الفصل الثّالث
سلوك المؤمن
ذَكِّرِ المؤمنينَ أن يَحتَرِموا مَكانةَ الحُكّامِ وأصحابِ السُّلطةِ، وأن يُطيعوهُم ويَستَعِدُّوا دائِمًا لِلأعمالِ الصّالِحةِ، فلا يَفتَرونَ على أحَدٍ، ولا يَتَقاتَلونَ، بل عليهِم أن يَكونوا لُطَفاءَ، ويُعامِلوا النّاسَ جَميعًا بكُلِّ اِحتِرامٍ.
نَحنُ أيضًا كُنّا جَهَلةً فيما مَضى، عُصاةً غَيرَ مُهتَدينَ، تَستَعبِدُنا الشَّهَواتُ والأهواءُ، راكنِينَ لِلخُبثِ والحَسَدِ، وكُنّا نَكرَهُ النّاسَ وهُم بِدَورِهِم كانوا يَكرَهونَنا.
 
فلمّا أظهَرَ اللهُ مُنَجِّينا أنّهُ لَطيفٌ بِالنّاسِ بِمَحَبّتِهِ،
نَجّانا، لا بِفَضلِ عَمَلٍ عَمِلناهُ لِمَرضاتِهِ، بَل بِفَضلِ رَحمتِهِ.
فطَهَّرَنا مِن إثمِنا العَظيمِ، وجَدَّدَ بِرُوحِهِ تَقَدَّسَ وتَعالى كِيانَنا القَديمَ.
وأفاضَ الرُّوحُ علينا الفَيضَ العَميمَ، لأنّنا آمَنّا بسَيِّدِنا عيسى المَسيحِ مُنقِذِنا الكَريمِ.
فقد رَضيَ عنّا بِفَضلِهِ، وجَعَلَنا وارِثينَ لِكُلِّ ما تَعَهَّدَ بِهِ مِن وُعودٍ، مُتَمَتِّعينَ بِيَقينِ دارِ الخُلودِ.* اعتبر بعض الباحثين أنّ الآيات من 4 إلى 7 شعر.
 
إنّ هذا قَولٌ صادِقٌ أمينٌ. وأُريدُ مِنكَ أن تُصِرّ عليهِ حَتّى يَجتَهِدَ المؤمنونَ باللهِ في فِعلِ الصّالِحاتِ. إنّ في هذا خَيرًا ونَفعًا لِلعالَمينَ.
تَجَنَّب سُخفَ المُجادِلينَ، والنَّظَرَ في أنسابِ الآباءِ، والخِصامَ والنِّزاعَ بِشأنِ عاداتِ اليَهُودِ وقَوانينِهِم. إنّ هذا كُلُّهُ ضارٌّ ولا نَفعٌ فيهِ. 10 وكُلُّ مُثيرٍ لِلنِّزاعاتِ بَينَ المؤمنينَ، فحَذِّرهُ مَرّةً أولى ومَرّةً ثانيةً فإذا لم يَتَّبِعْ النَّصيحةَ، قاطِعْهُ. 11 إنّكَ تَعلَمُ أنّ كُلَّ مَن يَسلُكُ سُلوكَهُ يُضِلُّ ويُخطِئُ فيَفتَحُ بِذلِكَ بابَ العِقابِ على نَفسِهِ.
تعليمات أخيرة
12 سأرسِلُ إليكَ الأخَ أرتِيمَ أوِ الأخَ طِيخِي، وحالَ وصولِهِ اُبذُل ما في وُسعِكَ للَّحاقِ بي في مَدينةِ نُقُوبلُسَ، حَيثُ قَرَّرتُ أن أقضيَ فَصلَ الشِّتاءِ. 13 وابذُل كُلَّ جُهدِكَ لِتُساعِدَ المُحامي زَينَ وشَمسي اللّذيْنِ يَستَعِدّانِ لِلسَّفَرِ، وقَدِّمْ إليهِما كُلَّ ما يَحتاجانِهِ. 14 ويَجِبُ على إخوانِنا أن يَتَعَلَّمُوا أن يَجتَهِدوا في فِعلِ الخَيرِ لِتَلبيةِ احتِياجاتِ الآخَرينَ، فلا يَكونوا عَديمي الفائدةِ. 15 يُسَلِّمُ عليكَ كُلُّ مَن مَعي. سَلِّمْ على أحِبّائي المؤمنينَ. وليَكُن فَضلُ اللهِ عليكُم أجمَعينَ.

*الفصل الثّالث:7 اعتبر بعض الباحثين أنّ الآيات من 4 إلى 7 شعر.