٨٩
قصيدة لأيْثانَ الأزراحِيّ.
 
١ سَأتَغَنَّى عَلَى الدَّوامِ
بِرَحمَتِكَ يا اللهُ.
وَسَأُخبِرُ بِلِسانِي عَنْ أمانَتِكَ جِيلاً بَعدَ جِيلٍ!
٢ كَما قُلْتُ:
«رَحمَتُكَ هِيَ إلَى الأبَدِ،
مِثلُ السَّماواتِ.
وَإخلاصُكَ ثابِتٌ كَالسَّماواتِ.»
 
٣ أنتَ قُلْتَ: «قَطَعْتُ عَهداً مَعَ مُختارِي،
حَلَفْتُ لِخادِمِي داوُدَ:
٤ ‹إلَى الأبَدِ سَأُبقِي نَسلَكَ،
وَسَأُثَبِّتُ عَرشَكَ جِيلاً بَعدَ جِيلٍ.›»
سِلاهْ* سِلاهْ. كلمةٌ تظهرُ في كتابِ المزاميرِ وكتابِ حَبَقُوقَ. وهي على الأغلبِ إشارةٌ للمرنّمينَ أوِ العازِفينَ بمعنى التّوقّفُ قليلاً أوْ تغييرِ الطبقة. (أيضاً فِي العددين 37، 45)
 
٥ السَّماواتُ سَتُسَبِّحُكَ عَلَى عَجائِبِكَ يا اللهُ!
وَجَماعَةُ المُقَدَّسِينَ عَلَى أمانَتِكَ.
٦ مَنْ فِي السَّماءِ يُعادِلُ اللهَ؟
أوْ مَنْ بَينَ الآلِهَةِ الأُخرَى يُقارَنُ بِاللهِ؟
٧ مَهابَةُ اللهِ هِيَ فِي اجتِماعِ المُقَدَّسِينَ،
هُوَ أعظَمُ وَأرهَبُ مِنْ كُلِّ المُحِيطينَ بِهِ.
٨ أيُّها الإلَهُ القَدِيرُ،
مَنْ مِثلُكَ جَبّارٌ يا اللهُ؟
أمانَتُكَ كَثِيرَةٌ جِدّاً!
٩ تَحكُمُ البَحرَ القَوِيَّ،
وَتُهَدِّئُ الأمواجَ العاتِيَةَ.
١٠ أنتَ سَحَقتَ رَهَبَ، رَهَب. تِنِّينٌ أوْ حَيَوانٌ بَحريٌ ضَخمٌ كانَ النّاسُ يَظنُّونَ أنَّهُ يُسيطرُ علَى البحرِ. وَهُوَ فِي العادَةِ رمزٌ للشَّرِّ وَلأعداءِ الله.
بِذِراعِكَ القَوِيَّةِ بَعثَرتَ أعداءَكَ.
١١ السَّماواتُ وَالأرْضُ وَكُلُّ شَيءٍ عَلَيها لَكَ.
أنتَ خَلَقتَها كُلَّها!
١٢ أنتَ خَلَقتَ الشَّمالَ وَالجَنُوبَ!
جَبَلُ تابُورَ وَجَبَلُ حَرمُونَ يُغَنِّيانِ فَرَحاً عِندَ ذْكرِ اسْمِكَ!
١٣ قَوِيَّةٌ هِيَ ذِراعُكَ!
يَدُكَ مَلأى قُدرَةً!
وَيَمِينُكَ مَرفُوعَةٌ بِالنَّصرِ!
١٤ عَرشُكَ عَلَى الصَّلاحِ وَالعَدلِ قائِمٌ!
الإخلاصُ وَالأمانَةُ يَسِيرانِ أمامَكَ!
١٥ هَنِيئاً يا اللهُ لِمَنْ يُمَيِّزُونَ بُوقَ دَعوَتِكَ إلَى الاجتِماعِ لِلعِبادَةِ،
الَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي نُورِ حُضُورِكَ!
١٦ طَوالَ اليَومِ يَبتَهِجُونَ بِتَسبِيحِ اسْمِكَ.
وَأعمالُكَ الصّالِحَةُ تَرفَعُهُمْ.
١٧ فَأنتَ قُوَّتُهُمُ العَجِيبَةُ!
وَحِينَما تَشاءُ يَتَمَجَّدُونَ!
١٨ لأنَّ حامِينا يَأتِي مِنْ عِندِ اللهِ،
مَلِكُنا هُوَ مِنْ عِندِ قُدُّوسِ إسرائِيلَ!
١٩ وَلِهَذا كَلَّمتَ أتباعَكَ الأُمَناءَ فِي رُؤيا وَقُلتَ:
«أعْطَيْتُ عَوْناً وَقُوَّةً لِمُحارِبٍ.
رَفَعْتُ شابّاً مِنْ بَينِ عامَّةِ النّاسِ!
٢٠ وَجَدتُ خادِمِي داوُدَ،
وَمَسَحْتُهُ بِزَيتِيَ المُقَدَّسِ.
٢١ يَدِي سَتَسنِدُهُ.
وَذِراعِي سَتُشَدِّدُهُ!
٢٢ لَنْ يَغلِبَهُ عَدُوٌّ،
وَلَنْ يَقوَى عَلَيهِ شِرِّيرٌ.
٢٣ سَأسحَقُ خُصُومَهُ أمامَهُ.
وَسَأهزِمُ مُبغِضِيهِ.
٢٤ أمانَتِي وَنِعمَتِي يُلازِمانِهِ،
وَبِاسمِيَ سَيَرفَعُ رَأسَهُ مُنتَصِراً.
٢٥ عَلَى البَحرِ وَالأنهارِ سَأمُدُّ سَيطَرَتَهُ.
٢٦ سَيَقُولُ لِي:
‹أنتَ أبِي وَإلَهِي،
أنتَ الصَّخرَةُ الَّتِي تُخَلِّصُنِي.›
٢٧ وَسَأجعَلُهُ بِكْرِيَ،
الأعلَى بَينَ مُلُوكِ الأرْضِ!
٢٨ إلَى الأبَدِ سَأحفَظُ لَهُ مَحَبَّتِي
وَعَهدِيَ الأمينَ مَعَهُ!
٢٩ إلَى الأبَدِ سَأُثَبِّتُ نَسلَهُ،
وَمُلْكُهُ سَيَدُومُ دَوامَ السَّماواتِ.
٣٠ قَدْ يَترُكُ أبناؤُهُ شَرِيعَتِي.
وَلا يُطِيعُونَ أحكامِي.
٣١ وَقَدْ يَنتَهِكُونَ حُرمَةَ مَبادِئِي،
وَلا يَحفَظُونَ أوامِرِي.
٣٢ عِندَئِذٍ سَأُحاسِبُهُمْ عَلَى جَرائِمِهِمْ
وَأضرِبُهُمْ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِمْ.
٣٣ لَكِنِّي لَنْ أسحَبَ مَحَبَّتِي لَهُ،
وَلَنْ أنقُضَ إخلاصِي لَهُ!
٣٤ لَنْ أخرِقَ عَهدِي مَعَهُ،
وَلَنْ أُغَيِّرَ ما تَكَلَّمْتُ بِهِ لَهُ!
٣٥ أحلِفُ بِقَداسَتِي
إنِّي لا أكذِبُ عَلَى داوُدَ.
٣٦ إلَى الأبَدِ سَيَدُومُ نَسلُهُ!
وَعَرشُهُ سَيَدُومُ أمامِي دَوامَ الشَّمسِ!
٣٧ كَالقَمَرِ سَيَدُومُونَ إلَى الأبَدِ!
وَالشّاهِدُ الَّذِي فِي السَّماءِ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ!»
سِلاهْ
 
٣٨ لَكِنَّكَ تَرَكتَ المَلِكَ الَّذِي مَسَحتَهُ، المَلِكَ الَّذِي مَسَحتَهُ. حرفياً «مسِيحك.» كانَ الملكُ يُمسَحُ بزيتٍ وَأطيابٍ خاصّة كعلامةٍ على أنّ اللهَ قدِ اختارهُ وَأَهَّلهُ لهذا العمل. (أيضاً فِي العدد 50)
رَفَضْتَهُ وَعاقَبْتَهُ.
٣٩ رَفَضْتَ العَهدَ مَعَ خادِمِكَ.
لَوَّثْتَ تاجَهُ مُلقِياً إيّاهُ عَلَى الأرْضِ.
٤٠ هَدَمتَ سُورَ الحِمايَةِ حَولَ مَدِينَتِهِ.
سَحَقتَ حِصنَهُ تُراباً.
٤١ سَلَبَهُ عابِرُو السَّبِيلِ.
وَاحتَقَرَهُ جِيرانَهُ.
٤٢ عَلَّيْتَ يَمينَ خُصُومِهِ،
وَفَرَّحتَ جَميعَ أعداءَهُ.
٤٣ وَضَعَ الصَّخرَةُ سَيفَهُ فِي غِمدِهِ.
وَعَوناً لَمْ يُقَدِّمْ فِي المَعرَكَةِ!
٤٤ أَنهَيْتَ مَجدَهُ.
أَزَحتَ عَرشَهُ مِنْ مَكانِهِ،
وَألقَيْتَهُ إلَى الأرْضِ.
٤٥ قَصَّرْتَ أيّامَ شَبابِهِ،
وَبِالعارِ غَطَّيْتَهُ.
سِلاهْ
 
٤٦ حَتَّى مَتَى يا اللهُ سَتُخْفِي نَفْسَكَ؟
أإلَى الأبَدِ سَيَتَّقِدُ كَالنّارِ غَضَبُكَ؟
٤٧ تَذكَّرْ أنَّنا جَمِيعاً فانُونَ،
وَأنَّ كُلَّ البَشَرِ كَبُخارٍ.
٤٨ ما مِنْ إنسانٍ يَحيا وَلا يَرَى المَوتَ أيضاً.
ما مِنْ أحَدٍ يَقدِرُ أنْ يَحمِيَ نَفسَهُ مِنْ قُوَّةِ الهاوِيَةِ.
 
٤٩ أينَ يا رَبُّ رَحْمَتُكَ الَّتِي أظهَرتَها فِي البِدايَةِ،
الَّتِي حَلَفْتَ بِها بِإخلاصٍ لِداوُدَ؟
٥٠ اذْكُرْ يا رَبُّ العارَ الَّذِي يَحتَمِلُهُ خُدّامُكَ.
أعِنِّي فَأُعَزِّي كُلَّ هَؤُلاءِ النّاسِ.
٥١ اذْكُرْ إهاناتِ أعدائِكَ يا اللهُ،
الَّذِينَ أهانُوا المَلِكَ الَّذِي مَسَحتَهُ.
 
٥٢ بارِكُوا اللهَ إلَى الأبَدِ.
آمِينَ ثُمَّ آمِينَ.
 

*٨٩:٤ سِلاهْ. كلمةٌ تظهرُ في كتابِ المزاميرِ وكتابِ حَبَقُوقَ. وهي على الأغلبِ إشارةٌ للمرنّمينَ أوِ العازِفينَ بمعنى التّوقّفُ قليلاً أوْ تغييرِ الطبقة. (أيضاً فِي العددين 37، 45)

٨٩:١٠ رَهَب. تِنِّينٌ أوْ حَيَوانٌ بَحريٌ ضَخمٌ كانَ النّاسُ يَظنُّونَ أنَّهُ يُسيطرُ علَى البحرِ. وَهُوَ فِي العادَةِ رمزٌ للشَّرِّ وَلأعداءِ الله.

٨٩:٣٨ المَلِكَ الَّذِي مَسَحتَهُ. حرفياً «مسِيحك.» كانَ الملكُ يُمسَحُ بزيتٍ وَأطيابٍ خاصّة كعلامةٍ على أنّ اللهَ قدِ اختارهُ وَأَهَّلهُ لهذا العمل. (أيضاً فِي العدد 50)