الفصل الرّابع
أهل بيت الله
إخوتي في الإيمانِ، اسمَعوا هذا المَثَلَ لَعَلَّكُم تَفهَمونَ. إنّ الوَريثَ حينَ يَكونُ قاصِرًا يَكُونُ شَبيهًا بالعَبدِ، رَغمَ أنَّهُ بَعدَ زَمَنٍ مَحدودٍ يَصيرُ صاحِبَ كُلِّ الأملاكِ، فهُوَ الآنَ تَحتَ رِعايةِ الأَوصِياءِ والوُكَلاءِ إلى حينِ بُلوغِ السِّنِّ الّذي يُعَيِّنُهُ أَبوهُ. كذلِكَ كانَت حالَنا نَحنُ اليَهودُ، كُنّا في الماضي كالعَبيدِ تَحتَ طُغيانِ الكائناتِ الغَيبيَّةِ،* يقول الحواري بولس إنّ جميع النّاس، سواءٌ كانوا يهودًا أو غيرهم، كانوا في الماضي تحت طغيان كائنات نزويّة متقلّبة تنتمي إلى العالم الغيبي. والتزم المؤمنون في غلاطية بالتّقاليد الدّينية اليهوديّة كوسيلة لإرضاء الله، وهذا يعني العودة إلى طغيان هذه الشياطين التي تحاول التّحكّم فيهم من خلال التّعاليم التي ينشرها الدّجّالون. ولمّا حانَ الوَقتُ المُناسِبُ، بَعَثَ اللهُ سَيِّدَنا عيسى الابنَ الرُّوحيَّ لهُ تَعالى، فألقاهُ إلى امرأةٍ اسمُها مَريمُ، وصارَ تَحتَ حِمايةِ التّوراةِ ليُحَرِّر الّذينَ تَحتَ حِمايتِها، لِنَكونَ مِن أهلِ بَيتِ اللهِ.
أمّا أنتُم في غَلاطيَةَ، يا مَن آمَنتُم بالسَّيِّدِ المَسيحِ، فقد أصبَحتُم أيضًا مِن أهلِ بَيتِ اللهِ، وكانَ سَيِّدُنا عيسى، الابنُ الرُّوحيُّ للهِ، وَسيلَةَ رُوحِهِ تَعالى إلى قُلوبِنا، وإنّكُم لَتَقولونَ مُقتَدينَ بِروحِهِ تَقَدَّسَ وتَعالى: “يا اللهُ أنتَ أبونا الرَّحمنُ!” الكلمة الآرامية “أبا” تترجم غالبًا بكلمة “الأب”. وكانت هذه الكلمة تعبّر في كثير من الأحيان عن احترام الآخرين لسيّد يقوم برعايتهم. وشاع في ذلك الزّمن استخدام مصطلحات تدلّ على القرابة للإشارة إلى العلاقات بين السّادة وبين رعيّتهم. والفكرة الأساسيّة هنا تشير إلى أنّ المؤمنين بالسيّد المسيح يمكنهم الدّخول في ميثاق فريد مع الله. فلَستُم بَعدَ الآنَ عَبيدًا، بل أنتُم أهلُ بَيتِ اللهِ، ووَرَثَةُ بَرَكاتِهِ تَعالى.
بولس يعاتب أهل غلاطية
يا أَهلَ غَلاطيةَ! ألم تَكونوا وَثَنيِّينَ مُنقَطِعينَ عنِ اللهِ، ألمْ تَكونوا مُقَيَّدينَ للأصنامِ والأوثانِ؟ أصنامٌ لَيسَ لها أصلٌ ولا وجودٌ، يقول بولس هنا أنّ الوثنيّين كانوا يعبدون من وراء الأصنام والآلهة الوهميّة الشّياطين التي سكنت هذه الأصنام. انظر الرّسالة الأولى إلى مؤمني كورنتوس 10: 19‏-20. وها أنتُمُ الآنَ مِنَ العارِفينَ بِاللهِ، والحَقُّ أنّ اللهَ هو مَن اعتَرَفَ بكُم فأَصبَحتُم مؤمنينَ. فكَيفَ تَرتَدُّونَ وتُصبِحونَ عَبيدًا مَرّةً أُخرى لتِلكَ الكائناتِ الغَيبيَّةِ؟! مَعَ أنّ هذِهِ الكائناتِ ضَعيفةٌ حَقيرةٌ! 10 فأنتُم تَعتَقِدونَ أنّكُم تَنالونَ مَرضاةَ اللهِ حينَ تَحتَفِلونَ بِيومِ السَّبتِ أو بِأعيادٍ وشُهورٍ وسِنينَ خاصّة، فتُقَلِّدونَ بذلِكَ بَني يَعقوبَ،§ “الشهور الخاصّة” تشير إلى الاحتفال الديني اليهودي بالقمر الجديد. و”السنوات” تشير إلى سنوات يهودية مقدّسة لا زراعة ولا غرس فيها. وكان اليهود المتشدّدون يحترمون هذه المناسبات بكل تفاصيلها. ويريد بولس أن يؤكّد أنّ العودة إلى القواعد والاحتفالات والمواعيد الدّينيّة من طرف مؤمني غلاطية هي عودة إلى العبوديّة الوثنيّة تحت شياطين العالم الغيبي، لأنّهم بهذا السّلوك يتخلَّون عن هدى روح الله ويتّبعون عادات البشر، حتّى لو كانت هذه عادات يهوديّة دينيّة. والأمر هنا شبيه بشيوخ عادوا الى طفولتهم وطلبوا الرّعاية من مرّبي أو وصيّ. كان المؤمنون بسيّدنا المسيح من غير اليهود في غلاطية منساقين وراء هذه التقاليد كما كانوا سابقًا منساقين وراء الآلهة الوهميّة التي كانت في اعتقادهم واسطة بين البشر والله. 11 إنَّ خَوفي عليكُم كَبيرٌ، فهَل ذَهَبَ جُهدي مَعَكُم هَباءً؟!
12‏-13 إخوَتي في الإيمانِ، أُناشدُكُم أن تَتَحَرَّروا مِثلي مِن العاداتِ اليَهوديَّةِ. فأنتُم تَعلَمونَ عِندَما زُرتُكُم أوّلَ مَرّة أنّي تَحَرَّرتُ مِثلَكُم مِن تِلكَ العاداتِ. هل تَذكُرونَ حينَ زُرتُكُم وأقَمتُ بَينَكُم بسَبَبِ مَرضي؟ فعامَلتُموني كَما يُعامَلُ الضَّيفُ الكَريمُ. حينَذاكَ دَعَوتُكُم إلى رِسالةِ البُشرى بِسَيّدِنا عيسى المَسيحِ، 14 ولقد سَبَّبَ لكُم مَرضي مَتاعِبَ كَثيرة، ولكنّكُم لم تَنفِروا مِنّي ولم تَحتَقِروني، بل رَحَّبتُم بي كَأنّي مَلاكٌ مِن اللهِ، بَل كَأنّي عيسى المَسيحُ نَفسُهُ! 15 كُنتُم فَرِحين بكُلِّ هذا، فأينَ فَرَحُكُم الآنَ؟ إنّي لكُم شاهِدٌ: لقد أحبَبتُموني حُبًّا شَديدًا، وكُنتُم مُستَعِدّينَ لتَقديمِ أعيُنِكُم إليّ، لو لَزِمَ الأَمرُ! 16 إنّي مُستَمِرٌّ في دَعوتِكُم إلى الخَيرِ، فهَل صِرتُ الآنَ عَدوَّكُم لأنِّي أخبرتُكُم بالحَقِّ المُبينِ؟
17 إنَّ الَّذينَ يُشَوِّهونَ رِسالةَ سَيِّدِنا عيسى مُتَحَمِّسونَ لجَعلِكُم أَتباعًا لهُم، فاحذَروا نواياهُم، إنَّهُم يَسعَون إلى إبعادِكُم عنّي، لتُصبِحوا أتبَاعًا خالِصينَ لهُم. 18 فما أجمَلَ أن يَعتَنيَ الأخُ بأخيهِ، لو واظَبَ على هذا الاهتِمامِ، وإنّي أعتَني دائمًا بأُمورِكُم، سَواءٌ كُنتُ غائِبًا أم حاضِرًا. 19 يا أولادي الأَحبَّاءُ، لقد قاسَيتُ ألَمًا شَبيهًا بوَجَعِ الوِلادةِ حِينَما أرشَدتُكُم للإيمانِ، وها أنا أُقاسي الوَجَعَ نَفسَهُ لتَنطَبِعَ فيكُم صِفاتُ المَسيحِ السَّمحاءُ. 20 ليتَني كُنتُ بَينَكمُ الآنَ، فأتَكَلَّمَ مَعَكُم مُباشَرةً بكُلِّ لُطفٍ، فأنا في حَيرَةٍ مِن أَمرِكُم.
مَثَلُ هاجر وسارة
21 يا مَن تُريدونَ أن تَكونوا تَحتَ حِمايةِ التَّوراةِ: ألا تَنتَبِهونَ إلى ما جاءَ فيها؟ 22 فقد وَرَدَ أنَّ النَّبيَّ إبراهيمَ لهُ وَلَدانِ، أحَدُهُما مِن هاجَرَ جاريَتِهِ والآخرُ مِن سارةَ زَوجتِهِ، 23 وأنَّ ابنَ الجاريَةِ وُلِدَ بِشَكلٍ طَبيعيٍّ، أمّا ابنُ الحُرَّةِ فقد وُلِدَ تَحقيقًا لوَعدِ اللهِ. 24 وهذا كُلُّهُ يَحمِلُ مَغزًى، إذ لِكُلِّ امرأةٍ مِنهُما ميثاقٌ: فهاجَرُ هي ميثاقُ اللهِ الَّذي أقامَهُ مَعَ النَّبيِّ موسى في جَبَلِ سيناءَ، حَيثُ استَعبَدَت شَريعةُ موسى بَني يَعقوبَ، 25 والآنَ مَدينةُ القُدسِ تَمامًا مِثلَ جَبَلِ سيناءَ في بِلادِ العَرَبِ هي مَوطِنُ ميثاقِ العَبيدِ، لأنّها هي ومَن يَسكُنُها مِن بَني يَعقوبَ مُقَيَّدونَ بعاداتِهِم الدِّينيّةِ. 26 أَمّا سارةُ الزَّوجةُ الحُرَّةُ، فتَرمُزُ إلى مَدينةِ القُدسِ السّماويّةِ، وهي أُمُّنا.* كان فقهاء اليهود يقولون أنّ “مدينة القدس العليا” هي نموذج لمدينة القدس في الأرض، وستقام على الأرض في زمن المسيح المنتظر. لكنّها هنا تشير إلى مدينة الله السّماوية، التي يسودها السّيد المسيح ويسكنها كلّ من آمن به. 27 إذ قالَ اللهُ على لِسانِ النّبيِّ أشعيا: “يا أَيُّتها المَحرومةُ مِنَ الأَبناءِ، كُوني سَعيدةً، يا مَن لم تَلِدي قَطُّ، هلِّلي الآنَ وأَبشِري، قَديمًا لم يَكُن لكِ أبناءٌ، فانظُري الآنَ إنّهُم أكثَرُ مِن أبناءِ امرأةٍ وَلودٍ مُتَزَوِّجةٍ مُنذُ زَمَنٍ قَديمٍ!” يقتبس بولس هنا من كتاب النّبي أشعيا 54: 1. وهذا المقطع يتضمّن صورة مجازيّة عن الله، فهو زوج لمدينة القدس. إذ قال الله على لسان النّبي أشعيا أنّ المدينة المهجورة التي خسرت أهلها إلى المنفى في بابل، سيُعاد بناؤها وستُبارَك بأبنائها العائدين وسيفوق عددهم الأبناء الذين فقدتهم. ويشرح بولس أنّ وعود كتاب النّبي أشعيا في الفصل 54 موجّهة الآن إلى جماعة المؤمنين في العصر الجديد، أي زمن إقامة مدينة القدس السّماويّة، إلاّ أنّ أغلب أفراد جماعة المؤمنين أصبحوا من الأمم غير اليهوديّة، ولمّا استجابت لرسالة السيّد المسيح أصبحت أعمالها تؤتي خيرا أكثر من بني يعقوب، رغم العقم الرّوحي الذي أصابهم في الماضي.
28 إخوتي في اللهِ، أنتُم أمثالُ النَّبيِّ إِسحَقَ، وَرَثةُ وَعدِ اللهِ للنَّبيِّ إبراهيمَ. 29 وإنَّكُم تَعلَمونَ أنّ البَعضَ يَرى أنّ الابنَ الّذي وُلِدَ بِالطَّريقَةِ الطَّبِيعيّةِ كانَ يَضطَهِدُ الابنَ الَّذي وُلِدَ بقوّةِ رُوحِ اللهِ، هكذا يَضطَهِدُنا الآنَ عَبيدُ شَريعةِ بَني يَعقوبَ. لا يمكن استخدام كلام بولس هنا لتغذية أيّ عداء تاريخي بين أحفاد إسماعيل وأحفاد إسحاق (عليهما السّلام)، وذلك لسببين، أوّلهما أنّ اللهَ قد حلَّ مسألة التّنافس بين الأخوين إذ بارك كلاًّ منهما في مجاله المختلف. وقد حصل النّبي إسحاق على البركة في بيت النّبي إبراهيم من خلال ميراثه، وحصل سيّدنا إسماعيل على البركة في الصحراء. والسبب الثّاني أنّ بولس عكس رمزيّة التّراتب العرقي إذ أصبح سيّدنا إسماعيل زمزًا لليهود وسيّدنا إسحاق رمزًا للمؤمنين من الأمم الأخرى. 30 وقد جاءَ في التّوراةِ أنّ سارةَ قالَت للنَّبيِّ إبراهيمَ: “اطرُدِ الجاريَةَ وابنَها، فَابنُ الجاريةِ لَن يَرِثَ مَعَ ابنِ الحُرَّةِ”.§ يقتبس بولس هنا من التوراة، سفر التكوين 21: 10 31 وهو شأنُنا، نَحنُ أبناءُ الحُرَّةِ، فقد تَحَرَّرنا مِن شَريعتِهِم وتَقاليدِهِم، ولَسنا عَبيدًا مِثلَ أبناءِ الجاريةِ.* لا تعني الإشارة إلى العبودية هنا العبوديّة في مفهومها المألوف، ولكن المقصود بها سيطرة التديّن والتّقاليد والفرائض على اليهود الذين لم يتّبعوا طريق السيّد المسيح وتعاليمه التي تحثُ على التحرّر من تلك القيود الدّينيّة البشريّة.

*الفصل الرّابع:3 يقول الحواري بولس إنّ جميع النّاس، سواءٌ كانوا يهودًا أو غيرهم، كانوا في الماضي تحت طغيان كائنات نزويّة متقلّبة تنتمي إلى العالم الغيبي. والتزم المؤمنون في غلاطية بالتّقاليد الدّينية اليهوديّة كوسيلة لإرضاء الله، وهذا يعني العودة إلى طغيان هذه الشياطين التي تحاول التّحكّم فيهم من خلال التّعاليم التي ينشرها الدّجّالون.

الفصل الرّابع:6 الكلمة الآرامية “أبا” تترجم غالبًا بكلمة “الأب”. وكانت هذه الكلمة تعبّر في كثير من الأحيان عن احترام الآخرين لسيّد يقوم برعايتهم. وشاع في ذلك الزّمن استخدام مصطلحات تدلّ على القرابة للإشارة إلى العلاقات بين السّادة وبين رعيّتهم. والفكرة الأساسيّة هنا تشير إلى أنّ المؤمنين بالسيّد المسيح يمكنهم الدّخول في ميثاق فريد مع الله.

الفصل الرّابع:8 يقول بولس هنا أنّ الوثنيّين كانوا يعبدون من وراء الأصنام والآلهة الوهميّة الشّياطين التي سكنت هذه الأصنام. انظر الرّسالة الأولى إلى مؤمني كورنتوس 10: 19‏-20.

§الفصل الرّابع:10 “الشهور الخاصّة” تشير إلى الاحتفال الديني اليهودي بالقمر الجديد. و”السنوات” تشير إلى سنوات يهودية مقدّسة لا زراعة ولا غرس فيها. وكان اليهود المتشدّدون يحترمون هذه المناسبات بكل تفاصيلها. ويريد بولس أن يؤكّد أنّ العودة إلى القواعد والاحتفالات والمواعيد الدّينيّة من طرف مؤمني غلاطية هي عودة إلى العبوديّة الوثنيّة تحت شياطين العالم الغيبي، لأنّهم بهذا السّلوك يتخلَّون عن هدى روح الله ويتّبعون عادات البشر، حتّى لو كانت هذه عادات يهوديّة دينيّة. والأمر هنا شبيه بشيوخ عادوا الى طفولتهم وطلبوا الرّعاية من مرّبي أو وصيّ. كان المؤمنون بسيّدنا المسيح من غير اليهود في غلاطية منساقين وراء هذه التقاليد كما كانوا سابقًا منساقين وراء الآلهة الوهميّة التي كانت في اعتقادهم واسطة بين البشر والله.

*الفصل الرّابع:26 كان فقهاء اليهود يقولون أنّ “مدينة القدس العليا” هي نموذج لمدينة القدس في الأرض، وستقام على الأرض في زمن المسيح المنتظر. لكنّها هنا تشير إلى مدينة الله السّماوية، التي يسودها السّيد المسيح ويسكنها كلّ من آمن به.

الفصل الرّابع:27 يقتبس بولس هنا من كتاب النّبي أشعيا 54: 1. وهذا المقطع يتضمّن صورة مجازيّة عن الله، فهو زوج لمدينة القدس. إذ قال الله على لسان النّبي أشعيا أنّ المدينة المهجورة التي خسرت أهلها إلى المنفى في بابل، سيُعاد بناؤها وستُبارَك بأبنائها العائدين وسيفوق عددهم الأبناء الذين فقدتهم. ويشرح بولس أنّ وعود كتاب النّبي أشعيا في الفصل 54 موجّهة الآن إلى جماعة المؤمنين في العصر الجديد، أي زمن إقامة مدينة القدس السّماويّة، إلاّ أنّ أغلب أفراد جماعة المؤمنين أصبحوا من الأمم غير اليهوديّة، ولمّا استجابت لرسالة السيّد المسيح أصبحت أعمالها تؤتي خيرا أكثر من بني يعقوب، رغم العقم الرّوحي الذي أصابهم في الماضي.

الفصل الرّابع:29 لا يمكن استخدام كلام بولس هنا لتغذية أيّ عداء تاريخي بين أحفاد إسماعيل وأحفاد إسحاق (عليهما السّلام)، وذلك لسببين، أوّلهما أنّ اللهَ قد حلَّ مسألة التّنافس بين الأخوين إذ بارك كلاًّ منهما في مجاله المختلف. وقد حصل النّبي إسحاق على البركة في بيت النّبي إبراهيم من خلال ميراثه، وحصل سيّدنا إسماعيل على البركة في الصحراء. والسبب الثّاني أنّ بولس عكس رمزيّة التّراتب العرقي إذ أصبح سيّدنا إسماعيل زمزًا لليهود وسيّدنا إسحاق رمزًا للمؤمنين من الأمم الأخرى.

§الفصل الرّابع:30 يقتبس بولس هنا من التوراة، سفر التكوين 21: 10

*الفصل الرّابع:31 لا تعني الإشارة إلى العبودية هنا العبوديّة في مفهومها المألوف، ولكن المقصود بها سيطرة التديّن والتّقاليد والفرائض على اليهود الذين لم يتّبعوا طريق السيّد المسيح وتعاليمه التي تحثُ على التحرّر من تلك القيود الدّينيّة البشريّة.