الفصل الرّابع عشر
واجب قبول من يتشدّد في تقاليد الدّين
أَوسِعوا صُدورَكُم للمؤمنينَ الضُّعَفاءِ* أوردت بعض الترجمات عبارة “الضعيف في الإيمان”. وهذه العبارة تعني أن الإنسان قد يفشل في التوكّل على الله بشكل كلّي. والضعف هنا يشير إلى التوكّل على الله بالاستعانة باحترام قوانين الأعياد وتقاليد الأكل، بدلاً من التوكّل المطلق على الله دون الاستناد على هذه التقاليد، معتبرًا أن هذه العادات والتقاليد كانت قديمًا ضروريّة لإرضاء الله وهي من المآثر الثّقافيّة. الَّذينَ يَتَشَدَّدونَ في تَقاليدِ الدّينِ، ولا تُجادِلوهُم في ما يَتَمَسَّكونَ بهِ. فمِن المؤمنينَ مَن يَرى أنّهُ يَملِكُ الحقَّ في أكلِ ما يَشاءُ، ومِنهُم مَن يَلتَزِمُ بالمُحَرَّماتِ اليَهوديّةَ إلى الآنَ، فيأكُلُ الخُضرَواتِ، أمّا اللَّحمُ المُقَدَّمُّ للأصنامِ فيَتَجَنَّبُهُ. ومَن لا يَرَى في ما يأكُلُهُ حَرجًا، فعليهِ ألاّ يَحتَقِرَ مَن يَلتَزِمُ بَعضَ التّقاليدِ. ومَن يلتَزِمُ التَّقاليدَ لا يَحتَقِرُ المُتَحَرِّرَ مِنها، لأنّ اللهَ قد قَبِلَهُ. كُلُّنا عِبادُ اللهِ، فبِأيِّ حقٍّ تَتَجَرّأُ على إدانةِ غَيرِكَ؟ إنّ اللهَ حَسيبٌ لكُلِّ عِبادِهِ، وهو رَبُّهُم، وبعَونِهِ سيَهديهِم إلى فِعلِ الصَّوابِ فيَرضى عَنهُم.
ثُمّ إنّي أُنَبِّهُكُم إلى أمرٍ آخَر: بَعضُكُم لَدَيهِ أيّامٌ خاصّةٌ وأعيادٌ خاصّةٌ يَحتَفِلُ بِها، في حينَ يَرى غَيرُهُ أنّ الأيّامَ مُتَساويةٌ فلا يَحتَفِلُ بها. يقول بولس إنَّ خلافات ثانوية ستظهر دائمًا بين المؤمنين بسبب اختلاف معتقداتهم وعاداتهم، ولكن عليهم أن يتعايشوا فيما بينهم ويحترموا عادات غيرهم. فربّما تمسّك بعض أتباع سيّدنا عيسى في روما بمراعاة حرمة السبت، أو بالاحتفال الأعياد الدينية اليهودية، أو بتخصيص بعض الأيام لتناول أطعمة خاصة. فليُقَرِّرْ كُلُّ واحِدٍ لنَفسِهِ بنَفسِهِ، فمَن يَلتَزِمْ يومًا مُعَيِّنًا يَلتَزِمْ بِهِ إكرامًا للهِ، ومَن يأكُلْ كُلَّ أَنواعِ الطَّعامِ يأكُلْها إكرامًا لهُ أيضًا، ويَشكُرُهُ على نِعَمِهِ. ومَن يَعتَبِرْ أَنّ بَعضَ الطَّعامِ نَجِسٌ فما يَفعَلُ ذلِكَ إلاّ إكرامًا لله، وهو شاكِرٌ لهُ. إنّنا لا نَحيا ولا نَموتُ لنُرضي أنفُسَنا. فإذا عِشنا فلهُ نَعيشُ، وإذا مُتنا فلهُ نَموتُ، فنَحن لهُ بحَياتِنا ومَوتِنا سَواءٌ، إكرامًا للهِ في انتِمائِنا إليهِ (سلامُهُ علينا). إنّ السَّيّدَ المَسيحَ ماتَ ثُمّ بُعِثَ إلى الحَياةِ مِن جَديد، حَتّى يَكونَ سَيِّدًا على الأَحياءِ والأمواتِ. 10 فلا يُدِن أحَدُكُم إخوانَهُ، ولا يَحتَقِرْهُم. فكُلُّنا سَواءٌ، وأمامَ عَرشِ الرَّحمنِ سنَقِفُ وسنُحاسَبُ. 11 كَما جاءَ في كِتابِ النَّبيِّ أشعيا: “قالَ اللهُ: أَقسَمتُ بذاتي، كُلُّكُم سيَركَعُ لي على رُكبَيهِ، كُلُّكُم سيُبايعُني”. كتاب النبي أشعيا 45: 23. 12 وكُلُّنا إذَن سيُحاسَبُ أمامَ اللهِ.
لا تجعل أخاك يضلّ
13 فاحذَروا أن يَحكُمَ بَعضُكم على بَعضٍ، بل احرِصوا ألاّ تَجعَلوا إخوانَكم يَشُكُّونَ في إيمانِهِم أو يَضِلّونَ. 14 فأنا، بفَضلِ تَعاليمِ سَيِّدِنا المَسيحِ، على يَقينٍ أن لا شَيءَ نَجِسٌ في حَدِّ ذاتِهِ، ولا يَكونُ نَجِسًا إلاّ لِمَن رآهُ نَجِسًا. 15 فإن كانَ قَلبُ أخيكُم قد تَغَيَّرَ بسَبَبِ ما تأكُلونَهُ، فأنتُم تَتَصَرَّفونَ دونَ مَحَبَّةٍ. فلا تَجعَلوا طَعامَكُم سَبَبًا في ارتِدادِ إخوانِكُم عن إيمانِهِم، أولئكَ الّذينَ ضَحَّى السَّيّدُ المَسيحُ بحَياتِهِ مِن أجلِهِم. 16 فاحذَروا أن يُدينَكُم النّاسُ في ما تَرونَهُ صالِحًا في أفعالِكُم. 17 ولا يَهُمُّ المأكلُ والمَشربُ في مَملَكةِ اللهِ المَوعودةِ، بل المُهِمُّ أنّكُم تَسعونَ إلى مَرضاتِهِ تَعالى وإلى السَّلامِ والفَرَحِ لأنّكُم تَقتَدونَ برُوحِ اللهِ 18 فالّذينَ يَخدِمونَ سَيِّدَنا المَسيحَ على هذا النَّحوِ، سيَرضى عَنهُم اللهُ ويَمدَحُهُم النّاسُ.
19 فعلينا أن نَتَّبِعَ ما يُؤَدِّي إلى السَّلامِ بَينَ المؤمنينَ، وأن نَجعَلَ سَعينا إلى تَقويةِ أحَدِنا للآخَرِ. 20 فاحذَروا أن تُفسِدوا عَمَلَ اللهِ بما تأكُلونَهُ. حقًّا إنّ كُلَّ الطَّعامِ حَلالٌ، ولكن تَبَيَّنوا ألاّ تُضِلّوا الآخرينَ بسَبَبِ ما تأكُلونَهُ. 21 فخَيرٌ لكُم أن تَمتَنِعوا عن اللَّحمِ وغَيرِهِ، مِن أن تُسَبِّبوا الضَّلالَ لإخوانِكُم. 22 فاترُكوا ما تُؤمنونَ بِهِ في هذِهِ الأُمورِ بَينَكُم وبَينَ اللهِ، وهَنيئًا لمَن يَفعَلُ الخَيرَ، ولا يُؤلمُهُ ضَميرُهُ حينَ يَفعَلُ ما يؤمنُ بِهِ. 23 أمّا مَن أكَلَ، وهو يَشُكُّ في حِلِّ الطَّعامِ أو تَحريمِهِ، فهو مُخطئٌ. فمَن لا يَقومُ بعَمَلِهِ على يَقينٍ، فهو واقِعٌ في الإثمِ.

*الفصل الرّابع عشر:1 أوردت بعض الترجمات عبارة “الضعيف في الإيمان”. وهذه العبارة تعني أن الإنسان قد يفشل في التوكّل على الله بشكل كلّي. والضعف هنا يشير إلى التوكّل على الله بالاستعانة باحترام قوانين الأعياد وتقاليد الأكل، بدلاً من التوكّل المطلق على الله دون الاستناد على هذه التقاليد، معتبرًا أن هذه العادات والتقاليد كانت قديمًا ضروريّة لإرضاء الله وهي من المآثر الثّقافيّة.

الفصل الرّابع عشر:5 يقول بولس إنَّ خلافات ثانوية ستظهر دائمًا بين المؤمنين بسبب اختلاف معتقداتهم وعاداتهم، ولكن عليهم أن يتعايشوا فيما بينهم ويحترموا عادات غيرهم. فربّما تمسّك بعض أتباع سيّدنا عيسى في روما بمراعاة حرمة السبت، أو بالاحتفال الأعياد الدينية اليهودية، أو بتخصيص بعض الأيام لتناول أطعمة خاصة.

الفصل الرّابع عشر:11 كتاب النبي أشعيا 45: 23.