الفصل الخامس
معاملة المؤمنين
لا تُوَبِّخْ الشُّيوخَ، بلِ انصَحهُم وعامِلْهُم كَآباءٍ لكَ. واجعَلِ الشُّبّانَ كَإخوتِكَ، والعَجائِزَ كأُمّهاتٍ، والشّابّاتِ كَأخَواتٍ بِكُلِّ طَهارةٍ.
إعالة الأرامل
واعتَنِ بِالأرامِلِ اللَّواتي يَفتَقِدْنَ لِمُعيلٍ. فإن كانَ للأرمَلةِ أولادٌ أو أحفادٌ، فواجِبُهُم الأوّلُ هو الاعتِناءُ بها، فيَرُدّوا إحسانَها بِبِرٍّ كَريمٍ، وهذا السُّلوكُ يُرضي اللهَ. أمّا الّتي لا مُعيلَ ولا مُعينَ لها، فهي وَحيدةٌ في الدُّنيا ولا رَجاءَ لها إلاّ في اللهِ، فإليهِ تَبتَهِلُ وتُصَلّي لَيلاً نَهارًا.* اعتمدت الكثير من الأرامل على المهر ومساعدة عائلاتهن للعيش في زمن بولس. وقد ساءت أوضاع بعض الأرامل بسبب الفقر لأنّهن لا يتمتّعن بالتأمين على الحياة، ولا ينتفعن بمساعدات من الدولة كما هو الحال اليوم. وربما لاحظ بولس أن هذه الجماعات من المؤمنين كانت تمنح دعما لبعض الأرامل اللواتي لم يكن في حاجة له. لذلك لفت انتباههم إلى الأرملة التي لا دخل لها ولا أقارب يساعدونها. أمّا الأرمَلةُ الّتي استَسلَمَت للمَلذّاتِ، فهي في الحَقيقةِ تَسلُكُ طَريقَ المَوتِ والهَلاكِ مَعَ أنّها على قَيدِ الحَياةِ. وبَلِّغْ المُؤمِنينَ هذا حَتّى لا يَلقَونَ لائمةً مِن أحَدٍ. إنّ كُلَّ مُؤمِنٍ لا يُساعِدُ أقارِبَهُ، خاصّةً أهلَ بَيتِهِ، يُنكِرُ بذلِكَ الإيمانَ حَقَّ الإنكارِ، ويُصبِحُ أشَدَّ شَرًّا مِن الكُفّارِ.
الأرامل في خدمة المؤمنين
ولا تُسَجِّلوا في سِجلِّ إعالةِ الأرامِلِ إلاّ الّتي بَلَغَتْ السِّتّين مِن عُمرِها، وكانَت أمينةً لِزوجِها، 10 وعُرِفَ عنها العَمَلَ الصّالِحَ، ورَبَّتْ أولادَها أحسَنَ تَربيةٍ، واستَضافَتْ الغُرَباءَ، وغَسَلَت أرجُلَ المُؤمِنينَ، في ذلك العصر كان الغبار يملأ الشّوارع وكان النّاس ينتعلون الصنادل، فكان من الضروري لأغلبهم غسل أرجلهم عند دخولهم إلى البيوت، وكان من واجب الأقل شأنا في البيت غسل أرجل الزوّار. أما السيّد المسيح فقد قام بغسل أرجل حواريّيه ليكون قدوة يقتدون بها. وبذلك اعتبر أتباعه أن القيام بهذا الفعل فضيلة. ومَدَّت يَدَ العَونِ لِمَن عانى الضّيقَ، فكانَت مُستَعِدّةً دائمًا للقيامِ بِكُلِّ الأعمالِ الصّالِحةِ.
11 ولا حاجةَ لِلجَماعاتِ أن يُعينوا أرمَلةً شابّةً قد تَميلُ إلى مُعاشَرةِ الوَثَنيّينَ، وتَتَزَوَّجُ بَعدِ ذلِكَ مِن أحَدِهِم فتَستَغني عن إيمانِها بسَيِّدِنا المَسيحِ. 12 وهكذا تُصبِحُ مُذنِبةً لأنّها نَكَثَت عَهدَ إيمانِها. 13 فإذا أعَنتُموها، فإنّها ستَتَعَلَّمُ الكَسَلَ والتَّنَقُّلَ مِن بَيتٍ إلى آخَرِ والثَّرثَرةَ، وتَتَدَخَّلُ في أُمورٍ لا تَعنيها وتُثيرُ كَلامًا غَيرَ لائقٍ. 14 فعلى الأرمَلةِ الشّابّةِ إذن أن تَتَزَوَّجَ وتُنجِبَ وتَعتَني بِبَيتِها، فلا تُمَكِّنُ مَن يُخاصِمُ المُؤمِنينَ مِن فُرصةِ الاِفتِراءِ عليهِم. 15 لأنّ بَعضًا مِنهُنَّ قدِ انحَرَفْنَ وسَعيْنَ وَراءَ الشَّيطانِ. 16 أمّا بالنِّسبةِ إلى الأرامِلِ العَجائزِ، فعلى المُؤمِنةِ الّتي لَدَيها أرامِلُ في أقارِبِها أن تَعولَهُنّ فلا يُثَقِّلْنَ بذلِكَ على جَماعةِ المُؤمِنينَ بِالنَّفَقةِ عليهُنّ، فتَتَفَرَّغُ الجَماعةُ لإِعانةِ الأرامِلِ المُحتاجاتِ ولَيسَ لهُنّ مُعيلٌ. تعهدت جماعات المؤمنين بقائمة من الأرامل للعناية بهنّ من خلال توفير الدّعم المادي، شرط خدمتهنّ للمؤمنين وتجنّبهن الفاحشة. وكانت نسبة الأرامل اللّواتي يستطعن الإنجاب تمثّل ثلث عدد النّساء في ذلك الزمن. واعتبر أفراد المجتمع الترمّل أحيانا خطرا على سمعتهم لأن الأرامل قد يصبحن زانيات. فإذا انحرفت بعض الشّابات منهن وخرجن عن الأعراف الاجتماعيّة، فهذا يتيح الفرصة لبعض خصوم جماعة المؤمنين لاتّهامها بقبولها هذا السّلوك اللاّأخلاقي.
مشايخ المؤمنين
17 إنّ الشُّيوخَ الّذينَ يُحسِنونَ القيادةَ، وخاصّةً الّذينَ يَجتَهِدونَ في الوَعظِ والإرشادِ، يَستَحِقّونَ مِن المُؤمِنينَ الإِكرامَ إضافةً إلى المُساعَدةِ الماديّةِ لِتَلبيةِ احتِياجاتِهِم.§ ورد في النص اليوناني الأصلي أنّ الشّيوخ الذين كانوا يؤدون أعمالهم على نحو جيّد يستحقون “تكريما مضاعفا”، وهذا يعني أنهم يستحقون الاحترام والمكافأة المالية. 18 وكَما جاءَ في الكِتابِ: “لا تَسُدّوا فَمَ الثّورِ وهو يَدوسُ الحَصادَ”. وجاءَ في الكِتابِ أيضًا: “يَستَحِقُّ العامِلُ أجرًا على عَملِهِ وجَهدِهِ”.* يقتبس بولس هنا من التوراة، سفر التثنية 25: 4 كما يقتبس من كلمات سيدنا عيسى المدوّنة في لوقا 10: 7. 19 ولا تُقِمْ على شَيخٍ دَعوى إلاّ بِشاهِدينِ أو ثَلاثةِ شُهودٍ. يذكّر بولس هنا بالمبدأ الموجود في التوراة (سفر التثنية 19: 15) وبتعاليم سيدنا عيسى (متّى 18: 15 – 17). 20 أمّا الشُّيوخُ الّذينَ يُذنِبونَ ولا يَتوبونَ، فعاتِبْهُم أمامَ الجَميعِ حَتّى يَكونوا عِبرةً لِلبَقيّةِ.
21 وأوصيكَ أيضًا أمامَ اللهِ وأمامَ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ وأمامَ المَلائِكةِ المُختارينَ، أن تُقيمَ كُلَّ ما أوصَيتُكَ بِهِ دونَ مُحاباةٍ أو انحيازٍ لأحَدٍ. 22 وعِندَما تُعَيِّنُ شُيوخًا على الجَماعاتِ فلا تَتَسَرَّع بوَضعِ يدِكَ على رُؤوسِهِم، بلِ اختَبِرْهُم جَيِّدًا وتأكّدْ مِنهُم، حَتّى لا تَحمِلَ وِزرَهُم إذا أذنَبوا. واحفَظ نَفسَك طاهِرًا.
23 ولا تَشرَبِ الماءَ وَحدَهُ، بَل امزِجهُ بِقَليلٍ مِن شَرابِ العِنَبِ، لأنّي أعلَمُ أنّكَ تُعاني مِن ألمٍ في بَطنِكَ ومِن أمراضٍ كَثيرةٍ. 24 ولا تَنسى أنّهُ يوجدُ بَينَ النّاسِ مَن كانَت ذُنوبُهُ ظاهِرةً قَبلَ إجرائكَ الامتِحانِ مَعَهُ، ومِنهُم مَن لا تَنكَشِفُ ذُنوبُهُ إلاّ بَعدَ اختِبارِهِ. 25 كذلِكَ شأنُ الأعمالِ الصّالِحةِ فهي واضِحةٌ في غالِبِ الأحيانِ، أمّا إذا كانَت مَخفيةً فإِنّها ستَظهَرُ لا مَحالةَ.

*الفصل الخامس:5 اعتمدت الكثير من الأرامل على المهر ومساعدة عائلاتهن للعيش في زمن بولس. وقد ساءت أوضاع بعض الأرامل بسبب الفقر لأنّهن لا يتمتّعن بالتأمين على الحياة، ولا ينتفعن بمساعدات من الدولة كما هو الحال اليوم. وربما لاحظ بولس أن هذه الجماعات من المؤمنين كانت تمنح دعما لبعض الأرامل اللواتي لم يكن في حاجة له. لذلك لفت انتباههم إلى الأرملة التي لا دخل لها ولا أقارب يساعدونها.

الفصل الخامس:10 في ذلك العصر كان الغبار يملأ الشّوارع وكان النّاس ينتعلون الصنادل، فكان من الضروري لأغلبهم غسل أرجلهم عند دخولهم إلى البيوت، وكان من واجب الأقل شأنا في البيت غسل أرجل الزوّار. أما السيّد المسيح فقد قام بغسل أرجل حواريّيه ليكون قدوة يقتدون بها. وبذلك اعتبر أتباعه أن القيام بهذا الفعل فضيلة.

الفصل الخامس:16 تعهدت جماعات المؤمنين بقائمة من الأرامل للعناية بهنّ من خلال توفير الدّعم المادي، شرط خدمتهنّ للمؤمنين وتجنّبهن الفاحشة. وكانت نسبة الأرامل اللّواتي يستطعن الإنجاب تمثّل ثلث عدد النّساء في ذلك الزمن. واعتبر أفراد المجتمع الترمّل أحيانا خطرا على سمعتهم لأن الأرامل قد يصبحن زانيات. فإذا انحرفت بعض الشّابات منهن وخرجن عن الأعراف الاجتماعيّة، فهذا يتيح الفرصة لبعض خصوم جماعة المؤمنين لاتّهامها بقبولها هذا السّلوك اللاّأخلاقي.

§الفصل الخامس:17 ورد في النص اليوناني الأصلي أنّ الشّيوخ الذين كانوا يؤدون أعمالهم على نحو جيّد يستحقون “تكريما مضاعفا”، وهذا يعني أنهم يستحقون الاحترام والمكافأة المالية.

*الفصل الخامس:18 يقتبس بولس هنا من التوراة، سفر التثنية 25: 4 كما يقتبس من كلمات سيدنا عيسى المدوّنة في لوقا 10: 7.

الفصل الخامس:19 يذكّر بولس هنا بالمبدأ الموجود في التوراة (سفر التثنية 19: 15) وبتعاليم سيدنا عيسى (متّى 18: 15 – 17).