الفصل الخامس
الاستعداد لتجلّي السّيّد المسيح
يا إخوتَنا،‏ أنتُم لا تَحتاجونَ أن نَكتُبَ إليكُم عن مَوعِدِ تَجَلّي سَيِّدِنا عيسى.* رغم أن أتباع سيّدنا عيسى كانوا يدعونه الملك والسيّد، فقد كان عليهم الانتظار لفترة قبل تجلّيه (سلامه علينا) واستلامه منصب الملك على الأرض بشكل علني. وكان المؤمنون في تسالونكي على يقين أنه (سلامه علينا) سيتجلّى بعد فترة، وهو ما جعل بولُس يشجّعهم على انتظار تلك اللحظة بكل صبر ويقين أنّ السيد المسيح سيأتي لا محالة. وفي الثقافة السائدة آنذاك، كان جميع الناس يعلمون أنّ الأحداث المهمّة لا يمكن أن تتأخّر عن موعدها، فمثلا زيارة مسؤول مهم أو ضيف شرف أو حلول عريس في الحفل لا يتمّ إلا في الوقت المناسب. ووصول سيدنا عيسى لن يتأخّر أبدا لأنه عند تجلّيه، تكون تلك اللحظة هي الوقت المناسب لتجلّيه.‏‏ فإنّكُم على يَقينٍ أنّ يَومَ تَجَلّيهِ يأتي فَجأةً، تَمامًا كَما يأتي مَن يُباغِتُ الغافِلينَ لَيلاً.‏‏ فبَينَما يَقولُ أهلُ الدُّنيا:‏ ‏“ها نَحنُ في أمانٍ وسَلامٍ”‏ يأتيهُمُ الهَلاكُ بَغتةً، مِثلَما يُفاجئ المَخاضُ الحُبلى، وما هُم على الفِرارِ بِقادِرينَ. أمّا أنتُم يا أحبابي فلَستُم في الظُلُماتِ ولا مِن الغافِلينَ، حَتّى يُباغِتكُم تَجَلّي سَيِّدِنا عيسى مَلِكًا كَما يُباغِتُ المَشدوهينَ الغافِلينَ. لا! هذا لن يَكون مَصيرُنا، لأنّنا أهلُ النّورِ ونَهتَدي بِالإيمانِ! فلَسنا نَقبَعُ في سَوادِ اللَّيلِ، ولا نَحنُ تائِهونَ في الضَّلالِ، فلا تَغفُلوا ولا تَناموا كَما يَفعَلُ المَذهولونَ! بل علينا أن نَكونَ أكثَر يَقظةً وأن نَضبِطَ أنفُسَنا. فمَثَلُ الّذينَ لم يَستَعِدّوا لِتَجَلّي سَيِّدِنا عيسى مَلِكًا كمَثَلِ السُّكارى في اللَّيلِ يَفقِدونَ الوَعي بما حَولَهُم. وبِما أنّنا أهلُ النّورِ المُهتَدونَ، فعَلينا أن نَنتَبِهَ ونَلبَسَ الإيمانَ والمَحَبّةَ دِرعًا، واليَقينَ بنَجاتِنا خُوذةً لنا. فلقد قَضى اللهُ القديرُ أن لا نُقاسي غَضَبَهُ، بلِ اختارَنا حَتّى نَكونَ ناجينَ بِشَفاعةِ سَيِّدِنا عيسى المَسيح! 10 فلقد ضَحّى سَيِّدُنا عيسى بِنَفسِهِ مِن أجلِنا كَي نَحيا جَميعًا مَعَهُ، سَواءٌ كُنّا أحياءً أو أمواتًا عِندَ قُدومِهِ. 11 فشَجِّعوا بَعضُكُم بَعضًا، وشُدّوا عَزائمَكُم كَما تَفعَلونَ الآنَ.
الختام
12 أيُّها الإخوانُ، إنّا نَطلُبُ مِنكُم أن تُكرِموا قادتَكُمُ المَسؤولينَ عن جَماعاتِ المُؤمنينَ بِالسَّيّدِ المَسيحِ، الّذينَ يَجتَهِدونَ في سَبيلِ الاعتِناءِ بكُم وإرشادِكُم. كان القادة المؤمنون غالبا أكثر ثراء من غيرهم في تسالونكي، وهم الذين فتحوا بيوتهم لاجتماعات المؤمنين. وبما أنّ أغلب الناس أمّيين في ذلك الزمن، والأغنياء متعلّمين، فقد كان هؤلاء قادرين على تعليم غيرهم ما جاء في الكتب السماوية.‏‏ 13 فعامِلوهُم بكُلِّ احتِرامٍ ومَحَبّةٍ مِن أجلِ ما يَفعَلونَهُ. وعِيشوا مَعًا بِسَلامٍ آمِنينَ.
14 ونُناشِدُكُم، أيُّها الإخوَةُ، أن تُرشِدوا الكَسالى وتُشَجِّعوا الخائِفينَ وتُساعِدوا الضُّعَفاء وأن تَصبِروا على جَميعِ النّاسِ. 15 واحذَروا أن يُجازي أحَدٌ مِنكُم الشَّرَّ بِشَرٍّ، بلِ اسعَوْا دائِمًا إلى الخَيرِ في تَعامُلِكُم مَعَ بَعضِكُم بَعضٍ ومَعَ الآخَرينَ. 16 كونوا دائِمًا فَرِحينَ، 17 وواظِبوا على الصَّلاةِ والدُّعاءِ، 18 واحمَدوا اللهَ على كُلِّ حالٍ، فهذا ما يُريدُهُ اللهُ مِنكُم بما أنّكُم قد آمَنتُم بِسَيِّدِنا عيسى المَسيحِ. 19 واحذَروا أن تُعيقوا عَمَلَ رُوحِ اللهِ، 20 ولا تَحتَقِروا أصحابَ كَرامةِ النّبُوءَةِ، 21 بَلِ امتَحِنوا تَفاصيلِ كَلامِهِم. وإن كانَت نُبوءَاتُهُم قد صَدَرَت فِعلاً عن اللهِ، فاعمَلوا بها. كان الحَواري بولس يعلم أنّه يوجد عدد كبير من الذين يدّعون مشاهدة رؤىً من الله، أو أنّ الله كلّفهم برسالة خاصّة، لكنّ بولس كان يحثّ المؤمنين على اختبار مثل تلك الادّعاءات ليتأكّدوا من مدى مطابقتها للوحي. 22 واجتَنِبوا كُلَّ أنواعِ الشَّرِّ.
23 ها أنا أدعو اللهَ السَّلامَ أن يَجعَلَكُم مَنذورينَ لهُ تَمامًا، وأن يَحفَظَكُم في الرُّوحِ والنَّفسِ والجِسمِ بِلا شَوائِبَ عِندَما يَتَجَلّى سَيِّدُنا عيسى المَسيحُ مَلِكًا. 24 إنَّ اللهَ الّذي اختارَكُم وَفيٌّ في تَحقيقِ وُعُودِهِ.‏
25 إخوَتي في اللهِ، ادعُوا اللهَ لنا! 26 وبِقُبلةٍ طاهِرةٍ بَلِّغوا سَلامي إلى جَميعِ الإخوةِ. 27 وإنّي أُناشدُكُم بِاسمِ سَيِّدِنا عيسى أن تَقرَؤُوا هذِهِ الرِّسالةَ على كُلِّ الإخوةِ المؤمنينَ. 28 لِيَكُنْ فَضلُ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ مَعَكُم جَميعًا!

*الفصل الخامس:1 رغم أن أتباع سيّدنا عيسى كانوا يدعونه الملك والسيّد، فقد كان عليهم الانتظار لفترة قبل تجلّيه (سلامه علينا) واستلامه منصب الملك على الأرض بشكل علني. وكان المؤمنون في تسالونكي على يقين أنه (سلامه علينا) سيتجلّى بعد فترة، وهو ما جعل بولُس يشجّعهم على انتظار تلك اللحظة بكل صبر ويقين أنّ السيد المسيح سيأتي لا محالة. وفي الثقافة السائدة آنذاك، كان جميع الناس يعلمون أنّ الأحداث المهمّة لا يمكن أن تتأخّر عن موعدها، فمثلا زيارة مسؤول مهم أو ضيف شرف أو حلول عريس في الحفل لا يتمّ إلا في الوقت المناسب. ووصول سيدنا عيسى لن يتأخّر أبدا لأنه عند تجلّيه، تكون تلك اللحظة هي الوقت المناسب لتجلّيه.

الفصل الخامس:12 كان القادة المؤمنون غالبا أكثر ثراء من غيرهم في تسالونكي، وهم الذين فتحوا بيوتهم لاجتماعات المؤمنين. وبما أنّ أغلب الناس أمّيين في ذلك الزمن، والأغنياء متعلّمين، فقد كان هؤلاء قادرين على تعليم غيرهم ما جاء في الكتب السماوية.

الفصل الخامس:21 كان الحَواري بولس يعلم أنّه يوجد عدد كبير من الذين يدّعون مشاهدة رؤىً من الله، أو أنّ الله كلّفهم برسالة خاصّة، لكنّ بولس كان يحثّ المؤمنين على اختبار مثل تلك الادّعاءات ليتأكّدوا من مدى مطابقتها للوحي.