ماذا يقول الكتاب المقدس عن الملائكة؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن الملائكة؟

الجواب:
الملائكة كائنات روحية، وهم يتحلون بالعواطف، الذكاء، والارادة. وينطبق ذلك علي الملائكة الخيرة والشريرة علي حد سواء. فالملائكة يتحلون بالذكاء تبعاً لما هو مذكور في (متي 29:8 و كورنثوس الثانية 3:11 و بطرس الأولي 12:1)، و يظهرون مشاعر (لوقا 13:2 ويعقوب 19:2 ورؤيا 17:12)، ويعبروا علي ان لهم أرادة (لوقا 28:8-31 و تيموثاوس الثانية 26:2 ويهوذا 6). والملائكة كائنات روحية (عبرانيين 14:1)، وليس لديهم جسد مادي. ورغم انه ليس لديهم اجساد مادية فأن لهم شخصياتهم المميزة (مثل الله).

ومعرفة الملائكة محدودة اذ انهم كائنات مخلوقة. فهم لا يعلمون كل ما يعلمه الله (متي 36:24). ولكن يبدو أن لديهم معرفة أعظم من البشر. ويرجح أن الأسباب هي: (1) أن الملائكة خليقة أعلي من البشر، ولذا فلديهم معرفة أوسع وأعمق من البشر (2) يدرس الملائكة العالم والكتاب المقدس بصورة عميقة ويكتسبون معرفة ممايدرسون (يعقوب 19:2 ورؤيا 12:12). (3) يكتسب الملائكة المعرفة من ملاحظة الأنشطة البشرية. وعلي عكس البشر لا تضطر الملائكة الي دراسة التاريخ، اذ قد اختبروا التاريخ شخصيا. ولذا فهم يعرفون الأفعال وردود الأفعال ويمكنهم توقع أفعال البشر في ظروف مماثلة.

وبرغم أن لديهم ارادة، فالملائكة مثل جميع المخلوقات الأخري، يخضعون لأرادة الله. وملائكة الله ترسل الي المؤمنيين لمساعدتهم (عبرانيين 14:1). وهناك بعض الأنشطة التي يذكرها الكتاب المقدس عن الملائكة:

أ. أنهم يسبحون الله (مزمور 1:148 و2 و أشعياء 3:6).
ب. أنهم يعبدون الله (عبرانيين 6:1 ، ورؤيا 8:5-13).
ج. يبتهجون بما يفعل الله (أيوب 6:38-7).
د. يخدمون الله (مزمور 20:103 ورؤيا 9:22).
ه. يمثلون أمام الله (أيوب 6:1، 1:2).
و. هم أداة قضاء الله (رؤيا 1:7 ، 2:8).
ز. هم جزء من الأستجابة للصلاة (أعمال الرسل 5:12-10).
ح. يساعدون في ربح النفوس للمسيح (أعمال الرسل 26:8 و10:3).
ط. يحافظون علي العمل المسيحي وتعضيد المؤمنين وقت المعاناة (كورنثوس الأولي 9:4 وأفسس 10:3 وبطرس الأولي 12:1).
ي. يشجعون في وقت الخطر (أعمال الرسل 23:27 و24).
ك. يتولون الصالحين عند الممات (لوقا 22:16).

الملائكة كائنات مختلفة تماما عن البشر. البشر لا يتحولون الي ملائكة بعد الموت. الملائكة لم ولن يكونوا بشرا أبدا. فالله خلق الملائكة كما خلق البشرية. ولا يذكر الكتاب المقدس في أي جزء أن الملائكة قد خلقوا علي صورة الله كشبهه مثل البشر (تكوين 26:1). فالملائكة مخلوقات روحية ولكن يمكنها الي حد معين أن تأخذ شكلا ماديا. البشر مخلوقات مادية، ولديهم صفات روحية. والشيء المؤثر الذي يمكننا أن نتعلمه من الملائكة هو أطاعتهم لأوامر الله ووصاياه من غير أعتراض أو تسأول.



من هو ابليس؟




السؤال: من هو ابليس؟

الجواب:
تتعدد المعتقدات عن من هو ابليس من اشياء سطحية الي معتقدات غير محددة: فالبعض يعتقد أنه رجل ذو قرون يجلس علي كتفي الأنسان ويحرضه علي عمل الشر. والبعض يستخدم التعبير الدارج بأنه الشر المتجسد. ولكن الكتاب المقدس يعطينا صورة واضحة عن ابليس، وتأثيره علي حياتنا. وببساطة، يعرف الكتاب ابليس بأنه كائن ملائكي ساقط من مركزه في السماء كنتيجة لخطيئته والأن هو معارض لله، ويحاول أن يمارس كل قوته ليفسد غرض الله للبشرية.

وقد خلق ابليس كملاك طاهر. أشعياء 12:14 يعطي ابليس اسماً قبل السقوط وهو لوسيفر. وحزقيال 12:28-14 يصف أن ابليس قد خلق كملاك، ومن الواضح أنه كان أعلي الملائكة المخلوقة. وقد أغتر ابليس في مكانته وجماله، وقرر أنه يريد يجلس علي عرش أعلي من عرش الله (أشعياء 13:14-14 وحزقيال 15:28 وتيموثاوس الأولي 6:3). فغرور وكبرياء ابليس أدي الي سقوطه. لاحظ العبارات الموجودة في أشعياء 12:14-15. وبسبب خطيئته فقد القي الله ابليس خارج السماء.

أصبح ابليس رئيس هذا العالم الذي ينشط بعيداً عن الله، وهو رئيس سلطان الهواء (يوحنا 31:12 وكورنثوس الثانية 4:4 وأفسس 2:2). وهو المشتكي (رؤيا يوحنا 10:12)، والمجرب (متي 3:4 وتسالونيكي الأولي 5:3) و المخادع (تكوين 3 و كورنثوس الثانية 4:4 و رؤيا 3:20). وأسمه يعني المخالف أو "المعترض". وأسم آخر مستخدم لأبليس هو "الشيطان" وهو يعني المفتري أو المشوه للسمعة.

وبالرغم من أنه طرد من الجنه، فأنه مازال يسعي الي رفع سلطانه أعلي من الله. ويقوم بتزوير كل ما يفعله الله، كي يحصل علي عبادة العالم ويبني جبهة معارضة لملكوت السموات. وهو وراء كل بدعة ودين واعتقاد خاطيء. وسيفعل كل مافي مقدرته ليخالف الله والذين يتبعونه. ولكن نهايته محتومة – أبدية في بحيرة النار (رؤية 10:20).



ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشياطين؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشياطين؟

الجواب:
سفر الرؤيا 9:12 هو أوضح الأسفار الكتابية في هذا الموضوع "فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح الي الأرض وطرحت معه ملائكته" ويشير الكتاب الي أن الشياطين هم ملائكة ساقطة وهم ملائكة مثل ابليس تمردوا ضد الله. وسقوط ابليس مذكور في أشعياء 12:14-15 و حزقيال 12:28-15. ورؤيا 4:12 يشير الي أن ابليس أخذ معه ثلث الملائكة معه للضلال. ويهوذا 6 يذكر الملائكة الخاطئة. فمن المرجح أن الشياطين هم ملائكة ساقطة قد اتبعت ابليس في خطيئته وتمرده ضد الله.

وابليس واعوانه يعملوا الأن لتدمير وخداع الذين يتبعوا ويعبدوا الله (بطرس الأولي 8:5 وكورنثوس الثانية 14:11-15). والشياطين موصوفة بالأرواح الشريرة في (متي 1:10) وأرواح دنسة في (مرقس 27:1)، وملائكة ابليس في (رؤيا 9:12). ابليس وشياطينه يقوموا بخداع العالم (كورنثوس الثانية 4:4)، مهاجمة المسيحيون (كورنثوس الثانية 7:12 و بطرس الأولي 8:5) ويحاولوا أن يقضوا علي ملائكة الرب (رؤيا 4:12-9). الشياطين كائنات روحية، ولكن يمكنهم الظهور بشكل مادي (كورنثوس الثانية 14:11-15). والشياطين أي الملائكة الساقطة هم أعداء الله – ولكنهم أعداء مهزومين. لأن الذي فينا أعظم من الذي في العالم (يوحنا الأولي 4:4).



ماذا يقول الكتاب عن المس الشيطاني؟ هل مازال يحدث ذلك في وقتنا هذا؟ وما هي الأعراض؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب عن المس الشيطاني؟ هل مازال يحدث ذلك في وقتنا هذا؟ وما هي الأعراض؟

الجواب:
الكتاب المقدس يعطينا أمثلة عن أناس ممسوسين أو متأثرين بالشياطين. ومن خلال هذه الأمثلة يمكننا ان نري التأثير الشيطاني علي الشخص الممسوس. ويمكننا أن نري هذه الأمثلة في: متي 32:9-33 و 22:12 و 18:17 ومرقس 1:5-20 و 26:7-30 ولوقا 33:4-36 و لوقا 3:22 وأعمال الرسل 16:16-18. وفي بعض المقاطع نري أن المس الشيطاني يسبب المرض الجسدي، مثل عدم القدرة علي التحدث، أعراض صرع، فقد البصر، الخ. وفي بعض الأحيان الأخري تسبب الأنسان أن يفعل الشر، ومثال علي ذلك يهوذا. وفي أعمال الرسل 16:16-18 تعطي الروح جارية المقدرة علي معرفة أشياء أكثر كثيرا من قدرتها وعلمها. وفي حالة واحدة عندما كان الشخص ملبوساً بشياطين كثيرة وحصل علي مقدرة خارقة وعاش عارياً في وسط المقابر. وأيضا الملك شاول، عندما تمرد ضد الله، فقد سمح الله بأن يصارع مع الروح الشريرة (صموئيل الأولي 14:16-15 و 10:18-11 و 9:19-10) وظهرت أعراض ذلك في تقلب مزاجه واصابته الكآبة و ارادته أن يقوم بقتل داوود.

وعلي هذا، فأنه يوجد الكثير من الأعراض التي تدل علي المس الشيطاني، مثل الأعاقة الجسدية الغير مرتبطة بمعضلة طبيعية. تغير في الشخصية مثل الكآبة أو العنف، قوة خارقة، التصرف بغرابة في المواقف الأجتماعية، معرفة معلومات لا يمكن لشخص عادي أن يعلمها. ولا بد أن نتذكر أن كل هذه الأعراض يمكن أن تفسر بطرق أخري، فمن المهم ألا نحكم علي شخص ما يشعر بالكآبة أو يعاني من الصرع بأن لديه مس شيطاني. ولكن في المجتمع الغربي غالبا ما لا نأخذ تأثير الأرواح الشريرة بصورة جدية.

وبالأضافة الي هذه الأعراض النفسية والجسدية، يمكن للمرء أن ينظر الي الصفات الروحية التي تظهر التأثير الشيطاني. وقد يتضمن ذلك رفض المغفرة (كورنثوس الثانية 10:2-11). والأيمان بأنتشار المعتقدات الخاطئة خاصة بما يتعلق بيسوع المسيح وعمله الكفاري (كورنثوس الثانية 3:11-4 و13-14 و تيموثاوس الأولي 1:4-5 ويوحنا الأولي 1:4-3).

وفيما يتعلق بتأثير الشياطين علي حياة المسيحي، فالرسول بطرس يعطينا مثالاً بأمكانية تأثر المؤمن بأبليس (متي 23:16). والبعض يشير الي المؤمنيين الذين يقعون تحت تأثير شديد من الشر بأنهم أشرار ولكن لا يوجد أي سفر من الكتاب المقدس يشير الي أن المسيحيون ملبوسون أو ممسوسون من الشيطان، ومعظم علماء الكتاب المقدس يؤمنون بأنه لا يمكن أن يمس المسيحيون بالمس الشيطاني لأن الروح القدس ساكن فيهم (كورنثوس الثانية 22:1 و 5:5 و كورنثوس الأولي 19:6).

ولا نعلم تحديداً كيف يتيح الشخص نفسه للمس الشيطاني. وأن دل مثال يهوذا علي شيء، فهو يشير الي أنه قد فتح قلبه للشر (وفي هذه الحالة بطمعه – يوحنا 6:12). ولذلك فربما أنه من الممكن أن يجعل الشخص قلبه مفتوح للعادات الشريرة... وبذا تصبح دعوة مفتوحة للشيطان أن يدخل قلبه. ومن خبرة المبشرين فهم كثيراً ما يذكروا أن ذلك مرتبط لعبادة ألأوثان أو حتي الأشياء المادية. وكثيراً ما يذكر الكتاب المقدس عبادة الأوثان ويشبهها بعبادة الشيطان (لاويين 7:17 و تثنية 17:32 ومزمور 37:106 وكورنثوس الأولي 20:10)، ولذا قد يقود الأيمان بأديان ومعتقدات خاطئة الي المس الشيطاني.

ولذا فبناء علي الأسفار الكتابية المذكورة بأعلاه وخبرة المبشرين أعتقد أن الشخص يمكن أن يفتح قلبه وحياته للتدخل الشيطاني من خلال الخطيئة والمعتقدات الباطلة (سواء كان علي دراية بذلك أم لا). والأمثلة قد تتضمن الفساد الأخلاقي، المخدرات / السكر.. أذ أن هذه الأشياء تتحكم في ضمير الأنسان ووعيه، وكذلك التمرد، و الكراهية، والتأمل الذاتي (كما في الدينات الشرقية الأسيوية) التي أصبحت الأن منتشرة في العالم الغربي ولها أتباع كثيرون.

وهناك شيئاً ما يجب علينا ألا ننساه. فالشيطان وأتباعه غير قادرون علي فعل أي شيء ان لم يسمح الله لهم بذلك (أيوب 1 و 2). وبهذا فأن الشيطان يعتقد أنه قادر علي تحقيق أغراضه، ولكنه في النهاية يفعل مايريد الله...حتي في مثال خيانة يهوذا. وهناك بعض الناس الذين يهتمون بل ويشغفون بالعمل الشيطاني. وهذا تصرف غير حكيم وأتجاه غير كتابي. لأننا أن سلمنا حياتنا لله وتسلحنا بدرعه وأعتمدنا علي قوته (وليس قوتنا) (أفسس 10:6-18)، فلا يوجد لدينا أي شيء نخافه وأن كان الشر نفسه لأن الله معنا وهو سيد الكون وله القدرة علي كل شيء.



هل يمكن أن يكون المؤمن ملبوساً بالشياطين؟ هل يمكن أن يخضع المؤمن لنفوذ الأرواح الشريرة؟




السؤال: هل يمكن أن يكون المؤمن ملبوساً بالشياطين؟ هل يمكن أن يخضع المؤمن لنفوذ الأرواح الشريرة؟

الجواب:
إن الكتاب المقدس لا يتكلم حرفياً عن إمكانية أن يكون المؤمن ملبوساً بالشياطين، ولكن الحقائق الكتابية توضح بصورة لا شك فيها أن المؤمنين لا يمكن أن يكونوا ملبوسين بالشياطين. هناك فرق بين أن يكون الإنسان ملبوساً بالشياطين أو أن يكون واقعاً تحت تأثير الأرواح الشريرة. فكون الشخص ملبوس بالشياطين يعني أن يكون الروح الشرير له سيطرة مباشرة أو كاملة على أفكار و/أو أفعال ذلك الشخص (متى 17: 14-18؛ لوقا 4: 33-35؛ 8: 27-33). إن تأثير الشيطان أو الأرواح الشريرة يعني أن يهاجم الشيطان أو الشياطين الإنسان روحياً و/ أو أن يدفعه إلى ارتكاب الخطية. لاحظ أنه في كل مقاطع العهد الجديد التي تتكلم عن الحرب الروحية لا نجد أية تعليمات بطرد الروح الشرير من شخص مؤمن (أفسس 6: 10-18). بل إن المؤمنين يوجهون لكي يقاوموا الشرير (يعقوب 4: 7؛ بطرس الأولى 5: 8-9) لا أن يطردوه خارجاً.

إن الروح القدس يسكن في المؤمنين (رومية 8: 9-11؛ كورنثوس الأولى 3: 16؛ 6: 19). وبالتأكيد لن يسمح الروح القدس لروح شرير أن يلبس شخص هو ساكن فيه. فمن غير المعقول أن يسمح الله لأحد أولاده، الذين اشتراهم بدم المسيح (بطرس الأولى 1: 18-19) وجعلهم خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17) أن يلبسوا من قبل روح شرير يتحكم فيهم. نعم، إننا كمؤمنين، نخوض حرباً ضد الشيطان وأعوانه، ولكن ذلك ليس من أنفسنا. يعلن الرسول يوحنا قائلاً: "أنتم من الله، أيها الأولاد وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم" (يوحنا الأولى 4: 4). مَن هو الذي فينا؟ إنه الروح القدس. مَن هو الذي في العالم؟ إنه الشيطان وأعوانه. لهذا فإن المؤمن قد غلب عالم الشياطين، والقول بأن المؤمن يمكن أن يكون ملبوساً بالأرواح الشريرة لا يستند على أي أساس كتابي.

يستخدم بعض معلمي الكتاب المقدس التعبير "تأثير الأرواح الشريرة" للإشارة لكون الشخص المؤمن واقع تحت سيطرة الشيطان في ضوء الدليل الكتابي القوي على أن الشخص المؤمن لا يمكن أن يكون ملبوساً بالشياطين. ويدفعون بالقول أنه بينما لا يمكن أن يكون المؤمن ملبوساً بالشياطين إلا أنه يمكن أن يكون واقعاً تحت تأثير الأرواح الشريرة. في العادة نجد أن وصف الوقوع تحت تأثير الأرواح الشريرة يكون مطابقاً لكون الإنسان ملبوساً بالأرواح الشريرة. لهذا نجد أننا أمام نفس القضية. إن تغيير المصطلحات أو التعبيرات اللغوية لا يغير من حقيقة أن الشيطان لا يستطيع أن يسكن أو يسيطر سيطرة كاملة على أي شخص مؤمن. إن تأثير الأرواح الشريرة أو ضغطها على الإنسان هي حقيقة بالنسبة للمؤمن بلا شك، ولكنه ليس أمر كتابي القول بأن المؤمن يمكن أن يكون ملبوساً بالشياطين أو تحت سيطرتها.

إن السبب الرئيسي للقول بمبدأ تأثير الأرواح الشريرة هو الخبرة الشخصية في رؤية شخص كان "بالتأكيد" مؤمناً ولكنه يظهر سلوكاً يوحي بأنه واقع تحت سيطرة الشيطان. من المهم جداً ألا نسمح للخبرات الشخصية أن تؤثر على تفسيرنا للكلمة المقدسة. بل بالحري يجب أن نفحص خبراتنا من خلال الحق الكتابي (تيموثاوس الثانية 3: 16-17). عندما نرى شخص ما كنا نظنه مؤمناً يسلك سلوكاً يبين أنه تحت تأثير الشيطان علينا أن نتساءل بشأن حقيقة إيمانه. لا يجب أن يدفعنا هذا إلى أن نغير ما نؤمن به حول ما إذا كان من الممكن أن يكون المؤمن ملبوساً بالشياطين أو تحت سيطرتها. فربما يكون الشخص مؤمناً بالفعل ولكنه واقع تحت ضغط هائل من الأرواح الشريرة أو أنه يعاني من مشاكل نفسية حادة. ولكن مرة أخرى نقول يحب أن تمتحن خبراتنا في ضوء كلمة الله وليس العكس.



من هم أبناء الله وبنات الناس المذكورين في سفر التكوين 1:6-4؟




السؤال: من هم أبناء الله وبنات الناس المذكورين في سفر التكوين 1:6-4؟

الجواب:
تكوين 1:6-4 يقول، "وحدث لما أبتدأ الناس يكثرون علي الأرض، وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسه نساء من كل ما اختاروا. فقال الرب "لا يدين روحي في الأنسان الي الأبد لزيغانه، هو بشر. وتكون أيامه مئة وعشرين سنة". كان في الأرض طغاة في تلك الأيام. وبعد ذلك أيضاً اذ دخل بنو الله علي بنات الناس وولدن لهم أولاداً، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو أسم." وهناك كثير من الترجيحات لمن كانوا أبناء الله ولما أنجبوا عمالقة (كما مشار اليه بكلمة جبابرة).

ووجهات النظر الثلاث في هذا الموضوع هي كالتالي: (1) هم ملائكة ساقطة (2) هم طغاة بشر أقوياء (3) هم رجال الله أبناء شيث وقد تزوجوا من أبناء قايين الأشرار. وبالنظر الي النقطة الأولي نجد أن العهد القديم كثيراً ما أشار الي الملائكة كأبناء الله (أيوب 6:1 و 1:2 7:38). ولكن نجد في متي 30:22 أشارة الي أن الملائكة لا تتزوج. ولا يشير أي جزء من الكتاب الي أن الملائكة لهم جنس محدد أو قادرين علي الأنجاب. ووجهة نظر (2) و (3) لا تواجهم نفس المعضلة.

ونقطة الضعف في وجهة نظر رقم (2) و (3) أن زواج بشر عاديين لا يفسر لماذا أنجبوا عمالقة أو جبابرة ذوو أسم. وبالأضافة الي ذلك فأن الله لم يحرم زواج أبناء شيث من الزواج من نساء عاديات أو بنات قايين فلماذا أرسل الفيضان علي الأرض (تكوين 5:6-7). الشيء الوحيد الذي يمكن أن يربط الحدثين وغضب الله هو زواج الملائكة الساقطة من بنات الناس.

ونجد أن نقطة الضعف في وجهة النظر رقم (1) أن متي 30:22 يعلن، "لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء". ولكن يمكن جدال هذه النقطة بما هو غير موجود في المقطع الكتابي، اذ أن المقطع لا يقول "أن الملائكة غير قادرة علي التزاوج". ولكن فقط يشير الي أن الملائكة لا تتزاوج. وثانياً، فأن متي 30:22 يشير الي "الملائكة في السماء". ولا يشير الي الملائكة الساقطة، التي لا تهتم بالنظام الألهي وتطبيقة بل بالعكس، تسعي الي خراب خطة الله. وحقيقة أن ملائكة الله المقدسون لا يتزاوجون أو يمارسون الجنس فهذا لا يعني أن ذلك لا يحدث بالنسبة لأبليس وأجناده.

أنا أعتقد أن وجهة النظر رقم (1) هي أكثر وجهات النظر اقناعاً. ونعم أنه من الغريب أن نقول أن الملائكة ليس لديهم جنس معين ثم نقول أن "أبناء الله" كانوا ملائكة ساقطة وقد قاموا بأنجاب أطفال من بنات الناس. ولكن بينما أن الملائكة كائنات روحية (عبرانيين 14:1)، يمكن أن يظهروا في شكل بشري مادي (مرقس 5:16). والرجال في سدوم وعمورة أرادوا ممارسة الجنس مع ملائكة لوط (تكوين 1:19-5). فمن المعقول أن الملائكة قادرين علي أخذ صورة بشر لدرجة القدرة علي الأنجاب. وقد نتسأل لماذا لا يفعل ذلك الملائكة الساقطين بصورة دائمة؟ من الواضح أن الله قد عاقب الملائكة الذين ارتكبوا هذه الخطيئة بحبسهم لكي يكونوا عبرة للملائكة الساقطين الآخرين (يهوذا 6). وكثير من الكتابات العبرية القديمة وغيرها تتفق علي أن الملائكة الساقطة هم "أبناء الله" المذكورين في سفر التكوين 1:6-4. هذا لا يغلق باب المناقشة في هذا الموضوع. ولكن يجب أن ندرس هذا الجزء بنظرة لغوية وتاريخية شاملة.



من هم الجبابرة؟




السؤال: من هم الجبابرة؟

الجواب:
يعرف الجبابرة ب (الساقطين أو العمالقة) وتواجدوا على الأرض نتيجة لتزاوج أبناء الله مع بنات الناس تبعاً لما هو موجود في سفر التكوين 1:6-4. وهناك الكثير من الجدل حول ماهية مصطلح "أبناء الله". فنحن نرجح أن "أبناء الله" هم ملائكة ساقطون "شياطين"، قاموا بالتزاوج مع نساء البشر، فتسبب ذلك في إنتاج ذكور بشريون، قاموا أيضاً بالتزاوج مع نساء البشر، ونتيجة لهذه العلاقات الجنسية ولد العمالقة أو "الجبابرة المشهورين منذ القدم".

فلماذا قام الشياطين بفعل ذلك؟ لا يعطينا الكتاب المقدس إجابة واضحة لهذا التساؤل. ولكن كما نعلم أن الشياطين مخلوقات شريرة ودنيئة – فلا شيء مما يفعلوه يدعوا للإستعجاب. ولكن بالبحث عن دافع محدد، يبدو لنا وكأن الشياطين أرادوا تلويث الدم البشري حتى لا يتم مجيء المسيا المنتظر– أي يسوع المسيح. الذي وعد الله أنه سيأتي من نسل حواء (تكوين 15:3) و أنه سيسحق رأس الحية – أي الشيطان. فمن المعقول أن يحاول الشياطين عرقلة أو منع حدوث ذلك. ولكن يجب الأخذ في الإعتبار أن هذه مجرد تكهنات وليس لها أصل في الكتاب المقدس برغم أنها لا تعترض مع تعاليمه.

من هم الجبابرة؟ تبعاً لما هو موجود في الأساطير العبرية، هم نسل عمالقة وقد تسببوا في خراب وشر عظيم. فربما يكون تكوينهم الجيني الشرير تسبب في عظمة حجمهم وقوتهم. ولكن الكتاب المقدس فقط يذكر في سفرالتكوين 4:6 أنهم "الجبابرة المشهورين منذ القدم" . ومن المهم أن نعلم يقيناً أنهم ليسوا من كوكب آخر، بل هم مخلوقات بشرية نتجت عن تزاوج أبناء الله مع بنات الناس (تكوين 1:6-4).

فماذا حدث للجبابرة؟ نحن نعتقد الجبابرة أحد أسباب الفيضان العظيم الذي حدث وقت نوح. فبعد ذكر الجبابرة مباشرة في الكتاب المقدس، نرى أنه مدون، "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر على الأرض، وأن كل تصور فكر قلبه يتسم دائماً بالإثم، فملأ قلبه الأسف والحزن لأنه خلق الإنسان. وقال الرب: أمحو الإنسان الذي خلقته عن وجه الأرض مع سائر الناس والحيوانات والزواحف وطيور السماء، لأني حزنت أني خلقته" (تكوين 5:6-7). فقام الله بإرسال فيضان أغرق الأرض كلها، ومات كل من كان على الأرض (بما في ذلك الجبابرة) باستثناء نوح وعائلته والحيوانات التي كانت على الفلك (تكوين 11:6-22).

هل كان هناك جبابرة آخرون بعد الفيضان؟ تكوين 4:6 يخبرنا، "وفي تلك الحقب، كان في الأرض جبابرة، وبعد أن دخل أبناء الله على بنات الناس ولدن لهم أبناء، صار هؤلاء الأبناء أنفسهم الجبابرة المشهورين منذ القدم". ويبدو وأن الشياطين قد قاموا بتكرير فعلتهم وأن كان ذلك بقدر أقل. فعند تجسس شعب اسرائيل على الكنعانيين، قالوا لموسى، "لا نقدر أن نقاوم سكانها لأنهم أقوى منا" (العدد 33:13). ولكن هذا المقطع لا يؤكد وجود الجبابرة فهذا مجرد تقرير الذين قاموا بالتجسس فربما وكانوا قد رأوا أناس ضخام الحجم وليس بالضرورة الجبابرة. والإحتمال الآخر يمكن أن يكون التزاوج السابق ذكره قد تكرر بعد الفيضان منتجاً جبابرة آخرون. ولكن مهماً كان الحال، فنحن نعلم أن شعب اسرائيل انتصر وقضى على الجبابرة عند غزو كنعان (يشوع 21:11-22) وكذلك لاحقاً في (تثنية 11:3 وصموئيل الأولى الأصحاح 17).

ما الذي يمنع الشياطين من إنتاج جبابرة آخرون اليوم؟ يبدو وأن الله قد قام بمنع ذلك بأنه قام بوضع الشياطين الذين قاموا بفعل ذلك في الهاوية. يهوذا وعدد 6 يقول لنا "وأما الملائكة الذين لم يحافظوا على مقامهم الرفيع، بل تركوا مركزهم، فمازال الرب يحفظهم مقيدين بسلاسل أبدية في أعماق الظلام، بانتظار دينونة ذلك اليوم العظيم". ومن الواضح لنا أنه ليس كل الشياطين مقيدون، فهذا يعني أن هناك مجموعة من الشياطين قاموا بإرتكاب معاص أخرى أمام الله بعد عصيانهم الأول. فلذا نحن نعتقد أن الشياطين الذين قاموا بالتزاوج مع بنات الناس هم "المقيدون بسلاسل أبدية". مما يمنع الآخرون من ممارسة نفس الشر.



لم سمح الله لإبليس وأجناده بإرتكاب الخطيئة؟




السؤال: لم سمح الله لإبليس وأجناده بإرتكاب الخطيئة؟

الجواب:
قرر الله منح البشر والملائكة حرية الإختيار. وبالرغم من عدم وجود الكثير من التفاصيل في الكتاب المقدس والتي تتناول عصيان ابليس والملائكة الساقطة، يبدو وان إبليس كان أعظم الملائكة (حزقيال 12:28-18)، ولكبريائه، قرر عصيان الله ليصبح هو رب نفسه. ونرى أن إبليس (لوسفر) لم يرغب أن يعبد أو يطيع الله، بل أراد أن يصبح الله نفسه (أشعياء 12:14-14). وسفر الرؤيا 4:12 والذي عادة ما يتم تفسيره بطريقة رمزية، يذكر أن ثلث الملائكة قرروا إتباع ابليس وعصيان الله، وبهذا أصبحوا ملائكة ساقطون أي شياطين.

وبخلاف البشر، فإن قرار الملائكة بإتباع الله أو عصيانه قرار أبدي. فالكتاب المقدس لا يخبرنا عن أي طريقة يمكن للملائكة من خلالها التوبة والرجوع لله. وكذلك لا يوضح الكتاب المقدس بأن حرية الإختيار مازالت تمنح للملائكة. فالملائكة المخلصون لله يتم وصفهم "بالملائكة المختارون". ولقد عرف ابليس وأجناده الله في ملء مجده. فبعصيانهم لله برغم كل ما يعرفوه عنه، ارتكبوا الشر بعينه. ولهذا فقد قرر الله بعدم منح ابليس والملائكة الساقطين فرصة للتوبة. كما وأنه لا يوجد أي شيء في الكتاب المقدس يخبرنا بأنهم كانوا يعزمون على التوبة ، حتى وإن أعطاهم الله تلك الفرصة (بطرس الأولى 8:5). ولقد أعطى الله ابليس والملائكة نفس الإختيار الذي قدمه لآدم وحواء – أن يطيعوه أو أن لا يطيعوه. فقد كان للملائكة حرية الإختيار. وقد قام ابليس والملائكة الساقطة بعصيان الله تبعاً لإرادتهم الحرة – ولذلك فهم مستحقون لغضب وعقاب الله الأبدي (أي بحيرة النار).

لم أعطى الله الملائكة هذا الإختيار، بما أنه كان يعرف النتيجة؟ لقد كان الله يعلم أن ثلث الملائكة سيقومون بعصيانه، وسيتم إلقائهم في بحيرة النار الأبدية. ولقد كان الله يعلم أن ابليس سيستمر في عصيانه وسيقوم بإغراء البشر لان يخطئوا أيضاً. فلم سمح الله بذلك؟ الكتاب المقدس لا يحتوي على إجابة واضحة لهذا التساؤل. فيمكننا أن نتسأل بنفس الشكل عن كل فعل شرير – لم يسمح الله بحدوثه؟ والإجابة هنا تكمن في الإختيار. لقد خلق الله مخلوقات حرة، الملائكة والبشر. وإن كان الله يرغب أن يقوم بخلق كائنات مبرمجة لتفعل ما يريده، لكان قد اكتفى بخلق الحيوانات فقط. ولكن كان الله يرغب في أن يخلق كائنات يمكنه أن يقيم معهم علاقات حقيقة، ولذا فقد منحنا جميعاً قدرة الإختيار، وقدم لنا هذا الإختيار.



من هو ملاك الرب؟




السؤال: من هو ملاك الرب؟

الجواب:
الهوية الدقيقة "لملاك الرب" غير محددة في الكتاب المقدس. ولكن هناك العديد من "الإشارات" لهويته. فهناك إشارات متعددة في العهدين القديم والجديد. ونجد أن الإشارة تحدد وتميزه عن جميع الملائكة الأخرى. فملاك الرب يتحدث بصيغة الله، ويوحد نفسه مع الله، ويمارس مسئوليات الله (تكوين 7:16-12 و17:21-18 و11:22-18 وخروج 2:3 وقضاة 1:2-4 و23:5 و11:6-24 و3:13-22 وصموئيل الثانية 16:24 وزكريا 12:1 و1:3 و8:12). وفي العديد من هذه الظهورات، خاف الناس من أن تؤخذ أرواحهم وكأنهم "قد رأوا الله". ولذلك فأنه من الواضح أنه في بعض الأحيان على الأقل، أن ملاك الرب كان ظهور لله في الجسد.

وانعدم ظهور ملاك الرب بعد تجسد المسيح. ونجد ذكر للملائكة مرات عديدة في العهد الجديد، ولكن ليس "ملاك الرب". فأنه من المحتمل أن يكون ملاك الرب هو المسيح قبل تجسده. فقد قال المسيح أنه كان "قبل إبراهيم" (يوحنا 58:8)، فأنه من المنطقي أنه يكون نشطاً في العالم. ومها كان الوضع أي إن كان ذلك ظهور المسيح قبل تجسده أو ظهور الله الآب، فأنه من الواضح أن تعبير "ملاك الرب" قد تم استخدامه للإشارة الى ظهور جسدي لله.



هل الملائكة ذكور أم إناث؟




السؤال: هل الملائكة ذكور أم إناث؟

الجواب:
لايذكر الكتاب المقدس جنس الملائكة. ولكننا نرى أنه يتم الإشارة اليهم في (سفر التكوين 10:19-12 وسفر الرؤيا 2:7 و3:8 و7:10) بصيغة المذكر. ولكن هذا لا يعني أن الملائكة ذكور. فإنجيل متى 30:22 يشيرالى الملائكة وكأنهم "لا جنس لهم: "فالناس في القيامة لا يتزوجون ولا يزوجون، بل يكونوا كملائكة الله في السماء". كما وإن لم يكن الإنجاب جزء من حياة الملائكة، فلايوجد هناك داع لوجود جنس لهم، ليس كما هو للبشر، على الأقل.

وبنفس الطريقة، نرى أن الله يقوم دائماً بالإشارة لنفسه بصيغة المذكر، برغم أنه ليس ذكراً أو أنثى. ولكنه يستخدم هذه الصيغة البلاغية ليصف كينونته وماذا يفعل، وخاصة في العصور التي تم تدوين الكتاب المقدس فيها. فإن كان للملائكة جنس، فالجنس المشار اليه في الكتاب أنه المذكر. ولكن المعتقد الأكثر صحة وترجيحاً هو أنه ليس للملائكة جنس معين، تماماً مثل الله وأن اللغة المستخدمة للإشارة اليهم تستخدم فقط لوصفهم ووصف أدوراهم في خدمة الله.



من هم رؤساء الملائكة؟




السؤال: من هم رؤساء الملائكة؟

الجواب:
نجد كلمة "رئيس الملائكة" مذكورة مرتان فقط في الكتاب المقدس كله. و تسالونيكي الأولى 16:4 يقول "لأن الرب نفسه سينزل من السماء حالما يدوي أمر بالتجمع، وينادي رئيس ملائكة، ويبوق في بوق الهي، عندئذ يقوم الأموات في المسيح أولاً" وعدد 9 في سفر يهوذا يقول "فحتى ميخائيل وهو رئيس ملائكة". فكلمة رئيس الملائكة تشير الى الملاك المسئول عن الملائكة الآخرين.

ونرى أن ميخائيل هو الملاك الوحيد الذي يتم ذكره في الكتاب المقدس كرئيس للملائكة (يهوذا عدد 9). ولكننا نجد أن دانيال 13:10 يصف ميخائيل "كأحد كبار الرؤساء". وقد يعني هذا أنه هناك أكثر من رئيس ملائكة واحد، لأنه يضع ميخائيل في نفس مستوى "الرؤساء الكبار" الآخرين. وأيضاً يصف دانيال 21:10 ميخائيل رئيس الملائكة بأنه "حارس شعبكم"، كما يشير دانيال اليه في 1:12 بأنه "الرئيس العظيم، حارس شعبك". فبينما نجد أن إحتمال وجود رؤساء ملائكة آخرين إحتمال قائم فأنه من الحكمة ألا نفترض ما هو غير مدون في الكتاب المقدس. ونجد أن تسالونيكي الأولى يستخدم صيغة المفرد للإشارة "لصوت رئيس الملائكة"، وليس لمجرد "صوت واحد من رؤساء الملائكة". وحتي إن كان هناك رؤساء ملائكة أخرى فإنه يبدو وأن ميخائيل هو كبيرهم.



هل سنصبح ملائكة بعد أن نموت؟




السؤال: هل سنصبح ملائكة بعد أن نموت؟

الجواب:
الملائكة هى مخلوقات صنعها الله (كولوسي 15:1-17) وهى مختلفة تماماً عن البشر. وهم عملاء لله لتنفيذ خطته ولخدمة أتباع المسيح (عبرانيين 13:1-14). ولا يوجد أي إشارة تفي بأن الملائكة قد كانوا بشراً سابقاً – فقد تم خلقهم كملائكة. والملائكة لا يحتاجوا الى فداء الله ولا يستطيعوا أن يختبروا ما فعله الله لفداء العالم. بطرس الأولى 12:1 يصف رغبتهم للنظر في الأنجيل، ولكنهم لا يستطيعون إختباره. فإن كانوا بشراً سابقين، إذاً فمبدأ الخلاص لن يمثل لغزاً بالنسبة لهم، فأنهم سيكونوا قد إختبروه. نعم هو يبتهجون برجوع خاطيء للمسيح (لوقا 10:15)، ولكن الخلاص لم يعد لهم.

عاجلاً أم آجلاً سيختبر جسد المؤمن بالمسيح الموت. فماذا سيحدث بعد ذلك؟ ستذهب رؤح المؤمن للقاء المسيح (كورنثوس الثانية 8:5). ولكن لن يصبح المؤمن ملاكاً. ومن الجدير بالذكر أنه كان سهل التعرف على ايليا وموسى في جبل التجلي. حيث أنهم لم يتحولوا الى ملائكة، ولكنهم ظهروا كأنفسهم – ولكن بأجساد ممجدة – ولهذا تمكن كل من بطرس ويعقوب ويوحنا من التعرف عليهم.

تسالونيكي الأولى 13:4-18 يخبرنا أن المؤمنيين بالمسيح هم نيام في المسيح، وأن أجسادهم قد ماتت، ولكن أرواحهم مازالت حية. وهذا يعلمنا أنه عند رجوع المسيح، سيحضر المؤمنون النائمون معه وأن أجسادهم ستقام، وسيعطوا أجساد جديدة كجسد المسيح المقام. فسيختبر كل المؤمنون بالمسيح الأحياء عند رجوع المسيح الثاني، تحول أجسادهم لتصبح مثل المسيح وأيضاً تجدد أرواحهم وتبدل طبيعتهم الخاطئة.

وسيتعرف المؤمنون بالمسيح على بعضهم البعض وسيحيوا مع الرب للأبد. وسيخدمونه الى الأبد. فنشكر الرب على الرجاء الحي الذي يقدمه للمؤمن من خلال الإيمان بإبنه يسوع المسيح.



هل يمكن للمسيحي اليوم أن يقوم بطرد الأرواح الشريرة؟




السؤال: هل يمكن للمسيحي اليوم أن يقوم بطرد الأرواح الشريرة؟

الجواب:
نرى ممارسة طرد الارواح الشريرة من الناس في مرات عديدة في الأناجيل وسفر أعمال الرسل. وقد قام بذلك التلاميذ، إتباعاً لتعاليم المسيح (متى 10)، كما قام بذلك آخرون بإسم المسيح (مرقس 38:9)؛ وأبناء الفريسيين (لوقا 18:11 و19)؛ وبولس (أعمال الرسل 16)؛ ومخرجين شياطين آخرين (أعمال الرسل 11:19-16).

ويبدو أن الغرض من طرد التلاميذ للأرواح الشريرة هو إظهار سيادة المسيح حتى على الشياطين (لوقا 17:10) وأيضاً ليثبتوا أنهم كانوا يفعلون ذلك بإسمه وبسلطته. وقد أظهر ذلك أيمانهم أو عدمه (متى 14:17-21). ومن الواضح أن إخراج الشياطين كان جزء هام من رسالة التلاميذ.

ومن الجدير بالذكر، هو التغيير الذي حدث في نهاية العهد الجديد فيما يتعلق بالحرب الروحية. فنري أن التعليم الموجود في العهد الجديد (من رومية الى يهوذا) يتناول الأعمال الشريرة ولكن لا يناقش إخراج الشياطين، ولا يطالب المؤمنون بالقيام بذلك. ونرى أن الكتاب يدعونا أن نلبس الدرع وأن نحاربهم (أفسس 10:6-18). ويعلمنا الكتاب أن نقاوم الشيطان (يعقوب 7:4)، وأن نحذر منه (بطرس الأولى 8:5)، وألا نعطية مكانة في حياتنا (أفسس 27:4).

أفسس 10:6-18 يعطينا إرشادات عن حياة الغلبة على محاربات الشيطان وأجناد الشر. وأولها هو أن نضع ثقتنا في المسيح (8:2 و9)، مما يكسر قيد "أمير قوة الهواء" (2:2). وأن نختار، بنعمة الله، أن نتغلب على عاداتنا السيئة (17:4-24). وهذا لا يتضمن إخراج الشياطين، ولكن تجديد أذهاننا (23:4). وبعد إعطائنا إرشادات عملية عن كيفية إطاعة الله كأولاد له، يذكرنا الكتاب بأنه هناك حرب روحية. وأنه يمكننا أن نقف ضدها بإرتداء درع الإيمان – وليس بالضرورة بإخراج الشياطين (10:6). فنحن محصنون بالحق والبر والإنجيل والإيمان والخلاص وكلمة الله والصلاة.

فيبدو أنه عند إكتمال كلمة الله، كان للمسيحيون أسلحة أكثر بكثيراً من المسيحيون الأوائل. ويبدو أن إخراج الشياطين استبدل بنشر كلمة الله والتلمذة. ويصعب معرفة طريقة إخراج الشياطين. فإن أصبح ذلك ضرورياً، ينبغي أن نقدم حق الله للإنسان وأن نعرفه بالرب يسوع المسيح.



هل الشياطين ملائكة ساقطة؟




السؤال: هل الشياطين ملائكة ساقطة؟

الجواب:
توقيت خلق الله للملائكة هو شيء غير معروف، ولكن من المتفق عليه هو أن الله خلق كل شيء جيد لأن الله القدوس لم يصنع شيء شرير. فعندما قام ابليس الذي كان يوما ما الملاك لوسيفر بعصيان الله، تسبب ذلك في سقوطه من السماء (أشعياء 14 وحزقيال 28)، وتبعه ثلث الملائكة (رؤيا 3:12-4 و9). ومما لاشك فيه هو أن هؤلاء الملائكة الساقطون هم ما نعرفه بالشياطين.

ونحن نعلم أن الجحيم مهيئة لإبليس وملائكته، تبعاً لما هو موجود في متى 41:25 "ثم يقول للذين عن يساره: ابتعدوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وأعوانه!". والصيغة اللغوية التي يستخدمها المسيح تشير الى أن هؤلاء الملائكة يتبعون ابليس. وسفر الرؤيا 7:12-9 يصف معركة بين رئيس الملائكة ميخائيل وملائكته وابليس وملائكته في نهاية الأيام. ومن كل هذه الآيات، نتأكد أن الشياطين هم الملائكة الساقطون.

وبعض العلماء يرفضون فكرة أن الشياطين هم الملائكة الساقطون بناء على ما هو موجود في يهوذا آية 6 حيث يخبرنا "وأما الملائكة الذين لم يحافظوا على مقامهم الرفيع، بل تركوا مركزهم، فمازال الرب يحفظهم مقيدين بسلاسل أبدية في أعماق الظلام، بانتظار دينونة ذلك اليوم العظيم". ولكن من الواضح أن ليس كل الملائكة المخطئين مقيدين إذ أن البعض مازال حراً كما أن ابليس مازال حراً (بطرس الأولى 8:5). فلماذا يقيد الله بعض الملائكة الخاطئة، في حين أن قائدهم حراً؟ والرد المحتمل هنا هو أن هؤلاء الملائكة كانوا قد ارتكبوا أخطاء إضافية مثل ما هو موجود في تكوين الأصحاح 6 عن "أبناء الله".

والتفسير الشائع الآخر لكينونة الشياطين هو أن الخطاة المذكورين في تكوين 6 تم تدميرهم في الفيضان وقت نوح، فإن أجسادهم تدمرت بينما تحولت أرواحهم الى شياطين. وبينما لا يعلمنا الكتاب بصورة واضحة ما حدث لأرواحهم عندما غمرت المياه الأرض، فأنه مما لايعقل أن يدمر الله أجسادهم بينما يسمح لأرواحهم أن تعيث فساداً في الأرض مسببة شر أعظم. فالتفسير الكتابي المعضد هنا هو إحتمال كونهم الملائكة الساقطون ، الذين قاموا بعصيان الله وإتباع ابليس.



هل هناك ملائكة تحرسنا؟




السؤال: هل هناك ملائكة تحرسنا؟

الجواب:
يخبرنا الكتاب المقدس في متى 10:18 "إياكم أن تحتقروا أحداً من هؤلاء الصغار! فإني أقول لكم: إن ملائكتهم في السماء يشاهدون كل حين وجه أبي الذي في السماوات". و قد تشير هذه الآية الى الأطفال أو المؤمنون بالله. و هى الآية الأساسية التي تتناول موضوع الملائكة الحارسة. ومما لاشك فيه أن الملائكة تساعد الله في حراسة البشر (دانيال 20:6-23 وملوك الثانية 13:6-17)، وإعلان كلمة الله (أعمال الرسل 52:7-53 ولوقا 11:1-20)، والقيادة (متى 20:1-21 وأعمال الرسل 26:8)، وتقديم المعونة للمؤمنيين (تكوين 17:21-20 وملوك الأولى 5:19-7)، وخدمتهم بشكل عام (عبرانيين 14:1). ونرى الكثير من هذه الأمثلة خلال الكتاب المقدس.

وهنا يأتي التساؤل عن إن كان هناك ملاك ما معين لكل شخص – أو كل مؤمن. ففي العهد القديم نرى أن رئيس الملائكة ميخائيل معين لشعب اسرائيل (دانيال 21:10 و 1:12)، ولكن لا نجد أي مقطع كتابي يتحدث عن ملاك معين لشخص ما (في بعض الأحيان كانوا يرسلون لأشخاص معينين ولكن ليس للمكوث معهم بصورة دائمة). وواحد من علماء الكتاب يذكر أن اليهود كونوا الإعتقاد بوجود ملائكة حارسة في فترة مابين العهد القديم والعهد الجديد. وبعض الآباء الآوائل كانوا يعتقدون أنه يتم تعيين ملاك وشيطان لكل فرد. وأنه تم خلق الملائكة منذ فترة زمنية طويلة، ولكن لا يوجد أي شيء كتابي يعضد هذه المعتقدات.

وبالرجوع الى متى 10:18، نرى أن صيغة الجمع المستخدمة في اللغة اليونانية الأصلية، تشير الى حقيقة أن المؤمنون يقوم بخدمتهم الملائكة بصورة عامة. وهؤلاء الملائكة يقضون وقتهم ناظرين لوجه الله لكي يتمكنوا من سماع توجيهاته لمساعدة المؤمنين عند إحتياجهم. وهذه الصورة ربما تعطينا الإيحاء بأن ما عليهم هو فقط أن يتأملوا وجه الله ولكن في الحقيقة، هذا يدل على أن الأوامر لمساعدة المؤمنين تأتي من الله نفسه وليس بتقدير الملائكة الشخصي. وأن الله وحده هو مطلق المعرفة والسلطة. فهو وحده يري كل مؤمن في كل الأوقات، وهو الوحيد الذي يعلم إن كان أحد منا في إحتياج الى معونة. ولأن الملائكة ينظرون وجهه فإنهم ينتظرون أمره لمعونة "هؤلاء الأصاغر".

والإيمان بالملائكة هو اعتقاد شائع في المجتمع الغربي اليوم. فهناك العديد من الأفلام والمسلسلات التي تتناول مساعدة الملائكة للبشر. ولكن برغم شيوع ذلك وحقيقة أن الملائكة لهم قدرات غير عادية، فلابد وأن نتذكر بأنهم مثلنا مخلوقين من الله وأنه لا يمكننا وأن نقارن مقدراتهم بالله الواحد. فلايبنغي وأن نعبدهم (خروج 1:20-6 وكولوسي 18:2). فالعبادة لله وحده. ويجب أن نأخذ في الإعتبار، أنه نادراً ما نرى ذكر ابن الله في هذه الأفلام والمسلسلات والكتاب المقدس يذكرنا في يوحنا 23:5 أنه من لا يمجد الإبن لا يمجد الآب الذي أرسله.

فلا نستطيع القطع بأنه هناك ملاك معين لكل واحد من المؤمنيين، ولكننا نعلم كما ذكرنا من قبل أن الله يستخدم الملائكة لمعونتننا. وكما يستخدمنا الله، يقوم بإستخدام الملائكة. برغم أنه لا يحتاج الينا أو للملائكة لتحقيق خطته ولكنه يختار أن يفعل ذلك، كما هو مدون في (أيوب 18:4 وأيوب 15:15). وفي النهاية، أنه لا يهم إن كان هناك ملاك معين لحراستنا أم لا، فحارسنا وحافظنا هو الله نفسه، فأنه يجعل كل الأشياء تعمل معاً للذين يحبونه (رومية 28:8-30)، وينبغي أن نعلم أن يسوع المسيح لن يهملنا أو يتركنا (عبرانيين 5:13-6). فإن كان ربنا مطلق القدرة والسلطة والمعرفة والمحبة، فلم نهتم إن هناك ملاك بجانبنا؟



كيف ولم ومتى تم سقوط ابليس من السماء؟




السؤال: كيف ولم ومتى تم سقوط ابليس من السماء؟

الجواب:
نجد وصف سقوط ابليس من السماء في أشعياء 12:14-14 وحزقيال 12:28-18. وبينما يشير هاتان المقطعان الى ملك بابل وملك طيره، فأنهم أيضاً يشيرا الى القوة الروحية التي كانت وراء هذان الملكان – أي ابليس. أما عن توقيت سقوط ابليس، فهذه الآيات تفسر أسباب سقوطه ولكن لاتوضح متى سقط. فما نعرفه هو أنه: تم خلق الملائكة قبيل خلق الأرض (أيوب 4:38-7). وأن الشيطان سقط قبل أن يقوم بإغواء آدم وحواء في الجنة (تكوين 1:3-14). فيبدو لنا من ذلك أن سقوطه تم مابين فترة خلق الملائكة وإغواء آدم وحواء. والكتاب المقدس لا يوضح إن كان ذلك قد تم خلال دقائق أو ساعات أو أيام.

وأيوب يوضح لنا أنه لفترة ما على الأقل كان مصرح لإبليس أن يكون في محضر عرش الله " وحدث ذات يوم أن مثل بنو الله أمام الرب، فاندس الشيطان في وسطهم. فسأل الرب الشيطان: "من أين جئت؟" فأجاب الشيطان: "من الطواف في الأرض والتجول فيها" (أيوب 6:1-7). فيبدو أن ابليس كان له حرية التجوال ما بين الأرض والسماء، وكان له صلاحية التحدث لله مباشرة وكان يعطي له حساب عن تحركاته. ونحن لا نعلم متى أبطلت هذه الصلاحيات.

فلم سقط ابليس؟ أن سقوطه حدث بسبب كبرياؤه. فقد آراد أن يصبح الله وليس مجرد خادماً له. لاحظ الآيات الموجودة في أشعياء 12:14-15 فهى توضح ذلك . كما يذكر حزقيال 12:28-15 أن ابليس كان ملاك فائق الجمال. ومن المرجح أنه كان أسمى الملائكة، وأجمل كائنات الله، ولكنه لم يكتفي بما لديه. بل بالعكس، أراد أن يحل محل الله وأراد أن يحكم الكون. ونرى أنه استخدم نفس الشيء لإغواء آدم وحواء في جنة عدن (تكوين 1:3-5). فكيف تم سقوط ابليس من السماء؟ الحقيقة أن هذا الوصف غير دقيق. فالأفضل أن نقول أن الله قد قام بطرده من السماء (أشعياء 15:14 وحزقيال 16:28-17).



ماهى السرافيم؟ هل السرافيم ملائكة؟




السؤال: ماهى السرافيم؟ هل السرافيم ملائكة؟

الجواب:
السرافيم "النارية، المحرقة" هى مخلوقات ملائكية متعلقة برؤيا النبي أشعياء لله في المعبد عند دعوته لخدمة التنبوء (أشعياء 1:6-7). وأشعياء 2:6-4 يدون "وأحاط به ملائكة السرافيم، لكل واحد منهم ستة أجنحة، أخفى وجهه بجناحين، وغطى قدميه بجناحين، ويطير بالجناحين الباقيين. ونادى أحدهم الآخر: "قدوس، قدوس، قدوس الرب القدير. مجده ملء كل الأرض". فاهتزت أسس أركان الهيكل من صوت المنادي، وامتلأ الهيكل بالدخان". فالسرافيم هى ملائكة تقوم بعبادة الله بصورة مستديمة.

والأصحاح السادس من سفر اشعياء هو المكان الوحيد الذي يذكر السرافيم. فلكل من السرافيم ستة أجنحة. أثنان منها للطيران، إثنان لتغطية القدمين، وإثنان لإخفاء الوجه (أشعياء 2:6). ويطير السرافيم لمجلس عرش الله، لتسبيحه وليظهروا مجد وعظمة الله. وهذه المخلوقات عملت لتنقية وتطهير أشعياء وتجهيزة لرسالته التنبؤية. فمس واحد شفتا أشعياء بالجمر "انظر، ها إن هذه قد مست شفتيك فانتزع إثمك وتم التكفير عن خطيئتك" (أشعياء 7:6). ومثل الملائكة المقدسة الأخرى، فإن السرافيم تطيع الله إطاعة تامة. وكمثل الكروبيم، فإن تخصص السرافيم هو عبادة الله.



من هم الكروبيم؟ هل هم ملائكة؟




السؤال: من هم الكروبيم؟ هل هم ملائكة؟

الجواب:
الكروبيم هم مخلوقات ملائكية تختص بعبادة وتسبيح الله. ويتم ذكرهم في الكتاب المقدس في سفر التكوين 24:3 "وهكذا طرد الله الإنسان من جنة عدن، وأقام ملائكة الكروبيم وسيفاً نارياً متقلباً شرقي الجنة لحراسة الطريق المفضية إلى "شجرة الحياة". ومن المعروف أن ابليس قبل السقوط كان من ملائكة الكروبيم (حزقيال 12:28-15). ولقد تم تمثيل الكروبيم في خيمة الإجتماع والهيكل برموز متعددة (خروج 17:25-22 و1:26 و31 و8:36 وملوك الأولى 23:6-35 و29:7-36 و6:8-7 وأخبار الأيام 7:3-14 وأخبار الأيام الثانية 10:3-13 و7:5-8 وعبرانيين 5:9).

والأصحاح الأول والعاشر من حزقيال يصفا "الأربعة مخلوقات الحية" (حزقيال 5:1)، المخلوقات مثل الكروبيم (حزقيال 10). كل منها لها أربعة وجوه كوجه البشر، والأسد، والثور والنسر (حزقيال 10:1 وأيضاً 14:10) – ولكل منها أربعة أجنحة. و "من داخلها بدا شبه أربعة كائنات حية تماثل في صورها شبه إنسان" (حزقيال 5:1). ولقد استخدم الكروبيم جناحان للطيران وجناحان لتغطية أجسادهم (حزقيال 6:1 و11 و23). وتحت أجنحتهم كان للكروبيم جسد مثل يد الإنسان (حزقيال 8:1 و7:10-8 و21).

والتصوير الموجود في سفر الرؤيا 6:4-9 يبدو وكأنه يصف الكروبيم. وهدف الكروبيم الأساسي هو تمجيد قدرة وعظمة الله. حيث أننا نستنتج ذلك من خلال كل ما هو مكتوب عنهم في الكتاب المقدس. فبالإضافة الي عبادة وتسبيح الله القدوس، هم بمثابة تذكير للعيان بجلاله ومجد الله وحضوره الدائم مع شعبه.



هل من الخطأ إمتلاك تماثيل للملائكة؟




السؤال: هل من الخطأ إمتلاك تماثيل للملائكة؟

الجواب:
لا يوجد شيء خاطيء في تماثيل الملائكة في حد ذاتها. إن نظرة الإنسان إلى تماثيل الملائكة هي ما تحدد ما هو خاطيء. إن السبب الوحيد الذي يجعل تماثيل الملائكة شيئاً خاطئاً هو عبادة الإنسان لها أو توجيه صلاته إليها وهو ما يحرمه الله (صموئيل الأول 12: 21). نحن لا نعبد الملائكة أو تماثيلها. الله وحده هو المستحق عبادتنا (مزمور 99: 5؛ لوقا 4: 8)، ويجب أن يكون هو وحده متكلنا (مزمور 9: 10). يتكلم الكتاب المقدس بشدة ضد الصور الدينية. نتيجة لذلك، يجب أن يحذر المسيحيين من أن يسمحوا لأي شكل أو صورة سواء كانت تماثيل ملائكة، أو صورة للمسيح، أو مشهد الميلاد ...الخ من أن تصبح فخاً أو مصدراً للتضليل.

في حين لا يعتبر إمتلاك تماثيل ملائكة أو أية مخلوقات أخرى خطيئة، لا يجب أن نعزو إليها أية قوة أو تأثير فائق للطبيعة في حياتنا. فلا يستطيع أي تمثال أن يحمينا من سوء، أو أن يجلب لنا الحظ، أو يؤثر علينا بأية طريقة. إن هذه المعتقدات هي مجرد خرافات وليس لها أي مكان في حياة المؤمن. إن عبادة الأوثان مرتبطة بالخرافات، وواضح جداً أن الكتاب المقدس يمنع عبادة الأوثان، فأي شخص يمارسها لن يدخل ملكوت الله (رؤيا 21: 27).

أيضاً من الحكمة أن نتذكر أننا لا نعرف شكل الملائكة في الواقع. والتماثيل ما إلا تخيل شخص ما لما قد يكون عليه شكلها.



هل يوجد ملاك الموت؟




السؤال: هل يوجد ملاك الموت؟

الجواب:
إن فكرة "ملاك الموت" موجودة في عدد من الأديان. يعرف "ملاك الموت" في اليهودية بإسم شمائيل، أو عزرائيل؛ وبإسم ملاك الموت في الإسلام؛ وفي الهندوسية يعرف بإسم ياما أو ياماراج؛ وفي الفلكلور الشعبي بإسم قابض الأرواح. في عدد من الأساطير يتم تصوير ملاك الموت في صورة هيكل عظمي يرتدي معطف ويحمل بيده منجلاً، أو إمرأة جميلة، أو طفل صغير. وفي حين تختلف التفاصيل، فإن المعتقد الجوهري هو أن كائن يأتي إلى الإنسان في لحظة الموت، وإما يكون هو سبب الموت أو ببساطة يلاحظ حدوثه – بهدف أن يأخذ روح الإنسان بعد ذلك إلى دار الأموات.

لا يعلمنا الكتاب المقدس مفهوم "ملاك الموت". ولا يقول الكتاب المقدس في أي موضع بوجود ملاك معين مسئول عن الموت أو يكون حاضراً عند موت الإنسان. يصف سفر ملوك الثاني 19: 35 ملاك يقتل 185000 من الآشوريين قاموا بغزو إسرائيل. ويرى البعض أيضاً أن الملاك هو سبب موت أبكار مصر في الإصحاح 12 من سفر الخروج. وفي حين أن هذا قد يكون صحيحاً، إلا أن الكتاب المقدس لا يعزو موت الأبكار إلى ملاك. وأياً كانت الحالة، في حين يتحدث الكتاب المقدس عن ملاك يسبب الموت بناء على أمر الرب، إلا أن الكتاب المقدس لا يعلم في أي موضع عن وجود ملاك معين للموت.

الله، والله وحده، هو الذي له سلطان لتحديد وقت موتنا. لا يمكن لأي ملاك أو شيطان بأي معنى أن يتسبب في موتنا في موعد لم يشاء الله أن يحدث فيه. وفقاً لرسالة رومية 6: 23، ورؤيا 20: 11-15، فالموت هو إنفصال، إنفصال النفس والروح عن الجسد (الموت الجسدي) وبالنسبة لغير المؤمنين، هو إنفصال أبدي عن الله (الموت الأبدي). الموت هو أمر يحدث. الموت ليس ملاك، أو شيطان، أو شخص أو أي كائن آخر. قد يتسبب الملائكة في الموت وقد يكون لهم دور في ما يحدث لنا بعد الموت – ولكن لا يوجد ما يسمى "ملاك الموت".



ما هي دراسة الملائكة؟




السؤال: ما هي دراسة الملائكة؟

الجواب:
توجد عدة نظريات غير كتابية بشأن الملائكة اليوم. يؤمن البعض أن الملائكة هم بشر قد ماتوا. ويؤمن آخرين أن الملائكة مصدر قوة غير شخصية. وينفي آخرين وجود الملائكة كلية. إن المفهوم الكتابي لموضوع الملائكة يقوم بتصحيح هذه المعتقدات الخاطئة. إن دراسة الملائكة تعرفنا ما يقوله الكتاب المقدس عن الملائكة. إنها دراسة حول علاقة الملائكة بالبشر وتحقيق أهداف الله. فيما يلي بعض النقاط المهمة في دراسة الملائكة:

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الملائكة؟ إن الملائكة كائنات مختلفة تماماً عن البشر. البشر لا يصبحون ملائكة بعد الموت. لن يصبح الملائكة أبداً ولم يكونوا في أي وقت بشراً. خلق الله الملائكة كما خلق البشر.

هل الملائكة ذكور أم إناث؟ لا يقدم الكتاب المقدس بالضرورة سنداً لكون الملائكة ذكور أو إناث. في كل مرة ذكر فيها الملائكة تمت الإشارة إليهم بصيغة المذكر (تكوين 19: 10-12؛ رؤيا 7: 2؛ 8: 3؛ 10: 7)، والأسماء الوحيدة التي أطلقت على الملائكة هي ميخائيل وجبرائيل وتعتبر أسماء مذكر بصفة عامة.

هل لدينا ملائكة تحرسنا؟ لا يوجد شك في أن الملائكة تساهم في حماية المؤمنين، وتعرفهم بأمور، وترشدهم، وبصورة عامة فهي تخدم أولاد الله. السؤال الصعب هو وجود ملاك حارس معين لكل مؤمن.

من/ماذا هو ملاك الرب؟ لا يقدم الكتاب المقدس الهوية المحددة لـ "ملاك الرب". ولكن توجد "دلائل" كثيرة هامة عن هويته.

ما هم الشاروبيم؟ هل هم ملائكة؟ الشاروبيم /الكروبيم هم كائنات ملائكية لها دور في عبادة وتسبيح الله. بالإضافة إلى الترنم بتسبيح الله فهم بمثابة تذكرة مرئية لعظمة ومجد الله وحضوره الساكن وسط شعبه.

ما هم السرافيم؟ هل هم ملائكة؟ إن إشعياء الإصحاح السادس هو الموضع الكتابي الوحيد الذي يذكر السرافيم بصزرو محددة. إن السرافيم ("المشتعلين") هم كائنات ملائكية مرتبطة برؤيا إشعياء لله في الهيكل.

إن دراسة الملائكة تقدم لنا نظرة الله للملائكة. الملائكة كائنات خاصة تعبد الله وتطيعه. أحياناً، يرسل الله ملائكة "للتدخل" في مجرى حياة البشرية. تساعدنا دراسة الملائكة في إدراك الحرب الدائرة بين ملائكة الله والشيطان وجنوده. إن الفهم الصحيح لدراسة الملائكة أمر في غاية الأهمية. عندما ندرك أن الملائكة كائنات مخلوقة، مثلنا نحن، فإننا ندرك أن عبادة الملائكة أو الصلاو إليها يسلب الله من المجد الخاص به وحده. إن الله، وليس الملائكة، هو من أرسل إبنه ليموت بدلاً عنا، وهو الذي يهتم بنا ويحبنا، وهو وحده مستحق العبادة والتبجيل.

من الآيات الهامة في دراسة الملائكة ما جاء في عبرانيين 1: 14 "أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ (الملائكة) أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!"



هل يظهر الملائكة للناس اليوم؟




السؤال: هل يظهر الملائكة للناس اليوم؟

الجواب:
يظهر الملائكة في الكتاب المقدس بطرق متنوعة وغير متوقعة. ومن خلال القراءة العابرة للكتاب المقدس قد يعتقد المرء أن ظهورات الملائكة كانت شائعة إلى حد ما، ولكن هذا ليس صحيحاً. يوجد اليوم إهتمام متزايد بالملائكة، وتوجد تقارير عن ظهورات للملائكة. الملائكة هم جزء من كل ديانة تقريباً ويبدو أنهم بصورة عامة يقومون بدور الرسول. ولكي نحدد ما إذا كان الملائكة يظهرون اليوم أم لا، يجب أن نحصل على نظرة كتابية لظهورهم قديماً.

كان أول ظهور للملائكة في الكتاب المقدس في تكوين 3: 24 عندما تم طرد آدم وحواء من جنة عدن. وضع الله شاروبيم لكي يسدوا المدخل بسيف مشتعل. الظهور التالي للملائكة كان في تكوين 16: 7، بعد حوالي 1900 عام. أمر الملاك هاجر، الخادمة المصرية التي ولدت إسماعيل إبن إبراهيم، بالعودة والخضوع لسيدتها ساراي. قام الله بزيارة إبراهيم مع ملاكين في تكوين 18: 2، عندما أطلعه الله عن الدمار المزمع أن يقع على سدوم وعمورة. قام نفس الملاكين بزيارة لوط وقالوا له أن يهرب من المدينة مع عائلته قبل تدميرها (تكوين 19: 1-11). أظهر الملائكة في هذه الحالة أيضاً قدرات فائقة للطبيعة بأن أعموا عيون الرجال الذين كانوا يهددون لوط.

عندما رأى يعقوب جمهور من الملائكة (تكوين 32: 1) أدرك فوراً أنهم جيش الله. في سفر العدد 22: 22 واجه ملاك النبي العاصي بلعام، ولكن بلعام لم ير الملاك أول الأمر رغم أن حماره رآه. تلقت مريم زيارة من ملاك أخبرها أنها ستكون أم المسيا، وقام ملاك بتحذير يوسف ليأخذ مريم ويسوع إلى مصر لحمايتهم من مرسوم هيرودس (متى 2: 13). عندما يظهر ملائكة، فإن من يرونهم يصابون بالخوف غالباً (قضاة 6: 22؛ أخبار الأيام الأول 21: 30؛ متى 28: 5). يقوم الملائكة بتوصيل رسائل من الله ويطيعون أوامره أحياناً بطرق فائقة للطبيعة. وفي كل حال، يوجه الملائكة الناس إلى الله ويعطون المجد له. ويرفض الملائكة المقدسين عبادة الناس لهم (رؤيا 22: 8-9).

وفقاً للتقارير الحديثة، فإن ظهورات الملائكة تحدث بأشكال مختلفة. في بعض الأحيان، قد يمنع شخص غريب وقوع إصابة خطيرة، أو موت ثم يختفي بطريقة غامضة. وفي حالات أخرى، يتم رؤية كائن بأجنحة أو برداء أبيض للحظات ثم يختفي. وغالباً ما يشعر الشخص الذي يرى الملاك بالسلام والتأكيد لحضور الله. وهذا النوع من الظهورات يبدو متفقاً مع النموذج الكتابي الذي نراه في أعمال 27: 23.

نوع آخر من الظهورات والذي نسمع عن حدوثه اليوم هو ظهور "جوقة من الملائكة". في لوقا 2: 13 ظهرت جوقة من الملائكة للرعاة حين أخبروا بميلاد المسيح. وقد إختبر بعض الناس أمراً مشابهاً في أماكن العبادة. هذا الإختبار لا يتفق تماماً مع النموذج، حيث لا يخدم أي هدف سوى الشعور برفعة روحية. كانت جوقة الملائكة في إنجيل لوقا تعلن خبراً محدداً.

شكل ثالث من الظهورات هو الإحساس بشيء ملموس. كثيراً ما يحكي كبار السن عن شعورهم بأذرع أو أجنحة تحيط بهم في أوقات الوحدة الشديدة. الله هو بالتأكيد إله كل تعزية، ويتحدث الكتاب المقدس عن أن الله يغطينا بجناحيه (مزمور 91: 4). وهذه الأحداث يمكن أن تكون أمثلة لتلك التغطية.

إن الله ما زال يعمل في العالم، كما كان منذ الأزل، وما زال ملائكته يعملون. وكما قام الملائكة بحماية شعب الله في القديم، يمكننا أن نثق من حمايتهم لنا اليوم. تقول رسالة العبرانيين 13: 2 "لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ". إذ نطيع وصايا الله، من الممكن أن نقابل ملائكته، حتى وإن لم ندرك ذلك. في ظروف خاصة سمح الله لشعبه برؤية الملائكة غير المنظورين حتى يتشجع شعب الله ويستمروا في خدمته (ملوك الثاني 6: 16-17).

ويجب أيضاً أن ننتبه لتحذيرات الكتاب المقدس بشأن الملائكة: حيث يوجد ملائكة ساقطين يعملون مع الشيطان الذي سيعمل أي شيء لتدميرنا. تحذرنا رسالة غلاطية 1: 8 من أي إنجيل "جديد"، حتى لو قدمه لنا ملاك. تحذر رسالة كولوسي 2: 18 من عبادة الملائكة. في كل مرة إنحنى فيها البشر أمام الملائكة في الكتاب المقدس، رفض الملائكة بشدة عبادة الناس لهم. أي ملاك يقبل العبادة، أو لا يعطي المجد للرب يسوع هو دخيل. تقول رسالة كورنثوس الثانية 11: 14-15 أن الشيطان وملائكته يتنكرون في صورة ملائكة نور لكي يخدعوا ويضلوا أي شخص يصغي إليهم.

إننا نتشجع بمعرفة أن ملائكة الله يعملون. وقد نختبر ظهور الملائكة في ظروف شخصية خاصة. وأعظم من تلك المعرفة، هو إدراك أن يسوع نفسه قد قال: "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 28: 20). إن يسوع الذي خلق الملائكة ليعبدوه قد وعدنا بحضوره شخصياً في وسط تجاربنا.



ما هو شكل الملائكة؟




السؤال: ما هو شكل الملائكة؟

الجواب:
الملائكة كائنات روحية (عبرانيين 1: 14)، لهذا فليس لها أي شكل مادي محدد. ولكن الملائكة لها القدرة على الظهور في شكل بشري. عندما ظهر ملائكة للبشر في الكتاب المقدس، فإنهم ظهروا في شكل رجال عاديين. في تكوين 18: 1-19 ظهر الله وإثنين من الملائكة كرجال وقاموا بالفعل بتناول وجبة مع إبراهيم. يظهر الملائكة في صورة رجال مرات عديدة في الكتاب المقدس (يشوع 5: 13-14؛ مرقس 16: 5) ولا يظهرون أبداً في صورة نساء.

في اوقات أخرى، ظهر الملائكة ليس كبشر بل ككائنات سماوية، وكان ظهورهم سبباً في إرتعاد من رأوهم. أحياناً كانت أول كلمات نطق بها أولئك الملائكة "لا تخافوا" لأن الخوف الشديد كان هو رد الفعل الشائع. أصبح حراس قبر المسيح كأموات عندما رأوا ملاك الرب (متى 28: 4). والرعاة في الحقل في لوقا الإصحاح الثاني "خافوا خوفاً عظيماً" عندما ظهر ملاك الرب وأضاء مجد الرب حولهم.

أما بالنسبة للصفات الجسدية، فأحياناً يوصف الملائكة بأجنحة. كانت لصورة الشاروبيم على تابوت العهد أجنحة تغطي كرسي الرحمة (خروج 25: 20). رأى إشعياء سيرافيم بأجنحة في رؤيا عرش السماء، كان لكل منها ستة أجنحة (إشعياء 6: 2). حزقيال أيضاً رأى رؤيا لملائكة بأجنحة. يصور إشعياء 6: 1-2 ملائكة بملامح بشرية – أصوات، وجوه، وأقدام. تم سماع أصوات الملائكة وهي ترنم وتسبح الله في عدة مقاطع أخرى. دانيال 10: 5-6 من أكثر المقاطع التي تصف الملائكة "رَفَعْتُ وَنَظَرْتُ فَإِذَا بِرَجُلٍ لاَبِسٍ كَتَّاناً وَحَقَوَاهُ مُتَنَطِّقَانِ بِذَهَبِ أُوفَازَ وَجِسْمُهُ كَالزَّبَرْجَدِ وَوَجْهُهُ كَمَنْظَرِ الْبَرْقِ وَعَيْنَاهُ كَمِصْبَاحَيْ نَارٍ وَذِرَاعَاهُ وَرِجْلاَهُ كَعَيْنِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ وَصَوْتُ كَلاَمِهِ كَصَوْتِ جُمْهُورٍ". كذلك وصف الملاك عند قبر المسيح بنفس الطريقة: "وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ" (متى 28: 3).

أياً كان الشكل الذي يتخذه الملائكة، فيوجد ما يجعلنا نعتقد أنهم بالغي الجمال. يقول حزقيال أن لوسيفر كان "مرتفعاً" بكبريائه بسبب جماله. بالإضافة لهذا، فإن الملائكة الذين يوجدون بإستمرار في حضرة الله، من المتوقع أن يملكون جمال غير عادي بسبب إنعكاس مجد الله على كل ما حوله.



لماذا لا يمنح الله فرصة للملائكة الساقطة للتوبة؟




السؤال: لماذا لا يمنح الله فرصة للملائكة الساقطة للتوبة؟

الجواب:
لا يتحدث الكتاب المقدس بصورة خاصة في موضوع منح الملائكة الساقطين فرصة للتوبة، ولكننا يمكن أن نحاول فهم بعض الشيء مما يقوله الكتاب المقدس. أولاً، كان الشيطان (لوسيفر) واحد من أعلى مراتب الملائكة، ربما يكون أعلاها (حزقيال 28: 14). كان لوسيفر، وكل الملائكة، في محضر الله بإستمرار ويعرفون مجد الله. لذلك، لم يكن لديهم عذر للتمرد على الله والإبتعاد عنه. لم يوجد ما يجربهم. كان تمرد لوسيفر والملائكة الآخرين ضد الله بالرغم مما يعرفونه هو أقصى الشرور.

ثانياً، لم يدبر الله خطة لفداء الملائكة كما فعل للإنسان. إن سقوط الإنسان إستلزم وجود ذبيحة كفارية للخطية، وقد دبر الله تلك الذبيحة في شخص يسوع المسيح. فقد قام الله، في نعمته، بفداء الجنس البشري ممجداً ذاته.

لم يتم تدبير ذبيحة كهذه للملائكة. بالإضافة لهذا، أشار الله للملائكة الذين ظلوا أمناء له بأنهم "الملائكة المختارين" (تيموثاوس الأولى 5: 21). نحن نعرف من تعاليم الكتاب المقدس عن الإختيار أن من يختارهم لله للخلاص سيخلصون، ولن يفصلهم شيء عن محبة الله (رومية 8: 38-39). واضح أن الملائكة الذين تمردوا على الله لم يكونون "ملائكة مختارين" من الله.

أخيراً، لا يقدم لنا الكتاب المقدس أي سند للإعتقاد بأن الملائكة سوف يتوبون حتى لو أعطاهم الله الفرصة لذلك (بطرس الأولى 5: 8). يبدو أن الملائكة الساقطين مكرسين بالكامل لمعارضة الله ومهاجمة شعب الله. يقول الكتاب المقدس أن شدة دينونة الله تختلف وفقاً لمقدار المعرفة التي يمتلكها الشخص (لوقا 12: 48). إذاً، الملائكة الساقطين، يستحقون فعلاً غضب الله العظيم نظراً للمعرفة الهائلة التي كانت لهم.



ما هي الشياطين في المسيحية؟




السؤال: ما هي الشياطين في المسيحية؟

الجواب:
إن دراسة الشياطين في المسيحية هي دراسة ما يقوله الكتاب المقدس بشأن الشياطين. وهي دراسة قريبة من دراسة الملائكة، فتعلمنا دراسة الشياطين في المسيحية عن الأرواح الشريرة، ماهي وكيف تهاجمنا. الشيطان وجنوده هم ملائكة ساقطين، كائنات شخصية حقيقية تشن حرباً ضد الله والملائكة المقدسين والبشرية. إن دراسة الشياطين في المسيحية تساعدنا أن نكون على وعي بالشيطان وأعوانه وخططهم الشريرة. فيما يلي بعض الموضوعات المهمة في الدراسة المسيحية للشياطين:

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشياطين؟ يشير الكتاب المقدس إلى أن الشياطين هم ملائكة ساقطين – ملائكة تمردوا على الله مع الشيطان. الشيطان وجنوده يرغبون الآن بخداع وتدمير كل من يتبعون الله ويعبدونه.

كيف ولماذا ومتى سقط الشيطان من السماء؟ سقط الشيطان من السماء بسبب خطية الكبرياء، التي قادت إلى تمرده على الله. إن توقيت سقوطه ليس مسجلاً في الكتاب المقدس. ربما يكون قد حدث خارج إطار الزمن كما نعرفه، أي قبل خلق الزمن والمكان.

لماذا سمح الله لبعض الملائكة بأن يخطئوا؟ إن الملائكة الذين سقطوا وأصبحوا شياطين كانت لهم إرادة حرة للإختيار – لم يجبر الله أو يشجع أي من الملائكة على السقوط في الخطيئة. لقد أخطأوا بإرادتهم الحرة ولذلك هم مستحقين لغضب الله الأبدي.

هل يمكن أن تتملك الأرواح الشريرة المؤمنين؟ نؤمن أن المؤمن لا يمكن أن يتملكه شيطان. نؤمن أن هناك فرق بين تملك الشيطان للإنسان وبين تسلطه عليه أو تأثيره فيه.

هل يوجد نشاط للأرواح الشريرة في العالم اليوم؟ مع الأخذ في الإعتبار أن إبليس "يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (بطرس الأولى 5: 8) ومعرفتنا أنه ليس كلي الوجود، من المنطقي القول بأنه يرسل جنده ليعملوا عمله في العالم.

من أو ماذا هم الجبابرة؟ الجبابرة (النفيليم، الساقطين) كانوا ثمر التزاوج بين أبناء الله وبنات الناس في تكوين 6: 1-4. ويوجد كثير من الجدل حول هوية "أبناء الله".

يوجد كثيرين يعتقدون أن إبليس وأعوانه مجرد تجسيد للشر. تساعدنا دراسة الشياطين في المسيحية على إدراك طبيعة عدونا الروحي. تعلمنا أيضاً كيف نقاوم إبليس وتجاربه غالبين. مجاً لله من أجل الغلبة على الظلمة من خلال ربنا يسوع المسيح! في حين لا يجب أن ينشغل المؤمن بالأرواح الشريرة إلا أن فهماً واضحاً لها يساعد في تهدئة مخاوفنا، وجعلنا صاحيين، ويذكرنا أن نظل ملتصقين بربنا يسوع المسيح. لدينا الروح القدس يعيش في قلوبنا و "الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ" (يوحنا الأولى 4: 4).

من الآيات الكتابية المفتاحية في دراسة الشياطين في المسيحية ما جاء في كورنثوس الثانية 11: 14-15 "وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيماً إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضاً يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ".



هل يملك المسيحيون السلطان لتوجيه أوامر للملائكة؟




السؤال: هل يملك المسيحيون السلطان لتوجيه أوامر للملائكة؟

الجواب:
ينبهر الناس اليوم بمفهوم ودراسة الملائكة. فيتم تصوير الملائكة في كل شيء من المجوهرات إلى زينة أعياد الميلاد إلى الأفلام والبرامج التليفزيونية. كما يؤمن الكثير من المسيحيين أن لهم السلطان أن يأمروا الملائكة بتنفيذ ما يريدون، بينما يؤمن آخرين أنهم يمكن أن يأمروا الملائكة (وحتى الشياطين) بإسم المسيح.

لا توجد أمثلة في الكتاب المقدس حيث قام البشر بإصدار أمر للملائكة، لا بصفتهم الشخصية ولا بإسم المسيح. لا توجد نصوص كتابية تشير إلى سلطان البشر على عمل الملائكة. نحن نعلم أن الملائكة كائنات ذات مرتبة رفيعة حيث إضطر المسيح أن "ينزل نفسه قليلاً عن الملائكة" لكي يولد ويتألم كإنسان (عبرانيين 2: 7-9؛ مزمور 8: 4).

إن التعليم بسلطان البشر على الملائكة هو تعليم كاذب. تبين المباديء الكتابية التالية أن الملائكة لا تطيع أوامر البشر:

• حكى موسى عن شعب إسرائيل عندما "صَرَخْنَا إِلى الرَّبِّ فَسَمِعَ صَوْتَنَا وَأَرْسَل مَلاكاً وَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ" (عدد 20: 16). لم يأمر شعب إسرائيل ملاكاً ليأتي إليهم. بل تضرعوا إلى الله، الذي تعمل الملائكة تحت إمرته.

• رفض شدرخ وميشخ وعبدنغو الإنحناء لتمثال نبوخذنصر (دانيال 3: 17-18). الله في رحمته "أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ" (دانيال 3: 28). لم يستدعي العبرانيين الثلاثة ملاك الرب. الله هو الذي أرسله. وفيما بعد "أرسل الله ملاكه" ليخلص دانيال من أفواه الأسود في الجب.

• قامت الكنيسة في أورشليم بالصلاة من أجل بطرس عندما كان بالسجن (أعمال 12: 5). بعد خلاص بطرس شهد قائلاً "الآنَ عَلِمْتُ يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ" (أعمال الرسل 12: 11). إندهش المؤمنون الذين كانوا يصلون من أجل بطرس عندما جاء إلى بابهم حتى أنهم كادوا لا يفتحون الباب له. بالتأكيد لم يأمروا أي ملاك بإنقاذه.

يسمى الملائكة "ملائكة الله المقدسين" الذين يفعلون ما يطلبه هو وليس نحن (متى 25: 31؛ رؤيا 14: 10).



هل يوجد نشاط للأرواح الشريرة في العالم اليوم؟




السؤال: هل يوجد نشاط للأرواح الشريرة في العالم اليوم؟

الجواب:
ما الذي يجمع بين الأشباح، الأرواح، جلسات تحضير الأرواح، الكوتشينة (التاروت)، ألواح الويجا، وكرات الكريستال؟ يؤخذ الكثيرين بها لأنه يبدو أنها تقدم تبصر في عالم خارج حدود وجودنا المادي. وبالنسبة لكثيرين تبدو مثل هذه الأمور بريئة وبلا ضرر.

إن الكثيرين ممن يتعاملون مع هذه الموضوعات من وجهة نظر غير كتابية يؤمنون أن الأشباح هي أرواح الموتى الذين لسبب ما لم يصلوا إلى "المرحلة التالية". وفقاً لمن يؤمنون بالأشباح، توجد ثلاث أنواع من الأرواح: (1) أشباح باقية (تشبه إعادة عرض فيديو دون تفاعل حقيقي مع أية أرواح). (2) أشباح أرواح إنسانية، طبيعتها مزيج من الخير والسيء (ولكن ليس شر). هذه الأرواح يمكن أنها ببساطة تريد أن تلفت إنتباه الشخص؛ وبعضها يمكن أن تكون مخادعة، ولكن في كلا الحالتين لا تؤذي الناس بالفعل. (3) التفاعل مع أرواح شريرة غير بشرية. وهذه تظهر كأرواح بشرية، ولكنها مؤذية وخطرة.

عندما تقرأ عن الأرواح والأشباح من مصادر غير كتابية تذكر أنه لمجرد إشارة مؤلف ما إلى الكتاب المقدس أو شخصيات كتابية (مثل رئيس الملائكة ميخائيل)، هذا لا يعني أنه يعالج الموضوع من وجهة نظر كتابية. عندما لا تكون هناك مرجعية لمعلومات المؤلف يجب أن يسأل القاريء نفسه "كيف يعرف المؤلف صحة ما يقول؟ ما هو مصدره؟" مثلاً، كيف يعرف المؤلف أن الأرواح الشريرة تظهر كأرواح بشرية؟ في النهاية فإن من يتناولون مثل هذه الموضوعات من مصادر غير كتابية لابد وأنهم يؤسسون مفاهيمهم على أفكارهم الخاصة، وأفكار الآخرين، و/أو الخبرات السابقة. ولكن، بناء على إعترافاتهم الشخصية فإن الأرواح الشريرة خادعة ويمكن أن تقوم بتقليد الأرواح البشرية الخيرة، الخبرات قد تكون خادعة! إذا أراد شخص أن يكون لديه فهم صحيح للموضوع، فيجب أن يلجأ إلى المصدر الذي ثبت صحته في مائة بالمائة من الوقت – أي الكتاب المقدس كلمة الله. دعونا نرى ماذا يقول الكتاب المقدس حول هذه الأمور.

1. لا يتحدث الكتاب المقدس عن الأشباح. بل يعلم أنه عندما يموت الإنسان، فإن روحه تذهب إلى مكان من إثنين. إذا كان الشخص مؤمناً بالمسيح فإن روحه تقاد إلى محضر الرب في السماء (فيلبي 1: 21-23؛ كورنثوس الثانية 5: 8). وفيما بعد، سوف يتحد ثانية مع جسده عند القيامة (تسالونيكي الأولى 4: 13-18). إذا كان الشخص غير مؤمناً بالمسيح، فإن روحه تذهب إلى مكان للعذاب يسمى الجحيم (لوقا 16: 23-24).

سواء كان الشخص مؤمناً أو غير مؤمن، لا يعود إلى عالمنا ليتواصل أو يتفاعل مع البشر، حتى بهدف تحذير الناس من الدينونة القادمة (لوقا 16: 27-31). توجد حادثتان فقط مسجلتان حيث تعامل شخص ميت مع الأحياء. الأولى عندما حاول الملك شاول، ملك إسرائيل، أن يتواصل مع النبي صموئيل بعد وفاته من خلال وسيط. سمح الله لصموئيل أن ينزعج بقدر كاف ليعلن دينونة على شاول من أجل عصيانه المتكرر (صموئيل الأول 28: 6-19). الحادثة الثانية عندما جاء موسى وإيليا إلى المسيح على جبل التجلي في متى 17: 1-8. ولكن لم يكن موسى وإيليا أشباح في هذا الظهور.

2. يتكلم الكتاب المقدس تكراراً عن تحرك الملائكة غير المنظور (دانيال 10: 1-21). أحياناً يتفاعل هؤلاء الملائكة مع الأحياء من البشر. إن الأرواح الشريرة أو الشياطين يمكنها أن تتملك البشر، وتسكن فيهم وتتحكم بهم (أنظر مرقس 5: 1-20). تسجل الأناجيل الأربعة وكذلك سفر الأعمال عدة حوادث لتملك الشياطين للبشر، وكذلك ظهور الملائكة الأخيار لمعونة المؤمنين. إن الملائكة الأخيار والأشرار يمكن أن يسببوا حدوث ظواهر فائقة للطبيعة (أيوب 1-2؛ رؤيا 7: 1؛ 8: 5؛ 15: 1؛ 16).

3. يوضح الكتاب المقدس أن الشياطين تعرف أمور لا يدركها البشر (أعمال الرسل 16: 16-18؛ لوقا 4: 41). بسبب وجود هؤلاء الملائكة الأشرار منذ زمن طويل، فإنهم بالطبع يعرفون أمور لا يعرفها من يعيشون فترات محدودة. لأن الشيطان يستطيع الدخول حالياً إلى محضر الله (أيوب 1-2)، فيمكن أن يسمح للشياطين أيضاً معرفة بعض تفاصيل المستقبل، ولكن هذا الرأي مجرد إستنتاج.

4. يقول الكتاب المقدس أن إبليس هو أبو الكذاب وهو مخادع (يوحنا 8: 44؛ تسالونيكي الثانية 2: 9) وأنه يتنكر في "شبه ملاك نور". فإن من يتبعونه سواء كانوا بشراً أو غيرهم يمارسون نفس الخداع (كورنثوس الثانية 11: 13-15).

5. إن الشيطان والأرواح الشريرة يمتلكون قوى عظيمة (بالمقارنة مع البشر). حتى ميخائيل رئيس الملائكة يثق فقط في قوة الله عند التعامل مع الشيطان (يهوذا 1: 9). ولكن قوة الشيطان لا تقارن مع قوة الله (اعمال الرسل 19: 11-12؛ مرقس 5: 1-20)، والله قادر أن يستخدم مقاصد إبليس الشريرة لتنفيذ مشيئته الصالحة (كورنثوس الأولى 5: 5؛ كورنثوس الثانية 12: 7).

6. يوصينا الله بألا يكون لنا شأن بالبدع، وعبادة الشيطان، أو عالم الأرواح النجسة. وهذا يتضمن اللجوء إلى الوسطاء، أو جلسات تحضير الأرواح، أو ألواح الويجا، والأبراج، وكروت التاروت..الخ. يعتبر الله هذه الممارسات مكرهة لديه (تثنية 18: 9-12؛ إشعياء 8: 19-20؛ غلاطية 5: 20؛ رؤيا 21: 8)، ومن يورطون أنفسهم في هذه الأمور يعرضون أنفسهم لكوارث (أعمال الرسل 19: 13-16).

7. قدم مؤمني أفسس مثالاً للتعامل مع ما يخص البدع (الكتب، الموسيقى، الحلي، الألعاب..الخ). إعترفوا يتورطهم في هذه الخطية وقاموا بحرق الأشياء علناً (أعمال الرسل 19: 17-19).

8. يتم التحرر من سلطة الشيطان بالخلاص الذي يقدمه الله. الخلاص يأتي بالإيمان في إنجيل يسوع المسيح (أعمال الرسل 19: 18؛ 26: 16-18). إن محاولات التخلص من قيود الأرواح الشريرة دون الخلاص هي فاشلة. لقد حذر يسوع من القلب الذي يخلو من حضور الروح القدس: فذلك القلب هو بمثابة سكن فارغ جاهز لسكنى أرواح أسوأ (لوقا 11: 24-26). ولكن عندما يأتي الشخص إلى المسيح طلباً لمغفرة الخطايا، يأتي الروح القدس ويسكن في قلبه ليوم الفداء (أفسس 4: 30).

يمكن أن تعزى بعض الأنشطة غير الطبيعية إلى عمل الدجالين. يبدو من الأفضل أن ندرك أن الأرواح والأشباح هي من عمل الشياطين. أحيانا لا تحاول هذه الشياطين أن تخفي طبيعتها وأحياناً أخرى تستخدم الخداع وتظهر كأرواح بشرية. هذا الخداع يقود إلى المزيد من الأكاذيب والتشويش.

يقول الله أنه من الحماقة التواصل مع الأموات من أجل الأحياء. ويقول أن نلجأ إلى "الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ" (إشعياء 8: 19-20). إن كلمة الله هي مصدر حكمتنا. ولا يجب أن يتورط المؤمنين بالمسيح يسوع في البدع. إن عالم الروح عالم حقيقي ولكن لا يجب أن يخشاه المؤمنين (يوحنا الأولى 4: 4).



ماذا يقول الكتاب المقدس عن التسلط الشيطاني؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن التسلط الشيطاني؟

الجواب:
يوجد دليل كتابي قوي أن المؤمن لا يمكن أن يتملكه الشيطان. فيأتي السؤال بشأن ما هو التأثير /القوة التي يمتلكها الشيطان على المؤمن. يصف الكثير من معلمي الكتاب المقدس التأثير الشيطاني على المؤمن بأنه "تسلط شيطاني" للتمييز بينه وبين التملك الشيطاني.

يقول الكتاب المقدس أن الشيطان يسعى لإبتلاع المؤمنين (بطرس الأولى 5: 8)، والشيطان وأعوانه "يخططون" ضد المؤمنين (أفسس 6: 11). كما حاول الشيطان مع المسيح (لوقا 4: 2)، فإن القوى الشيطانية تجربنا بالخطية وتقاوم جهودنا في طاعة الله. إذا سمح المؤمن للشياطين أن تنجح في هذه الهجمات تكون النتيجة تسلطها عليه. إن التسلط الشيطاني يحدث عندما ينتصر الشيطان مؤقتاً على شخص مؤمن، وينجح في تجربة المؤمن بالخطية وإعاقة قدرته على خدمة الله بشهادة قوية. إذا إستمر المؤمن في السماح للتسلط الشيطاني على حياته يمكن أن يزداد حتى يصل حتى يكون للشيطان تأثير قوي على أفكار المؤمن وسلوكه وحياته الروحية. إن المؤمنين الذين يسمحون يإستمرار الخطية في حياتهم يعرضون أنفسهم للتسلط المتزايد بصورة أعظم. إن الإعتراف بالخطية والتوبة عنها ضروريان لإسترداد الشركة مع الله الذي يستطيع أن يكسر قوة التأثير الشيطاني. يقدم لنا الرسول يوحنا تشجيعاً عظيماً في هذه الناحية: "عْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ" (يوحنا الأولى 5: 18).

بالنسبة للمؤمن فإن القوة للنصرة على التسلط الشيطاني والتحرر منه متاح دائماً. يعلن يوحنا "الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ" (يوحنا الأولى 4: 4). إن قوة سكنى الروح القدس (رومية 8: 9) متاحة دائماً للتغلب على التسلط الشيطاني. لا يستطيع أي روح شرير ولا حتى الشيطان نفسه أن يمنع المؤمن من التسليم للروح القدس وبالتالي الإنتصار على أي وكل تسلط شيطاني. يشجع بطرس المؤمنين على مقاومة إبليس، "رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ،"(بطرس الأولى 5: 9). إن الثبات أو الرسوخ في الإيمان يعني الإتكال على قوة الروح القدس للنجاح في مقاومة التأثير الشيطاني. الإيمان يبنى بالأساليب الروحية مثل التغذية بكلمة الله والصلاة بلجاجة والشركة المقدسة. إن تشديد إيماننا بهذه الوسائل يمكننا من أن نرفع ترس الإيمان الذي به نستطيع أن "نطفيء جميع سهام الشرير الملتهبة" (أفسس 6: 16).



هل تستطيع الشياطين أو الأرواح الشريرة أن ترتبط بأشياء أو جماد؟




السؤال: هل تستطيع الشياطين أو الأرواح الشريرة أن ترتبط بأشياء أو جماد؟

الجواب:
لا يوجد سند كتابي لفكرة أن ترتبط الشياطين بأشياء مادية. إن هذا المعتقد هو جزء من الممارسات الخرافية ومعتقدات البدع الموجودة في الثقافات الوثنية وبين من يمارسون البدع.

يقول البعض أن آيات مثل أعمال 19: 19 حيث قام السحرة التائبين بحرق كتب السحر الخاصة بهم، تثبت أن الأشياء قد يكون بها شياطين. ولكن هذه المقاطع لا تقول ذلك. من المرجح أن حديثي الإيمان هؤلاء كانوا يحرقون كتب السحر الخاصة بهم ليمنعوا أنتشار الأكاذيب وليظهروا أنهم صاروا مؤمنين بالمسيح.

يسجل الكتاب المقدس حالات لوجود أرواح شريرة في غير المؤمنين. ولكنها ليست حالات سكنى أرواح شريرة في أشياء، والكتاب المقدس لا يحذرنا من سكنى الأرواح في الأشياء. قد تجتذب ممارسات السحر الأرواح الشريرة، وبما أنه يتم إستخدام أشياء معينة في هذه الممارسات، قد يبدو أن الأرواح الشريرة مرتبطة بالأشياء، ولكن هذا لا يعني أن الأرواح موجودة في الأشياء. إن السحر نفسه هو الذي يجتذبها. عندما يأتي الذين كانوا يمارسون السحر إلى المسيح، غالباً ما يتم نصحهم بالتخلص من كتب السحر وأشياؤه، ليس لأن الأشياء في حد ذاتها بها أرواح شريرة، ولكن لأن الكتب والأشياء قد تصبح مصدراً للتجربة في المستقبل.

إن المؤمنين بالمسيح لا يجب أن يخافوا من الشياطين، رغم أننا يجب أن نسهر ونكون صاحين تجاه إغراءاتها (بطرس الأولى 5: 8). المفتاح هو الخضوع لله والحياة في حق المسيح يومياً: "فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" (يعقوب 4: 7). إن من يضعون ثقتهم وإيمانهم في المسيح لا يخشون شيئاً كما يشرح الرسول يوحنا هذا: "أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ (الشيطان وأنبيائه الكذبة) لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ (يوحنا الأولى 4: 4).



هل الشيطان شخص أم قوة أم تجسيد للشر؟




السؤال: هل الشيطان شخص أم قوة أم تجسيد للشر؟

الجواب:
رغم أنه إستطاع إقناع العديد من البشر أنه غير كائن، إلا أن الشيطان حقيقي بالفعل، وهو كائن شخصي، ومصدر لكل عدم الإيمان وكل أشكال الشر الروحي والأخلاقي في العالم. له أسماء عديدة يعرف بها في الكنتاب المقدس، تشمل الشيطان (معناه "العدو" – أيوب 1: 6؛ رومية 16: 20)، إبليس (أي "المفتري" – متى 4: 1؛ بطرس الأولى 5: 8)، زهرة بنت الصبح (إشعياء 14: 12)، الحية (كورنثوس الأولى 11: 3؛ رؤيا 12: 9)، وغيرها.

إن وجود الشيطان ككائن شخصي تثبتها حقيقة أن يسوع المسيح إعترف بوجوده هكذا. أشار إليه المسيح كثيراً بالإسم (لوقا 10: 18؛ متى 4: 10) ودعاه "رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 12: 31؛ 14: 30؛ 16: 11).

دعاه الرسول بولس "إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ" (كورنثوس الثانية 4: 4) وأيضاً "رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ" (أفسس 2: 2). قال الرسول يوحنا "الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ" (يوحنا الأولى 5: 19) وأن الشيطان "يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ" (رؤيا 12: 9). وهذا لا يمكن أن يكون وصفاً لقوة أو مجرد تجسيد للشر.

يعلم الكتاب المقدس أنه قبل خلق الإنسان والعالم، خلق الله "رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ" (عبرانيين 12: 22)، جمهور سماوي من الكائنات الروحية القوية العاقلة. أعلى مرتبة هم الكروبيم، الذين يخدمون عند عرش الله، و"الكروب المنبسط" كان في الأصل هو الشيطان نفسه (حزقيال 28: 14). وكان "مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ".

ولكن، لم يخلق الله الشيطان ككائن شرير. إن الملائكة، مثل الناس، خلقوا كأرواح حرة، وليس كآلات عديمة الفكر. كانوا قادرين تماماً على رفض خطة الله والتمرد على سلطانه إذا أرادوا.

الخطية الأساسية في كل من الإنسان والملائكة هي الخطية المزدوجة: عدم الإيمان مع الكبرياء. قال الشيطان في قلبه: "أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ ... أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ" (إشعياء 14: 13، 14). مرة أخرى، هذه لا يمكن أن تكون تصرفات أو دوافع قوى غير شخصية.

أخبرنا المسيح أيضاً عن بعض صفات الشيطان. قال المسيح أنه قاتل من البداية، لا يتمسك بالحق، لأنه ليس به حق، وأنه يكذب عندما يتكلم، إذ ينطق بلغته الأصلية، لأنه هو كذاب وأبو كل كذب (يوحنا 8: 44).

من المهم أن يدرك المؤمن حقيقة الشيطان ويفهم أنه يجول كأسد زائر طالباً من يبتلعه (بطرس الأولى 5: 8). من المستحيل أن نتغلب على الخطية وتجربة الشيطان بأنفسنا، ولكن الكتاب المقدس يخبرنا كيف نكون أقوياء. نحتاج أن نلبس سلاح الله الكامل ونثبت أمام التجربة (أفسس 6: 13).



هل يحب الله الشيطان؟




السؤال: هل يحب الله الشيطان؟

الجواب:
كلا، الله لا يحب الشيطان، وكذلك نحن لا يجب أن نحبه. الله لا يستطيع أن يحب ما هو شر وغير مقدس، والشيطان يجسد كل ذلك. إنه هو العدو (بطرس الأولى 5: 8)؛ الشرير (متى 6: 13)؛ أبو الأكاذيب وقاتل (يوحنا 8: 44)؛ مشتكي على شعب الله (رؤيا 12: 10)؛ المجرب (تسالونيكي 3: 5)؛ متكبر وقاسي وعنيف (إشعياء 14: 12-15)؛ مخادع (أعمال الرسل 13: 10)؛ صانع مكايد (أفسس 6: 11)؛ سارق (لوقا 8: 12)؛ وكثير من الشرور الأخرى. هو في الواقع كل ما يكرهه الله. إن قلب الشيطان ثابت في كراهيته لله، ودينونته نهائية، ودماره مؤكد. يصف رؤيا 20 خطة الله المستقبلة للشيطان ولا تتضمن أية محبة للشيطان.

إن وصية المسيح لنا أن نحب أعدائنا (متى 5: 44) يجب أن تحكم علاقاتنا الشخصية مع الآخرين في هذا العالم. نحن نحب الله، ونحب الناس (حتى أعدائنا) المخلوقين على صورة الله. الملائكة ليسو مخلوقين على صورة الله. لا يوصينا الله بأن نحب الملائكة المقدسين، وبالتأكيد لا يأمرنا بأن نحب الملائكة الأشرار.

بما أن الشيطان هو كل ما يناقض الله الذي نحبه، فلا يمكننا أن نحب الشيطان. إذا أحببنا الشيطان فإننا نكون مضطرين أن نكره الله لأن قداسة الله هي نقيض الخطية.

لقد قرر الله بالفعل أنه لن يتاح أي غفران للشيطان؛ فنحن موضوع محبة الله المضحية التي بينها على الصليب. فعندما كان الله بمحبته يفدي البشرية، كان في نفس الوقت "يفضح إبليس ويشهره جهاراً" (كولوسي 2: 15). إن دينونة الله للشيطان هي جزء من محبته العظيمة لنا.



ما هي الأرواح التابعة؟




السؤال: ما هي الأرواح التابعة؟

الجواب:
إن كلمة "تابع" في اللغة اللاتينية تعني "خادم بالمنزل" وهي تعبر عن فكرة أن السحرة كان لديهم أرواح تابعة تخدمهم ومستعدة لتنفيذ أوامرهم. أن من يحاولون التواصل مع الموتى، حتى إلى هذا اليوم، عادة ما يكون لديهم روح مرشد يتواصل معهم. هؤلاء هم التوابع.

يشير كل من لاويين 19: 31؛ 20: 6، 27؛ تثنية 18: 9-14 إلى "الجان والتوابع" وتمنع التعامل مع هذه الأرواح حيث أنها مكرهة لدى الرب. إن الوسيط هو من يقوم بالتواصل مع الأموات لصالح الأحياء. في الحقيقة إن الوسطاء هم شياطين تواصل يقنعون الوسطاء بأنهم "تابعين لهم" ويمكن تصديقهم والثقة بهم. إن الممارسات المرتبطة بالوسطاء والتوابع ممنوعة في إسرائيل، وكانت عقوبة ممارسة هذه الأمور هي الموت.

إن التوابع والأرواح المرشدة هي خاضعة لسلطان سيدها الذي هو الشيطان. وهي تؤثر في الناس لنشر الأكاذيب والخداع لإفساد ملكوت الله. إن جعل الإنسان نفسه عرضة لأعمال الشياطين بوعي منه هو أمر شرير: "لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. لأَنَّ كُل مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ" (تثنية 18: 10-12).

إن بعض من الطرق التي يمكن بها أن تدخل الشياطين أو "التوابع" إلى حياة الإنسان هي العرافة، والتأمل التجاوزي، والتصور، استحضار الأرواح، والسحر، والمخدرات، والكحول. هذه كلها أنشطة يحذر المؤمنين من ممارستها. وعلينا عوضاً عن ذلك أن نمتليء بالروح القدس ، وبالمحبة، والفرح، وملء الحياة بالمسيح يسوع. علينا أيضاً أن ننتبه "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس 6: 12).



الله مقابل الشيطان – إذا كان الله كلي القدرة، فلماذا لا يقتل الشيطان؟




السؤال: الله مقابل الشيطان – إذا كان الله كلي القدرة، فلماذا لا يقتل الشيطان؟

الجواب:
أحد أسرار الحياة المسيحية هو لماذا لم يدمر الله الشيطان فوراً بعد أن أخطأ. نحن نعلم أن الله سوف يهزم الشيطان في يوم ما بإلقائه في بحيرة النار حيث يعذب ليلاً ونهاراً إلى الأبد (رؤيا 20: 10)، ولكن أحياناً نتساءل لماذا لم يقضي عليه الله حتى الآن. ربما لن نعرف أبداً منطق الله بالضبط، ولكننا نعرف أمور معينة عن طبيعة الله.

أولاً، نعرف أن الله متسلط تماماً على كل الخليقة، وهذا يتضمن الشيطان. بالتأكيد إن الشيطان وأعوانه يعبثون ويخربون العالم، ولكنه يسمح لهم بقدر معين فقط من الحرية. كما نعلم أن الله قد خطط كل شيء من بداية الزمان حتى نهايته. فلا يمكن لأي شيء أن يفسد خطته، والأمور تسير وفقاً لمشيئته بالضبط. "قَدْ حَلَفَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: «إِنَّهُ كَمَا قَصَدْتُ يَصِيرُ وَكَمَا نَوَيْتُ يَثْبُتُ" (إشعياء 14: 24).

ثانياً، "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رومية 8: 28). فمهما كانت خطة الله للشيطان، ستكون تلك أفضل خطة ممكنة. سوف يتم إرضاء غضب الله وعدله، وسوف يمجد بره الكامل. إن من يحبونه وينتظرون تحقيق خطته سوف يسعدون بكونهم جزء من تلك الخطة وسوف يسبحونه ويمجدونه وهم يرون تلك الخطة تتحقق.

ثالثاً، نحن نعلم أن الشك في خطة الله وتوقيته هو شك في الله نفسه، وحكمه، وشخصيته، بل وطبيعته ذاتها. ليس من الحكمة الشك في حق الله أن يعمل ما يرضيه. يقول كاتب المزمور "اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ" (مزمور 18: 30). فأي خطة تأتي من الله القدير هي أفضل خطة ممكنة. صحيح أننا لا نستطيع أن نتوقع أن نفهم ذلك بالتمام، كما يذكرنا بقوله "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ. أَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" (إشعياء 55: 8-9). ولكن مع ذلك، فإن مسئوليتنا تجاه الله هي أن نطيعه، ونثق فيه، وأن نخضع لإرادته، سواء كنا نفهمها أم لا. أما بخصوص توقيته المحدد للقضاء على الشيطان، فلا بد أن تلك هي أفضل خطة لأنها خطة الله.



هل النبوة الخاصة بملك صور في حزقيال 28 تشير إلى الشيطان؟




السؤال: هل النبوة الخاصة بملك صور في حزقيال 28 تشير إلى الشيطان؟

الجواب:
لأول وهلة يبدو أن النبوة في حزقيال 28: 11-19 تشير إلى ملك بشري. كانت صور موضع بعض من أقوى الدينونات في الكتاب المقدس (إشعياء 23: 1-18؛ إرميا 25: 22؛ 27: 1-11؛ حزقيال 26: 1-28: 19؛ يوئيل 3: 4-8؛ عاموس 1: 9، 10). كانت صور معروفة ببناء ثروتها عن طريق إستغلال جيرانها. أشار الكتاب القدماء إلى مدينة صور بأنها تمتليء بالتجار المجردين من المباديء. كانت صور مركزاً للوثنية والفجور الجنسي. إنتهر أنبياء الكتاب المقدس صور من أجل كبرياؤها القائم على غناها العظيم وموقعها الإستراتيجي. يبدو أن حزقيال 28: 11-19 هو إدانة قوية بشكل خاص ضد ملك صور في أيام حزقيال النبي، إذ يوبخ الملك على غروره وطمعه الذي لا يشبع.

ولكن، بعض مما ورد في حزقيال 28: 11-19 يفوق وصف أي ملك بشري. فلا يمكن لأي ملك أرضي أن يزعم وجوده "في عدن" أو أن يكون "الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ" أو أن يكون "عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ". لذلك، يؤمن معظم مفسري الكتاب المقدس أن حزقيال 28: 11-19 هو نبوة مزدوجة، تقارن كبرياء ملك صور بكبرياء الشيطان. ويقترح البعض أن الشيطان كان يسكن ملك صور، مما يجعل الصلة بينهما أقوى وأكثر واقعية.

قبل السقوط، كان الشيطان بالفعل مخلوق جميل (حزقيال 28: 12-13). ربما كان أجمل وأقوى الملائكة. ربما تشير عبارة "الكروب المظلل" إلى أن الشيطان كان هو الملاك "الحارس" على حضور الله. قاد الغرور الشيطان إلى السقوط. فبدلاً من إعطاء المجد لله على خلقه إياه بكل هذا الجمال، إغتر الشيطان بنفسه معتقداً أنه هو سبب هذه المكانة المميزة. نتج عن تمرد الشيطان أن يطرده الله من محضره وخطته، وفي النهاية إلى حكم الله على الشيطان بقضاء الأبدية في بحيرة النار (رؤيا 20: 10).

كان ملك صور البشري، مثل الشيطان، يمتليء بالغرور. وبدلاً من إدراك سلطان وسيادة الله، كان ملك صور يعزو غناها لحكمته وقوته الشخصية. ولكونه غير مكتف بمكانته الفائقة، كان ملك صور يسعى إلى المزيد والمزيد، مما أدى بصور إلى إستغلال أمم أخرى لزيادة غناها على حساب الآخرين. ولكن كما قاد غرور الشيطان إلى سقوطه وإلى دماره الأبدي في النهاية، كذلك فإن مدينة صور تفقد غناها وقوتها ومكانتها. إن نبوة حزقيال عن دمار صور الشامل تحقق جزئياً على يد نبوخذنصر (حزقيال 29: 17-21) وفي النهاية على يد الإسكندر الأكبر.



لماذا تنازع ميخائيل والشيطان حول جسد موسى (يهوذا 9)؟




السؤال: لماذا تنازع ميخائيل والشيطان حول جسد موسى (يهوذا 9)؟

الجواب:
يشير يهوذا 9 إلى حدث لا نجده في أي موضع آخر في الكتاب المقدس. إضطر ميخائيل إلى الصراع أو النزاع مع الشيطان بشأن جسد موسى، ولكن لا يصف تفاصيل ذلك. يحكي دانيال صراع ملائكي آخر، حيث يصف ملاك أتي إليه في رؤيا. هذا الملاك ويسمى جبرائيل في دانيال 8: 16 و 9: 21 يقول لدانيال أنه وجد "مقاومة" من شيطان يدعى "رئيس مملكة فارس" حتى جاء رئيس الملائكة ميخائيل لمعونته (دانيال 10: 13). فنعرف من خلال دانيال أن الملائكة والشياطين يخوضون معارك روحية بشأن أرواح البشر والأمم، وأن الشياطين تقاوم الملائكة وتحاول منعهم من تنفيذ أوامر الله. يخبرنا يهوذا أن الله أرسل ميخائيل ليتعامل بشكل ما مع جسد موسى، الذي قام الله بنفسه بدفنه بعد موت موسى (تثنية 34: 5-6).

وقد ظهرت عدة نظريات بشأن فحوى الصراع حول جسد موسى. إحداها هي أن الشيطان، المشتكي دوماً على شعب الله (رؤيا 12: 10)، ربما قد قاوم قيامة موسى للحياة الأبدية على أساس خطية موسى في مريبة (تثنية 32: 51) وقتله للمصري (خروج 2: 12).

إفترض البعض أن الإشارة في رسالة يهوذا تماثل المقطع الوارد في زكريا 3: 1-2 "وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِماً قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ". ولكن الإعتراض على كون هذه إشارة لنفس الحدث واضح: (1) التشابه الوحيد بين المقطعين هو التعبير "لينتهرك الرب". (2) لا يرد إسم ميخائيل إطلاقاً في المقطع الوارد في سفر زكريا. (3) لا يوجد ذكر لجسد موسى في زكريا، ولا إشارة إليه بأي طريقة.

تم الإفتراض أيضاً أن يهوذا يقتبس من سفر أبوكريفي يتضمن هذه الرواية، وأن يهوذا يقصد أن يؤكد صحة تلك الرواية. يذكر أوريجون (185 – 254) وهو علامة مسيحي ولاهوتي، وجود كتاب "صعود /عهد موسى" في زمنه، ويحتوي نفس هذه الرواية عن التنافس بين ميخائيل والشيطان بشأن جسد موسى. ذلك الكتاب، المفقود الآن، كان كتاباً يهودياً يونانياً، وإفترض أوريجون أن ذلك كان مصدر الرواية في رسالة يهوذا.

فالسوال الوحيد المطروح هو ما إذا كانت تلك القصة "صحيحة". أياً كان مصدر الرواية، فإن يهوذا يشير بالفعل إلى أن التنافس بين ميخائيل والشيطان كان حقيقياً. ويتحدث عنه بنفس الأسلوب الذي كان ليستخدمه عند الحديث عن موت موسى أو ضربه الصخرة. ومن الذي يستطيع إثبات عدم صحته؟ ما هو الدليل على عدم صحة الرواية؟ توجد إشارات عديدة في الكتاب المقدس للملائكة. نحن نعلم أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك حقيقي؛ يوجد أيضاً ذكر مرات كثيرة للشيطان؛ ويوجد تأكيدات عديدة أن كل من الملائكة الأشرار والأخيار يستخدمون في أعمال هامة على الأرض. بما أن طبيعة النزاع حول جسد موسى غير معروفة بصورة كاملة، فإن التكهن بشأنها بلا فائدة. فلا نعلم ما إذا كان هناك خلاف حول ملكية الجسد، أو دفن الجسد، أو أي أمر آخر.

ولكننا نعلم هذين الأمرين، أولاً: الكتاب المقدس معصوم من الخطأ. إن عصمة الكتاب المقدس هي أحد أعمدة الإيمان المسيحي. كمؤمنين فإن هدفنا هو التعامل مع الكتاب المقدس بتبجيل وصلاة، وعندما نجد شيئاً لا نفهمه، نزيد من صلاتنا، ونزيد من الدراسة – وإذا لم نصل لإجابة بعد – نعترف بإتضاع بمحدوديتنا أمام كلمة الله الكاملة.

ثانياً، إن يهوذا 9 هو مثال فائق لكيفية تعامل المؤمنين مع إبليس وجنوده. إن مثال ميخائيل في رفض توجيه لعنة إلى الشيطان يجب أن يكون درساً للمؤمنين في كيفية التعامل مع قوى الشر. لا يجب أن يخاطبها المؤمنين، يل يطلبون تدخل قوة الرب ضدها. إذا كان كائن قوي مثل ميخائيل يحول إلى الرب أمر التعامل مع الشيطان، فمن نحن لمحاولة توبيخ أو طرد أو توجيه أمر للشياطين؟



هل ممكن أن يخطيء مزيد من الملائكة؟




السؤال: هل ممكن أن يخطيء مزيد من الملائكة؟

الجواب:
تقول رسالة تيموثاوس الأولى 5: 21 "أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ أَنْ تَحْفَظَ هَذَا بِدُونِ غَرَضٍ، وَلاَ تَعْمَلَ شَيْئاً بِمُحَابَاةٍ". أياً كان موقفك من موضوع الإختيار، إلا أن الكتاب المقدس واضح في أن الله له دور ما في إختيار من يخلصون – أو في هذه الحالة أي من الملائكة لن يخطئون.

نرى إختيارات الله السيادية عبر الكتاب المقدس: لقد إختار إبراهيم ليكون أباً لأمم كثيرة (تكوين 17: 4-5)؛ إختار شعب أسرائيل ليكونوا شعبه المختار (تكوين 17: 7)؛ إختار مريم لتكون أم يسوع (لوقا 1: 35-37)؛ إختار الإثني عشر رسولاً ليعيشوا مع الرب يسوع ثلاث سنوات ويتعلموا منه (مرقس 3: 13-19)؛ وإختار بولس ليقوم بتوصيل الإنجيل إلى كثيرين سواء بصورة شخصية أو من خلال كتاباته (أعمال الرسل 9: 1-19). وبنفس الطريقة، إختار أناساً "مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ" (رؤيا 5: 9) ليؤمنوا بالمسيح. فالذين يختارهم سيأتون إليه ولن يطرحهم خارجاً أبداً.

يبدو أن الله قد حدد إختياراً بالنسبة للملائكة. إن ملائكة الله المقدسين هم "مختارين" – بمعنى أن الله قد إختارهم. ربما أعطى الله كل الملائكة فرصة واحدة لإختيار طاعته. في أي حال، فإن الذين أخطأوا وتبعوا إبليس هلكوا ووقعوا تحت الدينونة. والذين إختاروا أن يبقوا على ولائهم لله آمنين في قرارهم ذلك. لا يقدم لنا الكتاب المقدس سبباً يجعلنا نعتقد أن يمكن للمزيد من الملائكة أن يخطئوا، وكذلك لا يعطينا سنداً للإعتقاد بأن المختارين سوف يسقطون ويهلكون إلى الأبد.



هل يشجع الكتاب المقدس الصلاة إلى الملائكة أم يمنعها؟




السؤال: هل يشجع الكتاب المقدس الصلاة إلى الملائكة أم يمنعها؟

الجواب:
في حين لا توجد آية في الكتاب المقدس تقول بالتحديد: "لا تعبد الملائكة"، إلا أنه من الواضح جداً أننا لا يجب أن نصلي إلى الملائكة. فالصلاة، في نهاية الأمر، هي عبادة. وكما يرفض الملائكة عبادتنا لهم (رؤيا 22: 8-9)، فإنهم أيضاً يرفضون صلاتنا إليهم. إن تقديم عبادتنا أو صلواتنا إلى أي شخص غير الله تعتبر عبادة أوثان.

كذلك توجد عدة أسباب عملية ولاهوتية تبين خطأ توجيه الصلاة إلى الملائكة. المسيح نفسه لم يصلي إلى أحد سوى الآب. عندما طلب منه تلاميذه أن يعلمهم الصلاة قال لهم: "فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ..." (متى 6: 9؛ لوقا 11: 2). إذا كانت الصلاة إلى الملائكة هي أمر يجب أن نقوم به كتلاميذ للمسيح، فكان يجب أن يخبرنا بذلك في تلك اللحظة. من الواضح أننا يجب أن نصلي إلى الله فقط. وهذا يتضح أيضاً في متى 11: 25-26 حيث تبدأ صلاة المسيح بالتالي: "أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ..." فالمسيح لا يبدأ فقط صلواته بمخاطبة الآب، بل إن محتوى صلاته يتضمن طلب معونة يستطيع أن يمنحها فقط من هو كلي القدرة وكلي المعرفة والموجود في كل مكان. إن الصلاة إلى الملائكة غير فعالة لأنهم هم أنفسهم مخلوقات ولا يمتلكون تلك القوة.

يصلي يسوع من أجل تلاميذه في يوحنا 17: 1-26 طالباً من الله الآب عدد من البركات لأجلهم، بما فيها التقديس، والتمجيد، والحفظ. وهذه البركات تأتي فقط من مصدر يمتلكها. مرة أخرى، الأمر ببساطة أن الملائكة لا يمتلكون هذه القدرة. الملائكة لا يستطيعون تقديسنا، ولا يمكنهم تمجيدنا، ولا يضمنون ميراثنا في المسيح (أفسس 1: 13-14).

ثانياً، نجد في إنجيل يوحنا 14: 13 المسيح نفسه يقول للمؤمنين أنه مهما سألنا بإسمه، سيعمله من أجلنا لأنه هو يطلب مباشرة من الآب. إن تقديم الصلوات إلى الملائكة لا يصل إلى مستوى الصلاة الفعالة وفقاً للكتاب المقدس (أنظر أيضاً يوحنا 16: 26). فلا تقوم الملائكة أو أية مخلوقات أخرى بدور الشفيع لدى الآب. الإبن فقط، والروح القدس (رومية 8: 26) هما من يتشفعان أمام عرش الآب.

أخيراً، تقول رسالة تسالونيكي الأولى 5: 17 للمؤمن أن يصلي بلا إنقطاع. وهذا يمكن فقط إذا كان للمؤمن صلة بإله موجود دائماً ومتاح ليسمع طلبات كل شخص في نفس الوقت. الملائكة ليس لهم هذه القدرة- فهم كائنات غير كلية القدرة وليسوا موجودين في كل مكان – وهم غير مؤهلين لتقبل صلواتنا. إن الصلاة إلى الآب من خلال المسيح هي الوسيلة الوحيدة الضرورية والفعالة التي نستطيع بها التواصل مع الله. فالصلاة إلى الملائكة بالقطع ليست مبدأ كتابي.



كيف يكون الشيطان إله هذا الدهر (كورنثوس الثانية 4: 4)؟




السؤال: كيف يكون الشيطان إله هذا الدهر (كورنثوس الثانية 4: 4)؟

الجواب:
إن عبارة "إله هذا الدهر" (أو إله هذا العالم) تشير إلى أن الشيطان له تأثير رئيسي على قيم، وآراء، وأهداف، وآمال، وآراء أغلب البشر. يمتد تأثيره أيضاً إلى فلسفات العالم والتعليم والتجارة. إن الأفكار، والإستنتاجات والديانات الكاذبة في العالم تحت سلطانه وقد نبعت من أكاذيبه وخداعه.

يسمى الشيطان أيضاً "رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ" في أفسس 2: 2. وفي يوحنا 12: 31 هو "رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ". هذه التسميات وغيرها كثير تشير إلى قدرات الشيطان. فمثلاً، يشير القول بأن الشيطان هو "رئيس سلطان الهواء" إلى أنه بطريقة ما يسود على العالم والناس الذين فيه.

هذا لا يعني أن له السيادة الكاملة على العالم؛ ما زال الله هو السيد. ولكنه يعني أن الله، في حكمته الفائقة، قد سمح للشيطان أن يعمل في هذا العالم في إطار الحدود التي وضعها له الله. عندما يقول الكتاب المقدس أن الشيطان له سلطان على العالم، يجب أن نتذكر أن الله قد أعطاه السيادة على غير المؤمنين فقط. المؤمنين بالمسيح لم يعودوا تحت حكم الشيطان (كولوسي 1: 13). أما غير المؤمنين، من جهة أخرى، فهم قد أمسكوا في "فخ إبليس" (تيموثاوس الثانية 2: 26)، ويقعون في "سلطة الشرير" (يوحنا الأولى 5: 19)، وقد قيدهم الشيطان (أفسس 2: 2).

لهذا، عندما يقول الكتاب المقدس أن الشيطان هو "إله هذا الدهر" فهذا لا يعني أن له السيادة المطلقة. بل يقدم فكرة أن الشيطان يسود على عالم غير المؤمنين بطريقة خاصة. في كورنثوس الثانية 4: 4 يتبع غير المؤمن خطة إبليس: "الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ". تتضمن خطة الشيطان ترويج الفلسفات الخاطئة في العالم – فلسفات تعمي غير المؤمن عن حق الإنجيل. إن فلسفات الشيطان هي الحصن الذي يسجن فيه الناس ويجب أن يحررهم المسيح منه.

من أمثلة هذه الفلسفات الكاذبة، الإعتقاد بأن الإنسان يمكن أن ينال رضى الله بعمل أو أعمال معينة. تقريباً في كل ديانة كاذبة، نجد الحصول على رضى الإله أو نوال الحياة الأبدية هو موضوع رئيسي. ولكن، نوال الخلاص بالأعمال يتناقض مع إعلان الكتاب المقدس. لا يمكن أن يعمل الإنسان لنوال رضى الله؛ الحياة الأبدية هي هبة مجانية (أنظر أفسس 2: 8-9). وتلك الهبة المجانية متاحة من خلال يسوع المسيح وحده (يوحنا 3: 16؛ 14: 6). قد تسأل، لماذا لا يقبل الإنسان ببساطة عطية الخلاص المجانية (يوحنا 1: 12). الإجابة هي أن الشيطان – إله هذا العالم – قد أغرى الناس بإتباع طريق كبرياؤه. يحدد الشيطان الخطة، ويتبعه عالم غير المؤمنين، ويظل البشر مخدوعين. فلا عجب أن يسمي الكتاب المقدس الشيطان كاذباً (يوحنا 8: 44).



ما هي عبادة الشيطان؟




السؤال: ما هي عبادة الشيطان؟

الجواب:
ليس من السهل تعريف عبادة الشيطان. توجد عدة "أقسام" من عبادة الشيطان. على العكس من المسيحيين، فإن عبدة الشيطان أنفسهم يختلفون بشأن مبادئهم الأساسية. قد يختلف المسيحيون في الرأي أو القناعة حول تفسير مقاطع معينة من الكتاب المقدس، ولكنهم يؤمنون بنفس المبدأ الأساسي بأن يسوع هو إبن الله الذي دفع ثمن خطايانا بموته على الصليب وقيامته من الأموات. إن عبدة الشيطان يتجادلون فيما بينهم حول وجود الشيطان من عدمه وحول عبادتهم له أو لأنفسهم. في جوهر الأمر هم مجموعة مشوشة مقيدة بالأكاذيب. ربما ينطبق ما جاء في إنجيل يوحنا 8: 44 على عبدة الشيطان: "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ".

وبسبب هذه الأكاذيب لدينا عدد كبير من الأيديولوجيات في داخل عبادة الشيطان. إن بعض ممارسات عبدة الشيطان ثابتةـ ونجد وحدة عبدة الشيطان بصورة أكبر في الطقوس عنها في نظام عقائدي تستند إليه. إن عبدة الشيطان يفعلون أمور محددة؛ ولكنهم لا يجب أن يؤمنوا بأمور محددة.

إن أغلب عبدة الشيطان، وعبدة إبليس، وأعضاء كنيسة الشيطان يزعمون أن لهم جذور في عيادة الشيطان الفايانية، التي تأخذ إسم أنطون لافاي مؤلف الكتاب المقدس الشيطاني ومؤسس أول كنيسة لعبادة الشيطان. يزعم أن لافاي أسس أول كنيسة لعبادة الشيطان في عام 1966. وقد أعلن نفسه مرجعية لكل ما هو شرير، وبدأ تقديم محاضرات أسبوعية بتكلفة دولارين للفرد. وهكذا ولدت كنيسة الشيطان.

إن القاسم المشترك الأساسي في كل فروع عبادة الشيطان هو الترويج للذات. كل أشكال عبادة الشيطان تزعم أن الحياة هدفها الإستهلاك وأن الأنانية فضيلة. يقول بعض عبدة الشيطان أن الوجود الوحيد الذي سيختبرونه هو هنا على الأرض. لهذا، يعيش عبدة الشيطان من أجل اللحظة الحالية، وعقيدتهم هي النهم والفجور.

تقسم عبادة الشيطان على الولاء للشيطان، حتى وإن كان البعض في كنيسة الشيطان يؤمنون بعدم وجود إله أو شيطان. وكذلك يؤمن أغلب أتباع كنيسة الشيطان أن لا يوجد من يفديهم أو يفدي أي شخص آخر. كل شخص مسئول بصورة كاملة عن مسار حياته الخاصة. ومع هذا يصلون إلى الشيطان في طقوسهم، طالبين أن تظهر يده المتسلطة في حياتهم. هذا النوع من التفكير يكشف تأثير الأكاذيب والخداع في فلسفتهم. سواء كان عبدة الشيطان يؤمنون به أم لا ليس مهماً بالنسبة للشيطان. النتيجة واحدة – أرواحهم مستعبدة له، ودون تدخل نعمة الله، سوف يقضون الأبدية في الجحيم.

بإختصار، إن عبدة الشيطان قد يعبدونه أو لا يعبدونه، ولكنهم يجتهدون بوعي ألا يعبدوا الإله الواحد الحقيقي. تقدم رسالة رومية 1 نظرة واضحة إلى قلب ودوافع من يعبد الشيطان. لهم "ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ..." (الآيات 28-29). إن الذين أضلهم الشيطان ليعيشوا بهذا الأسلوب لا يستوعبون مفهوم الله للنعمة والحرية. بل يعيشون من أجل ذواتهم بأنفسهم.

تتضمن رسالة بطرس الثانية 2 تحذير لأي شخص يتبع عبادة الشيطان أو أي شيء غير الله: "هَؤُلاَءِ هُمْ آبَارٌ بِلاَ مَاءٍ، غُيُومٌ يَسُوقُهَا النَّوْءُ. الَّذِينَ قَدْ حُفِظَ لَهُمْ قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُمْ إِذْ يَنْطِقُونَ بِعَظَائِمِ الْبُطْلِ، يَخْدَعُونَ بِشَهَوَاتِ الْجَسَدِ فِي الدَّعَارَةِ مَنْ هَرَبَ قَلِيلاً مِنَ الَّذِينَ يَسِيرُونَ فِي الضَّلاَلِ، وَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ" (الآيات 17-19).



هل من الممكن أن يبيع الإنسان نفسه للشيطان؟




السؤال: هل من الممكن أن يبيع الإنسان نفسه للشيطان؟

الجواب:
في قصة د. فاوستس الخيالية يعقد إنسان صفقة مع الشيطان: ففي مقابل جسده ونفسه يأخذ الرجل قوة فائقة للطبيعة ومتع لمدة 24 عاماً. يوافق الشيطان على المبادلة، ويتمتع د. فاوستس يمتعة الخطية إلى حين، ولكن مصيره محتوم. في نهاية 24 عام، يحاول فاوستس أن يحبط خطط الشيطان، ولكنه يواجه نهاية مرعبة. هذه الأسطورة بمثابة درس أخلاقي جيد، وكصورة تبين أجرة الخطية، ولكن تفاصيلها ليست كتابية.

لا يحكي الكتاب المقدس عن أي شخص "يبيع نفسه" للشيطان، ولا يشير أبداً أن عقد صفقة مع الشيطان هو أمر ممكن. فيما يلي بعض ما يعلنه الكتاب المقدس عن الشيطان:

1) الشيطان لديه قوة لمقاومة حتى الملائكة (يهوذا 9؛ دانيال 10: 12-13).

2) يسعى الشيطان للخداع بظهوره كشبه ملاك نور (كورنثوس الثانية 11: 14-15).

3) لقد دبر الله وسيلة ندافع بها عن أنفسنا ضد هجمات الشيطان (أفسس 6: 11-12).

4) إن قدرة الشيطان تحدها إرادة الله (أيوب 1: 10-12؛ كورنثوس الأولى 10: 13).

5) لكونه "إله هذا الدهر" فإن الشيطان له سلطان على من يعيشون بدون المسيح في العالم (كورنثوس الثانية 4: 4).

بالتأكيد، يوجد من يعانون تحت سلطان الشيطان، مثل الجارية التي بها روح عرافة في فيلبي (أعمال الرسل 16: 16-19). ويوجد من كرسوا أنفسهم لعمل الشيطان مثل سمعان الساحر (أعمال الرسل 8: 9-11) وعليم الساحر (أعمال الرسل 13: 8). ولكن في كا من هذه الأمثلة الثلاثة، فإن قدرة الله تتغلب على عبودية الشيطان. في الواقع، تقدم لسمعان الساحر فرصة للتوبة (أعمال الرسل 8: 22). من الواضح، لم يكن سمعان قد "باع" نفسه بلا رجعة.

إننا جميعنا بدون المسيح تحت دينونة الموت (رومية 3: 23). قبل أن ننال الخلاص، كنا كلنا مقيدين بالشيطان كما تقول رسالة يوحنا الأولى 5: 19 "الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ". ولكن شكراً لله، نحن لدينا سيد جديد، سيد قادر على كسر قيود أي خطية وتحريرنا (كورنثوس الأولى 6: 9-11؛ مرقس 5: 1-15).



ما هي الأرواح الإقليمية؟




السؤال: ما هي الأرواح الإقليمية؟

الجواب:
يستخدم بعض المسيحيين مصطلح "أرواح إقليمية" للإشارة إلى تسلط أرواح شيطانية على مناطق جغرافية معينة. وللمفارقة فإن الوثنيين أيضاً يستخدمون نفس المصطلح لوصف وجود روح من العالم الآخر يعتقد أنها تسكن في موقع جغرافي معين.

إن المفهوم المسيحي للأرواح الإقليمية يستمد من مقاطع كتابية مثل دانيال 10؛ يوحنا 12: 13؛ يوحنا 14: 30؛ يوحنا 16: 11؛ مرقس 5: 10؛ أفسس 6: 12. تشير كل هذه المقاطع أن الملائكة الساقطين قد أعطيت لهم مسئولية بشكل ما على مناطق معينة. لهذا، يبدو أنها إقليمية. ولكن يجب أن نتذكر أن هذا التعليم قائم على الإستنتاج؛ فالكتاب المقدس لا يوضح أبداً أي تسلسل هرمي لسلطان الأرواح الشريرة على العالم. ما يقوله الكتاب المقدس بوضوح هو أن الأرواح الشريرة تعمل في العالم وأن المؤمنين منشغلين بمحاربتها.

مثلاً، في دانيال 10، صارع ملاك ضد عدو شيطاني طوال الوقت الذي كان دانيال يصلي ويصوم فيه. وتمكن الملاك من الإفلات والوصول إلى دانيال فقط في نهاية وقت تركيز دانيال الروحي. تشجع رسالة أفسس 6 المؤمنين على الثبات ضد أعداؤنا الروحيين وأن نكون صاحين ومستعدين للمعركة. لا يوجد شك أن صراعنا على الأرض ينعكس بصورة ما في المجال الروحي.

إن المشكلة الكامنة في مصطلح "أرواح إقليمية" هي أن بعض المسيحيين يعتقدون أن واجبهم هو الدخول في حرب روحية مع الأرواح الإقليمية. ولكن هذا لا يمكن إيجاد تبرير كتابي له. لا يوجد مثال واحد في الكتاب المقدس حيث يقوم شخص بالبحث عن روح شرير لمحاربته. كان هناك أناس بهم أرواح شريرة، أحضر بعضهم إلى المسيح وتلاميذه طلباً للشفاء، ولكن التلاميذ لم يكونوا يخرجون للبحث عن الأرواح الشريرة لكي يتم طردها من الناس. لم يحدث في الكتاب المقدس أن يصلي شخص أن "يربط" "رؤساء الشر" لمدينة معينة عن تنفيذ مشيئتهم ضد سكان تلك المدينة.

رغم إن الأرواح الإقليمية ليست مفهومً كتابي بصورة محددة، فإنها قد تكون موجودة بالفعل، كما نرى من المقاطع السابقة. ليس المهم هو كون الروح "إقليمي" أم لا. المهم هو إستجابتنا. إن المؤمن بالمسيح ليس لديه سند كتابي للإنخراط في حرب روحية بالصلاة ضد أرواح شريرة. بل يحتاج المؤمن أن يدرك وجود حرب روحية وينظر إليها بجدية (بطرس الأولى 5: 8). يجب أن ترتكز حياتنا على الصلاة والنمو في الإيمان. وإذا حدث أن واجهنا أرواح شريرة، فإننا بالتأكيد نمتلك سلطان معطى لنا من المسيح للتعامل معها، ولكننا لا يجب أن نبحث عنها سواء كانت أرواح إقليمية أو غيرها.



ماذا يقول الكتاب المقدس عن نقل الأرواح؟




السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن نقل الأرواح؟

الجواب:
إن فكرة "نقل الأرواح" هي أن يتمكن شخص من نقل روح شرير إلى شخص آخر عن طريق اللمس أو الإقتراب منه. ومن ينادون بهذه النظرية يقولون للناس ألا يختلطوا بأصدقاء أو أقارب قد ينقلون مثل هذه الأرواح إليهم. لا يوجد أساس كتابي لمبدأ نقل الأرواح باللمس أو الإقتراب من شخص آخر أو بأي طريقة أخرى. بالطبع، يمكن أن نتأثر بالإتجاهات السلبية أو السلوك الخاطيء للآخرين، ولكنه أمر غير كتابي أن يتم تعريف هذه ككائنات روحية يمكن أن تنتقل إلى الآخرين.

يقول الكتاب المقدس أنه يوجد نوعين من الكائنات الروحية: الملائكة المقدسة غير الساقطة، والملائكة التي تبعت الشيطان في تمرده على الله. الملائكة الذين لم يخطئوا يسمون أرواح خادمة (عبرانيين 1: 14)، ويقول الكتاب أن الله يرسلها لتخدم الذين سيرثون الخلاص، أي الذين يؤمنون بيسوع المسيح مخلصاً لهم. أما الملائكة الذين إنضموا إلى الشيطان في تمرده فهم في الظلمة (يهوذا 1: 6) ويشكلون حشد من الكائنات الروحية (الشياطين) المكرسة للشر.

يسجل الكتاب المقدس حالة واحدة إنتقلت فيها شياطين من كائن حي إلى آخر. حدث هذا عندما نقل المسيح لجئون من الشياطين من رجل إلى قطيع الخنازير (متى 8: 28-34). لم يكرر المسيح هذه المعجزة، وكذلك لم يحذر تلاميذه أو يحذرنا من إنتقال الآرواح. لا يوجد سبب يجعل المؤمن المولود ثانية يخاف من الشيطان أو ملائكته الساقطة. إذا قاومناه سيهرب منا. "فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" (يعقوب 4: 7). كمؤمنين حقيقيين فإن أجسادنا هي هيكل الروح القدس. ويمكننا أن نثق بأن الروح القدس لا يحتمل وجود روح شرير في هيكله.