الفصل الثّالث
الدّعاء
والآنَ يا إخوتي في الإيمانِ، نَسألُكُم الدُّعاءَ مِن أجلِنا، حَتّى تَنتَشِرَ رِسالةُ سَيِّدِنا بِسُرعةٍ بَينَ النّاسِ فتَلقَى الاِحتِرامَ والتَّبجيلَ، كَما بَجَّلتُموها حينَ بَلَغَتْكُم. وتَضَرّعوا إلى اللهِ حَتّى يُنعِمَ علينا النَّجاةَ مِن الضّالّينَ الأشرارِ. فلَيسَ كُلُّ النّاسِ بِمؤمنينَ. ولكنّ سَيِّدَنا عيسى بوُعودِهِ أمينٌ، سيَشُدُّ أزرَكُم وسيَحميكُم مِن الشَّيطانِ اللَّعينِ. ولقد مَنَحَني سَيِّدُنا (سلامُهُ علينا) ثِقةً كَبيرةً بأنّكُم تَعمَلونَ الآنَ بِوصايانا وستُواصِلونَ العَمَلَ بها، فلْيَهْدِ سَيِّدُنا المَسيحُ قُلوبَكُم إلى مَزيدٍ مِن مَحَبّةِ اللهِ وإلى الصُّمودِ النّابعِ مِنهُ (سلامُهُ علينا).
الوحدة
أيُّها الإخوةُ، إليكُم هذا الأمرَ مِنّا بِاسمِ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ: اِجتَنِبوا كُلَّ كَسولٍ مِن المؤمنينَ لا يَعمَلُ بِالتَّعاليمِ الّتي وَصَلَتْكُم مِنّا. فأنتُم تَعرِفونَ أنّنا قُدوَةٌ لكُم في الحَياةِ، فاقتَدوا بِنا. فَكَما رَأيتُم حينَ كُنّا بَينَكُم، لم نَكُنْ مِن الكَسالى. فما أرَدنا أن نَقبَلَ الطَّعامَ مِنكُم دونَ مُقابِلٍ، بَل كُنّا نَجتَهِدُ في عَمَلِنا لَيلاً نَهارًا حَتّى لا نَكونَ عِبئًا ثَقيلاً على أحَدٍ. مَعَ أنّنا نَحنُ الحَواريّونَ نَملِكُ حَقَّ دَعمِكُم لنا، ولكِن أرَدنا أن نَكونَ لكُم أُسوةً حَسَنةً، حَتّى تَفعَلوا مِثْلَنا. 10 ولمّا كُنّا بَينَكُم أَقَمنا فيكُم هذِهِ الوَصيّةَ: مَن لا يَعمَلْ لا يأكُلْ.
11 ولقد جاءَتِ الأنباءُ أنّ بَعضَكُم كَسالى لا يَعمَلونَ، ويَتَدَخَّلونَ في شُؤونِ غَيرِهِم.* ربّما اعتقد بعضُ المؤمنين في مدينة تسالونكي أنّهم لا يحتاجون إلى العمل، لأنّ سيّدنا عيسى سيتجلّى في الأرض ملكًا قريبا. وربّما اتّبع بعضُهم أسلوب حياة الفلاسفة المتجوّلين، مثل بولُس ورفاقه، رغم اجتهادهم في العمل لتأمين حاجاتهم الخاصّة خلافا للفلاسفة الكلبيّين، وربّما اتّبع بعضُ المؤمنين في تسالونكي طريقةَ عيش الكلبيّين إلى حدّ كبيرٍ، أولئك الذين اختاروا التسوّل وشجب الآخرين والتدخّلَ في شؤونهم بدلاً من العمل. 12 ونَحنُ نأمُرُ هؤلاءِ الكَسالى ونُوصيهِم بِسُلطانِ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ أن يَعمَلوا بِهُدوءٍ وأن يَكسِبوا رِزقَهُم بِكَدِّ يَمينِهِم.
13 أمّا البَقيّةُ مِنكُم أيُّها الإخوةُ، فلا تَمَلّوا مِن فِعلِ الخَيرِ. 14 وإن كانَ أحَدُكُم لا يَتَّبِعُ ما نَقولُهُ في هذِهِ الرِّسالةِ، فتَجَنِّبوهُ وقاطِعوهُ حَتّى يَخجَلَ ويَتوبَ عن تَصَرُّفاتِهِ. 15 ولا تَعتَبِروهُ عَدوًّا لكُم، بَل أرشِدوهُ كَأخٍ لكُم. لا يجب أن يُفرَض الانضباطُ ضمن جماعة المؤمنين بقسوة وكأنّه عقوبة، بل يجب اتّباع أسلوبٍ ليّن لتصحيح السلوك واستعادة العلاقات السليمة. وتوجد بعض الفقرات الأخرى التي تعالج موضوعَ الانضباط ضمن جماعة المؤمنين. انظر: متّى، 18: 15‏-20؛ ورسالة كورِنتوس الأولى، 5: 1‏-13، وكورِنتوس الثانية، الفصول 5‏-11.
تحيّات ختاميّة
16 أسألُ اللهَ السَّلامَ أن يَمنَحَكُم سَلامَهُ مَهما كانَت الظُّروفُ دائمًا! ولْيَكُن مَولانا مَعَكُم جَميعًا.
17 وها أنا أكتُبُ إليكُم بِخَطِّ يَدي هذِهِ التَّحيةَ: السَّلامُ عليكُم مِنّي أنا بولُس. وهذا بُرهانٌ مِنّي على أنّ هذِهِ الرِّسالةَ هي رِسالَتي، لا رَيبَ فيها. تشير هذه الكلماتُ إلى أنّ بولُس كان يُملي هذه الرسالةَ على ناسخ، وبعد ذلك يضيف بنفسه بعض الكلمات كي يتأكّد المؤمنون في تسالونكي من صحّة رسالته وحقيقتها. 18 ليَكُنْ فَضلُ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ مَعَكُم جَميعًا.

*الفصل الثّالث:11 ربّما اعتقد بعضُ المؤمنين في مدينة تسالونكي أنّهم لا يحتاجون إلى العمل، لأنّ سيّدنا عيسى سيتجلّى في الأرض ملكًا قريبا. وربّما اتّبع بعضُهم أسلوب حياة الفلاسفة المتجوّلين، مثل بولُس ورفاقه، رغم اجتهادهم في العمل لتأمين حاجاتهم الخاصّة خلافا للفلاسفة الكلبيّين، وربّما اتّبع بعضُ المؤمنين في تسالونكي طريقةَ عيش الكلبيّين إلى حدّ كبيرٍ، أولئك الذين اختاروا التسوّل وشجب الآخرين والتدخّلَ في شؤونهم بدلاً من العمل.

الفصل الثّالث:15 لا يجب أن يُفرَض الانضباطُ ضمن جماعة المؤمنين بقسوة وكأنّه عقوبة، بل يجب اتّباع أسلوبٍ ليّن لتصحيح السلوك واستعادة العلاقات السليمة. وتوجد بعض الفقرات الأخرى التي تعالج موضوعَ الانضباط ضمن جماعة المؤمنين. انظر: متّى، 18: 15‏-20؛ ورسالة كورِنتوس الأولى، 5: 1‏-13، وكورِنتوس الثانية، الفصول 5‏-11.

الفصل الثّالث:17 تشير هذه الكلماتُ إلى أنّ بولُس كان يُملي هذه الرسالةَ على ناسخ، وبعد ذلك يضيف بنفسه بعض الكلمات كي يتأكّد المؤمنون في تسالونكي من صحّة رسالته وحقيقتها.