المزمور الثّامن عشر بعد المئة
الحَمدُ للهِ
جَزيلٌ خَيرُهُ
دائمٌ إخلاصُهُ
أَلَم يَقُلْ آلُ يَعقوبَ: “يا لَوَفائِهِ الأبَديِّ”
أَلَم يَقُلِ الأحبارُ مِن آلِ هارونَ:
“وَفاؤُهُ باقٍ أبَدًا”
ألم يَقُلْ أَتقِياءُ اللّهِ: “وَفاؤُهُ لَن يَنقَطِعَ أبَدًا”
تَضَرَّعتُ للهِ في مِحنَتي، فَاستَجابَ لي وفَرَّجَ هَمِّي
هُوَ اللهُ مَولايَ -
فَلا أَهابُ ما هُم بي فاعِلونَ
هُوَ مَولايَ وهُوَ النَّصيرُ
وإنّي بِعاقِبةِ أَعدائي لَبَصيرٌ
اعتَصِمُوا بِاللهِ خَيرٌ لَكُم
إيّاكُم أن تَتّكِلُوا على البَشَرِ
اعتَصِموا باللهِ
ولا تَستأمِنوا الأُمَراءَ
10 بي أَحاطَ الأغرابُ الحاقِدونَ
وأنا بِاسمِهِ، أَقطَعُ دابِرَهُم
11 لَقد أَحدَقوا بي
وشَدَّدُوا الخِناقَ عليَّ
أَجل بِاسمِهِ أَقطَعُ دابِرَهُم
12 حامُوا حَولي كَأسرابِ النَّحلِ
ثُمَّ خَمَدوا كَنارِ الهَشيمِ،
وأَنا بِسُلطَانِ اللهِ
أَقطَعُ دابِرَهُم
13 لقد دَفَعوني لِأسقُطَ، دَفعًا
لكِنَّ اللهَ كانَ لي نَصيرًا مَكينًا
14 للّهِ الّذي يَمنَحُني العِزَّةَ، أُرَتِّل مَزاميري
فَيَنصُرُني نَصرًا مُبينًا
15 في خِيامِ الصَّالِحينَ
يُدَوِّي هُتافُ الفَرَحِ والنَّصرِ:
“هوَ المَولَى بِيَدٍ قَديرَةٍ، نَصَرَنا”
16 بَسَطَ يَدَهُ
ومَنَحَنا النَّصرَ
17 ما أنا بِمَيِّتٍ
بَل حَيٌّ
أُحَدِّثُ بِأعمالِ اللهِ
18 وهُوَ المَولَى أَدَّبَني تَأديبًا
لَكِنّهُ لِلمَنِيّةِ لَم يُسلِمْني
19 افسَحوا لي السُّبُلَ
وافتَحُوا أَبوابَ الحَرَمِ
مِن حَيثُ يَدخُلُ الصِّدّيقونَ،
فَأَدخُلُ كَما دَخَلوا
وَبِحَمدِهِ أُسَبِّحُ
20 ألا إنّها أَبوابٌ تُفضي إلى حَيثُ تَجَلِّياتُهُ تَعالى
ومِنها يَدخُلُ الصّالِحونَ
21 لَأَحمَدَنّكَ
فَقَد استَجَبتَ لي
وكُنتَ نَصيري
22 الحَجَرُ الَّذِي لَفَظَهُ البُناةُ
ما كانَ إلاّ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ
في بَيتِ اللهِ
23 نَعرِفُ أنّ هَذا مِن عَمَلِ المَولى،
وَلقد شاهَدَتْ أَعيُنُنا هذا العَمَلَ العَجيبَ
24 إنّ هذا لَهُوَ يَومُ النَّصرِ مِن رَبِّنا
فلْنَبتَهِجْ بِهِ أَيّما ابتِهاجٍ
25 نَدعوكَ اللّهُمَّ اُنصُرْ مَلِكَنا
اللّهُمَّ اجعَلْهُ مِنَ الفالِحينَ
26 مُبارَكٌ أنتَ أيُّها المَلِكُ القادِمُ
بِاسم اللهِ
ولَنَطلُبَنَّ لكَ بَرَكاتِهِ تَعالى
مِن حَرَمِ بَيتِهِ المُقَدَّسِ
27 هُوَ الأحَدُ الصَّمَدُ
بِنُورِهِ يُشرِقُ عَلينا
فَزَيِّنُوا المَوكِبَ بِأَغصانٍ مُورِقةِ
حتّى تَبلُغوا جانِبَ المَذبَحِ حَيثُ تُحرَقُ الأضاحي
28 الحَمدُ لَكَ أنتَ رَبُّنا
يا ذا الجَلالِ والإكرامِ
29 الحَمدُ للهِ
جَزِيلٌ خَيرُهُ
دائِمٌ إخلاصُهُ.