الفصل الثّالث عشر
تحذيرات أخيرة
ستَكونُ هذِهِ زيارتي الثّالثةَ لكُم. وعِندَما أصِلُ إليكُم، سأعمَلُ بَينَكُم بما جاءَ في التّوراة: “لا حُكمَ في قَضيّةٍ إلا بشَهادةِ شاهِدينِ أو ثلاثةٍ”،* تفرض التوراة (سفر التثنية، 17: 6; 19: 15) على اليهود وجوب شاهدين على الأقل حتّى يتمكّنوا من توجيه تهمة إلى شخص ما. وقد اتَّبع أتباع السيد المسيح هذه القاعدة (انظر متَّى، 18: 16; والرسالة الأولى إلى تيموتاوي، 5: 19). اعتبر بولُس زيارته الموالية إلى كورِنتوس بمثابة دعوة قضائية في محكمة ووعدهم أنّه سيكسب القضيَّة. ولقد حَذَّرتُكُم في زيارتي الثّانيةِ إليكُم، والآنَ وأنا غائبٌ أُكَرِّرُ على سَمعِكُم ما قلتُهُ سابِقًا، فاعلَموا أنّي إذا حَضَرتُ بَينَكُم لن أُشفِقَ على الّذينَ أذنَبوا مِن قَبلُ، ولم يَتوبوا عن ذُنوبِهم. وهذا هو دَليلي القاطِعُ الّذي طالبتُم بِهِ دائمًا على أنّي أتَكَلَّمُ بلِسانِ السَّيِّدِ المَسيحِ! تَزعُمونَ أنّي كُنتُ بَينَكُم ضَعيفًا ذَليلاً، فاعلَموا أنّ سَيِّدَنا عيسى لَيسَ ضَعيفًا بل إنّهُ قَويٌّ، وأنا سأحاسِبُكُم بقوَّتِهِ. إنّهُ وإن بَدا في صَلبِهِ ضَعيفًا، فإنّهُ الآنَ حَيٌّ بقوَّةِ اللهِ، كَما هو شأنُنا نَحنُ أتباعُهُ إذ نَعيشُ الضُّعفَ نَفسَهُ، ولكنّنا عِندَما نَتَعامَلُ مَعَكُم سنَنعَمُ بحَياةِ السَّيِّدِ المَسيحِ القَويّةِ بفَضلِهِ وقُدرَتِهِ تَعالى. كان المؤمنون في كورنتوس يشبهون الوثنيين الموجودين حولهم بانبهارهم بفصاحة القادة وبمعجزاتهم، وكانوا يعظّمون المتكلِّمين وصانعي المعجزات أكثر من تعظيمهم لله. لهذا السبب كان بولُس يؤكّد للكورِنتيين أن قوّة الله قد كُشِفَ عنها في عمل سيدنا عيسى (سلامه علينا)، أي في تضحيته على الصليب، الذي بدا لهم ضعفًا.
اختَبِروا أنفُسَكُم، وتَبَيَّنوا إن كُنتُم في الإيمانِ راسِخينَ. أجل، عليكُم أن تَختَبِروا أنفُسَكُم! ألاَ تَعرِفونَ أنّ سَيِّدَنا عيسى المَسيحَ يَسكُنُ قُلوبَكُم، إلاّ إذا فَشِلتُم في امتِحانِكُم وعُدتُم خائِبينَ. ولكنَّكُم ستَعلَمونَ لا رَيبَ حينَ أزورُكُم أنّي حَواريُّ المَسيحِ وأنّي فُزتُ في الامتِحانِ. وإنّي أسألُ اللهَ ألاّ تَرفُضوا تأديبَنا فتَكونوا بذلِكَ مِن المُذنِبينَ، وأرجو أن تَتوبوا قَبلَ مَجيئي إليكُم لِكَي لا أُعاقِبَكُم بسُلطتي، حَتّى لو بَدَوتُ للنّاسِ فاشِلاً وغَيرَ قادِرٍ على مُمارَسةِ سُلطَتي. فلا حاجةَ لتَنفيذِ سُلطتي إن فَعلتُم الصَّوابَ، ولكنّي مُضطَرٌّ لمُمارَسةِ سُلطتي عليكُم فقط عِندَما تَبتَعِدونَ عَن الصَّوابِ. فنَحنُ على استِعدادٍ أن نَبدو ضُعَفاءَ إن كانَ هذا يؤدّي إلى تَقويةِ إيمانِكُم، ونَدعو اللهَ أن تَكونوا في إيمانِكُم راشِدينَ. 10 وأكتُبُ إليكُم هذِهِ الرِّسالةَ وأنا غائِبٌ عنكُم، راجِيًا ألاّ أقسُو عليكُم حينَ أَحِلُّ بينَكُم. فلقد أمَرَني مَولاي (سلامُهُ علينا) أن أُرَسِّخَ إيمانَكُم، لا أن أهدِمَهُ.
تحيّات ختامية
11 وفي الخِتامِ، يا إخوتي في الإيمانِ، أصلِحوا ما بَينَكُم مِنَ الأخطاءِ، واعمَلوا بما نَصَحتُكُم بِهِ، وكونوا في وِفاقٍ وسَلامٍ، فاللهُ الّذي يَمنَحُ المَحَبّةَ والسَّلامَ يَكونُ مَعَكُم. 12 سَلِّموا بَعضُكم على بَعضٍ بقُبلَةٍ طاهِرةٍ. 13 واعلَموا أنّ كُلَّ المؤمنينَ يُسَلِّمونَ عليكُم. 14 رَجاؤُنا أن تَكونَ مَحبّةُ اللهِ مَعَكُم جَميعًا، وأن يَكونَ فَضلُ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ بَينَكُم، وأن يَدومَ تَواصُلُكُم برُوحِ اللهِ.

*الفصل الثّالث عشر:1 تفرض التوراة (سفر التثنية، 17: 6; 19: 15) على اليهود وجوب شاهدين على الأقل حتّى يتمكّنوا من توجيه تهمة إلى شخص ما. وقد اتَّبع أتباع السيد المسيح هذه القاعدة (انظر متَّى، 18: 16; والرسالة الأولى إلى تيموتاوي، 5: 19). اعتبر بولُس زيارته الموالية إلى كورِنتوس بمثابة دعوة قضائية في محكمة ووعدهم أنّه سيكسب القضيَّة.

الفصل الثّالث عشر:4 كان المؤمنون في كورنتوس يشبهون الوثنيين الموجودين حولهم بانبهارهم بفصاحة القادة وبمعجزاتهم، وكانوا يعظّمون المتكلِّمين وصانعي المعجزات أكثر من تعظيمهم لله. لهذا السبب كان بولُس يؤكّد للكورِنتيين أن قوّة الله قد كُشِفَ عنها في عمل سيدنا عيسى (سلامه علينا)، أي في تضحيته على الصليب، الذي بدا لهم ضعفًا.