الفصل السّادس
نحن عباد الله المخلِصون
بما أنّنا نَعمَلُ مَعًا في سَبيلِ اللهِ، فلا تَتَقَبّلوا فَضلَ اللهِ بِاستِخفافٍ ولا تَتَجاهلوهُ.* بما أنّ بولس وأصحابَه يمثّلون السيد المسيح (سلامه علينا) في الأرض، فإذا تعرّضوا إلى معاملة سيئة من طرف المؤمنين في كورنتوس فهذا يعتبر في الحقيقة إهانة في حق السيد المسيح الذي أرسلهم. لذا ناشدهم بولُس أن يتوبوا إلى الله من جديد من خلال تصالحهم مع بولس، رسول المسيح. فلَقَد جاءَ في كِتابِ النَّبيِّ أَشعيا قَولُ اللهِ: “لقَدِ استَجَبتُ لكَ برِضائي على أُمَّتي، وساعَدتُكَ حِينَ وَهَبتَهُم النَّجاةَ”. يقتبس بولُس هنا من كتاب النبي أشعيا، 49: 8. فاعلَموا أنّ مَوعِدَ رِضى اللهِ قد حانَ. نعم، اليومَ هو يَومُ النّجاةِ!
ونَحنُ، الحَواريّونَ، نَسلُكُ سِيرةً لا تَجعَلُ أحَدًا يَضِلُّ عن الحقِّ، حَتّى لا نُلامَ في الدَّعوةِ. بل نَحنُ نُبَرهِنُ في كُلِّ الأحوالِ أنّنا عِبادُ اللهِ المُخلِصونَ: ففي سَبيلِ اللهِ تَحَمَّلنا أنواعًا مِنَ البَلاءِ والمُعاناةِ والضّيقِ والضَّربِ والسَّجنِ وشَغبِ الرَّعاعِ، والعَمَلِ الشّاقِّ، وأيّامًا لم نَرَ فيها نَومًا ولا طَعامًا. ونَحنُ نُثَبِتُ صِدقَنا بطَهارةِ الحَياةِ والعِلمِ واللُّطفِ والصَّبرِ الجَميلِ، وبحُلولِ رُوحِ اللهِ فينا وبحُبِّنا الخالِصِ للآخَرينَ، وبالكَلامِ الصّادِقِ وقُدرةِ اللهِ وسِلاحِ الحقِّ في الهُجومِ وفي الدِّفاعِ، سَواءٌ نُكَرَّمُ أو نُهانُ، وسَواءٌ نُمدَحُ أو نُلامُ. وإنّهُم ليَزعُمونَ أنّنا مُضِلّونَ كاذِبونَ دَجّالونَ، واللهُ يَشهَدُ أنّنا لصادِقونَ! لكنَّهُم لا يَعرِفونَ مَقامَنا، رَغمَ أنّنا مَعروفونَ عِندَ اللهِ، ويُقالُ إنّنا قَريبًا سنَموتُ، مَعَ أنّنا أحياءٌ في ظِلِّ أمانِ اللهِ! تُطارِدُنا السُّلطاتُ وتُعاقِبُنا، فلا نَلينُ ولا نَموتُ! 10 فهم يَنظُرونَ إلينا كحَزانى مَعَ أنّنا فَرِحونَ دائمًا! نَحنُ فُقَراءُ مَعَ أنّنا نَجعَلُ الآخَرينَ أغنياءَ! وكَأنّما لا شَيءَ في أيدينا مَعَ أنّنا باللهِ نَملِكُ الدُّنيا وما فيها!
11 يا أهلَ كورُنتوسَ الأعزاءَ، لقد كَلَّمتُكُم بصَراحةٍ، وفَتَحتُ لكُم قَلبي. 12 وما مَنَعتُ عنكُم حُبّي، ولكنَّكُم تَميلونَ إلى غَيري. أنا لا أضيقُ بكُم، وإنّما الضّيقُ في قُلوبِكُم! 13 إنّكُم عِيالي، فعامِلوني كَما أُعامِلُكُم، وافتَحوا قُلوبَكُم كَما فَتَحتُ لكُم قَلبي.
بيت الله الحي القيّوم
14 احذَروا مِن أهلِ الدُّنيا وانتَبِهوا إلى حَبائِلِهِم. هل يَتَّفِقُ الصَّلاحُ مَعَ الضَّلالِ؟ وهل يَتَّحِدُ النّورُ مَعَ الظَّلامِ؟ في لغة الوحي اليونانية الأصلية، يستخدم بولس هنا مجازيا صورة النِير وهو أداة لربط اثنين من البهائم للحراثة، لكي يشير إلى الارتباط بأهل هذه الدنيا، ويستند في هذه الصورة إلى وصيّةٍ وردت في التوراة، سفر التثنية، 22: 10، وربما كان القصد من هذه الوصية دعم تحريم التوراة لزواج المؤمنين بالوثنيين (انظر التوراة، سفر التثنية، 7: 3). 15 وهل يَتَحالَفُ المَسيحُ مَعَ الشّيطانِ؟ كذا أمرُ المؤمنِ لا يَشتَرِكُ مَعَ الوَثَنِيِّ أبَدًا، 16 وكذا بَيتُ اللهِ لا يَقبَلُ الأصنامَ.§ في لغة الوحي اليونانية الأصلية، يستخدم بولس هنا مجازيا صورة النير وهو أداة لربط اثنين من البهائم للحراثة، لكي يشير إلى الارتباط بأهل هذه الدنيا، ويستند في هذه الصورة إلى وصية وردت في التوراة، سفر التثنية، 22: 10، وربما كان القصد من هذه الوصية دعم تحريم التوراة لزواج المؤمنين بالوثنيين لأنّنا نَحنُ بَيتُ اللهِ الحَيِّ القَيّومِ، وهو ما قالَهُ اللهُ في كُتُبِ الأوَّلينَ: “إنّي سأسكُنُ في قُلوبِهِم وأتَحَرَّكُ بَينَهُم، فأنا سأكونُ لهُم رَبًّا، وهم سيَكونونَ أُمَّتي”. 17 لذا، علينا أن نَعمَلَ كَما قالَ اللهُ تَعالى على لِسانِ النّبِيِّ أشعيا: “اخرُجوا مِن بَينِ الأشرارِ وانبُذوهُم. واجتَنِبوا نَجاسَتَهُم وأنا أتَقَبَّلُكُم”.* يقتبس بولُس هنا من كتاب النبي أشعيا، 52: 11. 18 وقالَ تَعالى أيضًا: “أنا أكونُ لكُم في مَقام الأبِ، وأنتُم عِيالي، بَنونَ وبَنات مِن أهلِ بَيتي”. يبدو أنَّ بولُس يطبّق في هذا الموقع كلمات الله التي تتعلّق بالمسيح الملك المنتظر على جماعة أتباع سيدنا عيسى (انظر كتاب النبي صموئيل الثاني، 7: 14).

*الفصل السّادس:1 بما أنّ بولس وأصحابَه يمثّلون السيد المسيح (سلامه علينا) في الأرض، فإذا تعرّضوا إلى معاملة سيئة من طرف المؤمنين في كورنتوس فهذا يعتبر في الحقيقة إهانة في حق السيد المسيح الذي أرسلهم. لذا ناشدهم بولُس أن يتوبوا إلى الله من جديد من خلال تصالحهم مع بولس، رسول المسيح.

الفصل السّادس:2 يقتبس بولُس هنا من كتاب النبي أشعيا، 49: 8.

الفصل السّادس:14 في لغة الوحي اليونانية الأصلية، يستخدم بولس هنا مجازيا صورة النِير وهو أداة لربط اثنين من البهائم للحراثة، لكي يشير إلى الارتباط بأهل هذه الدنيا، ويستند في هذه الصورة إلى وصيّةٍ وردت في التوراة، سفر التثنية، 22: 10، وربما كان القصد من هذه الوصية دعم تحريم التوراة لزواج المؤمنين بالوثنيين (انظر التوراة، سفر التثنية، 7: 3).

§الفصل السّادس:16 في لغة الوحي اليونانية الأصلية، يستخدم بولس هنا مجازيا صورة النير وهو أداة لربط اثنين من البهائم للحراثة، لكي يشير إلى الارتباط بأهل هذه الدنيا، ويستند في هذه الصورة إلى وصية وردت في التوراة، سفر التثنية، 22: 10، وربما كان القصد من هذه الوصية دعم تحريم التوراة لزواج المؤمنين بالوثنيين

*الفصل السّادس:17 يقتبس بولُس هنا من كتاب النبي أشعيا، 52: 11.

الفصل السّادس:18 يبدو أنَّ بولُس يطبّق في هذا الموقع كلمات الله التي تتعلّق بالمسيح الملك المنتظر على جماعة أتباع سيدنا عيسى (انظر كتاب النبي صموئيل الثاني، 7: 14).