الفصل العاشر
عيسى (سلامُهُ علينا) يبعث أتباعه للدّعوة
وعَزَمَ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) على زيارةِ بَعضِ المُدُنِ والقُرى أثناءَ مَسيرِهِ إلى القُدسِ. فاختارَ اثنَينِ وسَبعينَ* هناك في التوراة في سفر التكوين في الفصل 10 قائمة بأسماء الشعوب المنحدرة من النبي نوح (عليه السّلام) وسلالته، وتضمّ هذه القائمة 72 شعبًا، ومن الممكن أن يكون سيدنا المسيح اختار ذلك الرقم للمرسلين ليبيّن أنّ رسالته لكلّ الأمم. مِن أتباعِهِ (باستثناء حَواريّيه الاثني عشر) وأرسَلَهُم ليَكونوا مُوفدِيهِ إلى تِلكَ الأماكنِ بتَخصيصِ اثنَينِ لكُلِّ ناحيةٍ. وإثرَ ذلِكَ خاطَبَهُم قائلاً: “الّذينَ يَقومونَ بتَبليغِ دَعوتي هُم كالحَصّادينَ القَليلي العَدَدِ أمامَ وافرٍ مِن الحَصادِ. فما أكثَرَ الضّالّينَ مِن النّاسِ الّذينَ هُم كالحَصادِ الوافِرِ! لذا فاسْألوا رَبَّكُم أن يَبعَثَ كَثيرًا مِن الدُّعاةِ لِرِسالتي كَما يَبعَثُ صاحِبُ الحَصادِ كَثيرًا مِمَّن يَجمَعُ لهُ حَصادَهُ. امضُوا في طَريقِكُم واعلَموا أنّكُم ستَكونونَ بَينَ هؤلاءِ كالخِرافِ وَسَطَ جَمعٍ مِن الذِّئابِ. وأُوصيكُم ألاّ تَحمِلوا مالاً، ولا كِيسًا، ولا حتّى نَعلاً زائدًا عن الّذي تَنتَعِلونَ. وأُوصيكُم ألاّ تُضَيّعوا وَقتَكُم في إلقاء التَّحِيّاتِ أثناءَ مُرورِكُم بَينَ النّاسِ في الطُّرُقاتِ. وإذا دَخَلتُم بَيتًا فقولوا: “السَّلامُ على أهلِ هذا البَيتِ!” وإن كانَ هُناكَ رَجُلٌ يَستَحِقُّ السَّلامَ، فسَلامُ اللهِ يَحُلُّ عليهِ، وإلاّ رَجَعَ إليكُم السَّلامُ الّذي ألقَيتُموهُ. وكونوا نُزَلاءَ ذلِكَ البَيتِ ذاتِهِ ولا تَنتَقِلوا مِن بَيتٍ إلى بَيتٍ، ولكُم أن تَأكُلوا وتَشرَبوا مِمّا يُقَدِّمونَ إليكُم مِن الطّعامِ والشَّرابِ، فالعامِلُ يَستَحِقُّ على عَمَلِهِ وجَهدِهِ أجرًا.
وإذا دَخَلتُم بَلدةً وقابَلَكُم أهلُها بالتِّرحابِ فتَنَعَّموا بما يُقَدِّمونَهُ لكُم مِن طَيِّباتٍ. وها أنا أَمنَحُكُم القُدرةَ على شِفاء مَرضَاهُم، فأَخبِروهُم بأنّهُم قد مُنِحوا فُرصةَ الدُّخولِ إلى المَملَكةِ الرَّبّانيّةِ. 10 أمّا إذا دَخَلتُم بَلدةً ورَفَضَكُم أهلُها، فتَوَجَّهوا إلى ساحتِها هاتِفينَ: 11 “إنّنا نَنفُضُ غُبارَ بَلدتِكُم عن أقدامِنا، لأنّ اللهَ غَضِبَ على أهلِ هذِهِ البَلدةِ، ولكنْ تَيّقَنوا أنّ اللهَ سيَقومُ قَريبًا بتأسيسِ مَملَكتِهِ على الأرضِ”. 12 يا أتباعي، أقولُ لكُم إنّ هذِهِ البَلدةَ ستُواجِهُ يومَ الحِسابِ عَذابًا أشَدَّ مِن عَذابِ قومِ لوطٍ في مَدينةِ سَدومَ”.
13 ثُمّ قالَ (سلامُهُ علينا): “وَيلٌ لكُم يا أهلَ بَلدةِ كورَزينَ! ووَيلٌ لكُم يا أهلَ بَلدةِ بَيتَ صَيدا! كورزين وبيت صيدا قريتان يهوديتان، وكان أهلهما يعتقدون بأنّهم أفضل ممّن هم في المدن التي يدين أهلها بالوثنية. وبيت صيدا هذه كانت قرية في الجليل قرب بحيرة طبريا، موقعها على الأرجح في عين الطابغة اليوم. لو شَهِدَ الوَثَنيّونَ في صُورَ وصَيدا ما جَرى بَينَكُم على يَديّ مِن مُعجِزاتٍ، لَتابوا إلى اللهِ تَوبةً نَصوحًا مُنذُ أمَدٍ بَعيدٍ، ولَلَبِسوا الخَيشَ غَمًّا وحُزنًا، ولَوَضَعوا الرَّمادَ على رُؤوسِهِم تَوبةً ونَدَمًا! 14 لذا أقولُ لكُم يا أهلَ بَلدتَيْ كورَزينَ وبَيتَ صَيدا إنّ مَصيرَكُم سيَكونُ أسوَأَ مِن مَصيرِ كُفَّارِ صُورَ وصَيدا يومَ الدِّينِ! 15 وأمّا أنتُم يا أهلَ كَفْرَناحومَ، أفَتَظُنّونَ أنّكُم ستَكونونَ أعلى مَقامًا مِن الأغرابِ يومَ الدّينِ؟ لا، بل لَيَهبِطَنّ اللهُ بكُم إلى أسفَلِ سافِلينَ!
16 ومِن ثَمَّ قالَ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) لأتباعِهِ الاثنَينِ والسَّبعينَ: “كُلُّ مَن يُصغي لكُم يُصغي إليّ، ومَن يَرفُضُكُم يَرفُضُني، ومَن يَرفُضُني فقد رَفَضَ اللهَ الّذي أرسَلَني”.
عودة الاثنين والسّبعين
17 واستَجابَ الأتباعُ الاثنانِ والسَّبعونَ لِرَغبَتِهِ (سلامُهُ علينا) بالذَّهابِ إلى البَلدات في الأنحاءِ، ثُمّ عادوا مِنها وقد شَمِلَهُم فَرَحٌ عَظيمٌ وتَحَدَّثوا إليهِ (سلامُهُ علينا) قائلينَ: “يا مَولانا، ما أعظَمَ السُّلطانَ الّذي كانَ لنا باسمِكَ، فقد خَضَعَت لنا بتأثيرٍ مِنهُ الجِنُّ والشَّياطينُ”. 18 فقالَ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا): “قَبلَ أن تُباشِروا ما طَلَبتُهُ مِنكُم، شاهَدتُ إبليسَ يَنهَزِمُ وكانَ سُقوطُهُ سَريعًا كالبَرقِ مِن السَّماءِ! 19 لأنّني مَنَحتُكُم سُلطانًا مِن اللهِ فقَوِيتُم بِهِ على قِوى عَدوِّكُم الشَّيطانِ، وستَدوسونَ بسُلطاني حتّى الأفاعيَ والعَقارِبَ فلا يَصِلُكم مِنها أذًى! 20 ولكنْ أقولُ لكُم: لا تَكُنْ سَعادتُكُم بسَبَبِ خُضوعِ الشَّياطينِ والجِنِّ لكُم، بل لِتَكُنْ في أنّ رَبَّكُم كَتَبَ أسماءَكُم في سِجِلِّ الخالِدينَ”.
21 ساعتئذٍ امتَلأ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) بفَرَحٍ مِن رُوحِ اللهِ وناجى رَبَّهُ قائلاً: “سُبحانَكَ يا اللهُ، سُبحانَكَ أيُّها الأبُ الصَّمَدُ، إلهَ السَّمَواتِ والأرضِ، فقد أخفَيتَ سِرَّ رِسالتي عن الّذينَ يَحسَبونَ أنّهُم حُكَماءُ وأصحابُ عِلمٍ، ولكِنّكَ كَشَفتَها لهؤلاءِ البُسَطاءِ المُتَوَاضِعينَ مِن عِبادِكَ! يا اللهُ أيُّها الأبُ الرَّحيمُ، هذا ما ارتَضَيْتَهُ. فَلَكَ الحَمدُ”. 22 ثُمّ وَجَّهَ كَلامَهُ إلى أتباعِهِ قائلاً: “قد أوكَلَ إليّ اللهُ أبي الصَّمَدُ كُلَّ شَيء، ولا أحَدَ يَعرِفُ حَقيقتي إلاّ هو، ولا أحَدَ يَعرِفُ حَقيقةَ اللهِ الأبِ الصَّمَدِ إلا أنا الابنُ الرُّوحيُّ لهُ تَعالى والنّاسَ الّذينَ أرَدتُ أن أكشِفَ لهُم ذلِكَ”. 23 وانفَرَدَ (سلامُهُ علينا) بحَواريِّيهِ وقالَ لهُم: “هَنيئًا لِمَن يَرى ما تَرَونَ، 24 فلقد شَهِدتُم وسَمِعتُم ما تاقَ كَثيرٌ مِن الأنبياءِ والمُلوكِ إلى رُؤيتِهِ وسَماعِهِ ولكنّهُم لم يَحظَوا بِهِ” كانت الرسالة السماوية في الماضي موجَّهةً على وجه الخصوص إلى الأنبياء والملوك الصالحين من بني يعقوب، لكن الآن مع قيام مملكة الله أصبح بإمكان جميع الناس معرفة حقائق تلك الرسالة.
مَثَل السّامريّ الصّالح
25 وطَرَحَ ذاتَ مَرّةٍ فَقيهٌ مِن فُقَهاءِ التَّوراةِ على سَيِّدِنا عيسى (سلامُهُ علينا) مَسألةً لكَي يَمتحِنَهُ قائلاً: “أيُّها المُعَلِّمُ، ما العَمَلُ الّذي بِهِ أحظَى بنَصيبي في جِنانِ الخُلدِ؟!” 26 فأجابَهُ (سلامُهُ علينا) بقَولِهِ: “ألَيسَ في التَّوراةِ ما يُشيرُ إلى ذلِكَ؟!” 27 فأجابَهُ الفَقيهُ بقَولٍ مِن الكِتابِ: “أَحِبَّ اللهَ رَبَّكَ بكُلِّ قَلبِكَ ونَفسِكَ وطاقَتِكَ وعَقلِكَ وأَحِبَّ جارَكَ كَما تُحِبُّ نَفسَكَ”. 28 فرَدَّ عليهِ سَيِّدُنا عيسى: “أحسَنتَ، وإن عَمِلتَ بذلِكَ، فُزتَ وكُنتَ مَعَ الخالِدينَ”.
29 ولكنّ الفَقيهَ أرادَ إحراجَهُ فقالَ: “ومَن المَقصودُ بالجارِ؟!” 30 فأجابَهُ (سلامُهُ علينا) قائلاً: “هَبْ عابِرَ سَبيلٍ كانَ في طَريقِهِ مِن القُدسِ مُتَوَجِّهًا إلى أريحا، فقَبَضَ عليهِ قُطّاعُ الطُّرُقِ وأشبَعوهُ ضَربًا وعَرَّوهُ ثُمّ تَرَكوهُ مُلقىً بَينَ المَوتِ والحَياةِ ومَضَوا في سَبيلِهِم. 31 ثُمّ مَرَّ بِهِ بَعدَ ذلِكَ أحَدُ رِجالِ الدِّينِ الأحبارِ. وعِندَما رآهُ مالَ عَنهُ إلى جانِبِ الدَّربِ الآخَرِ وتابَعَ طَريقَهُ دونَ الالتِفاتِ إليهِ.§ تبعًا لما جاء في التوراة يعرف رجل الدين أنّ لَمْس جسد الميت أو الدم السائل من جرح يجعله نجسًا، واذا ما أصبح كذلك فعليه الدخول في شعائر ليصبح طاهرًا من جديد قبل قيامه بخدمة بيت الله. وكان هؤلاء مهتمّين بطهارتهم أكثر من اهتمامهم بمساعدة الإنسان المحتاج. 32 وكذلِكَ فَعَلَ بالرَّجُلِ خادِمٌ مِن خُدّامِ بَيتِ اللهِ، فإنّهُ عِندَما رَآهُ مالَ عَنهُ أيضًا إلى الجانِبِ الآخَرِ مِن الطَّريقِ ومَرَّ دونَ الاهتِمامِ بِهِ. 33 وقَصَدَهُ في النّهايةِ أحَدُ السّامريّينَ المَنبوذينَ* كان اليهود والسامريون يكنّون لبعضهم البعض كراهية عظيمة، وقد اعتبر اليهود بأنّ دين السامريين دين فاسد، وأدنى درجة. فأشفَقَ على ذلِكَ الرَّجُلِ عِندَما رآهُ، 34 واهتَمَّ بِهِ وعَالجَهُ وضَمَّدَ لهُ جَراحَهُ، ثُمّ حَمَلَهُ على دابّتِهِ إلى أحَدِ النُزُلِ فأنزَلَهُ هُناكَ وأخَذَ يُتابِعُ عِنايتَهُ بِهِ، 35 ثُمّ غادَرَهُ السّامريُّ في اليَومِ التّالي، بَعدَ أن أوصَى بِهِ صاحِبَ النُزُلِ إذ دَفَعَ إليهِ دينارينِ مِن الفِضّةِ وقالَ لهُ: “لِيَكُن الرَّجُلُ الجَريحُ مَحَطَّ رِعايتِكَ، ولكَ مُقابِلَ ذلِكَ مَبلغٌ عِندَ عَودتي زيادةً على ما نَقَدتُكَ”. 36 “فأنبِئْني أيُّها الرَّجُلُ الفَقيهُ أيُّ هؤلاءِ الثّلاثةِ عَمِلَ للرَّجُلِ الّذي وَقَعَ في أيدي قُطّاعِ الطُّرُقِ بما جاءَ في تِلكَ الوَصيّةِ؟!” 37 فأجابَهُ الفَقيهُ: “ثالِثُهُم ذاكَ الّذي أشفَقَ عليهِ”. ربّما لم يكن لدى الفقيه الرغبة في مجرّد التلفّظ بكلمة “السامري”. فرَدَّ عليهِ سَيِّدُنا عيسى قائلاً: “ها إنّ لكَ في السّامريِّ نِعْمَ المَثَل”.
مرثا ومريم
38 وأثناءَ مَسيرِهِ (سلامُهُ علينا) دَخَلَ صُحبةَ أتباعِهِ قَريةً، فاستَضافَتهُم امرأةٌ تُدعى مَرْثا 39 وقد كانَت لها شَقيقةٌ اسمُها مَريمُ جَلَسَت عِندَ قَدَميهِ مُصغيةً إليهِ كَما يَفعَلُ الرِّجالُ، كان طبيعيّا أن يجلس المُريد عند قدمَيْ شيخه، وإنّه لمن الأهميّة أن نرى تشجيع سيدنا المسيح المرأة كي تأخذ عنه المعرفة خصوصا وأنّ جلّ علماء اليهود كانوا لا يسمحون للنساء بأن يأخذن العلم عنهم. 40 في حينِ أنّ مَرثا قامَت لتَخدِمَ ضُيوفَها، ثُمّ تَقَدَّمَت مِنهُ وسألَتهُ: “يا سَيِّدي! ألا تُبالي لتَعَبي؟ فقد تَرَكَتْني أُختي أحمِلُ عِبءَ كُلِّ الأعمالِ وَحدي، فهَلاّ سألتَها مُساعَدَتي؟!” 41‏-42 فأجابَها سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا): “مَرثا، مَرثا، هُناكَ كَثيرٌ مِن الأُمورِ تَشغلُكِ وتُنهِكُ فِكرَكِ! في حينِ أنّهُ لا توجَدُ إلاّ حاجةٌ واحدةٌ تَستَحِقُّ أن نَنشَغِلَ بها، ولقد اختارَت مَريمُ النَّصيبَ الأعلى ولن يَنزِعَهُ أحَدٌ مِنها أبدًا”.

*الفصل العاشر:1 هناك في التوراة في سفر التكوين في الفصل 10 قائمة بأسماء الشعوب المنحدرة من النبي نوح (عليه السّلام) وسلالته، وتضمّ هذه القائمة 72 شعبًا، ومن الممكن أن يكون سيدنا المسيح اختار ذلك الرقم للمرسلين ليبيّن أنّ رسالته لكلّ الأمم.

الفصل العاشر:13 كورزين وبيت صيدا قريتان يهوديتان، وكان أهلهما يعتقدون بأنّهم أفضل ممّن هم في المدن التي يدين أهلها بالوثنية. وبيت صيدا هذه كانت قرية في الجليل قرب بحيرة طبريا، موقعها على الأرجح في عين الطابغة اليوم.

الفصل العاشر:24 كانت الرسالة السماوية في الماضي موجَّهةً على وجه الخصوص إلى الأنبياء والملوك الصالحين من بني يعقوب، لكن الآن مع قيام مملكة الله أصبح بإمكان جميع الناس معرفة حقائق تلك الرسالة.

§الفصل العاشر:31 تبعًا لما جاء في التوراة يعرف رجل الدين أنّ لَمْس جسد الميت أو الدم السائل من جرح يجعله نجسًا، واذا ما أصبح كذلك فعليه الدخول في شعائر ليصبح طاهرًا من جديد قبل قيامه بخدمة بيت الله. وكان هؤلاء مهتمّين بطهارتهم أكثر من اهتمامهم بمساعدة الإنسان المحتاج.

*الفصل العاشر:33 كان اليهود والسامريون يكنّون لبعضهم البعض كراهية عظيمة، وقد اعتبر اليهود بأنّ دين السامريين دين فاسد، وأدنى درجة.

الفصل العاشر:37 ربّما لم يكن لدى الفقيه الرغبة في مجرّد التلفّظ بكلمة “السامري”.

الفصل العاشر:39 كان طبيعيّا أن يجلس المُريد عند قدمَيْ شيخه، وإنّه لمن الأهميّة أن نرى تشجيع سيدنا المسيح المرأة كي تأخذ عنه المعرفة خصوصا وأنّ جلّ علماء اليهود كانوا لا يسمحون للنساء بأن يأخذن العلم عنهم.