الفصل الثّالث
رسالة سيّدنا المسيح إلى المؤمنين في سارديس
“اكتُبْ إلى مَن سيُرسَلُ إلى جَماعةِ المؤمنينَ في مَدينةِ سارْديسَ: هذِهِ رِسالةُ صاحِبِ مَلائِكةِ اللهِ السَّبعةِ الكِبارِ، والنُّجومِ السَّبعةِ: إنّي أعرِفُ أعمالَكُم، ورَغمَ أنّ النّاسَ يَظُنّونَ أنّكُم مِن النّاجينَ، فإنّكُم في الحَقيقةِ هالِكونَ! فانتَبِهوا وشُدُّوا عَزمَكُم في ما بَقِيَ لكُم مِن الإيمانِ قَبلَ أن يَفنى، فإنّي أرى أعمالَكُم لا تَفي بما يَطلُبُهُ رَبِّي مِنكُم. وتَذَكَّروا كَيفَ تَقَبَّلتُم البَلاغَ لمّا سَمِعتُموهُ، فتُوبوا إلى اللهِ واتّبعوا بَلاغَهُ. فإن كُنتُم لا تَنتَبِهونَ ولا تَستَيقِظونَ مِن الغَفلةِ الّتي أنتُم فيها، قَدِمتُ عليكُم فَجأةً وباغَتُّ الغافِلينَ مِنكُم في ساعةٍ لا تَعلَمونَها.* لم يذكر أنّ المؤمنين في منطقة سارديس قد أصابهم أيّ نوع من الاضطهاد، وقد يعني ذلك أنّ أتباع السيد المسيح كانوا يتعايشون بسلام مع اليهود والوثنيين. وهذا الاندماج في المجتمع قد يؤدّي بهم إلى خطر وقوعهم تحت تأثير الممارسات والتعاليم المنتشرة حولهم. وكانوا غافلين إلى درجة لم يدركوا فيها قوّة انبعاث سيدنا عيسى من الموت.
“غَيرَ أنّهُ يُوجَدُ بَينَكُم طاهِرونَ، وهُم قِلّةٌ، حَفِظوا أنفُسَهُم مِن النَّجاسةِ، ولِذلِكَ سيُرافِقونَني في ثِيابٍ بَيضاء لأنّهُم يَستَحِقّونَ هذا الشَّرَفَ. اصمُدوا، فإنّ الفائِزينَ مِنكُم سيَلبَسونَ ثيابًا بَيضاءَ مِثلَهُم، ولن أمحُوَ أسماءَهُم مِن سِجِلِّ الخالِدينَ، بل أشفَعُ لهُم في حَضرةِ اللهِ أبي الصَّمَدِ ومَلائِكتِهِ. يا مَن تُصيخونَ السَّمعَ، اِسمَعُوا وافهَمُوا وَحي رُوحِ اللهِ لِجَماعاتِ المؤمنينَ!
رسالة سيّدنا المسيح إلى المؤمنين في فيلادلفيا
“اكتُبْ إلى مَن سيُرسَلُ إلى جَماعةِ المؤمنينَ في مَدينةِ فيلادِلفيا: هذِهِ رِسالةُ صاحِبِ القُدسيّةِ الحَقِّ، فأنا وَريثُ عَرشِ النَّبِيِّ داودَ، وأملِكُ مِفتاحَ المَملَكةِ الرَّبّانيّةِ الأبَدِيّةِ، فإن فَتَحتُ بابَ المَملَكةِ، فلا أحَدَ يَستَطِيعُ إغلاقَها، وإنِ أغلَقتُها، فلا أحَدَ يَستَطيعُ فَتحَها. انظر كتاب النبي أشعيا 22: 22. إنّي عَليمٌ بِما كُنتُم تَعمَلونَ، ورَغمَ أنّ نُفوذَكُم قَليلٌ، فإنّكُم أطَعتُموني ولم تُنكِروني، لِذلِكَ فَتَحتُ لكُم بابًا لا يَقدَرُ على غَلقِهِ أحَدٌ. أمّا الّذينَ يَنتَمونَ إلى جَماعةِ الشَّيطانِ، أُولئكَ اليَهودُ الّذينَ يَدَّعونَ أنّهُم أحِبّاءُ اللهِ وما هُم بِأحِبّائِهِ، بل هُم كاذِبونَ في ادّعائِهِم، فسأجعَلُهُم يُقبِلونَ عليكُم ويَركَعونَ عِندَ أقدامِكُم ويَعتَرِفونَ بِأنّكُم أحّبائي. 10 ولأَنَّكُم تَحفَظونَ أمري بصَبرٍ كَما أوصَيتُكُم، فسأَحفَظُكُم في ساعةِ المِحنةِ الّتي ستَحُلُّ على العالَمينَ، لِتَمتَحِنَ سُكّانَ الأرضِ.
11 “ها أنا قادِمٌ سَريعًا، فتَمَسَّكوا بِإيمانِكُم، كَي لا يَسلُبَكم أحَدٌ إكليلَ فَوزِكُم. 12 اصمُدُوا، فإنّ الفائِزينَ مِنكُم سيَكونونَ بمَثابةِ أركانِ بَيتِ رَبِّي، ويَخلُدونَ في النَّعيمِ إلى الأبَدِ، وسأكتُبُ عليهِم اسمَ رَبِّي واسمَ مَدينةِ رَبِّي، إنّها القُدسُ الجَديدةُ الّتي تَنزِلُ مِن السَّماءِ مِن عِندِ رَبِّي، وسأكتُبُ عليهِم أيضًا اسمي الجَديدِ. 13 يا مَن تُصيخونَ السَّمعَ، اِسمَعُوا وافهَمُوا وَحي رُوحِ اللهِ لِجَماعاتِ المؤمنينَ!
رسالة سيّدنا المسيح إلى المؤمنين في اللاّذقية
14 “واكتُب إلى مَن سيُرسَلُ إلى جَماعةِ المؤمنينَ في مَدينةِ اللاّذِقِيّةِ: مدينة اللاذقية هنا ليست المدينة الواقعة في سوريا اليوم، وإنّما كانت تقع في غرب تركيا المعاصرة. هذِهِ رِسالةُ المُلَقَّبِ بـ “آمين”،§ هذا يعني أنّ السيد المسيح بمثابة كلمة “آمين” التي نصدّق بها الكلام الصادق، وهو بدوره يصدّق رسالة الله الموجَّهة إلى الناس جميعا. الشّاهِدِ المُخلِصِ الأمينِ، أصلِ خَلقِ اللهِ: 15 أنا عَليمٌ بأعمالِكُم، ولكن لا فائدةَ تُرجى مِنكُم، فمَثَلُكُم عِندي كمَثَلِ مياهِ مَدينَتِكُم الفاتِرةِ، لا هي بارِدةٌ للشُّربِ ولا هي ساخِنةٌ للاستِحمامِ. فيا لَيتَكُم كُنتُم نافِعينَ! 16 فإحساسي تُجاهَ أعمالِكُم كإحساسِ الّذينَ يَشرَبونَ ماءَ مَدينَتِكُم، ثُمّ يَلفَظونَهُ مِن أفواهِهِم. 17 أو أنّكُم لتَقولونَ: نَحنُ أغنياءُ واغتَنَينا وما يَنقُصُنا شَيءٌ. ألا إنّكُم جاهِلونَ، ولا تُدرِكونَ أنّكُم بائِسونَ أشقياءُ فُقَراءُ عُميانٌ عُراةٌ، 18 فها أنا أنصَحُكُم أن تَشتَروا مِنِّي ذَهَبًا خالِصًا، لَعَلَّكُم تَغتَنونَ فِعلاً، وهذِهِ ثيابٌ بَيضاءُ تَلبَسُونَها فتَستُرونَ بها عُريكُمُ المُخجِلَ، وهذا كُحلٌ تُكَحِّلونَ بِهِ أعيُنَكُم لَعَلَّكُم تُبصِرونَ.* عُرفت مدينة اللاذقية القديمة بأشياء ثلاثة: الرّخاء المالي، نجاح تجارتها في الأقمشة السوداء الرفيعة، وتفوّقها في المجال الطبي من خلال إنتاجها الكحل لعلاج أمراض العيون. ويلمح سيدنا عيسى في هذه الآية إلى تلك المسائل، ويعرض بديلا أرفع قيمة منها.
19 “فعِندَما ألومُكُم وأعتِبُ عليكُم، فهذا من أجلِكُم لأنّي أُحِبُّكُم، فتَحَمَّسوا في طاعتِكُم لي وتُوبوا إلى اللهِ. 20 ها أنا واقِفٌ على البابِ أطرُقُهُ، فمَن سَمِعَ صَوتي، وفَتَحَ لي البابَ وأدخَلَني، أكَلتُ مَعَهُ وأكَلَ مَعي. 21 اصمُدُوا، فإنّ الفائِزينَ مِنكُم سيَجلِسونَ إلى جانِبِ عَرشي، مِثلَما فُزتُ أنا وجَلَستُ إلى جانِبِ عَرشِ اللهِ أبي الصَّمَد. 22 يا مَن تُصيخونَ السَّمعَ، اِسمَعُوا وافهَمُوا وَحي رُوحِ اللهِ لِجَماعاتِ المؤمنينَ!”

*الفصل الثّالث:3 لم يذكر أنّ المؤمنين في منطقة سارديس قد أصابهم أيّ نوع من الاضطهاد، وقد يعني ذلك أنّ أتباع السيد المسيح كانوا يتعايشون بسلام مع اليهود والوثنيين. وهذا الاندماج في المجتمع قد يؤدّي بهم إلى خطر وقوعهم تحت تأثير الممارسات والتعاليم المنتشرة حولهم. وكانوا غافلين إلى درجة لم يدركوا فيها قوّة انبعاث سيدنا عيسى من الموت.

الفصل الثّالث:7 انظر كتاب النبي أشعيا 22: 22.

الفصل الثّالث:14 مدينة اللاذقية هنا ليست المدينة الواقعة في سوريا اليوم، وإنّما كانت تقع في غرب تركيا المعاصرة.

§الفصل الثّالث:14 هذا يعني أنّ السيد المسيح بمثابة كلمة “آمين” التي نصدّق بها الكلام الصادق، وهو بدوره يصدّق رسالة الله الموجَّهة إلى الناس جميعا.

*الفصل الثّالث:18 عُرفت مدينة اللاذقية القديمة بأشياء ثلاثة: الرّخاء المالي، نجاح تجارتها في الأقمشة السوداء الرفيعة، وتفوّقها في المجال الطبي من خلال إنتاجها الكحل لعلاج أمراض العيون. ويلمح سيدنا عيسى في هذه الآية إلى تلك المسائل، ويعرض بديلا أرفع قيمة منها.