مزمور الحادي والتّسعون
مَن هُوَ في سِترِ العَليِّ، ساكِنٌ
ومِن كَنَفِ القَديرِ؛ يَتّخِذُ ظِلاًّ
لِلمَولَى يَقولُ: أنتَ دِرعي وَحِصني،
وعليكَ أَتَوَكَّلُ
إنّهُ مُنَجِّيكَ مِن حَبائِلِهِم
ومِن كُلِّ داءٍ فَتّاكٍ
بِرِعايَتِهِ تَستَظِلُّ،
وفي كَنَفِهِ تَحتَمي
ووَعدُهُ الأمينُ تِرسُكَ
وبِهِ تَتَحَصَّنُ
فلا تخشَ ناشئة اللَّيلِ، وهي الأشدّ وطأة
ولا أَهوالَهُ
ولا سِهامَ النّهارِ الطائِرَةَ
ولا تَفزَعْ مِن خَطَرٍ يَتَربَّصُكَ في الظُّلُماتِ
ولا مِمّا يَثِبُ عليكَ في الهَجيرَةِ
ولَو سَقَطَ أُلوفٌ، عَن يُسراكَ
بَل عَشَراتُ الألوفِ، عَن يُمناكَ
فَمِنكَ لا يَدنونَ
ألا انظُرْ حَوَاليكَ
فَتَرى عاقِبَةَ المُفسِدينَ
لأنّكَ اعتَصَمتَ بِالمَولى، وَجَعَلتَ مِنهُ نَصيرًا،
10 فَلا مَكروهَ يُصِيبُكَ
ولا مَصائِبَ تُلِمُّ بِكَ
11 هُوَ الّذي أَوصَى مَلائِكَتَهُ بِأن يَكُونوا لكَ حَافِظينَ
لِيُحرِزُوكَ في جَميعِ سُبُلِكَ
12 في أَكُفِّهِم يَحمِلونَكَ،
فلا تَصطَدِمْ، مِنكَ رِجلٌ بِحَجَرٍ، ولا تَزِلَّ
13 وعلى الأُسودِ والأفاعي، تَدرُجُ وتَمشي
وتَدوسُ اللَّيثَ والتِّنّينَ
14 واللهُ تَعالى يَقولُ: “إنّي لِمُحِبّي نَصِيرٌ
ولِمَن آمَنَ بي حافِظٌ
15 أُجِيبُهُ إذا دَعاني
وأكونُ مَعَهُ في الضَّرّاءِ
أُنقِذُهُ وأُكرِمُهُ
16 وأُطِيلُ عُمُرَهُ
وأَجعَلَنّهُ مِنَ النّاجينَ.”