الفصل السّادس
سيّدنا المسيح يشرع في فتح الختوم السّبعة
ثُمّ رَأيتُ سَيِّدَنا عيسى، الذِّبحَ العَظيمَ، يَفتَحُ أوّلَ الخُتومِ السَّبعةِ، وسَمِعتُ واحِدًا مِن الكائِناتِ الحَيّةِ الأربَعةِ يَقولُ بِصَوتٍ كالرَّعدِ: “قُم وانطَلِقْ”. فرأيتُ أمامي فَرَسًا أبيضَ، يَحمِلُ راكبُهُ قَوسًا، أُذِنَ لهُ أن يَنالَ تاجًا وخَرَجَ يُحَقِقُّ نَصرًا بَعد نَصرٍ.* إن الخيول التي ظهرت عند فضّ اللفافة هنا (الرؤيا، 6: 1 – 8)، تشبه الخيول التي ورد ذكرها في الرؤيا الثامنة للنبي زكريّا بن بَرَكيّا (انظر كتاب النبي زكريا، 6: 1 – 6 و1: 7 – 8). وقد يستفيد الباحث إذا قارن هذا النص بكتاب النبي إرميا (إرميا 15: 2) والترجمة القديمة لكتاب النبي حزقيال (كتاب حزقيال 5: 2) لكي يتبيّن دلالات الخيول، فكلّ فارس يحمل معه الموت بطريقة مختلفة. فالحصان الأبيض وفارسه الذي يحمل قوسا يرمزان إلى الأسر في بلاد غريبة. ويرمز الحصان الأحمر إلى الحرب الوحشية الدموية. واعتقد بعض المفسّرين أنّ هذا الحصان يشير إلى الحرب على أرض فلسطين. ويرمز الحصان الأسود إلى الموت بسبب مجاعة أو قحط. وجاء في الآية الثامنة تلخيص لدلالات هذه الخيول وفرسانها. كما تضمّنت الآية تلميحا إلى الفرق الأربعة التي تسابقت في المباريات الملكية وارتدى أفراد كل فريق منها لباسا يختلف في اللون عن الفريق الآخر. واكتشف علماء الآثار رسوما وصورا لحلبات قديمة لخيول اكتست ألوانا مختلفة، إما بيضاء أما حمراء أو زرقاء أو خضراء.
ولمّا فَتَحَ سَيِّدُنا عيسى الخَتمَ الثّاني، سَمِعتُ الكائِنَ الثّاني يَقولُ: “قُم وانطَلِقْ”. فخَرَجَ فَرَسٌ أحمَرُ، لَونُهُ يُشبِهُ لَونَ الدَّمِ، وأُذِنَ لراكِبِهِ أن يَنالَ سَيفًا كَبيرًا وجَعَلَهُ قادِرًا على نَزعِ السَّلامِ مِن الأرضِ، وهكذا أصبَحَ النّاسُ في الأرضِ يَتَقاتَلونَ.
وحينَ فَضَّ سَيِّدُنا عيسى الخَتمَ الثّالثَ، سَمِعتُ الكائِنَ الثّالِثَ يَقولُ: “قُم وانطَلِقْ”، فرأيتُ أمامي حِصانًا أسوَدَ، وراكِبُهُ يَحمِلُ مِيزانًا يَرمُزُ إلى مَجاعةٍ كَبيرةٍ تُصيبُ كُلَّ مَن في الأرضِ. وسَمِعتُ صَوتًا مِن بَينِ الكائِناتِ الحَيّةِ الأربَعةِ يَقولُ: “أيُّها الرّاكِبُ، إيّاكَ أن تَتَعَدّى حُدودَكَ! فيَجِبُ ألاّ يَزيدَ ثَمَنُ كَيل مِن القَمحِ أو ثَلاثِ كَيلاتِ شَعيرٍ أجرَ عَمَلِ يَومٍ واحِدٍ، وإيّاكَ أن تَضُرَّ بَساتينَ الزَّيتونِ وكُرومَ الخُمورِ”. تختلف الآراء بين المفسرين حول دلالات الحديث عن الزيت والخمر. ويعتقد البعض أنّ وجود كميّة من الخمر والزيت يدلّ على أنّ القحط لم يكن شديدا، ذلك أنّ جذور شجرة الزيتون وكرمة العنب أعمق في الأرض من جذور القمح والشعير، وهو ما يجعل الشجرة تستمرُّ في إنتاجها وعطائها. بينما يعتقد البعض الآخر أنّ هذا يشير إلى حصار القدس قبل تدميرها سنة 70 للميلاد. وفي هذه الفترة، خزن أهل المدينة ما يكفيهم من الطعام لوقت طويل. ورغم ذلك، فقد تقاتلت الأحزاب اليهودية المختلفة في المدينة مع بعضها إلى درجة دمرّوا فيها مخازن المؤونة التي تملكها الأحزاب المعارضة، ووصل الصراع إلى اقتحام حرم بيت الله وسرقة الزيت والخبز اللّذين خصّصهما رجال الدين قربانا لله.
ولمّا فَتَحَ سَيِّدُنا عيسى، الذِّبحُ العَظيمُ، الخَتمَ الرّابِعَ، سَمِعتُ صَوتَ الكائِنِ الرّابِعِ يَقولُ: “قُم وانطَلِقْ”. فرأيتُ أمامي فَرَسًا شاحِبَ اللَّونِ كالأمواتِ، وراكِبُهُ اسمُهُ المَوتُ ويَجُرُّ مَعَهُ العالَمَ السُّفليَّ. وقد أُذِنَ لهُ أن يَنالَ قُدرةً على إبادةِ رُبعِ سُكّانِ الأرضِ بِالسَّيفِ والجوعِ والوَباءِ، وبِوُحُوشِ الأرضِ الضّارِيةِ.
ولمّا فَتَحَ سَيِّدُنا عيسى الخَتمَ الخامِسَ رأيتُ تَحتَ مَحرَقةِ القَرابِينِ، الأمواتَ الّذينَ استُشهِدوا في سَبيلِ رِسالةِ اللهِ والشَّهادةِ الّتِي شَهِدُوا بها. 10 فصَرَخوا بِصَوتٍ عَظيمٍ قائِلينَ: “يا مَولانا الحَقُّ القُدُّوسُ، إلى مَتى تَصبِرُ على الّذينَ سَفَكوا دِماءَنا في تِلكَ الأرضِ؟ مَتى تُنصِفُنا وتَنتَقِمُ مِنهُم؟” 11 فأهدى إلى كُلِّ واحِدٍ مِنهُم ثَوبًا أبيضَ، وأمَرَهُم أن يَصبِروا حَتّى يَكتَمِلَ عَدَدُ رِفاقِهِم وإخوانِهِم مِن عِبادِ اللهِ، الّذينَ سيَستُشهِدونَ مِثلَهُم ويَلتَحِقونَ بِهِم.
12 ورأيتُ في رؤياي لمّا فَتَحَ سَيِّدُنا عيسى الخَتمَ السّادِسَ، أنّ الأرضَ تَزَلزَلتِ بشِدّةِ، واسوَدَّتِ الشَّمسُ كَرِداءِ الحِدادِ، واحمَرَّ القَمَرُ كُلُّهُ بِلَونِ الدِّماءِ. 13 وسَقَطَتْ نُجومُ السَّماءِ إلى الأرضِ كَما تَسقُطُ الثِمارُ الفَجّةُ مِن التِّينِ عِندَما تَهُزُّها ريحٌ عاصِفةٌ هَوجاءُ، 14 وطُوِيتِ السَّماءُ كَطيّ السِّجلِّ، وانقَلَعَتْ مِن أماكِنِها الجُزُرُ والجِبالُ الشَّمّاء.
15 واختَبَأ مُلوكُ الأرضِ والعُظَماءُ، والقادةُ والأغنياءُ والزُّعَماءُ، والأحرارُ والعَبيدُ، اِختَبَأُوا جَميعًا في المَغاراتِ وبَينَ صُخورِ الجِبالِ، 16 وصَرَخوا لِلجِبالِ والصُّخورِ: “اُسقُطي وكوني لنا كالحِجابِ، خَبِّئينا عن وَجهِ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ وعَن غَضَبِ المَسيحِ، الذِّبحِ العَظيمِ! 17 ها قد حَلَّ يَومُ الحِسابِ، ومَن ذا الّذي يَقوى على الصُّمود أمامَ غَضَبِ هذا اليَومِ العَظيمِ؟”

*الفصل السّادس:2 إن الخيول التي ظهرت عند فضّ اللفافة هنا (الرؤيا، 6: 1 – 8)، تشبه الخيول التي ورد ذكرها في الرؤيا الثامنة للنبي زكريّا بن بَرَكيّا (انظر كتاب النبي زكريا، 6: 1 – 6 و1: 7 – 8). وقد يستفيد الباحث إذا قارن هذا النص بكتاب النبي إرميا (إرميا 15: 2) والترجمة القديمة لكتاب النبي حزقيال (كتاب حزقيال 5: 2) لكي يتبيّن دلالات الخيول، فكلّ فارس يحمل معه الموت بطريقة مختلفة. فالحصان الأبيض وفارسه الذي يحمل قوسا يرمزان إلى الأسر في بلاد غريبة. ويرمز الحصان الأحمر إلى الحرب الوحشية الدموية. واعتقد بعض المفسّرين أنّ هذا الحصان يشير إلى الحرب على أرض فلسطين. ويرمز الحصان الأسود إلى الموت بسبب مجاعة أو قحط. وجاء في الآية الثامنة تلخيص لدلالات هذه الخيول وفرسانها. كما تضمّنت الآية تلميحا إلى الفرق الأربعة التي تسابقت في المباريات الملكية وارتدى أفراد كل فريق منها لباسا يختلف في اللون عن الفريق الآخر. واكتشف علماء الآثار رسوما وصورا لحلبات قديمة لخيول اكتست ألوانا مختلفة، إما بيضاء أما حمراء أو زرقاء أو خضراء.

الفصل السّادس:6 تختلف الآراء بين المفسرين حول دلالات الحديث عن الزيت والخمر. ويعتقد البعض أنّ وجود كميّة من الخمر والزيت يدلّ على أنّ القحط لم يكن شديدا، ذلك أنّ جذور شجرة الزيتون وكرمة العنب أعمق في الأرض من جذور القمح والشعير، وهو ما يجعل الشجرة تستمرُّ في إنتاجها وعطائها. بينما يعتقد البعض الآخر أنّ هذا يشير إلى حصار القدس قبل تدميرها سنة 70 للميلاد. وفي هذه الفترة، خزن أهل المدينة ما يكفيهم من الطعام لوقت طويل. ورغم ذلك، فقد تقاتلت الأحزاب اليهودية المختلفة في المدينة مع بعضها إلى درجة دمرّوا فيها مخازن المؤونة التي تملكها الأحزاب المعارضة، ووصل الصراع إلى اقتحام حرم بيت الله وسرقة الزيت والخبز اللّذين خصّصهما رجال الدين قربانا لله.