الفصل الثّاني
صلاة الجماعة
وأوّلُ وَصيةٍ أوصيكُم بِها، أن يَكونَ دُعاؤكُم وصَلاتُكُم وتَضَرُّعُكُم وحَمدُكُم مِن أجلِ خَيرِ النّاسِ أجمَعينَ، وتَوَجَّهوا بِالدُّعاءِ خاصّةً للمُلوكِ وأصحابِ النُّفوذِ،* كان الرّومان يسمحون للشعوب التي يهزمونها بمواصلة عبادة آلهتها الأصلية. وفي المقابل، فرضوا على هذه الشعوب عبادة الإلهة “روما” وروح الإمبراطور كبرهان على ولائها لهم. وكان يُسمح لليهود بإعفاء خاص من هذه العبادات، بما أنهم يعبدون إلها واحدا. وكان عليهم أن يسألوا الصحّة والعافية للإمبراطور عوضا عن تقديم الصلوات والقرابين لروحه. لِكَي نَحيا في هُدوءٍ وطَمأنينةٍ، بِكُلِّ تَقوى ووَقارٍ. إنّ الدُّعاءَ لهُم حَسَنٌ ويُرضي اللهَ مُنَجّينا. إنّهُ يُريدُ لِجَميعِ النّاسِ أن يَهتَدوا إلى الحَقِّ وأن يَصيروا مِن النّاجينَ. فلا إِلهَ إِلاّ اللهُ، ولا شَفيعَ بَينَهُ وبَينَ النّاسِ إلاّ الإِنسانُ عيسـى المَسيحُ الّذي ضَحّى بِنَفسِهِ فِديةً لِلنّاسِ جَميعًا. وبِهذا الفِداءِ، كَشَفَ اللهُ في الوَقتِ المُحَدَّدِ عن رَغبَتِهِ في نَجاةِ البَشَريّةِ جَمعاءِ، لِذلِكَ جَعَلَني اللهُ داعيةً وحَواريًّا فأرسَلَني إلى الأُمَمِ مِن غَيرِ اليَهودِ لأُرشِدَهُم إلى الإيمانِ الحَقِّ. وما قَولي هذا بِكَذِبٍ، بَل هو الحَقُّ المُبينُ.
فإنّ طَلَبي مِن الرِّجالِ في كُلِّ جَماعةٍ هو أن يَرفَعوا أياديهِم طاهِرةً بالدُّعاءِ، دونَ غَضَبٍ أو عِراكٍ. وأطلُبُ مِن النِّساءِ أن يَلبَسْنَ لِباسًا مُحتَشِمًا وأن يَتَزَيّنَّ زِينةً تَدُلُّ على الوَقارِ والحَياءِ، ويَتَجَنَّبْنَ المُبالَغةَ في التَّبَرُّجِ في تَصفيفِ الشَّعرِ، والتَّحَلّي بِالذَّهَبِ واللآلِئِ، ولا يَلبَسْنَ المَلابِسَ الفاخِرةَ، 10 ولتَكُن زِينتَهُنّ أعمالاً حَسَنةً تَليقُ بِاللاتي يَقُلْنَ إنّهُنّ مِن الأتقياءِ. كانت زوجات الرّومان في الغالب يُمدحن لأنّهن محتشمات، عفيفات، مطيعات، لكن أسلوب جديد في التعامل ظهر زمن كتابة هذه الرّسالة، ويتمثل في أن ترتدي الرّومانيات ثيابا مثيرة على طريقة لباس العاهرات، وأن يصففن شعورهن حسب موضة ذلك الزمن، وأن يسرفن في وضع الحليّ. واعتبرت النساء اللاتي تنتهجن نهج “المرأة الرومانية الجديدة”، أنّ الحمل غير مرغوب ويجب التخلص منه، في حين لا يعترضن على الزنى. وأحست العديد من الزوجات المحترمات بضغط اجتماعي كبير لاتّباع هذا الأسلوب الجديد. وقد نتج عن هذه الظاهرة مشاكل كبيرة في صفوف جماعات المؤمنين، الذين يحرصون على المحافظة على سمعتهم، وخاصّة النساء منهم. لذلك أخبر بولس المؤمنات أن يجتنبن هذا النمط من العيش، وأن يعشن باحتشام واحترام.
11 وعلى النِّساءِ أن يَتَعَلَّمْنَ بِلا جَلبةٍ ولا عِصيانٍ. لقد كانت النساء قديما غير متعلمات في الغالب، وعندما قرر بولس السماح لهن بتعلّم أمور دينيّة اعتُبر ذلك حدثا مهمّا، رغم علمه أنهنّ في بداية تعليمهن، وينتظرهن الكثير للتعلّم. 12 ولا أسمَحُ لِلمَرأةِ أن تُعَلِّمَ الرَّجُلَ تَعليمًا فيهِ تَتَسَلَّطُ عليهِ. بَل عليها أن تَستَمِعَ إلى التَّعليمِ في هُدوءٍ واحتِرامٍ.§ الكلمة اليونانيّة المترجمة هنا بكلمة “تعلّم” يمكن أن تعني إعطاء معلومات أو إصدار أوامر. لكن بولس يوضح هذه العبارة بقوله أنه لا يصحّ للمرأة أن تسيطر على الرّجل. ومن المحتمل أنه يشير هنا إلى العلاقات بين الأزواج والزوجات، لا إلى جميع الرّجال والنّساء، واستنادا إلى هذا، فإنه يرى أن الزوجة لا يحقّ لها السّيطرة على زوجها، بل عليها احترامه. 13 لأنّ آدَمَ خُلِقَ أوّلاً ومِن بَعدِهِ خُلِقَت حَوّاءُ،* يبدو أنّ بولس لم يتعمّد مقارنة جميع النسوة في جميع الأزمان بحواء، لأنه قارن سابقا كل المؤمنين في كورنتوس في رسالته إليهم، نساء ورجالا، بحواء (انظر رسالة كورنتوس الثانية 11: 3). إضافة إلى ذلك، فإن الدّعاة المضلّلين المشار إليهم هنا رجالا (انظر رسالة تيموتاوي الأولى 1: 20 ورسالة تيموتاوي الثانية 2: 17) وربّما يقارن بولس هنا النّساء المؤمنات غير المتعلّمات في أفاسوس بحوّاء. 14 ولم يَكُن آدَمُ هو الّذي انخَدَعَ، بلِ المَرأةُ هي الّتي انخَدَعَت فوَقَعَت في العِصيانِ. 15 لكِنّ المَرأةَ رَغمَ ما ابتَلِيَت بِهِ، فبِإمكانِها أن تَنجو مِن المَوتِ عِندَ الوِلادةِ، إذا تَمَسَّكَت بِالإيمانِ والمَحَبّةِ والتَّقوى والحَياءِ. نتج عن خطيئة حوّاء عناء الولادة، حسب ما جاء في التوراة (سفر التكوين 3: 16). وكان فقهاء اليهود يرون في موت المرأة عند ولادتها نتيجة لعصيان حوّاء، ولكنهم كانوا يعتقدون أن التقوى يمكن أن تؤدي إلى نجاة النّساء من بعض عواقب البلاء المسلّط على حوّاء وغيرها من النّساء. وربّما كان بولس يشير إلى تحرير النّساء التّقيّات من بعض عواقب خطيئة حوّاء. ويبدو أن بعض مذاهب العرفان كانت تنظر إلى الإنجاب كأمر دنيويّ يجب تجنّبه. وكان يُعتقد أن النّساء اللّواتي أنجبن ستعترضهن صعوبات في ارتقائهن إلى العالم الرّوحيّ. ويوجد تفسير آخر لهذا المقطع، يرى أن بولس ربّما أنكر التّعاليم العرفانيّة تلك، وذكر أنّه من الأفضل للنّساء أن يكن أمّهات، وهذا لا يحول دون أن يصبحن من النّاجين رغم إنجابهن.

*الفصل الثّاني:2 كان الرّومان يسمحون للشعوب التي يهزمونها بمواصلة عبادة آلهتها الأصلية. وفي المقابل، فرضوا على هذه الشعوب عبادة الإلهة “روما” وروح الإمبراطور كبرهان على ولائها لهم. وكان يُسمح لليهود بإعفاء خاص من هذه العبادات، بما أنهم يعبدون إلها واحدا. وكان عليهم أن يسألوا الصحّة والعافية للإمبراطور عوضا عن تقديم الصلوات والقرابين لروحه.

الفصل الثّاني:10 كانت زوجات الرّومان في الغالب يُمدحن لأنّهن محتشمات، عفيفات، مطيعات، لكن أسلوب جديد في التعامل ظهر زمن كتابة هذه الرّسالة، ويتمثل في أن ترتدي الرّومانيات ثيابا مثيرة على طريقة لباس العاهرات، وأن يصففن شعورهن حسب موضة ذلك الزمن، وأن يسرفن في وضع الحليّ. واعتبرت النساء اللاتي تنتهجن نهج “المرأة الرومانية الجديدة”، أنّ الحمل غير مرغوب ويجب التخلص منه، في حين لا يعترضن على الزنى. وأحست العديد من الزوجات المحترمات بضغط اجتماعي كبير لاتّباع هذا الأسلوب الجديد. وقد نتج عن هذه الظاهرة مشاكل كبيرة في صفوف جماعات المؤمنين، الذين يحرصون على المحافظة على سمعتهم، وخاصّة النساء منهم. لذلك أخبر بولس المؤمنات أن يجتنبن هذا النمط من العيش، وأن يعشن باحتشام واحترام.

الفصل الثّاني:11 لقد كانت النساء قديما غير متعلمات في الغالب، وعندما قرر بولس السماح لهن بتعلّم أمور دينيّة اعتُبر ذلك حدثا مهمّا، رغم علمه أنهنّ في بداية تعليمهن، وينتظرهن الكثير للتعلّم.

§الفصل الثّاني:12 الكلمة اليونانيّة المترجمة هنا بكلمة “تعلّم” يمكن أن تعني إعطاء معلومات أو إصدار أوامر. لكن بولس يوضح هذه العبارة بقوله أنه لا يصحّ للمرأة أن تسيطر على الرّجل. ومن المحتمل أنه يشير هنا إلى العلاقات بين الأزواج والزوجات، لا إلى جميع الرّجال والنّساء، واستنادا إلى هذا، فإنه يرى أن الزوجة لا يحقّ لها السّيطرة على زوجها، بل عليها احترامه.

*الفصل الثّاني:13 يبدو أنّ بولس لم يتعمّد مقارنة جميع النسوة في جميع الأزمان بحواء، لأنه قارن سابقا كل المؤمنين في كورنتوس في رسالته إليهم، نساء ورجالا، بحواء (انظر رسالة كورنتوس الثانية 11: 3). إضافة إلى ذلك، فإن الدّعاة المضلّلين المشار إليهم هنا رجالا (انظر رسالة تيموتاوي الأولى 1: 20 ورسالة تيموتاوي الثانية 2: 17) وربّما يقارن بولس هنا النّساء المؤمنات غير المتعلّمات في أفاسوس بحوّاء.

الفصل الثّاني:15 نتج عن خطيئة حوّاء عناء الولادة، حسب ما جاء في التوراة (سفر التكوين 3: 16). وكان فقهاء اليهود يرون في موت المرأة عند ولادتها نتيجة لعصيان حوّاء، ولكنهم كانوا يعتقدون أن التقوى يمكن أن تؤدي إلى نجاة النّساء من بعض عواقب البلاء المسلّط على حوّاء وغيرها من النّساء. وربّما كان بولس يشير إلى تحرير النّساء التّقيّات من بعض عواقب خطيئة حوّاء. ويبدو أن بعض مذاهب العرفان كانت تنظر إلى الإنجاب كأمر دنيويّ يجب تجنّبه. وكان يُعتقد أن النّساء اللّواتي أنجبن ستعترضهن صعوبات في ارتقائهن إلى العالم الرّوحيّ. ويوجد تفسير آخر لهذا المقطع، يرى أن بولس ربّما أنكر التّعاليم العرفانيّة تلك، وذكر أنّه من الأفضل للنّساء أن يكن أمّهات، وهذا لا يحول دون أن يصبحن من النّاجين رغم إنجابهن.