الفصل الثّالث عشر
الخضوع للحكّام
إنّ علينا أن نَخضَعَ للحُكّام، فأصحابُ السُّلطةِ كُلُّهُم يَحكُمونَ بإذنِ اللهِ، إنّ اللهَ هو الّذي أقامَهُم.* كانت السلطات المدنية في عهد بولس وثنية. وربما ارتأى أتباع السيّد المسيح عدم الخضوع لهذه السلطات، وقد أصرّوا ألا يقدّموا الولاء إلا للسيّد المسيح (سلامه علينا). ولكن بولس قال لهم إن هذه السلطات الوثنية قد رتّبها الله للصلاح. فمَن قاوَمَهُم، فقد قاوَمَ أمرَ اللهِ. ومَن قاوَمَ أمرَ اللهِ فقد جَلَبَ لنَفسِهِ العِقابَ. والصّالِحونَ لا يَخشَونَ الحُكّامَ، بل يَخشاهُم مَن يَفعَلُ الشّرَّ، فهل رَغِبتُم أن تَعيشوا دونَ خَوفٍ مِن أصحابِ السُّلطانِ؟ فافعَلوا إذن الخَيرَ وستَنالونَ رِضاهُم. إنّ أَصحابَ السُّلطانِ في خِدمةِ اللهِ لخَيرِ النّاسِ. أمّا إن كُنتَ مِن الأشرارِ فعَليكَ أن تَخافَ مِنهُم، لأنّ اللهَ لم يُعطِهِم قُدرةَ العِقابِ بالسَّيفِ عَبَثًا. إنّهُم خَدَمُ الله، يُجازونَ ويُعاقِبونَ كُلَّ مَن يَفعَلُ الشَّرَّ. لذلِكَ اخضَعوا للسُّلطةِ، لا خَوفًا مِنَ العِقابِ فقط، بل مُراعاةً لضَمائرِكُم أيضًا.
وعليكُم أيضًا أن تَدفَعوا الضَّرائبَ، فأصحابُ السُّلطةِ يَخدِمونَ اللهَ حينَ يواظِبونَ على عَمَلِهِم. فأَعطوا كُلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ: أَعطوا جامِعي الضَّريبةِ ما يَجمَعونَ مِن ضَرائبَ، واعطوا جامِعي الجِزيةِ ما يَطلُبونَ مِن جِزية، واحتَرِموا أهلَ الاحتِرامِ وأكرِموا أهلَ الإكرامِ.
المحبّة روح الشّريعة
لا تُنقِصوا مِن حقِّ النّاسِ، فإنّ أعظَمَ حَقٍّ عليكُم هو مَحبّتُكم لبَعضِكم بَعضٍ. فإن أحبَبتُم جيرانَكُم فقد عَمِلتُم بالشّريعةِ كُلِّها. فالوَصايا الّتي أُنزِلَت على النَّبيِّ موسى مِن قَبيلِ: “لا تَزنِ ولا تَقتُلْ ولا تَسرِقْ ولا تَحسُدْ” وسِواها مِن الوَصايا، يُمكِنُ جَمعُها في وَصِيّةٍ واحِدةٍ: “أَحبِب جارَكَ كَما تُحِبُّ نَفسَكَ”. التوراة، سفر الخروج 20: 13‏-15، 17؛ سفر التثنية 5: 17‏-19، 21، وسفر اللاويين 19: 18. 10 إنّ الّذينَ يُحِبُّونَ جيرانَهُم لا يَقربونَهُم بسُوءٍ ولا يَضُرُّونَهم. كذلِكَ شأنُ مَحبَّةِ الآخَرينَ إنّها تَحقيقُ مُقتَضيات الشَّرِيعةِ.
11 افعَلوا هذا وأنتُم على يَقينٍ أنّ السّاعةَ قد قَرُبَت، فحانَ وَقتُ تَركِ النَّومِ لأصحابِهِ، فنَجاتُنا أَقرَبُ اليَومَ مِن اليَومِ الّذي آمَنّا فيهِ. 12 كاد اللّيلُ يَنجَلي ويَبزُغُ النَّهارُ، فاخلَعوا عنكُم الأعمالَ السَّوداء، وتَدَرَّعوا بِسِلاحِ النّورِ حتّى نُحارِبَ في الأَنوارِ. 13 علينا أن نَتَّبِعَ دائمًا سُلوكًا يَليقُ بالنّورِ، فاحذَروا المُجونَ والسُّكرَ، ولا تَكونوا خُلَعاءَ فاسِقينَ، ولا مُتَخاصِمينَ حاسِدينَ، 14 بل تَجَمَّلوا بخِصالِ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ، ولا تَنشَغِلوا بإشباعِ النَّفسِ وأهوائِها.

*الفصل الثّالث عشر:1 كانت السلطات المدنية في عهد بولس وثنية. وربما ارتأى أتباع السيّد المسيح عدم الخضوع لهذه السلطات، وقد أصرّوا ألا يقدّموا الولاء إلا للسيّد المسيح (سلامه علينا). ولكن بولس قال لهم إن هذه السلطات الوثنية قد رتّبها الله للصلاح.

الفصل الثّالث عشر:9 التوراة، سفر الخروج 20: 13‏-15، 17؛ سفر التثنية 5: 17‏-19، 21، وسفر اللاويين 19: 18.