الفصل الثّامن
عيسى (سلامُهُ علينا) والمرأة الزّانية
واتَّجَهَ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) إلى جَبَلِ الزَّيتونِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى حَرَمِ بَيتِ اللهِ فَجرًا، حَيثُ تَجَمهَرَ حَولَهُ النّاسُ، فجَلَسَ بَينَهُم يُرشِدُهُم. وبَعدَ هُنَيهَةٍ جاءَهُ الفُقهاءُ والمُتشدِّدُونَ بامرأةٍ ضُبِطَت أثناءَ الزِّنى، وأَوقَفُوها أمامَ الجُموعِ وقالوا لعيسى (سلامُهُ علينا): “أيُّها المُعَلِّمُ، لقد ضَبَطوا هذِهِ المَرأة وهي تَزنِي، وجاءَ في تَوراةِ سَيِّدِنا موسى أنَّ الزّانِيةَ تُرجَمَ حتّى المَوتِ، فماذا تَقولُ؟” وقد كانَ في سُؤالِهِم ذاكَ مَكيدةٌ يُوقِعونَ بها عيسى (سلامُهُ علينا) ليَتَّهِموهُ ويُحاكِمُوهُ.* كان محظورًا على اليهود القيام بعملية الإعدام في ظلّ الاحتلال الروماني. لذلك، فإنْ وافقهم سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا) وطلب رجم تلك المرأة حتّى الموت، يكون بذلك قد خالف القانون الروماني، وإن برّأها يكون (سلامُهُ علينا) قد خالف شريعة التوراة، فيجدون حينها التّهمة التي يريدون تلفيقها له. أمّا سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) فانحَنى يَخُطُّ على الأرضِ بأصبعِهِ. وعِندَما ألِحُّوا عليهِ بالسُّؤالِ، اعتَدَلَ في جَلستِهِ، وقالَ لهُم: “مَن كانَ مِنكُم بِلا خَطيئةٍ، فَليَرمِها أوَّلاً بحَجَرٍ”. ثُمَّ عادَ للانحِناءِ والكِتابةِ على الأرضِ. وعِندَما سَمِعوا قولَهُ ذلِكَ، أَخَذوا يَنصَرِفونَ الواحِدُ إثرَ الآخَر ابتِداءً مِن كِبارِهِم، حتّى لم يَبقَ سِوى عيسى (سلامُهُ علينا) والمَرأةِ الواقِفةِ وَسَطَ الجُموعِ. 10 فاعتَدَلَ (سلامُهُ علينا) في جَلستِهِ وخاطَبَها قائلاً: “أيَّتُها المَرأةُ، أينَ ذَهَبَ مَنِ اتّهَموكِ؟ ألم يَبقَ أحَدٌ ليَحكُمَ عليكِ بالإِعدامِ؟” 11 فأجابَتهُ: “كَلاّ يا سَيِّدي”. فقالَ لها: “أنا أيضًا لا أحكُمُ عليكِ. اذهَبي ولا تَعودِي إلى ارتِكابِ الخَطايا”.
عيسى (سلامُهُ علينا) نور العالم
12 ثُمَّ أخَذَ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) يُحَدِّثُ النّاسَ: “أنا هو نورُ العالَمِ، مَن يَتبَعُني فلا يَمشِي في الظُّلُماتِ، لأنِّي سأُنعِمُ عليهِ بنورِ الحَياةِ”. 13 فقالَ لَهُ بَعضٌ مِن طائفةِ المُتَشَدِّدينَ: “إنّكَ تَشهَدُ لِنَفسِكَ وتِلكَ شَهادةٌ لا تَصُحُّ”. 14 فأجابَهُم (سلامُهُ علينا): “مَعَ أنِّي أشهَدُ لنَفسي، فشَهادَتي حَقٌّ، لأنّي أعلَمُ مِن أَينَ جِئتُ وإلى أينَ أذهَبُ، أمّا أنتُم فتَجهَلونَ ذلِكَ. 15 وأحكامُكُم عليَّ مَحدودةٌ بمَقاييسِ البَشَرِ. لَيسَ لي أن أحكُمَ على أحَدٍ، 16 وإذا حَكَمتُ فحُكمي صَحيحٌ لأنِّي لا أحكُمُ وَحدي، بل أحكُمُ أنا والوَليُّ الَّذي أرسَلَني. 17 وقد جاءَ عِندَكُم في التّوراةِ أنّ الشَّهادةَ لا تَصُحُّ إلاّ بشاهِدَينِ، 18 وها إنّ الوَليَّ الّذي أرسَلَني يَشهَدُ لي، كَما أشهَدُ لِنَفسي”. 19 فقالوا لهُ: “وأينَ وَليُّكَ؟” فأجابَهُم (سلامُهُ علينا): “أنتُم إيّايَ تَجهَلونَ، لذلِكَ تَجهَلونَ وَلِيِّي أيضًا. ولو أنّكُم عَرَفتُم حَقيقَتي لعَرَفتُم مَن هُوَ وَلِيِّي”. 20 قالَ ذلِكَ وهو يُعَلِّمُ النَّاسَ عِندَ بَيتِ المَالِ في الحَرَمِ الشَّريفِ، ولم يَقدِرْ أحَدٌ على القَبضِ عليهِ، لأنّ ساعتَهُ لم تَحِن بَعدُ.
عيسى (سلامُهُ علينا) ينذر من حوله
21 ثُمّ تابَعَ (سلامُهُ علينا) حَديثَهُ مَعَ مَن حَولَهُ وقالَ لهُم: “سأرحَلُ عَنكُم وتَظَلُّونَ تَبحَثونَ عَنِ المَسيحِ المُنتَظَرِ دونَ طائِلٍ، المقصود أنّ هؤلاء لم تكن لديهم لا القناعة ولا الإيمان بأنّه المسيح المنتظر حقًا، لذلك سيظلون يبحثون عن المسيح المنتظر بلا طائل. فتَموتونَ ولمّا تُغفَرْ ذُنوبُكُم وخَطاياكُم، ولن تستَطيعوا الوُصولَ إلى حَيثُ أنا ذاهِبٌ”. 22 وتَساءَلَ حِينَئذٍ قادةُ اليَهودِ فيما بَينَهُم: “أيُّ مَعنًى لقَولِهِ “لن تَستَطيعوا الوُصولَ إلى حَيثُ أنا ذاهِبٌ؟” هل يُريدُ أن يَقتُلَ نَفسَهُ؟!” 23 فأجابَهُم بقَولِهِ: “أنتُم مِن أهلِ الدُّنيا، وأنا مِنَ السَّماءِ. أنتُم مِن هذا العالَمِ وأنا لَستُ مِنهُ، 24 لذلِكَ أقُولُ لكُم: “إن لم تُؤمِنوا بي، فستَموتونَ وخَطاياكُم غَيرُ مَغفورَةٍ”. 25 فقالوا لهُ: “ومَن تَكونُ أنتَ؟!” فأجابَهُم سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا): “أنا مَن أعلَنتُ ذاتي لكُم مُنذُ البِدايةِ، 26 وما زالَ عِندي الكَثيرُ مِن الأُمورِ الَّتي أتَحَدَّثُ فيها عَنكُم، وأُدينُكُم مِن خِلالِها. إنّ الَّذي أرسَلَني هو الحَقُّ، ولا أُخبِرُ العالَمَ إلاّ بما سَمِعتُهُ مِنهُ” 27 ولم يُدرِك هؤلاءِ أنَّهُ (سلامُهُ علينا) كانَ يُشيرُ إلى اللهِ وَليّهِ الحَميمِ. 28 واستَمَرَّ يَقولُ: “الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُم: إنّهُ مَتَى تُعَلِّقونَ سَيِّدَ البَشَرِ على الخَشبةِ، ستُدرِكونَ حَقيقَتي، وأنّ ما يَصدُرُ عنِّي مِن أعمالٍ لَيسَ مِن تِلقاءِ نَفسي، إنَّما أتَكَلِّمُ بسُلطةٍ مِن اللهِ أبي الصَّمَدِ، 29 فهو الّذي أرسَلَني وهو مَعي دائمًا ولا يَترُكُني، وأنا أعمَلُ على الدَّوامِ حَسَبَ مَرضاتِهِ”. 30 فآمَنَ بِهِ كَثيرونَ.
أولاد النّبيّ إبراهيم (عليه السّلام)
31 ثُمَّ التَفَتَ إلى الفِئةِ الّتي آمَنَت بِهِ مِنَ اليَهودِ قائلاً: “أنتُم حَقًّا أتباعي إن تَمَسَّكتُم بتَعاليمي، 32 وستَعرِفونَ الحَقَّ، والحقُّ يُحرِّرُكُم”. 33 فقالوا: “إنّنا أحفادُ النَّبيِّ إبراهيمَ، فكَيفَ تَقولُ إنّنا سنُصبِحُ أحرارًا ولم نَكُن في يومٍ مِنَ الأيّامِ عَبيدًا لأحَدٍ؟!” كان اليهود، لكونهم من سلالة النبي إبراهيم (عليه السّلام)، يعتقدون أنّهم في غنى عن أيّ مرشد روحي أو عن أيّ مخلّص يحرّرهم من العبودية. ولكنّ سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا) يقرّر هنا أنّ الانتماء إلى سلالة النبي إبراهيم، أو أيّة سلالة أخرى، لا يعني تميّزًا عن الآخرين، ولا يخلق تفاضلاً بين البشر. 34 فأجابَهُم سَيّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا): “الحقَّ أقُولُ لكُم: الإنسانُ عَبدٌ للخَطيئةِ الّتي يَرتكِبُها، 35‏-36 وكَما يَبقى ابنُ السّيّدِ في دارِ أبيهِ، في حينِ لا يَحقُّ للعَبدِ أن يَبقى في هذِهِ الدّارِ، كذلِكَ أنتُم، يا عَبيدَ الخَطايا والمَعاصي، لَيسَ لكُم بَقاءٌ في الدّارِ الأبَديّةِ. أمّا أنا، فأحظى بمَقامِ ابنِ البَيتِ، وأملِكُ حقَّ التَّصَرُّفِ بتِلكَ الدّارِ الأبَديّةِ، وإن حَرَّرتُكُم أنا بسُلطاني، تَكونونَ في الحَقيقةِ أحرارًا. 37 وإنّي على يَقينٍ أنّكُم أحفادُ النَّبيِّ إبراهيمَ، ولكنَّكُم تَسعَوْنَ إلى قَتلي وصُدُورَكُم عَن كَلِمَتي تُغلِقونَ. 38 وأنا أُحَدِّثُكُم بِما سَمِعتُهُ مِن وَلِيِّي، أمّا أنتُم فتَعمَلونَ بِما حَدَّثَكُم بِهِ وليُّكُم.” 39 فأجابوهُ بقَولِهِم: “إبراهيمُ أبونا”. فقالَ لهُم (سلامُهُ علينا): “لو كُنتُم حَقًّا أولادَهُ لَعَمِلتُم بِسُنَّتِهِ وسِيرتِهِ، 40 ولكنَّكُم تَبغونَ قَتلي، قَتلي أنا الّذي حَدَّثتُكُم بالحَقِّ الّذي تَعَلَّمتُهُ مِنَ اللهِ، وما كانَ إبراهيمُ لِيَفعَلَ ما تَفعلونَ! 41 وإنّكُم إذ تَقترِفونَ ما تَقترِفونَ، تَسيرونَ في رِكابِ وَليِّكُم اللَّعينِ!” فقالوا:”كَيفَ تَتَّهِمُنا بِعَدَمِ نَقاءِ أصْلِنا؟ ونحنُ مِن سُلالةِ النّبيِّ إبراهيمَ الشَّريفِ! وما لنا وَليٌّ غَيرُ اللهِ!”§ كان اليهود يعتبرون أنّ مَن لا يجري في عروقه دم النبي إبراهيم (عليه السّلام) ليس من شعب الله المختار. وقد فهم قادة اليهود أنّ سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا) كان يتّهمهم بأنهّم خليط أنسال ولا تجري في عروقهم دماء أصيلة، في حين أنّه (سلامُهُ علينا) كان يقصِدُ أنّهم كانوا يقلّدون الشيطان الذي كان وليّهم الحقيقي.
42 فقالَ لهُم سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا): “لو كانَ اللهُ وَليَّكُم فِعلاً لأحبَبتُموني، لأنّني مِن عِندِهِ جِئتُ وعَن حَضرَتِهِ صَدَرتُ، فهو وَحدَهُ الّذي أَرسَلَني، ولم آتِ مِن تِلقاءِ نَفسي. 43‏-44 هل تَعلَمونَ لِماذا لا تَفهَمونَ كَلامي وتَرفُضونَ رِسالتي؟ ذلِكَ لِكَونِكُم أعوانَ إبليسَ وهو وَليُّكُم، لهذا لَيسَ لكُم المَقدرة على ذلكَ. لِذا أنتُم تَميلونَ لإرضاءِ رَغَباتِهِ لأَنَّهُ هو الَّذي يَسعَى مُنذُ البَدءِ إلى هَلاكِ العَالَمينَ، وقدِ انحَرَفَ عن الحَقِّ، ولَيسَ للحقِّ سَبيلٌ إليهِ. ولَيسَ كِذبُهُ -إن كَذِبَ- عَجَبًا، فذاكَ طَبعُهُ، فهو كَذّابٌ وما بِدايةُ الكِذِبِ إلاّ مِنهُ. 45 لذلِكَ عِندَما أُحَدِّثُكُم بالحَقِّ فمِنَ الطَّبيعي ألاّ تُصدِّقوني. 46 ومَن مِنكُم يَستَطيعُ أن يُبَرهِنَ على خَطيئةٍ ارتَكبتُها؟ إنّي لأقولُ لكُم الحقَّ فلِماذا لا تُصَدِّقونَني؟ 47 مَن كانَ مِن أهلِ اللهِ أَصغى لكَلامِ اللهِ بِكُلِّ سُرورٍ، ولكِنّكُم لكَلامِي رافِضونَ لأنّكُم لَستُم مِن أهلِ اللهِ”.
وجود عيسى (سلامُهُ علينا) قبل النّبيّ إبراهيم (عليه السّلام)
48 فقالَ بَعضُهم: “ألَيسَ في قَولِنا الحَقُّ: ما أنتَ إلاّ سامِريٌّ يَسكُنُهُ شَيطانٌ”.* كان السامريون واليهود على خلاف مستمرّ، فكلّ فريق منهما كان يتّهم الآخر بأنّه ليس من أصل نقيّ. لذلك ظنّ اليهود أنّ المسيح (سلامُهُ علينا) إنّما يقف في صفّ أعدائهم السامريين لأنّه أخذ يشكّك في انتمائهم إلى النبي إبراهيم (عليه السّلام)، فتحدَّوه بقولهم إنّ مسًّا شيطانيًا أصابه، وهذا يعني أنَّه من المستحيل أن يكون نبيًّا. 49 فأجابَهُم: “لَيسَ مِن شَيطانٍ يَسكُنُني، إنّما أُمَجِّدُ اللهَ أبي الصَّمَدَ الّذي أرسَلَني، وأنتُم تُهينونَني بكَلامِكُم! 50 ولا أُريدُ تَكريمًا لِنَفسي، بلِ اللهُ هو مَن يُكَرِّمُني، فَليَحكُم اللهُ بَيني وبَينَكُم وهو خَيرُ الحاكِمينَ. 51 والحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لكُم، إنّ مَن يُطيعُ كلامِي ويَتَّخِذُ سُنَّتي مِنهاجًا، فلَهُ الخُلودُ ولا يَمَسُّهُ المَوتُ”. 52 فبادَرَهُ القَومُ بِقَولِهِم: “الآنَ أيقَنَّا، أنّكَ مَسكونٌ بشَيطانٍ! فكَيفَ تدّعي أنّ مَن يَتّبعُ تَعاليمَكَ لا يَطالُهُ المَوتُ، وكُلّ مَن في هذِهِ الحَياةِ تُرَدُّ عليهِم حِجَارةُ اللُّحُودِ؟ كَذا كانَ حالُ أبينا إبراهيمَ والأنبياءِ مِن بَعدِهِ، الَّذينَ ماتوا أجمَعينَ، 53 فهل أنتَ أعظمُ مِن النّبيِّ إبراهيمَ أو مِن باقي الأنبياءِ الّذينَ قَضَوا مِن سِنين، مَن تَخالُ نَفسَكَ في العالَمينَ؟” 54‏-55 فأجابَهُم (سلامُهُ علينا): “إن رَفَعتُ مَكَانَتي بَينَكُم، فلَيسَ ذلكَ بِشَيءٍ يُقابِلُ المَكانةَ الرّفيعةَ الّتي يَرفَعُني إليها اللهُ أبي الصَّمَدُ في الدُّنيا والآخِرة، وإنّكُم لتَدَّعونَ أنّهُ ربُّكُم، رَغمَ أنّكُم لا تَعرِفونَهُ! أمّا أنا فأعرِفُهُ، وأسلُكُ مِنهاجَهُ، فإن قُلتُ غَيرَ ذلكَ أكونُ مِثلَكُم كاذِبًا. 56 لقد تَشَوَّقَ أبوكُم إبراهيمُ أن يَرى يَومَ مَجيئي، فرآهُ وابتَهَجَ ابتِهاجًا عَظيمًا”. 57 فانبَرَوا قائلينَ: “كَيفَ رأيتَ النّبيَّ إبراهيمَ ولمّا تَبلُغْ مِن عُمرِكَ الخَمسينَ؟!” 58 فأجابَهُم بقولِهِ: “الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُم، قد كُنتُ قَبلَ أن يُولَدَ إبراهيمُ”. 59 فتَناوَلوا حِجارةً ليَرجُموهُ، ولكِنّهُ (سلامُهُ علينا) اختَفى عَنِ الأنظارِ، وانسَحَبَ خارِجَ الحَرَمِ الشَّرِيفِ.

*الفصل الثّامن:6 كان محظورًا على اليهود القيام بعملية الإعدام في ظلّ الاحتلال الروماني. لذلك، فإنْ وافقهم سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا) وطلب رجم تلك المرأة حتّى الموت، يكون بذلك قد خالف القانون الروماني، وإن برّأها يكون (سلامُهُ علينا) قد خالف شريعة التوراة، فيجدون حينها التّهمة التي يريدون تلفيقها له.

الفصل الثّامن:21 المقصود أنّ هؤلاء لم تكن لديهم لا القناعة ولا الإيمان بأنّه المسيح المنتظر حقًا، لذلك سيظلون يبحثون عن المسيح المنتظر بلا طائل.

الفصل الثّامن:33 كان اليهود، لكونهم من سلالة النبي إبراهيم (عليه السّلام)، يعتقدون أنّهم في غنى عن أيّ مرشد روحي أو عن أيّ مخلّص يحرّرهم من العبودية. ولكنّ سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا) يقرّر هنا أنّ الانتماء إلى سلالة النبي إبراهيم، أو أيّة سلالة أخرى، لا يعني تميّزًا عن الآخرين، ولا يخلق تفاضلاً بين البشر.

§الفصل الثّامن:41 كان اليهود يعتبرون أنّ مَن لا يجري في عروقه دم النبي إبراهيم (عليه السّلام) ليس من شعب الله المختار. وقد فهم قادة اليهود أنّ سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا) كان يتّهمهم بأنهّم خليط أنسال ولا تجري في عروقهم دماء أصيلة، في حين أنّه (سلامُهُ علينا) كان يقصِدُ أنّهم كانوا يقلّدون الشيطان الذي كان وليّهم الحقيقي.

*الفصل الثّامن:48 كان السامريون واليهود على خلاف مستمرّ، فكلّ فريق منهما كان يتّهم الآخر بأنّه ليس من أصل نقيّ. لذلك ظنّ اليهود أنّ المسيح (سلامُهُ علينا) إنّما يقف في صفّ أعدائهم السامريين لأنّه أخذ يشكّك في انتمائهم إلى النبي إبراهيم (عليه السّلام)، فتحدَّوه بقولهم إنّ مسًّا شيطانيًا أصابه، وهذا يعني أنَّه من المستحيل أن يكون نبيًّا.