الفصل الخامس
أخلاق أهل المملكة الرّبّانيّة
وذاتَ يومٍ أبصَرَ (سلامُهُ علينا) حُشودًا مِن النّاسِ تَتبَعُهُ فصَعِدَ جَبَلاً وجَلَسَ هُناكَ، فاقتَرَبَ مِنهُ أتباعُهُ وأحاطوا بِهِ، فبَدَأ يُعَلِّمُهم:* هذه الكلمات هي ما يُدعى عادة “الموعظة على الجبل”، وهذا مشابه لتعليم السيد المسيح كما ورد في الوحي الذي سجّله لوقا، الفصل 6 ويدعى “الموعظة على السهل”. وهناك اختلاف بين علماء الإنجيل فيما إذا كانتا روايتين مختلفتين، أو رواية واحدة اختُلِف في تسجيل تفاصيلها.
 
“هَنيئًا للفُقراءِ إلى اللهِ،
فإنّ لهُم نَصيبًا في مَملكةَ اللهِ الأبَديةِ.
هَنيئًا للحَزانى مِن قَهرٍ أو ظُلم،
لأن اللهَ يُواسيهِم على ذلِكَ.
هَنيئًا للوُدَعاء مِن النَّاسِ،
لأنّهُم وَرَثةُ الأرضِ.
هَنيئًا للجياعِ المُتَعَطّشينَ إلى الحقِّ،
فسيُرضيهُم اللهُ ويُنصِفُهُم.
هَنيئًا للرُّحَماءِ مَعَ النّاسِ،
فإنّهُم عِندَ ربِّهِم مَرحومونَ.
هَنيئًا لأنقياءِ القَلبِ،
فإنّهُم برؤيةِ اللهِ يَنعمونَ.
هَنيئًا لصانعي السّلامِ بَينَ النّاسِ،
فإنّهُم عِيالَ الله يُدعَونَ.
10 هَنيئًا للمُستَضعَفينَ في سَبيلِ اللهِ،
فإنّهُم في مَملكةِ الله يُقيمونَ. إنّ العديد من اليهود كانوا يعتقدون بأنّ المملكة الرّبّانيّة سوف تُعلَن من خلال حرب عظيمة وبقوّة السلاح. وقد وعد بها سيّدنا المسيح الفقراء إلى الله، الودعاء، صانعي السلام، والمستضعفين في سبيله تعالى.
11 هنيئًا لكُم عِندَما تُشتَمُونَ وَتُضطَهَدُونَ، ويُفتَرَى عليكُم بتُهَمِ الزُّور لأنّكُم أنصاري! 12 افرَحوا وابتَهِجوا، ولا تَتَعَجّبوا مِن طَلَبي هذا، فإنّ اللهَ سيُجازيكُم جَزاءً كَبيرًا، لأنّ هذا الشَّعبَ سيَضطهِدُكُم كَما اضطَهَدَ الأنبياءَ مِن قَبلِكُم. كان يعتقد الكثير من اليهود بأنّه لم يبق هناك أنبياء كما في العهود السابقة. لذا فإنّ مقارنة سيّدنا عيسى لأتباعه بالأنبياء يشير إلى أن لديهم مهمّة شاقّة غير عاديّة.
يا أتباعي أنتم الملح والنّور
13 وتابَعَ (سلامُهُ علينا) حَديثَهُ لأتباعِهِ قائلاً: “أنتُم مِلحُ هذِهِ الأرضِ! لكنْ إذا فَقَدَ المِلحُ مُلوحَتَهُ، فمَن يُعيدُها إليهِ؟ فيُصبِحُ عِندئذٍ لا نَفعَ فيهِ فيُرمى ويُداس. 14 أنتُم نورُ هذا العالَمِ! أنتُم مِثلَ مَدينةٍ مَبنيّةٍ على قِمّةِ جَبَل، ظاهِرةٌ للعيانِ على الدّوامِ. 15 وأقولُ لكُم: هل يُوجدُ إنسانٌ عاقِلٌ يوقدُ مِصباحَهُ فيَحجُبَ نورَهُ بوِعاءٍ يَضعَهُ فوقَهُ؟ كَلاّ! إنّهُ يَختارُ لهُ مَكانًا عاليًا ليُضيءَ نورُ هذا المِصباحِ دُروبَ القابِعينَ في الظُّلُمات. 16 وكذلِكَ أنتُم، نورُ اللهِ في الأرضِ، تُضيئونَ سُبُلَ النّاسِ بنورِكُم، مِن خِلالِ أعمالِكُم الخَيِّرةِ فتَجعَلونَ النّاسَ يَتَوَجَهَّونَ إلى اللهِ أبيكُم الرَّحمنِ في عُلاه بالشُّكرِ والتَّسبيحِ”.
عيسى (سلامُهُ علينا) والكتب السّماويّة
17 ثُمّ خاطَبَهُم (سلامُهُ علينا) قائلاً: “لا يَظُنَنَّ أحَدٌ مِنكُم أنِّي جِئتُ لنَسخِ التَّوراةِ أو مَحوِ ما في كُتُبِ الأنبياءِ. إنّما بُعِثتُ لأُتمِّمَها! 18 والحقَّ أقولُ لكُم، لن يَتَغَيَّرَ مِن الكِتابِ حَرفٌ ولن تُحذَف مِنهُ نُقطةٌ، ما دامَت السَّماواتُ والأرضُ، حتّى يَتِمَّ كُلُّ ما جاءَ فيها. 19 فكُلُّ مَن خالَفَ أبسَطَ وَصيّةٍ مِن وَصاياهُ، ودَفَعَ النّاسَ إلى ذلكَ، فستَكونُ لهُ أدنى مَكانةٍ في المَملكةِ الّتي وَعَدَ اللهُ بِها. أمّا مَن عَمِلَ بهذِهِ الوَصايا وعَلَّمَها، فلهُ المَقامُ الرَّفيعُ في تِلكَ المَملكةِ. 20 وأقولُ لكُم: إن لم يَتَفَوَّق سَعْيُكم لمَرضاةِ اللهِ على سَعي الفُقهاءِ وأعضاءِ طائفةِ المُتَشَدِّدينَ فلن تَنعَموا بالانضِمامِ إلى أهلِ مَملكةِ اللهِ.§ لقد كان المتشدّدون من رجال الدين ذوي شأن عظيم في ذلك الوقت، وكان الفقهاء من أعظم الخبراء في التوراة. وبينما كان يقول المتشدّدون إنّ المهمّ هو النيّة، فإنّهم لم يكونوا يعملون بما يجاهرون به.
مبتغى وصايا التّوراة
21 ثُمّ تابَعَ (سلامُهُ علينا) قائلاً: “إنّكُم تَعلَمونَ الوَصيّةَ الّتي جاءَت لآبائِكُم الأوّلينَ في التَّوراةِ، تِلكَ الّتي تَقولُ: “لا تَقتُلْ، ومَن فَعَلَ ذلِكَ يَمثُلُ أمامَ القَضاء”. 22 ها أنا أُوَضِّحُ لكُم مَضمونَ هذِهِ الوَصيّة: مَن سَلَّمَ نَفسَهُ إلى الغَضَبِ مِن أخيهِ المؤمنِ، فعليهِ أن يُواجهَ القَضاءَ. ومَن قالَ مِنكُم لأخيهِ: “يا أحمَقُ” فعليهِ أن يَقِفَ صاغِرًا أمامَ حُكمِ المَجلِسِ الأعلى، وإن دَعا أحَدُكُم أخاهُ قائلا: “يا كافِرُ” فسيُواجِهُ العَذابَ في النّار. 23 وإن جاءَ أحَدُكُم بأضحيتِهِ ليُقدِّمَها للهِ في الحَرَمِ القُدسيّ، ثُمّ تَذَكَّرَ أنّ لأخيهِ المؤمنِ عليهِ شَيئًا، 24 فلْيَترُكْ أضحيتَهُ عِندَ المَذبَحِ، ولْيُبادِرْ إلى مُصالَحةِ أخيهِ، ثُمّ يَعودُ بَعدَئذٍ إلى تَقديمِ الأُضحيةِ.* حتّى في عهود الأنبياء القديمة، كان الله تعالى يتقبّل فقط القرابين التي كان الشخص الذي يقدّمها على علاقة جيّدة بربّه وبجيرانه. 25 دَعُوني أضرِب لكُم مَثَلاً آخر: إن قامَ خَصمٌ يَشكوكُم، فحاوِلوا إرضاءَهُ وأنتُم مُتَوَجِّهونَ وإيّاهُ إلى القَضاءِ، وحاوِلوا ألاّ تَمثُلوا أمامَ القاضي الّذي سيَحكُمُ عليكُم بالسَّجنِ، ويُسلِّمُكُم إلى الحارسِ الّذي يُلقيكُم فيهِ. 26 الحَقَّ أقولُ لكم، إنْ حَدَثَ ذلِكَ فلن تَخرُجوا مِن السِّجنِ حتّى تؤدّوا حقَّ خَصمِكُم الّذي عليكُم إلى آخِر فِلسٍ!
الزّنـى
27 وتابَعَ (سلامُهُ علينا) قائلا: “تَعلَمونَ أيضًا أنّ وَصيّةً جاءَت في التَّوراةِ تَقولُ: “لا تَزنِ”. 28 وها أنا أكشِفُ لكُم عن مَقصدِها. إنّ مَن نَظَرَ مِنكُم إلى امرأةٍ بشَهوةٍ فقد زَنى في سَريرتِهِ. 29‏-30 وإنّ الآثامَ لتُدَمِّرُ الإنسانَ تَدميرًا، فأغلِقْ الأبوابَ دونَها، ولئن راوَدَتْكَ عَينُكَ اليُمنى لتَنظُرَ إلى مُحَرَّمٍ فاقلَعْها، أو كانَت يَدُكَ سَبَبًا في ارتِكابِ إثمٍ فاقطَعْها حتّى وإن كانَت اليُمنى! فخَيرٌ لكُم أن تَدخُلوا دارَ النَّعيم بِيدٍ واحدةٍ أو بِعَينٍ واحدةٍ، مِن أن تَكونَ لكُم يَدانِ وعَينانِ، ثُمّ تُحشَرونَ بواسَطَتِها في جَهَنَّم. لم يحثّ السيد المسيح (سلامُهُ علينا) الناس على بتر أعضاء أجسادهم، بل استخدم المبالغة لكي يشير إلى أهميّة اتّخاذ الناس إجراءات شديدة للغاية حتّى يبتعدوا عن الشهوات وارتكاب الزنى.
الطّـلاق
31 ثُمّ قالَ: “وجاءَ في التَّوراةِ أيضًا وَصيّةٌ تَقولُ: “مَن طَلَّقَ امرأتَهُ فعليهِ إعطاؤها وَثيقةَ الطّلاقِ”. 32 وإليكُم مَقصِدَها: مَن طَلَّقَ امرأتَهُ دونَ ارتِكابِها الزِّنى فهو يَقودُها بذلِكَ لتَكونَ ضَحيّةَ الخيانةِ. ومَن تَزَوَّجَ مِنكُم بمُطَلَّقةٍ فقد تَعَدَّى على العَهدِ الّذي كانَ لها مَعَ زَوجِها الأوّل. كان عقاب من ارتكب الزنى الموت الحتمي حسب التوراة. ولكن في زمن الاحتلال الرومانيّ، أخذ اليهود يتصرّفون حسب القانون الرومانيّ، الذي كان يلزم بالطلاق في حالة ما إذا كانت الزوجة زانية. إلاّ أنّ سيّدنا عيسى قضى بأنّ الطلاق باطل في جميع الحالات الأخرى. لذلك فالشخص الذي يطلّق زوجته إنّما يعاملها كأنّها زانية، وإن قام أحد الزوجين بنقض الزواج اعتُبِر مثل الزاني، لأنّ عقدهما ما زال قائمًا عند الله.
القسم
33 وتابَعَ (سلامُهُ علينا) قائلاً: “ولقد سَمِعتُم كذلِكَ ما جاءَ في التَّوراةِ: “إنْ أقسَمتَ لأحَدٍ باسمِ اللهِ، فلا تَتَوانَ عَن البَرِّ بقَسَمِكَ”. 34‏-35 أمّا أنا فأقولُ لكُم: لا يَكونَنّ قَسَمَكُم بالسَّماءِ ولا بالأرضِ اللّتينِ يَسعَهُما عَرشُ اللهِ، ولا بمَدينةِ القُدسِ الّتي خَصَّها اللهُ المَلِكُ العَظيمُ بالقُدُسيّة، 36 ولا يَحلِفُ أحَدُكُم برأسِهِ، لأنّهُ لا يَملِكُ القُدرةَ على تَغييرِ لونِ شَعرةٍ واحدةٍ فيهِ. 37 ولكن إذا وَدَّ أحَدُكُم أن يُؤكّدَ شَيئًا فحَسْبُهُ أن يَقولَ نَعم، وإن أرادَ نَفيَ شَيءٍ فحَسبُهُ أن يَقولَ لا، وما زادَ على ذلِكَ فهو مِن عَمَلِ الشَّيطانِ”.§ كان الناس يقسمون بكلّ الأشياء ما عدا الله للتأكيد على أنّ كلامهم صادق، وقد كانوا يفعلون ذلك لعدم مواجهة عقاب الله في حال عدم برّهم بقسمهم. كما كانوا يفعلون ذلك خشية زجّ اسم الله تعالى في موضع سيء. ولأنّ الناس أساءوا استعمال القسم آنذاك، فقد أكّد السّيّد المسيح ضرورة تجنّب القسم.
العين بالعين
38 “وتَعلَمونَ أيضًا أنّهُ جاءَ في التَّوراةِ: “العَينُ بالعَينِ والسِّنُّ بالسِّن”.* كانت الغاية الأساسيّة من هذه الوصايا في التوراة إقامة حدود شرعية لمنع عملية الأخذ بالثأر المفرطة. وقد كانت تستعمل تلك الوصايا في زمن سيّدنا عيسى بعكس غايتها الأساسيّة، بقصد كسب ما يريد الناس الحصول عليه من خصومهم. لذا فإنّ سيّدنا عيسى يلحّ على مستمعيه بعدم البحث عن الثأر ضدّ من آذوهم. 39 أمّا أنتُم فلا تُحاوِلوا الانتِقامَ مِمَّن أساءَ إليكُم، بل إنّي أقولُ لكُم: مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ الأيمَنِ، فأَدرْ لهُ الأيسَرَ، 40 ومَن ذَهَبَ إلى القاضي يَشكوكَ ليأخُذَ قَميصَكَ سَدادًا لدَيْنٍ لهُ عليكَ، فتَخلَّ لهُ طَوعًا عن ثَوبِكَ أيضًا. 41 وإن سَخَّرَكَ جُنديٌّ لتَحمِلَ حَوائجَهُ مَسافةَ مِيلٍ، فسِرْ مَعَهُ بمِلء إرادتِكَ مَسافةَ مِيلَين. 42 ولئن سَألَكَ سائلُ فأعطِهِ، واقرِضْ مَن استَقرَضَكَ”.
لا تبغضوا أعداءكم
43 وتابَعَ (سلامُهُ علينا) موضِحًا: “إنّكُم تَعلَمونَ أيضًا أنّهُ جاءَ في التَّوراةِ: “أحِبَّ جارَكَ”. وقد فَهِمَ آباؤكُم الأوّلونَ مِن هذا القَولِ: “ابغِضُوا أعداءَكُم”. 44 أمّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبّوا أعداءَكُم، وادعُوا بالخَيرِ لمُضطَهِديكُم، 45 فتُصبِحونَ بذلِكَ مِن أَهلِ بَيتِ اللهِ أبيكم الرَّحمَن في عُلاه الّذي تُشرِقُ شَمسُهُ على عِبادِهِ الصّالحينَ والأشرارِ على حَدٍّ سَواء، الّذي يَجودُ بغَيثِهِ على خَلقِهِ أجمَعينَ ذَوي العَدلِ مِنهُم والظّالمينَ. 46 فإن كُنتُم لا تُحِبّونَ إلاّ مَن أحبَّكُم فأيُّ فَضلٍ لكُم في ذلِكَ، حتّى جُباةُ الضَّرائبِ الفاسِدونَ يَفعَلونَ ذلك! كان الرومان يعيّنون جباة الضرائب من عامّة الشعب اليهوديّ. وكان هؤلاء يحصّلون الجمارك والضرائب الأخرى لمصلحة الرومان الذين كانوا يسيطرون على المنطقة التي احتلوها، على أنّ هؤلاء الجباة اعتادوا تحصيل مبالغ إضافية زيادة عمّا فرضه الرومان لمصالحهم الخاصّة. وكانوا في نظر أكثر الشعب أشخاصا ضالّين. 47 وإن كُنتُم لا تُلقُونَ السّلامَ إلاّ على إخوانِكُم في الإيمانِ، فكَيفَ ستَتَمَيَّزونَ عن الآخرين؟ فهذا ما يَفعَلُهُ الوَثَنيّونَ أيضًا! 48 إنّما عليكُم أنتُم يا أتباعي أن تَشمَلَ مَحبّتُكُم جَميعَ النّاسِ كما تَشمَلُ مَحبّةُ اللهِ أبيكُم الرَّحيم جَميعَ عِبادِهِ”.

*الفصل الخامس:2 هذه الكلمات هي ما يُدعى عادة “الموعظة على الجبل”، وهذا مشابه لتعليم السيد المسيح كما ورد في الوحي الذي سجّله لوقا، الفصل 6 ويدعى “الموعظة على السهل”. وهناك اختلاف بين علماء الإنجيل فيما إذا كانتا روايتين مختلفتين، أو رواية واحدة اختُلِف في تسجيل تفاصيلها.

الفصل الخامس:10 إنّ العديد من اليهود كانوا يعتقدون بأنّ المملكة الرّبّانيّة سوف تُعلَن من خلال حرب عظيمة وبقوّة السلاح. وقد وعد بها سيّدنا المسيح الفقراء إلى الله، الودعاء، صانعي السلام، والمستضعفين في سبيله تعالى.

الفصل الخامس:12 كان يعتقد الكثير من اليهود بأنّه لم يبق هناك أنبياء كما في العهود السابقة. لذا فإنّ مقارنة سيّدنا عيسى لأتباعه بالأنبياء يشير إلى أن لديهم مهمّة شاقّة غير عاديّة.

§الفصل الخامس:20 لقد كان المتشدّدون من رجال الدين ذوي شأن عظيم في ذلك الوقت، وكان الفقهاء من أعظم الخبراء في التوراة. وبينما كان يقول المتشدّدون إنّ المهمّ هو النيّة، فإنّهم لم يكونوا يعملون بما يجاهرون به.

*الفصل الخامس:24 حتّى في عهود الأنبياء القديمة، كان الله تعالى يتقبّل فقط القرابين التي كان الشخص الذي يقدّمها على علاقة جيّدة بربّه وبجيرانه.

الفصل الخامس:29‏-30 لم يحثّ السيد المسيح (سلامُهُ علينا) الناس على بتر أعضاء أجسادهم، بل استخدم المبالغة لكي يشير إلى أهميّة اتّخاذ الناس إجراءات شديدة للغاية حتّى يبتعدوا عن الشهوات وارتكاب الزنى.

الفصل الخامس:32 كان عقاب من ارتكب الزنى الموت الحتمي حسب التوراة. ولكن في زمن الاحتلال الرومانيّ، أخذ اليهود يتصرّفون حسب القانون الرومانيّ، الذي كان يلزم بالطلاق في حالة ما إذا كانت الزوجة زانية. إلاّ أنّ سيّدنا عيسى قضى بأنّ الطلاق باطل في جميع الحالات الأخرى. لذلك فالشخص الذي يطلّق زوجته إنّما يعاملها كأنّها زانية، وإن قام أحد الزوجين بنقض الزواج اعتُبِر مثل الزاني، لأنّ عقدهما ما زال قائمًا عند الله.

§الفصل الخامس:37 كان الناس يقسمون بكلّ الأشياء ما عدا الله للتأكيد على أنّ كلامهم صادق، وقد كانوا يفعلون ذلك لعدم مواجهة عقاب الله في حال عدم برّهم بقسمهم. كما كانوا يفعلون ذلك خشية زجّ اسم الله تعالى في موضع سيء. ولأنّ الناس أساءوا استعمال القسم آنذاك، فقد أكّد السّيّد المسيح ضرورة تجنّب القسم.

*الفصل الخامس:38 كانت الغاية الأساسيّة من هذه الوصايا في التوراة إقامة حدود شرعية لمنع عملية الأخذ بالثأر المفرطة. وقد كانت تستعمل تلك الوصايا في زمن سيّدنا عيسى بعكس غايتها الأساسيّة، بقصد كسب ما يريد الناس الحصول عليه من خصومهم. لذا فإنّ سيّدنا عيسى يلحّ على مستمعيه بعدم البحث عن الثأر ضدّ من آذوهم.

الفصل الخامس:46 كان الرومان يعيّنون جباة الضرائب من عامّة الشعب اليهوديّ. وكان هؤلاء يحصّلون الجمارك والضرائب الأخرى لمصلحة الرومان الذين كانوا يسيطرون على المنطقة التي احتلوها، على أنّ هؤلاء الجباة اعتادوا تحصيل مبالغ إضافية زيادة عمّا فرضه الرومان لمصالحهم الخاصّة. وكانوا في نظر أكثر الشعب أشخاصا ضالّين.