الفصل الخامس
المؤمنون رعية الله
والآنَ أُريدُ أن أُوصِيَكُم أيُّها الشُّيوخُ على جَماعاتِ الإيمانِ. فأنا مِثلَكُم شَيخٌ مُرشِدٌ، وكُنتُ شاهِدًا على آلامِ السَّيِّدِ المَسيحِ، وأنا مِثلُكُم سأشارِكُ في جَلالِهِ حينَ يَتَجَلّى أمامَ كُلِّ البَشَرِ. فيا أيُّها الشُّيوخُ، إنِّي أُناشِدُكُم أن تَعتَنوا بِرَعيّةِ اللهِ الّتي ائتَمَنَكُم عليها. أشرِفوا عليها بِرِضى مِنكُم، دونَ قَهرٍ، كَما أرادَ اللهُ لكُم، لا رَغبةً في مَكسَبٍ خَسيسٍ، بل رَغبةً في كَسبِ مَرضاتِهِ تَعالى. ولا تَتَسَلّطوا على الّذينَ جَعَلَهُمُ اللهُ أمانةً بَينَ أيديكُم، بل كونوا قُدوةً لِلرَّعيّةِ. وعِندَما يَتَجَلّى سَيِّدُنا عيسى الرّاعي الأعلى، سيَمنَحُكُم إكرامًا أبَديًّا، وهو خَيرٌ لكُم مِن إكليلِ نَصرٍ مِن أوراقِ الغارِ الفانيةِ.
وأنتُم يا أيُّها الشَّبابُ المُؤمنونَ، اِحتَرِموا مَكانةَ شُيوخِكُم، والبِسوا جَميعًا ثَوبَ التَّواضُعِ في التَّعامُلِ فيما بَينَكُم، كَما وَرَدَ في الكِتابِ على لِسانِ النَّبيِّ سُليمانَ الحَكيمِ: “إنّ الله يُقاوِمُ المُتَكَبِّرينَ، ويُنعِمُ على المُتَواضِعينَ”. فتَواضَعوا تَحتَ يَدِ اللهِ القَديرِ حتّى يَرفعَكُم في الوَقتِ المَعلومِ، إلى مَقامٍ كَريمٍ. فَأُلقوا عليهِ الهُمومَ الّتي تُثقلُ كاهِلَكُم، إنّهُ يَعتَني بِكُم.
تَعَقّلوا وتَيَقّظوا! إنّ مَثَلَ عَدُوِّكُم إبلِيسَ، كَمَثَلِ أسدٍ يَجولُ ويَزأرُ بَحثًا عن صَيدٍ يَفتَرِسُهُ. فقاوِموهُ ثابِتينَ في الإيمانِ، وأنتُم تَعلَمونَ أنّ إخوانَكُمُ يُقاسونَ مِثلُكُم الضِّيقَ نَفسَهُ في أنحاءِ العالَمِ. 10 وبَعدَ أن تَتَحَمَّلوا هذا الضِّيقَ فَترةً قَصيرةً، فاللهُ بفَضلِهِ العَظيمِ سيَرفَعُ مِن شأنِكُم ويُثَبِّتُكُم ويُقَوِّيكُم ويَسنُدُكُم، إذِ اختارَكُم حَتّى تُشاهِدوا جَلالَ السَّيّدِ المَسيحِ الأبَديِّ بِفَضلِ إيمانِكُم بِهِ (سلامُهُ علينا). 11 فلتَكُن للهِ القُدرةُ والعَظَمةُ إلى أبَدِ الآبِدينَ. آمـينَ.
ختام
12 كَتَبتُ إليكُم هذِهِ الرِّسالةَ المُختَصَرةَ بِمُساعَدةِ سِلواني الّذي أعتَبِرُهُ أخًا أمينًا،* سلواني هو اسم روماني أصيل يقابل سيلا، الذي كان صديق الحواري بولس. ومن الممكن أنّ سلواني هو الذي حمل هذه الرسالة إلى أصاحبها، وربّما كان ناسخا ومساعدا للحواري بطرس فصاغ ما يمليه عليه بأسلوب جيّد وراقٍ. وغايتي مِنها أن أشُدَّ عَزمَكُم وأُؤكِّد لكُم أنّ كُلَّ ما تَختَبِرُونَهُ إنّما هو مِن فَضلِ اللهِ عليكُم، فاعتَصِموا بِفَضلِهِ ثابِتينَ فيهِ! 13 تُسَلِّمُ عليكمُ جَماعةُ الإيمانِ في بابِلَ، اشتهرت مدينة بابل بسبب آثام أهلها زمنَ الأنبياء الأوّلين. لذا فقد أصبح اسم هذه المدينة يطلق على أيّ مكان ينتشر فيه الشرّ. وربّما جاء اسمها هنا للإشارة إلى روما، واستنادا إلى الموروث المسيحي القديم، فقد كتب الحواري بطرس هذه الرسالة في روما. وهُم مِثلُكُم مِن المُختارينَ. وكذلِكَ يُسَلِّمُ عليكُمُ ابني مَرقُسُ. 14 سَلِّموا بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلةِ المَحَبّةِ. السَّلامُ عليكُم جَميعًا يا من تَنتَمونَ إلى السَّيّدِ المَسيحِ.

*الفصل الخامس:12 سلواني هو اسم روماني أصيل يقابل سيلا، الذي كان صديق الحواري بولس. ومن الممكن أنّ سلواني هو الذي حمل هذه الرسالة إلى أصاحبها، وربّما كان ناسخا ومساعدا للحواري بطرس فصاغ ما يمليه عليه بأسلوب جيّد وراقٍ.

الفصل الخامس:13 اشتهرت مدينة بابل بسبب آثام أهلها زمنَ الأنبياء الأوّلين. لذا فقد أصبح اسم هذه المدينة يطلق على أيّ مكان ينتشر فيه الشرّ. وربّما جاء اسمها هنا للإشارة إلى روما، واستنادا إلى الموروث المسيحي القديم، فقد كتب الحواري بطرس هذه الرسالة في روما.