الفصل السّادس عشر
جمع التّبرّعات للمؤمنين الفقراء في القدس
وأمّا بخُصوصِ سؤالِكُم عن جَمعِ التَّبَرُّعاتِ للمؤمنينَ المُحتاجينَ في القُدسِ،* كان كثير من المؤمنين في القُدْس فقراء بسبب المجاعة أو الاضطهاد. وقد عمل بولس جاهدا أثناء رحلته الثالثة في الدعوة إلى جمع التبرُّعات من المؤمنين غير اليهود لمساعدة المؤمنين الفقراء. وقد أراد بولس أن يُظهر للمؤمنين اليهود الذين شكّكوا في حقيقة إيمان المؤمنين من غير اليهود أن شكّهم لا أساس له من الصحة، ورأى في ذلك فرصة لتقوية الوحدة بين المؤمنين. فإنّي أوصيكُم بما أوصَيتُ بِهِ جَماعاتِ المؤمنينَ في غَلاطيةَ. ليدَّخِرْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم يومَ الأحَدِ مِن كُلِّ أسبوعٍ مَبلَغًا مِن المالِ، واحتَفِظوا بِهِ حَتّى لا تَستَعجِلوا جَمعَ المالِ عِندَ حُضوري، وعِندَما أحضُر بَينَكُم أُرسِلُ إلى القُدسِ الشَّريفِ كُلَّ المالِ الّذي جَمَعتُموهُ مَعَ المُرسَلينَ الّذينَ اختَرتُموهُم، وأمُدُّهُم برَسائلِ تَوصيةٍ لأهلِها، أو أُرافِقُهم إن أرَدتُم ذلِكَ.
بولس ينوي زيارة كورنتوس
غَيرَ أنّي سأمُرُّ، قَبلَ وصولي إليكُم، بمُقاطَعةِ مَقْدونيا، لأنّي أرغَبُ في البَقاءِ فيها بَعضَ الوَقتِ. فقد تَطولُ إقامَتي بَينَكُم أو قد أُضطَرُّ لقَضاءِ فَصلِ الشِّتاءِ عِندَكُم، حتّى تُساعِدوني على رِحلَتي حَيثما ذَهَبتُ. لا أُريدُ أن تَكونَ زيارتي إليكُم قَصيرةً بل أرجو أن أبقى بَينَكُم بَعضَ الوَقتِ، إن سَمَحَ لي مَولاي. أمّا الآن فسأبقى في أفاسوسَ إلى عِيدِ الخَمسينَ، كان عيد الخمسين اليهودي احتفالاً ببداية موسم حصاد الحنطة وكان يقع في آخر الربيع في اليوم الخمسين بعد الفصح، إذا بدأنا العدّ من اليوم الذي يُحْتَفَل فيه بأوّل حصاد للشعير (انظر التوراة، سفر اللاويين، 23: 9- 14). إذ فَتَحَ اللهُ لي بابًا واسِعًا إلى نَجاحِ الدَّعوةِ، رَغمَ مُعارَضةِ الكَثيرينَ. كان بعض الوثنيّين المعارضين لبولس من أصحاب الحرف، من الذين يصنعون النماذج الفضّيّة لمعبد “أرطاميس” Artemis. وكانوا يعتقدون أن بولس كان يسبّب خسائر مالية لهم عندما كان يعلّم الناس أن الأصنام ليست حقيقية (انظر سيرة الحواريين، 19: 23- 41).
10 فعِندَما يَزورُكُم الأخُ تيموتاوي، اجعَلوهُ يَشعُرُ باطمِئنانِ البالِ بَينَكُم، لأنّهُ داعيةٌ مِثلي لرِسالةِ اللهِ، 11 فاحذَروا أن تَستَهينوا بِهِ أو تُهينوهُ، بل ساعِدوهُ على الرَّحيلِ في أمانِ اللهِ ليَحضُرَ إليَّ، إنّي أنتَظِرُ وصولَهُ مَعَ مَن مَعَهُ مِن المؤمنينَ. 12 وأمّا بخُصوصِ الأخِ شَمسيّ، فقد ألحَحتُ عليهِ أن يُسافِرَ إليكُم مَعَ بَقيّةِ المؤمنينَ، لكنَّهُ لم يَرغَب في ذلِكَ الآنَ، وإنّهُ لقادِمٌ إليكُم حينَ تَسنَحُ لهُ الفُرصةُ.
الختام
13 يا أحِبَّتي، احذَروا تَعاليمَ الضَّلالِ، واثبُتوا في إيمانِكُم، وقَوُّوا بَعضُكم بَعضًا، 14 وتَصَرَّفوا دائمًا بالمَحبَّةِ.
15 إخوَتي في الإيمانِ، إنّكُم تَعرِفونَ أنّ عائلةَ اِسْتِفاناسَ هُم بَواكيرُ المُهتَدينَ إلى الإيمانِ في جَنوبِ اليُونانِ. نعم، هُم طَلائعُ الحَصادِ العَظيمِ، وقد جَعَلوا دُنياهُم لخِدمةِ المؤمنينَ. 16 فسَخِّروا أنفُسَكُم لخِدمتِهِم ولأمثالِهِم ولمَن يَعمَلُ مَعَهُم. 17 وإنّي لفَرِحٌ بمَجيءِ اِسْتِفاناسَ وبَخيتَ وأخائي، فقد ساعَدوني نِيابةً عنكُم،§ من المحتمل أن يكون هؤلاء الرجال المذكورون هنا هم الذين حملوا إلى بولس رسالة الكورنتيين الموجّهة إليه (انظر رسالة كورنتوس الأولى 7: 1). 18 فأراحوا فؤادي، كَما أراحوا أفئدتَكُم مِن قَبلُ. فأَكْرِموهُم.
19 وإنّي أُرسَلُ إليكُم مِن ولايةِ آسيا بتَحيّاتِ جَماعاتِ المؤمنينَ. وإنّ عَقيلاً وبَرَكةَ وكُلَّ مَن يَجتَمِعونَ مَعَهُما في دارِهِما مِن جَماعةِ الإيمانِ يُبَلِّغونَكُم سَلامَهُم إخوانًا في السَّيِّدِ المَسيحِ،* تشير عبارة “مقاطعة آسيا” إلى المقاطعة الرومانية التي تقع غرب تركيا الحالية وكان هؤلاء المؤمنون يجتمعون في البيوت للصلاة والعبادة، ولم يكن لديهم بيت خاص يتعبّدون فيه. ولقد ساعد عقيل وبركة بولس في تأسيس جماعة المؤمنين في كورنتوس (انظر سيرة الحواريين، 18: 1- 4)، ورافقاه بعد ذلك إلى مدينة أفاسوس في مقاطعة آسيا. وعندما كتب بولس هذه الرسالة كانا لا يزالان هناك في أفاسوس، وكانت تجتمع في تلك الفترة مجموعة من المؤمنين في منزلهما. 20 ويُسَلِّمُ عَليكُم جَميعُ المؤمنينَ هُنا في أفاسوسَ. فسَلِّموا بَعضُكم على بَعضٍ بقُبلةٍ طاهِرةٍ.
21 وها أنا أكتُبُ لكُم هذِهِ التّحيَّةَ بخَطِّ يَدي: سَلامٌ مِني أنا بولُسُ. 22 فلْيَبعُدْ عن أهلِ بَيتِ اللهِ كُلُّ مَن لا يُحِبُّ سَيِّدَنا عيسى! عَجِّلْ بقُدومِكَ يا مَولانا المَسيح! 23 ليَكُن فَضلُ سَيِّدِنا عيسى مَعَكُم. 24 وأُهدي إليكُم جَميعًا مَحَبَّتي يا إخواني مِن أتباعِ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ.

*الفصل السّادس عشر:1 كان كثير من المؤمنين في القُدْس فقراء بسبب المجاعة أو الاضطهاد. وقد عمل بولس جاهدا أثناء رحلته الثالثة في الدعوة إلى جمع التبرُّعات من المؤمنين غير اليهود لمساعدة المؤمنين الفقراء. وقد أراد بولس أن يُظهر للمؤمنين اليهود الذين شكّكوا في حقيقة إيمان المؤمنين من غير اليهود أن شكّهم لا أساس له من الصحة، ورأى في ذلك فرصة لتقوية الوحدة بين المؤمنين.

الفصل السّادس عشر:8 كان عيد الخمسين اليهودي احتفالاً ببداية موسم حصاد الحنطة وكان يقع في آخر الربيع في اليوم الخمسين بعد الفصح، إذا بدأنا العدّ من اليوم الذي يُحْتَفَل فيه بأوّل حصاد للشعير (انظر التوراة، سفر اللاويين، 23: 9- 14).

الفصل السّادس عشر:9 كان بعض الوثنيّين المعارضين لبولس من أصحاب الحرف، من الذين يصنعون النماذج الفضّيّة لمعبد “أرطاميس” Artemis. وكانوا يعتقدون أن بولس كان يسبّب خسائر مالية لهم عندما كان يعلّم الناس أن الأصنام ليست حقيقية (انظر سيرة الحواريين، 19: 23- 41).

§الفصل السّادس عشر:17 من المحتمل أن يكون هؤلاء الرجال المذكورون هنا هم الذين حملوا إلى بولس رسالة الكورنتيين الموجّهة إليه (انظر رسالة كورنتوس الأولى 7: 1).

*الفصل السّادس عشر:19 تشير عبارة “مقاطعة آسيا” إلى المقاطعة الرومانية التي تقع غرب تركيا الحالية وكان هؤلاء المؤمنون يجتمعون في البيوت للصلاة والعبادة، ولم يكن لديهم بيت خاص يتعبّدون فيه. ولقد ساعد عقيل وبركة بولس في تأسيس جماعة المؤمنين في كورنتوس (انظر سيرة الحواريين، 18: 1- 4)، ورافقاه بعد ذلك إلى مدينة أفاسوس في مقاطعة آسيا. وعندما كتب بولس هذه الرسالة كانا لا يزالان هناك في أفاسوس، وكانت تجتمع في تلك الفترة مجموعة من المؤمنين في منزلهما.