الفصل الثّالث
قادة المؤمنين: الشّيوخ المشرفون
هذا قَولٌ صادِقٌ أمينٌ: مَن طَلَبَ أن يَكونَ شَيخًا مُشرِفًا، فقد أرادَ أن يَقومَ بِعَمَلٍ كَريمٍ.* كان الإغريق يلقّبون الشّخص الذي يدير تنظيما دينيا أو مدنيا بـ “المشرف”، واستعمل اليهود لفظة “الشّيوخ” للدّلالة على المنصب نفسه. وتستعمل العبارتان بالمعنى نفسه في الإنجيل (انظر سيرة الحواريّين 20: 17، 28؛ ورسالة تيتوس 1: 5 – 7؛ ورسالة بطرس الأولى 5: 1 – 2). لقد كان المشرف مسؤولا عن التعليم والوعظ والإرشاد (انظر رسالة تيموتاوي الأولى 3: 2، 5: 17)، وتدبير شؤون الجماعة (تيموتاوي الأولى 3: 5؛ 5: 17)، ورعاية جماعة المؤمنين وحمايتهم من الوقوع في الضّلال (سيرة الحواريين 20: 28‏-31). وعلى الشَّيخِ أن يَكونَ مُنَزِّهًا عنِ الشَّوائبِ ولا يَخونُ زَوجتَهُ، وعليهِ أن يَكونَ عاقِلاً رَصينًا، ذا حَياءٍ، مِضيافًا، قادِرًا على إرشادِ النّاسِ، ولا مُعاقَرًا للخَمرِ ولا عَنيفًا، بَل عليهِ أن يَكونَ لَطيفًا مُسالِمًا، غَيرَ طامِعٍ في المالِ. وليَكُنْ مُحسِنًا لِتَدبيرِ عائِلتِهِ، فيُنشِئُ أبناءَهُ على احتِرامِهِ فيُطيعونَهُ في كُلِّ شَيءٍ. فكَيفَ لِمَن لا يُجيدُ سِياسةَ أهلِ بَيتِهِ أن يَسوسَ جَماعةَ بَيتِ اللهِ العَظيمِ؟ وعلى المُشرِفِ على المؤمِنينَ ألاّ يَكونَ حَديثَ الإيمانِ، كَي لا يَقَعَ في الكِبرياءِ، فيَلقى العِقابَ الّذي لَقِيَهُ الشَّيطانُ. ويَجِبُ أن يَكونَ أيضًا ذا سُمعةٍ ووَقارٍ عِندَ غَيرِ المُؤمِنينَ، لِكَي لا يَلحِقَهُ اللَّومُ والاِفتِراءُ، فيَقَعَ في مِصيَدةِ الشَّيطانِ اللَّعينِ.
قادة المؤمنين: المساعدون
وكذلِكَ شأنُ المُدَبِّرينَ المُساعِدينَ: تُرجمت الكلمة اليونانية هنا بـ “الوكيل المساعد”، وتشير إلى الذين يساعدون الشّيوخ في الاعتناء بالجماعة، مثلما ساعدوا جماعة المؤمنين في أمورهم اليوميّة. وتمّ ذكر هذا المنصب لأوّل مرة باعتباره منصبا رسميّا في سيرة الحواريّين 6: 1 – 8. وقد تكون النّساء المذكورات هنا من اللّواتي تحظين بمركز هامّ بين جماعة المؤمنين، أو ربّما كنّ زوجات لبعض المسؤولين. وقد تحدّث بولس في رسالته إلى روما، عن امرأة تدعى “فيبي” وكانت تقوم بدور الوكيل المساعد (انظر رسالة روما 16: 1). وتوجد وثائق للسّلطة الرّومانية تشير إلى بعض النّساء من أتباع السيّد المسيح قمن بهذا الدور حوالي سنة 112 للميلاد. عليهِم أن يَكونوا وَقورينَ مُحتَرَمينَ، لا مُزدَوِجي لِسانٍ، وعليهِم أيضًا ألاّ يُدمِنوا الخَمرَ، ولا يَطمَعوا في الحُصولِ على المَكاسِبِ الخَسيسِة. بَل عليهِم أن يَعتَصِموا بِما كَشَفَ اللهُ مِن سِرِّ الإيمانِ بِضَميرٍ صافٍ، 10 فاختَبِروهُم في البِدايةِ، حَتّى إذا كانَ عَمَلُهُم خالٍ مِن العُيوبِ فدَعوهُم يَعمَلونَ. 11 وعلى كُلِّ امرأةٍ تَرغَبُ في خِدمةِ جَماعةِ المُؤمِنين أن تَكونَ ذاتَ هَيبةٍ، وألاّ تَفتَري على أحَدٍ، وأن تَكونَ عَفيفةً أمينةً في كُلِّ شَيءٍ. 12 وعلى الوَكيلِ المُساعِدِ أن يُخلِصَ لِزَوجَتِهِ ويُحسِنَ تَدبيرَ بَيتِهِ ورِعايةِ أبنائِهِ. 13 إنّ الّذينَ يُتقِنونَ عَمَلَهُم هذا، يَحظَونَ بِشأنٍ رَفيعٍ بَينَ النّاسِ، فيَتَمَتَّعونَ بِجُرأةٍ ويَقينٍ في إيمانِهِم بِسَيِّدِنا عيسى المَسيحِ.
السّرّ العظيم
14 يا تيمُوتاوي، ها أنا أُرسِلُ إليكَ هذا الخِطابَ وأنا أرجو أن أزورَكَ قَريبًا، 15 ولكِن ها أنا أُرسِلُهُ إليكَ حَتّى إذا ما حَدَثَ طارِئ يُؤخِّرُني عن زيارتِكُم، تَكونُ على عِلمٍ كَيفَ تَتَصَرَّفُ في بَيتِ اللهِ، أي أُمّةِ اللهِ الحَيِّ بِاعتِبارِها رُكنُ الحَقِّ وأساسُهُ المَتينُ. 16 إنّ سِرَّ نَهجِ اللهِ لا رَيبَ عَظيمٌ:
 
فلقد تَجَلّى المَسيحُ بَشَرًا سَويًّا
وجاءَ مِن رُوحِ اللهِ تأكيدٌ أنّهُ كانَ زَكيًّا
شاهَدَتْهُ المَلائِكةُ
ونُوديَ بِهِ بَينَ الشُّعوبِ
فأصبَحَ النّاسُ في كُلِّ العالَمِ بِهِ مُؤمِنينَ،
ورَفَعَهُ اللهُ إليهِ بِجَلالٍ وتَعظيمٍ. تتضمن هذه الآية جزءا من نشيد قديم.

*الفصل الثّالث:1 كان الإغريق يلقّبون الشّخص الذي يدير تنظيما دينيا أو مدنيا بـ “المشرف”، واستعمل اليهود لفظة “الشّيوخ” للدّلالة على المنصب نفسه. وتستعمل العبارتان بالمعنى نفسه في الإنجيل (انظر سيرة الحواريّين 20: 17، 28؛ ورسالة تيتوس 1: 5 – 7؛ ورسالة بطرس الأولى 5: 1 – 2). لقد كان المشرف مسؤولا عن التعليم والوعظ والإرشاد (انظر رسالة تيموتاوي الأولى 3: 2، 5: 17)، وتدبير شؤون الجماعة (تيموتاوي الأولى 3: 5؛ 5: 17)، ورعاية جماعة المؤمنين وحمايتهم من الوقوع في الضّلال (سيرة الحواريين 20: 28‏-31).

الفصل الثّالث:8 تُرجمت الكلمة اليونانية هنا بـ “الوكيل المساعد”، وتشير إلى الذين يساعدون الشّيوخ في الاعتناء بالجماعة، مثلما ساعدوا جماعة المؤمنين في أمورهم اليوميّة. وتمّ ذكر هذا المنصب لأوّل مرة باعتباره منصبا رسميّا في سيرة الحواريّين 6: 1 – 8. وقد تكون النّساء المذكورات هنا من اللّواتي تحظين بمركز هامّ بين جماعة المؤمنين، أو ربّما كنّ زوجات لبعض المسؤولين. وقد تحدّث بولس في رسالته إلى روما، عن امرأة تدعى “فيبي” وكانت تقوم بدور الوكيل المساعد (انظر رسالة روما 16: 1). وتوجد وثائق للسّلطة الرّومانية تشير إلى بعض النّساء من أتباع السيّد المسيح قمن بهذا الدور حوالي سنة 112 للميلاد.

الفصل الثّالث:16 تتضمن هذه الآية جزءا من نشيد قديم.