدقوا الكذب. والسبب هو "رفضهم أن يحبوا الحق وبذلك ينالوا الخلاص" (الآية 10). بالتأكيد، أن الذين تقست قلوبهم تجاه الإنجيل قبل الإختطاف من المتوقع أن يظلوا كذلك. وسوف يخدع ضد المسيح الكثيرين (متى 24: 5). ولكن الذين "رفضوا أن يحبوا الحق" لا تشير بالضرورة إلى الذين سمعوا رسالة الإنجيل قبل الإختطاف. فيمكن أن يكونوا أي شخص يرفض تماماً خلاص الله في أي وقت. لهذا، ليس هناك دليل كتابي واضح يساند وجهة النظر هذه.

رؤيا 6: 9-11 يتحدث عن الذين إستشهدوا أثناء الضيقة العظيمة "لأجل كلمة الله، ولأجل الشهادة التي تمسكوا بها". إن هؤلاء الشهداء سيفسرون ما شهدوه أثناء الضيقة بصريقة صحيحة وسيؤمنون بالإنجيل ويدعون آخرين للتوبة والإيمان أيضاً. لن يحتمل ضد المسيح كرازتهم وسيقتلهم. إن كل هؤلاء الشهداء هم أناس كانوا أحياء قبل الإختطاف ولكنهم لم يؤمنوا إلا بعده. لذلك، لا بد وأنه توجد فرصة لقبول المسيح بالإيمان بعد الإختطاف.

ما الذي ترمز إليه السبعة كنائس في سفر الرؤيا؟



السؤال: ما الذي ترمز إليه السبعة كنائس في سفر الرؤيا؟

الجواب:
إن الكنائس السبعة المذكورة في رؤيا 2-3 هي سبعة كنائس حقيقية كانت موجودة في وقت كتابة الرسول يوحنا لسفر الرؤيا. بالرغم من كونها كنائس فعلية، إلا أنها تحمل دلالة روحية للكنائس والمؤمنين اليوم. إن الغرض الأول من الرسائل هو التواصل مع الكنائس التي كانت موجودة والتعامل مع إحتياجاتها في ذلك الوقت. والغرض الثاني هو إعلان سبعة أنماط مختلفة من الناس أو الكنائس عبر التاريخ وإرشادهم إلى الحق الإلهي.

والغرض الثالث المحتمل هو إستخدام السبعة كنائس للتنبوء عن سبعة فترات مختلفة في تاريخ الكنيسة. ولكن ما يشوب هذه النظرة هو أن كل من هذه الكنائس السبعة تصف مشاكل يمكن أن تنطبق على الكنيسة في أي فترة من تاريخها. لذلك، رغم وجود بعض الحق في كون السبع كنائس ترمز إلى سبعة عصور، إلا أن هذا يحتمل الكثير من التساؤلات. ويجب أن يكون تركيزنا على الرسالة التي يقولها لنا الله من خلال الكنائس السبعة. هذه الكنائس السبعة هي:

1) أفسس (رؤيا 2: 1-7) – كنيسة تركت محبتها الأولى (2: 4).
2) سميرنا (رؤيا 2: 8-11) – كنيسة تعاني الإضطهاد (2: 10).
3) برغامس (رؤيا 2: 12-17) – كنيسة تحتاج أن تتوب (2: 16).
4) ثياتيرا (رؤيا 2: 18-29) – كنيسة بها نبية كاذبة (2: 20).
5) ساردس (رؤيا 3: 1-6) – كنيسة نائمة (3: 2).
6) فيلادلفيا (رؤيا 3: 7-13) – كنيسة إحتملت بصبر (3: 10).
7) لاودكية (رؤيا 3: 14-22) – كنيسة فاترة الإيمان (3: 16).

ما الذي ترمز إليه السبعة كنائس في سفر الرؤيا؟

إجتياز الأيام الأخيرة – ما الذي ينبغي أن أعرفه؟



السؤال: إجتياز الأيام الأخيرة – ما الذي ينبغي أن أعرفه؟

الجواب:
أحياناً يصاب الناس بالقلق عندما يفكرون بشأن المستقبل، ولكن، لا يجب أن يكون الأمر هكذا. بالنسبة لمن يعرفون الله، فإن التفكير بالمستقبل يجلب التشوق والراحة. مثلاً، في وصف أمثال 31: 25 للمرأة التي تعرف الله وتثق فيه يقول: " تَضْحَكُ عَلَى الزَّمَنِ الآتِي".

هناك أمرين هامين يجب أن نضعهما في أذهاننا بشأن المستقبل، أولاً، الله متسيد ومتحكم في كل شيء. هو يعرف المستقبل ويتحكم بالتمام في ما سيحدث. يقول الكتاب المقدس: "اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلَهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي... قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ" (إشعياء 46: 9-11).

الأمر الثاني الذي يجب أن نتذكره بشأن المستقبل هو أن الكتاب المقدس يرسم صورة ما سيحدث في "الأيام الأخيرة" أو "نهاية الزمان". لأن الكتاب المقدس هو إعلان الله للبشر ولأن الله يعرف المستقبل ويتحكم فيه (كما يقول إشعياء) فمن المنطقي القول أنه عندما يتحدث الكتاب المقدس عما سيحدث في المستقبل فإننا نصدقه. أما بالنسبة للتوقعات والتنبؤات بشأن المستقبل، يقول الكتاب المقدس: "لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (بطرس الثانية 1: 21). وهذه الحقيقة واضحة في أنه على نقيض النبوات الكاذبة الموجودة في الديانات الأخرى أو من أشخاص مثل نوستراداموس، فإن الكتاب المقدس لم يخطيء ولو مرة واحدة – في كل مرة تنبأ فيها الكتاب المقدس عن حدث مستقبلي، فقد تحقق بالضبط كقول الكتاب.

عندما ندرس كيف نفهم ونجتاز الأيام الأخيرة، علينا أن نجيب هذه الأسئلة الثلاثة:

1. كيف يجب أن أفسر ما يقوله الكتاب المقدس حول المستقبل (النبوات الكتابية)؟

2. ماذا يقول الكتاب المقدس أنه سيحدث في الأيام الأخيرة؟

3. كيف يجب أن يؤثر ما يقوله الكتاب المقدس بشأن المستقبل على حياتي اليوم؟

كيف نفسر النبوات الكتابية؟

توجد عدة وجهات نظر حول الأساليب المستخدمة في تفسير المقاطع الكتابية الخاصة بالأيام الأخيرة. في حين يوجد أناس صالحين يتبنون معتقدات مختلفة، إلا أنه يوجد ما يدفعنا للإيمان بأن النبوات الكتابية يجب أن تفسر: 1) حرفياً، 2) بنظرة مستقبلية، و 3)وبما يسمى أسلوب "قبل الألفية". إن ما يشجع التفسير الحرفي هو وجود أكثر من 300 نبوة حول مجيء المسيح الأول، تحققت كلها حرفياً. إن النبوات حول ميلاد المسيا وحياته وتسليمه لأعدائه وموته وقيامته لم تتحقق بصورة مجازية أو روحية. لقد ولد يسوع بالفعل في بيت لحم، وأجرى معجزات، وخانه صديق مقرب لقاء ثلاثين من الفضة، وثقبت يديه ورجليه، ومات بين لصوص، ودفن في قبر رجل غني، وقام بعد موته بثلاثة أيام. كل هذه التفاصيل تم التنبوء بها قبل ميلاد المسيح بمئات السنين وتم تحقيقها حرفياً. وفي حين تستخدم الرموز في عدد من النبوات (تنين، فرسان...الخ) كلها تصور كائنات فعلية أو أحداث بنفس الطريقة التي تمت بها الإشارة إلى يسوع كأسد وكحمل.

بالنسبة للنظرة المستقبلية، يقول الكتاب المقدس بوضوح أن الأسفار النبوية مثل سفر دانيال وسفر الرؤيا لا تحتوي فقط على سرد لأحداث تاريخية، بل أيضاً تنبؤات بأحداث مستقبلية. بعد أن أعطي يوحنا رسائله للكنائس في يومه، أعطى رؤى بشأن ما سيحدث في الأيام الأخيرة. قيل ليوحنا: "اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هَذَا" (رؤيا 4: 1).

ربما تكون حجة أقوى بشأن النظرة المستقبلية تشمل وعود الله لإبراهيم (تكوين 12 و 15) بشأن أرض إسرائيل. بما أن عهد الله مع إبراهيم كان بلا شروط، ووعوده لم تتحقق بعد لنسل إبراهيم، فتكون النظرة المستقبلية للوعود بالنسبة لشعب إسرائيل لها ما يساندها.

أخيراً، بالنسبة لتفسير النبوة بأسلوب "قبل الألفية"، هذا يعني أنه أولاً، ستخطف الكنيسة، ثم بعد ذلك يجتاز العالم في فترة سبع سنوات من الضيقة، ثم سيعود المسيح ليملك على الأرض لمدة ألف عام (رؤيا 20).

ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس أنه سيحدث قبل ذلك الحين؟

ماذا يقول الكتاب المقدس عن أحداث الأيام الأخيرة؟

للأسف، يتنبأ الكتاب المقدس عن إزدياد للكوارث، والخطية، والإرتداد عن الإيمان قبل أن يأتي المسيح مرة ثانية. يكتب بولس قائلاً: "وَلَكِنِ اعْلَمْ هَذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ... وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ" (تيموثاوس الثانية 3: 1، 13). سوف يستمر العالم في رفض الله وكلمته وشعبه.

في يوم ما في المستقبل – يوم لا يعلمه أحد – سوف ينهي الله عصر الكنيسة الذي بدأ في يوم الخمسين (أعمال 2) بحدث يعرف بالإختطاف. في ذلك الوقت، سوف يأخذ الله كل المؤمنين بالمسيح من الأرض إستعداداً لدينونته الأخيرة. يقول بولس عن الإختطاف: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَمِ (تسالونيكي الأولى 4: 14-18).

إن تآكل السلام وزيادة الإضطرابات الذي سيسبق الإختطاف سيصل إلى مستويات عالية جداً عندما يختفي من الأرض أعداد غير معروفة من الناس. إن حدث كهذا سيسبب هلع ويتطلب وجود قائد قوي تكون لديه كل الإجابات لكل مشاكل العالم. إن الإستعداد لمثل هذا القائد يجرى منذ فترة، كما يقول المؤرخ آرنولد توينبي "عن طريق فرض المزيد من الأسلحة القاتلة على البشرية، وفي نفس الوقت جعل العالم أكثر إعتماداً على بعضه إقتصادياً، لقد أوصلت التكنولوجيا الإنسان إلى درجة من الضيق حتى أننا مستعدين لتأليه أي قيصر جديد ينجح في منح العالم وحدة وسلام". فمن إمبراطورية رومانية أعيد إحياؤها، وتتشكل بأسلوب العشر دوائر الأوروبية (دانيال 7: 24؛ رؤيا 13: 1) سيقوم المسيح الدجال ويوقع عهداً مع إسرائيل به يبدأ رسمياً العد التنازلي النبوي للسبع سنوات حتى مجيء المسيح الثاني (دانيال 9: 27).

لمدة ثلاث سنوات ونصف، سيملك المسيح الدجال على الأرض ويعد بالسلام، ولكنه سلام مزيف سيخدع شعوب الأرض. يقول الكتاب المقدس: "لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ» حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ" (تسالونيكي الأولى 5: 3). سوف تتزايد الحروب والزلازل والمجاعات (متى 24: 7) حتى نهاية الثلاث سنوات ونصف من ملك المسيح الدجال، حين سيدخل الهيكل الذي أعيد بناؤه في أورشليم ويعلن أنه إله ويطالب الناس بعبادته (تسالونيكي الثانية 2: 4؛ متى 24: 15). إنه في هذا الوقت يرد الإله الحقيقي على التحدي. ولمدة ثلاث سنوات ونصف أخرى ستحدث ضيقة عظيمة كما لم يحدث من قبل. تنبأ يسوع: "لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ" (متى 24: 21-22).

سوف تحدث خسارة في الأرواح ودمار في الأرض أثناء الضيقة العظيمة بشكل لا يمكن تقديره. كما سيأتي إلى الرب أعداد كبيرة، ولكن سيدفع الكثيرين حياتهم ثمناً لهذا. سوف يكون الله لا يزال متحكماً إذ يجمع جيوش غير المؤمنين في العالم لكي يدينهم. كتب النبي يوئيل عن هذا الحدث يقول: "أَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ وَأُنَزِّلُهُمْ إِلَى وَادِي يَهُوشَافَاطَ وَأُحَاكِمُهُمْ هُنَاكَ عَلَى شَعْبِي..." (يوئيل 3: 2). يسجل يوحنا المعركة هكذا: "وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ... فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ»" (رؤيا 16: 13-16).

في هذا الوقت، سيعود يسوع المسيح، ويقضي على أعداؤه، ويسترد العالم، الذي هو ملكه. "ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ. وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً. وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ». وَرَأَيْتُ مَلاَكاً وَاحِداً وَاقِفاً فِي الشَّمْسِ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً لِجَمِيعِ الطُّيُورِ الطَّائِرَةِ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ: «هَلُمَّ اجْتَمِعِي إِلَى عَشَاءِ الْإِلَهِ الْعَظِيمِ، لِكَيْ تَأْكُلِي لُحُومَ مُلُوكٍ، وَلُحُومَ قُوَّادٍ، وَلُحُومَ أَقْوِيَاءَ، وَلُحُومَ خَيْلٍ وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، وَلُحُومَ الْكُلِّ حُرّاً وَعَبْداً صَغِيراً وَكَبِيراً». وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْباً مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعُ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاِثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ" (رؤيا 19: 11-21).

بعد أن يهزم المسيح كل الجيوش المجتمعة في وادي هرمجدون، سوف يملك مع قديسيه لألف عام ويرد لإسرائيل أرضها بالكامل. في نهاية الألف عام/ ستكون هناك دينونة أخيرة للأمم والبشر المتبقين، ويتبع ذلك حالة أبدي: نقضيها إما مع الله أو منفصلين عنه (رؤيا 20-21).

إن الأحداث السابقة ليست تخمينات أو إحتمالات – بل هي بالضبط ما سيحدث في المستقبل. كما أن كل نبوات الكتاب المقدس بشأن مجيء المسيح الأول قد تحققت، كذلك ستتحقق كل النبوات بشأن مجيئه الثاني.

نظراً لحقيقة هذه النبوات، ما التأثير الذي يجب أن يكون لها علينا الآن؟ يطرح بطرس هذا السؤال: "فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ" (بطرس الثانية 3: 11-12).

تأثير نبوات الكتاب المقدس علينا اليوم

يجب أن نتجاوب مع النبوات الكتابية بأربع أمور. الأول هو الطاعة، وهذا ما يتحدث عنه بطرس في الآيات السابقة. يقول لنا يسوع دائماً أن نكون مستعدين لمجيئه، والذي يمكن أن يحدث في أي وقت (مرقس 13: 33-37) وأن نعيش بحيث لا نخجل من سلوكنا.

الأمر الثاني هو العبادة. لقد دبر الله طريق للنجاة من دينونة الأيام الأخيرة – هبة الخلاص المجاني المقدمة من خلال المسيح. يجب أن نتأكد من قبولنا خلاصه والحياة بإمتنان أمام الرب. إن عبادتنا على الأرض ستصبح عبادة في السماء في يوم ما: "وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لِلَّهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ" (رؤيا 5: 9).

الأمر الثالث هو الإعلان. إن رسالة خلاص الله وحقيقة مجيئه الثاني يجب أن تعلن ليسمعها الجميع، خاصة الذين لم يؤمنوا بعد. يجب أن نقدم الفرصة للجميع ليأتوا إلى الله ويخصلوا من غضبه الآتي. يقول رؤيا 22: 10 "وَقَالَ لِي: «لاَ تَخْتِمْ عَلَى أَقْوَالِ نُبُوَّةِ هَذَا الْكِتَابِ، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ".

الأمر الأخير الذي نتجاوب به مع كلمة الله النبوية هو الخدمة. يجب أن يكون كل المؤمنين مثابرين في إتمام مشيئة الله والقيام بأعمال صالحة. إن جزء من دينونة المسيح ستكون للأعمال الذ يقوم بها المؤمنين. الأعمال لا تحدد دخول المؤمن السماء، ولكنها تبين ماذا فعل كل مؤمن بالمواهب التي أعطاه الله. يقول بولس عن هذه الدينونة: "لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً" (كورنثوس الثانية 5: 10).

الخلاصة، إن الله متسيد على كل الأحداث وكل الناس في العالم. هو متحكم في كل شيء وسوف يتمم كل ما بدأه. تقول إحدى الترانيم القديمة هذه الكلمات: "الكل خليقة الله ... شكلته يد واحدة ... الشيطان والخلاص ... تحت حكم واحد".

إن النبوات التي تحققت هي دليل واحد على أن الكتاب المقدس كتاب فائق للطبيعة. لقد تحققت المئات من نبوات العهد القديم بالفعل، ومن المنطقي ان نخلص إلى أن ما يقوله عن الأيام الأخيرة سوف يتحقق أيضاً. بالنسبة لمن يعرفون يسوع، وقووضعوا ثقتهم فيه كمخلص ورب، سوف يعود ليكون رجاؤهم المبارك (تيطس 2: 13). ولكن لمن رفضوا المسيح، سيكون خوفهم المقدس (تسالونيكي الثانية 1: 8). الخلاصة هي هذه: لكي تجتاز الأيام الأخيرة، تأكد من إيمانك بالمسيح: "لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تسالونيكي الأولى 5: 9).

ما المقصود بأن المسيح سيعود كلص في الليل؟



السؤال: ما المقصود بأن المسيح سيعود كلص في الليل؟

الجواب:
إن مفهوم كون مجيء المسيح الثاني هو كلص في الليل يأتي من متى 24: 43 "اعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ". إن العناصر الأساسية لتحذير المسيح هي أنه لا أحد يعلم موعد عودته، ويجب أن نكون في حالة إستعداد، ساهرين دائماً ومنتظرين عودته. نبه المسيح إلى ضرورة الإستعداد الدائم لأنه لا أحد غير الآب يعلم ساعة عودته (متى 24: 36-44).

يعرف هذا الحدث بإسم الإختطاف. إن الكلمة اليونانية المستخدمة هنا هي harpazo بمعنى "أن يخطف" أو "ينزع"، وهي واردة في تسالونيكي الأولى 4: 16-17 " لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ".

إن طبيعة هذا الحدث المفاجئة الموصوفة في كورنثوس الأولى 15: 51-54 "في لحظة، في غمضة عين". لن يكون هناك يحذير بمجيء المسيح، تماما كما لا يكون هناك تحذير من مجيء لص بالليل. لهذا فإن متى 24: 44 يخبرنا أننا يجب أن نكون "مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ".

بالنسبة للشخص المؤمن، سيكون الإختطاف حدثاً مرغوباً، ولكن بالنسبة للباقين سيكون وقت ضيق عظيم. تخيل لو أنك تركت مع الباقين في حين يختفي ملايين المسيحيين فجأة حول العالم دون تفسير. لقد نبهنا الكتاب المقدس كثيراً بشهادة إبن الله نفسه بضرورة أن نكون مستعدين. يجب أن نسهر، وأن نحتمي بسلاح الله الكامل (أفسس 6: 13-18). إن الشيطان يجول في الأرض يبحث عن مؤمنين لديهم ثغرات في دروعهم. فلا تنخدعوا بالظن أن الشيطان يركز فقط على الخطاة. إنه يعرفهم وليس لديه سبب يدعوه للإهتمام بهم حتى يبدأوا في ان يتيقظوا روحياً. إن الشيطان يهتم بالمؤمن المسيحي. فنحن من يريد أن يفسدنا ويدمرنا، ولهذا يجب أن يسهر المسيحيون ويكونوا مستعدين لوقت مجيء المسيح الثاني.

لدينا أيضاً حضور روح الله القدوس ليعلمنا ويرشدنا. لدينا كل ما نحتاجه لكي نعيش حياة مقدسة في طاعة لكلمة الله دون عذر لعدم الإستعداد.

نحن نشكر الله لمحبته لنا لدرجة تدبير مخرج لنا لنتجنب دينونة الله. هذا المخرج هو الرب يسوع المسيح. بقبولنا الرب يسوع مخلص ورب وبنعمة الله ننال غفران الخطايا والرحمة والخلاص وموعد الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16؛ أفسس 2: 8-9). إن خلاصنا في المسيح هو الوسيلة التي نستعد بها ونفرح بعودته.

ما الذي قصده الرب يسوع بقوله "لا يمضي هذا الجيل"؟



السؤال: ما الذي قصده الرب يسوع بقوله "لا يمضي هذا الجيل"؟

الجواب:
إن كلمات يسوع هذه فيما يخص نهاية الزمان وردت في إنجيل متى 24: 34؛ ومرقس 13: 30؛ ولوقا 21: 32. قال يسوع: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ." إن مفتاح فهم ما قصده الرب يسوع هو سياق النص؛ أي أننا يجب أن نفهم الآيات السابقة واللاحقة للآية 34، وبصورة خاصة الآيات التي تسبقها مباشرة. في متى 24: 4-31 يتحدث الرب يسوع عن أحداث مستقبلية. والجيل الذي سيكون موجوداً حين وقوع هذه الأمور هو الجيل الذي يقصده يسوع بقوله "لا يمضي" حتى يعود. كان الرب يسوع قد سبق وقال لمعاصري خدمته الأرضية أن الملكوت قد أخذ منهم (متى 21: 43). لذلك، من المحتم أن يكون متى 24-24 يتحدث عن زمن مستقبلي. وتشير كلمة "جيل" إلى أناس يعيشون في المستقبل حين يتحقق ما جاء في متى 24-25.

إحتمال آخر هو أن يكون الرب يسوع يتنبأ هنا بنبوءة "مزدوجة". فبعض ما يتنبأ به كان سيتحقق في زمة الجيل الذي كان يخاطبه. فقد يكون بعض ما تنبأ به المسيح قد تحقق عندما دمر الرومان أورشليم عام 70 ميلادية. ولكن، جوانب أخرى من نبوءة المسيح لم تتم في عام 70م؛ مثلاً متى 24: 29-31. ما يشوب هذه النظرة هي أنها لا تتناغم مع قول المسيح أن "كل هذه الأمور" ستحدث في "هذا الجيل". لذلك، يفضل أن نعتبر أن "هذا الجيل" يشير إلى الجيل الذي ستقع فيه أحداث آخر الزمان.

إن ما يقوله المسيح هنا بالأساس هو أنه ما أن تبدأ أحداث آخر الزمان فإنها ستحدث بسرعة. وهذا المبدأ يتردد في آيات أخرى كثيرة منها متى 24: 22؛ مرقس 13: 20؛ رؤيا 3: 11؛ 22: 7، 12، 20.

ما الذي قصده الرب يسوع بقوله "لا يمضي هذا الجيل"؟