الفصل الثّاني
ولادة عيسى (سلامُهُ علينا)
وانقَضَت بَعدَ هذِهِ الأحداثِ فَترةٌ مِن الزَّمَنِ، قامَ فيها القَيصرُ أَغُسْطُس* كان أغسطس امبراطور روما حين ولادة سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا). وقد كان الرومان في زمنه يسيطرون على معظم مناطقِ حوضِ البحر المتوسط. بإصدارِ مَرسومٍ لإحصاءِ سُكّانِ إمبِراطوريّتِهِ، وذلك لإجبار كل شخص ممّن شمله الإحصاء على دفع الجزية. وتَمَّ إجراؤهُ قَبلَ زَمَنِ وِلايةِ كِيرينيُوسَ الرُّومانيِّ على بِلادِ الشّامِ. ووُجِّهَ كُلُّ فَردٍ إلى بَلَدِ أسلافِهِ لأجلِ الإحصاءِ، 4‏-5 وتَرَكَ يُوسفُ وهو مِن آلِ داودَ، لهذا السَّبَبِ النّاصرةَ في الجَليلِ مُتَوَجِّهًا إلى بَيتَ لَحمَ في مِنطقةِ يَهوذا، بَلدةِ النّبيِّ داودَ (عليه السّلام) مَعَ خَطيبَتِهِ مَريمَ (عليها السّلام) كان من عادة اليهود في تلك الأيّام أن يُعقد قران الرجل على البنت قبل الزّفاف بِوقت. وحسب الوحي الذي سجّله متّى، فإنّه عندما علم يوسف النجّار (وهو غير النبي يوسف عليه السلام الذي عاش بين حوالي 1700 و1500 عام قبل الميلاد) بحمل خطيبته قبل أن يدخل بها، أراد أن يطلّقها سرًا لكي لا يفضحها. لكنّ الله أرسل إليه ملاكا يأمره بأن يُبقي على مريم كزوجة له ويضمّها إلى داره ولكن بدون أن يدخل بها كزوجة حتّى تلد ابنها البكر. وقد كانَت تَحمِلُ أمرَ اللهِ في أحشائِها. وحانَ وَقتُ وَضعِها وهُما في بَيتَ لَحم. فوَضَعَت بِكرَها ثُمّ لَفَّتْهُ وأنامَتْهُ في مِعلَفٍ لأنّ غُرفةَ الضُّيوفِ ضاقَت بِهِم.§ الكلمة اليونانية التي تُترجم بـ”غرفة الضيوف” قد تترجم أيضا بكلمة “فندق” أو “نَزَل” كما في بعض ترجمات الإنجيل. مع ذلك، يفضّل علماء الإنجيل أن يترجموا الكلمة اليونانية بـ”غرفة الضيوف” في هذا السياق، لأنّها تلائم العادات والتقاليد في تلك الأيّام.
إعلان ولادته (سلامُهُ علينا)
وكانَ في مِنطقةِ بَيتَ لَحمَ رُعاةٌ يَبيتونَ في المَراعي ليَحرِسوا قُطعانَهُم في اللّيلِ. وفَجأةً ظَهَرَ لهُم مَلاكٌ وغَمَرَهُم نورٌ مِن اللهِ وجَلالٌ، فارتاعوا مِن ذلِكَ، 10 ولكنّ المَلاكَ طَمأنَهُم قائلاً: “لا تَفزَعوا فإنّما جِئتُ لأُبَشِّرَكُم بهذا النَّبأ العَظيمِ الّذي سيَفرَحُ بِهِ كُلُّ الشَّعبِ! 11 اليَومَ وُلِدَ مُنقِذُكُم في بَلدةِ النَّبيِّ داودَ! وُلِد المَسيحُ المُنتَظَرُ مَولاكُم،* “المسيح” هو لقب يعني (الممسوح بالزيت) ويعني أيضًا (المختار). فقد كان الناس في زمن بني يعقوب يسكبون الزيت على رأس الرجل الذي كان مختارًا لخدمة الله وأمّة بني يعقوب. وعلى سبيل المثال فقد يُدهن كلّ من رجال الدين الأحبار والأنبياء والملوك بالزيت. وعملية سكب الزيت على رؤوسهم كانت ترمز إلى سكب أو حلول روح الله على هؤلاء الناس لتقويّتهم لخدمة الله. وورد في التوراة كما في كتب الأنبياء بأن مَن يُدعى المسيح سيكون في الغالب الملك المختار من سلالة النبي داود. وجاء واضحًا في عدد من الأناشيد في الزبور (المزامير) حول ملك بني يعقوب أنّ المسيح باعتباره مختارا من الله “الابن الرّوحي لله” سيكون مسؤولا عن إقامة عدالة الله وسلامه على الأرض. وهذا يعني إنصاف المقهورين والمظلومين، وخاصّة الفقراء منهم. وكان وعد الله للنبي داود الملك بأن يكون الملك في سلالته دائمًا. ولكن كانت نهاية مملكة النبي داود وسلالته بعد تدمير مدينة القدس في العام 586 ق.م. غير أنّ بني يعقوب توقّعوا أن يستمرّ الله في وعده لهم بحفظ المملكة لسلالة داود من خلال تكليف المسيح بإقامة العدالة على الأرض إلى الأبد. 12 وسأدُلُّكُم عليهِ، إنّهُ مَولودٌ مُقَمَّطٌ مَوضوعٌ في المِعلَفِ”. 13 ثُمّ بَدَا فَجأةً مَعَ هذا المَلاكِ طائفةٌ مِن المَلائكةِ آخَرونَ يُسَبِّحونَ اللهَ رَبَّ العالَمينَ 14 قائلينَ: “سُبحانَ اللهِ في عُلاهُ، وسَلامُهُ على النّاسِ في الأرضين، ورِضاهُ على مَن نالَ مِنهُ الرِّضَى”.
15 وعادَ المَلائكةُ إلى السَّماءِ فأخَذَ الرُّعاةُ يَتَناجَونَ فيما بَينَهُم قائلينَ: “لِنَذهَبْ إلى بَيتَ لَحمَ ونَرَ هذا الحَدَثَ الّذي أنبأنا اللهُ بِهِ”. 16 وأسرَعوا إلى بَيتَ لَحمَ، فوَجَدوا مَريمَ (عليها السّلام) ويُوسفَ ومَعَهُما الطِّفلُ نائمًا في المَعلَفِ. 17 فتَوَجَّهوا إلى النّاسِ مُخبِرينَ بنَبأ هذا الطِّفلِ الّذي زَفَّهُ إليهِم المَلاكُ، 18 فأخَذَت الدَّهشةُ كُلَّ الحاضِرينَ. 19 إلاّ أنّ مَريمَ (عليها السّلام) احتَفَظَت في نَفسِها بِكُلِّ ما مَرَّ بها وكانَت دائمًا تَستَرجِعُهُ مُتَأمّلةً، 20 وعادَ الرُّعاةُ أدراجَهُم مُرَدِّدينَ: “الحَمدُ للهِ على ما سَمِعنا ورَأينا، فقد كانَ ما أنبأنا بِهِ المَلاكُ حقًّا”.
ختان عيسى
21 ولمّا كانَ اليومُ الثّامنُ مِن عُمرِ الوَليدِ، حانَ وَقتُ خِتانِهِ، معنى الختان هو دخول العهد الذي أبرمه الله مع النبي موسى ونسله. وأُطلِقَ عليهِ اسمُ عيسى كَما أخبَرَ المَلاكُ مَريمَ (عليها السّلام) عِندَما بَشَّرَها بخَبرِ حَمْلِها. 22 وعِندَ تَمامِ فَترةِ نِفاسِها وطُهْرِها أخَذَ يوسفُ ومَريمُ الطِّفلَ إلى المَدينةِ المُقَدَّسةِ ليُقدِّماهُ للهِ، كَما وَرَدَ في التَّوراةِ وجاء في التوراة أنّ كلّ مولود بكر ذكر منذور لله، ولكن فقط الرجال من عشيرة لاوي كان لديهم الحقّ في خدمة الله داخل الحرم الشريف. وإن كان الولد من عشيرة غير عشيرة لاوي، كان ينبغي أن يقدّم أهله مبلغ 5 شواقل من المال عوضًا عن تخصيصه لخدمة لله. هكذا كان الحال مع سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا)، الذي كان ينتمي إلى عشيرة يهوذا. 23 فقد جاءَ فيها: “إنّ كُلَّ مَولودٍ بِكرٍ مِن الذُّكورِ مَنذورٌ للهِ”. 24 وقد جاءَ أيضًا أنّهُ يَجِبُ تَقديمُ ذَبيحةٍ للهِ عِندَ التَّطَهُّرِ مِن النِّفاسِ: “زَوجَينِ مِن طُيورِ اليَمامِ أو فَرخَيْ حَمام”.
25 وكانَ في المَدينةِ المُقَدَّسةِ رَجُلٌ تَقِيٌّ صالحٌ مُنقادٌ بِرُوحِ اللهِ§ يعني أنه ولي من أولياء الله. اسمُهُ شِمعونُ، يَنتَظِرُ قُدومَ المَسيحِ الّذي سيُنقِذُ شَعبَهُ، 26 وقد جاءَهُ وَحيٌ مِن رُوحِ اللهِ أنّهُ لن يُوافِيَهُ الأجَلُ حتّى يَرى المَسيحَ المُختارَ، 27 ثُمّ ذَهَبَ مُنقادًا بالرُّوحِ إلى الحَرَمِ الشَّريفِ. وعِندَما رأى مَريمَ ويُوسفَ وهُما يَحمِلانِ الطِّفلَ عيسى ويُؤدِّيانِ الشَّعائرَ الموصَى بها في التَّوراةِ، 28 بادَرَ إليهِما فأخَذَ الطِّفلَ بَينَ ذِراعَيهِ، وسَبَّحَ اللهَ قائلاً: 29‏-32 “رَبِّي ها قد وَفَيتَ بما وَعَدتَني، فدَعني أنا عَبدَكَ أموتُ بسَلامٍ بَعدَما اطمَأنَّتْ نَفسي برُؤيةِ المُنقِذِ الذّي أرسَلتَهُ لِكُلّ النّاسِ، يَكونُ لشُعوبِ الأرضِ هاديًا ونورًا، ويَكونُ فَخرًا لعِبادِكَ بَني يَعقوبَ”.
33 وتَعَجَّبَ يوسفُ ومَريمُ مِن كَلامِ شِمعونَ 34‏-35 الذّي دَعا لهُم بالبَرَكاتِ، قائلاً لمَريمَ: “عِندَما يَكبُرُ طِفلُكِ هذا، يُقيمُهُ اللهُ ليَكونَ آيةً مِن آياتِهِ أرسَلَها إلى النّاسِ، وسيُقِرُّ بذلِكَ فِئةٌ مِن بَني يَعقوبَ، فَيَنالونَ رِضى اللهِ، وتُنكِرُ فِئةٌ أُخرى ويَجحَدونَ أنّهُ رَسولُ اللهِ، فيَحِلُّ عليهِم غَضَبُ اللهِ ونِقمَتُهُ. فاللّهُ قد عَيَّنَهُ لذلِكَ الغَرَضِ حتّى يَكشِفَ بواسِطتِهِ سَرائرَ النّاسِ. أمّا أنتِ يا مَريمُ، فسَوفَ يُغمِدُ الحُزنُ سَيفَهُ في قَلبكِ”.
36 وكانَت في ذلِكَ المَكانِ أيضًا امرأةٌ عَجوزٌ خَصَّها اللهُ بوَحيٍ مِنهُ، واسمُها حَنانُ بِنتُ فَنوئيلَ، مِن عَشيرةِ أشيرَ بِن يَعقوبَ (عليه السّلام)، تَرَمَّلَت بَعدَ سَبعِ سَنَواتٍ مِن زَواجِها، 37 وقد امتَدَّ بها العُمرُ حتّى بَلَغَت الرّابعةَ والثّمانينَ، وكانَت دائمةَ الاعتِكافِ في الحَرَمِ مُتَعَبِّدةً صائمةً مُصَليّةً لرِبِّها آناءَ اللّيلِ وأطرافَ النّهارِ، 38 فتَقَدَّمَت مِن الجَمعِ مُسَبِّحةً بِحَمدِ اللهِ شاكِرةً لهُ نِعَمَهُ مُنبِئةً عن شأنِ ذلِكَ الطِّفلِ العَظيمِ لكُلِّ مَن كانوا يَتَرَقّبونَ ظُهورَ مُنقِذِ القُدسِ المُحتَلّةِ.
39 وبَعدَ أن أنهى يُوسفُ ومَريمُ أداءَ شَعائرِ التَّوراةِ المُتَعَلِّقةِ بشؤونِ الوِلادةِ، عادا أدراجَهُما إلى النّاصرةِ بَلدَتِهِما في الجَليلِ. 40 ومَضَت الأيّامُ ليَشِبَّ عيسى وقد ازدادَ قوةً وحِكمةً مُحاطًا بفَضلٍ مِن اللهِ كبيرٍ.
عيسى (سلامُهُ علينا) وحجّه إلى القدس أوّل مرّة
41 واعتادَ يُوسفُ ومَريمُ أن يَحُجّا إلى المَدينةِ المُقَدَّسةِ كُلَّ عامٍ، في وَقتِ عِيدِ الفِصحِ، (وهو عيد الفداء).* الفصح هو عيد يحتفل فيه اليهود بنجاتهم من ملاك الموت، وذلك قبل هروبهم من بطش فرعون (بقيادة النبي موسى) وكانوا يذبحون الخراف كلّ سنة في ذكرى قيامهم بذلك أوّل مرّة في عهد النبي موسى كعلامة لملاك الموت كي يجتاز عن بيوتهم ولا يدخلَها ليقتل الأبناء الأبكار. أنظر سفر الخروج الفصل 12 من التوراة. 42 وعِندَ بُلوغِ عيسى الثّانيةَ عَشَرةَ مِن عُمرِهِ، كان من عادة اليهود تحضير الصبيان في الثانيةَ عشرة من عمرهم ليحتلّوا مكانتهم الدينية في المجتمع عندما يصبحون في السنة الثالثة عشرة من عمرهم. رافَقَ أُمَّهُ ويوسفَ في رِحلةِ حَجِّهِما إلى القُدسِ، 43 وبَعدَ انقِضاءِ العِيدِ، قَفَلَ يوسفُ ومَريمُ عائدَيْنِ إلى بَلدتِهِما النّاصرة، ولم يَتَفَطّنا إلى عيسى 44 لأنّهُما ظَنَّا أنّهُ بَينَ المُسافِرينَ. ومَضَيا في طَريقِهِما مَسيرةَ يومٍ، وعِندَما افتَقَداهُ، بَحَثَا عنهُ بَينَ الأقارِبِ والمَعارِفِ 45 لكنّهُما لم يَجِداهُ، فعادَا إلى القُدسِ، وبَحَثَا عنهُ 46 إذ بَلَغَ زَمَنُ غِيابِهِ ثَلاثةَ أيّامٍ، إلى أن وَجَداهُ في حَرَمِ بَيتِ اللهِ، جالِسًا بَينَ عُلَماءِ التَّوراةِ، مُصغيًا لِما يَتَحَدِّثونَ فيهِ، طارِحًا عليهِم مَزيدًا مِن الأسئلةِ مُحاجًّا إيّاهُم بحِكمةٍ وفَهمٍ عَميقَيْنِ، 47 مِمّا أثارَ إعجابَ الحاضِرينَ وتَعَجُّبَهُم. 48 ولمّا وَقَعَ نَظَرُ يوسفَ ومَريمَ عليهِ أخَذَتْهُما الدَّهشةُ، وعاتَبَتْهُ أُمُّهُ قائلةً: “يا بُنَي لِمَ فَعَلتَ بنا ما فَعَلتَ؟! لقد أثَرتَ قَلَقَنا فبَحَثنا عَنكَ بلَهفةٍ للعُثورِ عليكَ”. 49 فأجابَهُما بِرِقّةٍ وبِرّ: “لا عليكُما، ألا تَعلَمانِ أنّهُ يَجِبُ أن أهتَمَّ بشُؤونِ ولِيّ أمري؟!” هذه إشارة باللغة اليونانية الأصلية من السيّد المسيح وبكناية تحمل معنى أنّه المقرّب من الله والمختار لإنقاذ البشر. وتكلّم السيّد المسيح بتعبير يشير إلى حميمية علاقته بالله ويبيّن أنّه الملك المختار. 50 ولم يَفقَها قَصدَهُ، 51 وعادا بِهِ إلى النّاصرةِ، وكانَت مَريمُ أُمُّهُ تَحفَظُ ما وَقَعَ ويَقَعُ لابنِها في قَلبِها. 52 ومَضى (سلامُهُ علينا) في حَياتِهِ مَعَهُما بارًّا بِهِما مُطيعًا لَهُما، يَزدادُ، مَعَ الأيّامِ، حِكمةً، وتَزدادُ قامتُهُ طولاً، ويَزدادُ عِندَ اللهِ رِضى وعِندَ النّاسِ قَبولاً واحتِرامًا.

*الفصل الثّاني:1 كان أغسطس امبراطور روما حين ولادة سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا). وقد كان الرومان في زمنه يسيطرون على معظم مناطقِ حوضِ البحر المتوسط.

الفصل الثّاني:1 وذلك لإجبار كل شخص ممّن شمله الإحصاء على دفع الجزية.

الفصل الثّاني:4‏-5 كان من عادة اليهود في تلك الأيّام أن يُعقد قران الرجل على البنت قبل الزّفاف بِوقت. وحسب الوحي الذي سجّله متّى، فإنّه عندما علم يوسف النجّار (وهو غير النبي يوسف عليه السلام الذي عاش بين حوالي 1700 و1500 عام قبل الميلاد) بحمل خطيبته قبل أن يدخل بها، أراد أن يطلّقها سرًا لكي لا يفضحها. لكنّ الله أرسل إليه ملاكا يأمره بأن يُبقي على مريم كزوجة له ويضمّها إلى داره ولكن بدون أن يدخل بها كزوجة حتّى تلد ابنها البكر.

§الفصل الثّاني:7 الكلمة اليونانية التي تُترجم بـ”غرفة الضيوف” قد تترجم أيضا بكلمة “فندق” أو “نَزَل” كما في بعض ترجمات الإنجيل. مع ذلك، يفضّل علماء الإنجيل أن يترجموا الكلمة اليونانية بـ”غرفة الضيوف” في هذا السياق، لأنّها تلائم العادات والتقاليد في تلك الأيّام.

*الفصل الثّاني:11 “المسيح” هو لقب يعني (الممسوح بالزيت) ويعني أيضًا (المختار). فقد كان الناس في زمن بني يعقوب يسكبون الزيت على رأس الرجل الذي كان مختارًا لخدمة الله وأمّة بني يعقوب. وعلى سبيل المثال فقد يُدهن كلّ من رجال الدين الأحبار والأنبياء والملوك بالزيت. وعملية سكب الزيت على رؤوسهم كانت ترمز إلى سكب أو حلول روح الله على هؤلاء الناس لتقويّتهم لخدمة الله. وورد في التوراة كما في كتب الأنبياء بأن مَن يُدعى المسيح سيكون في الغالب الملك المختار من سلالة النبي داود. وجاء واضحًا في عدد من الأناشيد في الزبور (المزامير) حول ملك بني يعقوب أنّ المسيح باعتباره مختارا من الله “الابن الرّوحي لله” سيكون مسؤولا عن إقامة عدالة الله وسلامه على الأرض. وهذا يعني إنصاف المقهورين والمظلومين، وخاصّة الفقراء منهم. وكان وعد الله للنبي داود الملك بأن يكون الملك في سلالته دائمًا. ولكن كانت نهاية مملكة النبي داود وسلالته بعد تدمير مدينة القدس في العام 586 ق.م. غير أنّ بني يعقوب توقّعوا أن يستمرّ الله في وعده لهم بحفظ المملكة لسلالة داود من خلال تكليف المسيح بإقامة العدالة على الأرض إلى الأبد.

الفصل الثّاني:21 معنى الختان هو دخول العهد الذي أبرمه الله مع النبي موسى ونسله.

الفصل الثّاني:22 وجاء في التوراة أنّ كلّ مولود بكر ذكر منذور لله، ولكن فقط الرجال من عشيرة لاوي كان لديهم الحقّ في خدمة الله داخل الحرم الشريف. وإن كان الولد من عشيرة غير عشيرة لاوي، كان ينبغي أن يقدّم أهله مبلغ 5 شواقل من المال عوضًا عن تخصيصه لخدمة لله. هكذا كان الحال مع سيدنا عيسى (سلامُهُ علينا)، الذي كان ينتمي إلى عشيرة يهوذا.

§الفصل الثّاني:25 يعني أنه ولي من أولياء الله.

*الفصل الثّاني:41 الفصح هو عيد يحتفل فيه اليهود بنجاتهم من ملاك الموت، وذلك قبل هروبهم من بطش فرعون (بقيادة النبي موسى) وكانوا يذبحون الخراف كلّ سنة في ذكرى قيامهم بذلك أوّل مرّة في عهد النبي موسى كعلامة لملاك الموت كي يجتاز عن بيوتهم ولا يدخلَها ليقتل الأبناء الأبكار. أنظر سفر الخروج الفصل 12 من التوراة.

الفصل الثّاني:42 كان من عادة اليهود تحضير الصبيان في الثانيةَ عشرة من عمرهم ليحتلّوا مكانتهم الدينية في المجتمع عندما يصبحون في السنة الثالثة عشرة من عمرهم.

الفصل الثّاني:49 هذه إشارة باللغة اليونانية الأصلية من السيّد المسيح وبكناية تحمل معنى أنّه المقرّب من الله والمختار لإنقاذ البشر. وتكلّم السيّد المسيح بتعبير يشير إلى حميمية علاقته بالله ويبيّن أنّه الملك المختار.