الفصل التّاسع
مساهمات من أجل الإخوة الفقراء في القدس
في الحَقيقةِ، لا داعي أن أُكَرِّرَ كَلامي بخُصوصِ مُساهَمَتِكُم في مُساعَدةِ إخوانِكُم المؤمنينَ في القُدسِ، فإنّي مُتَأكِّدٌ مِن حَماسِكُم لهذا الأمرِ. ولقد افتَخَرتُ بهذا الحَماسِ بَينَ الإخوةِ في مَقدونِيا في شِمالِ اليونانِ وقُلتُ لهُم: “إخوَتُكُم في الجَنوبِ كانوا مُستَعِدّينَ للتَّبَرُّعِ مُنذُ السَّنةِ الماضيَةِ”. وهذا ما شَجَّعَ أكثَرَهُم للتَّبَرُّعِ أيضًا. فأرسَلتُ إليكُم الإخوةَ الّذينَ ذَكَرتُهُم آنِفًا لأتَيَقَّنَ أنّكُم بالفِعلِ مُستَعِدّونَ كَما أخبَرتُهُم، وقد جَمَعتُم كُلَّ مُساهَماتِكُم، حتّى لا يَظهرَ افتِخاري بكُم في هذا الأمرِ باطِلاً. فإذا رافَقَني بَعضُ المؤمنينَ مِن الشِّمالِ في زيارةِ إليكُم، ثُمّ رأوا أنّكُم غَيرُ مُستَعِدّينَ لتَقديمِ التَّبَرُّعاتِ، أصابَنا الحَرَجُ لأنّنا كُنّا على ثِقةٍ كَبيرةٍ بوعودِكُم، ولا شَكَّ أنّ الحَرَجَ سيُصيبُكُم أيضًا. لذا استَحسَنتُ أن أُرسِلَ إليكُم هؤلاءِ الإخوةَ قَبلَ وصولي، حتّى يَتأكَّدوا أنّكُم جَمَعتُم ما وَعَدتُم بِهِ مِن تَبَرُّعاتٍ وَفيرةٍ. فعِندَما أصِلُ، تَكونُ تَبَرُّعاتُكُم جاهِزةً هَديَّةً تُقدِّمونَها بكُلِّ فَرَحٍ، ما أنتُم عليها بمُجبَرينَ. وتَذَكَّروا، يا أحبابي، أنَّ منَ زَرَعَ قَليلاً يَجني قَليلاً، ومَن زَرَعَ كَثيرًا يَجني كَثيرًا. فعلى كُلِّ واحِدٍ مِنكُم أن يَتَبَرَّعَ حَسَبَ نيَّتِهِ فلا يَكونَ مُتَرَدِّدًا ولا مُجبَرًا، لأنَّ اللهَ يُحِبُّ مَن يُعطي بِسُرورٍ.* يلمِّح الجزء الأول من كلام بولس هنا إلى التوراة، سفر الخروج، 25: 2, 35: 5, 35: 21‏-22 ، وسفر التثنية، 15: 10. واللهُ قادِرٌ على إغنائِكُم بوافِرِ النِّعَمِ، فتَفيضُ عليكُم بما يَفوقُ حاجَتَكُم ويَزيدُ لتَتَبَرَّعوا بِهِ، كَما جاءَ في الزَّبورِ الشَّريفِ: “يَتَصَدَّقُ الصّالِحونَ للفُقَراءِ بسَخاءٍ، ويَذكُرُ اللهُ إحسانَهُم إلى الأبَدِ”. يقتبس بولُس هنا من كتاب الزبور، مزمور 112: 9، وهي فقرة تشير إلى الشخص الذي يتَّكِلُ على الله ويوزّع المال على الفقراء والمساكين.
10 إنّ اللهَ هو الّذي يَرزُقُ أصحابَ الزَّرعِ بالبُذورِ فيَزرَعونَ، وبالقوتِ فيأْكُلونَ، وهو الّذي يَرزُقُكُم رِزقًا يُغنيكُم، حَتّى إنّكُم تَأخُذونَ مِنهُ عَطاءً لإخوانِكُم بسَخاءٍ، 11 وسيُغنيكُم بكُلِّ النِّعمِ فتَكونوا دائمًا مِن أهلِ البِرِّ، حتّى إذا وَزَّعَنا صَدَقاتِكُم على فُقَراءِ المؤمنينَ في القُدسِ لَهَجوا بالحَمدِ للهِ. 12 فما تُقَدِّمونَهُ مِن إحسانٍ لا يَفيضُ على حاجاتِ إخوتِنا في الإيمانِ فقط، بل يَجعَلُهُم شاكِرينَ للهِ أيضًا. 13 ونَتيجةَ عَمَلِكُم الصّالِحِ هي أنّ أتباعَ السّيِّدِ المَسيحِ مِن اليَهودِ في القُدسِ سيُسَبِّحونَ للهِ شاكِرينَ، لأنَّ سَخاءَكُم لهم ولجَميعِ المؤمنينَ سيُثَبِّتُ طاعتَكُم لبُشرى السَّيِّدِ المَسيحِ. 14 وسيَتَوَجَّهونَ مِن أجلِكُم بالدُّعاءِ للهِ أيضًا بما يَحمِلونَهُ مِن مَحبَّةٍ عَميقةٍ في قُلوبِهم تُجاهَكُم، لأنَّهم تَيَقَّنوا أنّ فَضلَ اللهِ فائقٌ فيكُم. 15 فالحَمدُ للهِ على هذِهِ الهِبةِ الّتي تَفوقُ الوَصفَ!

*الفصل التّاسع:7 يلمِّح الجزء الأول من كلام بولس هنا إلى التوراة، سفر الخروج، 25: 2, 35: 5, 35: 21‏-22 ، وسفر التثنية، 15: 10.

الفصل التّاسع:9 يقتبس بولُس هنا من كتاب الزبور، مزمور 112: 9، وهي فقرة تشير إلى الشخص الذي يتَّكِلُ على الله ويوزّع المال على الفقراء والمساكين.