الفصل الرّابع
يوحنّا يرى العرش وما حوله في رؤيا* يعتبر بعض المفسّرين أنّ هذه الآيات تتضمّن صورا مجازية لمشهد محكمة سماوية، والله هو الحاكم فيها وقد استوى على عرشه وأحاط به المُشتَكون وقد سُجّلت ادعاءاتهم (الرؤيا 6: 9)، والمتّهم هنا مدينة القدس وقد أوشك إصدار الحكم في حقّها.
ورَأيتُ بَعدَ ذلِكَ في رؤياي بابًا فُتِحَ في السَّـماءِ. وسَمِعتُ الصَّوتَ نَفسَهُ الّذي كَلَّمَني مُنذُ حينَ كَأنّهُ بُوقٌ يَقولُ: “اِصعَدْ إلى هُنا حَتّى تَرى ما سيَحدُثُ بَعدَ حينَ لا مَحالةَ”. وحينَها غَمَرَني فَيضٌ مِن رُوحِ اللهِ، رَأيتُ عَرشًا في السَّـماءِ، يَستَوي عليهِ صاحِبُهُ العَظيمُ، وتَنبَعِثُ مِنهُ أنوارٌ تُشبِهُ الألماسَ والعَقيقَ الأحمَرَ، وحَولَ العَرشِ قَوسُ قُزَحَ بِألوانِهِ، يَلمَعُ كَأنّهُ زُمُرُّدةٌ خَضراءُ، ويُحيطُ بِالعَرشِ أربَعةٌ وعِشرونَ عَرشًا يَعتَليها أربَعةٌ وعِشرونَ شَيخًا يَرتَدونَ ثيابًا بَيضاءَ، وعلى رُؤوسِهِم تِيجانٌ مِن ذَهَبٍ. يناقش المفسرون دلالة رقم 24. وربّما يرمز الشيوخ الـ 24 إلى قبائل بني يعقوب الاثني عشر والحواريين الاثني عشر. واعتبر آخرون أن الشيوخ هم النظير السماوي لجماعات الأحبار ومساعديهم من عشيرة بني لاوي الأربع والعشرين. بينما يرى آخرون أنّ وجود الشيوخ ليس إلاّ لإكمال مشهد المحكمة السماوية بوضوح وعددهم لا يوحي إلى أيّة رمزية. وتجدر الإشارة إلى أنّ شيوخ الرومان كانوا يرتدون الملابس البيضاء مثلهم. وانبَثَقَتْ مِن العَرشِ بُروقٌ وأزيزٌ ورُعودٌ، وصف البرق والرعد والأصوات الهادرة يشبه ما جاء في التوراة من وصف لما حدث على جبل سيناء عندما كشف الله للنبي موسى ميثاقه مع بني يعقوب. وتَقَدَّمَت العَرشَ سَبعةُ مَشاعِلِ نارٍ، هي مَلائِكةُ اللهِ الكِبارُ السَّبعةُ. ويَمتَدُّ أمامَ العَرشِ ما يُشبِهُ بَحرًا شَفّافًا كَأنّهُ البِلّورُ في صَفائِهِ. وتُحيطُ بالعَرشِ مِن كُلِّ النَّواحي أربَعةُ مَخلوقاتٍ حَيّةٍ تَكسُوها عُيونٌ مِن الأمامِ ومِن الخَلفِ، وكانَ أوّلُها يُشبِهُ الأسَـدَ، وثانيها يُشبِهُ العِجلَ، أمّا الثالِثُ فوَجهُهُ يُشبِهُ وَجهَ الإنسانِ، ورابِعُها يُشبِهُ النِّسرَ أثناء الطَّيَرانِ. ولِكُلِّ واحِدٍ مِن هذِهِ المَخلوقاتِ سِتّةُ أجنِحةٍ، تَكسُوها عُيونٌ تَمتَدُّ على كامِلِ جِسمِها، وتَصِلُ حَتّى تَحتَ الأجنِحةِ، وهي لا تَنقَطِعُ عنِ التَّسبيحِ لَيلاً نَهارًا: “قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، إنّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، فأنتَ الحَيُّ مُنذُ الأزَلِ، والآنَ، وإلى أبَدِ الآبِدينَ”.§ رأى النبي أشعيا في إحدى رؤاه كائنات سماوية ذات ستّة أجنحة تدعى “السرافيم” وتصدّرت العابدين لله حول العرش، وأعلنت قدسيّته وربوبيته وسلطته المطلقة على الأرض كلها (انظر كتاب النبي أشعيا 6: 1 – 8).
وكُلَّما سَبَّحَت هذِهِ المَخلوقاتُ تَسبيحَ الإجلالِ والإكرامِ والحَمدِ لِرَبِّ العَرشِ، الحَيِّ الّذي لا يَموتُ أبَدًا، 10 رَكَعَ الشُّيوخُ الأربَعةُ والعِشرونَ ساجِدينَ للهِ الّذي استَوَى على العَرشِ، إنّهُ الحَيّ الّذي لا يَموتُ أبَدًا، وطَرَحوا تِيجانَهُم أمامَ عَرشِهِ قائلينَ: 11 “رَبَّنا وإلهَنا، إنّكَ ذو الجَلالِ والإكرامِ والتَّقديرِ، لأنّكَ خالِقُ الأشياءِ كُلِّها، وهي كائِنةٌ مَوجودةٌ كَما تَشاءُ”.

*^ يعتبر بعض المفسّرين أنّ هذه الآيات تتضمّن صورا مجازية لمشهد محكمة سماوية، والله هو الحاكم فيها وقد استوى على عرشه وأحاط به المُشتَكون وقد سُجّلت ادعاءاتهم (الرؤيا 6: 9)، والمتّهم هنا مدينة القدس وقد أوشك إصدار الحكم في حقّها.

الفصل الرّابع:4 يناقش المفسرون دلالة رقم 24. وربّما يرمز الشيوخ الـ 24 إلى قبائل بني يعقوب الاثني عشر والحواريين الاثني عشر. واعتبر آخرون أن الشيوخ هم النظير السماوي لجماعات الأحبار ومساعديهم من عشيرة بني لاوي الأربع والعشرين. بينما يرى آخرون أنّ وجود الشيوخ ليس إلاّ لإكمال مشهد المحكمة السماوية بوضوح وعددهم لا يوحي إلى أيّة رمزية. وتجدر الإشارة إلى أنّ شيوخ الرومان كانوا يرتدون الملابس البيضاء مثلهم.

الفصل الرّابع:5 وصف البرق والرعد والأصوات الهادرة يشبه ما جاء في التوراة من وصف لما حدث على جبل سيناء عندما كشف الله للنبي موسى ميثاقه مع بني يعقوب.

§الفصل الرّابع:8 رأى النبي أشعيا في إحدى رؤاه كائنات سماوية ذات ستّة أجنحة تدعى “السرافيم” وتصدّرت العابدين لله حول العرش، وأعلنت قدسيّته وربوبيته وسلطته المطلقة على الأرض كلها (انظر كتاب النبي أشعيا 6: 1 – 8).